
رواية ساهر بقلم داليا السيد
رواية ساهر الفصل الرابع عشر14 بقلم داليا السيد
شكرا أخي
جذبها لأحضانه بعدما انتهى وقبل جبينها وقال "لابد أن تنامي اليوم كان مرهق"
رسمت دوائر على صدره وقالت "هل كنت تستمتع معهم؟ تلك النساء"
أخفض وجهه لها بدهشة وهي رفعت عيونها له وقالت "سؤال عادي"
قال "فقط متعة وقتية تنتهي بمجرد ترك الفراش آسيا، هي علاقة من أجل الجنس فقط"
تورد وجهها وهي من فتح كل ذلك فقالت "وهم أيضا؟"
قال "هم يبحثون عن المال فقط، الكثير منهم يتخذونه مهنة"
عادت تسأل "علاقة تنتهي كل شهرين؟"
داعب شعرها وهو يندهش من رغبتها بالحديث بهذا الأمر ولكنه قال "بل اسبوع أو اثنين، سيليا فقط من طال وقتي معها"
عادت تسند رأسها على صدره وتقول "لأنك أحببتها؟"
داعب وجنتها وقال بصدق "أخبرتك أن تلك العلاقات لا مكان للحب بها، سيليا كانت تسعى خلفي بكل طاقتها لأنها كانت تنال الكثير مني وأنا وقتها لم أهتم سوى بأن هناك امرأة تحقق رغباتي"
عادت تداعب صدره وقالت "حتى توقفت"
صمت فرفعت وجهها له فالتقت بعيونه فقال "لأني عرفتك، كنت غاضب لرفضك لي ومع ذلك لم أرغب بامرأة أخرى وأصبح الأمر كريه بالنسبة لي وكلما تعرفت على واحدة رأيتك أمامي فأغضب وأثور وأتركها وأذهب"
ضحكت وقال "كما نفعل معا"
أحاط وجهها براحته وقال "لن يكون بعد اليوم، أنا حقا لا يمكنني أن أعيش بعيدا عنكِ آسيا وجودك أصبح هو الحياة بالنسبة لي"
كانت تتمنى أن تسمع تلك الكلمات فهتفت "حقا ساهر؟ أليست مجرد كلمات.."
وضعها على الفراش ورفع نفسه ليواجها ويدها على صدره وقال "لا آسيا، ليست مجرد كلمات، بل حقيقة، حقيقة صادقة بدليل أن لا شيء أبعدني عنكِ ولا شيء سيبعدك عني مرة أخرى فقط صدقيني وثقي بي"
ابتسمت وهي ترفع يدها لعنقه وتغرز أصابعها بشعره وهي تقول "حسنا لقد فعلت، هل تعرف أني أحب شعرك هذا جدا؟ وأحب طريقة اعتناءك به؟"
قبل وجنتها وقال "فقط، تحبين شعري فقط؟"
صمتت وهي لا تريد الوصول لتلك المنطقة ثم قالت "وجسدك، أنت تملك جسد هائل وأنا فخورة به"
وضع قبلة على فمها ونظر بعيونها وقال "وأنا ملك لكي آسيا"
جذبت وجهه لها وقبلته فاستجاب على الفور ولم يتردد بأن يأخذها من جديد وكأن الحياة بدأت اليوم بل الليلة وأخيرا منحته السعادة التي ظل تائها يبحث عنها منذ رحيله من بيت رفيق وحتى وجدها هنا بين ذراعيها وهي تضمه لها وتمنحه نفسها بسعادة متبادلة بينهما
عاد كلا منهما للعمل بإشراقة واضحة وتحرك هو لمكتب جاسم وفتح الباب وقال دون أن يدخل "من المفترض أن أشكرك على النصيحة"
تراجع جاسم بالمقعد وقال "ولكنك لن تفعل لأن كرامتك أهم"
ابتسم وقال "بل شكرا أخي"
ابتسم جاسم وابتعد هو عائدا لمكتبه والحياة تبدلت من حوله، وجودها بين أحضانه منحه سعادة لم يكن يتخيلها وابتسامتها له بالصباح وهي تودعه منحته طاقة جديدة لا يعلم كيف سيفرغها
العمل أخذه حتى دق عامر بابه وفتحه وكان بقميصه دون الجاكيت وقال "مشغول؟"
رفع وجهه عن لوحة الرسم وقال "ليس بالنسبة لك عامر"
هز عامر رأسه وقال "إذن تعالى لمكتبي"
تبع أخيه وما أن دخل حتى قذف عامر له بزجاجة البيرة وقال "هل استمتعت آسيا بالأمس؟"
تناول البيرة وهو لا يظن أن عامر طلبه لأجل ذلك ومع هذا قال "نعم جدا، هل هناك شيء؟"
جلس عامر على المقعد الوثير وقال "أردت معرفة مصير المشروع الخاص بشركتها، أنت لم تمنحني أي رد"
جلس أمام عامر وهو يعلم أنه لأول مرة يخفي عنه شيء فقال "كان بيننا خلاف"
ظل عامر ينظر له منتظرا الرد فأبعد ساهر وجهه وقال "حسنا عامر لقد ارتكبت خطأ بحقها وبالأمس فقط غفرت لي"
تناول عامر البيرة ثم قال "والخطأ هذا كان كبير"
هز رأسه وقال "نعم، ميشيل قبل أن يموت بين يدي قذف بكلمات بوجهي جعلني أشك بها وما أن رحلت الشرطة وجاسم حتى.. "
هز عامر رأسه وقال "حتى؟"
رفع وجهه لأخيه وقال "أصيبت بنزيف مما حدث وعالجها الطبيب وظللنا طوال أيامي بالسخنة منفصلين حتى الأمس عندما وعدتها أني سأتغير"
نهض عامر وقال "وهل ستفعل أم تترك جنونك وتهورك يفقدانك كل شيء؟"
ترك الزجاجة الفارغة على المائدة وقال "لا عامر تلك المرة كانت مؤلمة حقا، لا أريد أن أفقدها"
التفت له عامر فأكمل "نعم أحبها"
ابتسم عامر وقال "جيد الآن لست قلق عليك فقط حافظ عليها ليس كل يوم يجد الرجل امرأة يحبها وتحبه"
نهض واقفا وقال "وهل تظن أنها تحبني؟"
توقف عامر والتفت له وقال "هل تسأل ساهر؟ هي فعلت الكثير مما يدل على أنها تحبك، يكفي أنها لم ترحل بعد ما فعلته بها ساهر، الحب لا يحتاج لكلمات ليعلن عن وجوده، أفعال، نظرات، تضحيات، الكلمات تأتي بنهاية الطابور ساهر وآسيا قدمت الكثير وليس بالضرورة أن ينطق لسانها بالحب كي تعرف به"
هز رأسه وقال "نعم، أنا فقط لا أريد التفكير بأنها قد تتركني بيوم"
اقترب عامر منه وقال "لن تفعل طالما أنت تحافظ عليها، وقت تركتني ليل ورحلت كنت أنا السبب، كنت غبي كما قالت هدى لأني جعلتها تشعر أني لا أريدها بحياتي ولم أمنحها ما يجعلها تدرك حبي لها لذا أنا أخبرك ألا تؤلمها مرة أخرى واجعلها تدرك حبك لها وليس بالكلمات فقط فالأفعال أهم"
هز رأسه وهو يعلم أن عامر سيمنحه تلك الراحة التي اعتاد عليها معه، ابتعد عامر وقال "تعالى لنناقش المشروع قبل أن تفعل مع آسيا لدي أفكار جديدة"
أنهت الاجتماع وتحركت عائدة لمكتبها وما أن دخلت حتى رأته يلتفت لها وقد كان واقفا بجوار النافذة، ابتسمت بسعادة لرؤيته وقالت "لم تخبرني بحضورك"
تحرك كلاهم حتى التقيا بمنتصف المكتب وقال بعيون تنبض بمشاعر عميقة "اشتقت لكِ فلم أفكر وأنا بطريقي إلى هنا"
وانحنى ليجذبها له بقبلة عميقة وهي استجابت له بالطبع، بعد الأمس كانت ترغب بكل قبلة ولمسة وحضن منه، ابتعد وقال "هل انتهيتِ؟"
هزت رأسها بالنفي وقالت "ليس بعد، لدي بعض المقابلات بعد قليل"
لم يتركها وقال "لدي عمل لكِ"
تركها وابتعدت هي الأخرى وقالت "المشروع؟"
جلس أمام مكتبها وقال "نعم، عامر اقترح أن نجعل القرية ليس فقط للسكنى بل ونلحق بها مدينة ملاهي مائية كبيرة تقدم رحلات يومية إلى الجميع وبذلك الأرباح تجمع جانبين"
قالت بعملية "فكرة رائعة، بالطبع ستمنحني تصميماتك المثيرة وأنا سأقوم بالتمويل"
هز رأسه وقال "بالنصف مع آل دويدار كما هي الأرباح"
قالت "أوافق بالطبع طالما أنت توافق"
ظل صامتا فرفعت وجهها له بدهشة فقال "ولو رفضت؟"
ظلت صامتة تحاول أن تفهم نظراته إلى أن قالت "لن أفعل شيء ضد رغبتك لكن ربما تخبرني السبب"
نهض وتحرك تجاهها ووقف أمامها وهي ترفع وجهها له وهو يقول "حقا سترفضين من أجلي؟ حتى ولو كان الربح أكيد؟"
كانت الدهشة تملأ وجهها وهي تنظر له وتقول "بالطبع ساهر، الربح لا يعنيني بشيء المهم أنت"
ركع أمامها وجذب يدها بيده وقال "هل أستحق هذا؟"
لأول مرة ترفع يدها لوجنته وتحيطها براحتها الناعمة وعيونها كلها حنان وقالت "نعم فأنت تمسكت بي ساهر ولم تتركني فهل تظن أني سأتخلى عنك من أجل بضعة أرباح لا تعني لي أي شيء"
أمسك راحتها وحركها لشفتيه وقبلها وما زال يمسك بعيونها وقال "تمسكت بكِ لأنك الروح التي تسكني بدونك أموت آسيا"
قبضت على يده التي تمسك راحتها وقالت بصدق "لا تتحدث عن الموت ساهر أرجوك فقد اكتفيت منه، أنت كل من لي الآن ولا أعرف سواك ولا أثق سوى بك"
قبل راحتها مرة أخرى وقال "وجورج؟ حبيبك"
ضحكت وقالت "هو أبي ساهر، حبي له نابع من حنانه وتوليه شؤني منذ ولادتي وحتى اليوم"
ترك يدها لوجنتها وقال "يشاركني بكِ"
لمسته كانت دافئة تمنحها الاطمئنان وهي تقول "لا أحد يشاركك بي، أنا لك وحدك، لطالما كنت ساهر ولكن ربما لم أعرف كيف أعبر عن ذلك ولكن صدقني أنا لم أفكر بأي رجل مثلما فكرت بك منذ أول لقاء لنا"
ابتسم وقال "والخلاف نهايته؟"
قالت "لا ساهر أول لقاء كان على الرصيف عندما اصطدمنا سويا"
قال بصدق "ظننتك لن تذكريه، عيونك أخذتني لمكان آخر آسيا، لا أعرف كيف تركتك تذهبين من أمامي وظننت أني فقدت مهاراتي مع النساء ولكن سحر عيونك أفقدني كل شيء"
ضحكت وضحك هو الآخر ثم جذب وجهها له وقبلها مرة أخرى حتى أبعدها وقال "العشاء لي وبمكان سأختاره أنا"
هزت رأسها فنهض واقفا وقال "سنتناقش إذن بالمشروع لأبدأ التصميمات وبعدها نبدأ العمل"
ارتدت فستان بلون الفستق وجدته على فراشها فابتسمت وعرفت أنه منه، لم يكن موجود وهي تضع الاسورة الماسية حول معصمها ورأت خاتم الزواج فابتسمت وهي سعيدة أن زواجهم استمر
رفعت شعرها لمنتصف رأسها وشبكته بشريط ذهبي عندما رأته يدخل وهو يحمل جاكته على ذراعه فالتفتت له بابتسامة رائعة وقالت "الفستان رائع ساهر شكرا لك"
ابتسم وهو يتحرك لها وعيونه تدرس كل جزء منها حتى وصل لها وأخذ يداها بين يده وقال "رأيتك به فلم أقاومه، تبدين أجمل بكثير مما تخيلتك"
ضحكت فضحك قلبه معها وتركت يده ووجدها تحتضنه كالأطفال فأحاطها بذراعيه وهي تهتف "شكرا ساهر"
عطرها كان يخترق أنفاسه فأغمض عيونه وهو يقول "هكذا لن نذهب لأي مكان آسيا سوى الفراش"
عادت تضحك وهي تبتعد وتقول "لا، أريد الخروج معك به، هيا ساهر استبدل ملابسك لنذهب، هيا"
تلك السعادة لم يراها بعيونها ولا نبرة صوتها من قبل، هز رأسه وتحرك للحمام
المطعم كان فاخر ورائع حقا، كانت سعيدة جدا بوجودها هنا وهي ترى نظرات تحيطها فقالت "النساء تأكلك بعيونها"
تناول الفراخ ورفع وجهه لها وقال بدهشة "ماذا!؟"
كانت عيونها تتجول حولها حتى عادت له وقالت "النساء ساهر، ألم ترى نظراتهم؟"
حرك عيونه حوله وقال "لا عزيزتي هم يغارون من جمال الشقراء الفاتنة التي تشاركني العشاء"
عادت له بعيونها وهو تبدل لرجل آخر لا يتوقف عن منحها تلك الكلمات عن الجمال والفتنة، لم تتحدث فقال "ماذا حدث؟"
قالت "ساهر أنت لا تخدعني أليس كذلك؟ أنا لن أتحمل صدمة أخرى ساهر، لا تجعلني أعيش ذلك الحلم لأستيقظ على واقع مؤلم"
حرك يده وقبض على يدها التي تمسك بالشوكة وقال دون ترك عيونها "هذا يعني أنك ما زلتِ لا تثقين بي آسيا لأنك لو فعلتِ ما شككت بي، كيف أستعيد ثقتك آسيا"
لمعت عيونها وقالت "أخبرني أنك لا تخدعني"
ظلت يدها بيده وهو يرد "وهل ستصدقينني؟"
هزت رأسها، فقال "وأنا صادق بكل كلمة وتصرف معك آسيا، أنا لا أريد سوى وجودك معي ما تبقى لي بالحياة، أريدك أمام عيوني وبين أحضاني بكل لحظة، أريد أولاد منكِ، أريد أسرة سعيدة معك أنت"
ضحكت وبكت بذات الوقت وهي تضع يدها الأخرى على يده وقالت "وأنا لم أتمنى أكثر من ذلك ساهر وسعيدة، سعيدة جدا بكل ذلك ولا أريده أن ينتهي"
جذب يدها له وقبلها بحنان وعيونه لا تترك عيونها وهو يقول "لن ينتهي، أعدك"
كانت ليلة رائعة وعندما عادا كان باقي الليل لهما، لم يناما بل ظلا معا طوال الليل بين ذراعي بعضهما البعض وكلمات رائعة تشاركهم ليلتهم لكن ما زالت كلمة الحب بعيدة تراقبهم من هنا وهناك وكلاهم يخشى النظر لها والقبض عليها وإطلاقها بوجه الآخر، ما زال الخوف موجود ربما من لا شيء لكن التصريح بالحب لم يخطر بعد على بال أيا منهم وربما اكتفيا بالأفعال كما قال عامر
داعب شيء كتفها فلم تهتم، مرة أخرى جعلتها تفتح عيونها بكسل لترى شفتاه تقبل كتفها العاري فابتسمت وهو يبعد شعرها ويقول "عامر يريد مني الذهاب للسخنة لمتابعة ما كنت أفعله منذ عدة أيام"
التفت لتقابل صدره العاري ولاحظت النهار حولها ولكنها كانت تنظر له وقالت "مرة أخرى ساهر؟ ستتركني؟"
مرر أصابعه على وجنتها وقال "تعالي معي هناك شاليه قريب لنا هناك لنمضي به عدة أيام وأنا أباشر العمل ساعة أو اثنان وباقي اليوم لنا فقط"
لم ترد وهو يقبل وجنتها وتسرب لشفاها وهي لا تبعده وهمس "تعالي معي آسيا لا أستطيع تركك مرة أخرى ولا أستطيع ترك العمل"
يده تسربت على جسدها وهو تقريبا لم يتركها إلا ساعات قليلة لتنام فقالت "والعمل ساهر"
كانت قبلاته توقفها عن التفكير وهو يقول "تجيدين التعامل على جهازك آسيا"
كانت بالفعل تفعل خاصة بعد وفاة والدها ولم ترد وهو يأخذها لعالمه فهو ما زال جائعا لها ولا يشعر بالشبع أبدا منها، كان يعشق تواجدها بين ذراعيه وعندما تنطق اسمه بتنهد كانت تضعفه جدا، لمساتها كانت تذيبه وضحكاتها من كلماته ولمساته ترفعه لعنان السماء، هي الحياة التي تمناها ولا يريد سواها
رحلت معه للسخنة بلا تردد، كانت تريد أن تعيش تلك السعادة بلا تفكير بما سيكون بعد ذلك ربما تستمر السعادة للأبد وتحظى بحياة مثل إخوته
الشاليه كان مواجه للبحر ولم يكن هناك أشخاص كثيرة حولهم ما زالوا بمنتصف الربيع ولم يبدأ الموسم بعد، تجولت بالمكان وقالت "من الجيد أننا أحضرنا طعام وخزين، المكان فارغ"
كانت تتجول بالمطبخ عندما لفها بذراعيه ودفن رأسه بعنقها وقال "أنا أكتفي بك كطعام وشراب جميلتي، تعالي"
وحملها فتعلقت به وهي تقول "تحملني بسهولة أيها البطل"
ابتسم وهو يصعد لأعلى وقال "أنتِ لا تزنين شيء جميلتي"
ضحكت وقالت "وليس لأنك رياضي ثقيل؟"
ضرب الباب بقدمه خلفه وقال "أو لأني أحبك بين ذراعي"
وضعها برفق على الفراش وهي لم تفلته وهو يبحث عن شفتيها وهي تهمس "وأنا لا أريد سوى أن أظل بين ذراعيك ساهر"
وضاعا معا كلا بين ذراع الآخر بذلك العالم الذي صنعوه لهما معا بكل ما به من سعادة ودفء وحب لم يصرحوا به لكنه كان موجود
البحر كان شريكهم الثالث، لم يتوقفا عن السباحة خاصة بالصباح الباكر وهي تسابقه بمرح وتعلم أنه يخسر من أجلها ولكنها كانت سعيدة وعندما يلفها بذراعه ويغطس بها تحت الماء لم تخاف بل كانت تشعر بالأمان لأنه معها وكثيرا ما كانت تفر منه للخارج وهو يسرع خلفها حتى يقبض عليها على الرمال ويسقطان سويا ملوثين بالرمال ومياه البحر تضربهم مرة أخرى لينتهوا بقبلة طويلة لا يقطعها سوى الموج فيضحكان معا
عدة أيام امتدت لأسبوع بلا رغبة بالعودة وكلاهم غارقان بالسعادة والمتعة والهدوء ولا شريك لهما سوى البحر، ساعات قليلة يخطفها لمتابعة العمل وهي نائمة ثم يهرع لها ليسكن بين أحضانها بلا تفكير بأي شيء سواها
رنين الهاتف جعله يفتح عيونه والنهار ظهر من حوله، شعرها داعب وجنته ورأسها على صدره وذراعه تلفها فابتسم وأبعدها برقة فعادت للنوم وهو يقبل وجنتها
نهض وارتدى بنطلونه الرياضي وجذب الهاتف الذي كان اسم عامر يضيئه وخرج من الغرفة وهو يقول "صباح الخير عامر، كيف حالك؟"
نزل للمطبخ وأخرج زجاجة ماء وتناولها وعامر يقول بنبرة غريبة "بخير، ما أخبارك أنت؟ يبدو أن الزواج يأخذك بعيدا أخي"
خرج للشرفة وتوقف والبحر أمامه وهواء الصباح يمنحه طاقة جديدة وقال "ليس عنكم عامر فقط اجازه صغيرة لن تغضبك مني؟"
أجاب عامر "لا بالطبع بل سعيد لأنك تفعل، الأمور جيدة بينكم؟ أنت وآسيا؟"
ابتسم لذكرها وقال "نعم، الأمور رائعة عامر هل هناك عمل ينتظرني؟"
صمت قليلا ثم قال "ليس العمل ساهر تعلم أننا سنسد مكانك لكن"
أدرك أن هناك شيء جديد حدث فقال "ماذا حدث؟"
قال عامر "منذ متى لم تفتح هاتفك وتتابع أخبارك؟"
لف حول نفسه ولم يفهم وهو يقول "أتابع ماذا عامر؟ أنا لا أفهم"
أجاب عامر "هناك صور على صفحتك، من الواضح أن أحدهم اخترق حسابك وترك تلك الصور عليه"
هتف بلا وعي "صور؟ أي صور"
صوتها من خلفه جعله يلتفت وهي تقول "هذه"
التقى بعيونها وهي ترتدي التي شيرت خاصته فقط بلا بنطلون وشعرها مبعثر وهي تمنحه هاتفها ليرى صور له مع سيليا بأوضاع حميمية وعامر يقول "افتح صفحتك وامسح ما نزل وأغلق الصفحة حالا"
كان يحدق بالصور بذهول وهاتفه ما زال على أذنه وكأنه تجمد بمكانه حتى قالت هي "أحدهم أرسلها لي ساهر، من هي؟"
أبعد هاتفه واستعاد وعيه وهو يحدق بها وقال "سيليا، المرأة التي أخبرتك بها"
ملامحها لم تخبره بأي شيء فتحركت له وقالت "وتلك الصور؟"
قال بصدق "منذ كنا معا"
استوعب ما يحدث فعاد لها وقال "آسيا تلك الصور قديمة أنا لم أرى تلك المرأة منذ أكثر من عامين، أنا لم ألمس امرأة منذ عرفتك، أنا لا أكذب آسيا"
ظلت صامتة وهي ترى الصدق بعيونه فقالت "وأنا أصدقك ساهر ولكنها لن تتركك ولن تبتعد عنا"
أحاطها بذراعيه وقال "طالما أنكِ تثقين بي فأنا لا يهمني هي أو سواها، صدقيني آسيا أنا قطعت علاقاتي كلها منذ تركتك بلندن"
كانت عالقة بعيونه عندما قالت "أخبرتك أني أصدقك ساهر لكن عليك بإيقافها فهي تدمر سمعتك"
هز رأسه وعاد للهاتف وفعل كما أخبره أخيه وبعدها هاتفه جاسم بالطبع وقال "لا تفتح صفحتك مرة أخرى وأنا لدي من سيتولى الأمر وسأعرف مكانها قريبا، هل ستعود؟"
كانت تقف بجواره فنظر لها وقال "أعود؟"
رفعت وجهها له فرأى نظرة الحزن بعيونها فقال "لا أعلم بعد جاسم سأهاتفك لأخبرك"
أغلق والتفت لها وقال "لا أريد تلك النظرة بعيونك"
أبعدت وجهها وقالت "لابد أن نعود، هي لن تتوقف وسمعتك على المحك"
كادت تتحرك لتبتعد ولكنه امسك ذراعها ليوقفها وقال "أنا لا يهمني أي شيء آسيا الجميع كان يعلم من أنا"
رفعت وجهها الحزين له فلمس وجهها بيده وقال "أنت فقط من يهمني، أن تصدقي براءتي هذا هو كل ما يعنيني"
قالت بصدق "أصدق ساهر أنا حقا أصدقك لكني أخاف عليك، المرأة التي تفقد عقلها بسبب رجل تضرب بلا وعي وضرباتها تكون قاتلة"
قربها منه وقال "لن يصيبني شيء طالما أنتِ معي"
وضعت يداها على صدره العاري وقالت "ليتني أستطيع حمايتك حقا ساهر ولكني لا أعرف كيف"
كان يضم وجهها بيداه ويرفع وجهها له وهو يقول "فقط وجودك معي هو ما أريده فهو يحميني حتى من نفسي"
وضمها له بقوة وهو يعلم أن السعادة لا تدوم للأبد وها هي تنتهي بلحظة ولابد من العودة ومواجهة تلك المجنونة التي تريد تدمير حياته
ما أن عادا حتى تركها بالفيلا ورحل للقاء جاسم كما أخبرها ولكنه لم يكن ذاهب لجاسم كان ذاهب لرؤية تلك المجنونة، لديها مكان خفي كان يعرفه هي من كانت تأخذه له كي يكونا معا بعيدا عن عيون الآخرين
ترك سيارته بمكان مخصص للسيارات وأخذ سيارة أجرة ومنح السائق العنوان حتى وصل، كانت منطقة شعبية من مصر القديمة لم يكن أحد يعرفه، عندما جاء هنا من قبل كان بوقت متأخر وكان يرتدي قبعة تخفي ملامحه، البيت كان قديم وما زال كما هو، لم يوقفه أحد ولم يلاحظه أحد وهو يصعد للدور الثاني، شقة واحدة بالدور كالبيوت القديمة
دق على الباب دقات خفيفة ولكن لم يجيبه أحد، لم يستسلم وهو يعيد الدق بهدوء غريب حتى رأى ظل يتحرك من الداخل وانفتح الباب وهو ما انتظره لأنه ما أن انفتح الباب حتى دفعه بقوة ووضع قدمه بالداخل ليسمع صرخة من الشخص والذي لم يكن سوى سيلي