رواية ساهر الفصل الخامس عشر15 بقلم داليا السيد


 رواية ساهر بقلم داليا السيد
رواية ساهر الفصل الخامس عشر15 بقلم داليا السيد

ألا تخاف عليها؟ 
حدقت سيليا به وهو يصفع الباب خلفه بقوة والغضب يشتعل بعيونه وتراجعت وهي تقول "سأصرخ وأجلب الجميع لك"
كان يتقدم تجاها ولا يترك عيونها وقال "وماذا تخبريهم؟"
قالت وهي لا تعرف أين تذهب "أنك لص تهجم علي ببيتي"
توقفت عندما تلقتها الجدران خلفها ولكنه لم يتوقف وهو يتقدم ويقول "لأخرج لهم صورنا الرائعة فيعرفون علاقتنا ويدركون وساختك وكذبك ويلقون بك خارج تلك الحقارة التي تختبئين بها"
فجأة قبض على شعرها الأسود الطويل الذي كانت تتفاخر به، هي جميلة وتعلم أنها جميلة وهذا هو مورد رزقها، صرخت فهتف "صرخة أخرى وأقسم ألا أرحمك سيليا سترين الجنون بعينه هل تفهمين؟"
هزت رأسها على الفور والدموع تملأ عيونها وهو يقول "لن أحاسبك على حريق الشقة فأنا ظننت أنه تعبير عن غضبك، وسأتغاضى عن تلك الصور وسأعتبرها غلطة غير مقصودة ولكن أقسم أنك لو فكرت بالوقوع بطريقي مرة أخرى لأمسحك من على الأرض، أنت تعلمين ساهر دويدار جيدا، مجنون ولا يهتم إلا بنفسه وسأنسفك لو فكرت بالإضرار بي مرة أخرى هل تسمعين؟"
هتفت بجنون "كل هذا من أجل تلك الشقراء اللعينة؟ كنت أنا كل حياتك ساهر هل نسيت؟"
لم يترك شعرها وهو يقرب وجهها منها وقال "ولماذا لا أنسى وكلانا كان يعرف غايته من الآخر حتى انتهيت منك سيليا وتحرك كلا منا بطريقه منذ سنوات فلماذا الآن؟"
هتفت من بين الألم من قبضته والدموع وقالت "زواجك كان صفعة قوية على وجهي لم أتحملها، كنت أهاتفك وكنت ترد وظننت أنك بالنهاية ستعود لي لكن عندما تزوجت أدركت أني انتهيت من حياتك"
تركها وهو يدفعها لتسقط على الأريكة وهتف "كان عليك إدراك ذلك منذ أول يوم افترقنا به لأني أخبرتك أني لا أريد امرأة بحياتي"
هتفت بقوة "وأنا صدقتك وتقبلت أن لا امرأة بحياتك وانتظرت أن تعود لي، أنا أيضا لم أعرف رجال من بعدك ساهر، صدقني لقد حصلت على عمل، راقصة ولم أعد أذهب مع أي رجل من أجلك لقد أخلصت لك حتى عندما تعود تدرك أني أحببتك بصدق"
أشاح بيده وهتف "وهل من المفترض أن أصدق أن امرأة نامت مع نصف رجال البلد تتوقف فجأة ومن أجلي؟ أنتِ لستِ راهبة سيليا ولن تكوني ولا أنا غبي لأصدق ما تقولين لذا إلى هنا وكفى فقط ماذا تريدين مني؟"
كانت تبكي بقوة وقالت بألم واضح "لا شيء سواك ساهر لطالما أردتك وأنت كنت تعلم ذلك كنت تعلم أني أحببتك ولا ذنب لي أنك لم تصدقني ولكني حقا أحبك ساهر ولن تأخذك مني تلك المرأة لن أتركك لها ساهر هل تسمعني؟"
اقترب منها وانكمشت هي على الأريكة وهو يقول بنبرة تهديد مخيفة "أنا لا تهددني امرأة سيليا أنا من يهدد، ابتعدي عن طريقي حتى لا تندمي ليس لدي ما أبكي عليه"
وتحرك ليذهب ولكنها هتفت "ولا حتى هي؟"
جمد مكانه وهو يستوعب كلماتها، هل تهدده بزوجته؟ التفت لها وتلونت عيونه بالأحمر من الغضب وهو يحدق بوجهها الذي فقد لونه وهو يقول من أسنانه "ماذا قلتِ؟ لم أسمعك جيدا؟"
تراجعت أكثر بالأريكة وهي ترى الجنون بعيونه، ذلك الجنون الذي كان يطيح بأقوى الرجال بوقت ما، كان كل من حولها يعرفونه جيدا وتلقوا منه ما جعلهم يتراجعون فقط من ذكر اسمه، ارتجفت وهي تقول "ألا تخاف عليها؟"
قبض على ذراعها بقوة فصرخت بألم وهو يهتف "لو فكرتِ بلمس شعرة منها فسأنزع فروة رأسك هذه وأنتِ بين يداي، ابتعدي عن زوجتي سيليا هي خط النار بيننا فلو تجاوزته فلا تلومي سوى نفسك"
ودفعها بعيدا وتحرك تجاه الباب وخرج دون غلقه والغضب يأكله ولا ينكر أن القلق عاد له عليها، هي قالت أن المرأة التي تفقد عقلها بسبب رجل تضرب بلا وعي وضرباتها تكون قاتلة، توقف فجأة عن السير وهو يردد الكلمة، قاتلة، قلبه سقط بقدمه من الفكرة، آسيا ليست معه؟ لا، لن يكون ولو على جثته
أسرعت له عندما دخل وتلقاها بين ذراعيه محتضنا إياها بقوة وكأنه يتأكد أنها معه وبأمان بين أحضانه، أغرق وجهه بشعرها وهمس "هل لنا أن نصعد لغرفتنا أم متعبة؟"
أبعدت وجهها قليلا لترى وجهه ونظراته المغلقة وقالت "ماذا بك؟"
حاول أن يبتسم وهو يقول "لا شيء فقط أريدك، اشتقت لك"
قالت وهي ترى معالمه مختلفة ولكنها لم تشأ أن تضغط عليه، أرادت سؤاله عن سيليا وعما فعل ولكن رغبته بالسكوت كانت واضحة وهي لن تضغط عليه
قبل جبينها كعادته بعدما انتهى وجذبها له وظل صامتا فقالت "ألن تخبرني ماذا بك؟"
كان تائها وأفكاره متضاربة ولكنه أخفض نظراته لها ثم قال "لا شيء"
رفعت وجهها له فأبعد عيونه بل ونهض لبنطلونه، ارتداه وتحرك للنافذة وظل واقفا حتى سمعها تقول من خلفه "أنت لا تجيد الكذب ساهر"
لف وجهه لها ونظر لوجهها من أعلى فاقتربت لتقف أمامه وقالت "هل رأيتها؟"
ظل ينظر لها بلا رد حتى رددت "أجب ساهر، هل رأيت سيليا؟"
لم يرغب بوضع حواجز بينهم من جديد ولا خلاف فقال "نعم"
ظلت تواجه ولاحظ شحوب وجهها وهي تبتلع غصة ومرارة وقالت "و؟"
أخفض وجهه لها وقال "هل حقا تريدين معرفة ما دار بيننا آسيا لأني لو بمكانك لن أرغب بذلك"
وابتعد فقالت بقوة "لماذا؟ هل حدث شيء بينكم يمكن أن يؤلمني"
توقف والتفت لها وقال "شيء؟ أي شيء؟"
قالت بنفس القوة "شيء لا أرغب بسماعه كما قلت، أنا حقا أصدق أن علاقتكم انتهت ومع ذلك لا أنكر أن الحديث عن امرأة كانت بحياتك شيء، شيء"
والتفتت والكلمات تخونها والقوة تهجرها فجأة فعاد لها وقال "لذا لم أرغب بالحديث آسيا، أنا لا أريدك أن تتألمي ولا يمكنني أن أكذب عليك فلا داعي لفتح ذلك الباب"
كانت عيونها تواجه بلا رغبة بالصمت وقالت "هي تحبك ساهر، تحبك وتريدك أليس كذلك؟"
ابتعد من أمامها وهو لا يجد إجابة وهي عرفت أن ذلك ما يحدث حقا، تحركت له مرة أخرى وقالت "لماذا لا ترد؟ هي تحبك ساهر أجبني، أجبني ساهر ولا تصمت هكذا"
هتف "نعم آسيا هي تحبني ولا تتقبل فكرة زواجي من امرأة أخرى وتريد أن تعود لي هل هذا ما أردت سماعه؟"
هزت رأسها بالنفي وقالت "لا"
ضاقت عيونه بلا فهم وهو يردد "لا!؟"
أخفضت عيونها وهي تقول "أردت سماعك أنت" ثم رفعت عيونها له وأكملت "سماع كلماتك وإجابتك"
قال بلا تفكير "هل جننت آسيا؟ بالتأكيد تعرفين الإجابة أنا لم أفكر بها يوما واحدا أكثر من مجرد امرأة للمتعة"
قالت بدموع لا مكان لها "ولكنها تحبك وتريدك"
قبض على ذراعيها وهو يهتف بلا تفكير "وأنا أحبك أنتِ آسيا، أحبك أنتِ ولا أريد سواكِ ألم تدركي ذلك بعد؟"
رفعت وجهها له وتبدلت نظرات الألم والحزن لاستفهام وحيرة وهي تهمس "تحبني أنا؟ ساهر أنت، لا، أنت لا تحب"
أخفض وجهه لها ولانت نبرته وهو يقول "لا يوجد أحد لديه قلب ولا يحب آسيا الفارق أني كنت أحب نفسي فقط حتى عرفتك ومن وقتها لم تعد نفسي حتى تهمني بل كل ما أردته هو أنتِ أما نفسي فرحلت ولم أبحث حتى عنها لأني اكتفيت بكِ"
لم تشعر بيداه التي كانت تقبض على ذراعيها بقوة ولا بالدموع التي تنهار على وجنتيها لأنها كانت ضائعة بين كلماته، تصدقه، نعم تصدقه، عندما لم ترد قال "أنا لا أكذب آسيا، أنا فقط كنت أخاف من الحب، حبي لأبي انتهى بالضياع وخشيت لو أحببتك تضيعي مني لأني لا أجيد الحفاظ عليك لكن وقت فقدت عقلي معك وكدتِ تضيعين مني عرفت أني أحبك ولا يمكنني أن أحيا بدونك، لابد أن تفهمي أن لا سيليا ولا نساء العالم كلهم يمكن أن يعنوني بشيء لأن أنتِ فقط من تسكن قلبي"
رفعت يداها لوجهه وأحاطته بهما وقالت "هذا كثير علي ساهر، كثير جدا"
قال بحنان "ليت لدي المزيد لأمنحه لك"
تركت وجهه لتلفهم حول عنقه وتضم نفسها لأحضانه فضمها له بقوة وأغمض عيونه براحة لأنه اعترف بمكنون قلبه ولم يعد لديه ما يخشاه الآن، سيحميها بحياته ولن يمسها أحد طالما هو على قيد الحياة
عندما ابتعدت قالت "ماذا ستفعل معها؟ أخبرتك أنها لن تتركك"
لم يبعدها وهو يعلم أنها على حق ولكنه قال "ولكنها تعلم من أنا جيدا"
أفلتها وابتعد فقالت "لا أفهم"
رفع خصلاته بيده وقال "تلك المرحلة التي كنت أعيشها كنت شخص آخر آسيا"
تحركت له ولمست ذراعه بيدها وقالت "شخص آخر؟"
لف وجهه لها وقال "مجنون، كنت مجنون وطائش هكذا كان الجميع يطلق علي حتى إخوتي، لم أكن أهتم لأحد سوى نفسي ومتهور لدرجة أني كنت أضرب وأطيح بمن يعارضني"
تذكرت وهتفت "مثل نيك"
هز رأسه وقال "بالضبط، نادرا ما كنت أتحكم بغضبي وأظن أن تهوري معك كان دليل واضح"
أخفضت وجهها وقالت "وماذا يعني هذا لها؟"
أبعد وجهه وهو يكره تلك المرحلة من حياته وقال "يعني أنها ستفكر ألف مرة قبل العودة لطريقي"
ظلت صامتة لحظة ثم قالت "هل هددتك بي؟"
لف وجهه لها مرة أخرى بحدة وهي ترفع وجهها لمواجهة الغضب الواضح بعيونه وأكملت "لا تكره المرأة أحد أكثر من المرأة التي تأخذ حبيبها وهي لن تقبل بوجودي بحياتك ساهر"
عاد ليمسك ذراعيها بيداه وانحنى قريبا منها وقال "مجنون من سيفكر بالمساس بكِ آسيا لأن عليه أن يتخطاني أولا، هي لا تعني شيء بالنسبة لي ولن يمكنها فعل أي شيء"
كانت هادئة جدا وقالت "لا تستهين بامرأة مجروحة أخبرتك أنها قد تقتل"
هتف بجدية "وأنا لن أقف مشاهد حبيبتي وهي تفعل سأقتلها ولن أنظر حتى خلفي"
هزت رأسها بالنفي وقالت برجاء "دعنا نذهب من هنا ساهر، لنعد لندن ونبدأ هناك بعيدا عن كل تلك المشاكل"
تركها وابتعد وهو يقول "لست جبان لأفر من أحد آسيا، يمكنني حمايتك جيدا"
طارت ذراعيها بالهواء وهي تهتف "أنا لا أشكك بذلك ساهر ولكن أنا تعبت"
التفت لها فأكملت "تعبت من كل ما مر بي منذ أتيت هنا، ميشيل وبابا وميشيل والآن تلك المرأة وأنت"
ردد "أنا!؟"
قالت بألم "نعم أنت، هل تظن أني سأكون سعيدة وأنت تترك حياتك وعملك لتحميني؟ أو لو قتلتها؟ يا إلهي أنت قد تسجن ساهر"
سقطت دموع كثيرة وهي تحدق به وهتفت "لا، لن تتركني ساهر، لن تدخل السجن بسببي، سأرحل من هنا، نعم اتركني ساهر، عد لها افعل أي شيء لكن لا تضيع نفسك من أجلي لا تضيع نفسك وحياتك بسببي أنا يمكنني الاختفاء و.."
كانت تهتف بكلمات بلا وعي وهو أدرك ذلك فتحرك لها وضمها له وهو يهتف "آسيا حبيبتي كفى، آسيا اهدئي من فضلك، لا شيء سيحدث لي، اهدئي حبيبتي أنا هنا"
وظل يربت عليها بحنان وهي تنهار بالبكاء والخوف الذي لا يفارقها، كل يوم يفتح باب جديد للخوف ويجذبها له غصبا لتظل للأبد تحيا بالخوف
عندما هدأت أبعد وجهها وقال "هل أنتِ بخير؟ هل أستدعي طبيب؟"
كانت يداها تحيطه هي الأخرى، كانت تريد البقاء معه للأبد حيث الأمن والأمان، هزت رأسها وهي تخفي عيونها عنه وقالت من بين شهقات البكاء "لا، أنا آسفة ساهر فقط أخاف عليك ولا أريدك بعيدا عني"
ابتسم وهو يرفع وجهها له وقال "وهذا يسعدني جدا حبيبتي فقط لا تهزي ثقتك بي وأني قادر على حمايتك"
قالت بصدق "لم ولن أفعل ساهر"
قال محاولا تهدئتها "حسنا هل تهدئي الآن؟ لقد انتهى كل شيء وهي لن تعود مرة أخرى ستفكر الف مرة قبل أن تفعل صدقيني"
وضمها له مرة أخرى وأغلق عيونه وهو يعلم أن الأمر لم ينتهي كما قال بل بدأ للتو وعليه أن ينتظر هجوم تلك المجنونة والتي كانت تماثله الجنون بيوم ما لذا كانت أكثر من دام بحياته..
جاسم فقط من كان يعلم بالأمر لذا كان أول شيء فعله بعد توصيلها للشركة أن رحل لشركتهم ودخل مكتب جاسم الذي كان ينهي محادثة بالهاتف والتفت له وقال "لقد وضعت حراسة عليها مرة أخرى هل تشرح لي ماذا حدث؟"
جلس أمامه وذهنه غير صافي وحكى له ما كان وأنهى كلماته "فقط لا تمنحني محاضرة عن ماضي الرائع فقد انتهيت منه وأنا الآن لا أفكر سوى بزوجتي"
نهض جاسم وتحرك له وهو لا ينظر لأخيه الذي جلس أمامه وقال "أنا أيضا لم أعد أهتم بالماضي"
عاد بوجهه لأخيه ثم أكمل "لأني أرى أمامي شخص آخر"
نهض وتحرك مبتعدا فنهض جاسم خلفه ووضع يده على كتفه ليعيده له وقال "لن نتركها ساهر، لم نفعل مع ميشيل ولن نفعل الآن فلا تخشى شيء"
ظل تائه بعيون جاسم حتى قال "أنا لا أخشى من شيء جاسم أنا أخاف عليها، ميشيل كان يريدها لا قتلها لكن سيليا تريد إزاحتها من طريقها وهذا يعني شيء واحد وأنا لا يمكنني التعايش معه"
هز جاسم رأسه وقال "أعلم لقد سبق ومررت بما تتحدث عنه لا تنسى ذلك المجنون الذي كان يطارد مايا"
ابتعد مرة أخرى وقال "مايا قبلت أن تبقى معك وتظل تحت حمايتك لأنها كانت تدرك الخطر لكن آسيا لا تدرك ذلك بل وترفض البقاء بالبيت ولم يمكنني زرع الفزع أكثر داخلها يكفيها ما عانت"
عاد جاسم لمكتبه وقال "دعها تتحرك عادي ورجالي ستراقبها جيدا مما سيجعل سيليا تتحرك بشكل أكثر وضوح وأنا سأرسل من يراقب سيليا نفسها"
التفت لجاسم وقال "أحتاج للبقاء بجوارها"
هز جاسم رأسه وقال "أعلم ربما تجد حجة لذلك، ما رأيك بذلك المشروع الخاص بكم؟"
كانت مشغولة بالأعمال المتأخرة خلال سفرهم حتى انتصف اليوم عندما انفتح الباب فجأة ورأته يقول "السكرتيرة ترفض منحي موعد للقائك يا فندم فماذا أفعل؟"
رفعت وجهها له ثم ضحكت بسعادة لرؤيته وهي تقول "يمكنك تقديم تظلم من المديرة الصعبة"
ضحك ودخل ونهضت هي له ليقابلها بقبلته التي تمنحها راحة كما تفعل معه، أبعدها فقالت "لا تدرك كم أشعر بالسعادة لرؤيتك هنا معي ساهر"
قبلها برقة وهي ما زالت بين ذراعيه وقال "أنا معك بكل وقت وكل مكان حبيبتي"
قبلها مرة أخرى ثم قال "عامر يريد الانتهاء من التصميمات الخاصة بنا فاقترحت عليه أن أقوم بها وأنا هنا بجوارك كي نتشارك بكل شيء"
هتفت بسعادة "حقا؟ حقا ساهر ستكون هنا معي؟ هذا رائع، عامر أفضل أخ بالعالم، سأعد لك مكتبا بجواري وسيكون أفضل مكان بالشركة ومن الآن"
تحركت لتمنح أوامرها ولكنه جذبها له مرة أخرى فالتقت به بدهشة فقال "لا، ليس الآن، الآن سنذهب للغداء وبعدها افعلي ما شئت"
ضحكت ولم تعارض وهي نست كل ما كان لمجرد وجوده معها وقلبها ينبض بقوة من السعادة فهي لم تتمنى أكثر من ذلك، زوج تحبه بل تعشقه ويحبها وتلك الأسرة التي تحدث عنها وهي بالفعل تنتظر موعد دورتها وتتمنى لو كانت حامل لترى أولادهم ..
اقترح عليها الانتقال لشقة مؤقتة حتى يقوم بالتعديلات التي يريدها بالفيلا فلم تعترض وجاسم هو من اختار المكان وتأكد من تأمينه جيدا وهو بالفعل انتقل لشركتها، مكتبه الفاخر بجوار مكتبها وكثيرا ما كانت تبقى معه أكثر من البقاء بمكتبها، الحياة كانت رائعة حقا وهما معا لا يفترقان، تبدل بالفعل لشخص آخر الحنان لا يترك عيونه ولا لمساته، الخوف عليها من الهواء كانت تشعر به لكن بهدوء وبلا جنون أو تهور تعاملاتها مع الرجال كانت بحساب كما اعتادت وهو تفهم ذلك وتقبل الأمر رغم غيرته التي تقتله ولكنه لم يشأ إغضابها مرة أخرى.
انتهت من العمل وهي تشعر بتعب مفاجئ ربما لأنها لم تنم جيدا بالأمس فهو لم يتركها وأيقظها قبل الفجر وهي لم تمانع ولم تنم من بعدها بل فعل هو فتركته بالصباح ورحلت للعمل، ابتسمت عندما تذكرته وهو يداعبها بكلماته ولمساته هي حقا تعشق كل شيء يخصه
لم يأتي المكتب اليوم وأخبرها أنه باجتماع مع إخوته فلم تعترض بالطبع، لم تستطع انتظاره وفكرت بالعودة للبيت مبكرا لترتاح قليلا قبل عودته، حاولت مهاتفته ولكن هاتفه كان مغلق وهي من المرات النادرة التي يفعل بها ذلك، اشترت بعض الملابس الجديدة من أجل زوجها وتذكرت أنها تريد ملف هام من مكتبها بالفيلا فقررت المرور عليها هو أخبرها أن العمال لم تخطو للمكتب بعد
السائق توقف أمام الفيلا لتتفاجأ بسيارة ساهر وتساءلت ماذا يفعل هنا؟ هو لم يخبرها أنه سيمر على الفيلا بل باجتماع مع إخوته وهاتفه مغلق؟؟
فتحت بمفتاحها والصمت يلف المكان رغم سيارة ساهر، لا تعلم لماذا لم تفكر بأن تناديه وقد انقبض قلبها من المكان الذي خلا من الأثاث وانتشرت أدوات للعمال هنا وهناك ورائحة الطلاء تملأ الأجواء، تحركت لغرفة المكتب ربما كان ساهر يبحث عن أوراق مثلها للعمل ولكنها لم تجده بالداخل، عثرت على الأوراق التي كانت تبحث عنها وتحركت للخارج وصعدت للأعلى عندما سمعت صوت لا تعرف ما هو من غرفتها القديمة، هل ساهر يبحث عن شيء؟
تحركت بخطى ثابتة لغرفتها وقررت أن تفزعه وتضحك على مظهره فهي تحب أن تضحك معه وله وبالفعل كان الباب مغلق فقبضت على مقبض الباب وفتحته بقوة وهي تهتف "أمسكتك ساهر ماذا.."
وتوقفت الكلمات بجوفها وحدقت عيونها بما تراه أمامها وتراجعت خطوة للخلف وهي لا تعرف ماذا تقول أو تفعل؟؟
تعليقات