رواية موعدنا في زمن اخر الفصل الثاني2بقلم مريم الشهاوي


رواية موعدنا في زمن اخر الفصل الثاني2بقلم مريم الشهاوي


   مش هيفتكرك يا رهف، وممكن يموتك، ده مجرم!"

صاحت رهف بقوة، مرفضة لقوله: 

"نوح مش مجرم... نوح قبطان غاب أربع سنين، ولما تلاقوه تقبضوا عليه ! ده بدل ما ترجعوه لمراته وبنته؟"

بغضب شديد، رد حسن: 

"عشان إحنا ملاقيناهوش بيأزأز لب ده كان جاسوس علبلد وبيحاول ياخد معلومات أثرية... وبعدين نوح عاش أربع سنين مع مجرمين أكيد اتطبع بطبعهم... رهف، نوح هيتعامل معاكِ زي ما بيتعامل مع الكل، هو شايفك حد غريب قدامه وممكن يستغل تعاطفك معاه."

ردت رهف باصرار: "مش هاممني كل ده، اللي هاممني دلوقتي إن بيني وبين حبيبي حيطة بعد فراق أربع سنين، متخيل الأسباب دي كفيلة متخلينيش حتى أشوفه."

استسلم حسن لإرادتها وأشار لبعض الضباط بالدخول معها، إلا أن رهف استوقفتهم قائلة: 

"مش عاوزة حد يدخل معايا، أنا هقابله لوحدي."

صاح حسن: 

"مش هينفع يا رهف... اللي جوا ده...." 

قاطعته رهف بترجي: 

"بعد إذنك، سيبني أدخله لوحدي، أنا هعرف أتصرف."

وافق حسن باقتضاب وأبعد الضباط، ليشير لهم بالذهاب.

دخلت رهف المكان بخطواتٍ تتردد كالأمواج المتلاطمة، تحمل في قلبها عبء الأمل واليأس الذين صارعتهما خلال السنوات الأربعة الماضية. كانت نبضات قلبها تصارع الزمن، تتسابق بين الأمل المحطم والشك المستحكم. لحظة دخولها، ظنت لبرهة أنها تحلم، حتى تحققت عيونها مع نوح، زوجها ورفيق روحها. بدت دموعها تتساقط بصمت، فقد كانت تعيش على فراقه لسنواتٍ طويلة.

كان نوح جالسًا على الأرض، يضم ركبتيه بقوة نحو صدره، ووجهه المكبوت بين ذراعيه المكبلتان بالاغلال الحديدية القوية تمنعه من الهروب بتاتًا. 

رفع نوح رأسه ببطء عندما سمع خطوات تقترب في الغرفة، حيث تجمدت التفاصيل في عينيه المتعبتين. لم تتمكن رهف من تحكم عواطفها، فركضت نحوه بخطى متسارعة، عيناها تزرف دموعًا لا تصدق أنها ترى حبيبها على قيد الحياة بعد كل تلك السنوات. وعندما وقف نوح على قدميه، كانت ثوانٍ كالأزمان بين أحضانه، حيث اندفعت رهف لتعانقه بشدة، تبكي بحرقة واسعة، مشاعرها تتقاطع بين الفرح الهائل والحزن العميق، ونار الشوق التي تتزايد داخلها.

حاول نوح مرارًا أن يبتعد، لكنها كانت تشد بقبضتها على ظهره بشدة، متمسكة بين يديه بكل قوة، رغبة في أن لا تبتعد أبدًا.استطاع نوح أخيرًا أن يبتعد عنها بصعوبة، وقال بصوت متجهم: 

"Get away from me, girl, are you crazy?" 
ابتعدي عني، يا فتاة، هل أنتِ مجنونة؟ 

كلماته خرجت بقسوة، وكانت تعبر عن مزيج من الغضب والحيرة، وسط صخب العواطف المتدفقة بينهما ابتعدت رهف ونظرت إليه باستغراب قائلة: 

"أنت بتتكلم كده ليه؟" 

أجابها نوح: 

"What are you saying, Iam not understand you" 
ماذا تقولين، أنا لا أفهمك 

كان نوح مذهولًا من نفسه، لأنه فهم رهف بشكل جيد على الرغم من أنه يتحدث باللغة الإنجليزية فقط. ومع ذلك، قال العكس.

أردفت رهف بصدمة: 

"مهو أنا ممكن أصدق أي حاجة غير إني أصدق إن أربع سنين نسوك لغة بلدك نوح أنت فاهمني." 

قال نوح باستغراب:

"Nuh!! it's not my real name and it's not my language" 
نوح! هذا ليس اسمي الحقيقي وهذه ليست لغتي.

علمت رهف أنه يفهم كل حرف تنطقه فصاحت به: 

"طالما فاهمني يبقى ترد عليا عربي." 

قال نوح بغضب: 

"أنتِ مُختلة عقليًا ولا غبية ومش بتفهمي؟" 

كان نوح مستعجبًا من نفسه لأنه نطق اللغة العربية بسهولة، وخاصةً اللهجة المصرية التي ليست سهلة ليتقنها بهذه الطلاقة. ابتسمت رهف بينما استمعت إلى لغته وهذه اللهجة التي عشقت صوته الذكوري يرن في أذنيها بوضوح لن تنساه.

عيناها تزرف دموعًا بلا توقف، وقالت بصوتٍ مرتعش: 

"نوح، أنت مش فاكرني، أنا رهف..."

رد نوح باستخفاف: 

"باعتينك ليا عشان تعرفي حاجة بس بعينكوا." 

ثم اقترب منها بخطوات ثقيلة وعينيه تخرج شرارًا وينظر اليها بصرامة قائلًا:

"صدقيني حتى لو موتوني أنا عمري ما هنتطق بكلمة واحدة مقرّ عصابتي فين... محدش فينا بينطق حرف حتى لو على حساب موته." 

قالت رهف بقلق من طريقة أسلوبه المخيف:

" نوح أنت كده بتودي نفسك في داهية أنت عارف أنت مين أصلا وكنت بتشتغل إيه ؟؟محاولتش تدور على نفسك أنت أذكى من كده يا نوح.... إيه اللي جرالك وعصابة إيه اللي بتتكلم عنها؟؟ "

أجابها نوح بهدوء ومازالت عيناه معلقة بها:

"أنا اولًا اسمي بيتر وانا مش مستنى حتة عيلة تيجي وتقولي عن الماضي بتاعي لإني فاكره كويس جدًا."

صاحت رهف بغضب وصوتها بدأ يعلو: 

"لا أنت مش فاكره لإنك لو فاكره مكنتش نسيتني لو فاكره فعلًا كنت دورت عليا في كل مكان أنا كنت محتوية قلبك أنا وأنت حبينا بعض واتجوزنا عن حب بينا طفلة عندها تمن سنين" لوجي".. إيه؟؟ دي كمان نسيتها؟" 

ابتعد نوح عنها ليخطو بضع خطواتٍ للخلف ويستدير ظهره قائلًا بضيق:

"امشي من هنا. "

حيث تقدمت رهف نحوه لتقف أمامه بغضب وتخلع عقد عنقها الذي كان يحتوي على شكل قلب صغير فتحت قلب العقد ليرى نوح صورة تجمعهم هم الثلاثة هو وابنته ورهف! 

قالت رهف محاولة معه أن يتذكرهم وأمسكت بذراعه بقوة: 

"دي عيليتنا... أنت أهو وأنا وبنتنا.... ده ماضيك يا نوح.. طب بص لبنتنا... مش فاكر لوجي بص للصورة ده أنت كانت روحك فيها." 

نظر نوح إلى الصورة وخفق قلبه عندما رأى الصغيرة، لكن غضبه ازداد عندما سمع صراخها وشاهد إمساكها بذراعه بطريقة عنيفة. بدون تفكير، أبعدها عنه بقسوة، ثم في لحظة من الغضب، أمسكها من عنقها وبدأ يخنقها بشدة، ليرفعها من الأرض بسهولة معتمدًا على قوته، وكانت يده ممسكة برقبتها بقسوة وبلا رحمة.

"أنتِ عن مين بتتكلمي؟"، قال بغضب متصاعد، "بصي، أنا مش فايقلك لو هما بعتينك يا حلوة، يبقى تمشي زي الشاطرة، تروحي وتشوفي حالك، والراجل الغريب اللي بتتكلمي عنه، نوح بتاعك دا، روحي دوري عليه بعيد عني."

كادت رهف أن تختنق فقالت بصوت متقطع:

" نو.. ح... همو.. ت... "

الرواية متقسمة لتلت حكايات لتلت ابطال هنزلكماقتباسات من التلاتة بعدين نبدأ بتنزيل البارتات كاملة تكونوا عرفتوا قصص الابطال حمزة وسمر رحيم والفتاة اللي شافته ونوح ورهف                   
                  الفصل الثالث من هنا      
تعليقات



<>