رواية اوجاع الروح الفصل السادس عشر16بقلم فاطمه فارس
جوري بدموع: بس انت كمان موجود في قلبي يا مازن، أنا أعرفك أكتر منه، وانت عندي أغلى من حياتي، صدقني أنا مش عايزه أندم إني ضيعتك وكسرت قلبك بسببي، أرجوك افهمني.
مازن بضحك: عايزه تتجوزيني شفقة يا جوري؟ بقت دي آخرتها؟
جوري: مش شفقة والله العظيم، كل الحكاية إن لو قارنت بينك وبينه، انت اللي هتفوز، عشان انت عملت كتير عشاني أكتر من أي حد.
مازن بهدوء: انتي معاكي حق، أنا غبي إني قعدت كل ده عشان أجي أصارحك باللي جوايا، بس ده نصيب يا جوري... زي ما أنا حبيتك غصب عني، انتي كمان حبيتي حمزه غصب عنك.
محدش فينا يملك السلطة على قلبه. ياريت كنت أقدر أتحكم فيه، كنت نسيتك ونسيت حبك. انتي كده بتضيعي حياتك عشاني يا جوري، أنا مش هبقى مبسوط لما نتجوز وانتي قلبك مع غيري، صدقيني كده أحسن ليكي وليا. تعرفي... لو كنت سمعت كلامك ده قبل كده، كنت هبقى أسعد واحد في الدنيا، بس للأسف... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
جوري: مش يمكن أحبك؟ اديني فرصة طيب.
مازن ببسمة: لو كنتي ناوية تحبيني، كنتي عملتيها من زمان يا جوري، القلب يحب مرة، ميحبش مرتين.
جوري: يا مازن انت كده بتدمر حياتك، لما تتجوز واحدة انت مش بتحبها، كده هتظلمها معاك، أنا أهو قدامك وموافقة عليك، صدقني.
مازن بحب: أهو قلبك الطيب ده اللي حببني فيكي، عايزه تخليني سعيد على حساب نفسك؟ طب ما انتي كمان هتبقي بتظلمي نفسك معايا.
جوري: المهم إني أحاول أسعدك زي ما انت دايمًا بتعمل معايا.
مازن بحب: سعادتي من سعادتك يا جوري، صدقيني لو انتي مبسوطة أنا كمان هبقى مبسوط. مش شرط نتجوز أبدًا، خلينا كده إخوات وأصحاب وبس، عشان متخسريش نفسك وانتي بتحاولي تكسبيني. حمزه بيحبك بجد، أنا كنت بشوف نظراته ليكي، وكنت عارف إن جوازكم عايز بس شوية وقت. صدقيني حمزه راجل محترم وكويس، وانتي وهو بتحبوا بعض... بلاش تخسريه، خلي حد فينا يفوز بحبه في اللعبة دي.
جوري: بس...
مازن بضحك: بلاش تقولي حاجة من ورا قلبك الأبيض ده. وبعدين، محدش قالك إن قلب الراجل عامل زي القطر؟ كل محطة واحدة تنزل، والمحطة التانية واحدة تركب. الراجل ليه ١٠٠ قلب، بس الست عندها قلب واحد بس، وأنا بعون الله ناوي أحجز تذاكر للكل، خلي الواحد يفرح.
جوري بضحك: هتفتحها على البحري يعني؟ كفاية عليك واحدة!
مازن بهزار: لا، أضمن نفسي! لو واحدة مشيت ألاقي غيرها، يرضيكي يعني أقعد كده من غير محن؟
جوري بضحك: لا ميرضنيش.
مازن بجدية: انتي بجد بتحبي حمزه يا جوري؟ انسي أي حاجة حصلت من شوية، وافتكري إني أخوكي وضهرك وسندك في الدنيا، يلا اعترفي لأخوكي حبيبك.
جوري بصت في الارض وقالت بخجل: غصب عني يا مازن، أنا أصلًا من يوم ما شوفته وأنا مش قادرة أعتبره أخويا زي حاتم، دايمًا ببقى متوترة في وجوده.
مازن بحب: خلاص، طالما موافقة، يبقى ييجي يطلبك مني، مش من حاتم. أصل في الأول والآخر هما إخوات، أما أنا بقى... أخوكي انتي. ولا انتي شايفة إيه؟
جوري بخجل: بس أنا خايفة من الجواز والمسؤولية.
مازن بإقناع: انسي خوفك ده وعيشي حياتك يا بنتي.
أقولك إيه رأيك نعمل خطوبة سنتين أو تلاته؟ تكوني كبرتي شوية وتقدري تشيلي الهم والنكد اللي بعد الجواز.
جوري: يعني انت موافق؟
مازن وهو قلبه بيتقطع قال: موافق، عشان انتي بتحبيه، لازم أوافق طبعًا.
جوري بخجل: خلاص، توعدني إن عمرك ما تتخلى عني حتى لو اتجوزت؟
مازن بحب: أوعدك قدام ربنا، إن من اللحظة دي لحد ما روحي تطلع لربنا، إني أكون دايمًا في ضهرك، وعمري ما أتخلى عنك أبدًا. حتى لو بعدتنا المسافات، هفضل حمايتك وأمانك زي ما كنت دايمًا.
جوري بخجل: ربنا يديمك ليا يا أجدع أخ وأحن أخ، خلاص... كلمه انت واتفق معاه على كل حاجة.
*****
حاتم وصل هو ومرام، وراح لمنه سلّم عليها وسأل على جوري، ومنه قالت له إنها في أوضتها. أخد مرام وراح يسلم عليها الأول، وبعدين يروح لمازن. لقى الباب مفتوح، وسمع جوري وهي بتتخانق مع مازن. كان هيدخل، بس مرام منعته وكانت عايزه تاخده ويمشي، بس هو فضل واقف وسمع كل حاجة دارت بينهم، وابتسم وفرح من جواه لأخوه. وعرف إن مازن شخص جدع ومحترم جدًا، لأن أي حد مكانه، كان ما هيصدق يلاقي البنت اللي بيحبها بتقوله موافقة في لحظة ضعف، ويستغل ضعفها ده لصالحه.
خبط على الباب ودخل هو ومرام وقال بضحك: ممكن أدخل؟
مازن: انت دخلت خلاص! عامل إيه يا بشمهندس؟ ألف مبروك يا مدام مرام.
مرام: الله يبارك فيك يا دكتور مازن.
مازن بضحك: لا، لسه بدري، قدامي مدعكة عشان أبقى دكتور.
---
حاتم بضحك: ربنا يعينك، دول سبع سنين طحن، أنا كنت بشوف حمزه مطحون طول السنين اللي فاتت.
مازن بضحك: بما إنك جبت سيرة دكتور حمزه، قول لأخوك إني عايز أقابله قبل ما أسافر، لازم أعمل عليه حما، مليش دعوة!
حاتم بضحك: ماشي يا عم، بس أنا كمان أخوها على فكرة.
مازن بهزار: لا، انت دلوقتي أخو العريس، وأنا أخو العروسة، وهتشرط براحتي بقى، واطلب مهر غالي، وأخليه يجيب عنقود عنب دهب وريشة طائر الرخ و١٠٠ ناقة حمرا عشان أوافق أجوزه أميرتي الغالية.
حاتم بضحك: ليه يا عم؟ انت داخل على طمع بقى؟ بس أقولك حاجة... يستاهل، أنا كمان هقف مع جوري ضده، كفاية عليه منّه.
مرام بضحك: حرام عليكم، ده كده هيتعقد بدري من الجواز كله!
جوري بخجل: كتير عليا يعني يا مرام؟
مرام بحب: لا يا قلبي، أنا بهزر معاكي.
طلعوا كلهم سهروا بره قدام البحر، وحاتم كلم حمزه، وحب يوقع قلبه وقال:
حاتم: أخبارك يا دكتور؟
حمزه بنوم: الحمد لله يا حاتم، غريبة يعني... الساعة ١٢ بليل، في حاجة ولا بترن عادي؟
حاتم بهزار: أصل أنا فاتحت جوري في جوازك منها، وهي للأسف...
وسكت.
حمزه قام، قعد على السرير، وحاول يركز ويصحى لما سمع اسم جوري، وبعدين لما حاتم سكت، قال:
حمزه: تمام يا حاتم، ردك وصل، بس مقلتش سبب الرفض إيه طيب؟
حاتم لسه مكمل في هزارُه قال: أصلها بتحب حد تاني، وقالت إنها مش عايزه تجرحك.
حمزه بهدوء: خلاص، سبها على راحتها، الحمد لله على كل حال.
حاتم: يعني انت مش زعلان؟
حمزه بغيرة: أكيد زعلان يا حاتم! مين بسلامته اللي بتحبه؟ أنا كنت حاسس إنها بتحبني! أنا طلع منين الزفت ده؟!
حاتم بضحك: واحد كده، قالت إنها مش هتقبل غيره، أصل الواد ده واكل دماغها بكلامه الحلو.
حمزه بغضب: انت بتضايقني أكتر يا حاتم، ما خلاص عرفنا إنها بتحبه!
حاتم انفجر في الضحك وقال: مبروك يا عريس! كبرت ياض، وهتتجوز خلاص!
حمزه بعدم استيعاب: مبروك على إيه؟ انت بتهزر؟
حاتم: ياض بقولك مبروك! يعني كلم أبوك وأمك، وتيجي تطلبها مني ومن مازن.
حمزه بهزار: وقعت قلبي يا أخي، حرام عليك! الله يبارك فيك، بس أطلبها من مازن ليه؟ معلش؟
حاتم بجدية: عشان جوري وكلتني أنا ومازن يا حمزه، متنساش إن جوري بتحب مازن زي أخوها وأكتر، وهو الوحيد اللي أقنعها توافق عليك، وعلى فكرة الجواز أصلًا.
حمزه بسعادة: مش مهم مازن دلوقتي، المهم إن جويرية هتكون من نصيبي، الحمد لله.
حاتم بهدوء: مازن مسافر بكرة، كلم بابا وهاته هو وماما وتعال هنا عشان تطلبوها.
حمزه: إن شاء الله، أنا هروح أكلمه دلوقتي.
حمزه قفل مع حلتم وهو فرحان جدا و دخل كلم أبوه، وأحمد فرح جدًا لأنه حب جوري زي ولاده، وقال:
أحمد: بكرة إن شاء الله، هكلم أمك ونروح نخطبها لك، ألف مبروك يا دكتور، أخيرًا هفرح بيك انت كمان. ربنا يسعدكم يا بني، جوري بنت جدعة وأنا حبتها زيك انت وحاتم.
حمزه: الله يبارك فيك يا بابا، تصبح على خير بقى.
---
تاني يوم، جوري صحيت وهي فرحانة عشان هتشوف حمزه. قامت، اتوضت، وصلت الفجر، وصلت ركعتين استخارة، وقعدت تدعي ربنا شوية. ولقت رسالة وصلت على تليفونها، فتحتها... كانت من حمزه طبعًا، مكتوب فيها:
"صباح الخير يا زوجتي المستقبلية. ممكن أكلمك قبل ما أتكلم مع إخواتك؟ أنا هرن عليكي، ولو سمحتي ردي."
ضحكت عليه وقلت في نفسي: الواد مش قادر يصبر شوية ويتكلم معايا براحته!
لقيته بيرن، حسيت بتوتر جامد، ومردتش عليه. رن تاني... أخدت نفس ورديت، بس متكلمتش.
حمزه: السلام عليكم.
جوري بخجل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انت عرفت منين إني صاحية دلوقتي؟
حمزه: عشان بشوف نور أوضتك منور كل يوم وأنا راجع من صلاة الفجر، وعارف إنك كنتي بتصلي الفجر ومش هتنامي غير الصبح بعد ما تصلي الضحى.
جوري: وعرفت منين بقى أنا بنام إمتى؟
حمزه: أصلي متابعك دايمًا، وببقى صاحي أنا كمان، لحد ما بشوف النور اتقفل، بعرف إنك نمتي... تقبل الله، عقبال ما نصلي جماعة أنا وانتي في بيتنا.
اتكسفت منه وسكت، وأنا حاسة إن قلبي هيقف.
حمزه حس إنها مكسوفة، قال بهزار: أموت وأشوفه!
جوري باستغراب: هو مين اللي هتموت وتشوفه؟
حمزه بضحك: الورد الجوري اللي على خدودك الحمر من الكسوف.
جوري بخجل: كده عيب يا دكتور، خليك محترم، وبطّل تعاكس فيّا.
---
حمزه بحب: طيب إن مكنتش أعاكس قلبي وروحي وعمري، أحب في مين أنا؟
جوري بخجل: انت عايز إيه مني يا روميو؟ انت صاحي من الفجر عشان تحب فيا؟
حمزه بحب: أنا أصلًا منمتش من ساعة ما حاتم كلمني امبارح، كنت بفكر فيكي، ونفسي أسمع صوتك الحلو ده.
جوري: وربنا لو ما سكت، هقفل في وشك السكة.
حمزه بضحك: خلاص اهدي يا منار، أنا كنت حابب أتفق معاكي على شوية حاجات كده قبل ما أجي.
جوري بخجل: اتفضل قول.
حمزه: يذيد فضلك يا ستي، أولًا أنا عايز أكتب عليكي النهاردة قبل أي حاجة تانية.
جوري بخجل: اللي هو إزاي؟ معلش، فين فترة الخطوبة؟ وبعدين أنا مش هتجوز دلوقتي خالص، أنا اتفقت مع حاتم ومازن على سنتين تلاتة خطوبة.
حمزه بحب: بصي، أنا هكلمك بصراحة. حاتم قالي إن مازن مسافر، وإنك وكلتيه يبقى ولي أمرك. يعني مش هقدر أقعد معاكي لوحدي، ولا حتى هعرف أتكلم معاكي، عشان كده عايز أكتب عليكي عشان أقدر أبصلك وأحب فيكي براحتي من غير ما أحس إني بعمل حاجة غلط وحرام. وكمان عشان أقدر أهتم بيكي كويس وانتي مراتي، ويا ستي مش هنعمل فرح غير لما تقرري انتي. سنة، اتنين، براحتك، بس أكتب عليكي الأول.
جوري بخجل: وافرِض متفقناش مع بعض؟ يبقى اسمي مطلقة، وأنا أصلا متجوزتش لسه!
حمزه بإقناع: مين بس جاب سيرة الطلاق؟ بعد الشر. أنا مش هسيبك غير لما روحي تطلع لربنا، غير كده عمري ما أغدر بيكي أبدًا، صدقيني.
جوري بهروب: سبني أفكر، ده جواز، والقرار ده مفيهوش رجعة. أنا وافقت على خطوبة بس، أرجوك اديني وقتي.
حمزه بحب: تمام، فكري براحتك يا قمر، المهم إنك وافقتي تدخلي قلبي وحياتي، وإن شاء الله مش هتندمي.
جوري بخجل: أنا لازم أقفل، سلام.
قفلت في وشه، وأنا مبسوطة جدًا، ومش مصدقة... إمتى أكون على ذمته وأقوله إني أنا كمان بحبه.
حمزه طلع خبط على أوضة أبوه وقال: بابا، انت صاحي؟
أحمد: تعال يا حمزه، ادخل.
دخل وقفل الباب، لقى أبوه قاعد على سجادة الصلاة، ابتسم وقال: تقبل الله يا حاج أحمد، أمال ماما فين؟
أحمد: بتعمل قهوة عشان أفوق.
حمزه: طيب، بما إنكم صحيتوا، أنا بقول نتحرك بدري عشان نلحق اليوم من أوله.
أحمد بضحك: ومستعجل ليه كده؟ فكرتني بأخوك، وهو واقف مكانك وبيطلب مني أكلم أبو مرام، اتقل ياض شوية، الصباح رباح.
حمزه بضحك وهزار: أعمل إيه؟ يقطع الحب وسنينه السودة، هو السبب!
أحمد بضحك: هو حاتم بهت عليك ولا إيه؟
حمزه بضحك: شكله كده! المهم، وحياة عيالك يا شيخ، نتحرك دلوقتي، وكلم جوري خليها توافق على كتب الكتاب، الهي يسترك.
أحمد انفجر في الضحك وقال: وربنا الواد بهت عليك! انت مش حمزه العاقل الراسي أبدًا!
حمزه بخجل: وحشتني يا بابا، ونفسي أكتب عليها وأحضنها براحتي، وأقولها قد إيه أنا بحبها.
أحمد بابتسامة جميلة: ربنا يسعد قلبك يا حبيبي، حاضر، هكلم أمك ونتحرك. روح جهز نفسك، وسيب موضوع كتب الكتاب عليا، وإن شاء الله خير.
حمزه قرب وباس دماغ أبوه وقال: ربنا يبارك فيك ويديمك في حياتنا نعمة يا والدي.
كريمة دخلت بعد ما حمزه خرج، وقالت: خير؟ الواد حمزه كان عايز إيه؟
أحمد بضحك: روحي جهزي نفسك يا أم العريس، ابنك مش قادر يصبر للصبح، ولازم نتحرك معاه ونروح نخطبها ليه.
كريمة بلوية بوز: مستعجل على إيه العبيط ده؟ هي لحقت؟ كلت عقله قبل ما يتجوزها! بكرة ينسانا بسببها!
أحمد بضحك: اهدي يا حبيبتي، ابنك معذور، البِت محترمة وجميلة ورقيقة، وتتحب.
كريمة ببوز: يعني أنا وحشة يا حاج؟
أحمد بضحك: لا إله إلا الله، ليه البوز ده؟ انتي ست الستات! وبعدين، نسيتي أيام زمان لما كنت بجري وراكي وأعاكس فيكي؟ غلبتيني معاكي عشان توافقي نتجوز.
كريمة بخجل: انت لسه فاكر؟ أنا كنت عيلة، بنت ١٥ سنة وقتها، وانت كنت بتزق عليا طوب الأرض، وأبويا يقولك لسه صغيرة، تقوله: وإيه يعني؟ نتخطب لحد ما تتم السن القانوني ونتجوز. وما سكتش غير لما وافق عليك، واتخطبنا، وقعدنا ٣ سنين لحد ما كتبت عليا.
أحمد بضحك: عشان حبيتك يا كرملة، والعيال طالعين ليا في شبابي.
كريمة بحب: ولا يجوا حاجة جنبك يا حبيبي، خلاص، عشان خاطرك بس هقوم ألبس ونروح للسنيورة اللي كلت عقل الواد.
---
احمد بضحك: براحة علي البت يا كريمة دي يتيمة، انا عارف انك بتحبي ولادك جدا وبتغيري عليهم، بس البنت غلبانة وملهاش حد، اعتبريها بنتك وبلاش تعملي عليها حما.
بعد ٣ ساعات وصلوا الفندق، وحاتم نزل استقبلهم هو ومنه ومرام ومهاب.
حاتم بضحك: جيتوا بدري يعني، الساعة لسه ٨ الصبح.
كريمة بغيرة: اخوك الله يسامحه منزلنا من الفجر عشان خاطر السنيورة بتاعته، كلت عقله خالص.
حاتم بضحك: اهدي يا كرملة، ده انتي اللي في الحته الشمال وربنا.
كريمة بزعل: ده كان زمان، قبل ما تتجوز وتبعد عن حضني، وادي اخوك هو كمان هيبعد عني خلاص، حبيتوا ونسيتوا أمكم.
حمزه قرب وخدها في حضنه وقال: ليه بس بتقولي كده؟ احنا ملناش بركة إلا انتي يا ست الحبايب، صح يا حاتم؟
حاتم بحب: طبعا، هو في أغلى منك عندنا؟ والله العظيم إحنا بنحبك أكتر من نفسنا حتى يا ست الكل.
كريمة بحب: ربنا يباركلي فيكم.
مرام قربت وسلمت عليها وقالت: نورتي يا طنط، طب والله حاتم كل يوم يصحي ويقول إنك وحشاه خالص، معلش لو اتسببت في زعلك منه.
كريمة: ربنا يهنيكم يا حبيبي، خدي بالك منه.
مرام: حاضر، ده في عيني والله.
منه: مبروك يا حمزه.
حمزه بحب: الله يبارك فيكي يا منه.
طلعوا كلهم استريحوا في أوضهم، وحاتم وحمزه ومهاب نزلوا يقعدوا على البحر شوية.
مهاب بضحك: جبت أهلك من الفجر يا جاحد؟
حمزه بضحك: ما انت عملت لمنه كتب الكتاب مفاجأة وكتبت عليها من وراها، مش لوحدي اللي مش قادر أستني.
حاتم بهزار: أمك هتولع في جوري بسببك يا مفتري، ادعلها بقي تخلص منها على خير.
حمزه بضحك: دي طول الطريق تقولي البت لحست مخك من أولها، وأنا عمال أُحايل فيها.
مهاب بضحك: لا واضح إن أمكم بتغير عليكم من البنات، ربنا معاكم.
حاتم بهزار: أمي لو تطول تقعدنا جنبها من غير جواز هتعملها.
حمزه بحب: بس دي أمنا برده، ولازم نستحملها ونقدر إنها أم، حست إنها ربت وكبرت وفي الآخر عيالها حبوا بنات غيرها.
حاتم بحب: ربنا يقدرنا ومنحسسهاش إننا بعدنا عنها زي ما هي فاكرة.
مازن صحي بدري، وحب ينزل يتمشى لوحده يمكن يهدي شوية من النار اللي جواه، بعد ما خرج من الفندق لقي جوري بترن عليه، رد وقال: صباح الخير يا عروسة.
جوري بضحك: صباح النور، فينك كده؟
مازن: نزلت أتمشى شوية.
جوري: ممكن تاخدني معاك؟ أصلي زهقانة ومش عايزة أصحي منه وأقلقها.
مازن بحب: من عيوني يا قمر، اجهزي وأنا هعدي عليكي.
جوري لبست طقم جميل ونزلت لمازن اللي كان مستنيها تحت، وأخدها ومشي.
مازن بحب: أميرتي نفسها تروح فين؟
جوري بضحك: أميرة مرة واحدة! وديني عند شاطئ الغرام، عايزة أشوف صخرة ليلى مراد.
وصلوا الشاطئ، وجوري قعدت على الصخرة وقالت: أنا عارفة إنك بتمثل إنك سعيد يا مازن، ومش عارفة أفرحك إزاي، أنا بجد آسفة.
مازن بحب: هتصدقيني لو قلت إنّي عمري ما كنت سعيد غير لما اتعرفت عليكي؟ مليتي عليا حياتي بعد ما كنت عايش وحيد، واعتبرتيني أخوكي وسندك في الدنيا، ودي عندي بالدنيا كلها.
جوري بضحك: انت كتير قوي عليا يا مازن، ولو لفيت العالم كله مش هلاقي حد يكون أماني زيك، تعرف يا مازن، انت الشخص الوحيد اللي لما بكون معاه مش بهتم إني أحفظ الطريق، لأني عارفة إنك معايا ومش هتوه، بحس إنك أبويا مش بس أخويا، أنا مبسوطة جدا إني عرفتك، وعايزاك تعرف إنك عندي أغلى من أي حد.
مازن بحب: وأنا يكفيني حبك كأخ وأب، ومش عايز حاجة تاني أكتر من كده.
جوري بخجل: حمزه كلمني الفجر وقال إنه عايز يكتب الكتاب قبل ما انت تسافر.
مازن بهدوء: وانتي ايه رأيك؟
جوري بخجل: خايفة ومش مستعدة للخطوة دي دلوقتي.
مازن بشرود: أنا لو منه هكتب عليكي في أسرع وقت، عشان آخد راحتي معاكي، هو معاه حق، إزاي هسافر وانتي هتكوني لوحدك هناك في وسطهم؟ لازم يبقى فيه حاجة شرعية بينكم، وكمان عشان تعرفي تاخدي عليه بسرعة، أنا من رأيي إنك توافقي.
جوري: انت إزاي كده؟ إزاي بتقنعني أتجوز غيرك؟ وانت أصلاً بتحبني.
مازن بحب: عشان بحبك بتمني ليكي السعادة يا جوري، صعب عليا أسلمك لجوزك بنفسي، بس عمري ما هتخلى عن أختي، هنسى إني بحبك مؤقتا، وأنصحك كأخ بيحب الخير لأخته.
جوري: احنا لسه فيها يا مازن...
---
مازن بضحك: لا يختي انا مش لاعب شوفيلك حد غيري يفتح الله.
جوري بضحك: براحتك يا كبير انا كده عداني العيب.
مازن: علي فكرة حمزه هنا من الصبح هو واهله.
جوري بخجل: هو لحق وصل امتي ده ونزل من البيت امتي.
مازن بضحك: انا كنت نازل اتمشي و شوفته من بعيد هو واهله، الواد مش قادر علي بعدك.
جوري بخجل: انا مكسوفه قوي يا مازن ومش عارفه هتعامل معاه ازاي بفكر اهرب من هنا.
مازن بضحك: متخفيش انا معاكي ومش هسيبك لوحدك قرري انتي بس وانا هعمل اللي انتي عايزاه.
جوري: مش انت اخويا اعمل اللي انت شايفه صح ليا انا واثقه فيك وفي قرارك.
مازن: تمام يبقي نكتب الكتاب قبل ما اسافر ان شاء الله.
جوري بخجل: اللي تشوفه.
---
حمزه كان قاعد مع حاتم لوحدهم قال: الساعة بقت ٩ ما تكلم جويرية صحيها خليها تنزل.
حاتم بضحك: الحب ولع في الضرة، حاضر يا روميوا.
رن عليها و هي قالت انها خرجت تتمشي مع مازن شوية.
حاتم: مش كنتي قولتي كنت خرجتك انا.
جوري: معلش انت واحد متجوز مش عايزه اضايق مرام ومنه معاها جوزها محبتش اتقل علي حد.
حاتم بحب: مفيش تتقيل يا بت انتي اختي، فينك كده.
جوري بضحك: قاعدة علي صخرة ليلة مراد.
حاتم بضحك: ماشي يا ستي تحبي اجيلك طيب اغير جو شوية.
جوري: تعال يا تيموا بس مرام كده تزعل مني.
حاتم: لا مش هتزعل ولا حاجه انا جاي و معايا حد كده ماشي.
جوري فهمت انه بيتكلم علي حمزه قالت بخجل: تنور انت و اللي معاك المهم ميكنش اللي في بالي.
حاتم بضحك: هو بعينه بغباوته.
جوري بخجل: لا خليك احسن متجيش انا بهرب منه القيك جيبهولي معاك.
حاتم: وحياتي عندك لازم نتكلم احنا الاربعة لوحدنا.
جوري بخجل: خلاص عشان خاطرك بس.
حاتم قفل معاها و حمزه قال بغيره بعد ما سمع المكالمة لأنه اصر علي حاتم وقاله انه نفسه يسمع صوتها: هي قاعدة معاه علي الشط لوحدهم؟
حاتم بجدية: انت شاكك فيها ولا ايه؟
حمزه: لا طبعا بس انا بغير ازاي تخرج معاه لوحدها.
حاتم بجدية: بص يا حمزه علاقة جوري ومازن مش هتنتهي بجوازها منك، مازن غالي قوي عند جويريه، حاول تتحكم في غيرتك عشان متقلبش شك بعد كده، انت عارف انها بتحبه زي اخوها واكتر كمان، ولو اختارت بينهم هتختاره هو لأنه اخوها وسندها وضهرها، بلاش غيرتك تعميك. مازن لو كان عايز يتجوزها كان عملها من زمان وهي كانت هتوافق من غير تفكير، اما هو بيحبها زي اخته وهو اللي اقنعها توافق عليك بعد ما انا ومنه ومرام حاولنا معاها كتير. مازن ليه تأثير عليها، عنده قدره علي الاقناع غريبه خلاها في ثانية وافقت، متحاولش تنسي انه بيحاول يساعدك وبيقول في ضهرك كل خير، الراجل ده محترم وانا بعزه زيك بظبط.
حمزه: خلاص يا حاتم هحاول اسيطر علي نفسي، يلا نمشي.
ركبوا العربية وطلعوا علي شاطئ الغرام، وصلوا و نزلوا من العربية و شافوا جوري قاعده علي البحر هي ومازن وفي بنهم مسافه متر فاضيه، حاتم بص لأخوه وقال: عشان تصدق انهم مش بيعملوا حاجه غلط.
حاتم قرب عليهم وقال: صباح الخير علي الناس الرايقة.
مازن قام سلم عليه وعلي حمزه وجوري اتكسفت و سابتهم وقامت قعدت بعيد عنهم.
مازن بحديه: اهلا يا دكتور، جوري قالتلي انك طلبت منها تكتب الكتاب، مش كان المفروض برده تعرفني الاول ولا انت مش معتبرني اخوها ولا ايه؟
حمزه بهدوء: ابدا، حبيت اعرف ردها قبل ما افتح معاك الموضوع.
مازن ببسمة وهزار: خلاص حصل خير، بص يا ابني انا مقدر انك بتحب اختي وعشان كده هعديها.
حمزه بضحك: طيب هي قررت ايه؟
حاتم بضحك: علي فكرة بقي ده ظلم، انا لازم امثل دور الحما انا كمان.
مازن بضحك: فكرة حلوه، تعال نهريه طلبات.
حمزه بضحك بص لجوري واتكلم: عجبك كده؟ سلمتيني ليهم؟
جوري اتكسفت وبصت الناحية التانيه.
