رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه
الفصل الخامس عشر 15
بقلم تسنيم المرشدي
صباحاً ، مسلم حاول يصحي رقية وهي في حضنه بنبرة هادية :-
روكا.. قومي كفاية نوم..
_رقية كانت غرقانة في النوم ومش سمعاه ، مسلم قرب منها وباس أنفها في محاولة منه أنها تصحي :-
اصحي بقا..
_ رقية هزت راسها برفض وردت عليه بنبرة تايهة :-
تؤ سيبني انام..
_ مسلم رفع نفسه وبصلها وهي تحت :-
الضهر هيأذن قومي خدي شاور عشان تيجي معايا
_ رقية فتحت عين واحدة وسألته بفضول :-
هروح معاك فين ؟
_ مسلم ضحك علي شكلها وانحني عليها باسها برقة ورد عليها :-
هروح أشوف الشغل ماشي ازاي في محل عمي
_ رقية اتعلقت في رقابته بايدها وسألته بدلع :-
وانا هاجي معاك ليه برده ؟
_ مسلم كان مبتسم وسعيد بتصرفاتها الجريئة اللي افتقدها ، حمحم ورد عليها بنبرة هادية :-
مش حابب أسيبك هنا وانا مش موجود
_ رقية ضحكت له ووضحت له سبب أنه رافض يسيبها :-
ممم خايف عليا من الساحرة الشريرة؟
_ مسلم رد عليها بتهكم :-
ده انا اقتلها قبل ما تفكر تقرب لك ، بس كل الحكاية اني عايز ابقي ماشي ومطمن عليكي
_ رقية ردت عليه بتلقائية :-
بس أميرة هنا..
_ مسلم بعد عنها وهو بيقولها :-
أميرة بترجع متأخر من الكلية ، يلا بطلي مقاوحة وقومي
_ رقية بصت علي طيفة اللي اختفي ورا باب الحمام وبصت فوق بكسل ورددت :-
اوووف مش عايزة اقوم
_ صوت مسلم أجبرها تقوم بسرعة وهو بيقولها :-
هاجي اقومك أنا..
_ رقية دخلت له وهي متغاظة أنه قومها عافية ، استغربت أنه واقف بقاله مدة حاطت ايده في المية بيظبط حرارتها ، بصت علي سخان الميه واتفاجئت بدرجة الحرارة اللي ظاهرة عليه ..
_ جرت علي مسلم وبعدت أيده بسرعة عن الميه وهي بتعاتبه :-
الحرارة فوق ال ٦٠° انت مش حاسس ؟
_ مسلم عقد حواجبه باستغراب وبص علي السخان يتأكد من كلامها ، اتفاجئ من الحرارة اللي بتزيد وهو مش حاسس بيها ، قرب من الميه تاني ومد أيده والمفاجأة أنه مش حاسس بيها ..
_ وزع أنظاره بين رقية والميه وهو بيحاول يستوعب الموقف ، رقية قربت منه وسألته باستفسار :-
انت مش حاسس بحاجة ؟
_ مسلم هز راسه بنفي وهي بصتله بحزن شديد وقالت له :-
كان الدكتور قايلي حاجة زي دي هكلمه اعرفه و...
_ مسلم مسك دراعها قبل ما تخرج وقالها :-
مش وقته اجهزي انتي ونكلمه بعدين..
_ مسلم سابها وخرج وسط نظراتها عليه وهي حاسة بزعله ، اتنهدت بقلة حيلة ووقفت تحت الميه بعد ما ظبطت حرارتها ، مسلم وقف شوية باصص علي أيده وحس بخنقة مفاجئة جواه ، سحب نفس وردد :-
الحمدلله
_ أقنع عقله أن ده اقل الخساير اللي كان ممكن يقابلها ، جهز هدومه ولبس قميص اسود وبنطلون بيج وكوتشي هافان ، وقف قدام المرايا وهو بيسرح شعره رغم كده كان موضوع أيده شاغل عقله ومش قادر يتخطاه بسهولة..
_ خرج من شروده علي خروج رقية من الحمام ، بصتله بابتسامة وأدت إعجابها بشكله :-
شكلك حلو اوي
_ مسلم التفت لها ورد عليها بنبرة حنونة :-
عشان شيفاني بالبندقتين دول
_ قال كلامه وهو بيشاور علي عيونها بعيونه ، رقية ضحكت لها وهو قالها :-
هنزل اقابل استاذ مجدي علي لما تجهزي
_ رقية هزت راسها بموافقة ودخلت اوضة الملابس تختار لبس يليق مع ألوان لبس مسلم ..
_ مسلم نزل لمجدي المكتب وزي ما توقع لقاه قاعد بيجهز اوراق القضايا بتاعت اليوم ، حمحم ودخل المكتب وقاله :-
صباح الخير ممكن اخد من وقتك عشر دقايق
_ مجدي بصله بتهكم ورد عليه بمرح :-
عشر دقايق كتير اوي كفاية دقيقتين
_ مجدي هز راسه باستنكار وقاله :-
انت بتستأذن يا مسلم أتكلم علي طول
_ مسلم قرب منه وقعد في الكرسي المقابل ليه ، سحب نفس وبصله بتردد ومجدي أتكلم بتريقة :-
ده الموضوع شكله كبير اوي
_ مجدي انحني بجسمه لقدام وهمس له وهو بيضحك :-
انت عرفت واحدة علي مراتك ولا ايه ؟
_ مسلم ضحك علي كلامه ورد عليه ينفي اللي قاله :-
لا طبعاً ، الموضوع بس اني عايز أبيع نصيبي في الفيلا يعني لو حضرتك تقدر تشتريه يكون كويس
_ مجدي اتفاجئ بكلام مسلم ورد عليه بإحراج :-
انت عارف الظروف اللي أنا فيها ومستحيل أقدر اجمع المبلغ الكبير ده في الفترة دي..
_ مسلم بصله بقلة حيلة واتنفس بضيق ، مجدي كان مضايق أنه مش قادر يساعده وحب يعرف سبب بيعه لنصيبه :-
بس قولي هنا انت عايز تبيع ليه حصل حاجة ضايقتك ؟
_ مسلم رفع عيونه عليه واتكلم وهو بيحاول ينقي كلامه بعناية :-
لأ بس انا محتاج خصوصية في علاقتنا شوية يعني عايز استقر في بيت يكون لينا لوحدنا واكيد ده مضايقش حضرتك
_ مجدي رد عليه بسرعة ينفي كلامه :-
لا طبعا أنا اللي يهمني راحتك ، وطبعا أنا آسف لاني أنا اللي حطيتك في الموقف ده
_ مسلم اتنهد ورد عليه يشيل التكلف بينهم :-
أنا مش ندمان اني شاركت حضرتك في الفيلا ولو الزمن اتعاد مش هتردد أشاركك
_ مجدي بصله بإمتنان وزعل في نفس الوقت لانه مش قادر يساعده ويقف جنبه زي ما مسلم عمل معاه ، مسلم خرج لما موصلش لحل يرضيه وهو مهموم اكتر ومش عارف هيمشي من هنا ازاي ..
_ رانسي نزلت وتجنبت مسلم علي غير عادتها ، وهو اتنهد براحة لما متكلمتش معاه وافتكر أنها فقدت الامل فيه وقررت تبعد عنه ، رقية نزلت واتعلقت في أيد مسلم وقالتله :-
ايه رايك عاملة ماتشينج معاك
_ مسلم رد عليها من غير ما يبص ل لبسها :-
حلو..
_ رقية مسكت وشه واجبرته يبصلها وسألته باهتمام :-
مالك في ايه ؟
_ مسلم رد عليها باختصار :-
نتكلم في العربية
_ رقية هزت راسها بموافقة وخرجت معاه ، السواق فتح لمسلم الباب وكان هيفتح الباب لرقية بس هي سبقت وركبت ، اتحرك بالعربية ورقية مقدرتش تصبر وسألته بفضول :-
ها ايه اللي ضايقك اوعي تكون الساحرة الشريرة والله أنزل انتف لها شعرها شعراية شعراية
_ مسلم مقدرش يمنع ضحكته رغم أنه مضايق وجاوبها عشان يرضي فضولها :-
طلبت من استاذ مجدي يشتري نصيبي في الفيلا بس قالي أنه مش معاه سيولة الفترة دي
_ رقية بصتله بضيق وحاولت تفكر معاه بصوت عالي :-
مسلم احنا ممكن نقعد عندكم لو مش حابب نقعد في بيت بابا أنا معنديش مشكلة
_ مسلم قاطعها بكلامه :-
أنا اللي عندي مشكلة أنا محتاج يكون لينا بيت لوحدنا زي اي اتنين متجوزين ليهم خصوصياتهم ، ولو هنقارن بين بيوت أبويا وابوكي فطبعا الفيلا مناسبة اكتر علي الأقل لينا اوضة طويلة عريضة فيها حمام وكل اللي نحتاجه لكن في البيوت التانية لا هنعرف نلاقي خصوصية ولا هنرتاح ..
_ مسلم نفخ بصوت مسموع وردد بنفاذ صبر :-
معرفش هتظبط امتي بجد أنا اتخنقت وجبت أخري
_ رقية معرفتش ترد عليه بحل واكتفت أنها تمسك أيده ورددت :-
أن شاء الله ربنا هيحلها..
_ رقية بصتله تاني وسألته بفضول :-
ايه موضوع شراكة الفيلا دي جت ازاي يعني ؟
_ مسلم رد عليها يحكي لها سبب أنه يشارك مجدي في الفيلا :-
استاذ مجدي بياخد تكلفة القاضية اللي بيمسكها قبل ما يشتغل فيها وطبعا عشان سمعته وأنه معروف الناس بتدفع وهي مغمضة ، في مرة محامين تانين اتأمروا عليه بسبب غيرتهم منه وإن تقريباً حالهم واقف وهما قالوا أنه أكيد بسببه بطلوا يمسكوا قواضي فسرقوا اوراق قواضي كتير بالدليل وكل حاجة كان أستاذ مجدي مجهزهم وهما اللي اترفعوا في القواضي وكسبوها ، الناس صاحبت القواضي اتقلبوا عليه وطلبوا فلوسهم فاضطر يعرض نص الفيلا للبيع وده لأنه كان من المستحيلات أن فيه حد يشتري نص فيلا ويكون شريك لحد في بيت واحد قدمت له مساعدة بكل الفلوس اللي معايا اينعم كانوا قليلين علي تمن نص الفيلا بس قِبل عشان يخلص نفسه ..
_ رقية هزت راسها بتفهم والتزمت الصمت لوقت وصلولهم وبعد مدة وصلوا المنطقة ، مسلم نزل بمساعدة السواق ، بصله وشكره ووجه كلامه لرقية :-
اطلعي انتي أنا مش هقدر اطلع مرتين كفاية مرة قبل ما نمشي
_ رقية هزت راسها وبعدت عنه بس هو وقفها وقالها :-
متركزيش في تفاصيل المدخل كتير اطلعي علي طول
_ رقية قلبها اتقبض بمجرد ما افتكرت اليوم المشؤوم ، هزت راسها بموافقة وسحبت نفس ودخلت وهي بتحاول متركزش في تفاصيله كتير ..
_ ' لا يا دياب لأ ' ' انتي طالق ' جُمل كتير اترددت في عقل رقية وقتها ودموعها نزلت غصب عنها ، طلعت بخطوات سريعة ووقفت قدام الباب ، خبطت وكأن حد بيجري وراها ..
_ سهير فتحت لها ورحبت بيها بفرحة كبيرة :-
البيت نور والله اتفضلي
_ رقية دخلت وسهير لاحظت عيونها اللي بتلمع فيها الدموع ونفسها اللي بتاخده بصعوبة ، عقدت حواجبها بقلق وسألتها بخوف :-
مالك يا رقية حصل حاجة ؟
_ رقية قعدت علي أول كنبة قابلتها وردت عليها بنبرة مهزوزة وهي بتفرك صوابعها بتوتر شديد :-
افتكرت اللي حصل وانا طالعة حاولت مركزش مع المكان بس غصب عني افتكرت كل اللي حاجة
_ سهير قعدت جنبها وطبطت عليها تواسيها :-
لا حول ولا قوه الا بالله إحنا هنفضل محشورين في اليوم المشؤوم ده لغاية امتي
_ سهير نفخت بنفاذ صبر وقالتلها :-
اهدي يا حبيبتي وحاولي متفكريش كتير ، اقولك فكري في حاجة بتبسطك مسلم مثلاً
_ رقية ضحكت وسهير فرحت أنها قدرت تضحكها وقالت لها :-
أيوة كده اضحكي وأرمي كل حاجة ورا ضهرك كفايانا حزن وخلينا نفرح
_ رقية سحبت نفس وخرجته براحة وقالتلها :-
عندك حق كفاية زعل
_ الاتنين ضحكوا لبعض وسهير قامت تحضر أحلي غدا ليهم ..
__________________________________________
_ في الجامعة ، أميرة خلصت اول محاضرة في اليوم وقعدت في كافتيريا الجامعة تطلب اكل لأنها مفطرتش كعادتها في الأيام بسبب مرواحها للكلية بدري ..
_ انتبهت لصوت جيتار قريب منها ، التفت وركزت باهتمام مع مجموعة من الشباب بيغنوا ومن ضمن الاغاني كانت اغنية ( راح )
مع بداية كلمات الأغنية وصوت الشاب بدأت أميرة تتأثر بالكلام وكأنهم بيغنوا علي لسانها ..
راح القلب الطيب راح الحضن الى انا فيه برتاح
سابلي حبيبي الام وجراح
راح القلب الى مقويني
طعم حياتي واحلى سنيني
مفاضليش غير دمعة عيني ( راح ) متسبنيش قولي ازاي من غيرك اعيش
متسبنيش خليك جمبي متكسرنيش
راح مين هياخدني في حضنه يا غالي
مين يطمن على احوالي
مين هحكيله على الى جرالي راح
راح خدت الحلو الى في ايامي
خدت معاك اجمل احلامي
ازاي مش هلاقيك قدامي راح
متسبنيش..
_ مع نهاية الأغنية كانت أميرة انهارت في العياط بخنقة شديدة حست بيها جواها ، قامت فجاءة تهرب من المكان ، اتخبطت في عمر وهي بتقوم ، عمر اتفاجئ بعياطها ، قلبه اتقبض بخوف اول ما شاف دموعها وسألها بقلق :-
في ايه مالك بتعيطي بالشكل ده كده ليه ؟
_ أميرة بصتله وبعدت عنه بخطوات سريعة وهي مش قابلاه ، مش قابلة أنه أخد مكان اكتر انسان حبيته واتمنت تعيش كل لحظة بتعيشها مع عمر حالياً ..
_ خرجت من الجامعة وهي مش شايفة قدامها بسبب دموعها ، وقفت تاكسي وقالت له بعد ما ركبت :-
المدافن لو سمحت..
_ عمر ركب عربيته وخرج وراها من غير ما يتردد وعقله مشغول معاها ، يا تري حصل ايه عشان توصل الحالة دي ، خبط الطارة بايده بعصبية شديدة وردد باندفاع :-
اوووف منك بجد هيحصل حاجة لو ريحتي قلبي في مرة!!
_ أميرة نزلت من التاكسي وسحبت نفس عشان تقدر تكمل وتوصل لوجهتها اللي قصداها ، حركت رجليها بصعوبة شديدة وهي مش عارفة هتقف قصاده ازاي لأول مرة من غير ما تشوفه ولا يرد علي كلامها ..
_ وصلت قدام المدفن وعيونها كانت بتقرا إسمه في صمت ، حاولت تتماسك مع نفسها بس مقدرتش ، خرجت كل اللي جواها من عياط ووجع وعتاب ..
_ عيطت بصوت عالي واتكلمت بقلب موجوع علي فراقه :-
سيبتني ومشيت ومهتمتش هكمل من بعدم ازاي! أنا مش عارفة اكمل مش عارفة اعيش قولي اعمل ايه قولي اجيلك ازاي؟
_ أميرة فركت عيونها بعصبية وكملت كلامها بلخبطة :-
تفتكر مفكرتش اجيلك ؟ فكرت بدل المرة مليون بس انا ضعيفة أنا مش شهبك انت كنت مستعد تموت عشاني واديك مت!! بس انا مش عارفة اموت عشانك..
_ أميرة وقعت علي الأرض بقلة حيلة لما رجليها مقدرتش تتحمل وقوفها اكتر من كدا ، مدت أيدها ولمست قبره وكملت كلامها معاه بنبرة أهدي :-
مكنتش بقدر ألمسك وانت موجود ، دياب انت وحشتني اوي ..
_ صوتها اتحشرج من كتر العياط ، ظبطت نبرتها وقالت له :-
انت خدت الحلو اللي في ايامي فعلا زي ما كانوا بيغنوا ، فاكر يوم ما حضنتني!! مكنتش اعرف انه كان الحضن الأول والأخير..
_ أميرة حطت أيدها علي فمها وعيطت بوجع شديد ، عيونها انتفخت من شدة عياطها ، سندت راسها علي القبر وغمضت عيونها وسألته علي امل يرد عليها :-
قولي أعيش وأكمل من غيرك ازاي؟
_ خرجت منها تنهيدة حارة ، بلعت ريقها وبعد مدة حست انها أحسن ، فتحت عيونها ولمست القبر تاني ورددت بعدم استعياب :-
ربنا يرحمك..
_ قامت وقفت عشان تخرج واتفاجئت بعمر واقف قصادها ، بلعت ريقها بارتباك شديد ، مش عارفة هو واقف من أمتي وسمع ايه بالظبط بس نظراته كانت كفيلة تثبت لها اللي بيدور جواه..
_ مقدرتش تحدد دي نظرات ندم أنه اتمسك بيها ولا عتاب ولا كره أو يمكن كلهم مع بعض ، قربت منه وهي متأكدة أنه سمعها واتكلمت بنبرة مهزوزة :-
قولتلك اني مش جاهزة للارتباط ، أكيد ندمان أنك...
_ عمر قاطعها بنبرة واقفة :-
تعالي لما اوصلك البيت..
_ أميرة عقدت حواجبها باستغراب لهدوئه وأنه مهتمش بكلامها كأنه مسمعهاش وسألته بعدم فهم :-
بيت ايه ؟
_ عمر رد عليها باختصار :-
بيتكم..
_ رفع أيده وكان ماسك موبايلها وقالها :-
نسيتي موبايلك في الكافتيريا ومامتك كلمتك عشان تقولك ارجعي علي البيت مسلم ومراته هناك..
_ عمر ناولها الموبايل وهي اخدته منه وعيونها عليه بتحاول تستنتج اي حاجة من تصرفاته بس فشلت ، عمر سبقها وركب عربيته وهي مشت وراه وحاسة بتأنيب ضمير شديد اتجاهه ، مكنتش تتمني تأذيه بالشكل ده حتي لو رفضته قبل كده بس مكنتش تحب أنه يعرف انها قبلت بعلاقتهم وهي بتحب حد تاني ..
_ نفخت بضيق وركبت العربية من غير كلام ، طال الصمت بينهم لمدة كبيرة ، أميرة مقدرتش تستحمل السكوت واتكلمت هي :-
أنا آسفة اني حطيتك في الموقف ده بس انا حاولت افهمك وابعدك عني لمصلحتك انت وانت اللي أصريت..
_ عمر مردش عليها وهي حاولت متتعصبش من عدم رده وقالت له بلطف :-
لو سمحت ممكن ترد عليا متسبنيش اتكلم مع نفسي..
_ عمر رد عليها بنبرة هادية تماماً :-
قولتلك قبل كده متعودتش اقول حاجة مش حاسسها
_ عمر بصلها بملامح جامدة وكمل كلامه :-
وانا حالياً مش حاسس بأي حاجة!
_ أميرة بصت له بذهول وإحراج في نفس الوقت واتكلمت بتردد :-
انا معاك في أي قرار هتاخده..
_ عمر اكتفي بهز راسه من غير كلام ، وصلها للمنطقة بتاعتهم وهي نزلت من العربية بعد ما اتأكدت أنها مش هتاخد منه أي رد في الوقت ده ..
_ مسلم وقفها قبل ما تطلع وعيونه علي عربية عمر وسألها للتأكيد :-
مش ده عمر ؟
_ أميرة هزت راسها تأكد سؤاله وهو بصلها باهتمام لما لاحظ عيونها الي بتدل أنها معيطة وسألها باهتمام :-
انتي معيطة ؟ اتشاكلتوا ولا ايه ؟
_ أميرة سحبت نفس وردت عليه باختصار :-
مفيش حاجة يا مسلم متشغلش بالك
_ أميرة مشت وهو لحقها ومسك أيدها وقفها واتكلم بعصبية :-
هو ايه اللي متشغلش بالك لو عمل فيكي حاجة قو...
_ أميرة قاطعته باندفاع شديد :-
مفيش حاجة ملوش علاقة بحالتي دي
_ أميرة سحبت نفسها من بين أيديه وسابته ودخلت البيت ، وقفت في نفس المكان اللي مش قادرة تتخطي اللي حصل فيه ، مسلم دخل وراها وهو مستغرب أسلوبها معاه اللي اول مرة تتعامل معاه بيه ، وقف جنبها وهي اتكلمت :-
انا هبقي كويسة امتي؟
_ مسلم غالباً جمع سبب حالتها ورد عليها بسؤال :-
انتي لسه متخطتيش الموضوع ده ؟
_ أميرة بصت له ونفت كلامه :-
أنا محشورة جوا اليوم ومش قادرة أخرج منه!
_ مسلم بصلها بطرف عينه وردد :-
وعمر.. ايه لزمته في حياتك ؟
_ أميرة اتنهدت بارهاق وردت عليه تحاول تشرح له اللي جواها :-
أنا قولتله وحاولت افهمه إني مش أهل للارتباط بس هو مسمعش مني وصمم واتمسك بيا وخلاني بدل ما اكون زعلانة علي شخص واحد بقيت زعلانة علي اتنين واحد علي فراقه والتاني اني وجعت له قلبه وندمته أنه يتمسك بيا
_ أميرة غمضت عيونها ونفخت بصوت مسموع :-
حرفياً مخنوقة ..
_ مسلم قرب منها من غير ما يتردد وضمها لحضنه جامد ، أميرة بادلته الحضن وبعد دقايق بعدت عنه وبصتله بإمتنان وندم :-
أنا آسفة علي اسلوبي ، بجد مش عارفة لو مكنتش موجود كنت هعمل ايه؟
_ مسلم ضحك ورد عليها بمرح :-
والله انا اللي مش عارف انتي لو مش موجودة مين كان هينكد عليا
_ أميرة بصتله بذهول ورددت :-
يابني دا انت عندك خميرة النكد نفسها .. رقية
_ مسلم ضحك جامد وأكد علي كلامها :-
فعلا عندك حق بس حتي في نكدها بحبها برده
_ أميرة ابتسمت له بفرحة واتمنت له السعادة في حياته :-
ربنا يخليكم لبعض ويعوضكم خير علي كل الايام الوحشة اللي شوفتوها ..
_ مسلم رد عليها بحب :-
امين يارب
_ مسلم أتردد يفتح معاها اللي بيدور في عقله بس قرر يقولها عشان متندمش بعدين :-
بلاش ترفضي عمر طول الوقت ، عمر شخصية محترمة وكويسة وسوي والأهم من ده أنه باين عليه بيحبك بجد يعني هيراعي ربنا فيكي وهيعوضك عن اللخبطة والكركبة اللي جواكيي دي ، يمكن لسه مش قادرة تحبيه بس كونه هو بيحبك ده في حد ذاته هيخليكي تحبيه مع الوقت
_ أميرة سحبت نفس وخرجته براحة وقالت له :-
والله الموضوع بقا في أيده هو مش في ايدي خالص
_ مسلم عقد حواجبه باستغراب وسألها باستفسار :-
ازاي يعني مش فاهم ؟
_ أميرة نفخ بنفاذ صبر وقالت له :-
لا ده موضوع طويل تعالي نطلع واحكيلك فوق
_ مسلم هز راسه بموافقة والاتنين انتبهوا لدخول مسعد ، رحبوا بيه وطلعوا مع بعض ...
__________________________________________
مساءاً ، مسلم ورقية رجعوا الفيلا وأميرة قررت ترجع بيتهم تاني لما شافت التحسن اللي مسلم وصل ليه ..
_ مسلم نام علي السرير بتعب وردد :-
مش متخيل اني خلاص علي السرير
رقية بصتله بحزن وتأثر وردت عليه :-
انت أجهدت نفسك النهاردة مكنش له لزوم تروح بنفسك ما انت بتتابع مع العمال في الموبايل
_ مسلم رد عليها يشرح لها سبب مرواحه لمحل عمه :-
كان لازم اروح ويشوفوني بنفسهم ، عشان ميكسلوش عن الشغل انا ما صدقت أرجع الشغل زي ما كان..
_ رقية قربت منه وباسته في خده بحب :-
عارف.. أنا بفتخر انك جوزي
_ مسلم شدها لحضنه ورد عليها :-
عارف عارف
_ رقية ضحكت جامد وقامت وقفت وقالتله وهي بدور بعيونها علي الميه :-
المية خلصت هنزل اجيب عشان لو احتجتنا ميه
_ مسلم هز راسه بموافقة وهي خرجت برا الاوضة ، اتفاجئت بخروج رانسي من اوضتها بملامح مشدوده ، رقية ضحكت بتهكم وقالت لها :-
طبعاً كنتي فاكراه مسلم ، يا حرام بجد صعبانة عليا لانه مش شايف غيري
_ رانسي ضغطت على أسنانها بعصبية وردت عليها بنبرة حادة :-
هبعدك عن عيونه خالص.. اطمني
_ رقية بصتلها واتصنعت أنها مصدومة :-
هتعملي ايه شوقتيني؟
_ رانسي رفعت حاجبها وردت عليها بحقد :-
هعمل كده..
_ رانسي دفعتها علي السلم بكل غل ، في التوقيت ده مجدي كان راجع أوضته بعد ما خلص شغله في المكتب واتفاجئ بالحوار اللي بيدور بينهم ، دخل في صدمة اول ما شاف رانسي وهي بتوقع رقية من علي السلم..
_ اتحرك بخطوات سريعة ولحقها من نص السلم ، ساعدها تقف ورقية بصت لرانسي وهي مصدومة من تصرفها ورددت بعدم تصديق :-
انتي بجد مريضة انتي محتاجة تتعالجي
_ مجدي حاول يهدي رقية وقالها بتوسل :-
سيبهالي أنا يا بنتي الظاهر انت معرفتش أربيها كويس بس لو سمحتي مش عايز مسلم يعرف حاجة بلي حصل أنا مش عايز علاقته بيا تتهز
_ رقية بصتله ومقدرتش ترد عليه وسابته ورجعت اوضتها ، لو مكنش مجدي لحقها كان مصيرها هيكون ايه؟
_ قلبها كان بيدق بخوف وجسمها بيترعش جامد ومش قادرة تسيطر علي نفسها ، مسلم بصلها باستغراب وسألها باستفسار :-
فين المية ؟
_ رقية ردت عليه بنبرة تايهة :-
ها ؟
_ مسلم عدل نفسه وقعد وبصلها بقلق :-
في ايه مالك ؟
_ رقية حاولت تنهي الحوار بأي كلام :-
مفيش بس دوخت شوية ومقدرتش أجيب المية
_ مسلم رد عليها بنرة سريعة :-
مش مهم الميه تعالي اقعدي ..
_ رقية قعدت علي السرير وإحساس الخوف مسيطر عليها ، مسلم ضمها لحضنه لغاية ما استكانت ونامت ..
__________________________________________
مجدي قرب من رانسي وشدها بصدمة كان واقع فيها من تصرفها ودخل أوضتها وقفها قدامه واندفع فيها بسؤاله :-
ممكن افهم ايه اللي انا شوفته ده ؟ انتي كنتي هتموتي البنت لولا أني لحقتها أنا مصدوم بجد من اللي شوفته ، اديني مبرر واحد يخليكي تعملي كده فيها ؟
_ رانسي كان بتسمع له بنفاذ صبر واندفعت فيه بكل قوتها :-
عايز مبرر واحد! لا هديلك مبررات ، انت السبب علي فكرة في كل ده انت اللي رمتني لواحدة متعرفش يعني ايه مسؤولية ، سيبتني مع واحدة اسمها أم علي الورق بس لكن هي كل اللي يهمها الفلوس والرجالة اللي بتيجي من وراهم الفلوس ، رمتني في مدراس داخلي عشان معطلهاش وانت مسألتش فيا ولا كنت تعرف عني حاجة ، طلعت شبها هطلع ايه يعني غير زيها ، عارف انت لو كنت سبتني معاك وربتني كويس أكيد كنت هبقي واحدة كويسة وغير كده ، أنا برمي نفسي علي الرجالة اللي معاها فلوس ولما الاقي الاغني منه بجري عليه يمكن يملي الفراغ اللي جوايا فراغ اسمه عيله!! ، ولما شوفت مسلم وشوفت جدعنته وشهامته معايا حسيت اني استاهل اتحب من راجل زيه ، ليه لأ مستاهلش اتحب لمرة واحدة! اتمسكت بيه وحاولت أخليه يحبني بس للأسف كان بيحب مراته وده اللي مسكني فيه اكتر ، واحد يقدر يحب حد بالشكل الوفي ده هيكون حنين عليا وهيعرف يحبني بس فشلت اني أقربه ليا حبه ليها هو اللي كسب ..
_ رانسي قعدت علي السرير بقلة حيلة وانهارت في العياط جامد ، رفعت عيونها علي محدش وبصتله بعتاب واشمئزاز :-
انت السبب في اللي أنا وصلت له ، انت اللي سيبتني ، إزاي قدرت تعيش عادي وانت مش عارف بنتك كويسة ولا مش كويسة ، أمنت عليا مع واحدة انت نفسك مقدرتش تستحمل الحياة معاها وطلقتها ، اهتميت بشغلك وازاي تكبر نفسك وتكبر اسمك لكن مهتمتش تكبرني لو بربع الاهتمام ، أشرب بقا حصاد اللي محاولتش تزرعه أصلا ، وآه أنا مريضة هي مغلطتش أنا مريضة نتيجة إهمال اب وأم مش بيحبوا غير نفسهم وبس أنا مش مسمحاكم..
_ مجدي كان مصدوم من كلام رانسي ، اول مرة يحس بتقصيره اتجاها ، للدرجة دي قصر معاها لدرجة أنه وصلها تقتل بني ادمة زيها ، مجدي مكنش قد المواجهة وانسحب من الاوضة وهو بيلوم نفسه كتير ، قفل عليها بالمفتاح عشان مش هيأمن يسيب لها حرية التصرف بعد اللي شافه لازم يفكر في حل جذري يصلح بيه اللي اتتسبب فيه وفي أقرب وقت ..
__________________________________________
صباحاً ، رقية كانت لسه مخضوضة من اللي اتعرضت له امبارح ، كانت ساكتة طول الوقت والخوف مسيطر عليها ، عايزة تقول لمسلم يمشوا بس هيكون ايه حجتها بعد ما مجدي طلب منها متقولش لمسلم عن اللي حصل ..
_ خرجت من شرودها علي خبط الباب ، مسلم سمح لفاطمة تدخل وهي بلغته :-
استاذ مجدي عايز حضرتك تحت في المكتب
_ مسلم رد عليها باختصار :-
تمام نازل له حالا
_ مسلم قرب من رقية وباسها في خدها ، استغرب أنها ملاحظتش قربه وسألها باهتمام :-
بتفكري في ايه؟
_ رقية انتبهت علي سؤاله وردت عليه باختصار :-
ولا حاجة
_ مسلم ضيق عيونه عليها وقالها بغرور :-
يعني مش فيا ؟ أشك!
_ رقية ضحكت له برقة وهو قالها :-
هنزل أشوف استاذ مجدي عايز مني ايه
_ رقية هزت راسها بموافقة وبمجرد ما خرج من الأوضة قامت قفلت الباب وراها عشان محدش يقدر يدخلها وهو مش موجود ..
_ حست بنبضة جديدة جواها وابتسمت بفرحة لأنها كانت نبضة أقوي من اللي قبلها ، رقية حطت أيدها علي بطنها وضحكت بسعادة :-
انت كبرت يا تري عشان كده حاسه بيك ؟
_ افتكرت دكتور مسلم وراحت تكلمه تحكي له وضعه وتعرف منه ايه اللي المفروض يتعمل في الوقت ده ، عملت مكالمة تانية لدكتور المتابعة بتاعها واخدت منه معاد عشان تطمن علي البيبي ..
__________________________________________
مسلم دخل المكتب عند مجدي ولاحظ ملامح المشدودة عي غير العادة ، أتكلم وهو بيقرب منه :-
حضرتك عايزني ؟
_ مجدي هز راسه بتأكيد وشاور له يقعد :-
اقعد يا مسلم..
_ مسلم قعد وهو في إنتظار يسمع كارثة أو مصيبة استنتجهم من ملامح مجدي اللي متبشرش بالخير ، مجدي حط ظرف وملف قدام مسلم وقاله :-
أمضي علي بيع الفيلا والفلوس أهي
_ مسلم عقد حواجبه باستغراب شديد ورد عليه بسؤال يرضي فضوله :-
حضرتك جبت الفلوس منين انت كنت لسه بتقولي امبارح مستحيل تقدر في الفترة دي ؟
_ مجدي سحب نفس ورد عليه بعملية :-
انت مالك جبت الفلوس منين المهم إني جبتها
_ مسلم هز راسه باستنكار وقام وقف وهو بيرد عليه :-
مش هاخد الفلوس قبل ما أعرف حضرتك جبتهم منين انا مش هحب اسبب لك ضيق مادي
_ مجدي نفخ بصوت مسموع وقاله بنفاذ صبر :-
مش هعرف اخلص منك أنا عارف ، اقعد طيب وانا هقولك
_ مسلم قعد مكانه ومجدي كان متردد يتكلم بس هو متأكد أن مسلم مش هيرتاح غير لما يعرف ،بصله وبدأ يتكلم :-
أخدت قرض بضمان الفيلا
_ مسلم رد عليه بعتاب شديد :-
ليه بس تعمل كده ؟
_ مجدي حاول بقوله حجة يقنعه بيها :-
انت زي ابني يا مسلم وانا عايزك تستقر بقا كفاية لخبطة في حياتك لغاية كده
_ مسلم بص في الأرض لحظات يستوعب اللي بيحصل ، اخيراً هيكون عنده بيت خاص بيه هو ورقية ، خرجت تنهيدة راحة منه وبص لمجدي بإمتنان شديد :-
والله مش عارف أقول لحضرتك ايه
_ مجدي ضحك ورد عليه بحب :-
ولا أي حاجة ده حقك أصلا والمفروض أنا من الاول مكنتش أربطك معايا في الفيلا
_ مسلم أنتبه لحاجة مهمة وبصله وسأله باستفسار :-
اعذرني في السؤال بس إجراءات القرض بتاخد من يومين ل أسبوع وخصوصاً لو مبلغ كبير زي دا ، ازاي حضرتك جبتهم في يوم ؟
_ مجدي ضحك علي ذكائه وأنه مش بيعدي اي حاجة بسهولة غير لما يفهم الاول ، سحب نفس ورد عليه :-
البنك اللي أخدت منه القرض مديره صاحبي وهو اللي خلص الاجراءت دي بسرعة ، ها اي أسئلة تانية؟
_ مسلم هز راسه بنفي ورجع الأوضة وهو مش مستوعب حجم التغير اللي حصل بين يوم وليلة ، وحاول يفتح الباب واتفاجئ أنه مقفول من جوا ، خبط بقلق وبعد لحظات رقية ظهرت من وراه وهو سألها باستفسار :-
انتي قافلة الباب ليه ؟
_ رقية اترددت وهي مش لاقية حاجة تفكر فيها وقالت له :-
قفلته بالغلط
_ مسلم بصلها وهو مش مقتنع بكلامها بس هو حالياً مبسوط باللي حصل وحب يفرحها ، رفع الظرف اللي في أيده وقالها :-
خلاص هيبقي لينا بيت لوحدنا
_ رقية عقدت حواجبها باستغراب ورددت :-
ازاي؟
_ مسلم دخل وقعد علي السرير عشان ميضغطش علي رجليه أكتر ورد عليها :-
استاذ مجدي اشتري نصيبي وأخيراً هنمشي من هنا..
_ رقية قعدت جنبه وسألته بفضول :-
هو جاب الفلوس منين مش قولت أنه مش معاه سيولة ؟
_ مسلم رد عليها بتلقائية :-
أخد قرض
_ رقية حواجبها اترفعت تلقائي وهي بتساله :-
وليه يعمل حاجة زي دي؟
مسلم هز راسه وهو بيرد عليها :-
مش عارف.. بس حاسس ان فيه حاجة من ورا تصرفه ده
_ رقية اتأكدت أنه عمل كده بعد ما شاف رانسي وهي بتحاول تأذيها ، اتنهدت براحة كبيرة جواها أنها اخيرا هتخلص منها وتعيش في أمان بعيد عنها ..
