رواية للرجال أحكام الجزء الثاني من خطه غير مدروسه
الفصل السابع عشر 17
بقلم تسنيم المرشدي
أميرة ردت عليه بعد ما اتنهدت بضيق :-لو سمحت يا عمر بلاش تضغط عليا اكتر من كده..
_ عمر بصلها كتير وهو مصدوم من ردها يمكن مش اول مرة ترفض بس كان متوقع أنها توافق المرة دي لما كرر طلبه بإصرار وتوسل..
_ أميرة خرجت برا وهو سحب نفس وخرج وراها ، ودعهم ودخل أوضته وهو مخنوق جدا بسبب رفضها المستمر ليه ، بس ملوش حق يزعل هو اللي وافق يدخل علاقة عارف انها مش هتمشي طبيعية من الاول ، هو اللي راهن نفسه أنها مع الوقت هتلين ، وعدها ووعد نفسه يصبر وميضغطش عليها بس ليه الوقتي مستعجل وبيضغط عليها في كل فرصة تقابله ..
_ فايزة استغربت دخول عمر الاوضة وملامحه متغيرة عكس ما كانت أميرة موجودة ، عبد الرحمن كان متابعهم من وقت ما عمر طلب من أميرة يكتبوا الكتاب وهي رفضت وحاول ميظهرش نفسه عشان عمر ميتحرجش قدامه ، لاحظ شرود فايزة وسألها باستفسار :-
مالك يا فوز ؟
_ فايزة بصتله وقالت اللي بيدور في عقلها :-
اخوك تصرفاته بقت غريبة مرة واحدة ، ده كان لسه قاعد يضحك مع خطيبته وأخوها وفي ثانية ملامحه اتحولت كأنه مضايق
_ عبد الرحمن هز راسه بتفهم وحكي لها اللي سمعه :-
تقريباً هو عايز يكتب الكتاب وهي مش موافقة
_ فايزة بصتله شوية وقامت دخلت لعمر ، خبطت علي الباب ودخلت لما سمح لها ، قعدت قصاده وحمحمت بتردد لكن مضطرة تتكلم مش هقدر تشوفه في حالته دي وتسكت :-
مالك يا حبيبي ؟
_ عمر هز راسه بنفي ورد عليها باختصار :-
مفيش..
_ فايزة عرفت أنه مش حابب يتكلم لانه مش من النوع اللي بيحب المحايلات عليه ، حاولت تتكلم معاه بصيغة بعيدة عن الموضوع :-
أميرة طيبة اوي يابختك بيها
_ عمر ضحك بتهكم من غير ما يرد ، فايزة سحبت نفس وكملت كلامها :-
حسيتها حويطة شوية وده دليل أنها خام وعفوية وملهاش في اللف والدوران
_ عمر رد عليها بفتور :-
اه هي كده فعلاً
_ فايزة ضحكت بصوت عالي وعمر استغرب ضحكتها وهي وضحت سببها :-
ايام ما كنت أنا وابوك مخطوبين كنت مجنناه ، أنا كنت علي نياتي اوي وهو كان داخل بقلب جامد وعايز يعيش بقا دور الخطيب مع خطيبته وحب وخروج طول الوقت بس يا حرام مكنش بيلاقي مني اي ردة فعل ترضيه
_ عمر ركز مع كلامها لماحس أنه شبه علاقته بأميرة وسألها باهتمام :-
ليه مكنتيش لسه حبتيه ؟
_ فايزة ردت عليه تعارض سؤاله :-
بالعكس والله كنت بحبه اوي بس كل بنت بتكون مختلفة عن التانية ، يعني ممكن اختين في نفس البيت وواحدة تكون هادية والتانية شعنونة ، بس أحلي حاجة أن أبوك كان فاهم طبيعتي ومكنش بيضايق بالعكس كان حاببني كده وهو اللي كان بيتقرب مني علي طول عشان اخد عليه أسرع لغاية ما في يوم قولتله اني بحبه متتخيلش كان وقتها فرحان ازاي ورد عليا برد عمري ما أنساه بدل ما يقولي وانا كمان بحبك قالي لكل مجتهداً نصيب
_ عمر بصلها باستغراب وهي ضحكت علي شكله ووضحت له :-
ماهو كان بيجتهد عشان يكسب قلبي فطبعاً كلمة بحبك كانت نصيب اجتهاده
_ عمر هز راسه بتفهم وهي خرجت لما حست انها وصلت له الرسالة اللي عايزة توصلهاله ، عمر حس براحة جواه بعد كلام والدته وعرف أن ما عليه إلا الصبر والاجتهاد زي والده..
__________________________________________
_ مسلم كلم رقية وفهمها أنه هيكون مشغول طول اليوم مع العمال عشان محدش يكسل ويخصلوا في أسرع وقت ممكن ، رقية مقدرتش تقوله أن ميعاد متابعتها عند الدكتور النهاردة عشان متعطلوش هي عايزة كل حاجة تخلص ويكونوا مع بعض في بيت واحد في أقرب فرصة ..
_ اتفقت مع علا وراحت معاها ، الدكتور طلب منها تنام علي السرير وفحصها بالسونار ، أبتسم لها وسألها :-
تحبي تسمعي نبضات قلب الجنين ؟
_ رقية بصتله بحماس وسألته للتأكيد :-
هو ينفع ؟
_ الدكتور هز راسه بتأكيد ورد عليها :-
اه طبعاً
_ ضغط علي زر معين في الجهاز ورقية اتفاجئت بصوت نبضاته ، وزعت أنظاره بين الشاشة والدكتور وعلا وهي مش مستوعبة اللي سمعاه ، دهشتها اتحولت لإبتسامة اترسمت علي وشها بسعادة ، الدكتور بصلها تاني بعد ما قفل الصوت وقالها :-
مش عايزة تعرفي النوع؟
_ رقية عيونها وسعت بذهول وردت عليه بلهفة :-
هو يظهر الوقتي ؟
_ الدكتور رد عليها بعملية :-
أيوة انتي قربتي تخلصي الشهر الرابع وواضح عندي جدا النوع ، تعرفي انك اول واحدة متسألنيش علي نوع الجنين دايماً الأمهات بيبدأو يسألوا من اول الشهر التالت
_ رقية كانت فرحانة جدا وردت عليه بلخبطة :-
مش عارفة.. يعني معرفش المفروض امتي أسأل أو يمكن ظروف حياتي ملخبطة شوية وهي السبب اني مسألش
_ الدكتور هز راسه بتفهم وسألها زيادة تأكيد بإبتسامة حماسية :-
جاهزة ؟
_ رقية سحبت نفس وخرجته ببطئ واكتفت بهز راسها بمعني أنها موافقة ، الدكتور كان هيقولها بس رقية لحقته بكلامها :-
او لا لا مش جاهزة ، اقصد يعني انا محتاجة مسلم معايا في لحظة زي بس بصراحة مش هقدر استني للمتابعة الجاية لما يكون معايا
_ الدكتور ضحك علي لخبطتها وسألها باستفسار :-
ممم طيب ايه العمل الوقتي ؟
_ رقية غمضت عيونها تفكر في فكرة بسرعة ، بصتله بلهفة اول ما لقت فكرة وقالت له عليها بهلفة :-
عندي فكرة ، ممكن حضرتك تكتب لي في ورقة إذا كانت بنت او ولد وتطويها كويس وانا هاخدها افتحها لما أكون معاه
_ الدكتور وافق علي اقتراحها وهي كانت متحمسة جدا أنها تفتح الورقة مع مسلم ، رجعت مع علا وطول فترة رجعوهم كانت بترسم مواقف كتير ليهم لما يعرفوا جنس الجنين ..
__________________________________________
_ مساءاً ، رقية كانت واقفة في بلكونة أوضتها من وقت رجعوها من الدكتور وهي مستنية لحظة رجوع مسلم بفارغ الصبر ، كانت من وقت للتاني بتقرب من شنطتها عايزة تفتح الورقة بس بتمنع نفسها في اخر لحظة ، هي عايزة تشاركه فرحة الشعور ده ..
_ الوقت أتأخر جدا ولسه مرجعش واضطرت تكلمه تعرف هيرجع امتي ، بعد مكالمات كتيرة مسلم رد عليها بنبرة سريعة :-
معلش مسمعتش الموبايل
_ رقية ردت عليه بلهفة :-
ولا يهمك هتيجي امتي ؟
_ مسلم رد عليها وهو بيتابع العمال :-
مش عارف ممكن أرجع متأخر
_ رقية بصت في الساعة قدامها علي الحيطة وردت عليه بتلقائية :-
متأخر ايه احنا أصلا متأخر الساعة داخلة علي ٣ الفجر
_ مسلم رد عليها بعصبية :-
اعمل ايه يعني عايز اخلص الشقة دي بسرعة مش ده طلبك؟
_ رقية اتفاجئت بعصبيته اللي ملهاش لزوم ونهت معاه المكالمة :-
عرفني لو رجعت ، سلام
_ قفلت معاه ورمت الموبايل وهي مضايقة جدا ، مش وقته عصبية أبدا ، حماسها وسعادتها اختفوا من بعد مكالمتهم ، قربت من السرير وحضنت المخدة ونامت لما ملقتش فيه داعي تستناه اكتر من كده..
__________________________________________
_ تاني يوم في الجامعة ، أميرة وعمر راحوا بعد إصرار المدير علي رجعوهم ، أميرة دخلت اول محاضرة ليها وبعد وقت بسيط أتفاجئت بدخول المدير وعمر ومعاهم الولد اللي اتهجم عليها ...
_ المدير دخل بهيبته وبص لاميرة وقالها بندم :-
أنا قدام كل الطلاب جاي اعتذر لك يا دكتور علي السوء التفاهم اللي صدر مني وجايب لك مهند بنفسه يعتذر لك
_ مهند بص لاميرة ونزل عيونه في الأرض وقالها :-
أنا آسف لحضرتك ياريت تقبلي آسفي
_ أميرة سحبت نفس وردت عليه بنبرة جامدة :-
هقبله لو وعدتني أنك متعملش مع أي واحدة كدا تاني وياريت تتعامل مع اي بنت سواء في الجامعة أو برا علي انها أختك ترضي حد يتعرض لأختك زي ما من عملت معايا ؟
_ مهند هز راسه برفض تام ورد عليها :-
لا طبعاً ، حاضر هعمل اللي حضرتك قولتي عليه
_ أميرة ابتسمت وقالت له :-
خلاص وانا قبلت اعتذارك
_ المدير بص لباقي الطلاب في المدرجات ووجه لهم كلامه :-
مهند تعدي حدوده علي الدكتورة أميرة ونتيجة لعدم انضباط أخلاق قررنا بفصله شهر كامل وده تحذير لأي طالب يفكر يتعدي علي دكتور هنا في الجامعة أو يتخطي قواعد الكلية
_ المدير خرج ووراه مهند ، عمر قرب من أميرة بس اتفاجئ أنها بتخرج وراهم ، وقفت المدير قبل ما يمشي واستسحمته بلطف :-
لو سمحت يا دكتور قرار فصله غلط شهر كتير اوي وهيفوته منهج اكتر ياريت لو حضرتك تعيد القرار عشان بس مصلحته
_ المدير بصلها بتعجب وقالها بعدم تصديق :-
انتي اللي بتدافعي عنه بعد اللي عمله !
_ أميرة ردت عليه بتلقائية :-
حضرتك أنا قولتله قبلت اعتذاره وسامحته يعني أكيد متمنالوش غير الخير والهداية ياريت تعيد النظر في القرار
_ المدير سحب نفس وبص لمهند لمدة وقاله :-
لولا دكتور أميرة بس وده يعلمك أنك تكون خلوق مع اللي قدامك عشان تلاقي الخير دايما
_ مهند بص لاميرة بإمتنان كبير وقالها بفرحة :-
متشكر لحضرتك جدا بجد مش عارف اقولك ايه
_ أميرة ردت عليه بنبرة لطيفة :-
متقولش حاجة اتفضل علي محاضرتك
_ أميرة التفتت ولقت عمر خارج من المدرج بتاعها ، ابتسم لها وقالها :-
حبيبي أبو قلب طيب
_ أميرة ضيقت عيونها عليه وقالت له :-
روح علي محاضرتك يا دكتور ده مش مكان للحب
_ سابته ومشت وسمعته وهو بيقول :-
ممم ماشي اتقلي براحتك
_ مبصتش وراها بس ضحكتها اترسمت علي وشها بعفوية ، دخلت المدرج تكمل المحاضرة ، استغربت أن الكتاب مقفول مع انها سابته مفتوح ، فتحته عشان تكمل شرح واتفاجئت بوجوده وردة لونها احمر ومكتوب جنبها | بحبك، عمر |
_ مسكت الوردة وبصتلها بحب ونست تماماً العيون اللي بتراقبها ، انتبهت لهم وبصت لهم بإحراج شديد وخصوصاً لما شافت ضحكهم وهماستهم بين بعض ..
_ سحبت نفس تسترجع قوتها وحطت الوردة علي المكتب قدامها وقالتلهم بنبرة حادة عشان تنهي اي همس :-
نركز ونرجع لمحاضرتنا ..
_ بدأت تشرح لهم وعقلها كله مشغول مع عمر وتصرفاته والادهي أنها مبقتش بتحس بضيق وتأنيب ضمير لما يتعامل معاها ، هزت راسها تطرد تخرجه من أفكارها وركزت في شغلها ..
__________________________________________
_ رقية صحت واتفاجئت إن الضهر خلاص هيأذن ، مسكت موبايلها وهي مضايقة أنها ممكن متكنش ردت علي مكالمات مسلم بس اتفاجئت أنه مطلبهاش أصلا
_ حست بقلق جواها وكلمته من غير ما تتردد ، بعد مدة بسيطة رد عليها بصوت تايه :-
ايه...
_ رقية استغربت صوته واتكلمت بنبرة سريعة :-
انت كويس صوتك ماله؟
_ مسلم سحب نفس يظبط حنجرته ورد عليها :-
أنا كويس بس كنت نايم
_ رقية عقدت حواجبها باستغراب وسألته بفضول :-
نمت فين ؟
_ مسلم فرك عيونه بكسل وقالها :-
في العربية أنا تحت بيتكم
_ رقية نطت من علي السرير ووقفت في بلكونة أوضتها ، مسلم خرج من العربية وشاور لها ، ابتسمت له وعاتبته بلطف :-
مطلعتش تنام هنا ليه ؟
_ رد عليها باختصار :-
رجعت بعد الفجر ومحبتش أصحيكي
_ رقية بصتله بحزن لما شافته بيحاول يفرد ضهره ، دخلت الأوضة وطلعت الورقة من شنطتها وضحكت بحماس وقالت له :-
طيب اطلع عايزاك تشوف حاجة ضروري
_ مسلم رد عليه باختصار :-
تمام
_ رقية قفلت معاه وهي متحسمة جدا ، بصت للورقة ورددت وهي مش قادر تصبر علي طلوعه ورددت وهي بيتحط أيدها علي بطنها بشوق :-
يا تري هتطلع انت ولا انتي ؟
_ مسلم طلع علي السلم وموبايله رن ، رد عليه من غير ما يتردد :-
استاذ مجدي ، صباح الخير
_ مجدي رد عليه بنبرة فيها حزن :-
صباح النور ، عارف انك مشغول بس لو تقدر تيجي لي الوقتي عايزك في موضوع ضروري
_ مسلم بص لفوق علي باب البيت واتنهد وقاله :-
حاضر ، نص ساعة واكون عندك
_ مسلم نزل تاني وكلم رقية في الموبايل بلغها بمكالمة مجدي وهي مقدرتش تعترض لأنه مسبلهاش اي مجال للاعتراض هو مشي أصلا ، بصت للورقة في أيدها بحزن ورجعتها في الشنطة تاني ، خرجت برا اوضتها وهي فاقدة الشغف في كل حاجة ، قعدت مع والدتها علي أمل يحصل حاجة تخرجها من حالتها اللي وقعت فيها ..
__________________________________________
_ مسلم وصل الفيلا وجواه أسئلة كتير بدور ورا طلب مجدي أنه يشوفه ، قلبه اتقبض مجرد ما تخيل أنه ممكن يرجع في بيع الفيلا أو يطلب منه الفلوس ، هو بيعافر عشان يصلح حياته ويستقر معقول كل أحلامه الوردية هتتقلب كابوس!
_ سحب نفس ودخل وسط احتفال كبير من فاطمة :-
البيت مضلم من غيركم والله كيف أحوال ست البنات يارب تكون بخير
_ مسلم رد عليها بإمتنان لسؤالها :-
كويسة الحمدلله يا فاطمة
_ مسلم دور بعيونه علي مجدي وسألها للتأكيد :-
استاذ مجدي في المكتب ؟
_ فاطمة هزت راسها بتاكيد وردت عليه :-
أيوة جوا حتي جالي أدخلك عنده جوام اول ما توصل
_ مسلم شكرها ودخل عنده بعد ما استأذن ومجدي سمح له بالدخول ، مسلم قعد وبصله بتردد :-
خير حضرتك كلمتني وحسيت من صوتك أن فيه حاجة ؟
_ مجدي سحب أكبر قدر من الأكسجين عشان يقدر يتكلم مع مسلم ، مش عارف هيطلب منه كده ازاي بس مضطر مش بيقدر يثق في حد غيره ، رفع عيونه عليه وبدأ يتكلم بأسي :-
كنت قولتلي أن مراتك كانت بتابع مع دكتور نفسي..
_ مسلم رغم أنه اتفاجئ بكلام مجدي اللي كان أبعد ما يكون عن مخيلته بس حس براحة أنه مطالبوش بالفلوس زي ما كان متوقع ، هز راسه بتاكيد لكلام مجدي وسأله باهتمام :-
ايوة حضرتك بتسال ليه ؟
_ مجدي بلع ريقه ورد عليه وهو محروج وحزين في نفس الوقت :-
أنا قافل علي رانسي بقالها يومين في اوضتها يدوب بتاكل وتشرب وحتي دول رافضاهم ، فاطمة اللي بتبلغني ، رانسي محتاجة تتعالج أو مش عارف هي محتاجة ايه بس دي الفكرة اللي وصلت لها
_ مسلم مكنش فاهم كلام مجدي وحاول يفهم منه اكتر :-
ليه كل ده يعني حصل ايه في يومين يخلي حضرتك تطلب أنها تتابع مع دكتور نفسي؟
_ مجدي بص علي أيده وهو بيفركها جامد ورد عليه وعيونه بتلمع :-
مش من يومين ده عمر كامل ، حياة عاشتها بعيد عني سببت أنها تكون انسانة غير سوية ، عاشت في بيئة غلط كونت من شخصيتها اللي انت شوفتها واتعاملت معاها
_ مسلم بصله بطرف عينه وهو بيحاول يستشف اللي ورا كلامه ، مجدي لاحظ نظراته ووضح له كلامه :-
أنا عارف هي كانت بتعمل معاك ايه..
_ مسلم بص في الأرض بإحراج ومقدرش يواجهه رغم أنه مغلطش في أي تصرف معاها إلا أنه مقدرش يبص في عيونه عشان ميشوقش نظرة الخزي من تصرفات بنته ، مجدي اتنهد وكمل كلامه :-
تصرفاتها بقت وحشية لدرجة أنها كانت هتقتل نفس ومحستش بأي تأنيب ضمير ، للأسف أنا كنت سبب من الأسباب في اللي هي وصلت له ويمكن أكون عامل أساسي كمان فأرجوك يا مسلم ساعدني وخلي الدكتورة تيجي تتابع معاها هنا في الفيلا عايز احس اني بعملها اي حاجة صح ولو لمرة!!
_ مسلم هز راسه بتفهم وبصله بشفقة لوضعه اللي واقع فيه وقرر يساعده من غير تردد ..
__________________________________________
_ مساءاً ، مسلم خلص مع العمال تجيهزات اليوم التالت وكلم رقية في الموبايل يطمن عليها ، اتفاجئ إنه موبايله فاصل شحن وميعرفش من وقت قد ايه،
_ سحب نفس ونزل العربية شحنه بمواصلة موجودة في العربية مخصوص لشحن الموبايلات ، فتحه ورن عليها اكتر من مرة بس ملقهاش رد منها ..
_ رمي الموبايل بعصبية واتحرك بالعربية وهو قاصد يروح لها عند بيت اهلها ، ركن العربية تحت وطلع وهو متنرفز بسبب عدم ردها علي مكالماته ، قبل ما يخبط علي الباب سمع اصوات دوشة جاية بس مقدرش يحدد هويتهم بسهولة ..
_ خبط علي الباب ووليد اللي فتح له بابتسامة سمجة :-
انت شرفت ده انت هتتنفخ
_ مسلم كان هيرد عليه بس اول ما لمح فادي ملامحه احتدت بضيق شديد وسأل وليد بحدة :-
رقية فين ؟
_ وليد شاور له علي اوضتها :-
في الاوضة بقالها ساعة مخرجتش تقريباً بتفكر تقتلك ازاي
_ مسلم حس براحة لما عرف انها في الأوضة ومختطلتش مع فادي ، بص لوليد وضربه في كتفه جامد ورد عليه :-
يخربيت تفكيرك القذر
_ كلهم رحبوا بيه وهو رفض يقعد وسطهم وأستاذن أنه يدخل لرقية الاوضة ، خبط علي الباب ودخل من قبل ما تسمح له ، ملامح وشها كانت كفيلة تأكد له صحة كلام وليد ، حمحم وقرب منها ، قعد جنبها علي السرير وسألها باستفسار :-
مش بتردي علي مكالماتي ليه ؟
_ رقية مستحملتش سؤاله السخيف واندفعت فيه :-
قولي انت فين من الصبح ؟ قولتلي رايح الفيلا ومن وقتها اختفيت معرفش عنك حاجة وموبايلك مقفول وعايزني لما ترن عليا بعد كل الساعات دي أرد عليك عادي كدا؟ الفيلا كانت وحشاك للدرجة دي ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها بهدوء :-
أنا طول اليوم كنت في الشقة ، مشوار الفيلا ده مختش ساعة أصلا وبعد كده روحت اشوف العمال وصلوا لإيه وملاحظتش أن الموبايل فصل شحن أنا بمسكه بالصدفة لقيته فاصل نزلت شحنته في العربية وكلمتك وانتي مردتيش
_ رقية قلبت عيونها ومرتش عليه وهو مضايق من ردها وكمل كلامه بخنقة :-
بلاش المعاملة دي أنا طالع عيني في الشقة عشان تخلص واخدك ونمشي من هنا ده انا حتي مهانش عليا اروح امبارح ارتاح شوية ونمت في العربية عشان مدخلش الفيلا وانتي مش معايا مع أن انا يعني وضعي محتاج راحة ومجهود بسيط بس بعمل كل ده عشانك وانتي مش مقدرة بتستسهلي الزعل وتعملي مشكلة من مفيش
_ رقية حست بندم بسبب هجومها عليه بس محبتش تعترف وعاتبه بس بنبرة أهدي عن الاول :-
مهو مش معقول يعني يا مسلم انت شايل الشقة لوحدك المفروض تشاركني كل شوية حصل فيها ايه ووصلتوا لإيه ، دي اقل حقوقي يعني أنا مطلبتش فرح ولا شهر عسل وماشية معاك في أي مكان تروح فيه ، المفروض تشاركني اللي بيحصل علي طول ، نشوف هنأسسها ازاي من اول وجديد ، نختار مع بعض العفش والأثاث والألوان والستاير والسجاد والمفارش وكل ركن فيها لكن متعملش كل حاجة لوحدك كده
_ مسلم غمض عيونه بضيق وبعد ما خلصت كلامها قالها :-
أيوة بس ده لسه عليه بدري إحنا حالياً بنعالج اللي المشاكل اللي حصلت في الخرسانة وقت ما تكون واقفة علي الدهان هشاركك أكيد
_ حل الصمت بينهم وكل واحد فيهم حاول يهدي أعصابه عشان يصالح التاني ،
_ برا الاوضة ، فادي جت له مكالمة من صاحبه في أمريكا ، قام وقف وأستاذن يدخل اوضة وليد يتكلم فيها براحته ، وقف في البلكونة ولأنها كانت بلكونة مشتركة مع اوضة رقية فكان سهل يوصله الكلام اللي بيدور بينهم ..
_ رقية قطعت الصمت بسؤالها اللي خرج بنبرة غيرانة :-
روحت الفيلا ليه ؟
_ مسلم بصلها وهو بيعيد كلام مجدي وقالها :-
شكلنا كده ظلمنا رانسي!
_ رقية ضيقت عيونها عليه وهي مش مصدقة كلامه واندفعت فيه :-
ايه ده يا حرام بجد وهي يا تري اللي أثبتت لك كده
_ مسلم هز راسه باستنكار بسبب أسلوبها وحاول يفهمها :-
مقابلتهاش أصلا ، أستاذ مجدي قالي أنه قافل عليها في أوضتها بقاله يومين
_ رقية ردت عليه بتلقائية :-
لازم يعمل كده بعد ما وقعتني من علي السلم لولا هو اللي لحقني
_ مسلم بصلها بصدمة لأنه اول مرة يسمع الكلام ده وردد بعدم استيعاب :-
وقعتك! امتي ده ؟
_ رقية حست بندم أنها قالتله بس مكنتش تقصد ، سحبت نفس وهي بتعاتب نفسها علي زلة لسانها ، مسلم قام وقف وهو بيتفكر كلام مجدي وردد :-
يعني محاولة القتل اللي قال عليها دي كانت انتي!!
_ رقية قامت وقفت وحاولت تطمنه :-
أنا كويسة متقلقش عدت علي خير
_ مسلم مكنش قادر يستوعب كلام رقية وردد بنرفزة :-
ليه حق يطلب يعالجها دي المفروض تتعالج في مصحة مش مجرد دكتورة عادية
_ رقية ضيقت عيونها عليه وهي بتحاول تستوعب كلامه وسألته باستفسار :-
هو عايز يعالجها؟
_ مسلم هز راسه بتأكيد وحكي لها طلب مجدي منه ، والأسباب اللي وصلت رانسي لحالتها دي من إهمال مجدي ووالدتها ، رقية حست بشفقة نحيتها ورددت :-
ربنا يعفوا عنها ..
_ فادي خرج من اوضة وليد بعد ما سمع كل كلام مسلم عن رانسي ، كان حاسس بتأنيب ضمير شديد اتجاهها مش عارفة ليه بس كفاية انه عرف سبب تصرفه معاه ..
_ اتنهد بشعور مختلف حس بيه من وقت ما اتخانق معاها ورجع قعد بيهم لكن عقله مشغول مع رانسي ..
__________________________________________
_ عدي شهر بحلوه ومره علي الكل ، رقية ومسلم نقلوا في البيت من قبل ما يتفرش بعد ما اتعالج وبقي قابل للعيش فيه ، كانوا بينزلوا يومياً يختاروا الأثاث والمفروشات وكل المستلزمات اللي تخص البيت ،
_ عمر كان بيتفنن أنه يبهر أميرة بمفاجأته وتصرفاته ، خلال الشهر محسش بملل بسبب تفيكره المستمر في طرق يخطف قلبها بيها ، أميرة مكنتش بتقدر تقوله أنها مبسوطة بكل اللي بيعمله خوفاً منا مع يبطل حركاته اللي بقت بتحرك مشاعرها نحيته ،
_ رانسي كانت رافضة تتجاوب مع الدكتورة اللي مسلم طلب منها تتابع معاها بنفسها في الفيلا لكن بعد جلستين حست أنها ضعيفة وهاشة ومحتاجة تتكلم يمكن تكون كويسة ، أتمنت حياة مفيش فيها صراع ولا مشاكل ، محتاجة تتحب زي حب مسلم لرقية زي ما بتشوف جيرانهم بيتعاملوا مع زوجاتهم بلطف كبير ..
_ مجدي كان بيحاول يتقرب منها بكل الطرق رغم أنه كان بيقابل رفض منها بس كان مصمم أنه ميتخلاش عنها تاني ويثبت لها حبه ، حاول يعوضها نفسياً وماديا وكان بيشوف كل اللي هي محتاجاه ويحاول يعمله بكل حب
_ فادي كان بيروح يطمن علي رانسي من والدها بحجة أنه صديقها بس الحقيقة أنه وقع في حبها وسؤاله عليها كان بيرد له روحه لما يعرف بتحسنها ..
__________________________________________
_ في مساء من أيام الأسبوع ، مسلم طلب من عمر وأميرة يجوا عندهم البيت بحجة أنهم يساعدوهم بس الحقيقة أن مسلم كان بيحاول يوفر لهم وقت ومساحة يتقربوا من بعض بسبب أن والده بيرفض اي مقابلة بينهم ولو اتفقوا علي معاد عمر يقعد مع أميرة فيه مسعد مش بيديهم مساحة أنهم يقعدوا لوحدهم ..
_ مسلم رحب بعمر :-
البيت نور يا دكتور
_ عمر بصله بتهكم ورد عليه :-
بلاش دكتور دي بتحسسني انك بتعتبرني غريب
_ مسلم رد عليه بنبرة سريعة :-
غريب ايه يابني بس ؤ بقا انت غريب وهجيبك تساعدني في البيت برده
_ عمر ضحك له وعيونه كانت بدور علي شخص واحد بس اتحرج يسأل عليها ، مسلم لاحظ نظراته وقاله :-
ثواني وراجع لك تاني
_ عمر رد عليه يشيل الحرج عنه :-
خد راحتك
_ مسلم دخلهم الاوضة وقالهم :-
انتوا مخرجتوش ليه ؟
_ رقية ردت عليه وهي بتقف :-
حاسة بتقل بجد معتش قادرة من بطني دي ولسه كتير اوي حاسة اني حامل بقالي سنتين مش ٦ شهور
_ مسلم بصلها بتأثر ورد عليها بنبرة حنونة :-
معلش هانت
_ رقية سحبت نفس وخرجت معاه وأميرة خرجت وراهم وهي محروجة ، عمر وقف ورحب بيهم وكلهم قعدوا مع بعض ، عمر بص لمسلم وقاله :-
الشقة جميلة ما شاءالله يعني حتي لسه مخلصتش بس الفنش الاخير ده ذوقه عالي
_ رقية قلبت عيونها بتعالي وثقة وقالتله :-
طبعاً مش ذوقي
_ مسلم رفع حواجبه باستنكار وقالها :-
ذوقك! بالنسبة اللي طالع عينه ده ايه ؟
_ رقية ردت عليه بتلقائية :-
انت يدوب كنت بتدفع لكن الذوق كان ذوقي انا
_ مسلم بص لعمر ووجه له كلامه :-
شوفت يا سيدي دي اخرتها انت يطلع عينك في الشقة وتدفع دم قلبك وفي الاخر تتنسب للمدام ده انت هتشوف العجب
_ عمر بصله بحزن وردد بتمني :-
أن شاءالله
_ أميرة لاحظت نبرته اللي اتغيرت ورده اللي لمس قلبها ، كانت بتبص له طول الوقت بندم شديد ، مسلم قام وقف وبص لرقية وقالها :-
روكا قومي نجهز العشا
_ رقية ابتسمت له وقامت وقفت جنبه بس أميرة حبت تساعدهم ووجهت كلامها لمسلم :-
خليك انت وهروح أنا معاها
_ مسلم رفض ووضح سبب رفضه :-
مش هتعرفي تتعاملي مع المطبخ وهو مكركب كده انا عارف مكان الحاجة
_ مسلم ورقية داخلوا المطبخ وهو كان قاصد يسيبهم لوحدهم ، عمر كان بيخطف نظرة من وقت للتاني علي أميرة ، كان مفتقدها جدا وحاسس أنها وحشاه بس كان بيمنع نفسه بالقوة عشان يحافظ علي الوعد اللي بينهم ، أميرة استغربت سكوته اللي طال علي غير عادته ، حمحمت واتكلمت هي :-
ممم اخبارك ايه ؟
_ عمر بصلها بفرحة ورد عليها بلهفة في صوته :-
الحمدلله كويس انتي عاملة ايه ؟
_ أميرة ردت عليه برقة :-
بقيت كويسة لما شوفتك
_ عمر لوهلة مستوعبش اللي قالته وبصلها جامد يتأكد من اللي سمعه وأنه حقيقي ، أميرة ضحكت علي شكله وسألته بفضول :-
انت مستغرب كده ليه ؟
_ عمر رد عليها باستغراب شديد :-
انتي مش شايفة حاجة غريبة في كلامك؟
_ أميرة هزت راسها بنفي وقالت له :-
لأ حسيت اني كويسة لما شوفتك فحبيت اقولك بس كده
_ عمر ضحك جامد وردد بعدم استيعاب :-
أن شاء الله مكنش بحلم
_ أميرة ضحكت علي كلامه وقالتله :-
مش بتحلم لأ
_ عمر بص للشقة باهتمام وكان عاجبه التجيهزات والتوضيبات وردد بإعجاب :-
بجد البيت جميل أنا نادراً ما يلفت انتبهاهي حاجة زي دي
_ أميرة ردت عليه بعفوية شديدة :-
عقبال بيتنا..
_ كتير عليه كده النهاردة ، عمر رفع عيونه عليها وهو مش عارف المفروض يقول ايه ، سحب نفس وردد وعيونه عليها بعدم تصديق :-
لا أنا كده اتأكدت أنه حلم!!
_ أميرة ضحكت وبصت في الأرض بإحراج ، بلعت ريقها وهي مش عارفة تقوله قرارها ازاي ، سحبت نفس وقالت كلامها بسرعة قبل ما ترجع فيه :-
