
رواية ساهر بقلم داليا السيد
رواية ساهر الفصل الثاني عشر12 بقلم داليا السيد
أرجوك لا تفعل
لم يكن هناك وقت للتفكير بأي حل ولكن الأقدار لها الكلمة الأخيرة، الرصاصة انطلقت ولكن ليس من مسدس ميشيل الذي كان فارغا بالأساس وإنما من مسدس أحد رجال جاسم الذي دخل بنفس الوقت وأطلق النار على ميشيل بصدره فارتد للخلف ساقطا على ظهره وجسده ينتفض ودماء تخرج من فمه وهو يقول "حتى لو مت.. فستظل ..ملكي ..للأبد"
تحرك ساهر له ولكنه أغمض عيونه وارتجف جسده مرة أخرى حتى سكن، التفت لها وهي ما زالت جامدة مكانها والدموع تغطي وجهها والفزع بعيونها التي استقرت على ميشيل وهي لا تصدق أنه مات وانتهى
تحركت بخطى بطيئة وساهر ما زال يتابعها ولكن كلمات ميشيل تتكرر بذهنه، "هل ظننتِ أنه سيحميكِ مني؟ هل عرف سرك؟ بالتأكيد لم تخبريه، لن تفضحي نفسك، بالتأكيد يظنك البريئة"
ماذا كان يعني بما قال؟ هل خدعته؟ هل كانت لميشيل ولم تخبره الحقيقة، عاد لوعيه عندما وجدها تسقط على الأرض وتضرب ميشيل بيداها وهي تصرخ به "مت، مت أيها القاتل، أنت دمرت حياتي لماذا؟ لماذا فعلت بي ذلك؟ لماذا؟ أنا أكرهك، أكرهك"
تحرك تجاهها وأحاطها بذراعيه وهو يجذبها بعيدا ويقول "كفى آسيا لقد مات، آسيا اهدئي من فضلك"
جذبها وهي لا تعي ما تفعله وهي ترى محاولته الاعتداء عليها وقتل عزت واليوم محاولة خطفها، هتفت "هو من قتل بابا، كان سيقتلني ويقتلك، هو مجرم، مجرم، تأكد أنه مات، هو شيطان"
تحدث بكلمات تهدئة "كفى آسيا، لقد مات وانتهى هل تهدئي"
صافرة سيارات الشرطة انتشرت بالخارج ومن بعدها جاسم وحمزة وهو ساعدها على الجلوس وسيدة منحتها كوب من الشاي الدافئ ربما تهدأ، التحقيقات انتهت بسرعة ورحلت الشرطة بجثث الرجال وتبقى جاسم وحمزة الذي تحرك تجاها وقال "آسيا هل أنتِ بخير؟"
هزت رأسها وهي تحاول أن تستعيد قوتها وقالت "نعم، شكرا لكم"
لكن نظرات حمزة لها كانت تعني القلق فابتعد حيث ساهر وجاسم وقال "آسيا لا تبدو بخير ساهر، أخشى عليها من الانهيار، حادث والدها لم يمر عليه عدة أيام واليوم حادث جديد"
هو كان يسمع لكن أفكاره بمكان آخر حيث كلمات ذلك المجرم وشيء واحد يسيطر عليه، هل خدعته؟
ناداه حمزة فالتفت له وقال "ماذا؟ لا، لا تقلق آسيا قوية والأهم أنها تخلصت من ذلك المجرم"
نظر له جاسم وقال "هي لن تتحمل صدمة أخرى ساهر"
رفع وجهه لأخيه الذي كان يعني معاني أخرى وأخرى، هز رأسه وقال "لن يكون هناك صدمة جديدة جاسم بالتأكيد سيمكنك التعامل كعادتك"
مرر حمزة نظراته بينهم وقال "ماذا يجري هنا؟ تتحدثون بالألغاز أم ماذا؟"
رد جاسم "لا حمزة أنا فقط قلق عليها، هيا دعنا نذهب الوقت تأخر"
رحل الرجلان وظل هو واقفا وذهنه مشغول بما سمعه حتى قالت "أنا متعبة"
نهضت واقفة فالتفت لها ووجدها شاحبة كالأموات، شعرها مبعثر وملابسها أيضا وهو ما أثار جنونه أكثر وهو يتخيل ذلك المجنون يلمسها
أخيرا نزع نفسه من حالة الجمود وتحرك لها وقال "لنصعد"
تحركت أمامه وهي لا تفكر سوى بالراحة بعد رحيل ذلك المجرم ولم تنتبه لحالة زوجها الذي كان يتموج على بحر ثائر لا مكان للهدوء معه
ما أن دخلت غرفتها حتى التفتت لتراه خلفها وقد ظنت أنه سيتركها لترتاح، رفعت وجهها له لترى غضب غريب بعيونه أخافها وهي تقول "ماذا بك؟"
لن يمكنه الانتظار للصباح ليسمعها وهو يقول "ماذا كان يعني بكلماته؟"
ضاقت عيونها الباكية والتي تعبت من كثرة البكاء وقالت بدهشة "من؟"
قبض على ذراعها وانحنى بوجهه عليها ونبض الغضب من كل عضلة من عضلاته وهو يهتف "تعرفين من، ذلك المجنون تحدث عن سر وفضيحة فماذا عنى بذلك؟"
تراجعت من كلماته وغضبه المخيف وتعالت دقات قلبها تعلن عن الخوف من القادم وهي تجيب بصدق "لقد أخبرتك ساهر، هو كان يظن أني لن أخبرك ما فعله معي"
هزها بقوة وقال "وهل حقا أخبرتني الحقيقة أم هناك ما تخفيه عني آسيا؟"
اتسعت عيونها وهي تحاول أن تفهم كلماته وهتفت "ماذا تعني؟ أنا لم أخفي عنك أي شيء"
عاد يهزها وعيونه تتجول على جسدها والجنون مرة أخرى يعميه وهو يهتف "من المفترض أن أصدقك حتى أصطدم بالواقع ولا يمكنني التراجع"
شعرت بألم بجسدها من هزاته وهتفت "التراجع عن ماذا ساهر؟ ما الذي تتحدث عنه؟"
ثبت لحظة وقد اتخذ قراره وهو يقول "أتحدث عن شرفي، هل حقا موجود أم أنه كان غير موجود من الأساس؟"
هتفت وقد فهمت وهي تحاول تخليص نفسها منه "أنت مجنون، ابتعد عني، ساهر لا تفعل، أرجوك لا تفعل"
نجحت بتخليص نفسها منه وفرت لداخل الغرفة وهو يقول "بل هو الحل الوحيد لأعرف من أنتِ بالضبط؟"
كانت تجرى منه وهو يتبعها وهو لم يعد يسمع لأي عقل وهي تترجاه "لا ساهر، أرجوك صدقني، أنا بريئة وصادقة، أقسم أني بريئة، ساهر لا تفعل شيء تندم عليه فيما بعد"
كان الفراش بينهم وهو صعد فوقه ليقبض عليها ولكنها أسرعت للباب وهو يقول "هذا إذا كنتِ بريئة حقا"
وكانت اللحظة وهو يقبض عليها عند الباب ويلفها بذراعه ويدفع الباب بساقه ليغلقه وهي تحاول إبعاده وهو أقوى من أن تنجو منه وهي تترجاه بدموع وخوف "لا ساهر، أرجوك لا تفعل، ساهر صدقني أنا بريئة"
ولكنه لم يكن يسمع وهو يكتف حركتها بذراعيه ويرفعها تجاه الفراش ليلقيها عليه وهو معها وهو يصرخ بغضب "لا مكان للكلمات الآن، الفعل وحده هو من سيحكم"
فجأة وبلا مقدمات مزق ملابسها وهي تشهق من المفاجأة وتحاول التخلص منه ولكنه لم يكن يشعر بما يفعله ولا يسمع توسلاتها كلما نزع قطعة ملابس أو حتى عندما تسرع بتملكها لتصرخ بألم وتراجع هو وكأن أحدهم لكمه بقوة بجوار لكمات ميشيل وقد أدرك جنونه وتهوره وأنها كانت بالفعل بريئة كما قالت..
ما أن تركها حتى ابتعد واقفا بجوار الفراش وهو يرى نتيجة فعلته وهي التفت بالغطاء والدموع لا تكفيها والألم هو كل ما شعرت به
تحرك للحمام، دخل تحت المياه وهو يغمض عيونه ولا يصدق أنه فعل بها ذلك
ارتدى ملابسه وتحرك للغرفة الأخرى تاركا الباب وجلس على المقعد متهاويا ولا يعرف ماذا سيفعل الآن؟ لقد حطم كل شيء، اللعنة عليك ميشيل لقد مت ولكنك فزت، أسقط رأسه بين يداه الاثنان وهو يهمس "ماذا فعلت؟ ماذا فعلت؟"
رفع رأسه عندما سمع صوتها تقول "خذني للمشفى أنا أنزف"
كانت تتهاوى أمامه وهي تلتف بالغطاء ولم يمكنه اللحاق بجسدها الذي سقط على الأرض وهو يهتف باسمها والغضب من نفسه جعله يريد الاختفاء من أمامها
توقف الطبيب أمامه والغضب يعتليه وهو يقول "كان لابد من الاتصال بالشرطة إنها جريمة اعتداء"
كان يعلم أن هذا ما فعله بها، هو بالفعل اغتصبها بالقوة كالجبان، قال بعقل لا يعلم من أين اكتسبه الآن "ليس هناك أي اغتصاب ولا داعي للشرطة، أنا من كنت معها وأنا زوجها"
تراجع الطبيب وهو يحدق به فرفع ساهر يداه وقال "حسنا أعلم ماذا تريد أن تقول وقد قلته لنفسي والآن هي من تهمني، كيف حالها؟"
الذهول لم يرحل من على ملامح الطبيب الذي قال "لقد أوقفنا النزيف ومنحتها مهدئ لترتاح لكن ربما تنساق إلى الانهيار وأحذرك يا سيد لو أرادت هي الإبلاغ عنك فسأفعل هل تسمعني؟"
رفع يده لشعره وهو يهز رأسه وقال "نعم لو أرادت لن أمنعها، متى أستطيع رؤيتها؟"
تراجع الطبيب الغاضب وقال "لا أنصحك بمحاولة رؤيتها قبل أن تطلب هي ذلك"
انحنى مقتربا من الطبيب وقال بغضب مكتوم "شكرا للنصيحة متى يمكنني رؤيتها؟"
زاد الطبيب من تراجعه من مظهر ساهر وقال بتردد "ستفيق بأي وقت"
وفر هاربا من أمام ساهر الذي احمرت عيونه وهو لا يعرف ماذا سيحدث معها بعد أن تعود، لم يهاتف أحد ولن يفعل لأنه يعلم ما سيلقون بوجهه من اتهامات حقيقية
توقف قليلا أمام باب غرفتها حتى اتخذ القرار، هو ليس جبانا ليفر من مواجهة أخطائه وعليه إصلاحها
كانت نائمة وشعرها مغطى بغطاء طبي فبدت شاحبة ولا دماء بوجهها، أغلق الباب خلفه وما زال يتجول عليها، كانت تترجاه ألا يفعل ولكنه بكل غباء وتهور لم يسمعها وضاع كل شيء
جسدها لم يعد كما كان، فقدت الكثير من وزنها، منذ ظهر بحياتها والمصائب تخترق حياتها وحياته، أخبرته أنهم مختلفين ومع ذلك لم يتركها، أخبرته أن يثق بها ولم يفعل، أقسمت بعيونها ورجاءها أنها بريئة ولكنه لم يسمعها، كتلة من الدمار أصابت حياتها فماذا ستفعل معه؟
لم يجلس هو لا يستحق الراحة بل العقاب على كل ما فعله بها، هل يمكن أن تتركه؟
اهتز كيانه من السؤال وشعر وكأنه ضائع، تائه لمجرد التفكير بأنها ليست معه، عندها لفت وجهها ناحيته وبدا أنها تستيقظ واستيقظ معها قلبه بدقات قوية وتراجع خطوة للخلف، لا يجب أن تراه الآن
بالفعل التفت وخرج وشعر بأن العرق أغرقه وهو يتحرك لخارج المشفى باحثا عن الهواء ولم يجد أحد يخبره بالجريمة التي ارتكبها، الفجر أوشك على البزوغ فظل واقفا يتأمل النهار وهو يغطي على المكان من حوله ولا يجد أي أفكار تساعده فيما يحدث له
الممرضة نزعت المحلول من ذراعها وقالت بتعاطف معها "هل أنتِ بخير؟"
قالت بهدوء "نعم، متى يمكنني الخروج؟"
التفتت لها الفتاة وقالت "ما أن يسمح لكِ الطبيب"
لم تنظر لعيون الفتاة، هل عرفت أن زوجها اغتصبها؟ هل الجميع الآن يرونها ضحية لمجنون ستعود له مرة أخرى؟ لكنها لم تسأل نفسها هذا السؤال، هل حقا ستعود له؟
لم ترد بينما قالت الفتاة "زوجك أمضى الوقت كله بالحديقة"
لم ترد أيضا فاقتربت منها الفتاة وقالت "دكتور أسعد أراد إبلاغ الشرطة ولكنه ينتظرك لاتخاذ القرار"
حدقت بالفتاة وهي تتمتم "شرطة؟"
دق الباب ورأت رجل بملابس الأطباء تحرك تجاها وقال "صباح الخير مدام، كيف حالك اليوم؟ تبدين أفضل"
هزت رأسها وقالت "نعم، متى سأخرج؟"
كان يفحص ضغطها فتوقف وهو ينظر لها وقال "تخرجين؟ ألا تفكرين بإبلاغ الشرطة؟"
ما زالت قوية كما علمها جورج، عليها أن تواجه مشاكلها بشجاعة لذا قالت بحزم لا يحتمل النقاش "لا، فقط أريد الخروج"
هز رأسه ولم يجادل فهي بدت جادة وترفض الجدال فقال "ما أن تنتهي الإجراءات"
انتهى الطبيب وما أن خرج حتى وجد ساهر يتحرك تجاهه فتوقف أمامه وساهر يقول "كيف حالها؟"
ملامحه كانت متعبة ولم ينم والجرح يؤلمه لكن هناك جرح أكبر وعليه مداواته، الطبيب قال بانزعاج "بخير وتريد الخروج، ربما بعد إنهاء الإجراءات، هي رفضت إبلاغ الشرطة عنك"
كانت الفتاة تقف خلف الطبيب ونظراتها ذات معنى، الاتهام، وهو يستحق ولم يتراجع عن مواجهة عواقب أفعاله فقال "سأنهي الإجراءات وأعود لها"
كانت تجلس على طرف الفراش بنفس الملابس التي أتت بها، هو من ساعدها على ارتدائها وهي كانت منهارة بين ذراعيه ولا تسمع منه سوى "أنا آسف"
دقات الباب جعلتها تنتبه وتلف رأسها لتراه يدخل، التقت العيون بنظرة قصيرة أوقفتها هي بلف رأسها بعيدا، غاضبة؟ حزينة؟ متألمة؟ لا إجابة ولا مسمى لم تشعر به
تحرك تجاها حتى وقف أمامها وقال "هل نذهب؟"
نهضت واقفة ولمس ذراعها بيده فأبعدته وهي تتحرك للباب بلا رغبة حتى بالنظر له، ليس الآن ولا تعلم إلى متى؟
لم تتحدث بكلمة واحدة بالسيارة وحتى نزلت أمام الفيلا وتحركت لغرفتها، فتحت الباب وتوقفت بالمدخل وهي تنظر للداخل وتظن أنها ستجد المكان مبعثر والفوضى تملؤه مما حدث لكنها نست أن سيدة تعيد كل شيء لمكانه لذا لم تجد أي فوضى مما كانت موجودة
أجبرت نفسها على الدخول حتى جلست على الفراش وبلا دموع تواجه ما يحدث، ماذا ستفعل معه؟ لم يثق بها كما وعدها، لم يتحكم بجنونه وقت الغضب والآن هل ستنتظره حين يعود لها كما أخبرته
رنين هاتفها جعلها تتلفت حولها حتى رأته فنهضت لترى اسم هدى، للحظة لم تفعل شيء حتى أجابت "أهلا ماما هدى"
المرأة كانت قد طلبت منها أن تناديها ماما كما الباقين فلم تمانع ردت هدى "ابنتي كيف حالك؟ لقد عرفت ما حدث، هل أنتِ بخير؟"
وقفت بمنتصف الغرفة والصدمة تغلفها، هل أخبرها؟ لا، أكيد لن يفعل لن يخبرها أنه مغتصب، تأنت وهي تقول "نعم ماما بخير، لا داعي للقلق"
صمت مر قبل أن تقول هدى "لا، صوتك غريب، ماذا بكِ حبيبتي؟ ألم نتفق أني مثل راشيل؟ هل تخفين شيء عنها؟"
أغمضت عيونها، هي بالأساس تنتقي ما تخبر راشيل به لأنها سريعة الغضب، جورج مكنون أسرارها لكن حتى هو لن تخبره
قالت "لا ماما، فقط متعبة لم أنم جيدا"
قالت "حسنا حبيبتي نامي وسأهاتفك بالمساء"
وأغلقت وعادت لتجلس على طرف الفراش بلا أفكار، فارغة، ضائعة لا تعرف ماذا تفعل أو كيف ستحل أزمتها؟
دقات على الباب جعلتها تدرك أنه لن ينتظر، لم ترد وسرعان ما سمعت الباب يغلق فلم تلتفت حتى له، رائحة عطره كانت كافية لتعلن عنه
لم يتقدم ليقف أمامها بل توقف بعيدا وهو يقول "أنتظر قرارك"
لم تتحرك ولم تتبدل ولم ترد أيضا فعاد وتحرك تجاها حتى توقف أمامها وقال "الأسف لن يفيد بشيء لكن علي أن أفعل، أنا آسف آسيا"
رفعت يدها وقالت بألم "فقط لا تنطق اسمي ولو كنت تهتم حقا بي اتركني الآن"
تردد وهو لا يعرف هل يتركها أم يبقى أم ماذا؟ اتخذ قراره وقال "ليس قبل أن تسمعيني"
سقطت الدموع وقالت "حتى لوقلت كل كلام العالم فلن يعيد شيء، من فضلك اتركني"
كان يعلم أنها تتألم وهو السبب وعليه أن يخفف الألم لذا لم يستطع تركها فقال "لا أستطيع تركك تتألمين وأنا سبب ألمك"
لم ترد فتحرك وركع أمامها وقال "أنا أعلم أن ما فعلته لا يغتفر بل هو فعل حيواني وهمجي لشخص فقد السيطرة على نفسه وعقله، أعلم أيضا أن لا حق لي بطلب السماح لأنك بحاجة للوقت لتفعلي وسأمنحه لكِ وبدون ضغط، فقط لابد أن تفهمي أن ما فعلته لم يكن نابع من عدم ثقتي بكِ لأني بالفعل أفعل لكن هو نابع من الشر الذي تسببت به كلمات ميشيل، هو من دفع بالظنون بعقلي وجعل الشيطان يتلاعب بي، ربما لا يكون ذلك أيضا مبرر بالنسبة لكِ وهو لا يبرر ما فعلته ولكني حقا نادم على ما حدث"
لم تنظر له وهي تخفي عيونها الجميلة الذابلة تحت رموشها المبللة ولم ترد، كانت تتألم كما قال وبحاجة للوقت كما قال أيضا فلم ترد
تحركت يده ولكنها تراجعت دون النظر له ودون تفكير بتصرفها فأسقط يده وقال بألم "أنا راحل للسخنة، لدي عمل هناك لعدة أيام قد يمكنك الراحة خلالها والانفراد بنفسك لو أردت شيء هاتفيني"
نهض وهي لا ترد وتحرك ليذهب وهي حتى لم ترفع وجهها له وتوقف عند الباب ونظر لها والألم يعتصره عليها ثم تحرك خارجا وهي كما هي لا تفعل شيء سوى البكاء والألم
ظلت بالفراش ولم تنهض فقط تحدق بالفراغ حولها، كلمات جورج ترن بأذنها لن تظلي للأبد المرأة الحديدية ثم يعود ويمنحها كلمات الثقة والقوة لتنهض بعد كل سقطة، المرة الوحيدة التي انهارت بها كانت واقعة ميشيل ووقتها كانت الضغوط قوية جدا ولم تتحملها فهل ستتحمل كل ما يحدث حولها الآن؟