رواية اوجاع الروح الفصل الثالث بقلم فاطمه فارس
فضلت ريحة جاية، ولما زهقت، مسكت المصحف وقعدت تقرأ فيه شوية.
حمزه: تمام، أنا طالع السطح يا حاتم، المكان فوق تحفة بصراحة، حاجة كده تهدي الأعصاب.
حاتم: تمام، أنا شوية وحصلك.
طلعت السطح، وكنت سامع صوت بنت بتقرأ قرآن بصوت عذب وجميل. وقفت عند آخر سلمة، ومحبتش أقطعها. كنت ناوي أنزل، بس صوتها كان جميل لدرجة إني مقدرتش أنزل خطوة واحدة. كنت حاسس بسكينة وراحة غريبة وأنا بسمعها.
فضلت تقرأ سورة ورا التانية، لحد ما خلصت وقعدت تدعي لأهلها بدموع.
جوري: اللهم اغفر لي ولوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرًا.. اللهم أنر قبرهما.. اللهم آنس وحشتهما... اللهم باعد بينهما وبين خطاياهما كما باعدت بين المشرق والمغرب... اللهم نقّهما من خطاياهما كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس.... اللهم حرّم أجسادهما على النار. اللهم شفّع فيهم الصيام، وشفّع فيهم القيام، وشفّع فيهم سيدنا محمد المصطفى العدنان.
حمزه اتكلم بصوت هادي عشان متتخضش: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جوري بعد ما قامت ووقفت: وعليكم السلام.
حمزه: أنا آسف لو قاطعتك.
جوري: لا أبدًا، مفيش حاجة. أنا نسيت إني مش لوحدي زي الأول، وإن شاء الله هقلل طلوعي السطح.
حمزه: لا طبعًا، براحتك... اطلعي وقت ما انتي عايزة.
جوري بحرج: ممكن أطلب من حضرتك طلب؟
حمزه: اتفضلي.
جوري: ممكن تجيبلي النتيجة بتاعتي من الموقع؟ بصراحة أنا متوترة جدًا وخايفة أجبها. أنا محبتش أكلم مازن يجيبها لي عشان كان تعبان امبارح.
حمزه بابتسامة: حاضر، اديني اسمك ورقم الجلوس، وأنا تحت أمرك.
جوري: اسمي جويرية طه محمد، ورقم الجلوس ........ .
حمزه: تمام، هدخل على الموقع وأجبها... بالمناسبة، أنا حمزه أحمد، ساكن هنا في الدور التاني.
جوري وهي بصّة في الأرض: تشرفنا، بشمهندس حاتم قالّي عليك.
حمزه هزار: لا كله إلا حاتم!.. ده بذات متصدقيهوش خالص لو قالك عليا حاجة وحشة. أصله مش بيبطل هزار، لحد ما بقينا مش بنعرف نفرّق الجِد من الهزار.
جوري بابتسامة: فعلاً معاك حق، بس هو جدع جدًا ومحترم جدًا.
حمزه بضحك: مين ده اللي محترم؟ معلش!... قصدك حاتم؟!... أخويا ده، أبويا متبري من لسانه.
حاتم جي من وراه وسمعه وقرب عليه.
جوري كانت عايزة تضحك، بس مسكت نفسها بالعافية.
حاتم مسكه من قفاه زي حرامي الغسيل وقال:
حاتم: بقي أنا أبويا متبري من لساني ها؟ ومش محترم، صح؟
حمزه اتخض: سلامًا قولًا من ربٍّ رحيم! انت بتطلع منين؟ وبعدين سيب القميص، برستيجي باظ قدام البِنَيّة، يا أخي!
حاتم وهو لسه ماسكه من قفاه: أعمل فيك إيه يا حمزه؟... أرميك من السطح؟ ويقولوا: قتل أخوه!... ولا أقطع لسانك وأرتاح منك؟
جوري ضحكت عليهم غصب عنها، وحمزه خد باله من ضحكتها اللي تجنن.
أخوه قرب من ودنه وقال:
حاتم (بهمس): نزل عينك عن البنت، الله يعمر بيتك... هتفضحنا!
حمزه بصوت واطي: أعمل إيه طيب؟ ضحكتها جميلة غصب عني.
حاتم ساب أخوه وقال:
حاتم: عاملة إيه يا جوري؟ جبتي النتيجة ولا لسه؟
جوري انتبهت إن صوتها عالي، وقالت بكسوف: الحمد لله بخير، لسه أنا طلبت من أخو حضرتك يجبها لي.
حاتم: أدام الله حمدك، وليه تطلبي من الغريب وأخوكي موجود؟ أنا هجبها لك بنفسي.
حمزه بصّ لأخوه بطرف عينه وقال: ما هو أنا وانت واحد برضو ولا إيه؟
حاتم اتكلم بجدية: أكيد إحنا واحد يا حمزه، بس جوري أختي وحقها أنا اللي أجبها واهتم بيها.
جوري عينيها دمعت وقالت: ربنا يخليك يا بشمهندس.
حاتم: إيه بشمهندس دي؟! اسمي حاتم وبس، اتفقنا؟ أنتي زيك زي "منه" عندي.
حمزه: أمال فين "منه" صح؟! بقالها فترة مختفية ومش بتنزل عندنا.
حاتم: إنت هتوه عن "منه" يا حمزه؟ هي كل سنة بتعمل كده، ومش بتختلط بحد لحد ما نفسيتها ترتاح.
جوري: آسفة للمقاطعة، بس مين "منه" دي؟ وليه كل سنة بتبعد عنكم؟ وإيه اللي تعب نفسيتها بالشكل ده؟!
حاتم: "منه" دي عمتنا يا ستي، بس إحنا بنعتبرها أختنا لأنها من سنّنا، وهي حزينة شوية عشان ذكرى وفاة جدي وستّي.
جوري بتأثر ودموع: ربنا يرحمهم، بس ده مش مبرر إنكم تسيبوها في وقت زي ده، البنت في اللحظة دي بتبقى نفسها تلاقي حد يخفف عنها حزنها، بتتمنى تلاقي حد تترمي في حضنه وتعيط، بتتمنى تلاقي إيد تمسح دموعها، وحد يهون عليها، حتى لو رفضت، بس من جواها بتكون محتاجاكم جدًا... صدقني محدش حاسس بيها قدي لأني يتيمة زيها.
حمزه: والله إحنا مش حابين نسبها، بس هي مش بترد على التليفون، ولما بنطلع عندها مش بتفتح... بتكلّمنا من ورا الباب.
حاتم: صدقيني كلنا حاولنا، ده حتى بابا غلب معاها، وهو زعلان على أخته الصغيرة ومش عارف يعمل إيه.
جوري مسحت دموعها وقالت: أنا هنزل أكلمها يمكن تفتحلي لأني غريبة.
حمزه: مش عايزين نتعبك معانا.
جوري: مفيش تعب ولا حاجة، وبعدين ده النبي ﷺ وصى على سابع جار.
حاتم: عليه أفضل الصلاة والسلام... تمام، وأنا هشوفلك النتيجة، ولما تخلصي أجبها لك.
جوري: ماشي يا تيمو، سلام بقى ألحق أنزل لها.
جوري نزلت ورنت الجرس، "منه" طلعت من الأوضة وهي بتمسح دموعها وقالت: مين تاني؟ قلتلكم سبوني لوحدي أنا كويسة والله.
جوري: أنا جويرية، جارتك اللي في الدور الأول.
منه فتحت: أهلاً وسهلاً، معلش فكرتك إخواتي الرخمين.
جوري: أنا عرفت إنك سكنتي هنا لوحدك، قلت أسلم وأتعرّف بيكي يا قمر.
منه بابتسامة: اتفضلي طيب، نشرب حاجة؟
جوري: ماشي، أنا أصلًا طفسة وهخليكي تأكليني كمان.
منه: عيوني، أنتي شكلك مرحة وصريحة جدًا.
جوري: طبعًا يا بنتي، هو في أحلى من الصراحة؟ فين المطبخ بقى أساعدك؟
طبعًا جوري عمرها ما عملت كده، تدخل مطبخ عند حد غريب، بس هي كانت عايزة تطلعها من المود وتخليها تاكل.
منه: تعالي يا قمر معايا.
دخلوا المطبخ، وعملوا فطار مع بعض، وقعدوا على السفرة ياكلوا وسط خفة دم جوري، و"منه" كانت بتضحك من قلبها.
جوري: والله زي ما بقولك كده، كنت عاملة شوربة جمبري تستاهل بوقك، بس الواد مازن فضل يتريق عليا، وحكتلها الموقف كله.
منه: مش مصدقة إن حاتم أكل كده عادي، ده وسواس يا بنتي، بيفضل يغسل الطبق 100 مرة قبل ما ياكل فيه.
جوري بهزار: لا معلش، ده أنا نظيفة جدًا والله، حتى اسألي السلكة اللي بتقعد عندي أسبوع، بستعملها كل يوم وهي ما اشتكتش أبدًا... أصيلة!
منه بتجاريها في الهزار: اه لو سمعك دلوقتي مش بعيد يعمل غسيل معدة.
جوري: ولا الواد مازن، اه لو تشوفي وشه وهو بيقولي: دي مش شوربة سي فود، دي شوربة مجانص! وقعدوا يضحكوا هما الاتنين.
جوري: استني، افتكرت موقف... إنما إيه!
منه: قولي بسرعة.
جوري: مرة اتفقت أنا وبابا على ماما وقلنا نعمل فيها مقلب، كانت قاعدة بتتفرج على فيلم رعب، وقفلنا النور، قمت من جنبها من غير ما تشوفني ودخلت أوضتي، لبست قناع مخيف وطقم أسود علشان ما أبانش في الضلمة، وبابا كان واقف عند كابل الكهربا... استنينا أكتر لقطة رعب في الفيلم، وغمزت لبابا، فهم الإشارة وقطع النور كله، وأنا قربت على ماما وهي قاعدة، أصلها ما بتخافش من الضلمة يا عيني، ما تعرفش إيه اللي مستنيها! كانت بتنادي عليا عشان أجيب الكشاف، وأنا مردتش، نادت بابا، برده مفيش رد، قالت تقوم تجيب الكشاف بنفسها، وأول ما وقفت، بابا وجه ضوء على وشي، فشافت وش مخيف طالع لها من الضلمة.
جوري بضحك: وقبل ما تمسكني، بابا قفل الضوء، وأنا اتحركت وشغلت موسيقى رعب، وبدأت أعمل أصوات غريبة. بابا نور عليا تاني، فبان وشي، المرة دي وأنا بقرب منها، وهي كانت بتقرأ آية الكرسي وبتحوقل!
مكة بصوت بخوف: طه حبيبي، الحقني، والنبي!... بت يا جوري انتي فين يا زفته؟.. حد يلحقني، عفريت!
جوري بضحك: قالت كده وهي بتجري مني في الشقة، وأول ما مسكت إيدها، أغمى عليها فورًا! نزلت على الأرض أفوّقها، وبابا فتح النور، وجري عليها بخوف وقال: الله يخرب بيت شورتك المهببة يا جوري، أمك كانت هتموت فيها، مكة حبيبتي، قومي ده مقلب، متخافيش، مفيش عفاريت والله.
وأول ما خلص كلامه، ماما فتحت عينيها وقالت: بجد يا طه؟ مفيش عفريت مخيف أسود هنا؟ ده مسكني!
طه: لا يا قلبي، مفيش حاجة، والله العظيم.
جوري: ماما بصّتلي بشر، ولما استوعبت إني صاحبة الفكرة، قامت وقفت مرة واحدة، وقالت وهي ماسكة الشبشب: وربنا يا جوري الكلب، انتي لموتك في إيدي!
وأنا أجري، وهي تجري ورايا، وبابا واقف يضحك علينا.
منه: وبعدين سابتك إزاي؟
جوري: مين دي اللي تسبني؟!.. دي عليها تنشيل يجيب آخر بلاد المسلمين!.. وعينك ما تشوف إلا النور... نزلت فيا ضرب بالشبشب جامد وأنا أستغيث بأبويا، لكن هو نازل ضحك عليا، لحد ما قعد على الأرض ماسك بطنه من كتر الضحك.
منه مقدرتش تمسك نفسها من كتر الضحك وقالت: آه يا بطني، حرام عليكي، مش قادرة... انتي مصيبة.
جوري بضحك: أنا؟ ده أنا نسمة، ده أنا بلسم، والله إني مظلومة!
منه بحب: تعرفي يا جوري، أنا ارتحت ليكي جدًا، وشكلنا كده هنبقى أصحاب. أنا نفسي أتعرف على أهلك... ممكن؟ ولا هتتضايقي؟
جوري سكتت فجأة، ودمعت عينيها، ومسحت دموعها بسرعة.
جوري: للأسف هما مش موجودين، بس ممكن أوريكي صورهم... مسكت الموبايل وطلعت صورها معاهم، وخلتها تتفرج عليها.
منه: ما شاء الله... مامتك عسولة جدًا، وباباكي كمان شكله جنتل كده، ربنا يخليهم ليكي، شكلهم بيحبوكي جدًا.
جوري بابتسامة مكسورة بتحاول تغيّر الموضوع: طيب يا ميوش، أنا لازم أنزل أشوف النتيجة بتاعتي، وهبقى أجيلك تاني.
وقبل ما تخرج من الباب قالت: أنكل أحمد قلقان جدًا عليكي، وكمان بشمهندس حاتم وأخوه، ياريت لو تنزلي تقعدي معاهم شوية. وفي حاجة كمان نفسي أقولها ليكي... أخدت نفس وكملت... بصي لنص الكباية المليان، وبصي على نعم ربنا عليكي الكتير. الصحة نعمة، وكل عضو في جسمك نعمة، ستر ربنا علينا نعمة، أخوكي ده أكبر نعمة، وأولاده كمان دول نعمة... إنك تلاقي حد يسأل عليكي ويخاف عليكي... دي نعمة! صدقيني، لو شفتي قد إيه كرم ربنا عليكي في كل ده، مش هتبقي حزينة. في ناس كتير أيتام، بس للأسف ما لهمش حد خالص... لا أب، ولا أم، ولا أخ، ولا حتى قريب يسأل.. عليهم عايشين في الدنيا لوحدهم، وفي ناس تاني بيتربوا في ملجأ من غير ما يعرفوا ليهم أهل خالص. ربنا سبحانه وتعالى قال: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185] يعني المولى عز وجل قال إن كلنا هنموت، محدش هيخلد فيها، ده حتى الإنس والجن والملائكة كلهم هيموتوا. (كل نفس لا بدَّ أن تذوق الموت، وبهذا يرجع جميع الخلق إلى ربهم؛ ليحاسبهم. وإنما تُوفَّون أجوركم على أعمالكم وافية غير منقوصة يوم القيامة، فمن أكرمه ربه ونجَّاه من النار وأدخله الجنة فقد نال غاية ما يطلب. وما الحياة الدنيا إلا متعة زائلة، فلا تغترُّوا بها.) ادعي كتير ليهم، وتصدقي عليهم، واطلبي من ربنا الثبات والقدرة على ألم الفراق.
جوري سبتها ونزلت شقتي. دخلت أوضتي، اتوضيت، وصليت ركعتين قضاء حاجة، وقعدت أدعي ربنا كتير لأهلي ولنَفسي وللمسلمين.
منه نزلت شقة أخوها بعد كلام جوري، وحست إنها فعلاً مقصّرة في حق أخوها الكبير اللي رباها زي بنته بعد وفاة أهلها.
أحمد كان قاعد في البيت مهموم وزعلان على أخته، وكمان نفسه يفرح بيها ويفرّحها.
أحمد كان قاعد في البيت مهموم وزعلان على أخته، وكمان نفسه يفرح بيها ويفرّحها.
جرس الباب رن... قام فتح، لقى منه واقفة مبتسمة.
أحمد: يا أهلاً بالقمر اللي نوّر بيته. تعالي ادخلي.
منه: أنا آسفة يا أبيه أحمد. عارفة إني قصرت في حقك كتير، بس والله غصب عني. أنا كنت محتاجة أقعد لوحدي شوية مش أكتر. بس عرفت إني بضيع وقت في الوحدة على الفاضي، وأنا ربنا رزقني بأحسن أخ في العالم. أنا بحبك أوي، وكويس إن جوري فوقّتني بكلامها، لولاها مكنتش عرفت قد إيه أنا في نعمة فعلًا غيري بيتمناها.
أحمد قام أخدها في حضنه وقال: وأنا كمان بحبك جدًا يا منه، أكتر من ولادي حتى، وربنا اللي يعلم بكده. بس... انتي اتعرفتي على جوري فين وازاي؟
منه حكت له كل حاجة... بعد ما سمعها للآخر، قال: البنت دي أنا أول ما شُفتها، قلبي انفتح لها لله في لله كده. ربنا يبارك فيها.
منه: يا رب. بس تعرف يا أبيه؟ تحس إنها بتداري حاجة كبيرة ورا ضحكها وهزارها ده. مش عارفة إيه هي، بس تحس عينها بتقول كلام، وأفعالها بتقول كلام تاني. حاسّة إنها حزينة وبتداري... ولما سألتها على أهلها، قالت إنهم مش موجودين، ورتني بس صورهم. ممكن تكون متخانقة معاهم مثلًا؟
أحمد: فعلاً، هي تِبان قوية ومتماسكة، لكن في الحقيقة كانت بتواسي نفسها قبل ما تواسيكي.
منه بدهشة: مش فاهمة حاجة.
أحمد: بصراحة، البنت دي لما سألت عنها، كل الناس شكرت فيها وفي أخلاقها. ولما سألت عن أهلها، قالوا إنها اتيتّمت وهي في بداية الثانوية العامة. واللي وجعها أكتر، إن بعد وفاة أبوها بأربع شهور، أمها كمان ماتت من زعلها عليه. وهي عايشة دلوقتي لوحدها.
منه بتأثر: الله يرحمهم... بس... هي إزاي قادرة تعيش كده لوحدها وملهاش ضهر وسند؟
أحمد: عشان كده، لما عرفت حكايتها، كلمت حاتم ابني يقرب منها، ويكون أخ كبير ليها بدل ما تحس إن ملهاش حد.
منه: طيب... وليه مطلبتش من حمزه هو كمان يقرب منها ويكون لها أخ زي حاتم؟
أحمد بضحك: حمزه مش هيعرف يعمل حاجة. هو مش حاسسها، انتي عارفة إنه حساس جدًا ومش بيعمل حاجة غير لما يقتنع الأول بيها. أما حاتم... لما كلمته على جويرية، هو من نفسه قالي إنها صعبت عليه. وقالي من دلوقتي هيبقى عندي أختين.
منه: والله حاتم ده قلبه طيب وحنين، يا بخت اللي هتكون من نصيبه.
حمزه فتح باب الشقة ودخل ووراه حاتم، وسمع آخر حاجة قالتها، وقال بهزار: وأنا بقى يا ست منه، بعض ولا ظالم ومفتري؟ هو بس اللي حنين يعني؟
منه بهزار: أهلا بالغالي ابن الغالي، كيفك يا خيي؟ شو أخبارك؟ إن شاء الله تكون منيح يا زلمة.
حمزه قرب وحضنها بحب أخوي وقال: منيح يا قلب الزلمة إنتِ. أنا كتير زعلان منك، بيصير هيك يعني؟ ما تردي على خيّك حبيبك؟
منه: دخيل الله لا تزعل مني، لك تؤبر قلبي إنت.
حاتم بغيظ: هو مسلسل العشق الممنوع ده مش هيخلص بقى؟
حمزه وهو محاوط منه بذراعه: والله الغيران مننا يعمل زينا، صح يا قلبي؟
منه: صح يا حبي.
حاتم: إيه المحن ده يا ابني منك ليها؟! وأوعي كده، خليني أسلم على البت الواطية دي. وشال إيده من على دراعها وحضنها هو.
أحمد: ربنا يخليكوا ليا يا ولاد، وأفرح بيكم قريب.
كريمة طلعت من المطبخ وقالت: أهلا يا منه، حماتك بتحبك، أنا عاملة شوية كشري هتاكلي صوابعك وراه.
منه بحب: إنتِ هتقوليلي على الكشري بتاعك؟ تسلم إيدك يا حبيبتي.
حاتم: بابا أنا هنزل أفرّح جويرية، أصلها طلبت مني أجيب لها النتيجة وأنا جبتها.
أحمد: طمني يا حاتم، عملت إيه؟
حاتم: والله يا أبو حميد، هي جابت ٩٥٪ بس.
منه: ما شاء الله، واضح إنها مجتهدة.
حمزه: طيب هات، أنزلها أنا، أنا كده كده نازل أجيب حاجة من تحت.
أحمد بجدية: لا إنت ولا هو، منه اللي هتنزل لها.
طبعًا كلمة أبوهم أوامر، وطبعًا وفقوا، وبعد ما اتغدوا مع بعض، منه نزلت عند جوري ورنت جرس الشقة.
جوري نامت من التعب وكانت سخنة جدًا، هي أصلًا كانت تعبانة من الصبح بس مقلتش لحد. فضلت ترن الجرس ومفيش رد نهائي، قالت يمكن تكون خرجت، طلعت تاني شقة أخوها وقالت لهم إنها رنت الجرس ومسمعتش رد.
كريمة: يمكن خرجت ولا حاجة، شوية كده وابقى انزلي تاني.
مازن صحي، اتوضى وصلى، وقرر يجيب نتيجة جوري مع بتاعته وبعدين يقولها عليها، كان عارف إنها مش هتجبها بنفسها لأنها متوترة.
بعد ما جاب النتيجة، والمفاجأة إن هما الاتنين جابوا 95٪ زي بعض، طلع طقم شيك ولبسه ونزل عشان يروح لجوري. كلمها وهو رايح على الواتس وقالت له إنها في البيت ومش هتخرج خالص.
وصل عندها ورن الجرس ومفيش رد، قال ممكن تكون فوق على السطح، طلع بص عليها ملقهاش موجودة. قلق جدًا، ورن عليها مش بترد عليه.
قال ممكن تكون عند حاتم، نزل ورن على شقة حاتم، منه فتحت، وقال: باشمهندس حاتم موجود؟
منه: أيوة، أقول له مين؟
مازن: قولي له مازن، وهو عارفني.
منه سابت الباب مفتوح، ودخلت وقالت لحاتم، خرج باستغراب وسلم عليه، وقال: أهلا يا مازن، اتفضل.
مازن: معلش يا بشمهندس على القلق ده.
حاتم: عيب عليك يا ض، بيتك ومطرحك، تنوّر في أي وقت.
مازن: شكرًا ليك، أنا بس كنت عايز جويرية، هي عندكم هنا؟
حاتم: لا، مش هنا، دي حتى منه نزلت لها ملقتهاش.
مازن اتجنن وخاف عليها، وقال: إزاي مش تحت؟ أنا كمان رنيت الجرس كتير ومفيش رد، هتكون فين بس؟
حمزه طلع على صوتهم العالي هو وأبوه، وقال: أهلا يا مازن، يا بني صوتكم عالي ليه؟
مازن: الحمد لله يا أستاذ أحمد، أنا آسف على الإزعاج، أنا ماشي هدور على جوري بعد إذنكم.
أحمد: استنى يا مازن، فهمني في إيه؟
بعد ما مازن حكلهم اللي حصل، أحمد قلق هو كمان، وحاتم ومازن وحمزه نزلوا يدوروا عليها حوالين البيت، وسألوا الجيران، محدش شافها في الشارع خالص.
مازن: يعني إيه اختفت مرة واحدة كده؟! أكيد في حاجة غلط، جويرية مستحيل تعمل حاجة قبل ما تقولي عليها.
