رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل العاشر10بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل العاشر10بقلم جني محمد السمنودي  

قال تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"
سورة فصلت الآية 34

صغيرة ابليس 
الموسم الثاني ✧لكل منتقم ضحية لا ذنب لها✧
الفصل العاشر ✧إعترافات✧

لمعت عيناها بحب ثم همست "طيب بس مينفعش كده روح نام يلا و بعدين هو انت مش عندك بيت بايت في المصحة ليه"

عاصم "بقولك عايز اقعد معاكي"
اجابها عاصم ثم اخرج من جيبة علبة لم تكن واضحة في الظلام فأردفت مريم
"هي ايه ده انا مش شايفة"

وضع عاصم ما كان في يده ثم أشعل الضوء لتصدر مريم ضحكة عالية بعض الشيئ قائلة

" كوتشينة يا عاصم في ايه هو احنا رجعنا صغيرين "
عاصم" هش اسكتي يا بت و بعدين مالها الكوتشينة يعني انا اصلا مش بحب الحاجات دي فمعنديش الكوتشينة اللي قدامك دي "

مريم" طيب طيب هات اما نلعب دور"
عاصم "طيب خدي يلا"

أعطاها العلبة ففتحتها و اخذت تفرغها من الأوراق و كانت الصدمة إذ بخاتم رقيق يقع من العلبة

شهقت مريم بخفة قائلة" إيه ده.. شكله حلو اوي "
عاصم" علشان تبقي خطيبتي بقى "
مريم" طيب مش تحكيلي بقى الماضي بتاعك ده انا هبقى خطيبتك "
عاصم" طيب ألبسي الخاتم يلا الأول"

اخذت الخاتم و ارتدته ثم قالت
"يلا بقى احكي"
و رفعت كم قميصه و اكملت
"اصل هموت و اعرف مين عمل في ايدك كده"

اخذ نفسا عميقا ثم... قص عليها كل شيئ منذ البداية حتى هذه اللحظة لم تبدي أي ردة فعل حتى انتهى

نظر إليها عاصم بخوف من ردة فعلها فبادلته النظرات قليلا ثم انفجرت في الضحك قائلة
"دخلت عليا بجد القصة محبوكة ولا كأنها حقيقة "

لحظة اثنتين ثلاثة تحولت نظراتها إلى الغموض و تابعت
"قول الحقيقة يا عاصم"

لم يرمش رمشة واحدة من كلامها شعر و كأنها جُنت فأجابها "حقيقة ايه يا مريم اومال دي إيه"

مريم "صدقت صدقت... قول بقى للحقيقة"
عاصم "اومال انا قولت ايه "

بدأت تقتنع أن كلامه حقيقي فلمعت عينها بالدموع قائلة "لآخر مرة بقولك يا عاصم قول الحقيقة و متكذبش انا بدأت أصدق"

نظر أرضا و اغمض عينيه بألم و اجابها "والله العظيم دي الحقيقة يا مريم "

صدمة شلت اطرافها لأقل من ثانية ثم انتفاضة... انتفضت مريم من مكانها بخوف و قالت بتلعثم

"نننعم انت بت.. بت.. بتقول ايه... عاصم الحلفان كذب حرام "
قام من مكانه و اتجه نحو الباب و رمقها بحزن ثم اردف
"و علشان كده مكنتش عايز اقولك عموما دي الحقيقة يا مريم الخاتم معاكي هستنى ردك بكرة اكون روحت لأسر اخدت منه موافقة او رفض لو وافق هاجي أسألك موافقش خلاص "

غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه اتجه إلى مكتبه و بالطبع لن يستطيع النوم اخرج شريط الأقراص المنومة اخذ منه قرصا ثم اسنلقى على كرسيه عله ينام

اما مريم فقامت من على الأرضية التي شعرت فجأة انها باتت باردة رغم دفئها منذ دقائق قليلة و جلس على الفراش ضامة ركبتيها إلى صدرها و تبكي كل ما تفعله هو البكاء

يمكنك إعطاء وردة لمن تحب لكن خوفه من شوظها قد يفسد أي شيئ

اما عند أسر و حياة عادا إلى منزلها بعد أن اتفق أسر مع آدم و هشام و حنين على كل شيئ يخص الغد دخل أسر المنزل و خلفه حياة التي تحدثت 
"هروح احط حياة في سريرها و اجي تحب اعمللك اكل او اي حاجة" 

أسر "لأ انا هدخل اخد دش و اطلع انام انا مطحون معاكي بقالي خمس شهور عايز ارتاح بقى و انام" 

حياة "احم مش لازم الدش النهاردة و نام " 
أسر "ليه إن شاء الله مهو كده ولا كده هاخده بكرة الصبح النهاردة افضل "

حياة" براحتك انا كنت عايزة مصلحتك "
بدى له و كان كلامها مشفر لكنه لم يشغل باله و دلف المرحاض 

بعد قليل خرج أسر عاري الصدر و نظر إلى حياة التي كانت تمشط شعرها و اردف 
" حياتي انا ملقتش هدوم علوية خالص لا تيشرت ولا فنلة هي فين الهدوم عشان انا مش عارف "

حاولت أن تكتم ضحكتها و اجابته بصوت مكتوم 
"انا غسلت كل الهدوم ما عدا اللي انت كنت لابسه و هدومك اللي انت لسة لابسها دي حالا" 

أسر "نعم و انا ألبس ايه انا دلوقتي" 
حياة "عادي نام كده ولا خايف على العضلات دي مني نام يا أسر نام "
نظر حوله يبحث عن شيئ يلقيه عليها وقع نظره على وسادة على السرير فأخذها و ألقاها عليها ضحكت حياة و ضحك هو الاخر على ضحكتها و ناما في سعادة 

و هكذا مر اليوم سعيدا على البعض و قاتلا للبعض الآخر

في اليوم التالي استيقظ أسر في التاسعة صباحا على هدوء عجيب لم يعتد على ذلك ابدا منذ أن أتت صغيرته ليخرج من غرفته و هو يلتفت يمينا و يسارا قائلا 

"حياة انتي فين و ايه الهدوء ده عملتي في البيت ايه"
كان يقول ذلك بمزاح لكنه شعر بالصدمة مجرد أن رأى أسد يقف أمامه

حك أسر فروة رأسه بإحراج من مظهره و اردف
"قولي بس انا بحلم ولا دي حقيقة"

وقف أسد أمامه ليخفي مظهره عن القابعين في الخارج و اجابه بابتسامة
"لأ حقيقة و امك جايبة خالتك و جراني وراها "

أسر" طيب بقولك ايه انده حياة قولها أسر بيقولك يتنيل يخرج ازاي هو دلوقتي"

أسد "انتوا علاقتكوا علاقة تحفة"
أسر "علاقة قذرة أنجز يا أسد "

ذهب أسد إلى الخارج كانت حياة تضع المشروبات على الطاولة فهمس في اذنها دون أن يلحظه احد
" أسر بيقولك يتنيل يخرج ازاي هو دلوقتي "

حياة" يا لهوي نسيت هدومه كلها مغسولة "

ذهبت بسرعة و احضرت له الملابس التي كانت قد جفت و ولجت إلى الغرفة قائلة

" الهدوم اهي معلش مخدتش بالي"
أسر "تخيلي منظري هيبقى إيه لو خرجت كده"
حياة "عادي يعني كانوا هيضحكوا عليك "

أسر" امشي من وشي احسن اطلع غيظي فيكي دلوقتي"
حياة" مش هتقدر تعمل حاجة عشان بتحبني"
أسر "هاخد حياة منك و يلا برا"

خرجت حياة من الغرفة و اتجهت إليهم بالخارج كانت سلوى تجلس حاملة حياة و تجلس حوارها سلوان اما أسد فجلس على كرسي بعيد عنهن قليلا و فتح هاتفه

وجهت سلوى نظرها إلى حياة و قالت" هو أسر فين يا حياة "
حياة" بيلبس و هيطلع يا خالتو "

بعد قليل خرج أسر و اردف
" ازيكم يا جماعة منورين والله و انا بقول حياة هادية ليه اتاريكي شايلاها يا ماما"

سلوى "ازيك يا أسر ايه كل ده على ما تيجي تسلم"
أشار أسر إلى اكمامه التي لم يغلق ازرارها
"انتي شايفة اهو يا ست الكل لسة بقفل الزراير حتى "

سلوان" المهم اخباركم ايه"
أسر "بخير يا خالتو الحمد لله "

نظر في ساعته و تحدث بلهفة" انا أسف مش هحلق اقعد متفق مع الشباب نتقابل على الساعة عشرة و هي دلوقتي إلا تلت على ما الحق اوصل هعوضها متقلقوش"

حياة "طيب استنى مفطرتش "
أسر" يا شيخة انا مكنتش بفطر اصلا من ساعة ما اتجوزتك و انتي دمرتي نظامي كله "

أغلق الازرار بينما كان يتحدث ثم هبط بسرعة على الدرج

بعد قليل وصل أسر المقهى الذي اتفقوا عليه
يجلس آدم و حنين و يتجاذبان أطراف الحديث بينما وضع هشام يده أسفل خده بملل

وجه آدم حديثه إلى هشام بعدما لاحظ صمته
" ماذا هناك.. ساكت يعني مش على عادتك "

هشام" الله يسهله يا عم قاعد انت و مرتاح و بترغي مع.. ولا بلاش اما انا قاعد هنا لوحدي كائن حزين تعيس بائس"

قاعه أسر الذي دخل و قال
"ايه يا شباب اتأخرت"

اجابه آدم بالفصحى
"دقيقة واحدة و ثانيتين"

أسر "يا شيخ ابو الفصحى اللي انت باليتا بيها دي على العموم عايزك يا هشام تفتح الملف تاني و انت يا آدم هتقف تترافع في المحكمة قصاد القاضي عشان يخرجها و انا عليا الزفت اللي كانت بتقابله"

حنين "و انا هعمل ايه "
أسر "يلا يا شباب على شغلكم... انتي هتيجي معايا المصحة تشوفي مريم "
هزت راسها و انطلق كل شخص إلى سيارته

عند أسر يقود السيارة و تجلس حنين في الخلف

تحدثت حنين بقلق" كان شعورك ايه "
أسر" ازاي يعني "
حنين" لما جيت تقابلها "
أسر" كنت عايز انهار لكن بعدها احساسي اختلف مبقتش عايز انهار ابدا بالعكس حنيت ليها و لايام الطفولة المشوهة"

حنين "طفولة مشوهة ايه ده منين يودي على فين"
أسر "سيبك المهم بصفتك حنين صاحبة اختي فيه واحد بيحبك و طبعا احنا المسؤولين عنك هنا رد فعلك ايه "

حنين "هه لكن انا لست مستعدة "
أسر" اهو هو رخم و بيتكلم زيك كده بالظبط "
حنين " آدم "
أسر" اه اظن موافقة "

اومأت برأسها بخجل فقال هو" خلاص نخليه يجي البيت هو كمان ولفي بينا يا دنيا "

بعد قليل وصلا إلى المصحة هبط أسر و خلفه حنين

صعدا إلى الأعلى حيث توجد غرفة مريم دق أسر الباب لكنها لم تجب دقه مرة أخرى لكنها لم تجب

شعر بالقلق ففتح الباب و دخل كانت نائمة و عيناها متورمة من البكاء شعر بالدم يغلي في عروقه فنظر إلى حنين قائلا" صحيها "

اتجه إلى غرفة عاصم فتح الباب بقوة ليجده هو الاخر نائمها و يبدوا انه أيضا بكى قلل مظهر عاصم من غضب أسر قليلا أغلق أسر الباب بقوة استيقظ على اثره عاصم الذي تحدث بفزع "ايه فيه ايه هي كويسة"

اقترب مته بهدوء و جلس أمامه يحاول ان يتمالك اعصابه "لأ مش كويسة و كانت بتعيط عملت ايه زعلها يا عاصم"

نظر أرضا يسترجع ذكراياته و اردف بأسف "حاولت تخليني اقولها الماضي"
أسر "و بعدين"
عاصم "اعترفتلها بكل حاجة"

أسر "طيب يا عاصم ممنوع منعا باتا تدخل عندها و تيجي البيت تخطبها النهاردة"

فتح أسر هاتفه و اتصل بآدم قائلا
" آدم تيجي تخطب حنين النهاردة على سبعة بليل ها عملتوا ايه"
آدم "بجد."
قاطعه اسر "عملتوا ايه"

آدم" كله تمام و تم فتح القضية و المحاكمة بعد اسبوعين "

أغلق أسر الهاتف دون أن يستمع إلى باقي الحديث و نظر على عاصم بيعين حمراوتين
"اظن انت عرفت المعاد و ملكش دعوة بيها تاني "

دخل غرفة مريم و وجدها تبكي في أحضان حنين التي مجرد ان رأته انسحبت من مكانها جلس أسر على طرف السرير و اردف" ايه مالك يا مريم ايه اللي حصل"

مريم "انا مش عايزاه مش عايزة عاصم يا أسر مش موافقة عليه"

✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧

تعليقات



<>