رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه
الفصل الاول1
بقلم تسنيم المرشدي
واقف قدام باب الطياره وهو بيبص على كل اللي حواليه بعدم تصديق ، معقول رجع لها بعد ما وعد نفسه ما يرجعش للبلد دي تاني، رجع ليه؟ شوقه اللي رجعوا ولا هو مكانه هنا من الاساس ، اللي متأكد منه ان روحوا متعلقة في البلد دي حتى بعد ما سابها ومشي..
_ خرج من شروده على صوتها وهي بتقول له :- لحقت توحشك؟
_ التفت وبصلها ورد عليها بجمود :-
مش عارف
_ابتسمت وحطت ايدها على كتفه بحميميه وقالتله :-
عمرها ما وحشتني وعمري ما فكرت اني ارجع لها في يوم بس رجوعها معاك مختلف برده
_ ضحك لها بتهكم ومسك شنطته ونزل على سلم الطياره ، دخلوا المطار وخلص إجراءات وصولهم وخرجوا بره كان في عربية من نوع فاخر في انتظارهم
_ السواق قرب منهم واخد الشنط وحطها في العربيه ورجع فتح لهم الابواب وقعد مكانه وساق العربيه في صمت طال لفترة ، عدل المرايا عليهم وسألهم :-
على الفيلا صح ؟
_ ردت عليه بثقه :-
ايوه يا شكري ويا ريت بسرعه على قد ما تقدر عشان دادي واحشني جدا
_ ابتسم لها ورد عليها باحترام :-
أمرك يا هانم
_ حرك راسه نحيتها وعارض كلامها :-
هنروح مكان الأول قبل الفيلا
_ ضحكت وردت عليه بدلع :-
ممم let me guess ( خليني اخمن) المكان..
_ فكرت لوقت وبصتله بحماس :-
هتروح تزور ابن عمك!
_ بلع ريقه وبص قدامه بخنقة شديدة حس بيها وقتها ، هي حست بتغيره ولامت نفسها وحبت تعتذر :-
مسلم I'm sorry ( أنا آسفة ) بجد مش قصدي افكرك
_ مسلم بصلها بملامح مشدوده وهاجمها :-
انا مانسيتوش عشان افتكره!
_ حاولت تلطف الجو اللي هي وترته واتكلمت بنبره مرحه :-
تعرف ان بيبقى شكلك cute ( لطيف) أوي وانت متعصب ، مسلم مهتمش لكلامها وركز في الطريق من غير كلام..
__________________________________________
خرجت من الاوضه وهي قاصده تدخل حمام البيت ، وقفت على صوت والدتها وهي بتقولها :-
صباح الخير يا رقيه
_ رقيه بصتلها وسابتها ومشت ، آمال بصت لأختها وقالتلها :-
هي هتفضل كده لغايه امتى يا سميره؟
_ سميره اتنهدت وحاولت تطمنها :-
بكره تبقي كويسه يختي
_ آمال ردت عليها بنفاذ صبر :-
وبكره ده هيجي امتي ده انتي بقالك ٣ شهور بتقوليلي بكره تبقي كويسه ولا بتبقى كويسه ولا بيحصل جديد
_ سميره بصت لها بأسي وقالت :-
احنا بنحاول معاها ومش بينفع يبقى الحل أننا نسيبها لما هي بنفسها تخرج من حالتها دي
_ سعيد خرج من اوضته وسميره وآمال سكتوا ، سعيد بصلهم وقال :-
صباح الخير
_ ردوا عليه في نفس واحد :-
صباح النور
_ سعيد انتبه لخروج رقيه ابتسم لها وسالها باهتمام :-
عامله ايه النهارده ؟
_ رقيه اكتفت بهز راسها وسابته ودخلت الاوضه ، بعد مدة خرجت وهي لابسه آمال سألتها بفضول :-
رايحه فين كده على الصبح ؟
_ رقيه بصتلها بزهق وردت عليها باختصار :-
مشوار
_ رقيه خرجت من البيت وسعيد بصلها بلوم :-
مش هتبطلي أسئلتك دي
_ آمال بصتله بذهول واندفعت فيه :-
لا مش هبطل إلا اما اعرف هي بتروح فين كده كل اسبوع دي بنتي يا سعيد ومن حقي اطمن عليها
_ سعيد هز راسه بيأس وقالها :-
اطمني ياستي
_ آمال قربت منه وسألته باستفسار :-
انت عارف هي بتروح فين صح ؟ ماهو مش معقول المرواح اللي علي قلبك دي وانت مش عارف هي بتروح فين ؟ اوعي تكون بتروح للناس اللي مايتسموا دول
_ سعيد نفخ بضيق واضح ورد عليها باندفاع :-
أيوة عارف بتروح فين ومش بتروح للي مايتسموا ريحي نفسك بقا
_ آمال مقدرتش تسكت وكملت كلامها :-
أيوة يعني بتروح فين من بدري كده؟
_ سعيد بصلها جامد ورد عليها بهدوء :-
مش هقولك يا آمال عشان انتي حتي لو عرفتي مش هتريحي نفسك ولا هتبطلي لت وعجن
_ سعيد سابها ومشي وآمال بصت لسميرة وهي مش مصدقة اللي بيحصل :-
شوفتي! الاتنين هيجنوني ، بيرفعولي ضغطي بلي بيعملوه لما حاسة اني هطب ساكتة من ورا عمايلهم
_ سميرة ردت عليها بعتاب لكلامها :-
يختي تفي من بوقك بعد الشر عنك ، وبعدين المفروض تطمني علي الاقل ابوها عارف هي بتروح فين
_ آمال قربت منها وقعدت جنبها واتكلمت :-
اطمن! ده انا اقلق اكتر مش اطمن ده بيوافق لها علي كل حاجة ومش بيعمل حساب عقبات موافقته دي في الآخر
_ سميرة حطت أيدها علي رجل اختها كدعم ليها :-
ادعي ربنا يبدل احوالكم ده اللي في ايدك تعمليه
_ آمال اتنهدت بارهاق واتكلمت بنبرة حزينة :-
مش عارفة لو مكنتيش نزلتي قعدتي معايا كان ممكن يجرالي ايه ، انتي اللي مصبراني علي كل اللي بيحصل ده والله يا سميرة كتر خيرك يختي
_ سميرة ابتسمت لها وردت عليها بتهكم :-
إحنا أخوات يا هبلة لو موقفناش جنب بعض مين يقف جنبنا
_ آمال بصت لها بإمتنان وقالت لها :-
ربنا يخليكي ليا يارب
_ سميرة اترددت تتكلم بس مضطرة ، سحبت نفس واتكلمت بتردد :-
انا عارفة أنه مش وقته بس كنت عايزة أعرف كلمتي وليد أنه يروح يجيب فادي من المطار ؟
_ آمال ردت عليها بتلقائية :-
أيوة طبعا قولتله مش هو هيوصل بليل ؟
_ سميرة هزت راسها بتأكيد وآمال أكدت علي كلامها :-
قولتله متقلقيش حتي هكلمه تاني افكره
_ سميرة ابتسمت لها بإمتنان وآمال كلمت وليد تأكد عليه ، قفلت المكالمة وبصت لسميرة وهي مش عارفة تفاتحها ازاي في موضوع زي دا ، حمحمت باحراج واتكلمت :-
بقولك يا سميرة ، هو فادي مبيفكرش يتجوز تاني ؟
_ سميرة سندت راسها علي حافة الكنبة وردت عليها بنفاذ صبر :-
بتحايل عليه من وقت ما طلق اللي ما تتسمي دي وهو يا حبة عيني زي ما يكون اتقفل من الصنف كله ، كل ما افاتحه يزعق لي ويقولي متتكلميش معايا في الموضوع ده تاني مش عارفة اعمل معاه ايه بس
_ آمال اتحمست وكملت كلامها :-
طيب مش يمكن يعني يحصل حاجة بينه وبين رقية؟
_ سميرة بصتلها والفرحة اترسمت علي ملامحها :-
ده يا ألف نهار ابيض لو حصل أنا هلاقي احسن من رقية فين لفادي بس بنتك هتوافق وهي في حالتها دي ؟
_ آمال ضحكت بسعادة وردت عليها بحماس :-
خليه هو يوافق بس ووقتها ياستي ياكل عقلها بشوية الجنان بتاع شباب اليومين دول وهي أكيد لما تلاقيه مهتم بيها هتنشغل بيه وتوافق
_ سميرة بصت في الفراغ قدامها وهي بترسم مواقف كتير لعلاقة إبنها برقية ، ضحكت جامد ورددت :-
يارب ، يارب يا آمال
__________________________________________
_ رقية انتبهت لصوت السكرتيرة وهي بتقولها :-
مدام رقية اتفضلي دورك جه
_ رقية قامت وقفت ودخلت أوضة جانبية ، قابلتها بإبتسامة ورحبت بيها :-
ازيك يا رقية أخبارك ايه النهاردة ، ولا بلاش النهاردة عشان اليوم بيبتدي عندي فخلينا نقول من الأسبوع اللي فات من اخر جلسة!
_ رقية قعدت وبصتلها وقالت :-
قالي انتي طالق
_ سحبت نفس وقامت قعدت قدامها :-
أيوة يا رقية وبعد ما قالك كده ايه اللي حصل ؟ قوليلي مثلا ردة فعلك كانت ايه ؟ عارضتي قراره ولا سبتيه ومشيتي ؟
_ رقية كانت بصالها بملامح جامدة ومردتش عليها ، سحبت نفس تاني وبصتلها واتكلمت بتشجيع :-
انتي عارفة اني مش بحس اني دكتورة معاكي ، شعور اني اكون صاحبتك اقوي وغالب ، ياريت انتي كمان تعتبريني صاحبتك قبل ما تكون دكتورتك
_ رقية مردتش عليها والدكتورة احترمت سكوتها ، بعد حوالي ساعة الجلسة انتهت ، رقية قامت وقفت وبصت للساعة ومشت ، الدكتورة هزت راسها بأسي وقربت من موبايلها واتكلمت فيه :-
استاذ سعيد اهلا بحضرتك ، كنت عايزة أبلغك أن رقية مشت من عندي وللأسف زي كل مرة مفيش جديد مبتحاولش تتكلم ، لو حصل جديد هبلغ حضرتك سلام ..
_ حطت موبايلها علي المكتب وبصت علي الباب بأسي شديد علي حالة رقية اللي مبتتحسنش ، خرجت من شرودها علي صوت السكرتيرة :-
ادخل اللي بعده يا دكتورة ؟
_ هزت راسها بمعني اه رغم أن عقلها كله مع رقية وازاي تقدر تساعدها تتخطي المرحلة اللي عقلها وقف عليها ..
__________________________________________
_ رقية واقفة قدام قبر دياب كعادتها كل اسبوع ، مش بتتكلم بتيجي تقف وتمشي من غير اي جديد ، مسلم وصل المدافن وموبايله رن ، اتنهد ورد عليه بفتور :-
انا مش فاضي الوقتي يا يوسف بليل نتكلم
_ قفل معاه ونزل من العربية ، اتفاجئ بنزولها وراه فسألها بفضول :-
راحة فين ؟
_ ضحكت له بميوعة وردت عليه :-
عايزة اجي معاك
_ ملامحه احتدت بضيق ورد عليه بهجوم :-
ادخلي العربية يا رانسي ..
_ عقدت حواجبها بزعل وقربت منه سندت بايدها علي كتفه واتكلمت بدلع :-
حاضر بس مضايقش نفسك
_ رقية في الوقت ده كانت خارجة واتفاجئت بوجوده قدامها ، حست أن الوقت وقف في اللحظة دي ، هي بجد شيفاه قدامها ؟
_ مسلم هز راسه باستنكار لتصرفات رانسي وشال أيدها من علي كتفه ومشي كام خطوة واتفاجئ بوقوف رقية قصاده ، بصلها جامد وهو مش مصدق ان الصدف تجمعه بيها اول ما يرجع تاني ، حس أنه بيشوفها لاول مرة وخصوصاً لما شافها لابسة حجاب!!
_ مسلم لوهلة ملامحه احتدت بضيق والتفت عكس اتجاه رقية ، بلع ريقه وسحب نفس ومشي من جنب رقية بمنتهي اللامبالاة وكأنه مشفهاش من الأساس ، كمل مشي بخطوات ثابتة لغاية وصوله لقبر دياب ، بصله كتير وحس بشعور غريب جدا جواه ، قد إيه الدنيا دي تخوف ومش دايمة لحد ..
_ مش ده دياب اللي كان بيجري وراه في كل مصيبة يقرر مسلم إنه يعملها مكانه فين الوقتي؟
_ ضحك بوجع واتكلم بنبرة مهزوزه :-
إحنا بينا حيطة واحدة بس الاماكن بعيدة اوي ، أنا اصلا مش متخيل اني واقف بتكلم معاك وانت اصلا مش موجود ، أنا آسف اني مقدرتش اجي المدة اللي فاتت دي بس انا مكنتش مصدق أنك مشيت مكنتش متخيل ولا قادر استوعب اني لما أكلمك مش هترد عليا يا صاحبي..
_ مسلم قعد علي الأرض ومد أيده يلمس القبر بس كان خايف ومتردد ، سحب نفس وأجبر نفسه يلمس القبر وبمجرد ما لمسه انفجر في العياط ..
_ قام وقف لما مقدرش يستمر ومسح دموعه وخرج برا بخطوات سريعة ، ركب العربية وأمر السواق :-
اطلع يا شكري
_ رانسي بصتله بتأثر وقالت :-
انت كويس ؟
_ مسلم اكتفي بهز راسه وهي مسكت أيده كدعم ليه ، مسلم سحب ايده بهدوء وسند راسه علي شباك العربية وهو بيفتكر لحظة ما خرج من عند دياب ورقية قربت منه وقالت :-
مسلم..
_ بصلها جامد ومترددش في قراره ثانية وقالها بمنتهي الجمود :-
انتي طالق
_ مقدرش يقف قدامها وسابها وخرج برا المستشفي ، هرب من كل العيون اللي كانت عليه ، قعد في مكان هادي في حديقة المستشفي وحط أيده علي قلبه لثواني وردد بوجع :-
ااااه
_ فتح عيونه وبص لفوق وقال :-
النهاية وحشة اوي يارب ، دياب لأ قدامه الطريق لسه طويل ، ده كان ناوي يبقي انسان نضيف ، انا واثق انه كان عايز يقابلك وهو مش شايل ذنب
_ مسلم بص في الأرض ودموعه نزلت غصب عنه :-
طب وأميرة اللي وعدتها انهم هيكونوا لبعض اقولها ايه ؟ اقولها معتش فيه دياب! اقولها خلاص كدا انسي حلمك ودوسي علي قلبك!
_ مسلم ضحك جامد وكمل كلامه بوجع اكبر :-
واللي طلقتها دي هبص في عنيها ازاي؟
_ مسلم ضغط علي أسنانه بغضب وردد :-
هي السبب..
_ قام وقف وقرر يهرب من كل حياته ومشي وهو مش عارف يروح فين ، المحامي اللي شغال معاه جه علي باله ومترددش أنه يروح له ،
استغرب وجوده في وقت زي ده وسأله بقلق :-
مسلم.. انت كويس ؟
_ مسلم هز راسه بنفي ورد عليه بنبرة مهزوزة :-
مش كويس ، أنا عايز امشي من هنا الليلة دي محتاج مساعدتك يا أستاذ مجدي
_ مجدي قلق من اسلوبه وهيئته وقاله باهتمام :-
ادخل نتكلم جوا
_ مسلم دخل وراه ومجدي سأله باهتمام :-
مش كنا متفقين وقت ما تخلص إجراءات سفرك هتمشي ، هتسافر إزاي من غير جواز ؟ هو فيه حاجة حصلت ؟
_ مسلم فرك عيونه بعصبية وهو بيجاهد يتماسك قدامه ، سحب نفس واتكلم بنبرة مهزوزة :-
حصل عندي ظروف ومش هقدر اقعد هنا تاني
_ مجدي هز راسه بتفهم واتكلم بجدية :-
مينفعش تسافر غير لما الجواز الجديد يطلع هو أنا اللي هعرفك الكلام ده برده
_ مجدي سكت وبص لمسلم جامد وسأله باستفسار :-
ولا انت في دماغك حاجة ؟
_ مسلم رفع عيونه عليه وهز راسه بتأكيد وقاله :-
هسافر بحري
_ مجدي بصله جامد بعدم تصديق وردد :-
هتسافر هربان ؟
_ مسلم خرج من شروده علي صوت رانسي وهي بتقوله :-
مسلم انت روحت فين ؟
_ مسلم بصلها بتوهان وهي وضحت :-
وصلنا الفيلا ..
_ مسلم بص حواليه يتأكد من كلامها ، سحب نفس ونزل من العربية وهي نزلت وراه ، جرت علي والدها حضنته جامد :-
دادي I miss you
_ بادلها الحضن بحب كبير ورد عليها :-
وانتي كمان وحشتيني اوي ، أخيرا اقتنعتي ونزلتي تطمني عليا
_ رانسي ضحكت وردت عليه موضحة سبب وجودها وهي بتبص علي مسلم :-
بصراحة مسلم اللي أقنعني رغم أني للأن معرفش ليه أصر أنه ينزل النهاردة بعد ما كان رافض فكرة النزول من الأساس
_ مسلم بعد ما سمع كلام رانسي رد علي والدها :-
اهلي وحشوني فنزلت عشان اطمن عليهم
_ ضحك له باهتمام ورد عليه :-
حمد لله علي سلامتكم علي الرغم إني مش مصدق وجودكم قدامي أصلا ، انت عارف انا كنت بتحايل علي الهانم تنزل بقالي قد ايه ؟ وانت نفسك اللي يشوفك يوم ما جتلي وقولتلي سفرني بحري متوقعتش أنك ترجع تاني
_ مسلم ضحك بتهكم ورد عليه بأسي :-
الحياة غريبة وهتفاجئك دايما فتوقع اي حاجة ولا انا اللي هقولك برده يا استاذ مجدي انت سيد العارفين
_ مجدي ضحك جامد ورد عليه من بين ضحكه :-
عندك حق اللي يشتغل شغلانتنا دي يتوقع اي حاجة تحصل ، المهم كفاية كلام كده اكيد تعبانين من السفر
_ رانسي مشت جنب مسلم وسألته بفضول :-
مش ناوي تقولي انت ليه صممت تنزل النهاردة ؟
_ مسلم بصلها بتهكم وسابها ومشي ، هي نفخت بغيظ وطلعت أوضتها ترتاح وكذلك مسلم ..
__________________________________________
_ السكرتيرة حاولت تفهم رقية أن دخولها ممنوع في الوقت ده :-
يا مدام رقية مينفعش انتي معادك فات وفيه حالات جوا مينفعش تدخلي
_ رقية مهتمتش لكلامها ودخلت الاوضة وبصت للدكتورة اللي كانت متفاجئة باقتحامها المكتب :-
انا محتاجة أتكلم ضروري
_ السكرتيرة بصت للدكتورة بقلة حيلة وقالتلها :-
سوري يا دكتور بس هي اللي أصرت تدخل
_ الدكتورة بصت للي قدامها واعتذرت بلطف :-
آسفة يا جماعة خلينا نكمل الاسبوع الجاي
_ بصت للسكرتيرة وقالت :-
خلاص روحي انتي
_ ابتسمت وسألت رقية باهتمام :-
ها يا رقية عايزة تتكلمي في ايه ؟
_ رقية كانت بتمشي في المكتب بخطوات سريعة وفجاءة وقفت وانهارت في العياط ، الدكتورة قربت منها وهي متفاجئة من ردة فعلها ، وقفت قصادها وبصت لها بعدم تصديق :-
يااه يا رقية اخيراً عيطتي! أكيد حصل حدث عظيم أنه يهزك بالشكل ده
_ صوت عياط رقية كانت بيدوي في المكان من شدته ، الدكتورة قربت منها وحضنتها :-
طلعي كل العياط اللي جواكي لغاية ما تحسي انك مرتاحة
_ بعد حوالي ربع ساعة رقية بعدت عنها وقالت :-
شوفته..
_ الدكتور رددت تتأكد من اللي فهمته :-
قصدك مسلم!
_ رقية هزت راسها بتأكيد وقعدت علي أقرب كنبة قابلتها وبدأت تتكلم :-
انا كنت حاسة أن الوقت واقف لغاية ما شوفته!
_ الدكتورة رجعت مكانها واتكلمت :-
دي حاجة كويسة جدا ، تغير مفاجئ حصلك بس جه بنتيجة إيجابية
_ رقية عقدت حواجبها باستغراب واتكلمت بعصبية :-
إيجابية ايه بقولك شوفته ، شوفته بعد آخر اخر مرة قالي فيها انتي طالق
_ الدكتورة ابتسمت وردت عليها توضح قصدها :-
رقية انتي بقالك شهر عندي ، الأربع جلسات بتيجي تقعدي الساعة تقولي قالي انتي طالق وتمشي فكونك بتعيطي فدي خطوة كويسة وهتخليكي تتخطي حالتك دي تدريجياً لغاية ما تختفي تماماً عرفتي فين الإيجابية!
_ رقية سحبت نفس وسندت راسها علي حافة الكنبة واتكلمت وهي بتفتكر اخر المواقف اللي بينهم :-
خرج من اوضة ابن عمه ووقف يبص علي كل اللي واقف ، قربت منه اكون دعم ليه في الموقف ده لقيته بصلي وبمنتهي الهدوء قالي انتي طالق وسابني ومشي ، ولما شوفته النهاردة عدي من جنبي كأنه ميعرفنيش..
_ رقية دموعها نزلت بحزن شديد ، عدلت قعدتها وبصت للدكتورة :-
عارفة ؟
_ الدكتورة هزت راسها بمعني ايه ورقية كملت كلامها :-
انا لسه مستوعبة الوقتي اني اتطلقت ، لسه فاهمة معني كلامه النهاردة لما شوفته تاني ، أنا حسيت بوجع الفراق النهاردة بس
_ رقية حطت أيدها علي قلبها وقالت بنبرة موجوعة :-
انا قلبي بيوجعني أوي
_ الدكتورة بصت لها بأسي وردت عليها :-
ده طبيعي يا رقية أنك تحسي بكدا انتي عقلك اتصدم فمستوعبش انه طلقك وقتها وخصوصاً أنه فاجئك بقراره أكيد مكنتيش تتوقعي أنه يقولك كده بعد يومين بس من جوازكم وفي ظروف زي دي ومشي من غير مواجهة ولا عتاب فعقلك وقف عند الطلاق ولما شوفتيه النهاردة بدأتي تحسي بالوجع اللي المفروض كان يتحس وقتها بس هو معطكيش فرصة حتي تتوجعي عشان كده كل اللي حصلك واللي هيحصلك طبيعي بس لازم تسيطري علي حزنك ووجعك خدي وقتك بس بحدود عشان مندخلش في دوامة تانية إحنا في غني عنها فهمتي
_ رقية اتنهدت وسألتها بفضول :-
يعني المفروض اعمل ايه ؟
_ الدكتورة ابتسمت ووضحت لها طرق تمشي فيها :-
انتي عقلك كان رافض الفكرة فكونه اتقبلها حالياً لازم تشغليه بحاجات تانية عشان متفكريش في مسلم كتير ، انزلي شغلك من تاني مارسي رياضة بتحبيها اي هواية بتتفنني فيها ارجعي لها تاني ، هتلاقي نفسك مع الوقت اتأقلمتي في حياتك والوجع اللي جواكي هدا تماماً يمكن ميروحش بس اكيد كفاية أنك تقدري تتعايشي معاه من غير ما يأثر عليكي
_ رقية بصتلها بتهكم وعارضتها :-
بقولك قلبي بيوجعني يعني مش قادرة اعمل اي حاجة
_ الدكتورة أصرت علي كلامها وقالت :-
ما انتي هتجبري نفسك مش هتستني لما تكوني كويسة لأن ده هيحصل علي المدي البعيد لكن لما تشغلي نفسك حتي لو مجبرة هنقطع مسافة كبيرة اوي علي تحسنك
_ رقية مسكت دموعها وقامت وقفت وبصتلها :-
ممكن اللي اتقال ده بابا ميعرفش عنه حاجة
_ الدكتورة بصتلها باستغراب ورقية فهمت نظراتها وقالت :-
عارفة انه بيكلمك يطمن عليا وهو اللي حكي لك كل التفاصيل اللي انتي بتتكلمي فيها دي بس انا مش قادرة أخد نصايح ولا اتعاتب في الفترة دي بالذات
_ الدكتورة ابتسمت لها وردت عليها بثقة :-
انا شغلي بيحتم عليا اني محكيش اسرار الحالات اللي بتجيلي بس انتي كنتي خاصة شوية لانك مكنتيش بتتكلمي فهو كان حابب يطمن عليكي مش اكتر بس طلاما انتي مش حابة فخلاص اطمني مش هيعرف حاجة
_ رقية مشت ولحظة مقابلتهم مش مفارقة عقلها ، هو معقول نساها بالسهولة دي ؟ عقلها رافض يتقبل فكرة أنها في ثانية بقت غريبة عنه ، هو ازاي قدر يعمل فيها كده ؟ إزاي قدر يبعد ويفارقها بكل سهولة ؟ قلبه محنش ليها كل المدة دي ؟ هو فعلا ممكن ميكنش حبها فقدر يبعد بسهولة ؟
_ رقية مسكت راسها يمكن تقدر توقف افكارها اللي اتحشرت بينهم ومش لاقية ليهم إجابة ، دخلت بيتهم وسعيد قابلها بابتسامته المعهودة واتفاجئ بعياط رقية
_ قرب منها بخضة وسألها باهتمام :-
بتعيطي ليه بس يا روكا ؟
_ رقية ردت عليه من بين عياطها بنبرة مهزوزة :-
انا موجوعة اوي يا بابا حاسة اني مش قادرة كل حاجة تقيلة علي قلبي اوي
_ سعيد عيونه لمعت بتأثر علي حالتها ، قرب منها وحضنها جامد ، طبطب عليها بحب وقال :-
كله هيعدي مهما الوجع زاد مسيره هيروح في يوم بس انا مش حابب اشوفك في الحالة دي
_ سعيد بعد عنها ورفع وشها وكمل كلامه :-
رقية اللي اعرفها قوية وبتواجه اي مشكلة بتمر بيها عمرها ما كانت بالضعف دا ابدا
_ رقية حطت أيدها علي قلبها وقالت له :-
مكنش فيه وجع هنا مكنتش بحس الاحساس اللي أنا حساه ده
_ آمال قاطعتها بكلامها :-
كل ده عشان مين ؟ ها ؟ عشان واحد باعك بعد يومين اتنين! رسم عليكي الحب وفي الاخر رماكي ومفرقتيش معاه ، زعلانة علي...
_ سعيد قاطعها بعصبية شديدة :-
آمال ، خلاص
_ آمال بصت له جامد واتكلمت بحدة :-
بلا آمال بلا بتاع ، هي لازم تفوق لنفسها ومصلحتها الدنيا موقفتش علي سي مسلم بتاعها ده فيه غيره كتير يتمني ضافرها بس هي اللي مش شايفة غير اللي طلقها ومشي في أول مشكلة ومعملش اعتبار ليها ولا لكسرة قلبها ، الحمد لله النهاردة اخر يوم في عدتها ونبقي خلصنا منه خالص
_ رقية مقدرتش تستحمل كلامها واندفعت فيها بكل قوتها :-
انتي مش مقدرة اللي أنا فيه ليه ، مش حاسة بوجع قلبي اللي مش بيهدي ليه ، أنا حبيته بجد أنا سلمته نفسي وحياتي وكنت مستعدة اسيبكم عشانه ، أنا روحت لأهله عشان بس يكون مبسوط وهو مقدرش ، هو طلقني وسابني ومشي ولما قابلني النهاردة عدي من جنبي كأنه ميعرفنيش كل ده مش سهل عليا أبدا حرام عليكي قدري اللي انا فيه ..
_ رقية مشت كام خطوة ووقفت وبصت لوالدتها وضحكت بتهكم :-
ومخلصتيش منه ولا حاجة .. أنا حامل!
_ رقية دخلت الأوضة وآمال كانت مصدومة من اللي سمعته ، عيونها منزلتش من علي باب الاوضة اللي رقية اختفت وراه ، حست بتقل أنفاسها وهي لسه مش مستوعبة ..
_ سعيد كان متفاجئ بحمل رقية بس مقدرش يسكت وبثدص لآمال بعتاب وهاجمها بحدة :-
انتي مش هتبطلي الداء اللي فيكي ده ، كل شوية تبخي كلمتين سم للبت الغلبانة دي ، ده انتي أمها المفروض انتي اللي تهوني وتطبطي عليها مش كل ما تجيلك فرصة تقعدي تقطمي فيها
_ آمال مهتمتش لأي كلمة من اللي قالها وبصتله وهي لسه مصدومة :-
بتقولك حامل! هنعمل ايه يا سعيد ؟
_ سعيد بصلها بتهكم ورد عليها بعصبية :-
هنعمل ايه في ايه ؟
_ آمال سحبت نفس وردت عليه وهي بتبص علي باب اوضة رقية :-
الواد هيجي ميلقيش له أب ؟
_ سعيد بص في الأرض بأسف شديد وردد :-
لله الامر من قبل ومن بعد
_ سابها ودخل اوضته وهو مهموم جدا ومش عارف يفكر ، آمال دخلت لسميرة اختها وهي حاولت تهون عليها ما سمعت كلام رقية :-
ربنا رايد العلاقة تستمر يا آمال هتعملي ايه بس
_ آمال هزت راسها بعدم تصديق وقالت :-
سبحان الله ناس تقعد بالسنين ميعرفوش يحملوا وهي...
_ آمال سكتت وغمضت عيونها تحاول تهدي نفسها ، سميرة ربطت علي كتفها وقالت :-
أمر ربنا مينفعش نعترض عليه
_ آمال ردت عليها بتلقائية :-
ونعمة بالله
__________________________________________
_ مسلم من وقت ما رجع وهو قاعد علي السرير مش قادر يتحرك ، صورتها مش مفارقة عقله وخصوصاً بشكلها الجديد ، افتكر مكالمة معينة المفروض يعملها :-
أيوة يا يوسف ايه الجديد ؟
_ يوسف رد عليه بعملية :-
زي كل اسبوع يا مسلم بيه بتنزل النهاردة الصبح تطلع عمارة وتروح المقابر ، أنا كلمتك اقولك بس انت مدتنيش فرصة واتفاجئت أنك موجود هنا وشوفتها
_ مسلم ضغط علي أسنانه بضيق ورد عليه بحدة :-
ها وبعدين عملت ايه بعد كده ؟
_ يوسف أتكلم يحكي له اللي شافه :-
رجعت تاني العمارة اللي كانت فيها الصبح وبعدها رجعت البيت ودي اول مرة تروح العمارة دي مرتين في نفس اليوم
_ مسلم رد عليه باختصار :-
ماشي يا يوسف شكراً لو حصل جديد بلغني
_ قفل المكالمة وبص علي الساعة قدامه ، لسه ساعات بسيطة واليوم يخلص والفرصة تروح مع نهايته ، قام وقف وهو بيرفض الفكرة اللي في عقله ، فتح شنطه وطلع منها هدوم وغير بسرعة ونزل تحت ، وقف قدام الباب وهو متردد علي الخطوة اللي هيعملها مش عارف هيقدر ولا لأ
_ سحب نفس وفتح الباب واتفاجئ بصوتها وهي بتسأله :-
مسلم.. رايح فين ؟
_ مسلم التفت وبصلها بملامح جامدة :-
مشوار
_ رانسي ضيقت عيونها عليه واتكلمت وهي بتقرب منه :-
عيب عليك تخبي عليا
_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها بفتور :-
مش بخبي عليكي بس مفتكرش يخصك تعرفي انا رايح فين ؟
_ ضحكت له وردت عليه بعتاب :-
هي بقت كدا ماشي يا استاذ مسلم علي راحتك
_ سابته ومشت ومسلم خرج برا وهو ناوي يرجع لمكانه تاني ..
__________________________________________
_ سهير بصت لها بنفاذ صبر وقالت :-
يابنتي متغلبنيش معاكي وكلي اي حاجة
_ أميرة هزت راسها برفض تام وسهير نفخت بضيق وخرجت برا ، مسعد سألها باهتمام :-
مأكلتش برده
_ سهير حطت الاكل علي الطرابيزة وقعدت جنبه وهي مضايقة وردت عليه :-
أنا تعبت معاها ومعتش عارفة اعمل ايه ، كل ما اقول حالتها اتعدلت بطلع غلطانة
_ مسعد بصلها واتكلم بعدم استيعاب :-
هي معقولة كل ده زعلانة علي ابن عمها ؟
_ سهير اتنهدت وردت عليه بنبرة مهزوزة رغم أنها مكنتش عايزة تصدق اللي بيدور في عقلها :-
الظاهر أنه مكنش ابن عمها وبس يا مسعد
_ مسعد ضيق عيونه عليها وسألها باستفسار :-
يعني ايه ؟
_ سهير بلعت ريقها وحاولت توضح قصدها :-
الظاهر انها كانت بتحبه والله أعلم
_ مسعد بصلها جامد وهو مش مصدق اللي قالته ، بص في الفراغ قدامه وردد بحزن شديد علي حالة بنته :-
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
_ الباب خبط وسهير قامت فتحت واتفاجئت بوقوفه قصادها ، لوهلة مستوعبتش أنها شيفاه بجد ، عيونها لمعت بتأثر وشوق شديد ومترددتش لحظة أنها تترمي في حضنه :-
يا نور عيوني ، حمد لله علي سلامتك
_ مسلم غمض عيونه وساب نفسه يحظي بحضنها يمكن تقدر تداوي اللي جواه ، مسعد جه علي صوتهم ورحب بيه بافتقاد كبير :-
حمدلله علي سلامتك يا مسلم
مسلم بصله ورد عليه بنبرة حنونة :-
الله يسلمك
_ مسلم عيون راحت علي اوضة أميرة وسألهم باهتمام :-
أميرة فين ؟
سهير ردت عليه بحزن شديد:-
