رواية حرائق الحياة الفصل الرابع4بقلم مهرائيل اشرف
– "الدم بيكشف الأسرار"
الصوت كان بيزيد في دماغ "هند"، زي جرس إنذار شغّال جوّا قلبها.
تاني يوم الصبح.
"سليم" ساكت، قاعد قدام القهوة، سجايره خلصت، بس القلق ما خلصش.
بيقلب في الموبايل... رسالة من رقم غريب:
"ابعد عنها لايون يومها الاخير انهارده."
رفع عينه... لقى عربية سودا متغطية تراب، وقفت قدامه.
الباب اتفتح، ونزل شاب في آخر العشرينات... لابس جاكيت جلد، وعينه فيها نار.
– "سليم عبدالجواد؟"
– "أيوه... مين؟"
– "أنا زين... والليلة دي، يا نكملها سوا... يا ندفن بعض."
---
في بيت عبدالجواد.
هند قاعدة على الأرض، قدام ظرف جديد.
ما تعرفش جه منين، ولا إزاي دخل الأوضة.
فتحت الظرف، لقت صورة ليها... وهي في المخزن من سنة.
والصورة مكتوب عليها:
"اللي شاف... هيتحاسب."
رجعت في ورا، رجليها بتترعش...
وبصت ناحية الباب، لقته مفتوح، واقف فيه زين.
– "أنتي هند؟"
– "أيوه... إنت مين؟"
– "أنا اللي كنت معاهم... يوم المخزن. بس ما كنتش منهم. أنا... كنت مخترقهم."
صدمتها كانت أكبر من أي حاجة فاتت.
– "يعني إنت شفت اللي حصل؟"
– "أنا اللي صورته. وأنا اللي سلّمت الصورة دي لعمي، و... لعيلتك."
– "بس ليه؟ ليه رجعت دلوقتي؟"
– "عشان كل حاجة خرجت عن السيطرة... وقتل أمي، هو اللي رجعني."
---
رجع سليم، دخل وشه مهدود، وعينيه محمرّة.
لقى هند واقفة قدام زين، اللي بيحكي كل حاجة.
– "الليلة اللي شُفتِ فيها القتل... أنا كنت هناك. واللي اتقتل... كان أخويا."
– "أخويا الكبير اتخلصوا منه عشان كان ناوي يفضح صبري عبدالجواد."
– "وأنا... ابن العيلة برضو. بس أنا الطرف اللي طُرده وسِيب في الشارع."
سليم وقف، صوته اتشق من جوّاه:
– "يعني إنت... ابن عمي؟"
– "أنا زين صبري عبدالجواد. والليلة، يا تبقوا معايا... يا تعتبروني عدو."
---
المشهد بقى خانق.
هند وسط نارين.
سليم مضروب بالشك والخيانة، وزين بيقدم الحكاية من أولها.
وفجأة... الباب تفتح بشدة.
واحد من رجال صبري دخل، بيصرّخ:
– "هربوا من المركز! العصابة اتحركت... وهينزلوا في بيت عبدالجواد الليلة."
سليم بص للهند، وقال بصوت خشن:
– "الليلة هنتحاسب كلنا... بس مش هنخاف."
زين ردّ:
– "أنا معاكم. ولو موتي هيكشف اللي حصل... يبقى الموت أهون."
---
آخر مشهد في الفصل:
هند قاعدة لوحدها، تمسك الظرف القديم والجديد...
وبتفكر بصوت عالي:
– "أنا كنت فاكرة إن الطريق نهايته سليم... بس شكله نهايته دم."
تلفّت حواليها، تلمح ظل راجل واقف ورا الشباك.
لكن المرة دي... مش سليم، ولا زين.
حد تالت... وشه مش باين، لكن عنيه فيها وعد بالهلاك.
