رواية حياة مهدورة الفصل الحادي عشر11 بقلم رشا عبد العزيز
-تتجوزيني يا إيمان
جمله جعلتها تتسمر في مكانها لتتوقف لحظات لكنها عاود السير وكأنها لم تسمع شيء وأغلقت الباب خلفها
ظل ينظر لإثرها يلوم نفسه ليمسح على وجهه ويزفر أنفاسه بيأس
-يظهر أنك أخترت الوقت الخطأ يايحيى
اما هي فخرجت من مكتبه كتَائِها زاد عرضه ضجيج الأفكار في رأسها وأضاف جرحا لقلبها ترى هل انهيارها جعله يشفق عليها إلا يكفيها ماتحمله من هموم ليزيدها هو حمل أخر
**************************************
استيقظت حنان من نومها تبحث عنها بلهفة طرقت باب غرفتها لكنها لم تسمع إجابة لتفتح الباب بتوجس فلم تجدها لكنها لمحت وشاح والدتها على سريرها اقتربت من سريرها بخطوات أثقلها الندم جلست على السرير وحملت وشاح والدتها لتقربه من أنفها تستنشق عطر والدتها الذي أمتزج بعطر شقيقتها
وما أن استنشقته حتى سالت دموعها تعلم جيدا أن شقيقتها تعتبر هذا الوشاح ملاذا للأمان كانت دائما تراها تحتضنه في أوقاتها العصيبه وعندما سألتها عنه قالت:
-الشال دا ياحنان آخر حاجه كانت ماما بتحبه اوي عشان كان هديه من بابا الله يرحمه وكانت دايما لما يزيد
عليها ألم المرض تقولي غطيني بيه ياإيمان بحس الألم بيخف كأن منصور هو الي حاضني
ولماماتت الله يرحمها بقيت أحضنه او أتغطى بيه لما أحس بألم لان بحس انه بيخفف عني زيها بحس ان هي الي حضناني
عادت من ذكرياتها لتحتضنه هي أيضا عله يخفف عنها شعور الندم الذي يخنقها منذ البارحة كيف لها ان تأذي
شقيقتها كيف سمحت لتلك الأفكار أن تتسلل لعقلها فهذه إيمان أختها ووالدتها وصديقتها وسندها فى الحياة
لتجهش بالبكاء وتعلو شهقاتها
-سامحيني يا إيمان جرحتك وخذلتك بعد كل الي عملتيه عشاني خذلتك
لتأخذها ذكرياتهانحو الماضي تتتذكر كيف بقيت لشهرين تجهد نفسها في العمل وتستلم طلبات فوق طاقتها
تعمل عليها ليل نهار كي توفر لها مصاريف جهازها
-منمن بس الطلبات دي كتيره هتقدري تخلصيهم فى أسبوع
-هحاول وأن شاء الله أقدر لازم نلم فلوس التلاجة قبل العرض مايخلص
-وليه نعمل كده مانشتري ارخص وخلاص على أد فلوسنا؟
-لايابت أنا عاوزه أشتريلك أحسن حاجه تشرفك قصاد أهل جوزك
لتقترب منها حنان تقبل وجنتها وتقول:
-ربنا مايحرمني منك يامنمن
-ولايحرمني منك ياحبيبتي
لتسوقها. ذكريتها نحو موقوف آخر عندما رأتها بثوب الزفاف لتدمع عينيها وتقول:
-الف مبروك يانور عيني زي القمر ياروحي
ثم أقتربت منها تقبلها. وابتعدت بسرعه عندما ما أحست باأن حنان على وشك البكاء
-إوعي تبكي ياحبيبتي المكياج هيبوظ
-هتوحشيني يا منمن
لتضربها إيمان على كتفها بخفه
-هتضحكي عليا يابنت أنا برضو هوحشك دا أنتِ هتنسيني وانتى في شهر العسل وتنشغلي مع بحبيب القلب
لترفع حنان يدها تقبلها. (بقلم رشا عبد العزيز)
-محدش يقدر ينسيني منمن
-ربنا يسعدك ياحبيبتي
حتى وجدت أمجد يدخل لتبتعد عنها تفسح له المجال كي يرى عروسه ولكنها وقبل ان يغادرو مركز التجميل
أوقفته وقالت له:
-أمجد مش هوصيك على حنان خلي بالك منها أنت وأخذ حته من قلبي دي دي غاليا عليا اوي اوعى تزعلها
-متخافيش ياإيمان حنان في عينيه
عادت من ذكرياتها تمسح دموعها وتقول:
-وأهي الغالية بتاعتك اذتك وجرحتك يا إيمان واستكثرت عليكِ الفرحة
لتسمع صوت الباب يفتح وتدخل منه هي لتركض نحوها تسألها بلهفه
-إيمان ازيك إيمان أنا اسفه
لكن ايمان تجاوزتها ودخلت غرفتها حاولت حنان اللحاق بها لكنها أغلقت الباب بالمفتاح
**********************************''
ثلاثة أيام مرو منذ أخر لقاء بينهم ولم تظهر حتى الآن أصبح كالمجنون وهو يذهب نحو الشباك بين الحين والاخر يراقب تلك الشجرة عله يراها هذة الايام أثبتت له أنه يحبها نعم شوقه لها كان كفيلا في جعل قلبه يعترف له بكل صراحه لم يكن مجرد أعجاب أو مشاعر حركتها هي لا رؤيته لها بهذا المنظر وهي منهارة امامه عينيها التي شكت له جرح الزمن
وكأن القدر ساقها ووضعها أمامه كي يجعل لسانه ينطق بما يحاول قلبه إخفاءه لكن ربما أختار الوقت الخطأ
جلس على مكتبه يفكر كيف يستطيع الوصول اليها
حتى جاء ته فكره ليمسك حاسوبه ويبحث عن معلوماتها
-هى كانت تايه عني الفكره دي ازاي
***********************************
ثلاثة أيام مضت وهي حبيسه غرفتها روحها تنتفض كطائر ذبي*ح لاتقوى على الحركة كأنها شلت لاشي بها يتحرك
سوى دموعها التي ابت مغادرت مدامعها وحفرت أثارها على وجنتيها وكأنها كانت تنقش قصة حزنها سندت راسها على حافة سريرها تتنهد بحزن لترمش عينها بألم عندما أخفضتها فالمحت ثوبها الذي كانت ترتديه.
ولونه الزهري مدت جسدها تسحبه من حافه السرير لتلمسه بيدها وعقلها يعاود عليها سرد حديث شقيقيها
كانّه أغنيه علقت في بالها وأبت مغادرته
لتضحك بستهزاء وهي تقول:
-حتى الألوان والبس أستكترتوهم عليا دا أنا كنت بحرم نفسي من اللبس عشانكم
لتطرق بالها ذكرياتها
-يلا ياولاد كل واحد يحط لبس العيد في الدولاب وخلي بالكم ابقوا علقوا الهدوم أحسن تتكرمش
ليقترب منها أسلام ويقول:
-وأنتِ يا أبله مش هتجيبي لنفسك لبس العيد؟
لتمسك وجهه بيديها وتقول مبتسمه
-أنا ياحبيبي عندي لبس جديد مس روز ادتني فستان هبقى ألبسه وهو أنا يعني هروح فين يا أسلام.
ثم قرصت وجنتيه وقالت مستهجنه
-وانت بطل تكون حنين كده هحبك أكتر من كده ايه
ليبتسم هو فقبلت وجنته وقالت:
-روح ياحبيبي علق هدومك قبل ماتتوسخ
-بحبك يا منمن
قالها أسلام وهو يحتضنها
-وانا كمان بحبك يا روح منمن
ثم خرج من أحضانها مهرولا نحو غرفته فرحا بملابسه الجديد
لتتجه نحو غرفتها تفتح خزانة ملابسها تخرج ذلك الثوب الذي أدعت أنه جديد ولم يكن سوى ثوب اشترته لها والدتها عندما تقدم لها حسن لخطبتها لتنظر للونه الذي بهت فهي ترتديه بين الحين والآخر مدعيه انه جديد
-هما أحق مني هما لسه صغيرين خليهم يفرحوا بالعيد يعني هو أنا هروح فين
قالت هذا وصوت والدتها يرن في راسها
-أخواتك امانه في رقبتك يا إيمان
عادت من ذكريتها وهي تقول:
-حافظت على الأمانة ياماما بس التمن كان كبير كان عمري الي راح بلاش
لتسمع صوت هاتفها يرن رفعت الهاتف لتعرف هويه المتصل لتجده شقيقها إسلام تحممت وجلت صوتها الذي اختفى من كثرت البكاء
-الو
-الو ازيك يا منمن؟
-اهلا ياحبيبي الحمد الله أنت أزيك
-الحمد الله ياحبيبتي إي دا مال صوتك انتِ كويسه
-ما تخافش الظاهر اني أخذت دور برد
-الف سلامه عليكى ياحبيبتي طب أخدتي دوا والا أكلم آسر يجبلك
لاتعلم ماشعرت به عندما ذكر أسم شقيقها وكأن قلبها
نزف من جديد لتقول بتلعثم
-لا ملوش داعي ياحبيبي أنا أخدت دوا وهاكون كويسه
-طيب ياحبيبتي الف سلامه عليكي مع السلامة
-مع السلامة ياحبيبي استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه
أغلقت الهاتف وإعادته مكانه ليروادها سؤال
-ياترى يا إسلام لو كنت موجود كنت هتظن فيا زي أخواتك
لتسمع هاتفها يعلن عن وصول رسائل إليها ظنت انه شقيقها لتمسك الهاتف وتفتحه وتجد الرسائل من رقم مجهول فتحت الرسائل لتتفاجئ بالمرسل
-إيمان أزيك أنا يحيى
انتى مش بتيجي المركز ليه؟ إيمان أنتي كويسه طمنيني عليكي؟
نظرت للهاتف باندهاش أمتزج بالغضب وقالت:
-عاوز مني أيه انت كمان مش نقصاك أنا
ثم أغلقت الهاتف ووضعته جانبا دون الرد على رسائله
كان يمسك هاتفه بترقب ينتظر أجابتها على رسائله بعد أن علم أن الرسائل قد وصلتها لكنها لم تجيب
مرت نصف ساعة من دون إجابتها ليقرر إرسال رسالة أخرى
-إيمان أرجوكي ردي أنا قلقان عليكي
لكنها لم تستلم الرسالة هل يتهور ويتصل بها كاد أن يضغط على زر الاتصال لكنه عدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة خشيت أن يتسبب لها بالمشاكل لكن هذا الأمر جعله يعزم على اتخاذ قرار لا رجعة فيه
*******'***************
يومان مرو ولم يسأل عليه أحد حتى والدته التي كانت تصعد لشقته في اليوم أكثر من مره لم تصعد منذ يومان
شقيقه الذي كان يوقفه ويعطيه نصائح الايلتزم هو بها لم يعد يراه شقيقتاه الآلتان كانتا دائما تتصلان تخبرانه بمافعلتا من طعام وشراب واهتمام. ويقارنا ذلك بما لاتفعله زوجته. لم تتصلا به منذ أن غادرت زوجته المنزل
الأفكار المسمومة التي كانوا يغذون عقله بها قد أختفت لا أحد يسأل عنه الآن ولا أحد يهتم به هل كانوا ينتظرون خراب بيته أم حبه لزوجته كان سبب أنزعاجهم منه ماكانت تشتكي منه حنان كان حقيقه غفل عنها هو
ثم دارت عينيه في شقته قد انعدمت فيها الحياه أصبحت كا مدينة أشباح يسكن فيها وحده
خرج من أفكاره على صوت طرقات على الباب وبخطى بطيئة اتجه نحوالباب وفتحه ليجد والدته تقف امامه
-حبيبي ازيك؟
-اهلا يا أمي
ترك الباب مفتوحا ودخل إلى الداخل ليرمي جسده على اقرب مقعد في الصاله تعجبت والدته من مظهره لتسأله وهي تجلس بجانبه
-مالك ياحبيبي شكلك تعبان؟
زفر أنفاسه بشده وأعاد راسه إلى الوراء يسنده على حافة المقعد ويغمض عينيه يجيبها
-تعبان أوي
-ليه يابني كفالله الشر أنا ماكنتش أعرف أنك تعبان كده شفتك منزلتش قلت اطلعلك أنا انت عارف أنا مش حمل أطلع وأنزل كل شويه
فتح عينيه على وسعها والتفت إليها يسألها بتهكم
-غريبه زمان كنت بتطلعي تلت أربع مرات
تجهم وجهها وإجابته مستنكره
-تقصد أيه بكلامك دا؟
ليراوغها قائلا
-لا أبدا ماقصدش حاجه أنا بس كنت باقول إنك من أسبوعين تلاته كنتي بتطلعي عادي لكن انتي بقالك تلت أيام مطلعتيش تشوفيني
امتعض وجهها أكثر
-انت تقصد اني كنت بطلعلك شقتك أكتر لماكانت السنيوره موجوده
-أنا ماقلتش كده انتي اللي بتقولي
-ولد أحترم نفسك وانت بتكلمني
صرخت بوجهه تنهره على أسلوبه بالكلام معها
لينظر لها بطرف عينه ويقول:
-وانا طول عمري بحترمك وبسمع كلامك حتى لما كنتي بتهينينى قدام مراتي كنت بسكت وبقول أمي ولما كنت بتهيني مراتي كنت بسكت وأقول أمي وليها حق الطاعه لكن توصل لخراب بيتي هقول لا
ليشع الغضب من عينيها وتصرخ فيه
-انت اتجننت انت بتتهمني اني عاوزه اخرب بيتك هي السنيوره شحنتك عليا
-أنا ماكلمتش حنان من أسبوع ياأمي
-يبقى مفعول السحر الي عملهولك
وهنا كان الغضب من نصيبه هو
-حنان عمرها ماعملتلي سحر أنا الي كنت غبي ومعمي وبمشي وراكم ورا كلامكم لحد مابيتي قرب يتهد تقدري تقوليلي تفرق أيه حنان عن مرات خالد لما رضيتو تجيب حد يساعدها تفرق أيه حنان عن مرات خالد وإنتِ مش راضيه تكلميها نص كلمه ولا تعاتبيها على انها مش بتساعدك رغم ان حنان لو كانت تتأخر نص ساعة عنك تعمليلها محاكمه وتتهميها بتقصير
أنا أقولك الفرق أيه الفرق ان خالد مابيسمحش حد يتكلم عليها وأنكم بتعمللوها خاطر عشان خالد نفسه
لكن أمجد لا امجد يداس عليه أمجد بيسمع كلامك ويسيبكم تمسحو بكرامة مراته الأرض بصي حواليكي يا أمي شوفي حياتي وصلت لأيه.
كانت تفغر فامها في صدمه من هجومه وكلامه عليها لتقول:
-يااا كل دا شايله في قلبك ناحية أمك كتر خيرك يأبني
-أمي ماتحاوليش تغيري كلامي إنتي هتفضلي أمي وتاج
راسي ومكانك محفوظ لكن ياريت تبصي وتشوفي إنتي بتعامليني وتعاملي مراتي ازاي وتقارنيها بمعاملتك لخالد ومراته ياأمي أنا عايش سعيد بوجود مراتي
حنان عمرها ماقصرت معايا ولا معاكي بس كان نفسها تسمع كلمه حلوه منك تطيب خاطرها
لتقول بغضب
-لدرجاتي أنا ظالمه ياخسارة تربيتي فيك
اخفض راسه محاولا الإمساك بيدها وتقبيلها لارضائها
لكنها سحبتها مباشره
-ابعد عني انت لابني وإلا أنا أعرفك عيش حياتك وانا من النهارده بيتك دا مش دخلاه اشبع بيه انت ومراتك
وخليها تفرح وتشمت في أمك.
-يا أمي بلاش الكلام دا أرجوك أنا ماطلبتش حاجه غلط أنا طلبت احترام ليا ولمراتي واحترام لخصوصيتنا
-وانا هريحك من كل دا انت من النهاردة معندكش أم
ليركض ويقف أمامها ويقول بتوسل
-أمي ارجوك بلاش الكلام دا وأسف لو زعلتك ان مش قصدي والله وادي رأسك أبوسها
وقبل ان يقترب منها دفعته بقوه وخرجت من الشقة صافعه الباب خلفها بقوه
ظل ينظر لإثرها بتشتت هل ما قاله كان صائبا ام اخطأ وخسر رضى والدته جلس بجسد انهك الألم واضع راسه بين يديه تنهشه الأفكار وشعور العقوق الذي انتابه بعد حديث والدته لكن ماذا يفعل لم يكن امامه سوى
ان يحدثها ويعاتبها لن يعيش باقي أيامه بعيد عن زوجته وابنته وهاهو يعود من جديد إلى التشتت وكأنه على مفترق طرق مابين الجنه والنار
**************************
جلس بين أولاده فمرور يومين اخرين من دون رد منها على رسائله جعله على المحك امامه قراره الذي يختلج صدره منذ ان رأى انهيارها امامه يطالع وجوه اولاده المبتسمه ويفكر ترى كيف سيكون ردت فعلهم على خبر زواجه
لكنه حسم الأمر سيخبرهم فانتظاره أكثر يعني فقدانه السيطرة على مشاعره فشوقه لها بلغ منتهاه
انتبهت بسمه لشرود والدها فسألته عندمه وجدته يقلب طعامه بعشوائية وعيناه زائغه نحو المجهول
-بابا حبيبي سرحان في أيه مابتاكلش ليه؟
ليميل نحو باسم الجالس بجانبه ويقول له مشاكسا
-الي وأخذ عقلك يتهنى بيه ياباشا
التفت اليه يحيى مبتسما
-وانت مالك باللي وأخذ عقلي خليك في حالك
ليغمز له هذا المره ويقول:
-هخليني في حالى بس شكل فيه واحد وأخذ عقلك هنياله ياعم
-باسم سيب بابا يأكل ومالكش دعوه بيه كُل ياحبيبي أنا عملالك المكرونة بشاميل اللي بتحبها
قالتها بسمه الجالسه امام والدها
-تسلم أيدك ياحبيبتي فعلا تحفه زي كل مره
-بالهنا والشفا ياروحي انت
ليلكزها زوجها الجالس بجانبها ويقول مدعي الانزعاج
-أيه الغزل دا كله أنا كده أغير
ليضحك يحيى على قوله ويقول مستهجنا
-تغير أي ياولد أنا حبيبها الأول مش كده يابوسي ؟
-كده ياروح بوسي
قالتها وهي تحرك حاجبها وتخرج لسانها لزوجها محاوله إغاظته
لزم فريد شفتيه مدعي إزعاجه وقال معاتبا ومتوعدا لها
-كده يابوسي ماشي خليكي فاكره
ليمازحه يحيى قائلا :
-أي دا ياولد انت بتهدد بنتى قدامي
-اشرب ياعم انت جيت جمب الغاليه
قالها باسم ضاحكا ليجيب فريد مبتسما
-لا يعمي هو أنا أقدر ازعل بوسي هانم دي وراها الباشا نفسه
ليهز يحيى راسه
-ايوه كدا خلي بالك
لتنظر له بسمه من جديد وهي تحر ك حاجبها بانتصار ليشير لها بيديه ان تصبر حتى يرحل والدها فينتقم منها
لتضحك على إشارته ويشاركها باسم الضحك
ليبتلع غصه في قلبه وهو يفكر فيما سيحدث بعد قليل فهو يعلم مكانته لدى اولاده
انتهو من تناول الطعام لتعد بسمه القهوه لهم كانو يجلسون معا يطالعون نشره اخبار ويتناقشون في أحداثها
لم يشاركهم هو النقاش يود اختيار الوقت المناسب ليبدا بالحديث
وزعت بسمه عليهم القوه وخصته بفنجانه المميز من يدها
-أتفضل قهوتك ياحبيبي
-تسلمي حبيبتي
لتجلس بجوار زوجها بعد ان اعطته فنجان قهوته رفع فنجانه يرتشف منه القليل ثم أعاده إلى الطاولة الموضوعه امامه ثم جلى حنجرته وتحمحم ثم قال:
-كنت عاوز أتكلم معاكوا في موضوع ياولاد
-أتفضل يابابا
كان هذا صوت باسم وبسمه معاً وزع يحيى نظراته بينهم وقال:
-أنا عاوز أتجوز
وكأن ماقاله كان صاعقه ضربت الجميع لينظر أحدهما لآخر بصدمه ليخيم الصمت عليهم للحظات حتى قطعه هو مسترسلاً
-انتو عارفين ان مامتك ماتت من عشر سنين وانا توليت تربيتكم بعدها وأظن من حقي اني أتجوز
-وليه دلوقت ما انت بقالك عشر سنين اشمعنا دلوقتي
قالتها بسمه مستنكره وعلامات الخنق تملئ وجهها الذي احمر غضبا
-أنا محتاج ست في حياتي
-وماما نستها؟
قالتها بسمه بسرعه في خضم حديثه وتفسيره
-أنا عمري ما أنسى والدتك
لتقول متهكمه
-امال عاوز تتجوز ازاي؟
-جوازي مش معنى اني نستها لكن أنا محتاج حد يكمل معايا حياتى
تسارعت أنفاسها وهي تستشعر إصراره فعلمت انه يوجد بديل لوالدتها لتسأله بستهزاء
-يعني فيه عروسه في بالك؟
ليهز راسها بنعم ويقول:
-ايوه
-نعرفها؟. (رشا عبد العزيز)
-ايوه
دعك يديها بتوتر ثم قبضت عليها بقوه محاوله التماسك وعدم الانهيار وهي تشعر بان والدها يخون والدتها بهذا الزواج لتسأله على ماتخشى معرفته
-هي مين؟
ليقول بهدوء
-إيمان
استشاطت غضبا وأحست بأن النيران التهمت جسدها غضبا لتصرخ متجاهله مكانته
-وامتى لحقت ايمان تلف عليك وتنسيك امي؟
امسك زوجها معصمها يؤنبها ويمنعها من التمادي في الحديث لكن صراخها استحضر شياطين غضبه وأجهض
هدوءه وتعقله ليهب واقفا يستنكر صراخها وهيجانها عليه
-احترمي نفسك يابسمه وأعرفي انك بتكلمي أبوكِ ولا دلعي الزايد خلاكي تنسي اني ابوكي وأداكِ الحق أنكِ تتجاوزي حدودك معايا
ليقطع باسم سكوته وعدم تدخله منذ البداية و وقف بجانب والده محاول تهدئته ليقول:
-لا يا بابا بسمه مش قصدها دي حياتك وانت حر فيها
-لا ياباسم أنا مش موافقه ان بابا يتجوز
لاتعلم ان كلامها كان كألبنزين الذي ألقي فوق نيران غضبه يزيده عندا وإصرار
ليرفع يده يشير بتجاههما
-وانا عملت الي عليه ومش محتاج موافقتكم أنا هتجوز إيمان سواء رضيتوا او رفضتوا
ثم تركهم وتحرك بخطى سريعه نحو الخارج ليتبعه باسم بعد ان نظر لشقيقته نظره عدم رضى وتركها وغادر خلف والده
لتفقد بسمه سيطرتها على مدامعها وتنهار بالبكاء فاقترب فريد منها يحتضنها ويهدئها ولم يستطع الكلام او النقاش معها فقط احتواه بين يديه عله يستطيع الحديث معها وإقناعها فيما بعد
-اهدي ياحبيبي اهدي
اما في الخارج ركب يحيى سيارته يزفر أنفاسه بشده عله يخفف من غضبه كان يعلم ان الخبر لن يكون بالهين بالنسبة لهم لكنه لم يتوقع هذا الهجوم ومن صغيرته المدللة توقع أن مافعله من أجلهم تلك السنين سيشفع له
ليشعر بالباب يفتح ويدخل ولده يجلس بجانبه دون كلمه
-أنا هرجع البيت
-هرجع معاك يا بابا ممكن أنا أسوق
قالها باسم خوفا على والده من حالته العصبية حرك
يحيى راسه بالموافقة فهو حقا لا يستطيع القيادة مع
ارتجاف يده وتلك البراكين التي تستعر في راسه وقلبه معا من شده الغضب ثم ترجل من السيارة واستبدل مكانه مع ولده قاد باسم السيارة ولم يتكلم بكلمه واحده حتى مضى بعض الوقت ليقول :
-الف مبروك يابابا
لكن يحيى لم يجيب ليسأله باسم بتوجس
-انت اتقدمت لإيمان ولا لسه
ليخرج عن صمته ويقول:
-لسه ماتقدمتش رسمي لكن أنا معجب بيها وعاوز أتقدم لها وقولت اخد راى ولادي
ثم أكمل متهكما
-ماكنتش عارف اني هتهاجم كده
ربت باسم على فخذه وقل وهو يوزع نظراته بينه وبين الطريق
-معلش يابابا انت عارف بسمه متعلقه بيك ازاي وكانت متعلقه بماما اوي
ليلتفت يحيى اليه بسرعه ويقول:
-بس دا حقي أنا بقالي عشر سنين ربتها وجوزتها يعني كملت رسالتي معاها مستكثره عليا ليه أعيش حياتي
-طبعا حقك يابابا دي حياتك وانت حر بيها بس انت عارف بسمه
كانت صغيره يمكن أنا اكبر منها وكنت فاهم وشاهد على إلى انت عملته عشان ماما ووقوفك معاها في مرضها
-وانا مش محتاج شكر ولا بمن على مامتك بالي عملته أمك كانت حبيبتي ومراتي وأم ولادي ودا واجبي معاها لكن أنا دلوقت محتاج ست تكمل معايا
-بتحبها؟
سؤال مباغت كان يجول في خاطره. ابتسم يحيى ابتسامه هادئه وقال:
-مش هنكر عندي مشاعر ناحيتها
ابتسم باسم يحاول اخراج والده من حزنه بعد أن احس ان والده يحبها وأنه يستحق ان يعيش حياته كما يحب
-بس تعرف أختيار موفق إيمان طيبه وبنت حلال
ثم غمز له مبتسماوقال:
-وحلوه كمان
-ولد انت بتعاكسها قدامي ماتحترم نفسك
قالها يحيى مازحا ليضحك باسم ويقول:
-هو الباشا بيغير من دلوقت؟
ضحك يحيى على كلامه ليكمل باسم ويقول:
-الف مبروك يابابا. (بقلم رشا عبد العزيز)
ربت يحيى على كتفه بأمتنان وقال :
-الله يبارك فيك ياحبيبي
***********************
جلست تطعم طفلتها وعينها تترقب باب غرفتها علها تخرج اليوم بعد مضي سبعه أيام قضتها حبيسه غرفتها
تعلم انها تخرج ليلا عندما تتاكد من نومها لتأكل وتتجاهل وجودها حتى لو رأتها ورغم انها حاولت ان تعتذر لكنها صدتها ولم تعيرها أي انتباه يتأكلها الندم عندما رأت شحوب وجهها تباً للحظات سيطر الشيطان فيها على فكرها وجعلها تظن السوء بشقيقتها رن هاتفها فحملته تنظر لأسم المتصل رغم انها متأكده من هويته
-الو ايوه ياآسر
-ازيك ياحنان عامله أيه؟
-الحمد الله انت ازيك يا آسر؟
-تعبان ياحنان تعبان اوي اخبار إيمان أيه ؟
-مخرجتش يا آسر أنا قلقانه اوي عليها
-حقها يا حنان الي عملته وقولته مش شويه
-مش لوحدك يا آسر مترميش الحمل عليك و أنا كمان مشتركه معاك بس هنعمل أيه ياآسر هنفضل ساكتين كده أنا خايفه يحصلها حاجه
-مش عارف ياحنان أنا حاسس اني مشلول حتى تفكير مش عارف افكر
ثم اختنق صوته عندما تجمعت الدموع في عينيه وقال:
-كنت زمان لما بحتار بسألها أعمل أيه عشان تنصحني
-خلاص ياآسر الي حصل حصل مش هنقدر نغير حاجه
-خلي بالك منها ياحنان كان نفسي أجي واعتذر بس خايف من المواجهة مش قادر أحط عيني في عنها
-خليها تهدى كم يوم يمكن بعدها تتقبل اعتذارنا
-يارب يا حنان خلي بالك منها مع سلامه
-مع السلامه يا آسر
أغلقت الهاتف وهي لاتعلم على من تخشى على إيمان التي جُرحت بسببهم أم على آسر الذي تشعر انه يتمزق حزنا من شعور الندم
وصل صوت مكالمتهم إلى مسامعها لكن تشعر ان قلبها غلفته القسوة لاتقوى على المسامحة وكأن قلبها مات وغادرته المشاعر أصبح كالجليد بعد جرحهم لها لتسمع صوت هاتفها يعلن عن وصول رسائل حملت الهاتف
وفتحته لترتسم ابتسامه تلقائيه على ثغرها عندما رأت رسائل تلك الصغيرة التي لم تكف عن السؤال عنها للحظة ورن هاتفها
-الو اهلا لي لي
-ازيك يا إيمي النهاردة لسه تعبانة ؟
-لا ياحبيبتي احسن شويه متخافيش
-ماهو بصي لومتحسنتيش أنا هاجي أخدك للدكتور غصب عنك.
ابتسمت على المحبه التي تكنها لها تلك الصغيرة
-لا ياحبيبتي صدقيني بقيت احسن مش قلتلك هو دور برد بس صعب شويه
-خلي بالك من نفسك
-ماتخفيش عليا ويلا روحي على محاضراتك متشغليش نفسك بيا
-ابقي طمنيني عليكي
-ماشي ياحبيبتي مع السلامة
-مع السلامة
أغلقت الهاتف ونظرت لشاشته علاقتها مع تلك الصغيرة كانت سبباً في تغيرها وسعادتها لفتره من الزمن
هي استعادت معها شبابها الذي ضاع ليراودها سؤال هل كانت مخطئه عندما عاشت الشباب في غير أوانه
ومع جيل مختلف عن جيلها
لتسمع جرس باب المنزل يقرع ترى من سيزورهم في هذا الوقت المبكر
ذهبت حنان التي كانت تلاعب صغيرتها نحو الباب لتفتحه فدهشت عندما رأت رجل يقف أمامها ويقول:
-مش دا بيت إيمان منصور
