رواية اقتحمت غروري الفصل الثالث3بقلم مني مجدي وايه عماد
في المستشفى
خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة، وعلامات الحزن باديه على وجهه. توجه إلى حياة قائلاً:
"للأسف، حالة والدك خطيره جداً. عنده مشكله في القلب، ولازم يعمل عمليه بأسرع وقت."
نظرت إليه حياة بقلق وسألته: "طيب يا دكتور، العمليه دي هتتكلف كام؟"
رد الطبيب: "خمسين ألف جنيه."
تجمدت حياة في مكانها، وكأنها تلقت صفعه أخرى. لم تملك هذا المبلغ الكبير، لكنها حاولت التماسك وشكرت الطبيب قبل أن تقول بصوت ضعيف:
"هتصرف، يا دكتور."
قال الطبيب محذراً: "أي تأخير مش هيكون في صالحه خالص."
هزت رأسها بصمت، وغادرت وهي تفكر: هعمل إيه؟ أجيب المبلغ ده منين؟
استأذنت حياه من الدكتور تدخل لبابها والدكتور وفق دخلت حياه واتطمنت على والدها
هو قالها الدكتور قال اى ؟
ردت حياه متقلقش يحبيبى الدكتور قال هتعمل عمليه وتبقى كويس .
رد والدها والعمليه دى هتتكلف كام ؟
ردت متشغلش بالك انت انا هتصرف
قالها هتتصرفى ازاى
قالتلوا قلتلك خلاص متشغلش بالك اهم حاجه تبقى كويس انا هروح دلوقتى البيت اعملك اكل واجى مش هتأخر
قالها ماشى يابنتى
....بقلم منى مجدى وايه عماد ........
في منزل حياة
عادت حياة إلى المنزل لتحضير الطعام لوالدها، لكنها كانت مشوشة. قررت أن تلجأ إلى خطيبها "حازم"، واتصلت به على الفور.
حياة: "حازم، بابا تعبان جداً ومحتاجك تيجي القاهره حالاً."
حازم: "حصل إيه؟ أنا جاي فوراً."
بعد المكالمه، حاولت حياة التركيز في إعداد الطعام، لكن عقلها كان منشغلاً بوالدها والمبلغ الكبير الذي تحتاجه.
رن هاتفها مرة أخرى، وكانت مليكه على الطرف الآخر.
مليكه "حياة، عاملة إيه يا حبيبتي؟"
حياة بصوت ضعيف كويسة.
مليكه صوتك باين عليه إنك مش كويسة. في إيه؟"
حياة "بابا في المستشفى وتعبان شويه."
مليكه بقلقو "الدكتور قال إيه؟"
حياة: "لازم عملية بأسرع وقت، وأنا حالياً في البيت بحضر له أكل."
مليكه: "مستشفى إيه؟ أنا هجيلك حالاً."
حياة: "مفيش داعي، مليكة."
مليكة: "عيب عليكي! إحنا بقينا أصحاب، ولا إنتي مش معتبراني صحبتك ومش عايزاني أكون معاكي؟"
حياة: "أكيد معتبرك صاحبتي، بس مش عاوزه تتخانقي مع زين بسببي."
مليكه "ما تقلقيش، مفيش خناق ولا حاجه."
أعطتها حياة عنوان المستشفى، فبادرت مليكه بالاتصال بزين لتأخذ إذنه في زياره حياة بالمستشفى. حكت له عن حالة والدها، فوافق زين. لكن ما أدهش مليكه هو قوله:
"وأنا هاجي معاكي."
مليكه باندهاش "متأكد؟"
زين: "آه. بالليل هعدي عليكي ونروح سوا."
مليكة: "تمام."
في المستشفى مساءً
كانت حياة خارجة من غرفة والدها بعد أن أطعمته، لتجد حازم ينتظرها. اقترب منها ليحتضنها، لكنها ابتعدت عنه.
حازم: "وحشتيني. كنت عاوز أطمن عليكي."
حياة بجمود"أنا كويسة. بس كنت محتاجة أتكلم معاك في موضوع مهم."
حازم: "قولي يا روحي."
حياة: "بابا محتاج عملية ضروريه جداً عشان حالته خطيره، وتكلفة العمليه خمسين ألف جنيه. كنت بفكر أبيع دهبي وأحاول أكمل الباقي."
حازم ببرود "إنتي عارفة ظروفي. أنا كنت ناوي أبيع الدهب بعد الجواز عشان أعمل مشروع يعيشني أنا وانتي."
حياة بحزن"بس بابا حياته في خطر."
حازم: "أنا مش ملزوم أصرف عليه. وبعدين مش لازم العمليه. كلام الدكاترة دايماً هدفه الفلوس."
نظرت إليه حياة بصدمه، ثم خلعت دبلتها والخاتم وأعطتهم له قائله:
"آسفه ، مش هقدر أكمل معاك. الشخص اللي ما يقفش جنبي في محنتي، ما يستحقش يكون جوزي."
كل هذا الحديث كان تحت أنظار مليكه وزين، اللذين وصلا لتوهما. مليكة كانت متأثره بحالة حياة، بينما زين وقف يراقب المشهد بملامح غامضه.
اقتربت مليكه من حياة وحضنتها:
"ألف سلامه على والدك، يا حياة."
حياة بحزن "الله يسلمك."
نظرت إلى زين باستغراب:
"إنت؟ إيه اللي جابك؟"
لاحظت مليكه نظراتها وقالت:
"زين أصر ييجي معايا يتطمن على والدك."
زاد استغراب حياة. هل يمكن لذلك القاسي والمغرور أن يهتم لأمرها؟
أما حازم، فاستغل انشغال حياة بالحديث مع مليكه وزين وغادر
قائلاً لنفسه:
بعد ما ينتهى مده العمليه وابوها يودعنا هاجى احيلها بكلمتين واكيد هترجعلى.
مليكه باستنكار "الشخص ده خطيبك؟"
حياة بصوت مكسور "آه، بس دلوقتي خلاص، فركشنا."
مليكه: "بصراحه، معاكي حق. ده شخص واطي وما يستحقكيش."
انهارت حياة في البكاء بين أحضان مليكه. زين، الذي كان يراقب المشهد، ظن أن بكاء حياة كان بسبب انفصالها عن حازم.
زين بنبره جديه "ممكن أتكلم معاكِى على انفراد؟"
حياة بتردد "ليه؟"
زين: "هتعرفي لما نتكلم. الموضوع يخص حالة والدك، وأنا ممكن أساعده."
نظرت إليه حياة في حيرة، لكنها وافقت. ركبت معه السيارة، بينما بقيت مليكة تنتظرهم في الداخل.
بدأ زين الحديث قائلاً...
يتبع
بقلم منى مجدي وايه عماد
اقتحمت غروره
بقلم منى مجدى وايه عماد
البرت الرابع
داخل السياره
نظر زين إلى حياة بخبث قائلاً:
"أنا ممكن أساعدك، بس بشرط."
ردت حياة بسرعة ودون تفكير:
"موافقه على أي حاجة، أهم حاجة صحة بابا."
زين بابتسامه خبيثه:
"استني، اسمعي الأول، وبعدين قرري."
حياة بقلق "قول."
زين: "هقضي معاكِ ليلة مقابل الفلوس."
انتفضت حياة بغضب قائلة:
"إنت بتقول إيه؟ أنا مستحيل أعمل كده! إنت فاكرني من البنات اللي تعرفهم؟"
زين بغضب: "صوتك ما يعلاش. وبعدين دي الطريقه الوحيده لإنقاذ والدك. مش عاجبك خلاص."
حياة بحزم: "مش هيحصل أي حاجه من اللي بتفكر فيها."
نزلت حياة من السياره وهي غاضبه وتركته خلفها
في المستشفى
عادت حياة لتجد مليكة تنتظرها.
حياة: "روحي انتي يا مليكه، بجد تعبتي معايا."
مليكه: "مينفعش أسيبك لوحدك."
حياة: "ما تقلقيش، روحي انتي بس عشان ما تتأخري."
مليكه: "حاضر. خلي بالك من نفسك، ولو احتجتي أي حاجه كلميني."
احتضنتها مليكه وغادرت. بعد قليل، خرج الطبيب من غرفة والدها.
حياة: "طمني يا دكتور."
الطبيب: "لازم العملية حالاً. الحالة بقت أخطر، ومفيش وقت."
حياة: "حاضر يا دكتور، هتصرف إن شاء الله."
غادر الطبيب، وبقيت حياة تبكي وتناجي الله: "يا رب حلها من عندك."
بينما كانت تبكي، تذكرت زين. ترددت للحظه، لكنها قررت الاتصال بمليكه للحصول على رقمه.
حياة: "مليكه، ممكن رقم زين؟"
مليكه "عايزاه ليه؟"
حياة بتردد "هكلمك تاني."
بعد محاولات عديدة، أعطتها مليكه الرقم. اتصلت حياة بزين:
زين: "ألو."
حياة: "أيوه يا دكتور زين."
زين: "مين معايا؟"
حياة: "أنا حياة. عايزة حضرتك تجيلي المستشفى، ضروري نتكلم."
زين: "نتكلم في إيه انتى مش رفضتى عرضى ؟"
حياة: "لما تيجي هتعرف."
زين بتفكير "تمام. مسافة السكة."
---بقلم منى مجدى وايه عماد........
وصل زين إلى المستشفى.
زين: "نعم؟"
حياة بتوتر "أنا كنت بفكر... بدل ما تقضي الليله معايا... ممكن نتجوز؟"
زين: "لا. أنا قلت اللي عندي، ليله مقابل الفلوس."
حياة تبكي "صدقني مش هقدر. أنا مكنتش هكلمك، بس الدكتور قال إن حالة بابا بقت خطيره."
صمت زين قليلاً وهو يفكر. إذا تزوجها، سيكون انتقامه منها أكثر إيلاماً.
زين: "ماشي، موافق."
اتصل زين بصديقه سيف وطلب منه أن يحضر مليكه ويقابلهما عند المأذون.
وصل سيف ومعه مليكه ليجدا زين وحياة بانتظارهما.
مليكه بدهشة "في إيه يا زين؟"
زين: "هنتجوز."
مليكه بصوت عالٍ "إزاي يعني؟ مش فاهمه حاجه !"
حياة: "بصي يا مليكه ، زين عرض عليا الفلوس بتاعة عملية بابا، وأنا كنت رافضة. فاقترح يتجوزني، والفلوس تبقى مهري."
مليكه: "بس... إزاي؟ ده كلام؟"
زين بحزم "نقفل الموضوع ده، ويلا عشان المأذون."
---
عقد القران
بدأ المأذون بتوثيق عقد الزواج، وطلب البطاقات. أثناء ذلك، كانت حياة شارده، وعقلها لا يتوقف عن التفكير.
وفجأه أفاقت على جملة المأذون:
"بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير."
سيف حضن زين قائلاً:
"مبروك يا صاحبي."
زين: "الله يبارك فيك."
سيف لحياة "مبروك يا مدام حياة."
حياة: "الله يبارك فيك."
مليكه بحب "مبروك يا حبيبتي." احتضنت حياة وزين، وباركت لهما.
---بقلم منى مجدى وايه عماد
بعد الزواج
سيف: "ها، هتروحوا فين دلوقتي؟"
زين: "هنطلع على المستشفى عشان عملية والدها، وانت خد مليكه وصلها."
سيف: "تمام. لو احتجت حاجة، كلمني."
غادروا المستشفى، حيث دفع زين تكلفة العمليه، ودخل والد حياة غرفة العمليات.
--- بقلم منى مجدى وايه عماد
مرت ساعتان من التوتر والقلق. خرج الطبيب من غرفة العمليات، فركضت حياة نحوه.
حياة بلهفة "طمني يا دكتور!"
نظر إليها الطبيب وقال...