رواية حياة مهدورة الفصل العاشر10 بقلم رشا عبد العزيز


رواية حياة مهدورة الفصل العاشر10 بقلم رشا عبد العزيز

في أحدى الكافيهات كان يجلس آسر ويجلس أمامه أمجد بعد أن أتفق معه على اللقاء لمناقشة
مشكلة شقيقته

-حنان هي الي طالبه كده يا آسر

كان آسر يناقشه وهو متحلي بأقصى درجات التعقل كما وعد شقيقته

-حنان ما طلبتش يا أمجد شقة لوحدها إلا لما حصلت المشاكل مابينكم وأظن أنت عارف من ساعة ما أتقدمت لأختي أن أحنا مطلبنا ش منك حاجه فوق طاقتك

-وأنا مش مقصر في حاجه معاها

-وحنان ماقالتش  أنك مقصر بالعكس هي مدحت معاملتك وأنك زوج مثالي لولا…

احتقن وجه أمجد من صمت آسر المفاجئ

-لولا ايه؟

ليتنهد آسر ويقول:

-لولا طاعتك لأهلك وسماحك لتدخلهم بحياتك
علت وتيرة أنفاسه وقال:

-وهي عاوزني أيه  أعصاهم دول أهلي

-وهي مراتك وليها حق عليك

قالها آسر مدافع عن شقيقته

-وانا مش مقصر معاها بعاملها  بكل حب واحترام

-بس ناقصها الأمان نقصها سند تستند عليه

احتدت عيناه  قائلًا :

-تقصد أيه يا  ياسرأوزن كلامك  أنا رجل وأقدر احمي مراتي

وكأن أمجد قد أوقد فتيل غضبه وابرم النيران التي أحرقت صبره ليقول بحدة

-ولما اختي تنهان وتسمع كلام قاسي قصادك وانت ساكت دا تسميه ايه

ارتبك أمجد وقال بتلعثم

-محدش أهانها حنان هي الي حساسه وبتكبر الموضوع

كان يعلم انها محقه وانا ما يقوله آسر ليس خطأ لكن لا يريد ان يحط من قيمة أهله أمام شقيق زوجته

لكن آسر واصل الدفاع عن شقيقته

-لا مش بتكبر الموضوع يا أمجد لو بتكبر الموضوع ماكنتش سكتت التالت سنين دول كانت اتكلمت من البدايه

زفر أمجد أنفاسه بشدة  وقال :

-بص يا آسر أنا فاهم انها أختك وانت خايف عليها وانت زي اخويا مش عاوز اخسره بنقاش ممكن يخسرنا بعض عشان كده أنا هاجبلك من الآخر أنا مقدرش اجيب شقة  جديده أمكانيتي مش هتسمحلي أنت عارف مرتبي على قدي وانا محتاج أكون نفسي في الفتره دي يمكن في المستقبل اقدر أعمل شقة مستقلة  لكن دلوقتِ ما أظنش أقدر

-والحل؟

كلمة واحده قالها اسر ليصل نحو النهايه

-الحل أن حنان ترجع لشقتها معززة مكرمة ومحدش يقدر يمسها بكلمه

نظر آسر بجديه وقال:

-وايه الضمان؟ 

-أنا أتعهدت وكلمتي الضمان يا آسر

ابتسم اسر وقال مستهزئًا

-كلمتك ضمان دا بالنسبه ليا كراجل لكن بالنسبة ليها كزوجة أيه هو الضمان

ليقول أمجد بسرعه

-حبي ليها أنا بحب حنان يا آسر وصدقني  انا مستعد اعمل أي حاجه اقدر عليها عشان ترضى وترجع

-بص يا أمجد أنا هقولك كلمة عشان شايف ان انتو الاثنين بتحبو بعض وحرام المشاكل تشوه الحب دا
ومش عاوز أكون أنا الطرف الثالث الي يشوه العلاقه دي اقعدو سوا يا أمجد واتكلموا والي تقول عليه حنان هو الي هيمشي

لكن بالنسبه ليا يا مجد كأخوها فأنا مش هسمح اختي تتأذى باي شكل من الأشكال سواء منك او من غيرك
أنا هكتفي برأيها المرة دي لكن لا سامح الله لوحصل مشكله تانيه أنا هايكون ليا كلام تاني

 امتعض وجهه أمجد لكنه أراد ان ينهي هذا النقاش قبل ان يتفاقم ويمنع رجوع حبيبته

-رغم أني محبتش نبرة التهديد دي منك بس هعتبرها خوف على أختك  وإذا كان على حنان أنا اعرف ازاي أراضيها

ليقول آسر بحزم

-وانا كل الي يهمني سعادة اختي

***************************'****

عاد إلى المنزل وأعصابه مشدوده بعد ان حاول كتم غيضه والسيطره على أعصابه خلال نقاشه مع امجد 
حسب وعده لشقيقاته وبعد ان شعر بصدق أمجد في كلامه ووعده

نادى على زوجته وهو يتجول في الشقة باحثا عنها

-مريم.    مريم

نظر نحو الساعة  ليجدها تجاوزت الثانية عشر مساءا ليخرج هاتفها يتصل عليها لكنها لم تجيب

عاود الاتصال مره أخرى لكنه لم يجد جوابا لتشتعل نيران الغضب التي كان يكتمها منذ قليل

ويجلس ينتظرها  وبعد نصف ساعة

وجدها تدخل تحمل أكياس مختلفه الأحجام  لتجده يجلس وقدميه تهتز بعنف  يضم كفيه ببعضهم

وعينيه تشع غضبا حاولت امتصاص غضبه لتقول بدلع
-حبيبي مساء الخير وحشتني

-كنتِ فين ؟
اقتربت منه بتوجس وقالت:

-كنت مع ريم اختي اشترينا شوية حاجات وتعشينا 
ظل على وضعه وسألها بحدة

-انتِ عارفه الساعة كام؟

ارتبكت قائله:          (بقلم رشا عبد العزيز) 

-ما أحنا اتأخرنا  شويا في المطعم عشان كان زحمه
لترتفع نبرة  صوته ويقول بغضب

-وتلفونك ياهانم  شوفي كم مره رنيت عليكِ؟

أمسكت حقيبتها تخرج هاتفها منه لترى عدد مكالماته التي تجاوزت الخمس مكالمات لتتوتر اكثر

-اه ياحبيبي أصلي عملاه سايلنت

-وتعمليه سايلنت ليه مفكرتيش اني ممكن اتصل بيكِ والا أنا بقيت أخر اهتمامات ياهانم

لتخلع قناع الوداعه والدلع وتقول:

-يوووه مالك يا آسر عمال تحاسبني ومدخلني بتحقيق على أي كل دا؟

وكأنها بكلامها استحضرت شياطين غضبه ليثور عليها

-لأني جوزك ياهانم والا انتي ناسيه

لتلوي شفتيها بسخط وتقول بستهزاء محاولة إبعاد غضبه عنها

-طب زي مابتحاسبني يا جوزي روح حاسب أختك اللى   عايشه  مراهقة متأخرة وقاعده قعده غراميه مع شاب قد ابنها في المطعم

غامت عيناه وحدقها بغضب يشع منهما ثم امسك ذراعها يهزها بعنف وصرخ  ينهرها عما تفوهت به

_ أنتِ بتقولي أيه يا مريم أنا مسمحلكيش تتكلمي على إيمان كده

نظرت له وأبتسمت  بستهزاء ثم قالت متهكمه

_كنت متوقعه أنك هتقول كده

 لتمسك هاتفها بيدها وتلمست شاشته تضغط عليها لتظهر له الصورة  التي إلتقطتها  لها.. لتقف أمامه بتحدي ترفع شاشة الهاتف وتضعها أمام عينيه

_شوف يا أستاذ مش هي دي إيمان الي بقالك ساعة بدافع عنها

التقط منها الهاتف بعنف يدقق الصوره لتتسع حدقتيه لايصدق مايراه
نعم انها هي إيمان ايعقل ان تفعل هذا من ربته هو  واخوته
على القيم والأخلاق تفعل هذا ليرن في عقله كلام حنان وشكها هذه الصورة تؤكد ماقالته :

لتغشى عينيه غمامه الغضب تلغي عقله وتعقله ليخرج من شقته كالأعصارالهائج صافعا الباب ورائه

نظرت مريم لآثره وقالت:

-عشان تبطل تقول قصائد شعر تمدح فيها الست إيمان
************************************

لم يشعر بنفسه إلا وهو يقف امام شقتها يطرق الباب بعنف فزعت حنان التي كانت جالسه في الصاله لتهرول نحو الباب تفتحه لتصدم بهيئة شقيقها التي لاتبشر بالخير ظنت ان مشكله حدثت بينها وبين زوجها

-آسر مالك فيه إيه؟

كان يلهث أنفاسه بشدة يغلفها الغضب

-إيمان فين؟

ولم ينتظر جوابها ليدخل ينادي عليها بصوت عالي

-إيمان

تعجبت حنان من حاله شقيقها  وضرب الرعب جسدها بأكمله هو لم ينادي على شقيقته بسمها أبدا لتقترب منه تمسك ذراعه محاوله تهدئته

-آسر مالك إيمان نايمه؟

لم يلتفت لها أسر وظل ينادي

-إيمان

لتخرج له إيمان ولاتزال أثار النوم عالقة في عينيها تقول بفزع

-آسر حبيبي مالك؟

ليصرخ بصوت مبحوح

-ليه يا إيمان ليه انتِ الي ربتينا على الأخلاق والقيم تعملي كده عايشه دور مراهقه

اتسعت عينيها توزع نظرها بينه وبين شقيقتها وتردد بدهشه

-مراهقه!!!

ليقول هو موجه حديثه لحنان

-كان عندك حق في كل اللى  قولتيه وخوفك  من تصرفاتها

لتنظر نحو شقيقتها التي كانت تنظر بدهشه نحو شقيقها وأخفضت عينيها عندما تقابلت مع عين شقيقتها
لتسألهم بصراخ

-أنتو بتقولو أيه ؟!!

ليواجهها بتحدي ويقول بصراخ مشابه لصراخها

-بقول على العيل الي رايحه تحبيه لكن لا يا إيمان حتى لو كنتِ أختي الكبيرة
أنا مش هسمحلك تغلطي

ولم يشعرسوى بصفعه قوية تنزل على وجهه لتقول له بأنفاس متسارعه

-لما تعيب بتربيتي يبقى بتعيب بتربيتك والا ناسي اني أنا الي ربيتك

ليضع الهاتف أمام وجهها يسألها وصوته يختنق

-أمال تسمي دي أيه مش دا انتِ؟

اترتعش جسدها بالكامل وخنقتها مرارت الخذلان لتقول:

-هو دا الي خلاك تشك فى  أختك؟ 

لتركض لغرفتها كالمجنونة وتعود تمسك هاتفها بيد مرتعشه حتى كاد أن يسقط  وبالكاد استطاعت ضغط زر الاتصال وسط تسمر أسر وحنان يراقبونها بإضطراب

وبصوت مثلت فيه الثبات قالت:

-الو لي لي حبيبتي ممكن تبعتي فيديو وصور النهاردة عاوزه أوريهم لحنان

ليأتيها صوت ليان القلق

-إيمي مالك صوتك مش طبيعي؟

-لا ياحبيبتي أنا كويسة ابعتيها أرجوكي بسرعة

أغلقت الهاتف وماهي سوى لحظات وارسلت لها ليان الصور لتفتح هاتفها وتضعه بيد آسر

وهي تقول بصوت ملئته الكسرة وخيبة الأمل

-شوف يا خويا شوف يابني هو دا اللي بتتهمني اني بحبه هو دا الي طعنت باخلاق أختك فيه ثم تشير لحنان تعالي شوفي مع اخوكي عشان تعرفي تصرفاتي الي مش عجباكي تعالي شوفي تصرفات المراهقه
 
ابتلع أسر ريقه وهوينظرلفيديو تبدو فيه تجلس ضمن عائلة كاملة وذلك الشاب يناديها با ابله إيمان
اخفض عينيه بخزي هو وحنان التي وقفت بجانبه

لكن ايمان لم تتحمل لتنهار بهستيريه بهد ان انهمرت دموعها تتسابق على وجنتها لترفع يدها وتضرب على صدرها بقوه

-بتشكوا  فيا  ياولادي بتشكوا بتربيتي مستكترين عليا اللبس والفرحه فاكرين اختكم خرفت وبتحب عيل  قد ابنها

ثم رفعت يدها وبدا تلطم أفخاذها وهي تصرخ بقوة

-بتشكوا فيا ياولاد منصور ياخسارة تربيتي فيكم ياخسارة عمري الي ضاع علشانكم

اقتربت منها حنان محاوله تهدئتها لكنها دفعتها واندفعت نحو غرفتها وهي لازالت تصرخ

-ياخسارة عمري الي ضاع

أغلقت الباب ورائها لتقف حنان خلف الباب تتوسلها ان تفتحه

-إيمان ارجوكي افتحي ايمان احنا مانقصدش. اسر مش قصده الكلام الي قاله ايمان افتحي

ثم بدأت حنان بالبكاء وهي تقول بندم

-إيمان احنا اسفين ايمان ارجوك متعمليش في نفسك كده  ايمان احنا منستحقش تبكي علينا

اما آسر فكأنما ضربته صاعقة شلت حركته دموعه تنساب لوحدها وبلاصوت وهويسمع نداء حنان على شقيقته
خطى خطوات مثقله وبالكاد استطاع الوصول إلى الباب وغادر المكان 

في الداخل إيمان وبمجرد ان دخلت سندت ظهرها على الباب وسقطت في مكانها احست بأنها تختنق وكأن الهواء انحسر من حولها ضمت قدميها نحو صدرها

وأحاطت جسدها بذراعيها ترتجف كطفلة خائفه  كانت تظن انها تعيش في صحراء لكنها اليوم أكتشفت انها تعيش في غابه كل نهش من روحها جزء حتى تركوها بقايا إنسانه ظلت تبكي تندب حياة هدرتها لمن لايستحقها
وبعده مدة  طويله من البكاء زحفت حتى دولابها وفتحته لتخرج شال والدتها تحتضنه وتعض عليه تصرخ صرخات مكتومه علها تطفئ نار الخذلان التي تجتاح جسدها 
*************************************

قاد  سيارته يجوب الشوارع بلا هدف كاطفل افلت يد والدته وسط الزحام حتى انهارت مقاومته فتوقف في مكان هادئ ليضرب على عجلة  القيادة عدة مرات حتى تورمت يده كانّه يعاقب نفسه ليصرخ بصوت عالي

-اااه.   ااااه.       أنا أسف يا إيمان سامحيني يا أمي
  
نعم أمه التي وهبته حياتها فكان هو الخنجر المسموم الذي طعنها ليسند راسه على عجلة القيادة
 
ليرحل نحو الماضي يتذكر ابسط الأشياء التي قدمتها له عندما كان طالبا في الثانوية العامة  وكانت تسهر معه خشية ان يغفو ويفوته الامتحان

-منمن  أنتِ لسه صاحيه؟

لتربت على كتفه وتقول وهي تضع الكوب على سطح الطاوله امامه

-أيوه ياحبيبي وعملتلك الشاي بلبن اللي بتحبه

-ليه تعبتي نفسك يا إيمان روحي نامي الوقت اتأخر

لتهز راسها نافيه

-لا ياحبيبي أنا مش هنام أنا عندي شغل متأخر هفضل صاحيه عشان أخلصه

ليضيق عينه ويحني رأسه  على كتفه ويقول:

-عليا الكلام دا شغل متأخر

ثم سألها مستفسرا

-منمن أنتِ خايفه لتروح عليا  نومه ومروحش الامتحان مش كده؟

لتضحك وهي تقرص وجنته

-ذكي وتفهمها وهي طايره بصراحه ايوه خايفه عنيك  تغفل  ويفوتك الامتحان

-ليه يا منمن منا وحنان هنصحي بعض ماتخافيش

لتمط شفتيها بسخط وتقول مستهزئه

-انت وحنان    ذاكر يا آسر حنان نامت من نص ساعه
ليقول ضاحكا

-لا ماشاءالله شريكه يعتمد عليها

لتضحك إيمان على كلامه.وتقول  :

-ذاكر ياحبيبي وملكش دعوه بيا  أنا هفضل صاحيه اشتغل لحد ماتروحو الامتحان وهبقى انام بعدها

عاد من ذكرياته يمسح دموعه ويقول:

-حبيبك جرحك يا إيمان صدق اول كلام وحش اتقال عنك بدل ما اقف فى وش الكل وأدافع عنك

كنت اول جلاد يجلدك ياحبيبتي

كم كانت تحذره من نار غضبه المفرط لتكون هي أول ضحيه تحترق بنار غضبه

************************************
تململت في نومها لتجد الوقت قد قارب الفجر لتنهض بصعوبه فجسدها كان منهكاً من كثرة  البكاء 
اتكأت بيدها على الأرض واستقامت واقفه لتتجه نحو الحمام أستندت على الحوض وفتحت صنبور المياه
وضعت يديها تحت الماء لتنظر إلى تلك المياه المنهمرة كيف انسابت من بين يدها مهدورة تشبه سنين حياتها التي هدرتها لمن لايستحق
جمعت الماء بكفيها ثم رفعتها تضرب بها وجهها عله يكون ماحدث كابوسا ستستيقظ منه
لتتوضئ وتفترش سجادة الصلاة فهذا أكثر ماتريده لتصلي وتناجي ربها
 
-يارب أنا احتسب سنين عمري لأجلك يارب في بر والدتي  يارب خفف النار اللي أنا حاسه بيها

يارب أنا تعبت ومش قادره أتحمل عملت أيه أنا عشان يجازوني كده

يارب إذا كان دا قدري أنا راضيه بيه يارب

ثم فتحت المصحف تقرأ وردها رغم ثقل أجفانها حتى سمعت اذان الفجر لتصلي وتحمل وشاح والدتها تلتحف به وتهرب من افكارها بالنوم
****************************************

شعر بصوت زقزقه العصافيرليفتح عينه ويجد الشمس قد أشرقت  لايعرف كم المدة التي قضها في البكاء حتى غفى في سيارته تنهد بحزن ليقرر الذهاب إلى شقته

دخل الشقة وصفع الباب خلفه ليجد زوجته تغفو على مقعد في الصالة لتهب فزعه عندما سمعت صوت الباب يغلق بقوة
 
لتذهب نحوه وتقول بقلق

-حبيبي اتاخرت ليه كنت عاوزه اتصل بيك بس انت أخذت تلفوني

ليرفع هاتفها ويلقيه بوجهها فر تطم الهاتف بجسدها وسقط على الأرض متناثر لأجزاء تحت قدما

فزعت مافعلته وقالت مستهجنه

-مالك يا أسر عملت كده ليه.     (بقلم رشا عبد العزيز) 

ليصرخ بوجهها

-عارفه عملت كده ليه لأنك دمرتيني عملتي كل حاجه تأذيني استغليتي حبي ليكِ أبشع استغلال
وبدل ماتكوني سندي بقيتي الايد الي بتخنقني 
لكن أنا ممكن اغفر في حقي واعدي عشان خاطر ابني الي جاي لكن انتي عملتي الأبشع انتي خليتيني أذبح الانسانه الي عاشت عمرها كله تطبطب عليا الانسانه الي حمتني واحتوتني  خلتني بني ادم

إيمان الي لوثتي صورتها قدامي وأنا زي الغبي صدقت مراتي وروحت طعنتها واهنت كرامتها

إيمان اشرف منك ومن عشره زيك غيرتك العميه منها خلتك تعملي أي حاجه عشان تشوهي صورتها

-لا يا أسر أنا قولت الي شفته

صرخت بها دفاعا عن نفسها ليصرخ بوجهها

-عاوزه تقوليلي انكِ ما شفتيش العيله الي معاه

ارتبكت وقالت :

-ما خدتش بالى
 
ليردد ماقالته بأستهزاء

-ما أخدتيش بالك قولتيلى

ليتجه نحو باب شقته ويقول :

-هروح الشغل ارجع مش عاوز أشوف وشك في الشقه تخذي هدومك وتروحي بيت اهلك ومش عاوز أشوف
وشك تاني احمدي ربك لولا انك حامل ماكنتش رحمتك

-أسر استنى

لكنه خرج صافعا  الباب ورائه

**************************************
استيقظت في الصباح وذهبت إلى المركز كانت تريد الهروب هذا المكان بات يخنقها أنهت دروسها بذهن شارد
وعندما أنهت الدروس قررت الذهاب اليه لتعطيه الثوب الذي أكملت صنعه

طرقت الباب لتسمع أذنه بالدخول

دخلت بخطوات مجهده وقالت بصوت متعب

-صباح الخير يافندم أنا خلصت الفستان

رفع نظره ليقلقه مظهرها وجهها شاحب عينها منتفخه وجهها ذبل كزهر أحرقتها شمس الصيف

- صباح النور يا إيمان

وضعت الفستان امامه واستدارت مغادرة لكنه وبخطى سريعة اتجه نحوها ووقف أمامها يمنعها من السير

-استني يا إيمان مالك انتي كويسه 

لهفته ونبرة  صوته الحنونه جعلها ترفع عينها تنظر اليه لتعود خطوتين إلى الوراء وترمي بجسدها المثقل بألم والحسر على المقعد خلفها وتنهار أمامه باكيه وهي تقول:

-ضيعت حلمي وقلت فدا أمي.  وضيعت حبي والإنسان الي بحبه وقلت فدا وعد وعدته لأمي وضيعت عمري وقلت فدا أخواتي   عشت عمري كله عشان غيري   عشت عمري كله عشانهم ليه لما إيمان فكرت بنفسها استنكرو عليها الفرحه واستكثرو عليها السعاده ليه. ليه
 يتهموني ويقولو مراهقه. ليه هو انا مش من حقي البس وافرح.. لازم افضل طول عمري مدفونه بالحياة

ثم وضعت كفيها على وجهها وانتحبت بالبكاء

تمزق قلبه لاجلها ود لو يستطيع احتضانها والتخفيف عنها لكنه سحب منديلا ومده نحوها وانحنى أمامها قائلاً :

-أهدي يا إيمان أهدي

وكان صوته آفاقها لتدرك انها انهارت في المكان الخطأوامام الشخص الخطأ  لترفع وجهها وتمسح دموعها بأكمام ثوبها وتنهض بسرعه وهي تقول:

-عن أذنك

اتجهت نحو الباب لكنها تسمرت في مكانها وشعرت بان الدماء تتيبس في عروقها عندمه سمعته يقول:

-تتجوزيني يا إيمان؟ 

                     الفصل الحادي عشر من هنا
تعليقات



<>