رواية حرائق الحياة الفصل الخامس5بقلم مهرائيل اشرف


رواية حرائق الحياة الفصل الخامس5بقلم مهرائيل اشرف

الليل نزل للمرة التانية، بس المرة دي ماكنش ساكت.
كان بينه وبين بيت عبدالجواد صُراخ مكتوم.

سليم قاعد على سطح البيت، بيده اليمين ماسك ولاعة، وبالشمال صورة قديمة:
عيل صغير، ووشه متشقق من كتر السواد.

– "أنا طول عمري بكره الكذب…
بس عرفت إن الحقيقة هي الكذبة الأكبر."

الولاعة ولعت...
بس ما ولعتش الصورة، ولعت حاجة جوا سليم،
حاجة ما حدش يقدر يطفيها... حتى الد، م.

---

تحت، في أوضة مقفولة.
هند فتحت صندوق، عمره أطول من عمرها...
فيه مفتاح صدّي، وجواب من أمّها، قبل ما تموت.

> "لو رجعتِ لبيت عبدالجواد… افتحي الباب اللي ورا المراية."

هند قامت، قلبها بيخبط في ضهرها.
المراية اللي كانت دايمًا بتتهرب منها، كانت باب…
باب سري.

فتحته...
ولقت السواد.

حجرة مظلمة، فيها ورق، صور، تسجيلات.

وصوت...
شريط كاسيت شغّال.
 "صبري... لو لعبت تاني، هتغرق.
الواد الكبير عارف كل حاجة،
والبنت شافت، واللي شاف… لازم يتصفّى."
هند وقعت على الأرض،
الصوت ده كان صوت أبوها.
زين في الزاوية، بيحدّق في لوحة عليها خمس رموز:

🜂 – 🜃 – 🜁 – 🜄 – ☽
نار – أرض – هوى – ميه – قمر

الحقيقة دايمًا بتبدأ من العناصر…
بس اللي بيكمّلهم هو الظل.
والظل… هو اللي أنتو ما شفتوش."

سليم دخل عليه، صوته خشن:

– "أنت كنت فين لما أخوك اتق، تل؟"

زين رفع عينه، لأول مرة عينه خافت:

– "كنت معاهم... بس كنت مربوط."

– "يعني ساكت؟"

– "يعني كنت شاهد، مش خيّان."

---

في الخلفية، عربية سودا بتقرب.
الموت بيشرب سجاير، وبيجهز الليلة.

الساعة ١٢:١١
البيت كله 
صوت إطلاق نار...
والكهربا قُطعت.

سليم مسك هند، وقال:
– "الليلة هنواجه، بس مش بإيدينا...
هنواجه باللي ما نعرفوش."
زين طلع المفتاح اللي لقاه هند في الصندوق.
فتح باب في الأرض، تحت السجادة.
نزلوا سوا.
تحت بيت عبدالجواد، كان في سرداب عمره فوق الـ ٧٠ سنة.
اتحفر أيام زمان، علشان الهروب… لكن المرة دي، بقى ساحة حرب.
فيه طاولة.
وعليها اسمين محروقين:
"سليم – زين"
جنبهم صورة واحدة…
هند، وهي طفلة… بس في حضن مين؟
صبري عبدالجواد.

سليم اتشلّ:

– "يعني إيه؟ دي... مش... مستحيل!"

زين فهم، وهو بيرتجف:
– "هي مش غريبة عن العيلة...
هي مننا."

هند صرخت:
– "أنا بنت مين؟! قوليلي!"

وظهر شريط جديد، اتسجل من ٣ أيام:

> "بنتي هند... لما تسمعي ده، هكون اختفيت.
بس اعرفي... الد، م اللي فيكي، هو نفس الد،م اللي قتل أبوك.
والمفتاح معاكي... مفتاح النهاية.
المشهد الأخير:
الخطر بيقرب.
كلهم في عمق السرداب،
والباب اللي وراهم اتقفل من تلقاء نفسه.

وصوت من السماعة في الحيطة:

> "لو عايزين تطلعوا... لازم واحد فيكم يفضل تحت."

سليم بص لزين.
زين بص لهند.
وهند... شالت المفتاح، وبصّت لنار الولاعة اللي لسه مشتعلة.

                   الفصل السادس من هنا
تعليقات



<>