رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الخامس5بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الخامس5بقلم جني محمد السمنودي  

الفصل الخامس ✧حياة ثانية✧

اتسعت عيناها بصدمة قائلة "هددته ازاي يا أسر "
اصطنع البراءة و اردف واضعا يده على ذقنه ممثلا التفكير "مش عارف هو خاف ليه انا بس هددته بالبطاقة بتاعتي انه لو مباعش هبعت ناس تموته بس كده"

حياة "ليه كده يا أسر"
صارت نبرته حادة قليلا "هو ايه اللي ليه.. انا اللي المفروض أسألك ليه.. مقولتيش ليه انه عربي اصلا"

حياة "و انا كنت اعرف منين انك رليحله و بعدين انت مسألتش "
أسر" ما علينا مش هخلي موقف تافه زي ده يعمل بينا مشكلة المهم ان البيت دلوقتي بقى بتاعك مهو مش حتة مؤاجر اللي يمشي حياتي من بيت هي قعدت فيه"

حياة" والله بيوت الدنيا كلها متجيش حاجة في بيت انت فيه"
أسر "مش عارف انتي بتتكلمي كده ازاي انا مبعرفش اتكلم "

ارتسمت ابتسامة على ملامحها سرعان ما تحولت إلى قهقهة قائلة" انت فالح في الورق و بس "

أسر" طيب ايه رايك بدل ما تتريقي عليا انا و قلمي المسكين نروح مكان هادي نقعد فيه "
حياة" انا اكيد موافقة "

في منزل العراقي
بعد قليل كان أسر قد غط في ثبات عميق فحملته چنى ناظرة إلى جواد الذي اردف "ايه بتبصيلي كده ليه"
چنى "يلا نروح أسد قال هيتأخر في الجامعة و منة مش هتمشي من الشركة إلا لما أسد يعدي عليها و يتأكد ان اللي هي عملته في الشغل تمام و هييجي على بيتنا يقعد شوية معانا و ياخد أسر و يمشي"

هب واقفا و اردف بمزاح "نعم ايه يا اختي هو مين اللي مسؤول عن البيت انا ولا انتي "
چنى" انت طبعا "
جواد" اومال بيكلمك انتي ليه "
ابتسمت بخفة ثم قالت" اه قول كده بقى يا عم انت.. هو مش أسر بيكلمك أسد بقى بيكلمني انا "
جواد" انتي بتغظيني يعني "
چنى" لأ ابدا والله"
جواد "انا بهزر يا چنى علفكرة "
چنى" عارفة بس حبيت أحول الموقف لدراما في الاخر"
جواد" طب يلا على بيتنا "

قاطعهم ماهر في هذه اللحظة قائلا" خليكوا قاعدين شوية "
چنى" معلش يا بابا مش هينفع بس متقلقش يعني هجيلك هو انا هسيبك "
ابتسم ماهر بينما غادروا متجهين إلى منزلهم

وضعت چنى أسر على الاريكة لصغر حجمه ثم نظرت إلى جواد لتعجب و اردفت" هو في ايه يا جواد ازاي انت بتشتغل مع أسد في نفس الجامعة و بحس انكوا مش بتشوفوا بعض"

شعر بتوتر لبرهة لكنه اجابها" هي النقطة كلها ان احنا فعلا مش بنتقابل و انا مش برضى اروحله مكتبه يعني عشان الطلبة و كده"

چنى "جواد فاكرة لما قولتلك اول ما عرفنا بعض انك محتاج قعدة تبوظ أخلاقك "

جواد" هه اه فاكرها "
چنى" طيب لما أسد يمشي احنا هنقوم بالقعدة دي عشان والله انا مش هتحمل الرجل المحترم ده كتير خليك ابسط من كده الدنيا سهلة "

كاد يتحدث لكن دق الجرس
استيقظ الصغير على صوته و اردف بسعادة" بابا جه "
اقترب منه جواد قائلا بهمس" انا هتعلق بسبب ابوك ده اسكت ياض "

لم يعره أسر اي اهتمام و اتجه مسرعا إلى ابيه الذي حمله محتضنا اياه و اردف" چوچو وحشتيني "
چنى" و انت كمان وحشتني يا اسدي "

اقترب جواد منهم و صافح اسد بهدوء قائلا "ازيك يا أسد"
أسد "كويس يا جواد الحمد لله"

ثم وجه حديثه إلى چنى" انتي مستحملة الهدوء ده عادي انتي بالنسبة لجواد قنبلة صداع"
چنى "ماظنش انك خلال يومين هتقول كده"

فتح جواد فمه بصدمة بينما تحدثت منة اخيرا
" علفكرة انا هنا"

احتضنتها چنى بسرعة و اردفت بحب "منون وحشتيني اوي يا بت مبتسأليش خالص حتى لما بكلم حد ببقى بكلم أسد "
منة" اسألي الصغير ده و انتي هتعرفي "
چنى" علفكرة ده كيوت و هادي جدا "

همس جواد لها" تحبي اقول قال لينا ليه هناك اسحبي كلامك فورا عن انه هادي و كيوت "

تحدثت بتوتر "اقصد مش هادي و كيوت ابدا ده مفتري"
ضحكت منة ثم جلسوا سويا

بعد قليل فتح أسد هاتفه ليحدث أسر

اجابه أسر الذي كان قد وصل هو وحياة إلى مطعم راقٍ من مطاعم أمريكا" ايوة يا عم أسد "

تحدث أسد بهجوم" يعني انا مش فاضي و عادي فمعرفتش اكلمك خصوصا اني شايل الشركتين انت بقى مش تكلمني ولا تسأل عني حتى ولا اي حاجة و في الاخر ايوة يا عم أسد ايه ده! "

ابعد أسر الهاتف عن اذنه بسبب صوت أسد المرتفع فاردفت حياة بحزن "اسفة يا أسر انا السبب "

اغمض عينيه لثوانٍ ثم تحدث بنبرة بدت باردة لكن خلفها شوق كبير لأخيه
" تعرف يا أسد انا برة البيت و معايا حياة.. لو كنت لوحدي و المكان فاضي مكنتش هسكت بس عموما لما ارجع هتعرف انا كنت مشغول في ايه انت بقى عامل ايه يا اخويا"

شعر أسد بالذنب ربما كان حادا معه فاردف باسف
"واله مقصدش يا أسر بس انت وحشتني و انا مكانش معايا قدرة اكلمك بس متزعلش مني "

أسر" انت اهبل يا أسد عمري ما ازعل منك و سلم على منة و أسر "
أسد" اه على ذكر أسر هو انت قبل كده كنت شقي و انت صغير "
أسر" تفتكر لو كنت شقي هقولك اه يعني"

حك أسد فروة رأسه بتفكير" تصدق صح "
أسر" هبقى اكلمك يا أسد متخافش "
أسد" و انا كمان هكلمك "

قاطعه أسر الصغير الذي جذبه من ملابسه و اردف" عايز اكلم عمو يا بابا "

أعطاه أسد الهاتف فامسك به أسر قائلا" عمو وحشتني"
ابتسم أسر و هو يتخيل ابنه و ابنته القادم بخبره انه افتقده هو الاخر و اردف" و انت اكتر يا حبيب عمو "

الصغير " هات طنط حياة اتلمها "
أعطاها اسر الهاتف قائلا بمزاح
"خدي تلميه"

اخذ حياة الهاتف قائلة" أسر اللي مش بيكلمني خالص عامل ايه"
أسر "تويس و انتي عاملة يا طنط حياة هبقى اتلمت بعد تده"
حياة "ماشي يا حبيبي سلملي عليهم كلهم "

أغلقت المكالمة فنظر اسر إليها بحب ثم اردف بعدما تأمل ملامحها "انا عايز اللي جاي ميبقاش بيتكلم كده عشان لو قالي اتلمها دي هنتحر "

حياة" لأ لأ بعد الشر و بعدين هنا بيتكلموا الأول كده و بعدين بيظبطوا "

أسر" طيب بقولك ايه الدنيا ضلمت و الجو بدأ يسقع كلي اكلك يلا عشان نعمل اكتر حاجة بنحبها في السقعة"

أمسكت ملعقتها بحماس قائلة" قول هنجيب آيس كريم"
أسر" اه هنجيب آيس كريم يلا بقى "

بعد قليل انتهوا من تناول الطعام ذهبا إلى متجر مثلجات معروف و احضر اسر لكليهما و اردف" امسكي دي يا حياتي ليكي و بعدين يلا بقى نتمشى و نرجع ايام زمان بدل الملل ده "

حياة" اه ايام زمان و ما ادراك ايام زمان مش انقبلت فعلا في الشركة يا أسر زي ما انت قولت "

اجابها أسر بمجاراة "انا كنت عارف من الأول هتتقبلي مش بقولك بنت جميلة زيك متترفضش"

ضحكا سويا ثم ساد الصمت حتى تناولا المثلجات
عادا إلى السيارة و اردف أسر" حياتي هنروح تنامي علطول متبذليش مجهود خالص عشان احنا مش عارفين الموضوع ده هيخلص على ايه "

هزت راسها في هدوء
سارت بهم السيارة إلى المنزل بينما كانت حياة نائمة أسفل ذراعه

توقفت السيارة فنظر اسر إليها ثم خلع سترته و غطاها بها ثم حملها إلى غرفة نومهم وضعها في السرير بحب

خرج أسر كعادته و جلس بالخارج فتح سجل المكالمات ليجد ان هشام رن عليه أكثر من خمس مرات

اتصل به أسر و مجرد ان اجابه اردف أسر "هشام هو مش انت عارف اللي فيها بترن ليه بقى"

هشام "استهدى بالله بس و اسمعني ملقيناش چاكلين و كل اللي اسمهم چاكلين اقل من ٤٠ سنة فانا دلوقتي مش عارف اعمل ايه"

أسر "خلاص يا هشام اعتبر الموضوع اتقفل ممكن تكونوا حسبتوها غلط لما قراتوا الورق و ان ده ملهوش علاقة بده اصلا "

هشام" تمام ماشي يا أسر ماما بتسلم عليك انت و حياة"
أسر" سلملي عليها "

أغلق المكالمة و نام هو الآخر

لم تحدث اي أحداث تذكر سوا خروج أسر الكثير مع حياة ليحفف عنها ضغطها و مقابلات هشام و حنين المستمرة في امل ان يصل إلى شيئ يساعدها

انتهى الأسبوع الذي أعطاه هاني لأسر و اليوم هو آخر يوم اجازة له

استيقظ أسر مبكرا حضر الفطور ثم اخذ يحضر بعض المقبلات و الفشار

ايقظها اسر قائلا "حياتي قومي يلا النهاردة هتقضيه في البيت زي ما اتفقنا"
اجابته حياة بنبرة واهنة "مش قادرة اقوم"

اقترب منها و جلس بجاورها قائلا "طب انتي كويسة تروح للدكتورة"
هبطت دموعها و تحدثت بألم "حتى الدكتورة مش هقدر اروح جسمي كله تاعبني"

ابتلع أسر ريقه بثقل و كأنه يحاول ابتلاع مرارة الكلمات "طب معلش اتحاملي على نفسك شوية و قومي اقعدي بس"

أعانها حتى جلست على السرير اتجه إلى الخارج احضر الشطائر التي حضرها و مده يده لها بواحدة قائلا
"كلي دي"
حياة "مش عايزة "
أسر" مينفعش مش عايزة مش بمزاجك انتي تعبانة"

تناولت قضمة صغيرة جدا و اخذت تمصغها لمدة طويلة
تحدث أسر بقلق" انتي كويسة عارفة تاكلي "

اومأت له برأسها بالإيجاب

بعد قليل انتهت من تناول الشطيرة فساعدها اسر على الوقوف و أخذها إلى الحمام غسل لها وجهها قائلا

" ها كده احسن "
حياة" اه "

أخذها إلى الخارج و احضر لها بعض الثياب قائلا
"هتعرفي تلبسيهم ولا اساعدك"
حياة "لأ طبعا انا هلبسهم "

وضع يديه في جيب بنطاله و اردف "دلوقتي طلعلك صوت حالا اهو كنتي بتهزي دماغك"
حياة "اطلع برا"
أسر "خلاص يا حياتي يخربيت الحمل اللي بيخليكي تزعقي فيا ده هاخد هجومي و طالع"

ارتدى ملابسه و ذهب إليها فوجدها استعدت هي أخرى
فاخذها و استقلا السيارة لكنه قادها هذه المرة فتحدثت حياة بتعحب
"ايه ده يا أسر انت هتسوقها ليه"

أسر" عشان ابقى متطمن و امشي براحة"

بعد فترة وصلا إلى المشفى

صعدا إلى غرقة الطبيبة و بعدما انتهت من فحص حياة اردفت
"إذن لن ترغبوا في الإجهاض أليس كذلك"

أسر "نعم"

الطبيبة "حسنا الآن بالنسبة الدوار و الغثيان سيستمران معها للشهر الثالث ثم ستشرع هذه الأعراض في الاختفاء و سأكتب لها مثبتا للحمل لأنه بالطبع غير مستقر كما تعرفان"

اسر "حسنا و ماذا عن حالتها النفسية أراها كل يوم بحال مختلف "
الطبيبة" هذا أمر لازم لا تنسَ الألم و احساسها بالضعف كما أن اعتمادها عليك يشعرها اكثر بضعفها "

شكرها أسر ثم خرج هو و حياة و اردف بابتسامة
" خلاص يا حياتي كده الاجهاض موضوعه انتهى طالما في مثبت حمل"

ابتسمت بصمت كعادتها و عادا إلى المنزل بعدما احضر أسر المثبت

دلفت حياة إلى الداخل اولا فرات الطاولة عليها العديد من المقبلات و الوجبات الخفيفة و أمامها التلفاز مُغَدٌ للمشاهدة فجلست على الاريكة أمامهم و نظرت إلى أسر الذي تعجب من جلستها هذه و اردفت

" مش انت كنت مجهز الحاجات دي عشان تقعد معايا زي ما اتفقنا"
أسر "اه ده المفروض بس انتي تعبتي"
حياة "طيب تعالى نتفرج شوية سوا"

جلس بجاورها و هناك رغبة كبيرة في النوم تسيطر عليه لكنه قاوم لأجلها

بعد قليل لاحظت حياة ثقله فنطرت إليه وجدته بين النوم و اليقظة فاردفت" أسر نام يا حبيبي متقاومش "

أسر" و انتي "
حياة" هبقى اصحيك متخافش نام انت بس "

وضع رأسه على كتفها و نام في سعادة و كأنه ملك الدنيا
في اليوم التالي استيقظ أسر على صوت هاتفه فنظر إلى حياة وجد انه مازال كما هو نائم على كتفها و راسها فوق رأسه نائمة هي الأخرى

انتزع الغطاء الذي يبدوا انها هي من احضره و حملها إلى السرير ثم نظف المكان

اتجه إلى المطبخ و حضر بعض الشطائر كعادته منذ تعبها و غلفهم جيدا ثم وضعهم على الطاولة جوار السرير و امسك بورقة و كتب "حياتي طبعا انتي عارفة المهمات و ان انا للاسف الشديد راجع للشغل تاني فده اكلك اهو تحاملي على نفسك و كليه و الأكل في التلاجة لو جوعتي تاني و انا مش هنا سخني و كلي"

انتهى من كتابة الورقة ثم حك ذقنه بتفكير لشيء يكتبه لها و انتهى به المطاف إلى أنه ترك سطرين و كتب على الثالث

" بحبك و هتوحشيني على فكرة"

و رسم بجوارهما قلب صغير
ثم اتجه بالقلم إلى نهاية السطر و رسم زهرة حمراء و وجها له ابتسامة و عينين

ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة و اردف "ظابط محترم اسمه ابليس يعمل كده تخيل لو هاني بيه شافني هروح في داهية"

غادر الغرفة بعدما ارتدى ثوبه الرسمي و امسك بهاتفه ليرى من كان يتصل و كانت الصدمة انه هاني

ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه قائلا "ياريته شافك يا اخويا"

اتصل عليه أسر و اردف "معلش يا هاني بيه مشفتش التليفون "

هاني" انا كنت برن عليك عشان اصحيك اصلا الشغل هيبقى كمان ربع ساعة واضح انك صحيت على التليفون فعلا"
أسر "المهم يا هاني بيه انا عايز مهمات بسيطة تخلص في يومها

هاني" تمام يا أسر مفيش مشكلة المهمة هتكون القبض على عصابة "

ثم اخذ يمليه التفاصيل بعد قليل اتجه أسر إلى المكان الذي اخبره به هاني

مكان كبير بارد يبدو و كأنه معدوم من الحياة يكسوه اللون الرمادي مع انعدام الضوء به

تسلل أسر بهدوء و اختبأ خلف الصناديق الموجودة به
بعد قليل أُشْعِلت الاضواء و دخل المكان احد كبار العصابة المكلف أسر بالقبض عليهم

انقض عليه بسرعة و كمم فمه و عاد به إلى الداخل

وضع السلاح على رأسه و اردف بوعيد "اذا تفوهت بكلمة واحدة حين ازيل يدي لأفرغن هذا السلاح في جمجمتك "

هز الرجل رأسه فاردف أسر بعدما ازال يده
"ماذا تكون عصابتك"
الرجل "أكبر عصابة في أمريكا"

أسر " لن يجود عصابة في أمريكا أكبر من عصابة سعد انت لا تعرف حجمها حتى ايا يكن لا اقصد هذا اقصد اسمها "

الرجل" اسمها چيم الشهاوي "

اتسعت عينيه بصدمة و اردف "الشهاوي"

الرجل "هل الاسم به عيب ام ماذا "
أسر" لا لا.. لا تشغل بالك أين البقية "

تحدث الرجل بصوت مرتفع في هذه اللحظة" النجدة أيها الرجال "

اجتاح الرصاص المكان و منهم رصاصة اقتحمت كتف أسر

أفلت الرجل من يده بينما كتم أسر جرحه حتى سيطر على نفسه ثم هجم عليهم بروح إبليس و في غضون ساعة كانت المعركة قد انتهت و تمكن أسر من القبض عليهم

كان المنزل أقرب إليه من المستشفى فاتجه إلى النزل بسرعة حتى يمكن من كتم الدماء ثم يذهب إلى المشفى

دلف أسر إلى المنزل وجدها جالسة على الاريكة تتناول الشطائر التي اعدها

فتحدث بضيق "انتي لسة فاكرة تاكلي مش انا قولتلك تاكلي السندوتشات الصبح و ترجعي تسخني اكل من التلاجة"

لفت انتباهها الدماء على كتفه اقتربت منه بسرعة لكن مظهرها زاد رغبتها في التقيئ فإذ بها تذهب بسرعة إلى المرحاض تستفرغ ما في معدتها

ذهب وراءا رغم الألم و ساعدها حتى انتهت قامت بسرعة و امسكت بيده قائلة" أسر ايدك "

أسر" متقلقيش مش بتوجعني هلفها بشاش بسرعة و انزل اروح المستشفى المهم انتي كويسة ؟"

حياة "انا كويسة بس ايدك"
أسر "خلاص كملي اكلك انا هاجي حالا و ليا كلام معاكي"

ذهب إلى المشفى و أخبر الطبيب ان يعالج جرحه بسرعة و بعد نصف ساعة انتهى الطبيب و ضمد جرحه فاردف أسر "هل هناك من اضرار تجعلني آتي مجددا "

الطبيب" لا يوجد أي شيء يستدعي القلق فقط ازل الضمادة يمويما و عقم الجرح ثم ضمده مرة أخرى "

عاد إلى المنزل بسرعة و ولج إلى الغرفة حينما لم يرها في الصالة فوجدها نائمة على السرير مستيقظة

جلس بجوارها و ملس على شعرها بحنان قائلا
" حياتي انتي كويسة "
حياة" اه كويسة المهم دراعك عامل ايه "
أسر" انا كويس الحمد لله بس تعالي هنا انتي مكلتيش ليه "
حياة "مكنتش جعانة"
أسر "مينفعش و مفيش حاجة اسمها مش جعانة حضرتك حامل و الحمل منيل كده مينفعش"

تحدثت بدموع "يعني اعمل ايه يعني انا عايزة اجيب طفل صغير يبقى ونس لينا و يشيل اسمك و انت بزعقلي بدل ما تطمني"

تنهد بضيق قائلا" خلاص يا حياتي مفيش حاجة المهم بعد كده مش همشي غير لما تاكلي فاهمة "

حياة" طيب تعالى نام اظن انك اكيد هتاخد بكرة اجازة على الأقل عشان دراعك"

أسر" طيب هروح اعمل سندوتش ليا عشان جعان اعمللك معايا "
حياة" لأ انا مش جعانة خليك انت و انا هعمله"
أسر "تعملي ايه انتي تعبانة "
حياة" والله ما هتعمله و انا اللي هعمله هه بقى"

زفر بانزعاج و اردف" متهورة علطول كده "
أخرجت له لسانها بكيد قائلة" و طفلة و مستفزة كمان "

اردفت بحديثها ثم اتجهت إلى المطبخ تعد الشطيرة بينما بدل أسر ثيابه

عادت حياة و تناول أسر الشطيرة ثم تأكد انها نامت و من ثم نام هو الأخر

تتوالى الأيام بين تعب حياة و مهمات أسر حتى وصلت في حملها إلى الشهر السابع

استيقظ حياة في وقت متأخر من الليل على آلام معدتها
شعر أسر بحركاتها فجلس جوارها بسرعة قائلا
"حياة انتي كويسة حياة ردي عليا..!"

لم تكن تفعل شيء سوى البكاء
حملها بسرعة و ساعدها على ارتداء ملابسها ثم اتجه إلى السيارة و هاتف الطبيبة التي اختبرته بوجودها في المشفى

بعد قليل اردفت الطبيبة بذعر "بسرعة على العمليات هي تتعرض لحالة ولادة مبكرة"
تحدث أسر بنبرة مرتجفة "عايز ادخل العمليات معاها "
الطبيبة "لا يصح فالحالة خطرة و يمكن أن تنهار بوجودك معانا يُفضل ان تبقى جالسا هنا في الانتظار افضل "

اقترب من حياة و امسك بيدها قائلا "حياتي متخافيش كله هيبقى بخير اهم حاجة متخافيش "

حياة" أسر لو جرالي متزعلش مني و سامحني و اوعى تزعل الطفل في يوم في اعتقاد ان هو السبب "

نقلتها الممرضة إلى العمليات بينما بقي أسر امام الغرفة جالسا على الأرض ضاما ركبتيه إلى صدره و تسقط دموعه دون ارادة منه

ظل هكذا مدة طويلة و لم يخرج لي أحد من الغرفة حتى استمع إلى آذان الفجر
اتجه إلى المسجد بسرعة و بعد أن انتهى جلس يناجي ربه قائلا" اللهم لا تفرق بيننا ولا تحرمني أحدهم يا الله انت عالم بخفايا الأمور و عالم اني لن اتحمل و سآتي إليك خلفهم اللهم احمهم"

جلس يدعوا حتى انتهى بكل ما في قلبه صعد إلى الأعلى و بعد قليل خرجت ممرضة من الغرفة فامسك أسر يدها بحركة سريعة و اردف "حياة عاملة ايه"

الممرضة" اتركني لا يوجد وقت للتفسير المريضة تتعرض لحالة نزيف شديد "

سقط على ركبتيه لا يعرف ماذا يفعل الآن ملاذه الآن الوحيد مهدد بالاختفاء

ظل جالسا ليس بيده شيئ حتى خرجت ممرضة أخرى بجنين حالته سيئة و اقتربت من أسر قائلة "مبارك هي طفلة جميلة جدا لكن المشكلة انها جاءت مبكرا ستمكث معنا في الحضانة فترة حتى تتحسن صحتها "

امسك أسر الطفلة النائمة بين يديه و في لحظتها جرت الكهرباء في جسده كاملا رعشة احتلت اطرافه هو لم يتعامل مع طفل ابدا سوا أسر الصغير لكنه أكبر بكثير من ابنته و كذلك احتلته مشاعر جديدة اول مرة يشعر بها اخذ يتمعن النظر عليها.. حجمها الصغير، ملامحها البريئة، جسدها الضعيف... ضمها إليه بحب و قبل رأسها
ثم همس في أُذنها حياة هتبقي حياتي التانية "

دمعت عيناه بحب لكن قاطع لحظته الابوية الأولى حديث الممرضة" اعتذر على المقاطعة لكن احتاجها لنضعها في الحضانة "

تمنى لو تبقى معه أكثر لكنه أعطاها للمرضة خوفا على صحتها أعطاها اياها و مازلت نظراته معلقة بها و اردف متسائلا" أين حياة "

الممرضة" مازلت في الغرفة نعمل على وقف النزيف"

دلو مياه باردة بل إنه ثلج سُكِب على رأسه كل هذا الوقت يحاولون فيه وقف النزيف!؟

هبطت دموعه بألم و هو يتخيل آلامها الآن لكن ما باليد حيلة

بعد قليل خرجت الممرضات و معهن حياة على الكرسي المتحرك اقترب منها بسرعة لكن اببعدته احداهن قائلة
" ستذهب إلى العناية يجب أن تأخذ إذن الطبيبة أولا"

شعر بالدم يغلي في عروقه بلا هي حقا برزت و في لحظة غضب اخرج سلاحه من جيبه و رفعه في وجه الممرضة قائلا "لن يمنعني أحدا عنها هي زوجتي و من حقي الجلوس معها ابتعدي أيتها الحمقاء"

                 الفصل السادس من هنا
تعليقات



<>