رواية اوجاع الروح الفصل العاشر بقلم فاطمه فارس
عدّى شهرين بحالهم، وبدأت الدراسة، وجوري كانت فرحانة إنها أخيرًا بقت في كلية الطب اللي بتحلم بيها.
كانت بتتواصل مع مازن دايمًا على النت علشان المكالمات غالية، وبعد أسبوع من حظرها للرقم المجهول، جالها رسالة من رقم تاني مكتوب فيها:
> "هل صدر مني ما أغضبك وصرتِ لا تريدين أن تقرأي كلماتي؟
لما البُعد؟ لما الهجران؟
أنا عاشق ولهان، آسف لا أستطيع المضي قدمًا لولاكِ يا صغيرتي.
صرت أعشق ملامحك التي تُشبه الأطفال...
عيناكِ الجميلة كحبّات البندق، وأهدابك الطويلة، وذاك النمش الصغير المتفرق على أنفك وخدّيك...
خدودك الوردية، أنفك الصغير، شفاهك التي تُشبه حبّة الكرز...
وبشرتك القمحية الجميلة...
واهٍ من ابتسامتك، إنها كأسهم تصيب قلبي على الفور...
ودموعك التي تكوي فؤادي...
أتمنى لو أستطيع أن أقف أمامك مباشرة وأخذك بين أحضاني، لأخفف عنكِ ولو قليلًا مما عايشتهِ بمفردكِ يا صغيرتي.
أعتذر منكِ، فإن سكت فمي عن البوح، فلن يسكت قلمي أبدًا عن الكتابة لكِ.
لولا علمي أنكِ ترفضين الزواج، لجئتك على حصان أبيض، لأخذكِ لتعيشي ملكة متوّجة على عرش قلبي.
أعتذر منكِ لسوء تصرفي، وأعتذر لقلبكِ الصغير، فأنا على يقين أنني قد شغلتُ جزءًا منه ولو بسيطًا.
إلى اللقاء يا غاليتي."
وبعدها حظرت الرقم تاني.
جوري: وبعدين بقى في عم روميو ده! أنا زهقت يا مرام.
مرام (بضحك): يا بنتي حد طايل! ده إنتي في نعمة، تنكري إنك معجبة بيه؟
جوري (بتوتر): أنا مش عايزة أغضب ربنا يا مرام... كلامه لمس قلبي من جوه، وأحيانًا الشيطان بيوزني أفكر فيه...
أنا مش عارفة أعمل إيه، حظرته وبعتلي من رقم تاني.
مرام (بخبث): الواد شكله واقع على الآخر... طب وربنا صعب عليا.
جوري (بضحك): اتفضليه يا ختي، وحلّي عن دماغي انتي وهو!
---
في بيت حاتم...
حاتم (قاعد مع أبوه): إيه يا حاج أحمد؟ قلت هتكلم الراجل... عدّى شهرين ومفيش جديد؟
أحمد (بضحك): اتقل يا واد، مالك كده؟ عمتًا أنا كلمته، ومستنييننا يوم الجمعة.
حاتم (بحماس): حبيبي يا أبو حميد، ربنا يخليك ليا!
أحمد: وناوي على إيه؟ هتتجوز على طول؟ ولا هتقعد كام سنة خطوبة؟
حاتم: إن شاء الله سنة واحدة، تكون خلصت الجامعة، وأنا كمان أكون جهزت نفسي.
أحمد: على خير الله... هروح أفرّح أمك، وإنت قول لحمزة.
حاتم دخل عند أخوه حمزة وقال:
حاتم: مش تباركلي؟ أخيرًا أبوك كلم أبو مرام وهنروح يوم الجمعة نخطبها!
حمزة (بفرحة): مبروك يا حاتم، ربنا يتمملك على خير. أخيرًا هبقى عم!
حاتم: عقبالك يا حبيبي.
حمزة (بضحك): إن شاء الله، أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
حاتم: ماشي يا عم، مقبولة منك... إيه رأيك؟ أنا نازل عند جوري أفرّحها، أنا ومنة تيجي معانا.
حمزة: بلاش... خليها تقعد براحتها معاكم.
حاتم: بتقول ليه كده؟
حمزة: بحس إنها بتتكسف مني، عشان كده بقولك بلاش.
حاتم (برفع حاجب): إزاي تتكسف منك؟ ما إحنا وهي إخوات ونتكلم عادي.
حمزة: يا عم انت وهي بقى، اتكل على الله وسبني.
حاتم: طب والله ما أنا نازل من غيرك... ها، وادي قاعده!
حمزة (بضحك): طب قوم خليني ألبس، ولا أنزلها بالشورت والفانلة؟!
حاتم: ماشي، أنا هستناك تحت، أنا ومنة، مش هندخل من غيرك.
بعد شوية، كانوا واقفين قدام باب شقة جوري.
منة: وسّع يا واد منك ليه من وش الباب؟ خلي البت تعرف تفتح.
جوري فتحت بابتسامة وقالت: أهلا، اتفضلوا.
دخلوا كلهم، إلا حمزة اللي فضل واقف برّه، حاتم استغرب وقال:
حاتم: إدخل يا حمزة، واقف برّه ليه؟
جوري اتكسفت وطلعت ندهت عليه وقالت: اتفضل يا دكتور، معلش ماخدتش بالي منك.
حمزة (بابتسامة): ولا يهمك.
دخل وقعد جنب أخوه، حاتم قال:
حاتم: مش تباركي لأخوكي يا جوري؟
جوري (بابتسامة): ألف مبروك... هتروح إمتى تخطبها؟
حاتم: لا لمّاحة يا بِت! يوم الجمعة إن شاء الله.
منة: عقبالك يا جوري.
جوري: عقبالك انتي يا قلبي، أنا مش ناويه أدبس زي أخوكي.
منه: ليه بس! ده أنا ليا عندك عريس، إنما إيه... لُقطة.
حمزه برق لمنه للحظة، خافت وقالت بسرعة: بهزر يا جوري، متخديش في بالك.
حاتم: هتيجي معانا طبعًا.
جوري: بس هبقي أخت العروسة مش العريس.
حاتم: بعتيني في لحظة!
جوري: أبدًا والله، بس أنت عندك منه ودكتور حمزه، أما مرام ملهاش إخوات، هي محتاجة وجودي أكتر منك.
حاتم بهزار: خلاص، أنا ومراتي واحد برده.
حمزه: مش لما توافق عليك الأول؟ بقت مراتك في ثانية كده؟
حاتم: يا بني أخوك واثق من نفسه، أنا مترفضش.
جوري: بلاش غرور يا أخينا، ده توفيق من الله مش منك.
حاتم: ونِعم بالله. المهم، عايز أشوفها، ما تكلميها تطلع يا جوري.
جوري بضحك: لا، ده كان زمان، دلوقتي عايز تشوفها يبقى قدام أهلها.
حاتم: آخر مرة، وحياة أخوكي عندك.
جوري: يا عم، انت بتقعد تكسف البنت وتحب فيها قدامنا.
حاتم: هبقى مؤدب والله، بس خليها تطلع.
جوري: ماشي، هرن عليها بعد إذنكم.
دخلت البلكونة كلمتها وطلعت قالت: تشربوا إيه؟
حاتم: أي حاجة يا قمر.
جوري بكسوف: وبعدين معاك يا جدع! انت مش قلنا بلاش معاكسه؟
منه بضحك: ميصحش يبقى حاتم وما يعاكسش أي واحدة، ده بيعاكس أمه.
حاتم: وانتي مالك يا حشرية؟ أمي حبيبتي أعاكسها براحتى.
رن الجرس، وحاتم قام يجري يفتح الباب، وكلهم ضحكوا عليه.
حاتم بحب: أهلا يا آنسة، اتفضلي.
مرام دخلت وهي مكسوفة وسلمت على منه وقالت: احم... معلش، معرفش إن عندك ضيوف.
حمزه: لا، إحنا أهل يا آنسة، ولا إيه؟
مرام: أكيد يا دكتور، بس عشان تقعدوا على راحتكم.
حاتم بحب: هو فيه راحة أحسن ولا أجمل ولا أرق من كده؟
مرام وشها جاب ألوان وسكتت.
جوري بوعيد: وبعدين يا بشمهندس؟ إحنا قلنا إيه؟
حاتم: خلاص، أنا قصدي على راحتنا مش على حد جميل لسه طالع.
ضحكوا كلهم، حتى مرام.
حمزه قرب على أخوه وقال: لم الليلة يا عريس بدل ما البت تهرب وتنزل.
حاتم بهمس: بحبها يا حمزه، ومش قادر أصدق إمتى آخدها في حضني.
حمزه: قريب إن شاء الله، بس بلاش تكسفها أكتر من كده.
جوري: حاتم، عايزاك ثواني.
حاتم قام وقرب عليها، وسب بينهم مسافة وقال: نعم يا جوري؟
جوري بخجل: بص، في واحد بيضايقني وأنا مش عارفة أخلص منه، ومش عايزة أغضب ربنا.
حاتم بغضب: هو مين؟ وأنا أجبلك خبره.
جوري: اوعدني الأول إن محدش يعرف حاجة.
حاتم: أوعدك.
جوري ورته الرسائل اللي على الفون، وهو هِرِف إن ده أخوه، وقال: تمام، اعملي حظر لرقمه.
جوري: عملت حظر مرتين، ومفيش فايدة فيه.
حاتم بابتسامة: شكله بيحبك على فكرة.
جوري: أنا مش عايزة أتعلق بحد، ولا أعلق حد بيا يا حاتم.
حاتم: واضح إنه مش هيسيبك في حالك إلا لما تسلمي.
جوري: أمال أنا قلتلك ليه؟ مش عشان تتصرف وتعرف مين ده وعايز مني إيه؟
حاتم: حاضر، هحاول أعرف مين العاشق الولهان ده.
جوري: انت بتتريق عليا يا حاتم؟
حاتم بابتسامة: والله أبدًا، أنا بس فرحان عشان في حد بيحب أختي ونفسه ينول رضاها.
جوري: اعرفلي مين روميو ده وخليه يسبني في حالي.
رجعوا قعدوا معاهم تاني، وقضوا وقت حلو، وكل واحد طلع شقته.
يوم الجمعة جه، وكلهم اجتمعوا في شقة أيمن، وطلبوا إيد مرام من أبوها.
أحمد: أنا طالب إيد مرام بنتك لحاتم ابني يا حاج أيمن...
أيمن: وأنا مش هلاقي لبنتي أحسن من البشمهندس حاتم، بس لازم رأي العروسة.
أحمد: طبعًا، اتفضل خد رأيها براحتك.
منه وجوري دخلوا عند مرام الأوضة، وهي مكنتش مصدقة إن حاتم قاعد بره عشان يخطبها.
منه: ها قلتي إيه يا مرام؟ حاتم قاعد مستني ردك.
جوري: براحه يا منه، ده جواز مش سلق بيض. فكري براحتك يا مرام، بس تأكدي إن محدش هيحبك قد ما حاتم بيحبك.
منه: أهو كده الكلام ولا بلاش. قولي يا بت، هتفضلي ساكتة كده كتير؟
مرام بهزار: أنا متفاجئة على فكرة، سبوني أفكر براحتي.
منه بهزار: لا بقولك إيه، انتي تطلعي وتوافقي بالذوق، أحسن ما نخطفك ونجوزك له بالعافية.
جوري بضحك: الحقّي نفسك يا مرام بدل ما منه تتحول عليكي وتقلب الساحرة ريتا.
مرام: أنا مش مستوعبة اللي بيحصل. مش انتي قولتي يا جوري إنه هيخطب؟
جوري: حصل.
مرام: أمال إيه اللي جايبه عندي؟
جوري بضحك: البت لسعت يا منه، الحقيني.
منه: كانت بتختبرك يا مرام.
مرام بشر: يعني كنتي بتعملي فيا مقلب يا جوري؟ وجريت وراها وضربتها بالمخدة.
جوري: مش أخويا وكنت عايزة أطمن عليه.
مرام: وأنا مش أختك يا خاينة؟
جوري بحب: عشان انتي أختي، أنا مش هلاقي ليكي أحسن من حاتم، ولا هلاقي لحاتم أحسن منك.
أيمن خبط ودخل، ومرام وافقت لأنها كانت بتحبه. قرأوا الفاتحة وسط زغاريد كريمة وفريدة، والبيت كله كان فرحان.
جوري لقت تليفونها بعت رسالة، فتحتها وانصدمت من اللي فيها. كان مكتوب:
"ألف مبروك لأخوكي يا صغيرتي، وعقبالنا أنا وانتي يا حبيبتي."
سابت التليفون وجريت على البلكونة تدور مين ده وعرف إزاي. حمزه لحقها وقال:
في حاجة يا آنسة جويرية؟
جوري بتوتر: ها؟ لا، مفيش... أنا تمام.
وسابته ودخلت جوه.
حمزه قال في نفسه: سامحيني يا صغيرتي، مقدرتش أخبي فرحتي. نفسي ربنا يجمعني بيكي قريب يا غاليتي.
دخل جوه، وطول اليوم منزلش عينه من على جوري، اللي فضلت سرحانة طول اليوم هي كمان.
عدى 3 شهور، وتمت خطوبة حاتم ومرام، وكتبوا الكتاب بعد إصرار حاتم.
وجوري طول الفترة دي قلبها اتعلق بالشخص المجهول ده، وحبته وحبت كلامه، بس كانت دايمًا تلوم نفسها وتقول إن ده حرام، وتحاول تبعد... بس هو مش سايبها في حالها.
مازن اتفوق دراسيًا كعادته، وأبو ضحي حبه جدًا عشان كان مجتهد في الشغل.
وضحي كانت بتحاول تقوله بأفعالها إنها بتحبه، بس هو قلبه مع غيرها.
كان حاسس بيها، وعارف إنها بتحبه، بس دايمًا بيهرب منها.
منه اشتغلت مدرسة إنجلش.
كل يوم وهي راجعة، تشوف مهاب واقف على الباب مستنيها، وتسيبه وتمشي.
لحد ما في يوم دخل لها المدرسة وطلب من المدير إنه يتكلم معاها.
المدير بعت لها، دخلت وانصدمت لما شافته قدامها.
قالت: حضرتك طلبني يا فندم؟
المدير: تعالي يا مس منه، حضرة الرائد طلب يقابلك. طيب أنا هعمل تليفون وراجعة.
وخرج من المكتب.
مهاب بابتسامة: إزيك يا منه؟
منه بعصبية: نعم؟ عايز إيه مني؟ كل يوم تيجي وتقف على باب المدرسة؟ خير؟ حد قالك إننا بنهرب مخدرات؟
مهاب بهدوء: لسه زعلانة مني يا منه بعد السنين دي كلها؟
منه بقهر: سيبني في حالي يا مهاب، أنا مش ناقصاك.
مهاب: تحبي نتكلم هنا، ولا نقعد في أي حتة بره؟
منه: لا هنا ولا بره، وبطّل برودك ده اللي بتعاملني بيه.
قرب منها وحاوطها بذراعه وقال: وحشتيني... جنانك وشقاوتك يا حبي.
منه زقته بعيد عنها وقالت: وربنا، لو قربت مني هلمّ عليك المدرسة كلها.
مهاب: هما خمس دقايق بس، مش عايز غيرهم. وبعدها همشي، أرجوكي... اسمعيني.
منه بدموع: وانت ليه ما سمعتنيش من أربع سنين؟ ها؟ ليه صدّيتني وجرحتني؟
فاكر قلت إيه يومها؟ ولا تحب أفكرك؟
قلت: أنا مش بتاع حب وجواز، وكنت بتتسلى بيا.
اتحيّلت عليك كتير عشان تسمعني... افتكرت؟
ولا لسه جاي ليه بعد أربع سنين؟ ها؟ مش خلاص، سبتك زي ما كنت عايز؟
مهاب: طيب... إديني فرصة أشرحلك موقفي.
منه: آسفة.
بصّت في الساعة اللي في إيدها وقالت: وقتك خلص يا سيادة الرائد، وياريت متكررش الزيارة.
سبته ومشيت، ودموعها كانت نازلة من غير ما تقدر توقفها.
مهاب قال في نفسه: سامحيني يا حبيبتي... غصب عني، والله، بس هعمل المستحيل عشان أرجعك ليا من تاني.
روحت البيت، طلعت شقتها وهي مخنوقة، دخلت أخدت شور، وصلت العصر، وقعدت تتفرج على فيلم.
بعد شوية، لقت حاتم بيرن عليها وبيقولها تنزل ضروري وتلبس حاجة لأنه معاه حد.
قفلت معاه، لبست ونزلت، وأول ما فتحت الباب ودخلت، لقت مهاب قاعد مع حمزه وحاتم.
حاتم: تعالي يا منه، مهاب جاي يتكلم معاكي.
منه بغضب أعمي: هو مش أنا طردتك الصبح؟! جاي تاني ليه؟ هو البعيد معندوش دم؟!
حاتم بزعيق: منه، عيب كده! دي مش طريقة تكلمي بيها خطيبك!
منه بحزن: إنت بتزعقلي يا حاتم؟! وعشان مين؟! عشان واحد كسر قلب أختك وكسر فرحتها؟!
بس العيب مش عليك... العيب عليا إني سمعت كلامك ونزلت.
حمزه: اهدي يا منه واسمعيه الأول، الراجل جه لحد بيتك.
منه بدموع: حتى إنت يا حمزه بتدافع عنه؟! نسيت عمل فيا إيه؟ نسيت الأيام اللي قضيتها في العناية بسببه؟
نسيت حزني ووجع قلبي؟ هو خلاص عملكم غسيل مخ؟
حاتم قرب منها، خدها في حضنه، مسح دموعها وقال: محدش نسي يا منه...
بس اسمعيه، يمكن عنده حاجة أجبرته على كده.
منه بثبات: اتفضل يا حضرتك، قول اللي عندك. واعمل حسابك... مهما قلت، مش هنرجع تاني أبدًا.
حاتم أخد حمزه وسبهم لوحدهم.
مهاب: حقك عليا يا منه... أنا بجد آسف، صدقيني كان غصب عني.
كان لازم أبعدك، وإلا كنت خسرتك للأبد... زي ما خسرت أهلي بسبب شغلي.
منه: وضّح كلامك.
مهاب: كنت مهدد بيكي يا منه، وحياتك كانت في خطر.
كان لازم أبان لهم إنك مش فارقة معايا عشان محدش يضرك بسببي.
أنا كنت بتقطع عليكي وإنتِ في العناية، وكانوا مراقبني ٢٤ ساعة، معرفتش أشوفك بسببهم.
أنا كمان اتوجعت زيك، ويمكن أكتر.
صعب أخسر أبويا وأمي بسببهم... وكنت خايف أخسرك إنتي كمان.
صدقيني، أنا كنت... وما زلت... بحبك. ومحبتش غيرك.
منه: وانت راجع ليه دلوقتي؟ خلاص، الخطر راح؟
مهاب: الخطر هيفضل ملازمني طول العمر بسبب شغلي يا منه، بس أنا رجعت لما خلصت منهم ومن شرهم، وقبضت عليهم كلهم.
منه كانت لسه بتحبه، بس كرامتها المجروحة كانت أقوى.
قالت وهي بتحاول تخبي ضعفها:
انت فاكر إن أنا معنديش كرامة ولا دم؟ تبقى غلطان يا مهاب.
أنا مستحيل أرجع تاني أحبك بعد ما هنتني... بدل المرة ألف.
مهاب: أنا عارف إنك لسه بتحبيني يا منه، ومش هَيأس أبدًا... إننا نرجع زي زمان.
منه: أنا مش نفس البنت الضعيفة اللي إنت حبتها يا مهاب.
الزمن كفيل إنه يغيرني لواحدة ملهاش قلب... وكل ده بسببك.
مهاب: إديني فرصة واحدة بس، وأنا هعوضك عن كل اللي راح.
منه بدموع: مبقاش ينفع يا مهاب...
إنت دمرتني مرة، ومش هسمحلك تدمرني تاني.
مهاب: والله العظيم بحبك، ومستحيل أعمل حاجة تزعلِك مني تاني.
سامحيني يا منه... ده ربنا بيسامح.
منه: مش قادرة أنسى اللي إنت عملته فيا يا مهاب... أرجوك امشي وسبني في حالي.
سابته وخرجت من الشقة كلها.
حاتم خرج هو وحمزه، وقال: معلش يا مهاب، متزعلش منها.
حمزه: منه طيبة جدًا، بس هي مجروحة منك يا مهاب.
مهاب: أنا مش زعلان... حقها تعمل وتقول اللي هي عايزاه، بس في الآخر هتكون ليا وبس.
أنا همشي وهسيبها تفكر براحتها، وهبقى أجي مرة تانية.
مشي وسابهم، وطلعوا هم شقة منه.
رنّوا الجرس، فتحت لهم، ودخلوا.
حمزه: طول عمرك طيبة يا منه... ليه القسوة دي؟
منه: عشان هو يستاهل أكتر من كده.
حاتم: لا يا منه، مهاب كلم بابا وقتها وعرّفه كل حاجة، وبابا وافق إنك لازم تبعدي عشان كانوا خايفين عليكي.
منه: وأنا؟! محدش فكر يعرّفني ليه؟ مش من حقي أعرف؟! لو كان جالي وقالّي، كنت رضيت وسكت، بس ليه يجرحني بالشكل ده؟!
حمزه: لأنهم كانوا بيراقبوكي كويس يا منه... حتى تليفونك كان متراقب.
منه: يعني إنتوا عايزين إيه دلوقتي؟! أرجعله؟! مش هيحصل.
حاتم: محدش هيجبرك على حاجة يا منه، فكّري براحتك... بس بلاش تضيّعي الحب اللي بينكم.
قليل في الزمن ده تلاقي حد يحبك ويضحي بسعادته عشان ينقذك، زي ما مهاب عمل معاكي.
وبصراحة، أنا لو كنت مكانه، كنت هعمل مع مرام كده بالضبط.
بين وجع القلب وندم الحب.. هل في رجوع؟
🖤 قولولي تتمنوا إيه يحصل بعد كده؟
