رواية اوجاع الروح الفصل الرابع عشر14بقلم فاطمه فارس
مرام قالت:
انتوا بتقولوا إيه بصوت واطي؟!
جوري ضحكت وقالت:
انتي هتغيري مني ولا إيه؟ أنا ماشية يا ستي وسيباهولك، الله يسهلك.
مرام بحب:
لازم أغير، مش جوزي حبيبي بس من أي حد غيرك، يا قلبي إنتي لا.
جوري حضنتها وقالت:
تسلمي يا قلبي.
سبتهم وقعدت مع منة، ووقتها حاتم رن على حمزة.
حمزة استغرب وراح له وهو قلقان، وقال:
إيه يا بني؟ في حاجة ولا إيه؟
حاتم همس في ودنه وقال:
براحة على البت يا عم الحبيب، جوري مش قد كلامك اللي يدوخ ده.
حمزة ضحك وقال:
هي اشتكتلك مني ولا إيه؟
حاتم ضحك وقال:
حصل... إهدي على نفسك شوية، وبعد الفرح بكام يوم أنا هكلمها، سبها على الله وعليا، وبطّل نحنحة.
حمزة بخجل:
بحبها يا حاتم غصب عني، ونفسي ربنا يجمعني بيها قريب.
حاتم طبطب على كتف أخوه وقال:
إن شاء الله هتكون ليك، بس اصبر شوية.
بعد ساعة خلص الفرح وكلهم راحوا، وجوري ركبت مع منة في عربية مهاب، ورفضت تركب مع حمزة وأهله.
وهما في الطريق، منة قالت وهي بتضحك:
مالك يا جوري؟ مش على بعضك كده... هو حصل ولا إيه؟
جوري بتوتر:
هو إيه اللي حصل؟
منة ضحكت وقالت:
غرقتي يا منيلة في بحر الحب اللي مالوش أول من آخر.
جوري بارتباك:
حب إيه وهبل إيه بس يا منة؟ انتي شكلك تعبان وبتخرفي.
منة ضحكت:
بخرف مرة واحدة؟! بس الواد مز ويتحب برده، طول بعرض، ودكتور قد الدنيا، وعيونه رمادي، ولا شعره اللي شبه الهنود ده، ولا غمازاته... حقك توقعي على بوزك، معذورة.
جوري بخجل:
هو مين ده اللي عمالة توصفي فيه؟ ده حد من خيالك أكيد.
منة بخبث:
أيوه صح، حد كده اسمه حمزة أحمد، طول الفرح منزلش عينه من عليكي، وانتي كنتي واقعة في شوربة مَيّه، بس تستاهلي، عشان خبيتي عليا. تعرفي؟ لو جيتي قولتي كنت نصحتك.
مهاب ضحك وقال:
بس يا منة، كفاية نصايح لحد كده، الواد مستقبله باظ بسببك.
منة ضحكت وقالت:
الله... مساعدش البت يعني؟ يلا، كان غلبان، ربنا معاه بقى.
مهاب ضحك:
إنتي مصيبة يا حبيبتي، ربنا يستر على حمزة منك.
جوري طبعًا قاعدة مش فاهمة حاجة خالص.
مهاب بصّ لها في المراية وقال:
على فكرة، حمزة مفضوح قوي وشكله بيحبك. لو عايزة نصيحة من حد أكبر منك، لف ودار وشاف كتير، وافقي عليه من غير تفكير. أنا لو عندي أخت، كنت جوزتها له من غير ما آخد رأيها حتى. حمزة شاب محترم ومثقف ويستاهل كل خير.
جوري بخجل:
شكرًا يا حضرت الرائد، أنا بس شايفة إني لسه صغيرة على الجواز ومش قد المسؤولية الكبيرة دي.
مهاب:
بصي، نص كلامك صح ونصه غلط، بمعنى إنك فعلاً لسة صغيرة، بس ده ميمنعش إنك توافقي عليه وتعملي خطوبة مثلًا سنة ولا حاجة، وتتعرفي عليه عن قرب، وبعد كده قرري إمتى تعملي فرحك.
منة بحب:
مهاب معاه حق يا جوري، وأنا هقف معاكي. حددي المدة اللي تعجبك وإحنا معاكي. أهم حاجة تفرحي الواد الغلبان ده.
جوري بخجل:
إن شاء الله... اطلعي بقى من الموضوع ده، وحياة ولادك يا شيخة.
---
مهاب بضحك: من بوقك لباب السما يا رب.
منه بخجل: هو اللي هعمله في الناس هيطلع عليا ولا ايه.
جوري: يلا مره من نفسي بقي.
---
مرام: انت رايح فين يا حاتم ده مش طريق البيت.
حاتم بحب: هخطفك.
مرام بضحك: ماشي اخطفني براحتك بس قولي علي فين.
حاتم: دلوقتي تعرفي.
عدي ساعتين وهما لسه في الطريق.
مرام بنوم: لسه كتير؟ أنا هموت وأنام.
حاتم: خلاص قربنا يا مرمر.
وصلوا إسكندرية، ومرام كانت نامت. نزل حاتم من العربية وشالها، دخل بيها الشاليه وهو فرحان إنها بقت ملكه وبين إيديه. حطها على السرير براحة، ودخل الحمام يغير. بعد شوية طلع لقاها لسه نايمة، قعد ينادي عليها لكن مفيش فايدة.
حاتم: طيب قومي غيري الفستان ونامي براحتك.
مرام بنوم: سبني أنام يا حاتم، بكرة هبقى أغيره.
وكملت نومها.
حاتم قعد جنبها على السرير، وحط إيده على خده وقال:
حاتم: منك لله يا منه، بوظتي فرحي.
نام جنب مرام، وأخدها في حضنه وهو مبتسم، وشوية وراح في النوم.
تاني يوم، حاتم صحي على الفجر، قام صلى، وحب يصحي مرام وكالعادة نومها تقيل. بعد ما خلص صلاة، قعد يقرأ قرآن لحد طلوع الشمس. وأول ما النهار طلع، طلب فطار من المطعم. لما وصل، حاسب عليه، حضر السفرة، ودخل الأوضة عشان يصحي مرام.
حاتم: قومي يا كسولة، كل ده نوم؟ مرام، قومي يا بت!
اتنهد وقال: مفيش فايدة، انتي اللي جبتيه لنفسك.
طلع التليفون وشغل أغنية أجنبي، وعلى الصوت، وحطها على ودانها. قامت مفزوعة وقالت:
مرام: مين! إيه؟ في إيه يا عم على الصبح؟ حد يصحي حد كده؟
حاتم بضحك: نعم ياختي، أنا من امبارح بصحي فيكي وانتي نايمة نوم أهل الكهف. كل ده نوم يا كسولة هانم؟
مرام بخجل: معلش، أصلي بقالي كام يوم منمتش كويس.
حاتم بخبث: وإيه بقى اللي طير النوم من عنيكي؟
مرام: كنت خايفة من الفرح يا حاتم، ومتوترة جدا.
حاتم بحب: وادي الفرح خلص على خير، شوفتي بقى إن مفيش داعي للخوف ده كله. قومي بقى غيري الفستان ده، اللي يشوفك كده يقول عليا إيه؟ فسيخة؟! بس في عروسة تنام ليلة دخلتها بالفستان؟
مرام بضحك: يعني إيه فسيخة يا حاتم؟
حاتم بضحك: غيري انتي بس، وأنا هقولك يعني إيه فسيخة يا قلب حاتم.
مرام: طيب، اخرج بره عشان أعرف أغير.
حاتم بضحك: ليه كده؟ ده أنا كنت بحلم باليوم اللي هقلعك فيه الفستان بنفسي، يرضيكي يعني محققش حلمي؟
مرام بخجل: آه، يرضيني، بره يا قليل الأدب انت.
قامت شدته وخرجته بره، وقفلت الباب في وشه.
حاتم بضحك: طب والله أنا غلبان ومحترم، افتحي يا بت.
---
مرام بضحك وهي واقفة ورا الباب: مش فاتحة، واسكت بقى عشان أعرف أغير.
حاتم بحب: خلاص صعبتي عليا، خلصي وتعالي نفطر. أنا جهزت الفطار على السفرة، ما تتأخريش عليا يا مرمر.
خرجت بعد نص ساعة وهي لابسة بيچامة بكم، وعاملة كحكة في شعرها على شكل ميكي ماوس.
أول ما حاتم شافها، انفجر في الضحك وقال:
حاتم: انتي مين يا شاطرة؟ فين مراتي حبيبتي؟
مرام وهي بتاكل تفاحة: أنا مراتك يا حاتم، انت سخن ولا إيه؟
حاتم بضحك: طب بذمتك، في عروسة تقعد يوم صباحيتها ببيچامة ميكي؟! وإيه اللي عملاه في شعرك ده؟ عملالي ودنين؟ دي كحكة ولا إيه بالظبط؟
مرام بضحك: دي تسريحتي المفضلة يا حاتم.
حاتم: أنا حاسس إني قاعد مع بنت أختي والله 😂
بعد شوية، مرام قامت تشيل الأكل، وعملت شاي ليها ولحاتم. طلعت لقيته قاعد قدام التلفزيون بعد ما غير هدومه، وكان لابس بنطلون أسود بس.
قالت بكسوف وهي بتحط الصينية:
مرام: إيه اللي انت عامله ده؟ مش تعمل حساب إن في بنت معاك هنا؟ قوم استر نفسك.
حاتم قرب عليها وحاوط كتفها بذراعه وقال بضحك: استر نفسي؟! يا بنتي وربنا انتي مراتي! هي الجوازة دي بُصنلي فيها؟! أنا عارف، دي عين منه الجزمة.
مرام بخجل: طب وسّع كده خليني أمشي يا عم انت.
حاتم بحب: تمشي تروحي فين؟ انتي وقعتي يا قطة ومحدش سمّى عليكي.
مرام كانت هتموت من الكسوف وقالت: حاتم، ابعد كده، متخوفنيش منك. منه طلع معاها حق، كل الرجالة قليلة الأدب.
حاتم بزعل مصطنع: خلاص يا مرام، طالما انتي شايفة إن أنا وحش ومصدقة منه، أنا أول ما نرجع هطلقك.
مرام بتهور: لا والله، مش مصدقاها ولا حاجة! أنا بس كنت خايفة منك، مش أكتر. أنا مقدرش على زعلك، انت حبيبي وكل حياتي يا حاتم، حقك عليا.
حاتم حضنها وشالها ولف بيها وقال بحب: بحبببببببببببببببك.
أخدها ودخل الأوضة وقال:
حاتم: بتحبيني يا مرام؟ وواثقة إني عمري ما أضرك أبدًا ولا لأ؟
مرام بحب: بحبك يا قلب مرام، وواثقة فيك.
حاتم بابتسامة جميلة: يبقى تنسي أي حاجة منه قالتها، وتعالي أعرّفك يعني إيه حب بين الأزواج.
مرام هزت راسها، وهو قفل الباب برجله، وحطها براحة على السرير، وطلع لها لبس من الدولاب.
حاتم: البسي ده لحد ما أخد شور واطلع.
وسابها ومشي.
مرام كانت خايفة، بس في نفس الوقت عارفة إن حاتم بيحبها. قامت لبست اللبس اللي هو طلّعه، ووقفت تسرّح شعرها قدام المراية.
قالت:
مرام: إيه قلة الأدب دي؟! أنا إزاي هقف كده قدام حاتم؟ لا أنا مكسوفة أوي.
كانت لسه هتغير تاني، لقت حاتم خرج من الحمام، وصفّر بانبهار وقال:
حاتم: إيه الحلاوة دي يا مرمر؟
مرام دخلت تحت الغطا بسرعة، وخبّت وشها بكسوف.
حاتم بضحك وشغب: فاكرة لما قلتلك مسير المستخبي يبان يا مرمر؟ أنا خلاص شفت كل حاجة يا حلو، انتِ يا جاااامد... طب وربنا، عسل!
---
بعد أسبوعين، حمزه كلم حاتم وقال:
حمزه: إيه يا عم؟ غبت وقلت عدولي نسيت أخوك ولا إيه؟
حاتم بضحك: مقدرش أنساك يا حب، بس بصراحة، الواحد حاسس إنه في عالم جميل مش عايز يخرج منه.
حمزه بضحك: الله يسهلك يا عم، بس لازم ترجع عشان تشوف موضوعي.
حاتم: كلها أسبوعين وراجع إن شاء الله.
---
مازن قرر يرجع مصر، ويقضي هناك أسبوع يكون قادر يكلم فيه جوري. أخد أجازة من كارم، وحجز على أول طيارة.
جوري قررت تبعد أسبوع تفكر بعيد عن أي حد. حجزت شقة في مرسى مطروح، وقالت لمنه عشان محدش يقلق عليها.
منه: طيب استني، أقول لمهاب وأروح معاكي.
جوري: لا، أنا عايزة أكون لوحدي عشان أقدر أفكر من غير ضغط.
منه: مينفعش تروحي لوحدك يا جوري، الدنيا مبقتش أمان زي زمان.
جوري: أعمل إيه طيب؟ أنا عايزة أغير جو وأشوف هعمل إيه مع أخوكي.
منه: هروح معاكي ومش هكلمك في حاجة عنه، وعد.
منه كلمت مهاب، وقالها إنه هاياخد أجازة يومين ويطلع معاهم. منه فرحت، وقالت لجوري.
تاني يوم، كانت راكبة معاهم العربية وهي سرحانة.
فونها رن برقم مازن، ابتسمت وردت وقالت:
جوري: أهلا بالخواجة، عامل إيه؟
---
مازن بضحك: الحمد لله، أنا في مطار القاهرة. هروح أغير وأعدي عليكي عشان عايزك في موضوع ضروري.
جوري: حمد الله على السلامة، مصر نورت بيك. بس أنا مش في البيت.
مازن: أمال فين كده؟
جوري: طالعة مع منه وجوزها يومين مرسى مطروح، أغير جو.
مازن: خير ما عملتي. خلاص، قوليلي هتحجزي في أنهي فندق وأجيلك، وبالمرة أغير جو أنا كمان.
جوري: هبعتلك اللوكيشن على الواتس.
مازن: ماشي، خدي بالك من نفسك، مع السلامة.
وصلت الفندق وحجزت أوضة ليها وده طبعا بعد ما مهاب لغي حجز الشقة اللي كانت هتطلع فيها لوحدها ، ومهاب صمم إنه هو اللي يدفع. وافقت بعد ما منه أقنعتها إن مينفعش يكون معاها ويسيبها تدفع.
مهاب: تعالوا بقى نطلع الشنط وأوريكم المكان.
---
جوري دخلت الأوضة، طلّعت غيار ليها، ودخلت خدت شور. لبست هدومها، وقعدت على السرير وقالت في نفسها:
أنا ليه فرحانة كده؟ معقول أكون بحبه؟ طب أعمل إيه؟ أوافق ولا لأ؟... أنا هقوم أصلي أحسن.
قامت صلّت استخارة، وقالت تطلع تتمشى شوية.
خرجت من الفندق، وقعدت على البحر وهي سرحانة، وفضلت تغني بصوت جميل أغنية فيروز "أنا لحبيبي وحبيبي إلي"، وكانت مغمّضة عينيها ومندمجة جدًا...
خلصت الأغنية، ولقت مازن بيقول:
مازن: صوتك حلو أوي يا جوري.
جوري: مازن! انت جيت إمتى؟
مازن: لسه واصل، يدوب طلعت الشنطة، وقلت أنزل أتمشى، وكنت لسه هكلمك.
جوري بهزار: نورت يا غالي.
مازن بحب: تسلمي يا جوري. تعرفي إيه أكتر حاجة وحشتني هنا؟
جوري: إيه هي؟
مازن بضحك: انتي أكتر حاجة وحشاني يا جوري، ووحشني أكلك اللي يودي المستشفى ده.
جوري بقمصة: انت بتاكل وتنكر! ياض، انت عمتًا أهو ارتحت من أكلي اللي مش عاجبك.
مازن بضحك: بهزر يا برعي، مالك في إيه؟
جوري بحب أخوي: وحشتني ياض يا رخم، ووحشتني لماضتك والله.
مازن بهيام: أنا كده هغتر على فكرة... يعني أبقى قاعد مع بنت جميلة وكمان بتقولي "وحشتني".
جوري بضحك: انت مش طبيعي يا بني! المهم، كنت عايز تقول إيه؟ أنا كمان عايزة آخد رأيك في حاجة كده.
مازن: حاجة إيه؟ قولي إنتي الأول وبعدين هقولك موضوعي.
جوري بخجل: انت عارف إني مليش غيرك انت وحاتم... انتوا إخواتي بجد، مش مجرد كلام.
مازن: قلقتيني يا جوري، قولي وماتسيبيش أعصابي.
جوري بصت للبحر وأخدت نفس وقالت: في واحد اتقدملّي يا مازن.
مازن بخوف: وانتي وافقتي ولا لسه؟
جوري: بصراحة، مش عارفة آخد قرار، حبيت آخد رأيك الأول.
مازن بتماسك: مين ده؟ وشافك فين أصلًا؟ احكي كل حاجة من أولها.
جوري اتكسفت تقول على الرسايل وكلام الحب، وأخدت نفس وقالت: من شهر كده، جه وقالي إنه بيحبني ومستعد يستناني آخد وقتي وأقرر براحي.
مازن حاول يداري الإعصار اللي جواه وقال بهدوء: أنا شاكك في حد، بس حابب أتأكد منك.
جوري بخجل: دكتور حمزه.
مازن بتماسك: كنت شاكك فيه أصلًا... أهو كل ما يشوفني معاكي يتعفرت!
المهم، انتي بتحبيه؟ حاسة بإيه ناحيته؟
جوري: مش هكدب عليك... أنا صليت استخارة كتير، وحاسة براحة نفسية غريبة.
كل ما بشوفه بتوتر جدًا، مش عارفة أنا حاسة بإيه بالضبط، بس بحسّه صادق في مشاعره ناحيتي... انت إيه رأيك فيه؟
مازن غمض عينيه وقال في نفسه:
"اتأخرت قوي يا مازن... أهو سبقك وهيخطفها منك. آه يا جوري، لو تعرفي أنا بحبك قد إيه!
نفسي أتكلم... بس خايف ترفضيني وتكسري قلبي، أو تبعدي عني...
أنا بموت وأنا سامعك بتتكلمي عليه وعلى حبه ليكي...
أنا كمان بحبك والله... بس مش مهم، أهم حاجة عندي سعادتك وبس."
جوري: مازن؟ انت يا بني سرحان في إيه؟
مازن بحزن: أبدًا، بفكر في كلامك... حمزه كويس، وأهله ناس محترمة، وانتي بتحبي حاتم زي أخوكي يعني هترتاحي معاهم.
ربنا يسعدك... أهم حاجة راحتك وبس.
جوري قالت في نفسها:
أنا حاسة إن مازن مش مبسوط... في حاجة مخبيها عليا. أكيد!
معقول مرام كان معاها حق؟
ومعقول مازن بيحبني؟
معقول؟
مخدتش بالي... ولا أنا بتخيل؟
---
جوري: مالك يا مازن؟ انت مضايق مني؟
مازن ببسمة مكسورة: لا، ليه بتقولي كده؟
جوري: سكت مرة واحدة وسرحت... انت مخبي حاجة عني؟
مازن بهزار مصطنع: أبدًا، بفكر لو اتجوزتي هاكل عند مين وأرخم على مين؟
جوري بعدم تصديق: مش قادرة أصدقك، أرجوك اتكلم، مالك؟ مش إحنا أصحاب وإخوات؟
مازن بهزار: طبعًا إخوات، أمال هنكون إيه غير كده؟
جوري: أمال ليه حساك حزين؟
مازن ببسمة: بالعكس، أنا فرحان عشان أخيرًا فتحتي قلبك ونويتي تشاركي حياتك مع حد بيحبك.
جوري: طيب إيه الموضوع اللي قلت ضروري وجيت تتكلم معايا فيه؟
مازن بهدوء: أصل أنا كمان هتجوز.
جوري بفرحة: بجد يا مازن؟ طيب هي مين؟ أعرفها؟ حبتها إمتى؟ من هنا ولا أجنبية؟
مازن بهزار: اهدي يا ماما، كل دي أسئلة؟ وبعدين انتي ما صدقتي تخلصي مني ولا إيه؟
جوري بضحك: مش أخويا وفرحانة ليه؟ قول بقى مين دي؟
مازن بهدوء: ضحي، صديقتي من أيام الإعدادي، بس نقلت في الثانوي، دخلت خاص.
جوري بسعادة: ضحي اللي انت شغال مع باباها؟ صح؟ البنت دي بتحبك على فكرة.
مازن بشرود: مش شرط كل اللي بنحبه يحبنا...
تعرفي؟ في واحد صاحبي حب بنت لدرجة الجنون، ومكنش قادر يستغنى عنها أبدًا، بقت النفس اللي بيتنفسه، وكان مستعد يجيب لها نجمة من السما لو طلبت، بس للأسف الحلو ميكملش... مش شرط نتجوز اللي بنحبه دايمًا.
جوري بفضول: طب وعمل إيه صاحبك ده؟ اتجوزها صح؟
مازن قاطعها وقال: لا، خَبّى مشاعره جواه، ومعترفش بحبه ليها.
أصله كان مستني فرصة مناسبة عشان يقولها، بس القدر سبقه، ولما راح يقولها "بحبك"، لقاها بتحب غيره وهتتجوزه.
فسكت، وقال إن سعادتها من سعادته، وإن أهم حاجة إنها تكون مبسوطة في حياتها... وراح اتجوز واحدة غيرها.
جوري: كان المفروض يقولها، حتى لو في حد في حياتها! كانت ممكن تفكر فيه وتقارن بينه وبين التاني! هو ليه استسلم ويأس؟
مازن بهزار: سيبك منهم... دي ناس فاضية، بلا حب بلا بطيخ. مفيش أحسن من السنجلة.
جوري بضحك: معاك حق والله... بلا جواز بلا هم! الواحد كده عايش حياته، يخرج، يدخل، يسافر... مش مستني أوامر من حد.
---
مهاب ومنه كانوا متابعين جوري من بعيد، وشافوا مازن وهو رايح عندها.
منه قالت لمهاب يروحوا يسلموا عليه، وغصب عنهم سمعوا كل كلامهم مع بعض.
مهاب بص لمنه وقال:
مهاب: على فكرة... الواد ده ملوش أصحاب يا منه.
منه: مش فاهمة قصدك إيه؟
مهاب: قصدي أقول إن الولد اللي بيحكي عنه ده... هو أصله! يعني هو اللي بيحب جوري، وجي من السفر عشان يقولها كده، وحب يفاجئها ويعترف لها بمشاعره، بس اتصدم لما عرف إنها على وشك الجواز.
منه بدهشة: معقول؟ مازن بيحبها؟!
طيب ليه سكت؟
كان ممكن يفاتحها في الموضوع! دلوقتي هي لسه موافقتش أصلًا على حمزه... ليه قالها إنه هيتجوز ضحي؟
مهاب: عشان شاف سعادتها يا منه... شاف إنها مبسوطة، وحس إنها بتحب حمزه.
فـ ضحي بحبه ليها ، وخبّى عليها الحقيقة كلها بس عشان يشوفها فرحانة.
منه افتكرت لما سألت مازن:
"انت ليه مهتم قوي بجوري بطريقة أوفر؟"
وافتكرت رده:
"هي كل اللي ليا بعد ما أختي سافرت، ليه مهتمش باللي ليا؟"
وافتكرت خوفه عليها في كل مرة كانت بتتعب،
وافتكرت إنه كان هيضيع سنة من عمره عشان يفضل معاها ويهتم بيها،
وقعدت تفتكر كل لحظة عدت عليهم.
مهاب: سرحانة في إيه؟
منه بشرود: معاك حق... مازن بيحبها. أنا فهمت كل حاجة.
مهاب: والله صعبان عليا الواد ده.
منه: وأنا كمان... أي نعم حمزه أخويا وحبيبي، بس مازن برضه شاب محترم وكويس، وجوري من حقها تختار بينهم.
مهاب: أنا فكرتك هتزعلِي منه وتخبي على جوري، عشان ميبقاش قدامها غير حمزه وبس.
منه ببسمة: ليه يعني؟ زي ما حمزه يهمني، جوري كمان تهمني، وسعادتها عندي أهم.
مش مهم هتتجوز مين... المهم إنها تكون مبسوطة.
---
مهاب: طيب تعالي نروح نسلم عليه...
مهاب قرب عليهم وقال بهزار: الطار ولا العار؟ قفشتكوا بتعملوا إيه لوحدكم على البحر؟
جوري بضحك: عجبك كده يا سي مازن؟ أهو اديهم فهموا غلط!
بصت لمنه وقالت: انتي فكرتينا بنحب في بعض زي الأفلام ولا إيه؟ ده أخويا وربنا.
منه بضحك: مليش فيه... قفشتك يا مجرمة! أخوكي؟ صاحبك؟ ميهمنيش!
سبتيني وقلتي هتمشي لوحدك، واستفردتي بالواد لوحدك.
جوري بضحك: ما تقول حاجة يا عم، انت مش سامع بتقول إيه؟ انطق! الهي يسترك!
---
مازن بضحك: في إيه يا جماعة؟ هو أنا غريب؟ دي أختي وصاحبتي وبس، مفيش بينا جو المحن ده.
منه بصّت له بمعنى: "انت إزاي قادر تتحكم في مشاعرك كده قدامها؟"
وقالت: بس انتوا مش إخوات يا مازن، وجوري تجوز ليك... يعني لو حبيت تتجوزها عادي.
مازن بهزار: أتجوز مين ياما؟ أتجوز جوري؟ ده إحنا ساعتها نجيب عاهات وربنا!
وبعدين جوري خلاص هتتجوز قريب، مبقاش ينفع يا منه.
جوري بضحك: يالهوي! أنا أتجوز مازن؟! وأجيب عيال نسخة منه بنفس الرخامة دي؟ لا يفتح الله!
مازن بضحك: وماله مازن يا أختي؟
تنكري إني الوحيد اللي بعرف أضحكك وقت زعلك يا ناكرة الجميل؟
ده أنا "مز" وألف بنت تتمناني يا أختي، آه... ده أنا مازن على سن ورمح!
جوري بضحك: مش قادرة أسكت يا مصيبة انت! الله يكون في عون ضحي، دي هتموت مشلولة على إيدك.
مازن بيداري حزنه عنهم بالضحك وقال:
دي أمها دعيالها في ساعة فجرية والله...
حدّ طايل يتجوز زوج طيوب وحنين ودمه عسل زيي؟
انتي بس اللي فقرية!
جوري بضحك: أيوه يا عم... شكلك وقعت يا كبير ومحدش سمّى عليك.
مازن بحب: أنا فعلاً وقعت يا جوري... وحبيت أجمل بنت خلقها ربنا.
جوري: ربنا يسعدك ويتملكم على خير... بس اعزمني! متبقاش معفّن وتستخسر فيّا تذكرة سفر.
مازن بشرود: آه طبعًا، ربنا يسهل...
معلش يا جماعة، هعمل مكالمة وراجع بعد إذنكم.
---
مازن مشي بسرعة من قدامهم...
لأن قدرته على التمثيل خلصت.
فضل ماشي لحد ما اتأكد إنه لوحده، وقعد على الأرض منهار...
وقال بألم:
مازن:
ليه؟
ليه؟
هو أنا وحش أوي كده؟
حتى مجرد جوازي منها هزار... مش متقبلاه؟
غصب عني حبيتك...
غصب عني اتعلقت بيكي...
يارب ساعدني أقدر أعيش من غيرها...
أنا مش هقدر أنسى حبك يا جوري...
حتى لو عدّى ألف سنة.
وأحيانًا... بنسكت مش عشان مفيش كلام، بنسكت عشان الكلام هيوجع أكتر من السكوت.
وصار الحب صامتًا...🖤
