رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه
الفصل الثامن 8
بقلم تسنيم المرشدي
رقية خبطت ودخلت الاوضة والإبتسامة مرسومة علي وشها بحماس وخجل مع بعض ، عيونها وقعت عليهم ولوهلة حست أنها بتحلم واللي شيفاه مش حقيقي ، رانسي بعدت عن مسلم وبصت لرقية بعتاب وكره شديد بسبب ظهورها اللي بعد مسلم عنها أضعاف .._ رقية مقدرتش تستحمل اللي بيحصل وجرت علي اوضتها وهي مصدومة وقلبها واجعها مكنش ينفع تصدقه وترجع له بسهولة كده ، وقفت ورا الباب وانهارت في العياط وعقلها مش مستوعب اللي حصل نهائي
_ مسلم بص لرانسي بعتاب وهاجمها بحدة :-
عاجبك كده؟
_ مسلم خرج ورا رقية وحاول يفتح الباب بس كانت قفلاه من جوا ، اتنهد بضيق وقالها :-
افتحي الباب يا رقية انتي فاهمة غلط ..
_ رقية طلعت كل خنقتها في تكسير كل اللي قدامها ، مسلم قلبه اتقبض أول ما سمع صوت تكسير جامد جوا الاوضة ، خبط علي باب الاوضة جامد علي امل انها تسمع كلامه وتفتح :-
افتحي الباب وبطلي اللي بتعمليه ده
_ أميرة خرجت من اوضتها وهي مخضوضة من صوت مسلم وصوت التكسير اللي جاي من الاوضة وسألته بقلق :-
في ايه يا مسلم ؟
مسلم حس أنه أعصابه بتنهار وهو بيفشل أنه يقنعها تفتح الباب ، أميرة لمحت رانسي وهي خارجة من الأوضة وجمعت سبب اللي بيحصل وخصوصاً منظر مسلم وهو واقف بشورت من غير هدوم تانية ، يا تري ايه اللي حصل وصل رقية للحالة دي ..
_ أميرة قربت من الباب وحاولت تتكلم مع رقية :-
رقية أنا أميرة افتحي لي أنا الباب واوعدك مش هدخل حد الاوضة أنا بس.. يا رقية ردي عليا
_ ولا حياة لمن تنادي ، رقية مكنتش سامعة اي حاجة من إلحاحهم ، وقفت فجاءة وعيونها وسعت بذهول وهي حاسة بحاجات غريبة بتحصل لها ، مكنتش قادرة تحرك رجليها من شدة الصدمة ، ضغطت علي نفسها وراحت نحية الباب بصعوبة وهي بتسند علي الحيطان..
_ فتحت الباب وأميرة جرت عليها بخضة:-
انتي كويسة؟
_ رقية هزت راسها بنفي ومن شدة خوفها فقدت وعييها ، أميرة صرخت بخضة لما رقية وقعت عليها ، مسلم جري عليهم ولما أتأكد أن رقية مش فايقة شالها حطها علي السرير ..
_ أميرة عيونها وسعت بذهول لما شافت منظر رقية ونادت علي مسلم بنبرة هادية :-
مسلم إلحق..
_ مسلم بص علي المكان اللي أميرة مركزة فيه وكانت المفاجأة أن رقية بتنزف ، غمض عيونه بعصبية وبص لاميرة :-
هاتيلي هدومي من الاوضة بسرعة
_ مسلم شال رقية ونزل بيها علي العربية ، مجدي قابله وسأله بقلق :-
خير يا مسلم مالها ؟
_ مسلم رد عليه وهو خارج من الفيلا :-
رقية بتنزف لو سمحت كلم المستشفي يستقبلونا
_ مجدي رد عليه بنبرة سريعة :-
هكلمهم حالا
_ أميرة نزلت لمسلم وناولته هدومه ، وقف يلبس البنطلون وشد القميص ودخل العربية يلبسه وهو سايق ، أميرة بصت له واتكلمت :-
أنا عايزة اجي ولسه مغيرتش هدومي
_ مسلم رد عليها وهو بيتحرك بالعربية :-
تعالي مع أستاذ مجدي
_ مشي وهي طلعت علي اوضتها تغير هدومها بسرعة ونزلت لمجدي واتحركوا وراهم ..
_ مسلم وصل المستشفي ونزل من العربية شاور لطاقم الممرضين اللي واقفين في استقباله ، حط رقية علي النقالة ودخل وراهم وهو حاسس أنه عقله واقف ومش قادر يفكر ، كل اللي قدر عليه أنه يدعي أنها تكون بخير..
_ بعد مدة مجدي وأميرة وصلوا وسألته باهتمام :-
مفيش خبر عن رقية
_ مسلم أكتفي بهز راسه بمعني لأ ومجدي أتكلم :-
متقلقش أن شاء الله خير
_ الدكتور خرج من الطوارئ وبص لمسلم :-
لو سمحت عايز اتكلم معاك
_ الدكتور دخل الأوضة ومسلم دخل وراه وعيونه تلقائي راحت علي رقية وبصلها بعتاب شديد ، أنتبه علي صوت الدكتور وهو بيقول :-
النزيف لو اتكرر تاني هيكون إجهاض علي طول ، للأسف بطانة الرحم عندها رقيقة ومش مستحملة الجنين ، بس طلاما إحنا عدينا الشهور اللي فاتت من غير اي خساير يبقي ياريت نلتزم الراحة ومنتحركش الا للضرورة زي دخول الحمام مثلا وبفكركم تاني أن لو النزيف اتكرر خليكم متأكدين أن ده إجهاض مش نزيف عادي
_ الدكتور بص لرقية اللي كانت بتعيط في صمت وقالها :-
ممكن أشوف الأدوية اللي بتاخديها ؟
_ رقية اتفاجئت بسؤاله واترددت تبلغه بس مضطرة ، سحبت نفس وقالت له :-
مش باخد أدوية
_ الدكتور عقد حواجبه باستغراب ورد عليها :-
ازاي الدكتور اللي متابعة معاه مش بيديكي أدوية ؟
_ رقية بصت علي صوابعها وهي بتفركهم بتوتر وردت عليه بنبرة مهزوزة:-
مش بتابع عند دكتور
_ مسلم ادخل في الحوار وسأله باهتمام :-
ايه نوع الأدوية دي وضروري يعني تاخدها ؟
_ الدكتور كان مستغرب كلامهم وحاول يشرح لهم خطورة الأمر :-
المفروض تاخد حمض الفوليك اللي بينمي ويطور كل خلية في الجسم بشكل صحي وبيمنع اي عيوب خلقية ممكن تحصل للجنين ده غير الحديد اللي جسم بيستخدمه عشان ينتج الهيموجلوبين والجسم ينقل الأكسجين للجنين وفيتامين د وكالسيوم وغيرهم انتوا ازاي متابعتوش مع دكتور لغاية الوقتي دي خلاص قربت علي الشهر الرابع!!
_ مسلم حاول ينهي الحوار مع الدكتور :-
كان عندنا شوية ظروف بس أن شاء الله نلتزم في المتابعة
_ الدكتور استأذن وخرج برا ورقية بصت لمسلم بعتاب :-
لو ابني حصله حاجة مش هسامحك
_ مسلم اتفاجئ بكلامها ولوهلة فقد أعصابه واندفع فيها بعصبية مبالغة :-
ابنك ده اللي أنا لسه عارف عنه من كام يوم!! أنا مش هسمح لك تشيليني ذنبه وانتي اللي أهملتي فيه أنتي مش بتعملي حاجة غير أنك بتأذيه رغم أنك عارفة خطورة اللي بتعمليه ..
_ مسلم سكت لما الباب خبط ، أميرة دخلت تطمن علي رقية وسألتها باهتمام :-
انتي كويسة الدكتور بيقول انك تعبانة
_ رقية مسحت دموعها بس مقدرتش ترد علي أميرة لأنها متأكدة لو اتكلمت هتعيط جامد ومش هتعرف تسكت بسهولة ، لفتت راسها وغمضت عيونها علي امل يسيبوها مع نفسها ..
_ مسلم هز راسه باستنكار وخرج برا ، مجدي كان قاعد ، وقف وقرب من مسلم منه سأله باهتمام :-
ايه الاخبار سمعت الدكتور بيقول حالتها الصحية مش تمام
_ مسلم هز راسه بتأكيد ونفخ بضيق ، مجدي ربط علي كتفه كدعم ليه وقاله :-
خير يا حبيبي أن شاء الله
_ مسلم قعد علي كرسي الانتظار وحط أيديه علي وشه وهو بيحاول يجمع نفسه ، مجدي قعد جنبه واحترم رغبته في السكوت ومحبش يضغط عليه ..
_ بعد مدة طويلة أميرة زهقت من القاعدة لوحدها وخرجت برا تطمن علي مسلم اللي رفع راسه عليها بقلق وسألها باستفسار :-
فيه حاجة ؟
_ أميرة قعدت جنبه وردت عليه تطمنه :-
مفيش حاجة يا حبيبي بس خرجت اطمن عليك أصلا رقية نايمة
_ مسلم هز راسه بتفهم وقام وقف :-
هروح اجيب اكل واجي ..
_ مجدي وقف ومنعه :-
هروح أنا خليك هنا يمكن يحتاجوك
_ مسلم رفض ووضح سبب رفضه :-
لا معلش عشان عايز اجيب اكل معين لرقية
_ مجدي تفهم الوضع ووافق ومسلم مشي ، كلم أغلبية المطاعم اللي يعرفها وكلها كانت مقفولة بسبب تأخير الوقت ، نفخ بضيق وهو بيحاول يدور على مكان بيعمل اكل صحي يلاقيه فاتح في الوقت ده وفشل يلاقي..
_ بعد مشي كتير ركن العربية علي جنب الطريق وكلم فاطمة في الموبايل :-
معلش أنا آسف اني صحيتك في وقت زي ده بس حاولت الاقي مطاعم فاتحة الوقتي وملقتش
_ فاطمة ردت عليه بعتاب :-
وده كلام بردك يا سي مسلم اؤمرني
_ مسلم حس براحة من اسلوبها ورد عليها :-
عايز اكل زي اللي عملته امبارح
_ فاطمة ردت عليه بتلقائية :-
عيوني ليك
_ مسلم لحقها قبل ما تقفل بسؤاله :-
هتخلصي في وقت قد ايه ؟
_ فاطمة ردت عليه من غير تفكير :-
ساعة بالكتير اكون خلصته وغلفته كمان
_ مسلم شكرها وقفل المكالمة ، سند راسه علي طارة العربية بتعب وهو بيعيد كل اللي حصل من اول طلاقه لرقية للوقت الحالي ، ذكرياته مش بتفارق عقله نهائي وضميره دايما بيأنبه اتجاه رقية ، هو متأكد انها وصلت لحالتها دي بسببه ..
_ بس هو مش قادر يتعامل معاها حاسس بفجوة كبيرة جواه مش عارف يرجع لطبيعته تاني ، موت دياب قلب حياته كلها لسه عايش نفس الوجع زي وقت فراقه ..
_ كل الفراق جه ورا بعضه ، فراق دياب وفراقه عن رقية واهله وبلده وآخر فراق كان فراق حازم..
_ مسلم من كتر التعب والتفكير نام من غير مجهود ، صحي علي صوت رنة موبايله ، بص حواليه باستغراب وهو شايف شروق الشمس ، بص علي موبايله وكانت فاطمة ، رد عليها بنبرة ملخبطة :-
ايه يا فاطمة ؟
_ فاطمة ردت عليه بنبرة سريعة :-
أني خلصت الوكل بجالي زمن مجتش تاخده ليه ؟
_ مسلم بص في الساعة واتفاجئ أنه نام اكتر من ساعتين ، رد عليها وهي بيفرك عيونه :-
جاي في الطريق
_ قفل معاها ووصل الفيلا في مدة قياسية ، أخد الاكل من فاطمة ورجع المستشفي ، قرب من مجدي بأسف بسبب تأخيره :-
معلش بس ملقتش مطاعم واضطريت اخلي فاطمة تطبخ فن...
_ مجدي قاطعه بكلامه :-
من غير كل التبرير ده ادخل اطمن علي مراتك وانا هنا لو احتجتني
_ مسلم رد عليه بامتنان :-
لا حضرتك أرجع الفيلا مفيش داعي لوجودك هنا أنا موجود
_ مجدي كان هيعترض بس مسلم أصر عليه وهو وافق ومشي ، مسلم دخل الاوضة واتفاجئ بأميرة واقفة وساندة رقية ، مسلم بصلهم باستغراب وسألهم باهتمام :-
في ايه واقفين كده ليه ؟
_ أميرة ردت عليه تفهمه سبب وقوفهم :-
رقية عايزة تدخل الحمام ومش قادرة تقف لوحدها
_ مسلم قرب من رقية وهو بيكلم أميرة :-
سبيها أنا هدخلها واخرجي إلحقي استاذ مجدي روحي معاه
أميرة اعترضت علي كلامه :-
لا أنا عايزة اكون جنب رقية عشان لو احتجتني
_ مسلم رد عليها وهو مش قادر يتكلم :-
وانا هنا ايه يعني أباجورة؟
_ أميرة لاحظت خنقته ومحبتش تزود همومه ، بعدت عن رقية بهدوء وخرجت برا تلحق مجدي ، مسلم ساعد رقية توصل للحمام وقفل الباب وهي استغربت وقوفه وبصت له وقالت :-
اطلع برا
_ مسلم بصلها بتهكم ورد عليها :-
علي فكرة أنا جوزك..
_ رقية سحبت نفس وردت عليه بنبرة مرهقة :-
اطلع برا..
_ مسلم محبش يضغط عليها وفتح الباب وقالها قبل ما يخرج :-
نادي عليا لما تخلصي
_ قفل الباب وقرب من الاكل اللي فاطمة جهزته وحضره ، بعد مدة رقية فتحت الباب بصعوبة شديدة بسبب انها مش قادرة تقف علي رجليها ونادت علي مسلم بصوت مبحبوح :-
مسلم..
_ مسلم أنتبه لصوتها اللي بيطلع بالعافية وجري عليها ، اول ما وصل لها رقية سابت نفسها ووقعت عليه بقلة حيلة ، مسلم شالها وحطها علي السرير بهدوء وخرج برا الاوضة نادي علي دكتور ..
_ شاف حالة رقية وبص لمسلم :-
النزيف عمل لها هبوط ، هديها محلول يساعدها تستعيد قوتها اسرع بس الاكل اهم طبعا
_ الدكتور خرج بعد ما ركب لرقية المحلول ومسلم جاب الاكل وقعد جنبها علي السرير ، ساعدها تقعد ومد أيده يأكلها بس هي رفضت :-
مش قادرة آكل حاجة
_ مسلم أصر عليها بنبرة حنونة :-
عشان خاطري كلي انتي بنفسك سامعة الدكتور قال ايه
_ رقية بصتله جامد وسألته بتردد :-
خايف عليه ؟
_ رقية كانت منتظرة رده بفارغ الصبر ، مسلم اتنهد ورد عليها بتلقائية :-
أكيد خايف عليه..
_ رقية بصت بعيد عنه بحزن بعد ما سمعت رده ومسلم كمل كلامه :-
بس خايف عليكي اكتر
_ رقية رفعت عيونها عليه وعيونها بتلمع من الفرحة ، قلبها دق جامد وحست بصدق كلامه ، سحبت نفس وفتحت بوقها وهو بدأ يأكلها ، رقية شدت منه المعلقة وهو سألها باستفسار :-
فيه حاجة ؟
_ مسلم اتفاجئ بالمعلقة اللي وقفت قصاده في انتظار دخولها فمه ، اخد منها المعلقة وقربها منها بعد ما حط فيها آكل وقالها :-
الاكل ده بتاعك متشغليش نفسك بيا
_ رقية بصتله بزعل وردت عليه وهي بتبعد أيده عنها :-
_ خلاص وانت كمان متشغلش بالك بيا..
_ مسلم سحب نفس ووضح لها :-
أنا مبحبش الاكل ده ، كلي وأنا هجيب لي آكل كمان شوية
_ رقية حطت أيدها علي بطنها وبصتله بتوسل :-
لأ كفاية كده مش قادرة وياريت متضغطش عليا
_ مسلم قام من جنبها وحط الاكل علي طرابيزة موجودة في الاوضة ورجع لها ، سحب منديل من علي الكومود ومسح لها فمها ، كان قريب منها بدرجة وترتها..
_ مسلم بصلها بافتقاد شديد ، حس بتأنيب ضمير اتجاها بسبب أنه سابها ، رقية بلعت ريقها وفركت صوابعها بتوتر واحراج ، خرجت من شرودها علي همسه ليها :-
بقيتي كويسة ؟
_ رقية هزت راسها بتأكيد ومسلم قرب منها تلقائي وهو مركزها مع ملامح وشها ، مسلم اتفاجئ بيها بتبعده عنها بكل قوتها وقالتله بنرفزة :-
انت.. كنت معاها في نفس الاوضة!! انا لو اتأخرت شوية كنت..
_ مسلم قاطعها بحدة وهو مش متقبل الأتهام اللي هي بتحاول تتهمه بيه :-
ششش اياكي تكملي وانا لو عايز اعمل اللي في دماغك دا هجيبها اوضتي وانا عارف انك جاية! ليه غشيم للدرجة دي؟
_ رقية بصت له لمدة وهي بتعيد كلامه في عقلها ، كل حرف نطقه كان مقنع بالنسبة لها بس أصرت علي موقفها وقالت له :-
انت كداب ، هي مش هتقرب منك بالشكل ده إلا إذا سمحت لها أو شافت منك حاجة تجرأها بالوقاحة دي
_ مسلم نفخ بصوت عالي :-
اوووف منك ، اوووف منك
_ مشي نحية الباب وهو في قمه غضبه بس رقية وقفته بكلامها :-
انت رايح فين وسايبني؟ رايح لها؟
_ مسلم غمض عيونه ومن غير ما يتردد رجع لها وقرب منها لدرجة خوفتها منه ، مسلم وقف قصادها وانحني عليها وعيونه بتنطق منهم الشرار بصلها جامد وهو علي آخره ، عدل وقفته وضم صوابعه علي بعضهم جامد وخبط الحيطة بايده واندفع فيها بعصبية شديدة:-
كفاية بقا.. كفاية
_ رقية حطت أيدها علي وشها وهي خايفة من عصبيته اللي متعرفش اخرها هيكون ايه ، مسلم قرب من الكنبه اللي وراه وقعد عليها وبص في الفراغ قدامه يحاول يهدي أعصابه ..
_ رقية قلقت من الهدوء اللي حصل فجاءة وبعدت أيدها ببطئ عن وشها ، دورت بعيونها علي مسلم واتفاجئت بالدم اللي بينزل من بين صوابعه ، شهقت بخوف واتكلمت بخضة :-
ايدك..
_ مسلم بص علي أيده واتفاجئ بالدم اللي فيها وكأنه مكنش حاسس بالوجع ، سحب مناديل من قدامه ومسح أيده ولقي أن الموضوع بسيط مش محتاج قلق ..
_ نام علي الكنبه واعطاها ضهره عشان يمنع اي لغة حوار ممكن تدور بينهم في الوقت ده تحديداً ، غمض عيونه وفي ثواني كان نايم بسبب قلة نومه وإرهاقه..
_ رقية قامت من مكانها لما اتأكدت أنه نام من صوت نفسه واخدت الغطا اللي علي السرير وقربت منه غطيته ورجعت مكانها ، سندت راسها علي المخدة وبصت لفوق وهي بتلوم نفسها ازاي تتهمه بحاجة زي دي؟
_ يمكن لانها توقعت منه أي حاجة بعد ما قدر يستغني عنها ، بس شخصية مسلم من قبل ما تبتدي علاقتهم وهي مش بعيدة كل البعد عن الاتهام اللي اتهمته بيه ..
_ بصت له وهي ندمانة ومش عارفة تصلح اللي عملته ازاي ، غمضت عيونها وحاولت تنام عشان تستعيد قوتها الصحية من تاني..
__________________________________________
_ أميرة نامت مدة بسيطة ورجعت المستشفي تاني مع السواق ، كانت ماشية وبدور بعيونها علي المرر اللي خرجت منه ، المستشفي ليها شكل تاني وهي زحمة ، نفخت بضيق وهي بتحاول تركز كويس عشان تعرف توصل للاوضة ولما فشلت قررت تكلم مسلم يجيلها أفضل وفجاءة واحد خبطها وهو بيجري من جنبها ..
_ الموبايل وقع من أيدها بسبب خبطته ، أميرة بصتله بحدة واتكلمت بعصبية :-
انت مبتشوفش!!
_ الولد ملامحه احتدت جامد ورد عليها بقلة ذوق :-
اتكلمي معايا عدل
_ أميرة رفعت حاجبها وهي مش مصدقة وقاحته وردت عليه بتهكم :-
يعني خابطني وكمان قليل الذوق
_ عيونه وسعت بذهول وقرب منها لدرجة خوفتها ورجعت لورا وحذرته :-
خليك عندك ومتقربش أصل والله أطلب لك الأمن
_ كان هيرد عليها بس ظهر من وراه صوت منعه يرد :-
عبد الرحمن في ايه؟
_ أميرة انتبهت للكلام واتفاجئت لما شافت صاحب مصدر الصوت ، حست بتوتر شديد بيعصف بيها في اللحظة دي ، بلعت ريقها وحاولت تهدي من توترها اللي ملوش داعي ..
_ عبد الرحمن رد عليه :-
مفيش يا عمر سوء تفاهم
_ عمر اتفاجئ بوجود أميرة ، قلبه دق بصورة غريبة لما عيونه وقعت عليها ، حمحم بإحراج وقالها :-
ازيك يا اميرة
_ أميرة ردت عليه بنبرة هادية :-
الحمد لله
_ عبدالرحمن أتصدم من رقة أميرة اللي ظهرت فجاءة عكس اسلوبها معاه من ثواني ، هز راسه باستنكار وسألهم :-
انتوا تعرفوا بعض؟
_ عمر رد عليه باختصار :-
ايوة
_ عمر بص لاميرة يعرفها علي هويته :-
عبد الرحمن أخويا ..
_ أميرة ابتسمت برقة وردت عليه :-
أهلا وسهلاً
_ عبدالرحمن بص لاميرة وحب يعتذر :-
أنا آسف يا مدام علي وقاحتي
_ عمر ضربه في كتفه بخفة وقاله :-
مدام ايه ما تحسن ألفاظك
_ عبد الرحمن قلب عيونه بتهكم وقال :-
مزمزيل حلو كده؟!
_ عمر بصله جامد وعبد الرحمن حاول يهرب من نظراته :-
طب انا هروح أجيب العربية فرصة سعيدة يا... آه أميرة
_ عبد الرحمن مشي وعمر بص لاميرة بإحراج وقالها :-
معلش بس عبد الرحمن بيحب بهزر طول الوقت
_ أميرة ردت عليه بعفوية :-
ولا يهمك
_ عمر أتردد يسألها عن سبب وجودها بس جواه شعور قوي أجبره يسألها :-
خير بتعملي ايه هنا ؟
_ أميرة ردت عليه بنبرة سريعة :-
رقية مرات مسلم تعبانة شوية..
_ عمر هز راسه بتفهم وقالها :-
سلامتها ربنا يطمنكم عليها
_ أميرة ردت عليه باختصار :-
الله يسلمك شكراً
_ عمر مكنش عايز ينهي الحوار بينهم وحاول يخلق اي موضوع يتكلموا فيه :-
أنا برده جاي مع والدتي ضغطها عالي شوية
أميرة رسمت علي ملامحها الحزن وقالت له :-
ربنا يطمنك عليها
_ والدة عمر خرجت من اوضة الكشف ونادت عليه :-
عمر..
_ عمر بصلها وشاورلها بايده وبص لاميرة واعتذر بإحراج :-
فرصة سعيدة وسلمي علي مسلم كتير
_ أميرة اكتفت بإبتسامة رقيقة ومشت بخطوات سريعة عشان تبعد عنه ، وبعد لف وتدوير وصلت للاوضة ، خبطت علي الباب بهدوء ولما مسمعتش رد اتحرجت تدخل وقررت تقعد برا الاوضة لغاية ما حد فيهم يظهر ..
_ اتفاجئت بصوته قريب منها بيسالها :-
قاعدة برا ليه ؟
_ أميرة رفعت عيونها عليه وقامت وقفت وردت عليه باستغراب :-
خبطت ومحدش رد فاتحرجت ادخل ، انت عرفت مكاني ازاي؟
_ رد عليها بتلقائية :-
سألت في الاستقبال وقالولي رقم الاوضة
_ أميرة حمحمت باحراج وسألته بتردد :-
هو حضرتك محتاج حاجة يعني؟
_ عمر رد عليها بنبرة سريعة :-
لا كنت جاي اسلم علي مسلم واشوف لو محتاج حاجة
_ أميرة هزت راسها بتفهم وقالتله :-
والدة حضرتك بقت أحسن ؟
_ عمر هز راسه بتأكيد ورد عليها :-
أيوة دي حتي لما عرفت انك هنا كانت عايزة تيجي بس قولتلها يوم تاني عشان انتي تعبانة
_ أميرة ابتسمت بتكلف وقالت له :-
ربنا يخليهالك
عمر رد عليها بتلقائية :-
ويخليكي....
_ عمر استوعب كلامه وسكت فجاءة ، أميرة استغربت سكوته المفاجئ بس معلقتش ، الدكتور اللي بيتابع حالة رقية وصل قدام الاوضة وخبط علي الباب وانتظر سماحهم لدخوله ..
_ رقية قلقت علي صوت الباب ونادت علي مسلم :-
مسلم..
_ نادت عليه اكتر من مرة علي لما استوعب أن صوتها حقيقي مش في حلمه ، قام من نومه وبصلها وهي وضحت :-
الباب بيخبط
_ مسلم قام وقف وفتح الباب وسمح للدكتور يدخل ودخل وراه ، الدكتور بص لرقية وابتسم :-
الوضع شكله أحسن ولا أنا بتهيقلي ؟
_ رقية هزت راسها بتأكيد وردت عليه باختصار :-
الحمدلله احسن
_ الدكتور بص لمسلم وقاله :-
تقدرو تخرجوا بس اهم حاجة الراحة وعدم الحركة الا للضرورة وياريت تنتظم علي الأدوية دي واشوفها بعد أسبوع
_ الدكتور ناول مسلم الروشتة وهو شكره ، الدكتور استأذن وخرج وأميرة استأذنت من عمر ودخلت الاوضة :-
صباح الخير
_ مسلم ورقية ردوا في نفس واحد :-
صباح النور
_ أميرة اترددت تبلغ مسلم بزيارة عمر بس مضطرة ، سحبت نفس واتكلمت بتردد :-
مسلم.. عمر برا
_ مسلم لوهلة مستوعبش مين عمر وسألها باستفسار :-
عمر مين ؟
_ أميرة حمحمت وردت عليه بنبرة مهزوزة :-
عمر.. دكتور عمر اللي...
_ مسلم هز راسه وقالها :-
اه اه بس هو هنا بيعمل ايه ؟
_ أميرة بصت له وملامحها مشدوده بإحراج :-
كان مع والدته لأنها تعبانة وشافني وسألني ف..
_ رقية ادخلت في الحوار وهي شايفة توتر أميرة :-
في ايه يا مسلم واحد جاي لك ايه المشكلة ؟
_ مسلم بصلهم وخرج برا ، مد أيده يسلم علي عمر بترحيب :-
دكتور عمر اخبارك
_ عمر سلم عليه بود مبالغ :-
بخير الحمدلله عرفت من آنسة أميرة أن المدام تعبانة فقولت أسأل وأشوف لو محتاج حاجة
_ مسلم ابتسم واتكلم بنبرة ممتنة :-
لا أحنا تمام حتي هنخرج خلاص
_ مسلم نهي جملته ورقية وأميرة خرجوا من الأوضة ، عمر بص لرقية وقالها :-
حمدلله علي سلامتك
_ رقية ردت عليه بإحراج :-
الله يسلمك
_ مسلم قرب من رقية وهي منعته :-
خليك مع عمر وانا همشي مع أميرة
_ مسلم هز راسه باعتراض :-
لا انتي هتمشي معايا
_ مسلم علق أيدها في دراعه عشان يمنع اي اعتراض منها ، وأميرة مشت جنبهم وعيونها مترفعتش من علي الأرض من شدة احراجها من عمر ..
_ وصلوا للعربية ومسلم سأل عمر باهتمام :-
عربيتك بعيد عن هنا ؟
_ عمر رد عليه بعفوية :-
عربيتي مع أخويا اخدها عشان يوصل والدتي البيت
_ مسلم اقترح عليه بود :-
طب اركب هوصلك في طريقي
_ عمر رفض باحترام :-
لا لا مفيش داعي أنا هاخد تاكسي
_ مسلم أصر عليه :-
والله أبدا هتركب معانا مش كفاية عطلت نفسك عشانا
_ عمر رد عليه بعتاب :-
عطلة ايه بس انا بعتبرك زي اخويا يا مسلم وحسيت أن السؤال واجب
_ مسلم ربط علي كتفه بإمتنان وقاله :-
تسلم يا دكتور اتفضل بقا
_ كلهم ركبوا العربية ، رقية قعدت ورا جنب أميرة وهمست لها بعد ما اتحركوا بمدة :-
ده يترفض الله يسامحك
_ أميرة بصتلها بتحذير وقالت لها :-
مش وقته الكلام ده
_ رقية مهتمتش لنظراتها وكملت كلام :-
ده عيونه استوت وهتصفر قريب وانتي مبتحسيش
_ أميرة مقدرتش تمسك ضحكتها اللي طلعت غصب عنها بصوت عالي ، مسلم بصلها في المرايا بتحذير عكس عمر اللي تابع ضحكتها في المرايا الخارجية باستمتاع كبير ، قلبه دق مجرد ما سمع وشاف ضحكتها اللي تقريباً اول مرة يشوفها ..
_ ابتسم تلقائي معاها وجواه أمنية كبيرة نفسه تتحقق بأنها تكون ليه ، أميرة عيونها راحت علي المرايا واتفاجئت بعيون عمر عليها وابتسامته مش مفارقة وشه ، حست بإحراج شديد وبصت برا الشباك تهرب من نظراته عليه ..
_ مسلم وقف العربية وعمر بصله بإمتنان :-
متشكر جدا لو الظروف كانت أحسن كنت اصريت تطلعوا تشربوا حاجة
_ مسلم ضحك له ورد عليه باحترام :-
مرة تانية أن شاءالله
_ عمر نزل وشاورلهم وهما مشوا بالعربية ، أميرة حركت رأسها وبصت وراها واتفاجئت بيه بيشاروها ، عدلت قعدتها وبصت قدامها وهي متلخبطة ، تصرفاته غريبة والأغرب انها مش مضايقة بس جواها تناقض ضد التصرفات دي ، هي لا يمكن تتقبلها ولا تتقبله في حياتها ..
_ ازاي هتقدر تبني علاقة جديدة وهي بتحب دياب؟ دياب معتش موجود بس لا يمكن تقدر تخونه وتقبل بعلاقة غيره لو مبدأتش الحياة معاه مش هتبدأ مع حد غيره ..
_ رقية هزتها جامد وهي بتنادي عليها :-
اميرة.. إحنا وصلنا
_ أميرة انتبهت لصوت رقية وبصت علي المكان وهي مش مستوعبة هما وصلوا امتي ، رقية شاورت بايدها قدام عيونها وقالت لها :-
ده شكله شغل عقلك و..
_ أميرة قاطعتها بحدة :-
رقية لو سمحتي متجبيش سيرته تاني ..
_ أميرة نزلت من العربية ومسلم فتح لرقية الباب وساعدها تنزل ، رفض أنها تمشي لوحدها ومسك ايدها ودخلوا الفيلا ، فاطمة استقبلتهم بالزغاريط :-
يا ألف نهار ابيض حمدلله علي سلامتك يا ست البنات
_ رقية ابتسمت لها بحب وردت عليها :-
الله يسلمك يا بطوط
_ مجدي قرب منهم وهو بيقول :-
حمدلله علي سلامتك يا رقية
_ رقية ردت عليه بتلقائية :-
الله يسلم حضرتك
_ رانسي ظهرت وهي نازلة من علي السلم ، ملامحها جامدة وجواها غضب من رقية ، قربت منهم واتكلمت بفتور :-
حمدالله على السلامة
_ رقية ردت عليها باختصار رغم أنها مش عايز تتعامل معاها من الاساس :-
شكراً
_ رقية بصت لمسلم وقالت له :-
عايزة اطلع الاوضة
_ مسلم هز راسه بموافقة وقالهم :-
بعد اذنكم
_ طلعوا فوق ووقف قدام اوضته وهي سألته باستغراب :-
انت جايبني اوضتك ليه ؟
_ مسلم رد عليها وهو بيفتح الباب :-
من النهاردة هنكون مع بعض في نفس الاوضة
_ رقية بعدت عنه واعترضت :-
لا أنا عايزة اروح اوضتي
_ مسلم حاول ميتعصبش عليها واتكلم بنبرة هادية رغم العصبية رغم العصبية اللي كانت جواه في الوقت ده :-
لأ هتفضلي هنا تحت عيني
_ رقية عقدت حواجبها بعدم اعجاب لنبرته وتحكمه وقالت له :-
ايه أفضل تحت عينك دي؟ أنا راجعة اوضتي
_ رقية بعدت عنه ومسلم لحقها وبحركة سريعة في ثواني كان شايلها ، رقية لمحت رانسي وهي طالعة مع اميرة ، استغلت الفرصة واتعلقت في راقبة مسلم وسندت راسها علي صدره في لقطة حميمية بينهم ..
رانسي وقفت علي طرف السلم وعيونها منزلتش من عليهم وهي مصدومة من اللي شيفاه واللي زود ضيقتها أن مسلم مبصش نحيتها ودخل الاوضة كأنه مشافهاش ..
أميرة كانت فرحانة لما شافتهم واستاذنت من رانسي ودخلت اوضتها وتفكيرها كله في تصرفات عمر اللي ظهر من تاني في حياتها ..
مسلم انحني بيها علي السرير وحطها بهدوء وسحب أيده من عليها رغم كده مقدرش يبعد عنها بسهوله ، تعلقها فيه حرك مشاعره وحس بشعور غريب محسوش من وقت ما بعد عنها وهو الرغبة..
