رواية حين بكي الذئب الفصل الثاني2بقلم رزان محمد


رواية حين بكي الذئب الفصل الثاني2بقلم رزان محمد


الليالي في فيلا فهد كانت طويلة ساكنة وباردة كأنها مقبرة فيروز كانت بتنام بعين مفتوحة والتانية خايفة تغمضها كانت بتحاول تفهم مين الراجل ده؟ وليه اختارها هي؟

فهد مكانش بيضربها بس كان بيعذبها بطريقته
نظراته اللي بتخترقها أوامره اللي ما فيهاش نقاش صمته المرعب وكلماته القليلة اللي كلها قسوة.

كان بيصحيها بدري يخليها تنظف الفيلا كلها وتطبخ له كل ده لوحدها وتقعد تاكل على الأرض قدامه وهو بيتفرج عليها كأنها شيء مش بني آدمة.

مرة قالها وهو بيشرب قهوته:

"أكتر حاجة بتقهر الإنسان... لما يتحط في مكان ملوش فيه قيمة ويفضل ساكت."

ردت فيروز بعين فيها كرامة رغم الألم:
"بس الإنسان مش جماد... ومش لعبة في إيد حد."

ساب الكوب على الترابيزة وقرب منها بهدوء.

"بس في ناس بتتولد علشان تكون لعب... واللي بيفكر يعاند بيخسر."

---

في يوم، لقيت باب الأوضة مفتوح على غير العادة خرجت بتردد ماشية على أطراف صوابعها الفيلا كانت هادية دخلت أوضة مكتبه يمكن تلاقي تليفون أو أي حاجة.

لكن اللي لفت نظرها صورة قديمة على المكتب صورة لولد صغير واقف جنب ست شكلها طيب  وشه فرحان بطريقة مش شبه وش فهد.

"كنتي بتدوري على إيه؟"

صوته جمدها مكانها

التفت لاقيته واقف عنيه مش نار... لا، دي كانت حاجة تانية حاجة أشبه بالوجع.

"أنا... أنا كنت بدوّر على التليفون... عايزة أطمن على أمي."

سكت لحظة وبعدين قال:

"أمك كويسة... بعتلها دكتور وفلوس كل أسبوع... مش علشانك علشاني."

نظرتله مستغربة لكنه كمل:
"لما تشتغلي عندي... ما تقلقيش على اللي وراكي."

خرج وسابها بس المرة دي مكانش فيها عنف كان فيها حاجة غريبة... كأنه هو نفسه مش فاهم مشاعره.

---

ليلة اليوم ده وهي نايمة على الأرض سمعت صوت خبط خفيف فتحت عنيها لاقت ورقة تحت الباب مكتوب فيها:

"لو عايزة تعرفي أنا ليه كده... اقري الدفتر الجلد البني اللي في الدرج التاني في المكتب."

كانت أول مرة تحس إن فهد مش مجرد جلاد يمكن وراه حكاية.... يمكن في قلب الذئب في وجع مخبيه

                الفصل الثالث من هنا
تعليقات



<>