رواية اوجاع الروح الفصل الثاني2بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح الفصل الثاني بقلم فاطمه فارس


روحت البيت وأنا ماليش نفس أدخل الشقة من غير أهلي...  فتحت النور ودخلت أوضتي، ونمت... صحيت الصبح على رنة تليفوني، وكان رقم غريب.
فتحت وقلت:  السلام عليكم، مين؟  . 
رد وقال:  أنا مازن يا آنسة جويرية. الساعة دلوقتي تسعة إلا ربع، إنتي فين؟ الامتحان الساعة تسعة!. 

فوقت بسرعة وقلت:  يا خبر... دي راحت عليا نومة! شكراً يا مازن، أنا هلبس وأنزل... بس إنت جبت رقمي منين؟. 
قال بتوتر: مش وقته، قومي البسي بسرعة، وابقي أقولك بعدين.

قمت على طول بعد ما قفلت معاه، اتوضيت وصليت الفجر اللي راح عليا، ولبست ونزلت بسرعة....  لقيت مازن واقف تحت البيت وموقّف تاكسي.
استغربت جدًا، بس مكنش في وقت أرفض طلبه إني أركب معاه علشان ما أتأخرش.
ركبت، وهو ركب جنب السواق، ووصلنا على الوقت بالضبط.

كل واحد دخل لجنّته، والحمد لله الامتحان كان سهل...  حلّيت وخرجت وأنا مبسوطة، وبدعي من قلبي لمازن، اللي كان السبب   بعد ربنا – إني أجي النهاردة.

طلعت لقيته واقف على باب المدرسة، قرب عليا وقال: عملتي إيه في الامتحان؟
رديت وقلت: الحمد لله، شكراً يا مازن... لولا إنك كلمتني، كنت هعيد السنة!. 
ابتسم وقال: متشكرنيش، أنا مجرد سبب... اشكري ربنا اللي بعَتني ليكي.

رديت بابتسامة: الحمد لله والشكر لله....  سكت، وكنت محرجة منه جدًا، خصوصًا إنه أنقذني امبارح.

حسيت إنها محرجة، فقلت أخفف عنها وطلبت منها نروح نشرب عصير.
بَصّتلي وكانت مترددة، بس وافقت في الآخر.
كنت ماشي قدامها، وهي ورايا، وفي بينا مسافة.... كنت فرحان، بس مش عارف ليه... قلت يمكن علشان أنا كمان يتيم، فحاسس بيها.

وصلنا وقعدنا، كلمتها عن نفسي، وقلت: أنا حابب نكون إخوات... لو ما عندِكيش مانع.

ردّت بحيرة: بس أنا مش بصاحب ولاد.
قلت بإقناع: أولاً أنا بقول أخ ، مش صاحب، وبعدين انتي وحيدة، وأنا كمان.
ليه ما نبقاش إخوات ونسأل على بعض؟ بدل ما كل واحد فينا مالوش حد.

ردت بتوتر: موافقة... بس بحدود الأخوّة، وبس.
قلت بابتسامة: أكيد مش هتخطى حدودي معاكي يا جويرية. لو تسمحي... يعني أقولك باسمك؟
ابتسمت وقالت: اسمح.

قال: أنا عندي أخت واحدة، أكبر مني بتسع سنين، عايشة في السعودية مع جوزها.
وأهلي متوفيين من سنتين، وعايش لوحدي... بس يا ستي، وانتي بقى؟

قلت: أنا وحيدة بابا وماما، وهما اتوفوا قريب... وزيك كده، عايشة لوحدي.

سألني: بتصرفي منين؟ لو سؤالي مش يضايقك؟. 
قلت:  بابا كان سايب شوية فلوس في البيت، والحمد لله بصرف منهم.
وانت بتصرف منين؟. 

قال: أنا بشتغل من سنتين، وأختي كانت بتبعتلي فلوس كل شهر، بس أنا رفضت أصرفهم....  فهي اقترحت عليا أفتح مشروع بيهم ونتقاسم الربح بالنص.
لقيت ده أنسب حل، وفعلاً فتحت محل ملابس رجالي، وكنت بعمل عروض كتير.. 
الحمد لله قدرت أجمع مبلغ محترم، وفتحت فرع تاني في مصر الجديدة... بس يا ستي.

قلت: ما شاء الله، ربنا يصلح حالك.

رد بابتسامة جميلة وقال: تعرفي؟ أنا نفسي أبقى دكتور، وأساعد الناس اللي مش معاها تكشف...  بدعي ربنا ليل ونهار، وواثق إنه هيستجيب، إن شاء الله.

قلت وأنا مبسوطة: إيه ده! أنا كمان نفسي أطلع دكتورة...  بابا كان دايمًا يقولي: هتبقي أحسن دكتورة يا جوري....  نفسي ربنا يكرمني، وأحقق أُمنيتهم، وأرفع راسهم، وأخليهم فخورين بيا.

رد بابتسامة فخورة وقال:  إن شاء الله يا دكتورة جويرية.

عدّت الأيام بسرعة جدًا، وكنا دايمًا نفتكر بعض بالحاجات المهمة ومواعيد المحاضرات.
فاضل امتحانين وأخلص على خير... بس فلوسي قربت تخلص... مصاريف الثانوية غالية، ومش معايا غير ألف جنيه.... كنت بكلم نفسي وأنا مش عارفة أتصرف إزاي... أنزل أشتغل؟ طب أشتغل إيه وأنا لسه بدرس؟. 
ولو نزلت شركة هتطلب شهادة وخبرة، ولو نزلت مصنع هتبهدل،
ده غير الشباب اللي مش هيسيبوني في حالي لو عرفوا إني مليش حد.

وبعدين... يارب أعمل إيه؟ أنا هتجنن! دماغي تعبت من كتر التفكير.

لقيت مازن بيرن عليّا،  ابتسمت وقلت: ابن حلال... جيت في وقتك... 
وحكيت له كل حاجة.
في الأول عرض عليا أشتغل معاه، ولما رفضت قال: يا بنتي، دماغك ناشفة ليه؟ طيب بصي، سبيني أفكر في حل... وسبّيها على الله.

قفلت معاه، ونزلت أجيب شوية حاجات من السوبر ماركت..  وأنا ماشية، لقيت واحدة وقفتني وقالت: الله الله يا بنت طه! عِشنا وشفنا البنات بتدخل الشباب البيت... عيني عينك كده؟! مش مكسوفة يا بت إنتي؟!. 

قلت وأنا ماسكة أعصابي: بصي بقى يا أم محمد... أنا أشرف منك، ومش هسمح إنك تسوّئي سمعتي، اللي الناس كلها بتحلف بيها...  شباب إيه اللي بدخلهم؟!
ولا علشان رفضت أتجوز ابنك، قلتي تدوري على طريقة تكسريني بيها وتتجوزيني ليه غصب عني؟، سكتي ليه؟، لولا إنك ست كبيرة، كنت اتصرفت معاكي تصرف تاني.

وفجأة، جي شاب من بعيد بيجري وقال: مالك بس يا أمي؟ وما لأنسة جويرية؟
بص لي وقال باعتذار: أنا آسف يا أنسة، معلش... أمي متقصدش حاجة.

بَصّتله وكانت لسه هتتكلم، بس هو بص لها بنظرة تحذير وقال: أنسة جويرية أشرف بنت، وأحسن بنت، ومحدش يقدر يقول غير كده... روحي يا أمي، بابا بينادي عليكي.

مشيت بغيظ، وقالت في نفسها: لا، ما أنا مش هستنى لما حد ييجي يتجوزها وياخد البيت كله! لازم أقنع الواد محمد يلين دماغها بكلمتين...أنا عارفة الواد ده طالع منيل كده لمين!"  . 

مشيت وأنا مخنوقة جدًا... أنا عارفة إن محمد جارنا بيحبني، بس أنا مش بحبه.
هو آه مش زي أمه، ولا طمعان في البيت اللي حيلتي  ، بس برضو مش عايزة أتجوز... يعني يا ناس يا إما أتجوز ابنها، يا إما تسوّق سمعتي؟!.. جبت الحاجات، وطلعت البيت.
عملت أكل بسيط وكام وجبة زيادة، وكلمت مازن وقلت له ييجي البيت ضروري شوية.
كلّمني وقال إنه تحت البيت... لبست الإسدال ونزلت، وكنت ماسكة الشنط في إيدي.

أول ما فتحت الباب، سلمت على مازن بس من غير ما أمد إيدي،أصل أنا مش بسلم بالإيد خالص.
 اديته شنطة وقلت: متكسفنيش يا مازن... أنا كل شهر متعودة أعمل أكل بزيادة وأوزعه، وكنت حابة يبقى في بينا عيش وملح.

ابتسم وقال: ماشي يا ستي، شكرًا... بس قوليلي، بعد ما آكل، أطلب الإسعاف ولا لأ؟
عشان أعمل حسابي من الأول!

رديت وأنا عاملة فيها زعلانة وقلت: أخص عليك... طيب، هات!
خسارة فيك البشاميل، والناجتس، والكفتة اللي عملاهم!

رفع إيده لفوق وقال: وربنا أبدًا!
أنا بطني نشفت من أكل الشارع... هاكله حتى لو كان طوب!

ضحكت وقلت: طيب خد الشنطة دي كمان، فيها كام وجبة...
أنا مش قادرة أنزل، ممكن تديهم لأي حد غلبان؟

قال: من عيني، حاضر.
يلا، اطلعي إنتي واقفلي الباب كويس عليكي.

وأنا ماشية، وقفتني وقال: استني يا جويرية.

رجعت له تاني وقلت: نعم؟

قال:إيه رأيك؟ لو نأجّر البيت... منها تلاقي ونس، ومنها تستفيدي بالفلوس بدل ما تشتغلي.

قلت: والله فكرة... إزاي راحت عن بالي؟...  تمام، بس هنلاقي مستأجر فين؟

بصلي وقال: متفكريش كتير... قوليلي بس التفاصيل: كام أوضة؟ المساحة قد إيه؟
ولو تقدري تصوري كل دور في الشقة، يبقى أحسن، وابعتيهم عندي على الواتساب... وربنا يسهل.

قلت: إن شاء الله... أول ما أطلع، هصوّرهم وأبعتلك التفاصيل.

مشيت وأنا فرحان... بقالي كتير ماكلتش أكل بيتي!
روحت، دخلت المطبخ، طلعت الأكل، فضّيته في أطباق، وقعدت أكل.
الحمد لله، الأكل جميل وطعمه حلو.

افتكرت الشنطة التانية، شلت الأطباق ونزلت وزّعتها على اللي محتاج.
طلعت، ظبطت المنبّه عشان أصحى أذاكر، ونمت.
****** 

عدّت فترة الامتحانات على خير، وجويرية ومازن صداقتهم زادت عن الأول بكتير.

صورت البيت زي ما مازن طلب، وبعتّله التفاصيل كلها وأنا بتمنى ألاقي مستأجر... لأن فلوسي خلصت، ومش عارفة هصرف منين.

بعد يومين، مازن كلمني وقال إنه اتفق مع ناس هيجوا يشوفوا البيت.

البيت مكوّن من 3 طوابق، وسور كبير بيحيط به، وباب حديد.
كل دور فيه شقة واسعة وجميلة، مساحتها 200 متر، وكمان توضيب عالي، سوبر لوكس... أصل بابا كان وضّب البيت كله وخلاه تحفة.

بعد صلاة الجمعة، مازن رن عليا وقال إنه جاي مع الناس.
لبست دريس وطرحة، وطلعت أستناهم قدام البيت.
أول ما شُفته، فتحت الباب وقلت: أهلاً وسهلاً بحضرتك، اتفضل.

مازن اتكلم وهو بيشاور بإيده على البيت وقال: اتفضل يا أستاذ أحمد... إن شاء الله البيت يعجبك.

رد الراجل بعد ما دخل وقال: إن شاء الله... واضح إن ريحة البيت حلوة، وأنا مرتاح نفسيًا.

دخلوا البيت، ومازن طلب مني أطلع شقتي لحد ما يخلصوا.
فعلاً دخلت، وعملت عصير ليهم، وكنت بدعي ربنا إن البيت يعجبه.

طلعت مع أستاذ أحمد وورّيته البيت كله.
بعد ما اتفرج على الشقق، عجبته شقتين، وبَصّ لي وقال: أنا هأجر آخر شقتين... واحدة ليا، والتانية لأختي الصغيرة، بس ظبّطلي السعر.

اتفقت معاه على سعر كويس، وقال إنه هييجي بعد ساعة يمضي العقد... بعد ما الراجل مشي، قلت التفاصيل كلها لجويرية، ونزلت أستناه تحت، لأنه ما يصحش أقعد أنا وجويرية في مكان واحد لوحدنا.

فوني رن برقم غريب، رديت:  السلام عليكم.

رد وقال: وعليكم السلام، حضرتك كنت عارض 3 شقق للإيجار... هما لسه موجودين؟. 

رديت وأنا مبتسم:  حضرتك، حالياً في شقة واحدة بس، اللي في الدور الأرضي.

قال: طيب ممكن أجي أشوفها إمتى؟

قلت: لو فاضي، أنا موجود دلوقتي.

قال: تمام، أنا هاجي دلوقتي... ابعتلي اللوكيشن.

قلت في نفسي: الحمد لله... يا رب تعجبه، وأبقى أجّرت البيت كله!. 

الشقة في الدور الأرضي، كانت عبارة عن دور أرضي مرتفع، فيها فرندة بباب بيطل على الشارع، وفيها 3 غرف، وريسيبشن، وحمام، ومطبخ أمريكاني.

الدور التاني والتالت، كل شقة فيهم فيها 3 غرف، وصالة، وريسيبشن، وحمامين، ومطبخ أمريكاني.

اتفقت مع أستاذ أيمن، اللي لسه مكلمني، على كل حاجة، وعجبته الشقة جدًا، وقال:
ما شاء الله! أحلى من الصور بكتير... نمضي العقد بقى.

وفعلاً، مضيت العقود مع أستاذ أحمد وأستاذ أيمن،
وسلّمتهم المفاتيح، وقالوا إنهم هينقلوا خلال يومين.

****** 
رجعت بيتي وأنا مبسوط، وحاسس إن ربنا ميسّر ليّا كل حاجة.
دخلت الشقة أبشّر مراتي وولادي، وقلت: السلام عليكم يا أم حاتم... أنا جيت!  . 

خرجت من المطبخ ست باين على ملامحها الطيبة، وقالت: الحمد لله على السلامة، أنا حضرت الغدا... هتاكل دلوقتي؟. 

ابتسم وقال: لا، استني شوية... هما الولاد فين؟. 

ردت وهي زعلانة: في أوضهم. منه لله صاحب البيت!، بعد السنين دي كلها، عايز يمشينا!.... الراجل الخرفان، العايب، بيقول إيه؟ هبيع العمارة ولازم تفضوها في خلال أسبوع!  . 

ضحك على تعبيرات وش مراته وهي بتتكلم، وقال: متشيليش هم يا أم العيال... ربك فرّجها من عنده.
لقيت بيت كويس وفي منطقة محترمة، أخدت شقتين: واحدة لينا، والتانية لِمِنّة.
وتوضيب عالي، ومطبخ أمريكاني زي ما كان نفسك.

قالت بسعادة: ربنا يخليك لينا يا حبيبي ❤️

قال وهو ماشي: أنا داخل أفرّح حاتم وحمزة.

دخل عليهم بعد ما خبط الباب، وقال: السلام عليكم... عاملين إيه يا حبايبي؟

رد حاتم: وعليكم السلام... اتفضل يا بابا.

حمزة كان نايم، قام أول ما أبوه دخل احترامًا ليه، وقال:  تعال  يا بابا... أنا شفت شقة وكنت لسه بوريها لحاتم، فاضل يومين ومهلة الأسبوع تخلص، ولازم ننقل بسرعة.

ابتسم أبوه وقال: أنا مضيت عقد الشقة الحمد لله... وبكرة هاخدكم تشوفوها إن شاء الله.

ردوا في نفس واحد : إن شاء الله.

خرج من عندهم، ونادى: الغدا فين يا أم العيال؟ أنا شامم روايح حلوة!

ردت عليه وقالت: حالًا يا حبيبي، هجهزه على ما تغير هدومك.

حاتم: تفتكر  الشقة حلوة ومريحة يا حمزة، ولا إيه؟. 

قام حمزة، وقف في البلكونة، وقال:إن شاء الله يا حاتم، بابا زوقه حلو، وأنا واثق فيه.... تعال نطلع نتغدى، ونيجي نلم حاجتنا... مفيش وقت.

🟠 حاتم: ٢٩ سنة، مهندس في شركة كبيرة.
🟠 حمزة: ٢٧ سنة، في آخر سنة كلية طب بشري.

****** 
عدّى يومين من غير جديد، حياتي بقت روتين، وكنت زهقانة جدًا...فتحت المصحف، وقعدت أقرأ فيه...لقيت آية بتقول:

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(١٥٦) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(١٥٧)﴾ – البقرة

حسّيت إن ربنا بيخفف عني،وحسّيت بكَرمه... البيت اتأجر، والحمد لله، هعرف أعيش من فلوسه من غير ما أشتغل.

بعد أسبوع، كنت قافلة فوني، ومبكلمش حد خالص...حتى مازن... كنت حاسة إني محتاجة أقعد مع نفسي، وأقرب من ربنا أكتر... لكن لقيت جرس الباب بيرن.
قمت، لبست الإسدال، وفتحت... لقيت مازن!

قال مازن وهو بيبص لي بقلق: إيه يا بنتي؟ أسبوع مش عارف أوصلك خالص! قافلة فونك ليه؟!  . 

جويرية: عادي يا مازن.

بَص لي وقال: طيب، بما إن مش هينفع أدخل، ف... حابب نتكلم شوية في أي حتة.

جويرية: تمام... بس أنا مش عايزة أخرج، تعال نطلع على السطح، بقالي كتير ماطلعتش فوق.

ابتسم وقال: ماشي، بس بشرط... تعملي حاجة ناكلها، لحسن أخوكي ميت من الجووووع!  . 

جوري بصت له بضحك وقالت: آه، قول إنك جاي عشان مصلحتك، مش عشان تسأل عليّا...بس ماشي، هطلع أجدع منك... حصلني فوق، وأنا هعمل حاجة سريعة واجي.

****** 
🏡 في بيت حمزة...

حمزة: ماما، أنا جعان... فين الغدا؟. 

كريمة: حاضر يا ضنايا، أبوك زمانه على وصول وهنتغدى كلنا.

حمزة: طيب، الواد حاتم فين؟. 

كريمة: نزل يتمشى في المنطقة ويتعرف عليها.

حمزة: طيب، أنا هنام شوية... ابقي صحيني لما يجوا.

حاتم كان ماشي في الشارع، قال لنفسه: المكان هنا جميل وهادي... يِظهر إننا فعلًا هنرتاح هنا.

دخل السوبر ماركت، لقى بنت بتحاول توصل لحاجة فوق الرف ومش طايلها...
قرب منها، جابها وقال: اتفضلي يا آنسة.

البنت بكسوف: شكرًا.

جاب  حاجات تانية، وطلع على فرن الفينو، اشترى كعب الغزال ومعمول وحاجات كتير،أصل هو وحمزة بيحبوا يتسلوا بيهم وهم قاعدين.

وهو راجع في طريقه للبيت، لاحظ نفس البنت ماشية في نفس الاتجاه، وشايلة حاجات كتير ومش قادرة تمشي بيهم... وكل شوية تقف.
ابتسم وقال في سره: أروح أساعدها وأكسب ثواب.

قرب منها وقال: تحبي أساعدك يا آنسة؟ واضح إن طرقنا واحد.

البنت بتحاول ترفض بلطف: شكرًا، أنا مش محتاجة مساعدة.
ولسه مخلصتش كلامها، الشنط وقعت على الأرض.

نزل لم الحاجات، وشال الشنط، وقال: قوليلي بس إنتي ساكنة فين؟ وهوصلك في طريقي.

كنت مكسوفة جدًا من الشاب ده،بس قلت في سري:
ربنا بعته نجدة ليا... الله يسامحك يا أمي، لازم أجيب كل ده؟
يعني خزين البيت ميستناش شوية! هيقول عليّ إيه بس دلوقتي...

قلت بخجل: البيت اللي آخر الشارع ده... بس بلاش تتعب حضرتك.

حاتم ابتسم وقال: مفيش تعب ولا حاجة.

وصلنا البيت، ولقيته طلع مفتاح الباب الحديد، وقال: واضح إننا جيران، إنتي ساكنة في أنهي دور؟

رديت: الدور الأرضي... شكرًا لحضرتك، تعبتك معايا.

حاتم: مفيش تعب يا ستي... أنا بشمهندس حاتم أحمد، ساكن في الدور التاني مع أهلي.

قلت بكسوف: تشرفنا...  وأخدت منه الحاجة، وجريت على باب شقتي، فتحت ودخلت بسرعة وقلبي بيدق.

فريدة: مالك يا بت يا مرام؟ وشك مخطوف كده ليه؟. 

مرام: مفيش يا أمي، من المشوار بس... اتقطع نفسي!... حرام عليكي والله يا أمي، كل دي طلبات؟ دي حاجات تكفي شهرين!... وأنا شايلة كل ده لوحدي 😩

فريدة:انتي اللي مدلعة يا اختي... ده أنا كنت حامل فيكي في التاسع، وبنزل السوق أشيل على إيديا الاتنين وفوق دماغي كمان!

مرام: يا ست الكل... زمانك غير زمانا،وبعدين الناس بتوع زمان دول كان فيهم صحه،عنّا دلوقتي ده احنا بنشيل كيس شبسي بنخستع!. 😅

فريدة: أنا مش هخلص من لماضتك... قومي على المطبخ، عشان نعمل الغدا قبل أبوكي ما يرجع.

مرام: لا بقى، إنتي مستقصداني ولا إيه يا ست فري؟
هي إجازة منيلة، ما أنا كنت مرتاحة من شغل البيت في الجامعة...
آه ياني يا مفصلي آه!  . 

فريدة: خلصتي ندب يا ندابة؟
امشي يا بت على المطبخ اتعلمي حاجة تنفعك بدل الرسم اللي إنتي مش فالحه غير فيه!  . 

مرام:
– منه له... منه له.

فريدة: انتي بتدعي عليا يا جزمة؟!... وقامت حدفاها بـ أبو زنوبة

مرام: خلاص يا فري... بهزر معاكي والله 😂

جوري قالت في نفسها: الحمد لله إني كنت محضّرة الغدا، نصيبك ياض يا مازن تاكل أحدث اختراعاتي.  😎

شالت الصينية وطلعت بيها السطح،
مازن قام وأخدها منها وقال: كنتي  ناديتي عليا طيب، وأنا أجبها.

جوري:  دوق بقى، وقولي رأيك.

مازن بصدمه:  هو إيه ده يا جويرية؟! معلش مش واخد بالي! 😂

جوري:فقري من يومك!...وأشارت على الأطباق:  دي بكاتا، ودي شوربة سي فود، ودي سيزر سلاط.

مازن: ما تقولي سلطة وتخلصينا أحسن!، بس فين الجمبري يا أختي؟ معلش، أنا شايف صراصير البحر دي، ولا إيه؟ 😂

جوري: صراصير إيه يا جاهل!..  ده... بتاع كده، مش فاكرة اسمه،
الراجل قالي إنه زي الجمبري وحلو... وبعدين لو مش عاجبك، نقي الجمبري وسيب البتاع ده ليا.

مازن: بصي، هو شكله غريب، بس هجربه وأمري لله...
أنا عارف إن آخرتي هتبقى على إيدك يا بنت عم طه. 🤦‍♂️

جوري وهي بتضحك: خلاص يا ض، كل واسكت!
سديت نفسي يا شيخ 😑

حاتم وهو طالع على السلم، شم ريحة أكل حلوة.
دخل شقته، إدّى الحاجة لأمه، وقال لها إنه "10 دقايق وجاي".

طلع السطح، لقى بنت وولد قاعدين، وبينهم مسافة محترمة، وبياكلوا.

قرب منهم، وقال: السلام عليكم... بصراحة، أنا لقيت ريحة أكل حلوة، وطالع عليها. 

ردوا عليه السلام، ومازن قال: اتفضل، كُل معانا... أهو ممُتّش لوحدي. 😂

حاتم بدهشة:
– إيه ده؟ ليه بتقول كده؟!

مازن وهو كاتم الضحكة بالعافية: لا أبداً… دي جويرية بتدرب فيّا! . 

جوري بضيق: ولما أنا أكلي وحش، يا سي مازن، جاي تاكل عندي ليه؟. 

مازن بضحك: بهزر معاك يا فطين.

حاتم ضحك من قلبه عليهم وقال: مش قادر والله…وفضل يضحك تاني.

جوري بغيظ:اتفضّل يا أستاذ… دوق واحكم بقى!. 

حاتم بحرج: احم… بصراحة أنا كنت عاوز أعرف الريحة الحلوة دي منين، مش أكتر والله.

جوري بابتسامة:
– والله… لتدوق وتحكم بقى، اتفضّل ... 
حاتم بعد ما اكل قال بابتسامة: عاوزة الصراحة ولا ابن عمها؟

جوري: الصراحة طبعاً.

حاتم: الأكل تحفّة، وأنا بقالي كتير ماكلتش أكل با لطعامه دي… تسلم إيدك.

جوري بصت لمازن وقالت: شايف، الناس اللي بتفهم في الأكل… مش إنت يا فقري!. 

مازن بضحك: ده بيجامل يا بنتي… طب بجد يا أستاذ، دي شوربة جمبري توحد ربنا؟ دي شوربة “مجانص”!  ... خلص كلامه وقعد يضحك جامد. 

جوري: كده يا مازن… طيب ما تتكلمنيش تاني، أنا أصلاً مخصمك، وابقي ورّيني بقى مين هيأكلك من المكرونة بالبشاميل اللي هعملها بكرة، ها!  . 

حاتم: انتوا مشكلة… مش قادر أضحك، حرام عليكم!. 

جوري قامت وكانت نازلة...مازن جري ووقف قدامها وقال بجديّة: والله العظيم بهزر… حقك عليا، متزعلش مني...  وربنا الأكل جامد أوي!...  إنتي عارفة إني ملّيش غيرك أكلمه، فبحب أهزر معاكِ.

جوري ببسمة:
– خلاص، عفونا عنك.

حاتم بإعجاب: اسمحولي أقول إن انتوا ثنائي هايل، ما شاء الله.

جوري بخجل: شكراً يا أستاذ. 

حاتم: أنا بشمهندس حاتم، ساكن هنا في الدور التاني.

مازن: آه، إنت ابن أستاذ أحمد… أهلاً وسهلاً بحضرتك، أنا مازن، ودي أنسة جويرية صاحبة البيت.

حاتم: تشرفنا يا آنسة جويرية.

جوري: الشرف ليا يا بشمهندس.

حاتم: أنا فكرتكم إخوات.

جوري نظرت لمازن وقالت بابتسامة جميلة: إحنا فعلاً إخوات… ممكن ما نكونش من دم واحد، بس مازن بالنسبة لي أكتر من أخ.

مازن فرح جداً من كلامها وقال:ربنا يبارك فيكي يا جويرية… ربنا اللي يعلم معزتك عندي قد إيه.

حاتم قعد يأكل معاهم بعد ما أصروا عليه، واتعرف عليهم أكتر، وبعدين استأذن ونزل.
ومازن كمان استأذن ومشى، وجوري نزلت الأكل وغسلت الأطباق ودخلت تصلي العصر.

****** 
🏠 في بيت أحمد وكريمة الكل كان متجمع علي السفرة …

أحمد : كل يا حاتم… مالك مش بتاكل ليه؟

حاتم:  شبعان يا بابا.

كريمة: شبعان إزاي؟ انت نازل على لقمة الفطار!. 

حاتم بارتباك: احم… أصل أنا أكلت مع جارتنا.

حمزة: نعم، انت لحقت تعلق يا ياض.

أحمد مذهول: إزاي يعني؟ فهمني… جارتنا مين؟ انطق يا حاتم!  . 

حاتم حكى لهم اللي حصل، وقال إنه مكنش عايز ياكل، بس هما اتحدّوا عليه واتكسف يرفض.

كريمة بغضب وغيرة : وهو أكل البنت دي هيبقى أحلى من أكل أمك يا حاتم؟
أخص عليك! وانا تعبانة من الصبح وواقفة أحضر لك الأكل، وفي الآخر ما بتكلهوش!. 

حاتم، عرف إن أمه بتحبه هو وأخوه وبتدلعهم جدًا، حب يلطف الجو وقال:
والله ما في أحلى من أكلِك يا كرمِلّة يا عسل انتي… حقك عليا، هاكل أهو.

أحمد: ولد إيه “كرملة” دي اسمها ماما؟  . 

حاتم: أوامرك يا هندسة.

أحمد مستغرب: هندسة وكرملة… انت متأكد إنك ابني يا ياض؟

حمزة بضحك: أنا قلت كده برضه، الواد ده لقناه على باب جامع!. 

كلهم ضحكوا وقضّوا ليلة سعيدة.

عدت فترة التوتر والقلق بالنسبة لنتيجة الثانوية العامة وموعد ظهورها اليوم.
علاقة حاتم بجوري بقت أعمق من الأول، وجويرية حست إنه أخوها من أمّها وأبوها بجد—كده موقف وقف معايا وكان نعم الأخ.
جوري كانت محتفظة بحدودها، ما بتتخطاهاش معاه ومع مازن، وكأن ربنا عوّضها بأخين يبقوا سند وظهر ليها.

 “أحسن الظن بالله دائمًا، فكم من عسر وضيق فرضه الله عليك ليعوضك على صبرك بالخير الوفير والنعم الكثيرة.”

جوري قالت في نفسها: يا رب، أنا واثقة فيك خير.... نفسي أجيب طبّ وأحقق حلم بابا وماما.

قامت لبست الإسدال، وتوضأت، وصلّت ركعتين قضاء حاجة، وطلعت السطح 
لانه أكثر مكان مريح ليها.
السطح معمول سيراميك ومفروش، وفيه مرجيحة على شكل سرير، وزهريات ورد جميلة في كل مكان، ومنسق...  وفي ركنه مودرن جميل لعِشّاق الجلوس، يعني السطح هم وراحة للأعصاب، بيساعد على الاسترخاء.

جوري: أنا محتاجة أريح أعصابي شوية… متوترة جدًا، يا رب استر.
اتمني ينال اعجابكم وتشاركوني رايكم في التعليقات 
وحابه اشكر استاذه اماني انها ادتني فرصه اعرض روايتي. للنور مع خالص تمنياتي لها بالنجاح والتقدم 
دمتي مبدعه

                الفصل الثالث من هنا
تعليقات



<>