رواية اوجاع الروح الفصل الثامن عشر18بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح الفصل الثامن عشر18بقلم فاطمه فارس

في بيت كريمة ..... 

حاتم: صلي على النبي يا أمي، حقك عليا، مرام تعبانة من الحمل والدكتورة قالت بلاش تشيل تقيل أو حتى تتحرك كتير عشان الحمل ضعيف، ده حتى مامتها بتطلع تساعدها في الشقة.

كريمة بزعيق: خلاص بتدافع عنها وتقف قصاد أمك عشان كلبة زي دي!

أحمد كان بيصلي، خلص وخرج على صوتهم العالي وقال: في إيه على الصبح؟ مالك بتزعقي ليه؟

كريمة: تعال شوف ابنك هو والمحروس أخوه، خلاص بقوا يقفوا قصادي بعد ما ربيت وكبرت، قال على رأي المثل "ربي يا خيبة للغايبة"!

أحمد، كان عارف إن مراته بتهوّل الأمور، قال: رايح على فين يا ابني انت ومراتك؟

حاتم: عندنا متابعة عند الدكتورة يا بابا، وجيت أسلم عليكم قبل ما أمشي.
أحمد: طيب روح يا حاتم انت ومرام، ولما تخلصوا تعالوا طمّنونا عملتوا إيه.

مرام بدموع: شكراً يا عمي لأنك مهتم بيا، ربنا يخليك لينا.
أحمد بحنان : يا رب، ربنا يقومك بالسلامة يا بنتي.

حاتم أخد مرام وجوري وركبوا العربية.
حاتم بص لمرام وقال: حقك عليا يا مرام، انتي عارفة أمي بتحبنا وغصب عنها.

مرام بضيق: حصل خير يا حبيبي.

جوري حست إن مرام مضايقة، قالت بهزار: إيه يا مرمر، بتحبي في أخويا قدامي كده؟
مرام بضحك: وفيها إيه، مش جوزي حبيبي وأبو ابني؟
حاتم بحب: ربنا يحفظك ليا انتي وابني يا قلبي.

جوري بضحك: طب راعوا إني موجودة طيب.
حاتم بضحك: عادي يا جوري، ما انتي كمان حمزة بيقعد يحب فيكي قدامي، إحنا أهل مفيش بينا كسوف.
جوري بخجل: خلاص يا حاتم، غيّر الموضوع.
حاتم بضحك: حاضر يا ستي، عرفتيه إنك جاية معانا؟

جوري: لا، اتكسفت أكلمه.

مرام: انتي عبيطة؟ في واحدة  تتكسف من جوزها؟

حاتم بهدوء: أنا ملاحظ إنك طول الفترة اللي فاتت مش بترني عليه خالص، وحمزة بصراحة زعلان منك عشان عدى شهرين على كتب الكتاب وانتي لسه معتبراه غريب.
جوري بخجل: أخوك قليل الأدب يا حاتم  وبيقول كلام يكسف، وأنا بتكسف منه جدًا، هو مش غريب، هو بقى كل اللي ليا بعدك انت ومازن طبعًا، وبصراحة صعب أتعامل معاه زيك كده لأني بتوتر في وجوده، حتى الكلام اللي ببقى عايزة أقوله مش بقدر أطلّعه غصب عني.
حاتم بضحك: آه لو سمعك وانتي بتقولي عليه قليل الأدب قدامنا، مش بعيد يولّع فيكي.

جوري بضحك: الله، أَكْدِب يعني؟
حاتم ببسمة: أنا عارف إنك لسه مش متعودة عليه، بس ده جوزك يا جوري، وحقه يسمع كلمة حلوة منك بدل ما يدور على حد بره يقوله اللي نفسه فيه.

جوري بخجل: إن شاء الله.

حاتم بحب أخوي: تعرفي إن أنا أول مرة أشوف أخويا سعيد كده؟ ده مش بيبطل يتكلم عنك معايا وكأنه امتلك الدنيا كلها.

جوري بخجل: ربنا يخليكم لبعض.

حاتم وصل العيادة، ركن العربية، ونزلوا طلعوا العيادة وقعدوا يستنوا دورهم.
مرام قربت على حاتم وقالت بصوت واطي: إيه رأيك نحاول نقرّب بينهم عشان جوري تتعود عليه؟

حاتم بابتسامة: خلاص، نخلص كشف ونطلع على المستشفى اللي شغال فيها، ونعمل مفاجأة ليه وليها، واهو تشوف جوزها وهو دكتور.

دورهم جه، والبنت نادت عليهم، دخلوا وقعدوا، الدكتورة كشفت على مرام بالسونار وقالت: الحمد لله، الجنين كويس، بس حملك ضعيف، ياريت بلاش حركة كتير، والأحسن تفضلي نايمة طول فترة الحمل، لأن أي مجهود ولو صغير ممكن نفقد الجنين.

حاتم بلهفة : تمام يا دكتورة، يعني مفيش خطر عليها؟ أهم حاجة عندي صحتها.

الدكتورة قالت بضحك: إن شاء الله مفيش خطر عليها، بس تنتبه ليها كويس وتتغذى حلو، أنا هكتب لها شوية فيتامينات ومثبّت.

خرجوا من العيادة، وحاتم طلع على المستشفى، وأول ما وصل قال: خليكي هنا يا مرام عشان متتعبيش، أنا هاخد جوري نشوف حاجة جوا، وراجعين، مش هتأخر عليكي.
مرام بحب: ماشي يا حبيبي.

حاتم مشي وجوري مشيت وراه وهي مش فاهمة حاجة، قالت: إحنا داخلين هنا ليه يا حاتم؟
حاتم بهدوء: اصبري على رزقك، ودلوقتي تعرفي.

**** 

في مكتب حمزة ...

قال حمزة بحدة:
ـ دكتورة سهام، النقاش مرفوض في الموضوع ده. لو سمحتي اتفضلي بره، أنا مش هقدر أساعدك.

سهام بنبرة متوسلة:
ـ حمزة، أرجوك... أنا محتاجة بس تسمعني.

قاطعها بصوت حاسم وهو بيبص لها بثبات:
ـ متأسف. مش هجرح مراتي عشان أساعدك حتي لو من باب الإنسانية   . 

سهام سكتت، وبصت له بنظرة غريبة مليانة مشاعر متلخبطة.
وقفت مكانها شوية، وكأنها عايزة تقول حاجة بس الكلام مش طالع.
وبعد دقايق خرجت  من المكتب وهي ساكتة... وأول ما فتحت الباب، لمحت حاتم واقف برا، وشافته بيضحك مع بنت.
عرفت من ملامحه إنه أخو حمزة لانه بيجي ليه كتير ... وشافت في عيون جوري البراءة، وحست  على طول إنها دي مراته.

ابتسمت ابتسامة شريرة،  ورجعت تاني المكتب بخطة في دماغها...

***** 

اما حاتم و جوري دخلوا المستشفى وراحوا عند مكتب حمزة  ودخل هو وجوري لقوا الباب مفتوح ، واتصدموا لما لقوا حمزة حاضن بنت وقاعدة على رجله، بلبس عريان، وكل جسمها باين منه.

و في لحظة جوري حست كأن الزمن وقف، صوت قلبها بقى أعلى من صوتها...   اتخنقت وبصت له بنظرة عتاب وقالت: يظهر إننا عطلناكم وجينا في وقت غلط... أنا ماشية يا حاتم.

خلصت كلامها وأخدت بعضها وخرجت بسرعة.
حمزة قام وراها وهو بيقول: جوري استني بس، انتي فهمتي غلط!

حاتم بعتاب: خلص شغلك ولينا كلام في البيت، أنا هروح جوري وانت كمل شغلك مع الدكتورة، سلام.

حاتم خرج و حمزة بص لسهام بغضب وقال وهو بيخبط  بإيده علي المكتب ب بعصبية  : ايه اللي هببتيه دة؟  بررررررة،  مش عايز اشوف وشك تاني في مكتبي. 

سهام خرجت بس  بعد ما حطمت ثقة جوري في حمزة. 

***** 

جوري خرجت بسرعة وهي منهارة من العياط، راحت لمرام وخبطت على شباك العربية وقالت: أنا هروح لوحدي يا مرام، عرفي حاتم لما يخرج عشان ميقلقش عليا.
مرام بخضة: مالك؟! بتعيطي ليه؟! وإزاي أسيبك تروحي لوحدك؟
جوري بدموع: لو سمحتي، أنا مش قادرة أتكلم ومخنوقة، عايزة أبقى لوحدي شوية... سلام.

سبتها ومشيت، وأنا نفسي أروح أضرب حمزة عشان بيخوني وكمان مش عامل احترام ليا في غيابي.
فضلت ماشية، وأنا مش عارفة رايحة فين، ودموعي نازلة، وقلبي بيقول في نفسه: ليه يا حمزة؟ هِنت عليك للدرجة دي؟ أنا مش فارقة معاك؟

حاتم ركب العربية وبص على مرام، ملقاش جوري.
قال: جوري فين؟ هي مش خرجت قبلي من جوه؟
مرام بخوف: مش عارفة يا حاتم، أنا لقيتها جاية معيطة و...
وحكت له اللي حصل.

حاتم بضيق: راحت فين دي؟! هي ناقصة؟! الله يسامحك يا حمزة... مشيت منين عشان ألحقها طيب؟
مرام شاورت له على الطريق اللي مشيت منه.
حاتم قلب الدنيا عليها، وملهاش أثر، رن عليها وتليفونها مقفول.
قال: كده يا جوري؟ تخوفيني عليكي؟ أنا هكلم أمي تشوفها وصلت ولا لأ.

حاتم كلم أمه واتحايل عليها كتير لحد ما نزلت في الآخر وقالت له إنها مش في الشقة ومفيش حد بيرد.

حاتم: شكراً يا ماما، تعبّتك معايا، خلاص أنا هتصرف.
كريمة: هو فيه إيه؟ أنا عايزة أفهم.
حاتم: بعدين يا ماما، هكلمك تاني... سلام.

قفل معاها وكلم حمزة، وقال بزعيق: عجبك كده يا دكتور يا محترم؟ مراتك مشيت ومحدش عارف هي فين لحد دلوقتي!
حمزة بخضة: إزاي؟! هي مش كانت معاك؟!
حاتم حكى له اللي حصل.

حمزة بضيق: أنا جاي حالا اصلا كنت هطلع وراها بس نادوا عليا في العمليات، وهدور عليها... سلام.
حاتم بضيق: كنت بتعمل إيه مع البنت اللي كانت معاك يا حمزة، ها؟! وأنا اللي قلت أعملك مفاجأة وأقرب بينكم... تخرب الدنيا؟

حمزة بصوت مخنوق: والله العظيم ما عملتش حاجة، انتوا فهمتوا غلط.
حاتم بضيق: حسابك بعدين، لما ألاقي جوري، هفضالك... سلام.

حمزة خرج من المستشفى وهو خايف عليها، فضِل يدوّر عليها في كل حتة، وملهاش أثر.
كلم حاتم وعرف إنها لسه مرجعتش.

الساعة دخلت على 11 بالليل ومحدش يعرف عنها حاجة.
حمزة راح غير هدومه ونزل تاني، وراح مع حاتم وقلبوا الدنيا عليها.
دوروا في كل الأماكن اللي ممكن تروحها وهي مضايقة، وبرضه مفيش أثر.

حمزة بخوف: هو ممكن يكون جرالها حاجة؟
حاتم صعب عليه أخوه، قال عشان يهديه: إن شاء الله خير، أكيد هترجع.

حاتم افتكر مازن، وقال: ممكن تكون كلمت مازن، أنا هكلمه وأسأله عليها.
رن عليه وقال: إزيك يا مازن؟ عامل إيه؟
مازن: الحمد لله بخير، انت أخبارك إيه؟

حاتم: الحمد لله، بقولك... جوري كلمتك النهاردة؟
مازن بقلق: لا، رنيت عليها كتير، تليفونها مقفول.

حاتم بخوف: طيب، شكراً يا مازن، هكلمك تاني.

مازن بخوف: استنى يا حاتم! جوري مالها؟ هي فين؟ إيه اللي حصل؟
حاتم: سوء تفاهم حصل بينها وبين حمزة، ومن الصبح مرجعتش البيت، دورنا عليها في كل حتة وملهاش أثر، قلت يمكن كلمتك.
مازن بخوف: إزاي كل ده مرجعتش؟! هتكون فين بس؟ دي ملهاش غيري، وملهاش قرايب تروح عندهم
.
حاتم: طيب لما كانت بتضايق، كانت بتروح فين؟ أنت أقرب حد ليها، أكيد عارف.
مازن بخوف : للأسف، كانت بتكلمني أجيلها ونتكلم...

مازن قعد يفتكر، لما جوري كانت بتقوله إنها لما كانت بتزعل زمان، كانت بتحضن أمها وأبوها وتفضفض لهم.
قال: حاتم، دور عليها في المقابر، ممكن تكون راحت تزور أهلها.
حاتم: صح! إزاي راحت عن بالي دي؟ بس هعرف طريقها منين بس؟
مازن: اسأل أي حد من الجيران يا حاتم، أكيد لما أهلها اتوفوا كانوا معاها... أو أقولك، استنى، هعمل مكالمة وهرجعلك، وإن شاء الله هعرف فين طريق المقابر.

حاتم قفل معاه وقال: مازن هيكلم حد، وإن شاء الله يعرف فين جوري... يا رب تكون هناك.
حمزه بخوف: أنا السبب... بس والله العظيم ما خنتها، يا حاتم، وربنا اللي يعلم.
حاتم بهدوء: ترجع بس، وبعدين نتفاهم يا حمزه ونعرف إيه اللي حصل معاك.

مازن قال في نفسة بحزن  بعد ما قفل المكالمة:  لية كده يا جوري تقلقيني عليكي بس،  كان المفروض اكون معاكي دلوقتي واحتويكي واخفف عنك...  بس القدر هو اللي بعدك عني. 

كلم صاحب باباها وقال: السلام عليكم، إزي حضرتك؟ فاكرني؟ أنا مازن اللي وديت جوري المستشفى من سنة لما تعبت...

---
رد:
ـ وعليكم السلام، أهلاً يا مازن يا بني... آه افتكرتك.

مازن:
ـ معلش، ممكن تقولي المقابر بتاعة أهل جوري فين؟ عشان هي مختفية من الصبح ومش عارف أوصلها.

رد:
ـ جيب العواقب سليمة يا رب... هتكون فين وقت زي ده؟ الساعة عدت ١٢... عنوان المقابر في...

مازن:
ـ شكرًا لحضرتك، معلش لازم أقفل عشان أدور عليها.

مازن قفل المكالمة، ورن على حاتم وقال:
ـ للأسف كنت مفكرها عند صاحب باباها، بس ميعرفش عنها حاجة. أنا عرفت عنوان المقابر في.... دور عليها هناك وكلمني أول ما توصل... أنا هموت من الخوف عليها.

حاتم:
ـ تمام، شكرًا يا مازن... تعبتك معايا.

مازن بألم :
ـ جوري أكتر من أختي، وأنا لولا إني مسافر كنت دورت عليها بنفسي... لما توصل، طمني أرجوك.

حاتم قفل معاه، وركب العربية هو وحمزة، وطلعوا على العنوان اللي مازن أداهولهم.
أول ما وصلوا، سأل حاتم على المسؤول عن المقابر، وراحله، وطلع صورة جوري من تليفون حمزة، وقال:

ـ السلام عليكم، لو سمحت... شفت البنت دي هنا؟

الراجل:
ـ أيوه يا بيه، جت الصبح وطلبت مني المفتاح.

حاتم:
ـ طيب، ممكن توديني ليها؟

الراجل:
ـ هي مشيت يا بيه من المغرب، وجت إدّتني المفتاح، وقالتلي أَهتم بقبر أمها وأبوها، وادّتني فلوس كتير.

حمزة بجنون:
ـ راحت فين دي؟ أدور عليها فين بس؟ طيب... متعرفش راحت فين؟

الراجل:
ـ لا يا بيه، معرفش.

حاتم طلع فلوس، واداها له وقال:
ـ طيب شكرًا... تعبناك معانا. ده رقمي، لو جت تاني كلمني، وأنا عيني ليك.

مشوا بيأس، وحاتم كلم مرام سألها، وعرف إنها لسه مرجعتش.

حمزة بخوف:
ـ تعال ندور عليها في المستشفيات والأقسام.

دوروا عليها في كل حتة... مفيش أثر نهائي، ومحدش عارف يوصل لها.

حمزة بجنون:
ـ أنا هروح أقدم محضر يا حاتم.

حاتم:
ـ أنا كلمت مهاب، وقال لي هيدور عليها ومش هيستنى المحضر.

حمزة بدموع:
ـ أنا خايف يكون جرالها حاجة يا حاتم.

حاتم:
ـ اهدا يا حمزة، وإن شاء الله هنلاقيها.

حاتم كلم مازن وعرفه اللي حصل، ومازن اتجنّن وقال:
ـ يعني إيه مش لاقيينها؟! أخوك عمل إيه وصلها إنها تسيب بيتها وتمشي؟! أنا عايز أفهم إيه اللي حصل بالظبط!

حاتم:
ـ أرجوك يا مازن، مش وقته... قلتلك سوء تفاهم، هي فهمت غلط.

مازن بغضب:
ـ أيا كان اللي حصل، أنا مش هسامحه لو جرالها حاجة! أنا هحجز على أول طيارة، وأجي بنفسي أدور على أختي اللي سِبتها أمانة معاكم!

مازن قفل مع حاتم وهو مضايق جدًا، وقال لنفسه:
ـ ليه توجعي قلبي عليكي يا جوري... هتكوني فين بس؟ يا رب احفظها من كل مكروه.

عدى يومين، ومحدش عارف يوصلها.
مازن نزل مصر، وقلَب الدنيا عليها... بدون فايدة.
حمزة وحاتم دوروا في كل حتة: أقسام، مستشفيات، فنادق... مفيش أي أثر.

ومع مرور كل دقيقة، كان قلب حمزة بينزف، ومحدش عارف... هل جوري لسه بخير؟ ولا الوقت خلاص فات؟"

تفتكروا جوري كانت صح في رد فعلها؟
الصدمة لما بتكسر جوانا حاجة، ساعات بنهرب بدل ما نواجه…
ساعات الصمت بيكون أبلغ من أي كلام أو عتاب 💔

                     الفصل التاسع عشر من هنا

تعليقات



<>