الفصل الثالث3
بقلم تسنيم المرشدي
مسلم دخل المكان بثبات شديد ، الكل اتنحي تقديرا لهيئته ، الهمسات عمت المكان بين كل الموظفين ، مسلم وقف جنب حسين المدير السابق وهو بدأ يتكلم بصوت عالي عشان الكل ينتبه له :-
لو سمحتوا اسمعوني لحظة
_ الهدوء عم المكان وكلهم انتبهوا لحسين وهو كمل كلامه :-
حابب اعرفكم بمديركم الجديد وهو أستاذ مسلم الليثي لو فيه اي ملحوظات اتفضلوا اسألوا عليها
_ واحد من الشباب رفع أيده وحسين سمح له يتكلم :-
اتفضل يا كريم
_ كريم أتكلم بعملية :-
النظام هيكون ازاي بعد كده ؟
_ مسلم بص لحسين وقاله :-
اسمح لي أرد عليه يا استاذ حسين
_ حسين هز راسه بموافقة ورد عليه :-
اه طبعا اتفضل
_ مسلم بص لكريم ورد علي سؤاله بثبات :-
النظام هو نفسه نظام استاذ حسين مفيش اي تغير غير ان المدير اتغير من استاذ حسين ليا انا
_ بعد أسئلة كتير من الشباب حسين سلم علي مسلم ومشي وهو عيونه راحت تلقائي علي رقية اللي متحركتش من مكانها وواقفة بتبص عليه بذهول ، مقدرتش تقعد في نفس المكان ورجعت مكتبها اخدت شنطتها وخرجت من الجريدة
_ مسلم خرج وراها من غير ما يتردد ، جاله مكالمة من يوسف ، فتح الخط وعيونه عليها :-
ايه يا يوسف ؟
_ يوسف بلغه بلي شافه :-
المدام نزلت من الجريدة و..
_ مسلم دور عليه بعيونه واول لما شافه قرب منه وقاله :-
خلاص يا يوسف شكرا
_ يوسف بصله من فوق لتحت باستغراب وسأله باستفسار :-
حضرتك مين ؟
_ مسلم بصله بتهكم علي سذاجته ورد عليه :-
أنا مسلم الليثي يابني فوق معايا
_ يوسف ضحك له واتكلم بسعادة :-
اخيرا قابلت حضرتك
_ ملامح يوسف اتشدت لما افتكر كلامه وسأله بتردد :-
انت قولت خلاص ، خلاص ايه ؟
_ مسلم رد عليه وهو بيدور علي رقية ورد عليه بنبرة سريعة عشان ينهي الحوار :-
أنا رجعت ومش محتاجك تمشي وراها تاني ، ابقي كلمني خد باقي حسابك
_ مسلم ركب عربيته ومشي وراها وهو عنده فضول يعرف هي راحة فين ، رقية وصلت عيادة الدكتورة ووقفت قدام السكرتيرة واتكملت بنبرة لحوحة :-
عايزة ادخل لدكتور هبة
_ السكرتيرة بصلتها بضيق وردت عليه بهدوء رغم ضيقها :-
في حالات جوا ومن فضلك يا مدام رقية استني لما أبلغ الدكتورة الأول
_ رقية هزت راسها بموافقة وقعدت علي أول كرسي قابلها ، كانت بتهز رجليها بتوتر باين وهي مستنية بفارغ الصبر دخولها لدكتورتها ..
_ مسلم طلع وراها وقرأ اليافطة بصوت هادي :-
دكتورة هبة للإستشارات النفسية
_ حس بغصة في حلقه غير قلبه اللي اتقبض بحزن شديد حس بيه لحظتها ، معقول هو اللي وصلها لكدا؟ مسلم هز راسه يرفض افكاره اللي ممكن تأنب ضميره من نحيتها ، سحب نفس وبص علي العيادة من بعيد وعيونه وقعت علي رقية اللي إرهاقها باين علي ملامحها ..
_ كان مركز مع حركة رجليها ومسكتها لبطنها من وقت للتاني ، كان مستغرب نفسه اوي ليه متأثر بيها وبتصرفاتها بالشكل ده ؟ ليه جه وراها من الأساس وليه طلب من المدير أنه يمسك الإدارة بأي تمن يطلبه ..
_ فلاش باك _
مسلم أتكلم بثبات :-
كنت عايز امسك الإدارة بدل حضرتك
_ المدير قام وقف ورد عليه باندفاع :-
انت مجنون يا جدع انت ولا ايه ؟ انت جاي لي تقولي عايز الإدارة!
_ مسلم رفع عيونه عليه بجمود ووضح قصده بلهجة جامدة :-
لو سمحت اقعد وافهم أنا عايز ايه ، علي فكرة أنا محامي وليا مكانتي وبشتغل مع مجدي الشريف أكيد سمعت عنه
_ المدير هدي لما سمع اسم مجدي وقعد مكانه ، سحب نفس وسأله :-
ممكن تفهمني انت عايز ايه بالظبط ؟
مسلم حط رجل علي رجل وقرأ اسمه من خشبة الهوية وبصله وقال :-
استاذ حسين كل اللي مطلوب منك انك تتفضل معزز مكرم تقعد في بيتك أو تطلع تصيف مع الأولاد وانا هنا هكون مكانك لوضع مؤقت ومش هاخد منك اي فلوس بالعكس أنا اللي هديلك فوق اللي بتاخده يعني مفيش تعب بس فيه أجر ولو عايز اي ضمانات أنا جاهز للي تطلبه
_ حسين حاول يوصل لنقطة يفهم منها سبب طلبه الغريب بس فشل ، سحب نفس وسأله بفضول :-
كل ده ليه يعني؟
_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها باختصار :-
ده ميخصكش كل اللي يخصك الضمانات اللي اقدر اقدمهالك
_ بعد تفكير حسين وصل لقراره وحس أنها فرصة متتعوضش وبص لمسلم وقال :-
موافق
_ عوده من الفلاش باك _
_ مسلم خرج من تفكيره علي وقوف رقية ، دخل العيادة لما هي دخلت للدكتورة وقعد في ابعد مكان ممكن حد يلاحظه ، رقية وقفت قدام الدكتورة اللي استغربت وجودها وسألتها باهتمام :-
خير يا رقية
_ رقية جابت الاوضة يمين وشمال واتكلمت بنبرة سريعة :-
شوفته النهاردة جه الجريدة وكمان بقا المدير ، معرفش عمل كده ازاي وليه بس انا مخنوقة اوي حسيت اني لو فضلت معاه في نفس المكان اكتر من كده ممكن اقتله من كتر الغضب اللي جوايا
_ رقية وقفت واتكلمت من بين أنفاسها المضطربة :-
هو عمل كده ليه ؟ عايز يوجعني تاني ؟ ده انا لسه مداوتش اللي عمله فيا..
_ دكتور هبة بصتلها واتكلمت بهدوء :-
خدي نفس يا رقية واقعدي
_ رقية اخدت نفس وقعدت قصادها ، حطت أيدها علي وشها وانفجرت في العياط واتكلمت من بين عياطها :-
انا مكنش قصدي كل ده يحصل مكنش قصدي دياب يموت كنت عايزة علاقته مع أهله تكون كويسة وبس
_ رقية سكتت وشالت أيدها من علي وشها وبصت في الفراغ قدامها وقالت :-
بس كل حاجة حصلت بسببي أنا حتي لو مكنش قصدي
_ رقية بصتلها وملامحها بتدل علي حزنها الشديد وكملت لوم في نفسها :-
أنا اتسببت في موت واحد! ومش اي واحد ده أقرب شخص لمسلم
_ دكتور هبة ابتسمت لها وحاولت تهديها بنبرتها الرزينة :-
بس مش انتي السبب يا رقية
_ رقية رفعت عيونها عليها وهي بتستنجد بأي أمل وهبة واصلت كلامها :-
نيتك كانت خير نسيتي ( وعلي نياتكم ترزقون )
_ رقية اتنهدت بتعب وغمضت عيونها لمدة وردت عليها :-
بس هو ميعرفش نيتي ، أو يمكن عارفها بس حابب أنه يوجعني
_ بعد مدة من الكلام بينهم رقية خرجت وهي حاسة ببعض الراحة لما اتكلمت مع دكتور هبة ، مسلم وقف قدام السكرتيرة وقالها :-
عايز ادخل للدكتورة
_ السكرتيرة بصتله وردت عليه بعمليه :-
لسه دورك عليه بدري يا فندم وانا بلغت حضرتك لما حجزت
_ مسلم خبط بصوابعه علي مكتبها بضيق واتكلم بنبرة جامدة :-
مش هاخد من وقتها اكتر عشر دقايق
_ السكرتيرة بصتله باستغراب وقالتله :-
أقل جلسة بتكون ساعة يا فندم
_ مسلم نفخ بصوت عالي واندفع فيها بعصبية :-
أنا مش حالة أنا هسالها علي حاجة وهمشي
_ السكرتيرة اتوترت من صوته وقامت وقفت وقالتله :-
طيب ثواني خليك هنا
_ دخلت لدكتور هبة وبلغتها :-
في واحد برا عايز يقابل حضرتك بيقول مش هياخد من وقتك اكتر من عشر دقايق
_ هبة ضيقت عيونها باستغراب وسألتها بفضول :-
إسمه ايه ؟
_ مسلم رد عليها وهو داخل المكتب :-
مش مهم اسمي مش هيفيدك بحاجة
_ السكرتيرة بصت له بعتاب وقالت :-
قولت لحضرتك خليك برا و...
_ مسلم قاطعها وهو بيوجه كلامه لدكتور هبة :-
مش عايز من حضرتك اكتر من رد علي أسئلتي وزي ما قولتلها هما عشر دقايق وهمشي
دكتور هبة كانت متوترة من تصرفاته بس حاولت تطمن نفسها ، سحبت نفس وبصت السكرتيرة :-
روحي انتي
_ بصت لمسلم واتكلمت بعملية :-
اتفضل حضرتك ممكن تقعد
_ مسلم رفض وسألها باستفسار :-
مش مستاهلة بس انا عايز اعرف كل حاجة عن رقية ابو الفضل وليه بتيجي هنا ووصلت لإيه ؟
_ دكتور هبة عيونها وسعت عليه بدهشة وهاجمته بحدة :-
نعم! انت مين اصلا ؟
_ مسلم رد عليها بفتور :-
قولتلك اسمي مش هيفيدك في حاجة وحتي شخصيتي برده
_ دكتور هبة ضحكت بتهكم واتكلمت بنبرة حادة :-
يعني أنا شغلي بيحتم عليا مطلعش اسرار حالاتي لقريب الحالة نفسه اقوم اقولك انت وانا معرفش انت مين ؟ سوري يا استاذ دي اسرار ومينفعش حد يعرفها واتفضل برا عشان العشر دقايق خلصوا
_ مسلم ضغط علي أسنانه بعصبية وبص لهبة بنظرات رعبتها ومشي ، هبة جمعت هويته وقالتله :-
انت مسلم ؟
_ مسلم وقف وسحب أيده علي اوكرة الباب وبصلها باستغراب وهي اتأكدت أنه هو من ورا نظراته وقالتله بسخرية :-
متستغربش اني عارفاك ده انت المرض اللي بعالج رقية منه!!
_ مسلم حس بخنقة شديدة بسبب كلامها ، بلع ريقه وحاول يقف بثبات قدامها و لما فشل هرب منها وكان هيخرج بس هي وقفته بكلامها :-
علي فكرة انت كمان محتاج تتعالج
_ مسلم التفت وبصلها ورد عليها باندفاع :-
شكلك مجنونة وانتي اللي عايز تتعالجي
_ خلص جملته وهرب علي برا بسرعة ، ركب عربيته وخنقته مش بتروح منه بأي طريقة ، فك الكرافت بتاعة البدلة علي امل يحس براحة بس فشل ، حرك العربية وهو مش عارف يروح فين وكالعادة قلبه اخده عندها...
__________________________________________
_ مسعد رجع المحل بتاعه بعد ما اطمن علي محل مهران وسلم كل الطلابيات ، لمح طيف نازل من عربيته ، ابتسم ورحب بيه بحفاوة :-
اهلا يا ابني اتفضل
_ عمر ابتسم له واتكلم باحترام :-
اخبارك ايه يا عمي
_ مسعد رد عليه بنبرة هادية :-
بخير الحمدلله انت احوالك ايه والوالد والدة كويسين ؟
_ عمر هز رأسه بتأكيد وقال :-
الحمدلله
_ مسعد سمح له يقعد وعمر بعد مدة أتكلم بنبرة خجولة :-
الآنسة أميرة أخبارها ايه ؟
_ مسعد بصله بشفقة ورد عليه بإحراج :-
الحمد لله لسه زي ماهي
_ عمر بص في الارض بزعل ، فرك صوابعه بتوتر ظاهر واتكلم بنبرة مهزوزه :-
ربنا يروق بالها يا عمي ، استأذن انا
_ عمر قام وقف ومسعد قاله :-
ما تقعد يابني انت لحقت
_ عمر اعتذر منه بلطف :-
معلش يا عمي ورايا شغل
_ مسعد دعي له بحب :-
ربنا يعينك يارب
_ عمر ركب عربيته ومشي وسط نظرات مسعد عليه ، ضرب كف علي كف بقلة حيلة وردد :-
لا حول ولا قوه الا بالله
_ قفل المحل لما حس أنه اتخنق من بعد زيارة عمر ورجع البيت ، سهير لاحظت ملامحه المكروبة وسألته باهتمام :-
مالك يا حاج شايل الهم كده ليه ؟
_ مسعد اتنهد بحزن ورد عليها وهو بيقعد علي السرير :-
عمر بيجيلي مرة أو اتنين في الاسبوع ، كل مرة يجي يسأل علي أميرة ويمشي وهو مهموم وانا مش عارف أقوله ايه
_ سهير ضيقت عيونها عليه وسألته بعدم فهم :-
طب وهو بيجي ليه ؟
_ مسعد بصلها بتهكم ورد عليها يفهمها :-
انتي ناسية أنه من وقت زيارته لينا وبعدها حصل اللي حصل مرديناش عليه يعني عايز رد وطبعا محروج يسأل عن رأينا عشان شايف الظروف اللي احنا فيها ..
_ مسعد سكت واخد نفسه وبص لسهير وقالها :-
ما تتكلمي معاها كده وشوفي رأيها ايه عشان أرد عليه ولو مكانتش موافقة أقوله عشان معتش يجي كل شوية ويمشي وهو زعلان زي ما بشوفه كده
_ سهير اتنهدت بحزن وقامت دخلت لاميرة ، قعدت جنبها وهي مش عارفة هتفاتحها في الموضوع ازاي ، سحبت نفس ونادت عليها :-
أميرة عايزة اتكلم معاكي
_ أميرة فتحت عيونها وبصتلها وسهير اتكلمت بتردد :-
عمر بيجي لابوكي
_ أميرة ردت عليها بحدة :-
اعمله ايه ؟
_ سهير ردت عليها وهي بتحاول تنقي كلامها عشان متضايقهاش :-
عايز ردك يا اميرة انتي دخلتيه بيتنا يابنتي وبعد كده سكتنا
_ أميرة سحبت نفس وردت عليها بجمود :-
أيوة يعني المفروض اعمل ايه برده ؟
_ سهير حاولت متتعصبش بسبب اسلوبها معاها وجاوبتها بهدوء :-
شوفي قلبك بيقولك ايه واعمليه يا اميرة
_ أميرة بصتلها لوقت وردت عليها بإبتسامة موجوعة :-
قلبي! قلبي مات وادفن
_ سهير اتفاجئت بكلام أميرة وبصت لها وأميرة استغربت نظراتها واتكملت وهي بتجاهد دموعها متنزلش :-
للدرجة دي عايشين في بيت واحد ومش حاسين بيا! مش حاسين اني كنت بحبه! ليه يمشي ويسيبني ويوجع قلبي عليه ، ليه روحي مش بتروح له يا ماما؟
_ أميرة انهارت في العياط وسهير كانت مصدومة من كلامها ، قربت منها وحضنتها جامد ورددت بوجع علي حالة بنتها :-
لا حول ولا قوه الا بالله كل ده جواكي ومخبياه يا اميرة
_ أميرة ردت عليه بنبرة مهزوزة من بين عياطها :-
مشي بدري اوي قبل حتي ما يودعني ، أنا قلبي واجعني عليه يا ماما
_ سهير مقدرتش تمسك دموعها وعيطت معاها ، طبطبت علي ضهرها بشفقة كبيرة ، بعد مدة بعدت عنها وبصت لها وقالت :-
عمره كده يا حبيبتي مينفعش نقول لربنا ليه ، وبعدين يعني عياطك ده اللي هيرجعه لأ ، ازعلي اه لكن متفكريش بالطريقة دي أبدا ، انتي ممكن تعملي حاجات حلوة بدل العياط ده ممكن تختمي له القرآن ، تستغفري له وتدعيله ربنا يرحمه انما هو مش هيستفاد بعياطك ده يا أميرة اللي بيحب حد بجد يشوف اللي يقدر يفيده بيه ويعمله ، عارفة اني كلامي صعب عليكي تستوعبيه الوقتي بس حاولي وانا متأكدة أنك هتكوني أحسن وانتي بتعملي له خير يابنتي ، هتحاولي يا اميرة ؟
_ أميرة وقفت عياط ونامت وحطت الغطا علي وشها ناهية الحوار بينهم ، سهير هزت راسها بعدم اعجاب وقامت خرجت وهي بتدعي لها :-
ربنا يربط علي قلبك يابنتي
_ مسعد بصلها باستغراب وسألها باستفسار :-
بتكلمي نفسك يا سهير!
_ سهير قعدت قدامه واتنهدت بحزن شديد وردت عليه :-
البت حالها صعبان عليا اوي يا مسعد أنا مكنتش متخيلة كمية القهرة اللي هي عايشة فيها دي
_ مسعد ضيق عيونها عليها بعدم فهم وسألها باهتمام :-
قهرة ايه اللي بتتكلمي عنها مش فاهم حاجة
_ سهير حكت له باختصار سبب حالة أميرة ونهت كلامها بـ :-
كل ده واحنا مش حاسين بيها أنا ضميري مأنبني من نحيتها اوي
_ مسعد سند راسه علي حافة الكنبة والحزن اترسم علي ملامحه ورد عليها :-
يعني حتي لو كنا عارفين كان في أيدينا ايه نعمله بس
_ سهير عدلت قهدتها بحيث تكون قريبة منه واتكلمت بنبرة سريعة :-
لا كان في أيدينا ، كنا نحاول ونحاول لما نخرجها من حالتها دي ، إحنا السبب في اللي حصل ده كله يا مسعد!
_ مسعد أنتبه لجملتها الأخيرة وعدل قعدته وردد :-
إحنا السبب ازاي؟
_ سهير عاتبه بهجوم :-
ايوة السبب لما سيبنا مسلم يروح يتجوز بطوله يا حبيبي وموقفناش معاه ، إحنا السبب أن مراته جت لنا هنا عشان تصلح علاقتكم ببعض ، اللي حصل بعد كده احنا السبب فيه يا مسعد
_ مسعد قام وقف ورفض تفكيرها واندفع فيها :-
أنا مسمحلكيش تشيليني ذنب اللي مات واللي طلق مراته كل دي أسباب ربنا مسببها وكانت هتحصل
_ سهير قامت وقفت وبصت له بضيق وردت عليه :-
واحنا كنا الوسيلة يا مسعد للأسباب دي!
_ مسعد ضغط علي أسنانه بغضب وسابها ومشي وهو بيستغفر :-
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
_ سهير فعدت مكانها وحط أيدها علي راسها بقلة حيلة وقالت :-
هتهرب من الحقيقة لامتي يا مسعد..
__________________________________________
_ مسلم رجع الفيلا بعد ما فشل يوصل لحل ينهي بيه حيرته اللي وقع بينها ، قعد في التراس وملامحه مشدودة بضيق ، مجدي لمح طيفه ودخل قعد معاه وسأله باهتمام :-
حصل حاجة ؟
_ مسلم بصله ورد عليه بنبرة جامدة :-
مفيش متشغلش بالك
_ مجدي محاولش يضغط عليه وافتكر أنه نسي يبلغه بحاجة أكيد هتفرحه ، عدل قعدته بحيث يكون قريب منه وقال :-
الاستئناف اللي محامي حازم قدم طلبه اترفض لأن ببساطة المحكمة شايفة أنه قتل متعمد ومينفعش فيه إعادة نظر للقضية
_ مجدي استغرب ملامح مسلم اللي اتشدت اكتر وظهر عليه الحزن ، عقد حواجبه باستغراب واتكلم :-
كنت فاكرك هتفرح
_ مسلم بصله ووضح سبب زعله :-
افرح! حازم ابن عمي ومهما كانت العلاقة متوترة بينا فإحنا في الآخر دم واحد وبينا ذكريات تخليني ازعل عليه ، مفيش اي حاجة تفرح في كلام حضرتك ابن عمي هيتعدم عشان قتل اخوه اللي هو كان اكتر من أخ ليا فين الفرح في الموضوع؟
_ مجدي حمحم بإحراج ومسلم أتكلم قبل ما يسمع منه رد :-
بعد اذنك أنا طالع
_ مسلم طلع علي السلم وموبايله رن ، اتفاجئ بوالدته رد عليها بقلق :-
الو..
_ سهير اتكلمت بحزن شديد في نبرتها :-
انت كويس يا حبيبي طمني عليك
_ مسلم دخل أوضته ورد عليها بقلق اكتر سيطر عليه من ورا صوتها :-
أنا كويس صوتك ماله حصل حاجة ؟
_ سهير مقدرتش تمنع عياطها رغم محاولاتها أنها متقلقوش ، مسلم غمض عيونه وهو مش مستعد أبدا يسمع اي خبر يصدمه ، بلغ ريقه واتكلم بتوسل :-
بالله عليكي يا امي أهدي وقولي حصل ايه انا مش ناقص
_ سهير هدت نفسها بالعافية وبدأت تتكلم رغم كده نبرتها كانت مهزوزة :-
اختك.. مكنتش اعرف انها بتحب دياب كل ده كنت فاكرة أنها زعلانه عشان بتعتبره زيك بس فهمت متأخر اوي ، مش عارفة اعملها ايه يا مسلم وقلبي واجعني عليها وعليك قولي يابني اعمل ايه عشان اريحكم؟!
_ مسلم قعد علي السرير وحك مؤخرة راسه بعصبية ورد عليها بنبرة هادية :-
متقلقيش عليها أنا هاجي بكرة أشوفها ولو حبت تيجي تقعد معايا يمكن تنسي لما تبعد عن البيت
_ سهير اتكلمت بحزن :-
وانت قدرت تنسي لما سبتنا ومشيت؟
_ مسلم حس بخنقة أضعاف ما هو حاسس وحاول ينهي المكالمة :-
هكلمك بعدين ورايا شغل ضروري
_ مسلم قفل معاها قبل ما يسمع ردها ورمي الموبايل بعصبية علي السرير ، دخل حمام اوضته ياخد شاور يمكن يحس بشوية راحة ..
__________________________________________
_ كلهم اتجمعوا مع بعض في جو عائلي قاطعه فادي بسؤاله :-
مين يا وليد اللي اتخانقت معاه اول امبارح ده ؟
_ وليد ملامحه احتدت وبص في الفراغ قدامه ، تصرفاته زودت من فضول اللي قاعدين وكلهم انتبهوا باهتمام وهما مترقبين رده ، سعيد استغرب سكوته وسأله بقلق :-
اتخانقت مع مين يابني ؟
_ وليد بص لفادي بضيق ورد علي سعيد باختصار :-
مسلم..
_ كلهم اتفاجئوا برد وليد الا رقية اللي اهتمامها للحوار ظهر علي ملامحها والأغلبية لاحظوا ، فادي هز راسه بعدم فهم وسأله بفضول :-
أيوة مين مسلم ؟
_ وليد بصله بغيظ ورد عليه بلهجة مندفعة :-
واحد متعرفوش يا فادي
_ رقية ابتسمت بسخرية وبصت لوليد وقالتله :-
ايه مش عايز تقوله أنه جوز اختك!
_ وليد اتفاجئ بردها واتكلم بعصبية :-
كان! والحمد لله عدتك خلصت وحالياً لا هو جوزك ولا نعرفه أصلا
_ رقية كملت كلامها وهي بتضحك بسخرية :-
للأسف مش هتقدر تخلص منه بالسهولة اللي متصورها دي لأن العدة لسه مخلصتش
_ وليد بصلها باستنكار ورد عليه بعدم استيعاب :-
هي العدة اللي احنا نعرفها دي مدتها اتغيرت وأنا معرفش؟
_ رقية هزت راسها بنفي وردت عليه بثقة :-
لا متغيرتش بس عدة الحامل بتخلص بعد ولادتها!!
_ وليد وعلا بصوا لرقية بدهشة كبيرة اترسمت علي ملامحهم ، رقية قامت وقفت وقالت لكل اللي قاعد :-
عارفة أن كلكم مصدومين ومش مصدقين وبتفتكروا اني مألفة حوار الحمل ده بس انا متأكدة أن وراه حاجة كلنا منعرفهاش لمجرد أنه يحصل بالسرعة دي
_ رقية خلصت كلامها ودخلت الاوضة اللي قاعدة فيها ، وقفت قدام المرايا ولأول مرة تحط أيدها علي بطنها ، أفكار كتيرة عصفت بيها في اللحظة دي ، معقولة فيه قطعة منه جواها! يا تري هيكون السبب في رجعوهم لبعض؟ هيطلع ولد ولا بنت ؟ طيب هيكون شبهه ولا شبهها؟ اسمه هيكون ايه ؟
_ حست بحنين شديد جواها وقد ايه نفسها تشوفه بين أيدها يمكن يداوي اللي الايام بوظته ، مقدرتش تمنع دموعه اللي نزلت وهي بتتخيل الكام يوم اللي قضيتهم مع مسلم كل اللي حصل بالملي مش بيروح من عقلها نهائي ..
_ قعدت علي السرير وفتحت موبايلها علي صورته ، لمست وشه وكل تفصيله فيه ، شعور مختلف تماماً عن ما يكون قدامها ، واحشها جدا ونفسها تحضنه..
_ اتنهدت بتعب وغمضت عيونها تهرب من أفكارها بالنوم ..
__________________________________________
_ تاني يوم ، رقية صحت من بدري قبل ما حد يصحي كعادتها الايام دي ومشت ، راحت علي الجريدة وبصت علي مكتبه ولقيته فاضي ، سحبت نفس وقعدت علي مكتبها ..
_ نيرة دخلت المكتب واستغربت وجود رقية وسألتها بفضول :-
جاية بدري ليه كده؟
_ رقية ردت عليه باختصار :-
عادي ، وانتي جاية بدري ليه ؟
_ نيرة قعدت قدامها وردت عليه وهي بطلع ملف من شنطتها :-
ورايا مقال لازم اخلصه واختي وعيالها بايتين عندنا ومش عارفة اعمل حاجة من دوشتهم
_ رقية ابتسمت لها وسألتها باهتمام :-
دوشتهم حلوة ولا وحشة ؟
_ نيرة استغربت سؤالها وردت عليها وهي بتضحك :-
هي حلوة بس مش طول الوقت يعني أنا أخري نص ساعة بعد كده اعصابي بتتعب حقيقي ربنا يعين كل أم عندها اطفال
_ رقية ضحكت بعفوية وتخيلت نفسها في بيت ومعاها ولادها ، نيرة هزت أيدها قصاد رقية بتحاول تجذب انتباها :-
روحتي فين كده ؟
_ رقية ردت عليها بتلقائية وهي بتحط أيدها علي بطنها :-
بتخيل شكله هيكون ايه ؟
_ نيرة ضيقت عيونها عليها وهي بتحاول تستوعب اللي فهمته :-
اوعي تكوني.. انتي حامل؟
_ رقية اضايقت أنها وقعت بالكلام قدام نيرة هي كانت حابة تخلي حملها خاص ليها ومحدش يعرف غيرها ، بس هي تقريبا عرفت كل اللي حواليها من غير ترتيب ، سحبت نفس وهزت راسها بتأكد لسؤالها ونيرة ضحكت بفرحة :-
انتي هتبقي مامي بجد مش متخيلاكي خالص
_ رقية بادلتها الضحك وفي ثواني اختفت من علي وشها لما شافت دخول مسلم الجريدة ، عيونها مترفعتش من عليه عكسه تماماً مبصش نحيتها ، دخل مكتبه وقعد علي الكرسي ولمحها بعيونه بنظره سريعة ..
_ الكل انشغل في شغله لمدة طويلة ، رقية غمضت عيونها بتعب واتفاجئت بصوت فوق راسها بيقولها :-
وقت البريك امتي ؟
_ رفعت عيونها عليه واتفاجئت بوجوده ، بصت حواليها ورجعت بصتله باستنكار لتصرفه :-
انت ايه اللي جابك هنا ؟
_ ضحك لها ورد عليه بصوت عالي :-
مش طلبت منك نتغدي سوا
_ رقية نفخت بضيق وقامت وقفت وردت عليه :-
فادي أنا مش فاضية وبعدين عندك وليد انتو شباب زي بعض هتعمل بيا ايه ؟
_ فادي بصلها جامد ورد عليها :-
بصراحة محتاج أتكلم وانتي كمان شكلك محتاجة تتكلمي فإيه المشكلة يعني مش احنا ولاد خالة ولا ايه ؟
_ رقية كانت بتحاول تقنعه يمشي لكن هو رفض ، مسلم رفع راسه وهو قاصد يبص علي رقية واتفاجئ بوجود واحد واقف معاها وبتكلمه بأريحيه ، قام وقف ومترددش أنه يخرج برا وقرب منهم واندفع فيها بعصبية :-
اظن ده مكان شغل مش نايت كلاب عشان المسخرة اللي بتحصل دي!
_ رقية بصتله جامد وهي مصدومة من هجومه وفادي بصله واتكلم لما عرف ملامحه :-
اهدي يا مسلم أنا فادي ابن خ...
_ مسلم قاطعه بنرفزة شديدة :-
مسلم! انت مين عشان تناديلي باسمي ، والوقتي لتتفضل تخرج برا لتخرجوا انتوا الاتنين
_ مسلم وجه نظراته علي رقية اللي واقفة مذهولة وكمل كلامه :-
ومفيش رجعة ليكي!
_ رقية بلعت ريقها وحاولت تتماسك قدامه بس مقدرتش تقف اكتر من كده ، سحبت شنطتها وكانت هتخرج بس مسلم وقفها بكلامه :-
البريك لسه عليه نص ساعة لو خرجتي من هنا مترجعيش تاني..
_ رقية سحبت نفس وخرجت برا المكتب ، فادي حاول يلحقها بس اختفت من المكان وكأن الأرض انشقت وبلعتها ، بعد محاولاته الفاشلة أنه يلاقيها رجع البيت ، مسلم لام نفسه انه قالها مترجعش اومال هو جه هنا عشان مين؟
_ حس بخنقة شديدة ودخل مكتبه وقفل الباب جامد ، مقدرش يقعد ومشي في المكتب شمال ويمين علي امل أنه يهدي بس عصبيته كانت بتزيد اكتر كل ما يتخيل منظر فادي وهو واقف قصادها
_ خرج من مكتبه وهو مش شايف قدامه واتفاجئ بخروج رقية من حمام الجريدة ، لف ورجع مكتبه تاني وهو حاسس براحة انها مسابتش الشغل ، حاول يظهر أنها مش فارقة معاه بس عيونه كانت بتروحلها تلقائي من وقت للتاني ..
_ نيرة وقت البريك قعدت جنب رقية وهي مستغربة ردة فعل مسلم :-
هو عمل كده ليه انتي معملتيش حاجة تستاهل كل ده!
_ رقية ردت عليها وعيونها علي مكتبه :-
بيطلع غضبه عليا ماهو فاكرني السبب..
_ نيرة ضيقت عيونها عليها بعدم فهم وسألتها باستفسار :-
السبب في ايه مش فاهمة
_ رقية سحب نفس وبصت لها وقالت :-
ده مسلم اللي كان..
_ رقية مقدرتش تكمل الجملة اللي نفسها مش قادرة تستوعبها بس كانت كفيلة أن نيرة تفهم معناها ، عيونها وسعت بصدمة ورددت :-
ده طليقك! وجاي وراكي ليه هو يعرف انك حامل؟
_ رقية انتبهت لكلامها وردت عليها بنبرة سريعة :-
لأ واوعي يعرف بحاجة
_ نيرة حاولت تطمنها :-
أكيد أنا مالي أصلا
_ رقية مسكت راسها لما حست بدوخة ونيرة سألتها باهتمام :-
مالك انتي تعبانة ؟
_ رقية سندت راسها علي المكتب وردت عليها بتعب :-
دايخة شوية
نيرة بصتلها بتأثر علي حالتها وقالت :-
أكلتي حاجة النهاردة ؟
_ رقية هزت راسها بنفي ورقية ردت عليها بعتاب :-
يابنتي حرام عليكي لو مش عشانك عشان البيبي ينفع تسبيه جعان؟
_ رقية حست بتأنيب ضمير شديد ، نيرة لاحظت ملامحها واتكلمت بعفوية :-
هقوم اجبلنا إحنا التلاتة اكل
_ رقية بصت لها وابتسمت بإمتنان ونيرة مشت وسابتها وهي غرقت في نوم عميق بسبب تعبها ..
__________________________________________
رانسي كلمت مسلم لما لقيتوا مختفي في الفيلا :-
انت بتختفي فين بقالك يومين ؟
_ مسلم رد عليها باختصار :-
بشتغل
_ رانسي عقدت حواجبها باستغراب وسألته بفضول :-
بتشتغل ايه وفين ؟
_ مسلم حكي باختصار طبيعة الشغل وهي سألته باهتمام:-
وانت مالك ومال الصحافة يا مسلم ده specialty ( تخصص ) بعيد عن تخصصك
_ مسلم حاول ينهي المكالمة فقالها :-
نتكلم بعدين ، سلام
_ رانسي لحقته قبل ما بقفل المكالمة :-
استني ابعتلي اللوكيشن
_ مسلم رد عليها باختصار :-
تمام
قفل وبعت لها اللوكيشن وراقب رقية بعيونه من غير ما هي تحس بيه ، بعد حوالي ساعة مسلم اتفاجئ بدخول رانسي المكتب ، قام وقف وسلم عليها وسألها باستفسار :-
ايه اللي جابك ؟
رانسي
