رواية اوجاع الروح الفصل العشرون20بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح الفصل العشرون20بقلم فاطمه فارس
في بيت  كريمة.... 

حاتم بعتاب: ليه كده بس يا امي ؟ جوري عملت إيه عشان مش عايزة حمزه يكمل معاها؟ 
كريمة  سابته واقف وقعدت علي الكنبة وقالت بدموع: 
-خلاص، بقيت أنا الوحشة وهي ملاك الرحمة بتاعتكم.

حاتم اتنهد وقعد جنبها، واخدها في حضنه وقال: انتي ست الكل يا أمي، ولازم تعرفي إن لا يمكن أي واحدة تاخد مكانك عندنا، أنا أو حمزه. انتي كل حياتنا يا أمي، لا جوري ولا مرام، ولا حتى عيالنا لما نخلف، هنحبهم أكتر منك. انتي أغلى حد في حياتنا، وبعدك على طول بابا، وبعد كده زوجاتنا وعيالنا.

** 
لازم تعرفي إن مرام بتحبك، ونفسها ترضي عنها. هي محتاجة لك أكتر من أمها حتى، لأنك أم زوجها. محتاجة دعوة حلوة منك أو ابتسامة جميلة، وهي هتديكي عينها والله.

وجوري محتاجة لك أكتر من مرام يا أمي، دي بنت يتيمة وملهاش حد غيرنا بعد ربنا، وحمزه بيحبها، بس ده مش معناه إنه بيحبها أكتر منك.

حمزه بيحبك ومتعلق بيكي أكتر مني، وانتي عارفة ده كويس. زي ما هو طول عمره بيسمع كلامك ويرضيك، فيها إيه لو سمعتي كلامه وراضيتيه؟ مش نفسك تشيلي عياله وتفرحي بيهم مع ابني أو بنتي اللي جايين في السكة؟ 
حمزه كتوم جدًا ومش عايز يحسسك إنه مضايق أو زعلان.

عايزة تعرفي جوري مشيت ليه؟ أنا هقولك عشان متظلميهاش تاني... 

(حكى ليها كل اللي حصل من أول ما جوري شافته مع البنت في المكتب، لحد آخر مكالمة بينهم) 

*** 
حاتم: عرفتي بقى إن علاقتهم متوترة، وهي محتاجة حد ياخدها في حضنه ويطمنها. عرفتي يا أمي إنها محتاجة لحضنك أكتر مننا.

كريمة رفعة عينيها بتردد ، و كانت هتقول حاجة بس سكتت. 

***
حاتم بصلها بحنان و قال:  
-أنا عارف إنك حنينة جدًا ومش بتقصدي تزعليهم، عارف إنك بتحبينا وبتغيري علينا منهم. بس اللي لازم تعرفيه إنهم مش أعدائك يا أمي، ولا عايزين ياخدوا عيالك منك.

كل واحدة فيهم بتتمنى رضاكي، عشان إحنا نرضى عنهم، وربنا يرضى عنهم.

مرام وجوري مش في منافسة بينك وبينهم مين اللي هيفوز بيا أنا أو حمزه... 
لا، هما زوجاتنا ورفقاء العمر اللي جاي بإذن الله. 

*** 
حاتم اتنهد و سند علي الكنبة و رجع راسة لورا و قال بصدق:  
-أما انتي يا أمي، فإنتي أمنا وحبيبتنا، وسبب وجودنا في الدنيا، وسبب من أسباب دخولنا الجنة. 
إنتي وبابا برضاكم ودعواتكم لينا. 
الأم ما تتقارنش بأي حد، ولا بكنوز الدنيا كلها. 
أنا وحمزه مش عايزين غير رضاكم، ورضا ربنا، وحبكم لينا، ودعواتكم الحلوة، وحب زوجاتنا لينا. 
الراجل مننا بيبقى أسعد إنسان في الدنيا كلها لما ربنا يرزقه بواحدة بتحبه بجد من قلبها.

أنا وأخويا بنكون سعداء لما نسمع كلمة حلوة منهم. 
يا أمي، المفروض تفرحي لفرح أولادك، وتعرفي إن سعادتنا عمرها ما هتكمل من غير مباركتك من قلبك.

زي ما إنتي عشتي مع بابا أحلى قصة حب، وكان نعم الزوج ونعم الأب، عمره ما هانك، ولا جرحك، وكان دايمًا سندك وضهرك وأمانك... 

من حقهم إننا نكون إحنا كمان ضهر وأمان ليهم.

***

حاتم وهو بيحاول يخفف التوتر و ضحك وقال:  
- صح يا ست الكل؟ المفروض تفرحي إنك ربيتي رجالة من ضهر راجل بيعامل زوجته بالحسنى، زي بابا ما بيعاملك دايمًا... 
صح يا كرملة يا عسل إنتي؟

***** 

كريمة  بصت لأبنها بفخر وقالت بصوت كلة ندم : 
-ربنا يزيّدك من فضله يا حبيبي، إنت علمتني درس عمري ما هنساه. أنا فعلاً كنت بغير عليكم من صغركم، بس والله العظيم بحبكم وبتمنى لكم الخير.

حاتم باس إيدها وقال: وإحنا كمان بنحبك يا ست الكل. أنا هطلع أغيّر هدومي وارجع أتغدى معاكي، بعد إذنك.

حاتم سكت أخيرًا وهو حاسس إنه قال كل اللي في قلبه... و بعد كده طلع شقتة. 

** 
مرام حضرت السفرة، وكان باين عليها التعب.
دخلت المطبخ، عملت عصير ليمون، وشربته.

كريمة قامت وراحتلها المطبخ، لقتها بتشرب العصير، ابتسمت وقالت: تعالي يا مرام، عايزاكي.

مرام لفت وقالت في نفسها:
- أنا بجد تعبت من المشاكل، يارب استرها. 
خرجوا سوا، وكريمة بدأت الكلام: 
حقك عليا يا بنتي، أنا عارفة إني غلطانة. بس إنتي قلبك أبيض ومش هتزعليني... مش أنا برضو زي أمك؟

مرام فرحت وقالت: طبعًا أمي، خلاص، أنا نسيت أي حاجة حصلت بينا ومش زعلانة.

كريمة بصت لها بتأثر و ندم و قالت:  ربنا يقدرني و اعوضكم يا مرام، انا كنت غلطانه بس ربنا يعلم اني مكنش قصدي اخرب بيتكم، او اكرهكم فيا. 

مرام بتأثر :  
- مفيش حاجه يا امي خلاص انا نسيت كل حاجة،  وانتي ست الكل و نور عينينا و الله. 

كريمة حضنتها بكل حنان و حست انها فعلا كانت غلطانه في طريقة معاملتها مع جوري و مرام.

***** 

أما حمزه، فكان قاعد في مكان جوري اللي كانت بتقعد عليه علي السطح  وباصص للقمر  ، 
قعد يفتكر كل لحظاتهم سوا، وابتسم لما افتكر أول لقاء بينهم، لما سمعها بترتل القرآن بصوتها العذب.

قال في نفسه: 
- آآآه، فينك بس يا جوري؟ آه لو تعرفي بحبك قد إيه، مكنتيش صدقتي إني خاين... وحشتيني يا عمري. 

أنا حاسس إني تايه من غيرك، وولا لحظة عدت عليّا من غير ما أفتكرك.

***** 

مازن كان قاعد سرحان، تليفونه  رن برقم "ضحى"، أول مرة مردش، رنت تاني، اتنهد ورد وقال: 
- أيوه يا ضحى؟

ضحى بحب: وحشتني يا مازن، هتيجي إمتى بقى؟ طولت المرة دي.

مازن: 
-معلش، أنا قولتلك شوية مشاكل بحلها، وهرجع قريب إن شاء الله.

ضحى بزعل: إنت زعلان عشان كلمتك... أنا بس كنت عايزة أطمن عليك.

مازن حس إنها ملهاش ذنب، فقال بهدوء: 
-حقك عليا يا زوجتي المصون... أنا بس مرهق شوية.

ضحى بضحك: الله! أول مرة تقول "زوجتي المصون"، خلاص، سامحتك يا روحي. بس متتأخرش عليا.

مازن ابتسم وقال:
- حاضر، خدي بالك من نفسك كويس، وبلاش تحتكي بحد كتير، وسلمي على عمي.

***** 

حمز:ة دخل الشقة، ولسه هيدخل أوضته، سمع صوت أمه بتنادي عليه.

اتنهد، ولفّ وبصلها وقال: 
-أمي، أنا بجد تعبان، ومش حمل خناق تاني... أجّلي الخناقة لبكرة.

كريمة قربت على حمزه بحنان وقالت: 
- حقك عليا يا حبيبي، أنا مش قصدي أضايقك... إن شاء الله مراتك ترجع وتتصالحوا. 

حمزه سكت ومردش، فكمّلت كلامها: 
- بُكره ترجع وتتجوزوا، وأشيل عيالك يا حبيبي. ومن ناحيتي اطمن، أنا مش هسببلك أي مشاكل... دول من دلوقتي بقوا بناتي زيك إنت وأخوك بالظبط. 

حمزه بذهول:
- بجد يا ماما؟ 

كريمة ضحكت وقالت: 
بجد يا حبيبي... ادخل غير وتعال اتغدى معانا، إحنا كنا مستنيينك نتغدى سوا.

حمزة حس قلبه بيرتاح، وكأنه أخيرًا سمع الجملة اللي كان مستنيها من سنين."

***** 

عند سهام.... 

سهام طلعت على شقة حمزة، وقلبها بيدق بسرعة. خبطت على الباب، وكريمة هي اللي فتحت، استغربت وقالت: 

- أهلاً... إنتي مين؟ 

سهام اتوترت، لكن قررت تكمل اللي جاية عشانه. ردّت بهدوء: 

- أنا سهام... زميلة دكتور حمزة، ممكن أكلمه لو موجود؟ 

كريمة بصّت لها لحظة في صمت، وبعدين دخلت تنادي على حمزة.

حمزة طلع مستغرب وشافها، وقال بحدة: 

- أهلاً... خير؟! مكفّكيش اللي حصل في المستشفى، جاية تكمّلي هنا؟ 

سهام بصّت في الأرض وقالت بصوت هادي: 

- مش هعطلك، متخفش... أنا بس جاية أعتذر عن كل اللي حصل. بجد، مكنتش قادرة أتحكم في مشاعري... أنا حبيتك يا حمزة. 

سكتت لحظة، وبعدين كملت بصراحة: 

—-مراتك محظوظة بيك جدًا. زوج محترم ومخلص... أنا قدمت استقالتي، ومش هتشوف وشي تاني. بس كنت محتاجة أطلب منك تسامحني... ولو تقدر، تعتذر لها بالنيابة عني. 

حمزة سكت ثواني، وبعد لحظة تأمل قال بهدوء: 

- مفيش داعي للاستقالة... ده مكانك، وانتي تعبتي لحد ما وصلتي لهنا. خلاص، الموضوع خلص... وأنا نسيته. 

بصّ لها بحزم ولطف: 

- أتمنى تتعالجي لنفسك قبل أي حد تاني... عشان تعيشي حياتك براحة، وإن شاء الله هتلاقي اللي يقدّرك ويحبك. 

سهام رفعت عينها عليه، وبصّت له بنظرة أخيرة كلها وجع وقالت: 

-شكراً ليك... إنت إنسان جميل. ووعد، هتعالج واتغير... عشان نفسي، مش عشان حد. 

حمزة ابتسم وقال بلطف: 

-تمام... تحبي تشربي حاجة؟ 

سهام خدت خطوة لورا، وقالت بابتسامة حزينة: 

-معلش، كده أحسن... لو فضلت تعاملني كده، عمري ما هعرف أنساك. أتمنى ليك حياة سعيدة. 

حمزة وقف في مكانه ساكت، وحس إنه قفل باب كان لازم يتقفل من بدري...

ومشيت... 

خرجت من حياتهم بنفس الهدوء اللي دخلت بيه، لكن المرة دي، قررت تكون مختلفة. 

***** 

في الفندق عند جوري..... 

تاني يوم، جوري كانت نايمة... فتحت عينها واتصدمت لما شافت حمزة قاعد قدامها على الكرسي، افتكرت إنها بتحلم وقالت: 
- حمزة!.. إنت ورايا حتى في الحلم؟ مش سايبني! 
وابتسمت وكملت كلامها: 
- بس تعرف، أنا مبقتش عارفة أبعد عنك أكتر من كده، ولو إنك تستاهل الضرب والعض كمان. 

حمزه ابتسم وقال: 
-على فكرة، أنا هنا بجد... وانتي صاحية مش بتحلمي ولا حاجة. 

جوري اتخضّت وجت تقوم، بس حمزة منعها وقرب منها، حضنها وقال: 
بس اهدي، رايحة فين؟ مش هسمح انك  تهربي مني تاني. 

كانت لسه هتتكلم، حط إيده على شفايفها وقال: 
بس اسكتي واسمعيني... وإلا هسكتك بطريقتي، وأنا مجنون وأعملها! 

جوري مكنتش فاهمة قصده، شالت إيده من على شفايفها  وقالت بعناد: 
هتعمل إيه يعني؟ متقدرش تعمل حاجة. 

حمزة قرب وهمس عند ودنها وقال: 
بلاش عناد... بدل ما أبوسك، وأنا بصراحة هموت وأعملها. 

خدود جوري احمرت، وبعدت عنه وقالت بكسوف: يا قليل الأدب! 

حمزة ضحك بصوت عالي جدًا.

***** 

اما عند مازن و حاتم....  

حاتم كان قاعد في أوضة مازن، وفضل يضحك على عمايل أخوه وقال: 
-مش قادر أصدق إن حمزه اتصل بمهاب عشان يهدد موظف الاستقبال إنه لو مدهوش مفتاح أوضة جوري هيسجنه! والواد يا عيني خاف وطلعه بسرعة. 

مازن ابتسم وقال: 
- جوري بتحبه، بس هي عنيدة، ومش هتسامح بسهولة. 

حاتم ضحك وقال: 
- مش أعند من حمزه! ده ممكن يحبسها لحد ما يصالحها، وبرجعوا لبعض تاني. 

***** 

عند جوري و حمزة.... 

كانت متوترة جدا، وكانت لابسة الإسدال، حمدت ربنا إنها راحت عليها نومة بعد ما صلّت الفجر وكانت بتقري الاذكار بيه. 

داست على طرف الإسدال من كتر التوتر وكانت هتقع، راح حمزة مسكها من وسطها وبص في عينيها، وسرح فيها... وهي كمان سرحت في عينيه.

دار بينهم كلام كتير قالته نظراتهم لبعض، وبعد شوية عدلها، وشدها لحضنه وقال بهمس: 
- حضنك جميل جدًا... والأجمل عينيكي البندقية وخجلك، يا أحلى وردة جوري شافتها عيني. 

جوري بعدت عنه بكسوف، ولفّت وشها وقالت: 
- عايز إيه يا حمزه؟ كده عيب على فكرة. 

حمزه بابتسامة: 
- هو إيه اللي عيب؟ معلش! 

جوري بكسوف: 
- مينفعش تحضني كده. 

حمزة قرب منها وشدها لحضنه وقال بحب: 
- إنتي مراتي وحبيبتي... ومش عيب ولا حرام إني أحضنك. 

جوري ابتسمت ودوّرت وشها بعيد عنه، لف وشها تاني وقال: 
- كفاية بُعد... أنا مبقتش قادر على بعدك. 
وحشتيني... ونفسي تفضلي في حضني لآخر نفس فيّا. 

جوري بصت ليه و ضربات قلبها سرعت و قالت: 
حمزه، إحنا لوحدنا... والشيطان شاطر، خليك محترم وابعد. 

حمزة: 
- مش قبل ما تسمعيني... وتعرفي إني مش خاين. 

(حكى لها كل اللي حصل يوم ما شافته مع البنت دي في المكتب) 

ولما خلص كلامه، قال: 
مصدقاني  يا جوري ولا لأ؟ 

***

جوري بعتاب : 
- حتى لو صدقتك، هتغيّر إنها كانت قريبة منك، يا حمزة... وحضنك ده، واحدة غيري دخلت فيه. 

ملس علي خدها بحنان  وقال: 
- والله العظيم بحبك... واللي حصل يومها ده مكنش بإرادتي.

بس أوعدك إن من اللحظة دي، أنا... وحضني... وقلبي... وكلي ليكي إنتي بس.

ومش هسمح للي حصل إنه يتكرر تاني. 

جوري بهزار: 
- خلاص، عفوت عنك... ولو إن كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدًا، بس خلاص، هتنزل المرة دي. 

حمزه ضحك وقال: 
- شكرًا لكرم سعادتك... 
وكمل بهزار: 
-هو في حد بينام بالإسدال ده؟ أنا كنت فاكر إني هشوف حاجات تانية! 

جوري مسكت مخدة، وضربته بيها بهزار وقالت: 
الحمد لله إنها راحت عليا نومة وأنا لابساه... 
اطلع برّه بقى عشان أغيّر. 

حمزة بمشاكسة: 
- طيب ما تغيّري، حد مانعك؟ 

جوري بخجل: 
- بره يا حمزه، بدل ما أزعلك! 

حمزة بحب: 
- بقولك إيه... وإنتي زي القمر كده، ما تجيبي بوسة وأنا أخرج؟ 

جوري جريت وقالت بضحك: 
- لأ! وبطّل قلة أدب يا منحرف! 

حمزة قرب منها وبص في عيونها وقال بحب صادق: 
- طول ما أنا عايش، هيفضل مكانك في حضني.

عايزك توعديني إن من دلوقتي، لما تحبي تهربي من العالم كله... تيجي تستخبي في حضني.

صدقيني، ده أأمن مكان ليكي يا جوري... 
محدش هيحبك قدي، ولا يخاف عليكي زيي.

أنا مش بس جوزك... أنا أمانك، وسندك، وضهرك. 
ولما تزعلي مني... تعالي اشتكيني لنفسي، وأنا هعاقب نفسي عشانك، بس بلاش تلجئي... 
للغريب يا جوري، حتى لو كانوا أهلك عايشين، كنت هقولك كده برضه... مشاكلنا نحلها إحنا وبس، وبلاش ندخل حد وسطنا. اتفقنا يا جوري؟ 

جوري ابتسمت وقالت في نفسها: 
- اتفقنا يا قلب جوري. 

***** 

حمزه خرج من عندها، وكلم حاتم وطلب منه ينزل هو ومازن، وبعد ما قعدوا في كافيه قال: 

-أنا وجوري اتصالحنا الحمد لله، وبكره هنرجع القاهرة كلنا. 
وبص لمازن وقال: 

- شكرا يا مازن عشان وقفت معاها في غيابنا. 

مازن رد ببساطة: 
- بتشكرني على إيه؟ جوري أختي، ومفيش شكر بين الإخوات.

أنا هطمن عليها إنها وصلت البيت بخير، وبعدين هسافر إن شاء الله. 

***** 

بعد مرور سنة، علاقة جوري بحمزة بقت أقوى من الأول، وعلاقتها بحماتها هي ومرام بقت كويسة جدًا.

مرام ولدت ولد واسمه زين، عنده سنة وكام شهر، ومنه ومهاب بقوا عندهم ولد اسمه مروان عنده ٣ سنين.

ومازن وضحي علاقتهم اتحسنت بعد ما مازن اتقبل ضحي كزوجة، وبقى بيغير عليها من أي راجل، وكمان أقنعها بالحجاب، وده كان بسبب جوري، هي اللي قربتهم من بعض. 

في يوم كانوا متجمعين كلهم في بيت حمزة، ومعاهم أمه وأبوه، ومنه وجوزها، وحاتم ومرام، وحمزة وجويريه. 

كريمة قالت بضحك: 
- تعالي اقعدي يا مرام، وانتي شبه البطيخة كده. 

منه بصت لها وقالت: 
- انتي يا بت يا أرنبة، ده ابنك لسه مكمل سنة من كام شهر يا مفترية! 

مرام ضحكت وقالت: 
- أنا مالي يا لمبي، حاتم السبب، هو اللي صمم إني أوقف البرشام، وقال مش هنخلف دلوقتي... بس البرشام كان بيتعبني. 

حاتم بهزار قال: 
- مين بيجيب في سيرتي؟ وأنا أقول عمال أكح ليه!

جوري ضحكت وقالت: 
- هما يا بوص، أنا ماليش دعوة. 

كريمة ضحكت وقالت: 
- روح ساعد أخوك واشوي معاه الفراخ، وسيب البت تاخد نفسها يا شقي. 

حاتم غمز وقال: 

- طب والله أنا غلبان خالص، صح يا مرام؟ 

مرام اتكسفت وقالت بصوت واطي: 

- اسكت فضحتنا. 

جوري سمعتها وضحكت وقالت: 

- اتكل على الله يا حاتم، البت بقت شبه الطماطم بسببك... روح العب بعيد، معندناش لبن النهارده. 

حاتم ضحك وقال: 
- كده اتفقتوا عليا كلكم! طيب والله لخلي حمزه يقدم معاد فرحكم اللي مش ناوية توافقي عليه ها... 

وكان لسه ماشي، جوري قامت وقفت وقالت بكسوف: 
- لا وحياة زين، أنا مسكاه بالعافية ومصدقة إنه نسي الموضوع. 

حمزة جه وقال باستغراب: 

موضوع إيه اللي بتتكلموا عنه ده؟! وانت ياض، سيبني لوحدي مع الفراخ وجاي تشقط مراتك! 

حاتم ضحك وقال: 

أديك قولت مراتي، يعني محدش ليه حاجة عندي. 
وبص لجوري وكمل: 

صح يا جوري؟ ولا إنتي إيه رأيك؟ ولا نفتح سيرة ال... 

جوري قاطعته بسرعة وقالت: 
- كده ونص وتلت أربع كمان يا أخويا يا حبيبي، مراتك اهي... عاكس براحتك يا باشا. 

بعد ما خلصت كلامها، كلهم ضحكوا عليها، إلا حمزه اللي قال: 

مالك كده؟ هو ماسك عليكي زلة ولا إيه؟ 

جوري بهروب قالت: 
- ها؟! لا أبدا، أنا نسيت أصلي العصر، هنزل شقتي أصلي واطلع تاني. 

منه قالت بهزار: 
- ما تصلي هنا واهو ينوبنا صلاة الجماعة! 

جوري بخجل: 
-لا، أنا بحب أصلي لوحدي... سلام بقى. 

كريمة ضحكت وقالت: 
- سبيها يا منه، كفاية حاتم عليها.

وبصت لجوري وقالت: 
-انزلي يا حبيبتي بس متتأخريش. 

جوري جريت من قدامهم، وحمزة مش فاهم حاجة. 

حاتم أخده ودخل أوضة حمزة، وقعد على السرير وقال بضحك: 
- هتموت وتعرف كنا بنقول إيه، وجوري هربت... مش كده؟ 

حمزة ابتسم وقال: 
- بصراحة... آه! 

حاتم اتعدل وقال بجدية: 

كنت بهزر معاها... 
وحكى له اللي حصل. 

حمزة  قال بحب: 
-أنا فعلا كنت ناوي أكلمها في الموضوع ده النهارده... 
كفاية هروب بقى، بقالنا سنتين كتبين الكتاب، ومش عارف حتى أبوسها ولا أحضنها! 
وكل ما أجي أسلم عليها، وأخدها في حضني، تهرب... 
تخيل مبقتش تقعد معايا في شقتها لوحدها، وكل ما أنزل أشوفها تكلمني من ورا الباب، وتقول 
اطلع عند ماما، وأنا هجيلك فوق! 

حاتم ضحك وقال: 
مش قادر أضحك... الله يكون في عونك يا ابني، بس برضه هي معاها حق... إنت بتخوفها منك. 

حمزة ضحك وقال: 
- بخوفها ؟ مرة واحدة؟ ده أنا غلبان! 

وفضلوا يضحكوا هما الاتنين. 

** 
حمزة قال بحب: 
بجد، أنا نفسي توافق بقى... مش عارف إيه اللي مخليها تأجل. 

حاتم بهدوء قال: 
- اتكلم معاها براحة، وحاول تفهم أسباب رفضها إيه. 

حمزة قال وهو بيقوم: 
- تمام، غطي عليا بقى... أنا نازل أقنعها. 
ادعيلي.

***
ما بين حبٍ صادق وضحكة دافئة.. تصمت القلوب وتتكلم العيون"

تعليقات



<>