رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه الفصل الحادي عشر 11بقلم تسنيم المرشدي


 رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه

 الفصل الحادي عشر 11

بقلم تسنيم المرشدي 

 أميرة طلبت من عمر يوقف العربية بعيد عن المنطقة منعاً للاحراج ، أميرة بصتله بإمتنان وشكرته :- 

شكراً لحضرتك 


_ عمر رسم علي ملامحه الحزن ورد عليها :-

أنا معملتش حاجة وبعدين بلاش حضرتك دي نادي لي باسمي


_  أميرة بصت قدامها بإحراج ورجعت بصتله تاني :-

معلش مش هقدر أشيل التكلف بينا ، عن اذنك وشكرا مرة تانية 


_ أميرة نزلت من العربية وشاورت له واتحركت بعيد عنه وهي مضايقة أنها ركبت معاه ، أكيد هيفكر أنها بتديله فرصة مرة تانية وهي مش حابة كده..


_ عمر اتحرك بالعربي بعد ما طيف أميرة اختفي تماماً ضحك بعفوية وهو بيفتكر الحوارات الصغيرة اللي دارت بينهم وحسسته بالسعادة رغم أنها كانت اقل من العادية ..


_ أميرة رجعت البيت ومسعد رحب بيها :- 

حمدلله علي السلامة عملتي ايه ؟


_ أميرة اتحمست تبلغهم وردت عليه وهي بتقعد :-

اتقبلت! وهبدأ من بكرة 


_ مسعد وسهير ضحكوا بفرحة وحماس ومسعد قالها :-

علي بركة الله يا دكتورة ربنا يوفقك 


_ أميرة ابتسمت له بسعادة وسهير اتكلمت :-

كانت فكرة لا علي البال ولا علي الخاطر جتلك ازاي دي؟


_ أميرة بصتلها وبلعت ريقها وهي بتفتكر عمر ، سحبت نفس وبصت لمسعد وقالتله :-

بابا عايزة اقولك حاجة..


_ مسعد هز راسه بمعني ايه وهي كملت كلام علي طول بنبرة مترددة :-

عمر.. اقصد دكتور عمر ، اتقابلنا في الجامعة وأصر أنه يوصلني بس انا قولتله أنها تكون اخر مرة 


_ مسعد اضايق من كلام أميرة وقالها :- 

بس ركوبك معاه العربية مينفعش يا اميرة 


_ أميرة اتحرجت منه وحاولت تبرر موقفها :-

أنا عارفة بس هو صمم وانا والله قولتله اخر مرة 


_ مسعد رد عليها باختصار :-

يارب تكون اخر مرة فعلا 


_ أميرة بصت له لمدة واستاذنت ودخلت اوضتها ، سهير بصت لمسعد وعاتبته :- 

انت داخل شمال فيها كده ليه هي قالتلك اخر مرة 


_ مسعد بصلها جامد وهو مش مصدق كلامها ورد عليها بهجوم :-

مش هتكون اخر مرة يا سهير بنتك مبتعرفش تحرج اللي قدامها وانا شوفته واتعاملت معاه عنده إصرار غريب علي اي حاجة عايزها والوضع غلط ومينفعش يتسكت عليه وياريت انتي كمان تتكلمي معاها وتفهميها إنها تتعامل معاه بحدود 


_ سهير اتنهدت وردت عليه باختصار :-

أن شاءالله


_ سهير بصت قدامها وهي بتضحك بسعادة ورددت جواها :-

متأكدة أنه هيدخل البيت ده تاني ..


__________________________________________

_ رقية صحت برؤية مشوشة ، بصت في المكان اللي كانت فيه وهي مش قادر تحدد هي فين ، عرفت تحدد المكان بمجرد ما شافت المحلول في أيدها ، عدلت قعدتها وشدت المحلول رميته بعيد عنها وخرجت برا الاوضة وهي تايهة مش عارفة تروح فين..


_ واحدة من الممرضات شافتها وجرت عليها حاولت توقفها :- 

لو سمحتي استني المحلول لسه مخلصش 


_ رقية بعدت أيد الممرضة عنها وكملت مشي ، الممرضة هزت راسها بشفقة علي حالتها وراحت وراها :- 

انتي تبع اللي جاي في حادثة؟


_ رقية وقفت وبصتلها وهي خايفة تسألها عنه ، خايفة تسمع اللي قلبها وعقلها يرفضوه ، الممرضة تفهمت وضعها وقالت لها :- 

هو في العمليات لسه مخرجش 


_ رقية سحبت نفس وسألتها بنبرة مهزوزة :-

هو..حالته ايه ؟


_ الممرضة ردت عليها بتلقائية :- 

معرفش وضعه بالظبط بس تقدري تستني في الاوضة وانا هتابع واول لما يخرج هبلغك 


_ رقية سألتها كأنها مسمعتش كلامها :-

العمليات فين ؟


_ الممرضة ردت عليها لما فشلت تقنعها تقعد في الاوضة :-

الدور التالت اخر المرر يمين 


_ رقية حركت رجليها بصعوبة لاحظتها الممرضة وحبت تقدم لها المساعدة وقالت لها :-

تحبي اساعدك ؟


_ رقية مردتش عليها وكملت مشي ، واقفت قدام الاسانسير وضغطت اكتر من مرة علي النزول بس مقدرتش تستني اكتر وطلعت علي السلم ، وصلت للدور وهي بتبص لآخر المرر اللي هيكون فيه أملها أو نهايتها ..


_ أخيراً وصلت قدام اوضة العمليات لحظة خروج ممرضة من جوا ،  قربت منها وسألتها بلهفة :- 

حالته ايه ؟


_ الممرضة ردت عليها وهي بتحاول تنهي الحوار :-

مش عارفة الوقتي الدكتور يخرج يبلغك  ، عن اذنك 


_ الممرضة بعدت عنها ودخلت اوضة قريبة منها وصوتها كانت واضح جدا :- 

عايزة دم بسرعة الحالة خطر ..


_ رقية شهقت بصدمة بعد ما سمعت كلام الممرضة  ، نفسها تُقل ومقدرتش تتنفس بسهولة ، حاولت تقعد علي اقرب كرسي انتظار قابلها ، سحبت موبايلها من الشنطة ومجرد ما مسكته وقع منها بسبب رجفة أيدها ، اخدته وكلمت وليد ، رد عليها بعد دقايق بسيطة وهي اتكلمت بنبرة مهزوزة :- 

وليد..


_ وليد رد بقلق لما سمع نبرتها :- 

مالك في ايه ؟


_ رقية نطقت اسمه بصعوبة :-

مسلم..


_ مجرد ما نطقت اسمه انفجرت في العياط ، وليد قام وقف من مكانه وهو متأكد أن فيه مصيبة وسألها :- 

حصل ايه ؟ عملك حاجة ؟


_ رقية ردت عليه من بين عياطها :- 

عمل حادثة.. 


_ وليد اتفاجئ من رد رقية وحاول يفهم منها اكتر :- 

طيب انتي فين الوقتي وحالته ايه ؟


_ رقية دورت بعيونها علي اي حاجة تعرفها اسم المستشفي وردت عليه :- 

أنا في مستشفي ***** ، أنا لوحدي يا وليد مش عارفة اعمل حاجة


_ وليد رد عليها وهو بيركب عربيته :- 

جاي لك حالا 


_ رقية قفلت ورجفة جسمها زادت وعيونها منزلتش من علي باب الاوضة ، الممرضات بيدخلوا اوضة العمليات ويخرجوا يبصوا علي رقية بشفقة ويمشموا من غير كلام ، نظراتهم كانت كفيلة تثبت لرقية أن حالة مسلم خطر ، مكنش عندها الجرأة تسألهم عن حالته ..


_ كانت تايهة ورؤيتها بتضعف بس كانت بتعاند مع نفسها انها تكون كويسة ، وليد وصل وجري عليها وملامحه مشدودة بخوف وسألها باهتمام :- 

انتي كويسة ؟


_ رقية رفعت عيونها عليها واتكلمت بنبرة مهزوزة :-

مش هستحمل يحصله حاجة..


_ رقية قالت جملتها وانهارت في العياط ، وليد وقف قدامها وحضن راسها بكل قوته وحاول يطمنها :-

متخافيش أن شاء الله خير 


_ وليد بعد عن رقية لما شاف خروج ممرضة من اوضة العمليات وسألها بلهفة :- 

حالته ايه لو سمحتي 


_ الممرضة ردت عليه بنبرة سريعة :-

ادعيله حالته مش مستقرة 


_ سابته ومشت ووليد وقف يبص علي الباب بذهول شديد ، سحب نفس وحاول يرجع لطبيعته عشان خاطر رقية ، الممرضة رجعت لهم ووجهت كلامها لوليد :-

لو سمحت إحنا محتاجين ننقله دم ضروري وفصيلته نادرة لو تعرف اي حد يتبرع له يكون كويس بس ياريت في اقرب وقت 


_ وليد رد عليها بسؤاله :-

فصيلته ايه ؟


_ الممرضة ردت عليها بعملية :-

B سالب 


_ وليد بصلها جامد ورقية قامت وقفت وقربت منهم :- 

أنا B سالب 


_ الممرضة بصت لرقية من فوق وقالت :-

بس انا محتاجين دم كتير حضرتك مش هتكفي لوحدك


_ وليد اعترض كلامهم :-

متنفعش هي اصلا دي حامل!!


_ الممرضة اتفاجئت بكلام وليد وبصت لرقية واتكلمت بتهكم :-

مينفعش طبعاً تتبرعي غلط عليكي 


_ رقية أصرت علي موقفها :-

غلط عليا أنا مش عليكي يبقي خدي مني وخلاص


_ وليد بص لرقية بحدة وقالها :-

رقية لو سمحتي اقعدي انتي وانا هتصرف


_ الممرضة وجهت كلامها لوليد وهي بتبعد عنه :-

ياريت بسرعة لأن مفيش في أيدينا وقت 


_ وليد هز راسه بتفهم وردد :-

تمام 


_ الممرضة دخلت العمليات ورقية بصت لوليد وهي مقررة :-

أنا هتبرع مش مهم أنا ، أنا اصلا مش هستحمل يحصله حاجة والحل في ايدي 


_ وليد بصلها بحدة وحاول ميتعصبش :-

قولت لأ مينفعش مش معني انك خايفة عليه اسمح لك تضيعي نفسك أنا برده مش هسمح يحصلك حاجة انتي فاهمة!


_ رقية اندفعت فيه بكل قوتها :-

اللي جوا ده جوزي فاهم يعني ايه؟ يعني افديه بروحي 


_ رقية بعدت عنه ومشت نحية اوضة التبرع وبصت للممرضة اللي قعدة فيها وقالت لها باصرار :-

عايزة اتبرع بالدم فصيلتي B سالب


_ الممرضة هزت راسها بموافقة وقبل ما تتكلم وليد ادخل وهو بيحاول يقنع رقية تتراجع عن الفكرة :-

رقية اسمعيني أنا هعمل كام مكالمة الاول ولو ملقتش نفس الفصيلة صدقيني مش همنعك بس نحاول الأول تمام..


_ رقية بصتله بتردد وهو أكد علي كلامه لما مشافش اعتراض منها :-

فكري في مسلم لما يفوق ويعرف أنك تعبني أو حصلك حاجة بسببه شوفي هيلوم نفسه ازاي


_ رقية بعد تفكير في كلام وليد بصت للممرضة :- 

هو هيحصلي حاجة لو اتبرعت .. أنا حامل ؟


_ الممرضة شهقت بصدمة وردت عليه باستنكار :- 

انتي كنتي هتودينا في داهية حرام عليكي لو سمحتي أخرجي من الاوضة 


_ وليد أخد رقية وخرجوا من الاوضة وعمل مكالمات لكل صحابه وقرايبه حتي زمايله في الشغل ، رقية قربت منه لما طول في وقفته بعيد عنها وسألته بلهفة :- 

لقيت حد ؟


_ وليد بصلها ورد عليها بحماس :- 

لقيت اتنين 


_ رقية اتنهدت ببعض الراحة وقعدت مكانها وهي بتفرك صوابعها بتوتر ، سعيد وآمال وصلوا المستشفي مع فادي بعد ما وليد بلغهم بالخبر ، زمايل وليد وصلوا وبدأو في إجراءات التبرع علي طول ، عدت لحظات صعبة علي كل اللي واقف في انتظار اي خبر يطمنهم علي مسلم..


__________________________________________

_ أميرة كانت متحمسة تبلغ مسلم بتعينها في الجامعة ، مسكت موبايلها ورنت عليه واتفاجئت إن موبايله مقفول ، سحبت نفس وكلمته تاني ونفس الوضع ..


_ رددت بينها وبين نفسها :- 

أكيد مع رقية..


_ ضحكت ورنت علي رقية وهي مش قادرة تستني لحظة ردهم عشان تبلغهم بالخبر ..


_ آمال بصت لرقية اللي مش منتبهة لرنة الموبايل وقالت لها :-

رقية موبايلك بيرن بقاله شوية 


_ رقية مهتمتش للموبايل وردت عليها بتهكم :- 

سبيه يرن 


_ أميرة عادت المكالمة كتير وآمال قررت تشوف مين اللي بيرن واتفاجئت أنها أميرة ، مسكت الموبايل وقربت من وليد سألته باستفسار :- 

اخت مسلم بترن أرد عليها اعرفها ولا بلاش ؟


_ وليد بصلها ونفخ بضيق شديد وقالها :- 

أكيد لازم يعرفوا 


_ آمال هزت راسها بتفهم وبعدت عن المكان وهي مش عارفة هتبلغها ازاي ، سحبت نفس وردت عليها ، أميرة اندفعت فيها بقلق :- 

مش بتردي ليه حرام عليكم قلقتوني حتي مسلم موبايله مقفول برده 


_ آمال اتاثرت بكلامها وردت عليها بنبرة هادية :- 

ازيك يا اميرة أنا آمال مامت رقية 


_ أميرة اتحرجت من طريقتها وردت عليها بإحراج شديد :-

ازاي حضرتك يا طنط معلش فكرتك رقية اللي ردت عليا هي فين ؟


_ آمال اترددت كتير قبل ما تعرفها لكن مضطرة :- 

موجودة يا حبيبتي ، بقولك يا اميرة كنت عايزة أقولك حاجة بس متقلقيش مفيش حاجة يعني 


_ أميرة اتوترت من كلام آمال وقامت وقفت وسألتها :-

خير يا طنط ؟


_ آمال بلعت ريقها وقالت لها :- 

هو بس مسلم عمل حادثة بسيطة واحنا في المستشفي و...


_ أميرة شهقت بصدمة واتكلمت بعدم استعياب :-

حادثة ايه وهو عامل ايه ؟


_ آمال ندمت أنها هي اللي عرفتها بسبب نبرة أميرة اللي انعكست تماماً وردت عليها :- 

هو حالياً في العمليات..


_ أميرة مكنتش مصدقة أنها بتتكلم عن مسلم ، بعد صمت ساد لفترة تستوعب فيه كلام آمال عرفت منها مكان المستشفي وبلغت مسعد وسهير وكلهم نزلوا من البيت والخوف مسيطر علي قلوبهم .. 


__________________________________________

_ الطرقة اللي قدام اوضة العمليات اتزحمت جدا ، عيلة رقية وعيلة مسلم وصحاب وليد كانوا موجودين ، النظام مكنش عاجب مسؤولين المستشفي بس مقدروش يتكلموا لما شافوا المكان مليان ظباط برواتب عالية ..


_ بعد ٤ ساعات خرج دكتور من اوضة العمليات ، كلهم قربوا منه بلهفة ووليد سأله باهتمام :-

حالته ايه يا دكتور ؟


_ الدكتور شال الماسك الطبي من علي وشه وكان واضح عليه التعب ، اتنهد ورد عليهم بنبرة مرهقة :- 

المريض عدي بأعجوبة لولا وقوف ربنا معانا ، المريض كان واصل في وضع صعب جدا الحمد لله العملية عدت بس طبعاً لسه الخطر موجود 


_ كل اللي واقف بيسمع كان مصدوم من كلام الدكتور وخصوصاً سهير ورقية وأميرة ، وليد سأل الدكتور باستفسار :- 

هو حالته ايه بالظبط ؟


_ الدكتور رد عليه يشرح له وضعه :- 

للأسف حصله كسور شديدة في القدم والذراع اليسري لأن دي الجهة اللي العربية دخلت فيها ، ده غير كسر في العمود الفقري بس كل دول  مع الوقت هيتعافي منهم لكن الخطر أن عنده نزيف علي المخ هننتظر ٢٤ ساعة ونعمله إشاعة مقطعية ونشوف النزيف زاد ولا قل وطبعا لو زاد هنضطر للتدخل الجراحي بس للأسف مش هيكون عندنا في المستشفي لأن مش عندنا الإمكانيات لعملية كبيرة زي دي ، هو حالياً هيخرج من العمليات هيدخل العناية ، هو محتاج دعواتكم في الوقت ده جدا ..


_ سهير حطت أيدها علي قلبها ورددت :- 

اللهم لا أسئلك رد القضاء ولكني أسئلك اللطف فيه


_ أميرة مقدرتش تمنع دموعها وهي مصدومة من كلام الدكتور ، مسعد انسحب من بينهم ودخل مسجد المستشفي يصلي لله ويدعي بخشوع من قلبه أن ربنا ينجي له مسلم ،


_ رقية مقدرتش تقف وتقرب من الدكتور زيهم وكانت قاعدة مكانها بس سامعة الكلام اللي بيدور ، حطت أيديها الاتنين علي راسها وهي مش قادرة من شدة الصداع ، غمضت عيونها وهي بتضغط علي راسها جامد يمكن الوجع يخف شوية ، انتبهت علي صوت آمال وهي بتسالها :- 

رقية انتي كويسة ؟


_ رقية نزلت أيدها وبصتلها وردت عليها بسؤال :-

أنا ليه بيحصلي كل ده ؟ أكيد اللي بيحصل ده مش حقيقي صح أكيد كابوس 


_ رقية مسكت أيد آمال وضربت نفسها جامد بأيد آمال وهي بتردد :- 

مش حلم .. مش حلم 


_ آمال سحبت أيدها منها بصعوبة وحاولت تهديها بكلامها :-

اهدي يا رقية متعمليش كده 


_ رقية انهارت في العياط والكل اتجمع حواليها حاولوا يطمنوها ويهدوها بس مكنتش سامعة اي حاجة من كلامهم ، سهير بصت لاميرة وسألتها باستفسار :-

ابوكي راح فين ؟


_ أميرة هزت راسها بنفي وردت عليها باختصار:-

مش عارفة 


_ مسعد ظهر وسهير سألته باهتمام :- 

كنت فين يا حاج قلقنا عليك


_ مسعد رد عليها بنبرة مهمومة :-

كنت بصلي يا ام مسلم 


_ رقية بصت لمسعد بعد ما خلص جملته وقامت وقفت ، آمال وقفت هي كمان وسألتها باستفسار :-

راحة فين ؟


_ رقية ردت عليها وهي بتبعد عنهم :-

هصلي..


_ في التوقيت ده مسلم خرج من العمليات ، رقية وقفت مكانها ومقدرتش تقرب منه عكس كل اللي واقف جروا عليه بلهفة ، حركت رجليها اول ما اختفي من نفس المكان اللي واقفة فيه ومشت وهي قاصدة مسجد المستشفي ..


__________________________________________

_ كلهم متجمعين قدام العناية ، اتفاجئوا بظهور رانسي وهي جاي تجري عليهم وسألتهم بخوف شديد باين علي ملامحها :-

هو كويس ؟ حصله ايه ؟


_ رقية رفعت عيونها عليها وبصتلها باشمئزاز ، أميرة ردت عليها باختصار :- 

في العناية لسه الخطر موجود 


_ رانسي انهارت وقعدت تعيط وكل اللي الموجودين كانوا مستغربين حالتها لأنهم ميعرفوش هويتها ، مجدي اخدها بعيد عنهم وحاول يهديها :- 

اهدي يا رانسي الناس بتبص عليكي 


_ رانسي بصتله بتهكم وردت عليه بنبرة مندفعة :- 

ولا يفرق معايا اي حد فيهم المهم يكون كويس


_ سابته ورجعت تاني وسألت أميرة باهتمام :-

معاد الزيارة امتي ؟


_ أميرة رفعت كتفها وهي بترد عليها :- 

مش عارفة محدش قالنا حاجة 


_ رانسي بصتلها بعتاب وقالت لها :-

مش لازم حد يقول تعالي لما نروح نسأل إحنا ..


_ أميرة رحبت بالفكرة وراحت معاها يسألوا عن معاد الزيارة ، رقية عيونها كانت علي رانسي وبصالها بغضب شديد ، انتبهت علي صوت آمال وهي بتسالها :- 

مين دي اللي مهتمة بمسلم اوي ؟


_ رقية بصت لآمال بتهكم ورددت :-

واحدة ابوها معرفش يربيها!


_ آمال عقدت حواجبها باستغراب وكانت هتسالها تاني لكن رقية قامت بعدت عنهم ، سندت علي باب الاوضة اللي مسلم موجود فيها ، حطت أيدها علي قلبها ورددت بهمس :-

قلبي واجعني اوي طمني عليك عشان خاطري..


_ خلصت جملتها وانتبهت لصوت رانسي وهي بتتكلم بحماس :-

الدكتور اللي بيتابع حالة مسلم قال لسه خمس دقايق علي معاد الزيارة..


_ واحدة من الممرضات جت بعد دقايق وبصت لهم :- 

اتنين بس اللي هيدخلوا يا جماعة وخمس دقايق لكل واحد مش اكتر عشان منتعبش المريض ..


_ رانسي قربت من الباب بكل ثقة وبصت لهم وقالت :-

مين هيدخل معايا ؟


_ رقية كانت بتحاول تتحلي بالصبر عشان متمسكش فيها وقطعت أحلامها الوردية بدخولها الاوضة من غير ما تاخد حد معاها ، قفلت الباب من جوا من عشان تقطع اي امل جوا رانسي للدخول ..


_ سحبت نفس والتفتت واتصدمت من منظر مسلم ، ملامحه اختفت تماماً من شدة الجروح ، حركت رجليها وقربت منه بخطوات بطيئة ، وقفت قصاده ودموعها خانتها ونزلت بحزن تأثراً بمنظره ..


_ قعدت علي طرف السرير وحضنت صوابع أيده وانهارت في العياط ، حاولت تتكلم من بين عياطها فطلعت نبرتها مهزوزة وتكاد تكون مفهمومة :- 

هتقوم صح؟ مينفعش يحصلك اي حاجة وتسيبني ، إحنا بيحصل لنا كده ليه ؟ 


_ رقية سكتت ومسحت دموعها وكملت كلامها :-

كفاية عياط أنا واثقة أنك هتقوم وهترجع لي عشان نبدأ حياتنا من جديد


_ رقية ابتسمت بحماس وقالت له :-

أنا خططت لحاجات كتيرة اوي نعملها مع بعض مينفعش أعملها لوحدي ، عشان خاطري يا مسلم اياك تخليني أعملها لوحدي..


_ رقية حست بحركة بسيطة في أطرافه ، بصت علي أيده اللي هي حضناها بإيدها تتأكد من اللي حست بيه واتفاجئت أنه بيحرك أيده فعلا ..


_ ضحكت بفرحة كبيرة وبصتله وقالت :-

انت سامعني ؟ لو سامعني حرك ايدك تاني 


_ بعد فترة مسلم حرك وهي ضحكت جامد بسعادة ، انحنت علي أيده باستها وبصتله وقالت :-

أنا طلعت بحبك اوي ، متتأخرش عني عشان خاطري هعوضك عن كل المقاوحة اللي عملتها ، اوعدك معتش هقولك لأ علي حاجة قوم عشان حضنك وحشني اوي..


_ سكتت وبصت علي الساعة اللي في الاوضة وقالتله :- 

أنا هخرج عشان حد يدخل مكاني بس هجيلك تاني حتي لو موافقوش مش هسيبك لوحدك ابدا..


_ رقية قربت من الباب وعيونها علي مسلم مش عايزة تسيبه وتخرج لكن مضطرة ، فتحت الباب واتفاجئت بوقوف رانسي قدامها ، رانسي قربت منها لكن اتفاجئت برقية بتقفل الباب بهدوء وبصت علي سهير :- 

هتدخلي يا طنط ؟


_ سهير هزت راسها بعفوية وقربت منها وهي فتحت لها الباب وقفلته وراها وبصت لرانسي بتحدي ، رانسي سحبت نفس وقالت لها :-

أنا عايزة ادخل حتي لو هدفع فلوس بس هدخل!!


_ رقية قربت منها وهمست لها بنبرة جامدة :-

لو دفعتي فلوس دادي كلها مش هتعرفي تدخلي طول ما انا موجودة 


_ رانسي اتفاجئت بكلامها وبصتلها جامد ورقية هزت راسها بتاكيد وقالت لها :-

روحي اقعد جنب دادي أصل اروح أقوله أن بنته مصممة تدخل للراجل اللي سبق ودخلت له اوضته ورمت نفسها في حضنه من غير ما تتكسف ..


_ رانسي بصتلها بتوعد وسحبت نفسها من قدام رقية وقعدت جنب مجدي ، رقية بصت لاميرة اللي واقفة بتبص علي الباب وقالت لها :-

عايزة تدخلي ؟


_ أميرة هزت راسها بعفوية وردت عليها :-

عايزة اطمن عليه


_ رقية همست لها بحيث محدش يلاحظ :-

استني لما كل اللي هنا يمشي وهندخل ونقعد معاه للصبح كمان..


_ أميرة بصت لها بعدم فهم وسألتها باستفسار :- 

ازاي ؟


_  رقية سحبت نفس وردت عليها :- 

وقتها هتشوفي..


_ سهير خرجت بعد مدة وعيونها وارمة من كتر العياط ، المكان كان متوتر جدا والصوت عالي بسبب كلامهم ، 


_ الدكتور اللي بيتابع حالة مسلم اتفاجئ بالدوشة اللي في المكان واتكلم بصوت عالي عشان يسمعوه :- 

كده مينفعش يا جماعة المرضي محتاجة راحة دي عناية يعني مينفعش كده ، لو سمحتوا استنوا برا المستشفي 


_ الكل بدأ ينسحب بهدوء عشان ميحصلش مشكلة وخرجوا برا المستشفي ، معتش موجود غير عيلة مسلم وعيلة رقية ، وليد بص لكل اللي واقف وقالهم :- 

وقفتنا ملهاش لازمة هنا خلونا نمشي وبكرة نيجي من بدري تطمن عليه 


_ مسعد رد عليه وهو بيبص لسهير :- 

أنا بقول كده برده 


_ سهير وافقت علي اقتراحهم بس رقية ادخلت وطلبت منهم :- 

ممكن تسيبو أميرة معايا أنا مش بعرف اقعد في الفيلا لوحدي 


_ مسعد هز راسه بموافقة وقالها :-

مفيش مشكلة 


_ مسعد وسهير مشوا وسعيد بص لرقية و قالها :- 

فيلا إيه اللي هتقعدي فيها ارجعي معانا أحسن


_ رقية بصتله واتكلمت :-

أنا مش هتحرك من هنا أنا قولتلهم كده عشان يمشوا 


_ آمال حاولت تقنعها بكلامها :-

هتقعدي هنا فين في الشارع ؟ اسمعي الكلام وروحي معانا وهنيجي من بدري هنا


_ رقية هزت راسها باعتراض وقالت لهم :-

روحوا انتوا أنا مش ماشية من هنا ..


_ محدش قدر يقنع رقية أنها تروح معاهم وسابوها مع أميرة ومشوا ، رقية اخدت أميرة وطلعوا لاوضة مسلم وأميرة بصتلها بتردد :-

أنا خايفة من اللي هنعمله 


_ رقية حاولت تطمنها :-

متخافيش تعالي بس 


_ رقية نادت علي الممرضة المشرفة علي الدور واعطتها فلوس وهمست لها :- 

هندخل الاوضة ومش هنعمل اي دوشة خالص


_ الممرضة وافقت بسبب إصرار رقية ، دخلوا الأوضة ورقية وقفت قصاد مسلم وقالت له :-

شوفت مين جه ، أميرة!


_ أميرة بصت لها باستغراب وقالت لها :-

هو سامعك؟


_ رقية هزت راسها وردت عليها بتلقائية :- 

أيوة لما كنت بكلمه كان بيحرك أيده بس مش عارفة يمكن نايم الوقتي 


_ أميرة حركت رجليها وقربت من مسلم وهي مترددة ، كانت مصدومة من منظره اللي ظهر لها بوضوح مع قربها ليه ، عيونها لمعت بتأثر وقربت منه اكتر باسته في جبينه وهمست له :-

سلامتك يا حبيبي 


_ أميرة بعدت عنه وحاولت تهدي نفسها بس مقدرتش ، دموعها كانت بتتسابق في النزول من بعد ما شافته ، قعدت علي الكنبة اللي في الاوضة عكس رقية اللي محبتش تبعد عنه وقعدت علي طرف السرير ..


_ عدي وقت عليهم من غير ما يحصل جديد ، رقية لمحت كتاب قرأن موجود في الاوضة ، مترددتش تمسكه وتقرا فيه ، فتحت الكتاب بشكل عشوائي ووقفت عند سورة مريم ، بدأت تقرأ بصوت مسموع ..


_ رقية : يا ذكريا إنا نُبشرك بغلام اسمه يِحِييٰ

_ مسلم رد عليها يصحح لها الاسم :- 

يَحييِ مش يِحِييٰ


_ رقية عيونها وسعت بذهول لما سمعت صوته اللي خارج مبحوح ، قفلت الكتاب وبصتله :- 

انت اتكلمت ؟


_ مسلم رد عليها بنبرة مرهقة :-

أنا مش عارف اتحرك وافتح عيني ليه ؟


_ رقية بصتله بحزن وردت عليه :-

عيونك وارمة اعتقد ده السبب انك مش عارف تفتح عيونك ومش قادرة اوصف لك انت عامل ازاي مفيش جزء فيك سليم


_ مسلم ملامحه اتشدت بوجع وهي سألته باهتمام :-

حاسس بإيه؟


_ مسلم رد عليها بتعب :-

قولي مش حاسس بإيه 


_ أميرة قربت منه واتكلمت بشفقة :-

سلامتك يا حبيبي


_ مسلم رد عليها بسؤاله :-

انتي مين ؟


_ أميرة شهقت بصدمة واتكلمت بعفوية :-

يلهوي انت نستني؟


_ مسلم ضحك علي ردها بس ملامحه اتشدت تاني بوجع وقالها :-

حرام عليكي مش قادر 


_ أميرة ضحكت وقالت له :- 

فاكر فيلم احمد حلمي اللي كان اسمه بلبل حيران ؟


_ مسلم هز راسه بتأكيد وهي كملت كلامها :-

انت عامل زيه كده 


_ مسلم رد عليها بصدمة :-

قولي انك بتهزري!


_ أميرة ضحكت وردت عليه :-

للأسف دي الحقيقة 


_ مسلم أتكلم وملامحه باين عليها أنه بيتالم جامد :-

خلوهم يعطوني مسكن مش قادر..


رقية ردت عليه وهي بتقوم من جنبه :- 

حاضر هقولهم ثواني 


_  مسلم مسك أيدها اللي فوق أيده وقالها :-

أميرة هتقولهم خليكي انتي 


_ أميرة خرجت برا الاوضة تدور علي مشرفة الدور تبلغها بطلب مسلم ، رقية بصت لمسلم وسألته بفضول:-

مخلتنيش أخرج ليه ؟


_ مسلم سحب نفس وقالها :- 

أنا حاسس علي لما علاقتنا تمشي في وضعها الطبيعي هكون مت..


_ رقية استنكرت كلامه وهاجمته بعتاب :-

بعد الشر عنك متقولش كده تاني 


_ فترة صمت حلت عليهم قاطعتها رقية بكلامها :- 

أنا بفكر اروح لشيخ يفك العمل السفلي اللي معمولنا ده


_ مسلم ضحك جامد وعاتبها بسبب انها ضحكته وهو مش مستحمل الحركة :-

ياريتك خرجتي مع أميرة 


_ رقية ضحكت وهو افتكر موقفهم في عيادة دكتور هبة وقالها :- 

انتي كنتي ناوية تعملي ايه لما كنا عند دكتور هبة ؟


_ رقية ردت عليه بعفوية :-

ناوية اعمل اي ...


_ رقية سكتت لما افتكرت أنها حاولت تتقرب منه ، وشها احمر بسبب احراجها وهو قالها :-

ما تكمليه الوقتي!


_ رقية بصتله بذهول وهي مش مصدقة طلبه :- 

انت في ايه ولا في ايه يا مسلم؟


_ مسلم رد عليها بنفاذ صبر :-

أي حاجة تديني أمل


_ رقية كانت بتضحك في صمت ، قربت منه بحذر عشان متلمسوش وتسبب له ألم ، انحنت عليه وهمست له برقة :-

يعني انت عايز ايه برده ؟


_ مسلم رد عليها بتلقائية :- 

بلاش الحركات دي مش وقتها 


_ رقية رفعت حاجبها باستنكار وردت عليه :-

يعني طلبك ده اللي وقته ؟


_ الممرضة دخلت الأوضة مع أميرة ومسلم ردد بضيق :- 

اهم وصلوا ومعتش فيه وقت أصلا 


_ رقية ضحكت بعفوية وقامت وقفت ، الممرضة قربت من مسلم وسألته بعملية :-

حضرتك حاسس بإيه؟


_ مسلم رد عليها وهو بيحاول يوصلها إحساسه :-

نار.. حاسس بنار في كل جسمي 


_ الممرضة ردت عليه بتلقائية :-

ده احساس طبيعي بسبب الكدمات اللي في جسمك والكسور بس هبلغ الدكتور يشوف لحضرتك مسكن مناسب لحالتك


_ الممرضة بصت لرقية وقالت له :-

معلش لازم تخرجوا عشان الدكتور لو شافكم هتجازي لاني سمحت لكم تدخلوا ..


_ رقية هزت راسها وخرجت معاها هي وأميرة وقبل ما يبعدوا رقية قالتلها :-

ثواني نسيت حاجة جوا 


_ رقية دخلت الأوضة تاني وقفلت الباب ، قربت من مسلم باسته برقة وهو سألها بعفوية :-

مين؟


_ رقية ردت عليها باستنكار لسؤاله :-

حد يقدر يقرب منك غيري 


_ مسلم رد عليها بعدم اعجاب :- 

ما البوسة دي بوسة اخت لاخوها مش واحدة لجوزها ابدا 


_ رقية هزت راسها وهي مش مصدقة كلامه ، قربت منه وباسته تاني بس المرة دي طولت عن المرة الاول ، بعدت عنه وقالت له :-

كفاية عليك كده 


_ رقية قربت من الباب وقبل ما تخرج قالتله :-

بحبك 


_ مسلم رد عليها بتعب :-

وانا كمان .

صباحاً ، كلهم اتجمعوا في المستشفي منتظرين خروج الدكتور بالأشاعة عشان يعرفوا حالة مسلم وصلت لإيه ، النزيف زاد ولا قل ..

_ بعد مدة الدكتور خرج وبصلهم 

                  الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>