رواية اوجاع الروح الفصل الثاني والعشرون22بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح الفصل الثاني والعشرون22بقلم فاطمه فارس
قدام شقة جوري.... 

حاتم ضحك وقال وهو بيشاور على الباب :

- "شكلك عاملة جو رومانسي يا سهونة إنتي."

منه بصت بنظرة سريعة، وقالت بضحكة خفيفة :

- "خليك في حالك يا ظريف، واطلع لمراتك يلا."

وقربت من حمزة، وهمست عند ودنه بنبرة جادة:

- "أنا ظبطتلك الجو، بس وربنا... لو عملت حاجة كده ولا كده تخوّف البت، أنا اللي هولع فيك. متندمنيش إنّي ساعدتك، مفهوم؟"

حمزة ضحك وقال بحب:

- "متخافيش... شكرًا يا منوش."

وباسها من خدها.

مهاب بصوت كلة هزار:

- "روح يا عسل، بوس مراتك وابعد عن مراتي، بدل ما أبيّتك في التخشيبة."

حمزة رد وهو بيضحك:

- "وعلي إيه الطيب؟ أحسن سلام بقى، مش فاضيلكم."

دخل الشقة وقفل الباب، وسابهم غرقانين في الضحك وراه."

**

جوري كانت سامعة الهزار من ورا الباب، وابتسمت من قلبها. 

وأول ما سمعت الباب بيتقفل، اتوترت، ودخلت أوضتها بسرعة ولسه هتقفل، لقت إيد حمزة بتمنعها، وقال وهو بيبتسم:

- "لا مفيش هروب... أنا جاي عشان أسمع القرار بنفسى زي ما منه قالتلي."

فتح الباب، وعينيه اتسعت من الدهشة. شافها... كانت زي الملاك.

- "اللهم بارك! إيه القمر ده؟ والله البت منه طلعت جدعة... هجبهالك كل يوم تحنّن قلبك عليا كده."

جوري بكسوف:

- "طيب وسّع كده، عايزة أخرج."

حمزة شال إيده اللي كان سادد بيها الباب، ومد إيديه بحركة مسرحية:

- "اتفضلي يا أميرتي الصغيرة."

**

خرجت وهي بتضحك عليه، ودخلت المطبخ، عملت فشار، وشغّلت فيلم كوميدي، وقعدت معاه تتفرج.

حمزة كان قاعد جنبها مش مصدق، فرحان بكل ثانية. بصّ عليها وقال بهدوء:

- "جوري؟"

ردت وهي بتحاول تخفي خجلها:

- "نعم يا حمزتي."

ابتسم ورد :

- "قولتي إيه؟"

ردت وهي مكسوفة أكتر:

- "قولت نعم."

قرب منها وحضنها وهمس:

- "لا... اللي بعدها."

ضحكت بخجل وقالت:

- "قولت يا حمزتي."

ابتسم وهو فرحان:

- "أول مرة تدلعيني كده."

بصّت في الأرض وقالت بهدوء:

- "يعني... عجبك؟"

قال بحب:

- "عجبني كل حاجة فيكي. قلبك الأبيض، رقتك، جمالك، كسوفك، شعرك، حتى صوتك وهو بيتهته... عاجبني إنك إنتي."

**

حمزة سألها:

- "طيب... مش هتقولي قرارك؟"

جوري فضلت تفرك في إيديها، وسكتت شوية، وبعد خمس دقايق قالت بهدوء:

- "إيه رأيك نعمله بعد امتحانات آخر السنة؟"

حمزة وقف، وبصّ عليها بنظرة فيها مزيج من الحب والشوق:

- "يعني هستنى تلات شهور كمان؟ ده أنا ماسك نفسي بالعافية!"

قامت هي كمان، ولفت له ضهرها وقالت:

- "معلش... عشان خاطري."

قرب منها ، ولف وشّها ليه، وقال:

- "عشان خاطرك بس يا أحلى جوري. بس أوعى تأجلي تاني... لو حصل، والله لهرب بيكي من غير فرح ولا زفة."

جوري رفعت إيدها له بتحية عسكرية وقالت:

- "تمام يا فندم."

وهو ضحك وقال:

- "ربنا يقدرني وأسعدك يا جوري... وتفضلي تضحكي على طول."

بص حواليه وقال:

- "أنا لازم أطلع قبل ما ألاقيهم طابوا عليّا كلهم."

ضحكت وقالت:

- "تصبح على خير."

ابتسم وهو بيقفل الباب وقال: 

- "تصبحي على جنّة يا روح قلبي."

باسها بوسة في الهوا، وخرج.

***

جوري كانت مبسوطة، قلبها خفيف كأنها عصفورة. حسّت إنها أخيرًا بتقرب منه، وإنه فعلًا نعمة من ربنا، ونامت وهي فرحانة إن ربنا رزقها بزوج صالح، صبور، ومخلص زي حمزة.

***** 

عدّى الشهر الأخير من الامتحانات بسلام، وكان حمزة كل يوم بعد الشغل بيعدي على جوري، يذاكر لها، ويطمن عليها. 

مامته بقت تبعتلهم وجبات سريعة، وهو يقعد يراجع معاها مادة مادة، وسهر وتعب بقاله شهر، وكل ده عشان يشوفها ناجحة ومبسوطة.

وأخيرًا... خلصت امتحانات.

***

جوري خرجت من باب الجامعة، والتعب باين على وشّها، لكن أول ما شافت حمزة واقف مستنيها وساند على عربيته الجديدة، نسيت كل حاجة.

قربت منه وقالت بتعب وابتسامة خفيفة:

- "واقف من بدري؟"

قال بحب:

- "فداكي... يلا بقى، أنا ناوي أخطفك."

ركبها العربية، وركب جنبها، وساق. وهي طول الطريق بتحاول تطلع منه أي كلمة.. أي تلميح عن مكانهم، بس هو ساكت، وبيبتسم.

**

وصل عند بيوتي سنتر كبير، وقف، نزل وفتح الباب، وسحبها من إيدها بلطف.

دخلوا سوا، وجوري اتفاجئت... مرام ومنه واقفين قدامها، لابسين فساتين سهرة .

قالت باستغراب:

- "هو إيه اللي بيحصل؟ إحنا جايين نعمل إيه هنا؟"

حمزة بضحك و هروب :

- "هلحق أجهز... خلو بالكم منها زي ما اتفقنا."

وسابهم ومشي بسرعة قبل ما تلحق تسأله تاني.

**

جوري لفّت لهم وقالت بنفاد صبر:

- "أنا بقالي يومين مانمتش، وآخر مادة دي كانت صعبة موت.. مش فاضية للألغاز، انطقي يا منه!"

منه ضحكت وقالت:

- "هدي أعصابك يا منار، وتعالي معايا بسرعة، مفيش وقت."

**

دخلت بيها، وقفتها قدام باب الحمّام، وقالت:

- "يلا زي الشاطرة، خدي شور وارجعي عشان نلبّسك الفستان."

جوري بصت لها باستغراب:

- "فستان إيه؟ إحنا رايحين فرح؟"

منه بصت لها وقالت:

- "آه... عقبال عندك، فرح حمزة وجوري."

جوري بعفوية:

- "هما مين دول يا منه؟"

منه فطست من الضحك:

- "يا رب تعدي الليلة دي على خير... فرحك إنتي يا هبلة!"

**

جوري اتلخبطت وقالت  برقة:

- "فين؟ إمتى؟ وإزاي؟"

مرام دخلت عليهم بسرعة:

- "مش وقت غباء، وحياة عيالك خلصي! مفيش وقت!"

جوري رفعت حاجبها:

- "عيالي؟! فين دول بقى؟"

مرام ضحكت:

- "باعتبار ما سيكون."

**

ساعدوها تلبس، ودخلت الميكب آرتيست تجهزها.

وبعد ساعة...

جوري كانت واقفة قدام المرايا، مش مصدقة شكلها.

همست لنفسها:

- "معقول... فرحي النهاردة؟"

منه حضنتها وقالت:

- "بسم الله ما شاء الله، زي القمر يا جوري."

مرام بابتسامة:

- "ربنا يحفظك من العين، طالعة زي أميرة ديزني."

منه غمزت وقالت:

- "حمزة بقاله ٣ شهور بيجهّز اليوم ده، ومن الصبح مش مرتاح، جابك من الجامعة وجري علي هنا عشان يفاجئك."

جوري بخجل:

- "كان إداني فرصة يومين أخد نفسي."

مرام ضحكت:

- "ده لو على حمزة، كان عمل الفرح تاني يوم كتبتم الكتاب فيه!"

**

الضحك كان مالي المكان لحد ما الباب خبط.

منه راحت تفتح، لقت حمزة واقف، شكله وسيم جدًا في البدلة.

قالت له بهزار:

- "خير؟"

حمزة ضحك:

- "أوعى يا بت، عايز أشوف مراتي."

منه بصت بحاجب مرفوع، وقالت بضحك :

- "ادفع تدخل... مفيش دفع؟ مفيش جواز."

حمزة بص لمهاب وحاتم اللي وراه وقال:

- "حد يشيل البت الرخمة دي بدل ما أزعلها."

حاتم ضحك:

- "احمد ربنا إنها طلبت فلوس، مش أحسن ما تعكلك الليلة كلها؟ ادفع يابني."

مهاب دخل على الخط:

- "اسمع كلام مجرب، ومتسمعش كلام دكتور... أخوك، مجرب منه وعمايلها."

حمزة اتنهد، وبص لها وقال:

- "عايزة كام يا مستغلة؟"

منة، بصوت كله شقاوة وضحك، قالت:

- "هات اللي في جيبك كده من غير مقاومة."

حمزة طلع المحفظة، وأداها كل اللي معاه وقال:

- "خدي يا زفتة، ربنا ياخدك لبيت الله الحرام."

منه فتحت له الباب:

- "ادخل بقى لعروستك... مبروك يا ميزو."

**

جوري كانت بتضحك بصوت عالي مع مرام، ولما حست إنه داخل، لفت وأدته ضهرها بخجل.

مرام انسحبت من المكان وسابتهم لوحدهم.

حمزة قرب منها، وقف وراها وقال بلطف:

- "تسمحيلي أشوف القمر اللي نور حياتي؟"

قلب جوري كان بيدق بسرعة، وهزت راسها بمعنى "لأ".

حمزة ابتسم، عارف إنها مكسوفة، فلف ووقف قدامها، وأول ما شافها...

سكت لحظة وقال:

- "تبارك الخالق ما شاء الله... شكلك يجنن! الفستان حلو، بس عليكي إنتي... حاجة تانية."

جوري بصت له بخجل:

- "ميرسي لذوقك."

حمزة بضحكة هادية:

- "برسيل مين دلوقتي؟ انسي الكسوف، النهاردة أنا مستني اللحظة دي من أول مرة شفتك فيها."

جوري سكتت، كسوفها كان طاغي على كل حاجة، وابتسمت وهي مدياله ضهرها تاني.

حمزة لف وشّها، بص في عنيها وقال:

- "بحبك... بحبك يا أحلى بنت شافتها عيني."

جوري بخجل:

- "أحم... مش هنخرج بقى؟"

همس عند ودنها:

- "هنخرج يا قلبي... اهربي براحتك، بس بعد الفرح. مفيش هروب تاني."

طبع بوسة على قورتها، مسك كفها، وفتح الباب وخرج بيها.

**

فتح لها باب العربية، وساعدها تركب، وركب جنبها

، وهي قلبها بيدق جامد من التوتر والفرحة والخجل..."

باقي الشباب كانوا بيجهزوا نفسهم، ولحقوهم بالعربيات.

*** 

بعد شوية، وصلوا القاعة.

حمزة نزل من العربية، ولف ناحيتها وفتح لها الباب بنفسه.

مدّ إيده، وساعدها تطلع بهدوء وهي لسه في حالة خجل وتوتر.

أول ما نزلت من العربية، لقوا مازن وضحي واقفين مستنيينهم.

ضحي خدتها في حضنها وقالت والفرحة مالية صوتها:

- "ألف مبروك يا جوري... طالعة زي القمر النهاردة!"

جوري ابتسمت بخجل:

- "ميرسي... وانتي كمان زي القمر."

مازن قرّب منهم وقال بابتسامة أخوية دافية:

- "ألف مبروك يا أحلى أخت، ربنا يسعدك ويتمملك على خير."

جوري ابتسمت وهي بتحاول تمنع دموعها:

- "الله يبارك فيك يا مازن... عقبالك إنت وضحي يا رب."

لكن وهي بتتكلم، عيونها دمعت.

جواها كان في حاجة ناقصة... نفسها تسمع صوت باباها، تحس بإيده وهي بتسلمها لعريسها.

**

حمزة لاحظ، وقرب منها بسرعة، وقال بقلق:

- "مالك يا جوري؟ تعبانة؟ تحبي نأجل الفرح؟"

جوري ابتسمت ابتسامة حزينة:

- "لا... بس كنت أتمنى يكونوا معايا النهاردة."

سكتت لحظة، وبعدين بصّت له وقالت:

- "مين هيسلمني ليك دلوقتي ؟"

**

حمزة ملس بأيده على خدها، وقال بحنية:

- "متزعليش يا قلبي... أنا بقيت كل عيلتك دلوقتي."

جوري اكتفت بنظرة حب ليه، وفي عينيها كل الكلام اللي مش قادرة تنطقه.

مازن دخل بينهم وهو بيضحك:

- "وأنا روحت فين يا عم؟ شفاف يعني؟"

بص لجوري وقال:

- "أنا أخوكي، وهفضل في ضهرك دايمًا."

جوري ابتسمت بامتنان وقالت:

- "ربنا يخليك ليا يا مازن."

**

بعدها عملوا السيشن الأول، صور حلوة جمعت ما بينهم، ضحك وسعادة باينة في كل تفصيلة.

حمزة دخل القاعة الأول، مستني اللحظة اللي بقاله شهور بيحلم بيها.

**

أنوار القاعة خفّت...

لحظات من الصمت، والكل بيستنى.

أول نغمة في أغنية "ادخلي قلبي" لحسين الجسمي بدأت تهمس في الخلفية، بنعومة تخطف القلب...

والباب اتفتح.

جوري دخلت، مع مازن وحاتم.

فستانها نازل برقة، ناعم زي الوردة، ومكياجها هادي... والحياء مغطي وشها.

عنّيها في الأرض، ووشها محمّر من الخجل... لكنها كانت مِشعة.

حمزة واقف قدام الكوشة، مش شايف غيرها.

خطواتها كانت بطيئة، كأنها ماشية في حلم.

المغني بصوته الدافي قال:

"ألف الصلاة ألف السلام

على الحبيب خير الأنام..."

الأنوار اتحركت بهدوء مع النغمة، كأنها بترقص على اسمها.

جوري في النص، وعلى يمينها مازن، وعلى شمالها حاتم.

كانت ماشية، خطوتها مترددة بين الفرحة والرهبة، 

والدموع محبوسة في عنيها، مستنيّة لحظة الانفجار.

الأغنية شغالة:

"ادخلي عمري بخطوتك اليمين...

اضوي أيامي وعتمات السنين..."

كأن الكلام مكتوب علشانها، وكأن الموسيقى بتقول:

"الليلة دي ليكي... والليلة دي ليه."

الناس كلها بتتفرج، لكن جوري مش شايفة غير حمزة.

نفسها توصله... نفسها تحضنه بنظرة...

بس قلبها بيجري أسرع من خطواتها.

*** 

لما قربوا من النص، حمزة مشي ناحيتهم،

وفي وسط القاعة... مد إيده، ومسَك إيد جوري بكل حنية، كأنها أغلى كنز في الدنيا.

عينيه كانت بتقول كلام كتير، بس هو اختصر كل ده وهم بيقعدوا مع بعض في المكان المخصص لهم، وهمس:

- "بحبك يا جويرية... ومن اللحظة دي، عايزك توعديني إن مهما حصل بينّا، أي خلاف، أي زعل... إحنا عمرنا ما نفترق."

**

جوري خدت نفس خفيف وقالت بخجل:

- "حاضر... أوعدك."

حمزة ابتسم بمشاكسة خفيفة وقال:

- "طب إيه؟ مفيش حاجة كده ولا كده؟"

جوري استغربت وسألته بخجل:

- "مش فاهمة؟"

حمزة بصّ في عينيها وقال:

- "يعني... بوسة مثلًا؟"

جوري اتفاجئت وبصّت له بصدمة:

- "قدام الناس يا حمزة؟! عيب... ميصحش."

**

حمزة ضحك وهمس:

- "يعني أول ما نبقى لوحدنا... هتديني بوسة من شفايفك الحلوين دول؟"

جوري لفت وشها وهي مبتسمة، وسكتت...

بس النظرة اللي كانت في عينيها كانت كفاية تقول:

كل الحب... ليك إنت، وبس.

***

ضحك حمزة وفضل يبص على جوري بحب،

نظراته كانت بتقول: أنا مش شايف غيرك في الدنيا، مش بس في القاعة.

**

قرب عليهم حاتم ومرام، وباين عليهم الفرح بجد.

حاتم مد إيده لحمزة وقال بصدق وهو بيبص لجوري:

- "خلي بالك منها يا حمزة... ومتزعلهاش."

حمزة ابتسم، ومسَك إيد جوري وقال:

- "دي في قلبي قبل عيني، متقلقش."

**

كان مازن واقف قريب،

ساكت... لكن عينيه بتحكي كتير،

بيبص لهم ومبتسم، بس قلبه بيهمس لنفسه:

"فعلاً... مش كل اللي بنتمناه بيتحقق.

كنتي أمنيتي الوحيدة يا جوري،

بس لما ربنا يكتب الخير، لازم نرضى بيه...

الحمد لله، ربنا يسعدك."

**

ضحى لمحت شروده، وقربت منه وقالت بهدوء:

- "مالك يا حبيبي؟ سرحان في إيه؟

مش هتبارك لهم؟"

مازن رد بابتسامة خفيفة:

- "طبعًا هبارك يا روحي... بس بطريقتي."

**

اقترب من الـ stage، وطلب من الـ DJ يشغل موسيقى معينة.

مسك المايك... وصوته بدأ يعلو وسط القاعة، وقال بابتسامة فيها وجع ودفا:

- غني أغنية "مبروك يا عريس... جاي أباركلك..." لكريم محسن.

رنّ الصوت في كل أرجاء القاعة، وتصفيق الناس وزغاريدهم غطّت المكان.

مازن كان بيغني من قلبه، كل كلمة كان بيقولها وكأنها طلعة من جواه هو، بيهديها لـ جوري...

فرحان بيها، رغم الوجع اللي عمره ما بان على وشه.

**

"دي محبتنا شايلنها لك... والكل هنا جاي علشانك

وهديتنا دستة شربات... عقبال ما تجيبوا صبيان وبنات..."

ولما خلص الأغنية، نزل من على الستيدج...

وقرب عليهم وقال بابتسامة صادقة:

- "مبروك يا عرسان."

بصّ لـ حمزة بنظرة كلها رجولة وإخلاص:

- "حافظ على جوري يا دكتور، وخد بالك منها... دي مش أي حد."

**

حمزة رد بابتسامة جدّة وقال:

- "اكيد، مش هتوصيني علي قلبي و روحي "

جوري كانت عينيها مليانة امتنان...

مش بس عشان الأغنية،

لكن عشان مازن اختار يكون دايمًا في ضهرها حتى لو قلبه كان في حتة تانية.

---

جوري ابتسمت له وقالت برقة:

- "شكرًا يا مازن إنك غنيت في فرحي... بجد خليت الفرح ليه طعم تاني."

مازن ضحك وقال:

- "العفو يا عروسة... يلا بقى أسيبكم، عشان ماكونش عزول بينكم."

**

بعد ما مازن مشي، حمزة بصلها بغيرة لطيفة:

- "يعني الفرح مكنش حلو غير لما هو غنى؟"

جوري ضحكت وقالت:

- "ده أنا بجامله بس يا قلبي... الفرح حلو عشان أنت فيه."

**

اشتغلت أغنية هادية...

قرب منها حمزة، ومد إيده ليها...

رقصوا سلو سوا وسط الناس، بس اللي حواليهم اختفوا من عينيهم،

هو كان شايفها وبس... وهي قلبها بيدق لأول مرة بالشكل ده.

**

جوري بصّت له وهي سرحانة، وقالت في نفسها:

"هو ماله؟ بيبصلي كده ليه؟

نظراته غريبة عليّا... أول مرة يبصلي كده."

حمزة همس ليها بعشق:

- "مالك؟ سرحانة في إيه؟"

جوري بخجل:

- "أنت بتبصلي كده ليه؟ هو أنا فيا حاجة؟"

**

حمزة قرب منها وهمس:

- "بحبك... وبصراحة، مبقتش قادر أصبر أكتر من كده."

جوري استغربت وقالت ببراءة:

- "مش فاهمة قصدك إيه؟"

**

حمزة ضحك، وبص لـ حاتم، وهز له دماغه كأنه بيقول: "يلا".

حاتم مشي للدي جي... وأنهى الفرح فجأة.

**

حمزة شال جوري ولف بيها قدام الكل:

- "بحبببببببك!"

الكل صقف وزغرد،

نزلها بحنية، وهي كانت دايخة وسندت عليه وقالت بخفّة:

- "إيه ده؟!"

حمزة ضحك وقال:

- "مش يلا بقى؟ أنا هموت من الجوع."

جوري ببراءة:

- "تحب نروح مطعم ناكل فيه؟"

حمزة ضحك وقال:

- "أنا جعان أه... بس نفسي آكلك إنتي."

**

جوري وشها احمر وبصّت في الأرض،

حمزة مسك إيدها بهدوء وخرج بيها من القاعة.

الناس كانوا بيسلموا عليهم وهما خارجين،

وهو فتح لها باب العربية وساعدها تدخل.

**

حاتم كان هو السواق،

وصلهم لحد المطار...

جوري بصّت له وقالت بدهشة:

- "هو إحنا رايحين فين؟"

حمزة بصّ لها بحب:

- "دلوقتي تعرفي."

***

جوري كانت طول الرحلة بين النوم والسرحان... مش مصدقة إنهم خلاص بقوا مع بعض لوحدهم.

حمزة خدها في حضنه،

وبعد وصولهم، شالها ودخل بيها شاليه صغير على البحر.

**

دخل، وحطها على الكنبة،

وحاول يصحيها بلُطف:

- "جوري... اصحي بقى."

جوري بنوم:

- "امممم..."

حمزة ضحك وقال:

- "قومي بدل ما أصحيكي بطريقتي!"

فتحت عينيها بسرعة وهمست:

- "إيه؟ وسّع كده، إنت مقرب ليه كده؟!"

**

حمزة قال وهو بيضحك:

- "حد ينام ليلة فرحه؟"

جوري قالت وهي بتعدل قعدتها:

- "هو إحنا فين؟"

- "في شرم الشيخ يا حبيبتي."

- "وبنعمل إيه هنا؟"

حمزة ضحك و هو بيقول :

- "خَطفتِك، وهنقضي شهر العسل يا عسل."

**

جرت منه بسرعة،

دخلت الأوضة وقفلت الباب،

وهو صرخ وهو بيضحك:

- "هتروحي مني فين؟ مفيش هروب النهاردة!"

**

الصبح، حمزة صحي الأول،

فضل يلمس وشها بحب وقال:

- "ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا جوري."

طبع بوسة على شعرها،

وقام يجهز الفطار.

**

رجع و شافها لسه نايمة،صحاها بهدوء:

- "كفاية نوم بقى."

جوري فتحت عينيها:

- "صباح الخير."

- "صباح الرقة والجمال."

**

بعد شوية... 

خرجت لابسة فستان بسيط بلونه الهادي، زاد من نعومتها،  وشعرها كان نازل على ضهرها بكل رقة.

حمزة كان قاعد بيتفرج على فيلم،

أول ما شافها ابتسم وقال:

- "تعالي يا قمر نفطر...

عشان عايزك في موضوع مهم جدًا... جدًا... جدًا."

جوري قربت وقالت وهي بتضحك: "إيه ده؟ هو لسه فيه مفاجآت؟ أنا قلبي مش مستحمل!"

تعليقات



<>