
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الحادي عشر11بقلم جني محمد السمنودي
✧لسنا أخوة لكننا أخوة✧
أسر "ليه يا مريم ايه اللي حصل تصدقي انه كان جاي يخطبك النهاردة"
مريم "بس.. بس هو وحش"
أسر "طيب تعرفي حاجة انا قتلت سعد و أمجد و انتي عادي متقبلة الموضوع اومال هو ليه مش متقبلاه"
مريم "هو شرير و كمان انت كان عندك حق هما وحشين"
شعر انه يخاطب أسر ابن أخيه فهي تتحدث كالاطفال
فتبسم قائلا" تعرفي ابن اخويا بيتكلم كده"
مريم "لأ انا مش صغيرة و انا بتكلم بجد علفكرة انت مش مصدق ليه "
أسر" انا عارف.. والله عارف كل حاجة من الاول بس هو اتغير ما انتي كمان مريم كنتي شخصية سيئة بس اتغيرتي بعدين انتي بتحبيه و اكيد و اكيد انا حاسس بيكي لأني انا كمان بحب حاولي تفكري من اتجاه تاني انا مكنتش ناوي اقولك بس هو قالك"
رمقته بتفكير دون أن تتحدث فقال هو بمكر
" خلاص هاتي الخاتم بقى بما انك لسة هتفكري "
سحبت يدها بسرعة قائلة" لأ خلاص موافقة "
ضحك على اجابتها ثم اردف" ما كان من الاول "
مريم" بس انا لسة خايفة "
أسر" لو نسيتي الماضي مش هتخافي "
مريم" بس انا مش بخلف في مرة شكيت ان انا حامل و روحت كشفت و الدكتور قال اني مش بخلف "
ابتسم بحزن و اضاف
" مش لوحدك عاصم هو كمان مش بيخلف الحادثة سببتله عقم"
ثم رسم ضحكة مزيفة و اكمل
" شوفتي ربنا كاتبلكم تبقوا لبعض انا هشوف لو هينفع تخرجي من المصحة اخرجك و اجيبلك بيت جنبي و اعدي عليكي علطول "
لمعت الدموع في عينيها بحزن و قالت
" انا أسفة يا أسر على كل اللي عملته عارف اليوم اللي بابا ضر.. "
لم تستطع إكمال كلمتها فقالت
"اللي بابا لقى فيه حاجات عندك دي كانت بتاعة امجد و انا صاحبة الفكرة متوقعتش ابدا اني هاجي في يوم من الايام و يكون محدش واقف معايا غيرك و كمان محدش من عيلتي موجود انت بس"
اغمض عينيه يتذوق مرارة اللحظة و جمالها في الآن ذاته بمشاعره هو لم يصدق يوما انه سيحب أحدهم لكنه تحدث بهدوء" انتي اختي يا مريم مهما حصل و الأخوات بيسامحوا و يلا بقى همشي انا و حنين تيجي تعمل الجلسة معاكي و هحاول على قد ما اقدر اخرجك"
خرج من الغرفة ليجد حنين احضرت كرسيا و جلست عليه امام باب الغرفة فاردف
"عايزة تتعامل زي الأطفال حالتها صعبة"
قامت من على الكرسي و ضمت يديها إلى صدرها بفخر قائلة
" جرا ايه يا باشا ده انا توبت إبليس يبقى مش هعرف اتوب اخته... لم يأتي من يفعل هذا بعد "
نظر إليها برفعة الحاجب الذي اعتادها و قال
"انا كنت لسة هقولك انك عسل و انتي بتتكلمي كده لكن جت لم يأتي دي دمرت كل حاجة"
حنين "الله انا داخلة اشوف البت"
ثم نظرت إليه بخبث و اكملت" إلى اللقاء "
أسر" حنين تكوني عندي الساعة سبعة خطوبتك انتي و آدم "
لم ينتظر ردا منها و غادر المصحة شاعرا بالضيق من تصرفاتها تلك التي تشبه الأطفال لكن لا يهم مهنتها و تفوقها يشفعان لها
استقل أسر سيارته و اتجه إلى مكتب هاني
بعد قليل يقف أسر في مكتب هاني ناظرا من النافذة المطلة على الحديقة و يقف هاتي بجواره دون أن يتفوه بحرف
بدا أسر الحديث قائلا
"عايز ارجع اخد مهمات"
هاني "بس انت لسة مخلصتش اجازتك"
أسر "خلاص يبقى انا ليا شهر هاخده بعدين المهم دلوقتي لما كنت في أمريكا في كذا عصابة من اللي قبضت عليهم قاله انهم تبع چيم الشهاوي"
هاني "ايوة فين المشكلة كده چيم الشهاوي دي هي الراس الكبيرة"
أسر "المشكلة ان عيلة الشهاوي كلها انتهت ازاي في حد بالاسم ده و يعني ايه چيم اصلا "
ربت هاني على كتفه و اردف بثقة
" دي مهمتك انت يا بطل "
أسر" تمام بس انا عايز مهمات اطلع فيها اللي جوايا عشان انا ممكن انفجر في أي لحظة "
علاء" خلاص في صفقة تسليم مخدرات هتتم بكرة لو عايز تروح تمام و دي كل الأوراق اللي مممكن تحتاجها "
مد هاني له يده بالاوراق فقال أسر شاكرا
"شكرا يا هاني بيه اردهالك في الأفراح ان شاء الله "
اخذ الأوراق ثم اتجه إلى منزله
وقف أسر امام الباب صدره يعلو و يهبط بسرعة يحاول تمالك اعصابه فحياة ليست مذنبة ولا تستحق ان يصرخ في وجهها ظل هكذا ربع ساعة تقريبا ثم فتح الباب
دخل المنزل و وجد جاية تجلس حاملة الطفلة تحاول تنويمها
فتحدث بضيق مكتوم" حياة كلمي چنى خليها تيجي هي و جواد الساعة سبعة و عرفيها انها خطوبة مريم و حنين"
حياة "بجد هما الاتنين هيتخطبوا"
اغمض عينيه بقوة حتى صمتت ثم قال
"بصي انا فعلا مش طايق نفسي مفيش حاجة ظابطة معايا فانا بقول اروح انام احسن عشان العصبية دي مش هعرف اخرجها"
حياة" طيب ما انت مش هتعرف تنام برضه "
أسر" مهو انتي متجيش الاوضة بس و انا ههدى مع نفسي اما انام او اهدى و ابعدي انتي و حياة عني عشان والله كل اللي حصل النهاردة ده مخليني مش طايق نفسي"
حياة" خلاص يا حبيبي تحب اعمللك حاجة تشربها تهديك "
أسر" لأ شكرا انا رايح الاوضة "
دخل الغرفة و أغلق الباب ظل يتحرك في الغرفة بلا هدف جلس على السرير قليلا ثم لمعت عيناه بسعادة حين تذكر الكتاب خاصه فأحضره كعادته من أسفل السرير و فتحه احضر أخر صفحة فيه و كتب
"ربما لسنا أخوة لكن القلوب تثبت أُخُوتنا لو تعلمين شعوري الآن بذاك اللهب في صدري الذي يود ان يلتهم العالم بأسره لتزعزع حبك لي في ثوان و تحول إلى خوف بالغ"
شعر بالراحة قليلا فوضع الكتاب في مكانه مرة أخرى ثم ضبط منبه هاتفه على على الساعة السادسة ثم مدد جسده على السرير آملا أن ينام
ظل هكذا حتى جاءت الساعة الخامسة و الربع و لم ينم فجأة استمع إلى صوت بكاء صغيرته ظل في مكانه لأنه يعلم أن حياة ستهدؤها لكن هذا لم يحدث صارت الساعة الخامسة و النصف و لم تصمت بعد
خرج من غرفته وجد حياة تحملها و تحاول جعلها تصمت و قالت "حياة اهدي بقى بابي نايم جوا و متضايق اكيد احنا مش عايزين نضايقه"
اختفى العبوس من وجهه تدريجيا و اقترب منها بهدوء و اردف "هاتيها اسكتها و روحي اجهزي يلا عشان الساعة سبعة كله هييجي عاصم و ادم و حنين و چنى و جواد و انا هجيب مريم عشان الخطوبة"
حياة "اهم حاجة هديت "
أسر" اه احسن بكتير "
حياة" خلاص ماشي شيلها على ما اروح البس"
حملها بسعادة و في لحظة نسي أمر انزعاجه من الأساس فتحدث بحب
" مالي أنظر في عينيك فانسى ما ازعجني و اهيم في ملامحك فأبتسمك دون سبب "
ضحكت حياة و كأنها تعي ما يقوله و كفت عن البكاء
مر الوقت و دق الجرس فتح أسر كان آدم واقفا امامه ممسكا ببقاة زهور ضحك ضحكة بلهاء فقال أسر
"بطل ضحك يا عسل و ادخل يلا"
آدم "احم معلش"
دلف آدم و جلس أسر معه قائلا" تصدق انتوا الاتنين لايقين على بعض "
آدم" طيب كويس انك عارف جوزنا بقى"
أسر "طيب افصل شوية"
بعد قليل جاءت چنى و جواد و حنين
تحدثت چنى بحماس
"اوبا البت حنين هتتخطب"
رمقها جواد بغيط قائلا "چنى اعقلي كده مينفعش "
چنى "الله يا عم ده بيت اخويا"
بينما كانت حنين صامتة تشعر بخجل و لم ترفع وجهها من الأرض
اقتربت منهم حياة و قالت مرحبة "نورتوا تعالوا اتفضلوا"
و هنا چاء أسر و اردف
"هروح اجيب عاصم و مريم عشان "
حياة" متتاخرش"
هز رأسه ثم اتجه إلى منزل عاصم بالطبع شيئ كهذا لن يخفى عن أسر
وقف امام الباب يدق الجرس بهدوء
فتح ليه عاصم و مجرد ان رآه ثبت في مكانه من الصدمة فقال أسر ببسمة
"ايه يا دكتور مش جاي ولا ايه "
عاصم "هه لأ كنت جاي بس كنت نايم "
أسر" صراحة دي ولا وقاحة بس مش مهم المهم دلوقتي روح اغسل وشك و متلبسش قميص عشان مريم مش بتحب القمصان البس تيشرت رياضي حلو كده بدل ما انت بتروح الجيم كل يوم على الفاضي"
فتح فمه بصدمة لا يعلم من أين لأسر بكل هذه المعلومات هل هو يراقبه لكنه قال بهدوء
" بس انا مش بحب التيشيرتات "
أسر" قول انك مش متقبل شكلك و انا هتفعم "
زفر عاصم بضيق و اردف" اه مش متقبل شكلي "
ابتسم الآخر بخبث قائلا
" طيب البس تيشرت بقى عشان انت القمصان مش لايقة عليك و متتاخرش"
عاصم "أمري لله حاضر بس تعالى ادخل"
أسر "هروح اجيب مريم على ما تجهز "
هز عاصم رأسه بالموافقة فهبط أسر و اتجه إلى المصحة
دخل أسر المصحة ليجدها مطفأة الأضواء تعج بالظلام هدوء مخيف جعله يشعر ببرودة المكان فأردف
" إيه ده انتي قاعدة في المكان ده ازاي يا مريم انا مش هقعدك هنا تاني حالتك مش سيئة و خلاص كلها اسبوعين و نخلص هقعدك في الشقة"
اتجه إلى غرفتها و فتحها ليجد الضوء مُشعَل بها و تجلس مريم على الفراش اقترب منها و قال
"يلا يا مريم"
مريم "هنروح فين"
أسر "هز انا مش قولتلك ان عاصم هيخطبك انا جاي اخدك عشان نعمل الخطوبة و كمان مش هتقعدي في المكان ده تاني "
ارتسمت السعادة على ملامحها و قالت "بجد مش هقعد هنا تاني"
أسر "اه هتقعدي معايا في البيت لحد ما اجهز البيت بتاعك و تقعدي فيه "
مريم "انت احلى اخ بجد"
أسر "طيب يلا عشان نمشي "
خرج كلاهما و اتجها إلى منزل عاصم
وقف أسر امام الباب يدق الجرس بينما جلست مريم تنتظره في السيارة
خرج عاصم قائلا بحزن اختلط بكره مظهره
"اظن بعد المنظر ده من رايك البس قميص "
أسر" لأ شكلك حلو ايه يعني فين المشكلة و يلا عشان مريم في العربية "
تحدث عاصم بتوتر " هه مريم في العربية خلاص انا هاجي بعربيتي"
رسم أسر على ملامحه الحزم رغم رغبته ااجامحة في الضحك و اردف "انا قولت كلمة يلا"
اتجها إلى السيارة جلس أسر في كرسي القيادة و عاصم جواره بينما كانت مريم تجلس بالخلف
نظر إليها عاصم في المرآة فبادلته النظرة لكن بلوم و عتاب فخفض رأسه تلقائيا لشعوره بالأسف
لاحظ أسر ما يحدث لكنه فضله الصمت وصل أسر إلى المنزل الذي كان هادئا تماما احتله التعجب لهذا الهدوء الغير مسبوق
دخل المنزل و خلفه عاصم و سارت مريم بالقرب منهما
دخل أسر المنزل و انفجر ضاحكا
مجرد أن رآهم جميعا صامتين و تقف حياة ممسكة بالصغيرة و و ملامح وجهها غاضبة.
سمعت صوت ضحكته الرنان فاقتربت منه و قالت
"البنت عيطت بسببهم فقولت لأ مينفعش يتكلموا و سكتهم كلهم
و صاحبك اللي جاي من كرتون نتورك ده سكته"
أسر "كفاية بقى عشان هموت من الضحك ايه الكلام ده بس بصراحة عندك حق آدم جاي من كرتون نتورك فعلا"
دخل و دخلت خلفه مريم ثم عاصم
تحدثت حنين بحب مجرد ان رات مريم
" مريومة وحشتيني في هؤلاء الساعات "
مريم" انتي اكتر يا حنون "
بعد مرور نصف ساعة بين اللقاء و السلام و تعرف عاصم على الموجودين وقف أسر و تحدث
" دلوقتي عاصم عايز يخطب مريم و انا وافقت فيه اعتراض"
لم ينطق احد سوا مريم التي قالت "بس انا لسة مش متأكدة من القرار "
كلمات بضع كلمات صغيرة اقتحمت قلب عاصم و اخذت تقطعه كالسكاكين لكنه لم ينطق فقط تغيرت ملامحه إلى الحزن
بينما تحدث أسر بهدوء "بعدين الكلام ده "
ثم اكمل" و آدم متقدم لحنين و انا طبعا موافق شوفوا بقى عايزين تحددوا كتب كتابكم امتى "
اجابه آدم باندفاع" الاسبوع الجاي حلو"
قهقه الجميع على كلامه بينما قالت حنين "احم انا موافقة على الأسبوع الجاي عادي"
اقتربت چنى منها و همست في اذنها" الحب مولع في الدرة"
حنين" ها اسكتي بقى "
چنى" ايوة بقى مبروك يا حنون "
نظر أسر إلى عاصم و اردف" و انتوا يا عاصم عايز تعمل كتب كتابكم امتى"
رمق عاصم تشوه ذراعه بكره ثم أعطى أسر نظرة سريعة سرعان ما اتجهت على مريم و اردف
"أي حاجة شوف مريم عشان متضايقش "
مريم" مش عارفة هو اكيد مش هيكون دلوقتي خالص"
يعلم كلا من أسر و حنين جيدا انها مريضة نفسية و بالطبع مشاعرها متفاوته و اا نستطيع السيطرة عليها بينما عاصم شعر بالحزن فعقله لا يعمل فقط قلبه لكن سرعان ما تداركت حنين الموقف و اردفت
" بصوا بصفتي الدكتورة الخاصة بيها بقولكم انها هيتم علاجها خلال شهرين ممكن كتب كتابهم يكون بعد شهرين ايه رأيكم"
اومأ عاصم بالموافقة بينما نظر أسر لمريم ليرى آثار التيه في عينيها فأردف
"خلاص ماشي ساعتها يبقى يحلها ربنا نورتونا بجد"
ثم اكمل بهمس "كان يوم صعب ما يعلم بيه إلا ربنا "
غادر الجميع بينما اخدت حياة مريم و اردفت
" تعالي يا قمر اوريكي اوضتك "
اخذتها حياة إلى غرفتها بينما حمل أسر حياة بين ذراعيه و صعد إلى غرفة مريم بحب قائلا
"بصي بقى ده حياة بنت اخوكي اها ايه رايك عسولة مش كده"
حملتها مريم بتوتر و دمعت عيونها من الفرحة و الحزن في ذات الوقت قائلة "عسل اوي فعلا"
الرابعة فجرا يقف أسر امام المرآة يمشط شعره و اقتربت منه حياة قائلة "خلي بالك من نفسك و حافظ على نفسك يا أسر"
احتضنها بدفئ و قال" حاضر متقلقيش انا رايح اهدى و جاي مش بحق و حقيقي يعني ده لعب عيال"
✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧