رواية حياة مهدورة الفصل الرابع4بقلم رشا عبد العزيز


رواية حياة مهدورة الفصل الرابع4بقلم رشا عبد العزيز


-صباح الخير

رفعت إيمان نظرها عن تلك الأوراق والتفتت نحو مصدر الصوت لتجد أمامها فتاة  في مقبل العشرين من عمرها تمتلك ملامح جميلة ووجه طفولي لتطالعها إيمان من رأسها حتى اخمص قدمها تمعن النظر في تفاصيلها فتاة في مقتبل عمرها ترتدي حجابا تخرج بعض الخصل منه ملابسها تشبه ملابس جيلها ووجها تزينه بعض مساحيق التجميل البسيطة

-صباح النور

دهشت إيمان وتحديقها بها جعلها ترضي فضولها دون طلب وتقول:

-أنا ليان زميلتك هنا في class

قالت هذا وهي تجلس بجانبها ثم أكملت تلك الفتاة

-تقدري تناديني لي لي زي أصحابي ما بينادوني

قطبت إيمان حاجبها ورددت حديثها

-صحابك ؟!

-أيوه أصحاب هو أحنا مش زمايل so هانكون صحاب أكيد

رفعت إيمان يدها تشير نحو نفسها ونحو تلك الفتاة وتقول بستنكر

-أنا وأنتِ  نكون صحاب؟

رفعت الفتاة كتفها بلامبالاة وأجابت مبتسمة

-ايوه مالك مستغربه ليه؟

رفعت إيمان حاجبها وقلبت شفتيها وقالت باستهجان

-أصل فيه فرق سن كبير بيني وبينك أنا أربعين وانتِ تقريبا عشرين يعني عمري ضعف عمرك

ضحكت ليان وقالت

-ياستي عادي أنا موافقة وعاوزاكي تكوني صاحبتي

قطع حوارهم وصول المدرس وبدأ المحاضرة التي

 أندمجت معها إيمان ونسيت أمر صديقتها الجديدة

************************************
عادت من دروسها منهكة حتى وصلت إلى البناية التي تسكن فيها صعدت السلم بخطوات متعبة حتى تفاجأة  بفتاة  ربما تكون في الخامسة عشر من عمرها تنزل  السلم راكضة حتى كادت ان تصطدم بها

-حاسبي ياحبيبتي!! 

لترد الفتاة بأنفاس لاهثة ومتقطعة

-أسفه يا طنط اصل كنت بساعد بابا

رتبت إيمان على كتفها وقالت بابتسامة

-محصلش حاجه بس خلي بالك  لتقعي يا.  …أنتي اسمك أيه؟ 

وقبل انت تجيب سمعت من يقول من خلفها

-إيمان.   اسمها إيمان

صوت تحفظه عن ظهر قلب أعادها إلى الماضي خفق قلبها بشدة وأفاق جراح الماضي التي لم تندمل بعد 
تبعثرت شتات تلك الروح بعد ان سمعته اطلق اسمها على ابنته توقف بالله عليك إلا يكفيها جلدها لنفسها كل تلك السنين هل عدت من غربتك تضيف جرح إلى جراحها 
تمالكت نفسها ولملمت شتات روحها واستدارت ببطيء لتجده يقف أمامها لم يتغير به شيء طلته التي تخطف قلبها ابتسامتهُ الساحره وكأن الزمن لم يمر من جانبه رغم ذلك الشعر الأبيض  الذي زادهُ وسامه عن ذي قبل
نهرت نفسها عن تحديقها به وقالت بصوت متحشر

 
-حسن.  حمدلله على السلامة.

اما هو فلم يكن بحاله أفضل منها كان ينظر لها والحب يضيئ عينه و قلبه يُحاربه يُحاول الفرار من بين أضلعه والذهاب إليها تمنى لو يستطيع أن يأخذها بين أحضانه يطفئ  نار شوقه ُالتي أستعرت بجسده أستفاق من هذه اللحظات على صوت ابنه  القادم خلفه يحمل حقيبة سفر

-بابا لسه شنطتين كمان. 

نظرت إيمان إلى الشاب الذي وقف خلفهُ يناديه أبي تنهدت بحزن واه صرخت في روحها تلومها هل كان ولدها سيكون شابا جميل لو كانت خياراتها مختلفة نفضت من رأسها تلك الأفكار

-ابنك ياحسن ما شاء الله ربنا يحفظه. 

أستدار ينظر لابنه بفخر وأعاد النظر إليها

_ايوه.   أحمد.

رددت الاسم بدهشه لاحظها هو أحمد الأسم الذ ي تمنت أن تُطلقه على صغيرهم ودت أن تصرخ به وتقول توقف بالله عليك يكفي لم تعد تتحمل وهي ترى أحلامها تتحطم على قارعة  الزمن  تمالكت أخر ذرات المقاومة قبل ان تنهار أمامه

-الحمد الله على السلامة.    عن إذنكم

وأستدارت محاوله الهروب من أمامه ليوقفها صوتهُ

-إزيك يا إيمان

التفتت برأسها فقط وقالت كلمة  واحدة لم تستطع ان تضيف غيرها فلقد خنقتها تلك الدموع التي حبستها أمامه

-الحمد الله

وأندفعت إلى شقتها تفتح بابها بأرتباك فتحت الباب دخلت وأغلقته بسرعة خطت خطوات قليله لكن خانتها قدماها ولم تعد تقوى على حمل جسدها لتسقط على الأرض بأنهيار تنتحب تندب حبا وأحلاما ذهبت ادراج الرياح
 
أستفاقت من نومها وقررت أن تهرب غيبات الماضي وجرحه وتعود لحياتها فلم يعد هنالك فائد هكذا كانت تحاور قلبها المكلوم وتطبطب عليه

خرجت من منزلها وخطت نحو. سلالم البناء لتسمع من ينادي عليها

-إيمان

هي تعرف صاحبة  الصوت فهي جارتها أم رجب تلك المرأه الثرثاره التي تحشر أنفها في كل شي

هوايتها أستقصاء الاخبار ونشرها سكنت منذ خمسه أعوام في هذا العقار وتعرف كل شارده ووارده فيه فلم يسلم احد من سؤالها ولا من لسانها
 
-أيوه يا أم رجب.

اقتربت منها بابتسامتها السمجه وقالت:

-ازيك يا إيمان عامله إيه؟
 
-الحمد الله

-رايحه فين يا أيمان ؟

تنهدت إيمان بسئم وإجابتها بضيق

-رايحه مشوار يا ام رجب

-وأيه  الكتب والورق الي في أيدك؟

ظلت إيمان تناظرها لثواني وقالت :

-بتعلم انجلش يا أم رجب

لوت شفتها بتهكم وقالت مستنكره

-يا اختي وببتعلميها ليه؟

-عشان حباها يا أم رجب ومعلش عن أذنك عشان اتاخرت
استوقفتها بحركة يدها تناديها

-استني يا إيمان كنت عاوزه أعزمك على خطوبة  بنتي اسمهان

-الف مبروك يا أم رجب

لتحرك ام رجب يدها وتضع كف فوق الآخر بأستهزاء وتقول:

-ولو أني عارفه أنك ما بتحضريش المناسبات دي
وصدقت ام رجب في ما قالت فهي أمتنعت عن حضور المناسبات منذ زمن طويل تجنبا لأسئله وكلام الناس 
الذين يذكرونها دوما ان القطار قد فاتها  وهي قد أصبحت عانس بعض الكلمات الجارحه التي كرهت سماعها

-ايو صحيح يا ام رجب معلش اعذريني

-عذراكي يا اختي. 

استدارت إيمان من جديد وبمجرد ان خطت خطوه أخرى حتى عادت تناديها لكن هذه المرة إيمان لم تستدير لأنها تعرف طلبها

-أطمني يا أم رجب عباية الصباحيه هديه مني ليها زي اختها سهى. 

أتسعت ابتسامه أم رجب فهي قد وصلت لمبتغاها

-متشكره يا حبيبتي ما اتحرمش منك. 

دخلت المركز لتجد مدير المركز  يقف موبخا لأحد العمال لإهماله في عمله  هذا الرجل دائما يثير تحفظها
لا تعلم لماذا تهابه دوما ربما بسبب شخصيته الجافه 
خطت متخطيه إياه فلا ينقصها

أنهت جميع محاضراتها رغم انها لم  تكن تركز فيها واتجهت نحو حديقة المركز تجلس تحت ظل تلك الشجرة الكبيرة لاتريد العوده إلى المنزل تود البقاء اكبر وقت ممكن في الخارج

جلست على المقعد ورفعت رأسها تنظر لتلك الشجرة كم كانت تشبهها شجرة  لم تزهر مثلها لم يزهر شبابها
ولم تثمر فهي لم تنجب أولاد ولم تحظى بلقب أم وربما  لم تحظى ابدا

هذه الشجرة ظل فقط مكان يستظل به ناس ثم يتركونه مثلها تماما استظلّ بها اخوتها ثم انشغلو عنها

قطع ضجيج تلك  الأفكار عندما شعرت بأحد يجلس بجانبها التفت لتجد تلك الفتاة الصغيرة

-إيمي كنت بدور عليك

تلفتت إيمان يمينا ويسارا رفعت حاجبها بأستغراب ثم اشارت نحو نفسها

-انتي  بتتكلمي معايا؟

ضحكت ليان وقالت

-ايوه هو في حد غيرك يا إيمي. 

لتحرك إيمان راسها بتفهم. 

-ااااه إيمي دلع إيمان. 

-ايوه عليك نور. دورت عليكى امبارح بس انتى كنتي  خرجتي. 

قطبت إيمان حاجبها وسالتها

-بدوري عليا  ليه؟

-عاوزه رقم تلفونك عشان اسألك عن حاجات والمحاضرات وكده

ظلت إيمان تنظر لها مندهشة من هذه الفتاة الغربية لكن ما المانع من إعطائها الرقم

-إيمي عاوزه الرقم؟!! 

-بصراحة مش حفظاه

-هاتي تلفونك

قالت ذلك وهي تمد يدها لتعطيها الهاتف أعطتها ايمان الهاتف لتمسّكه وتسجل رقمها وترن على نفسها لُيحفظ الرقم كل ذلك وسط ممراقبة إيمان ودهشتها اعادت لها الهاتف وقالت

-خلاص كده رقمي بقى عندك …أسيبك أنا مع السلامة يا إيمي

رحلت وظلت ايمان تنظر لإثرها باستغراب

*****************************************
كان يجلس بجانب زوجته  يقلب هاتفه ويتصفح المواقع الالكترونيه حين رن هاتفه برقم شقيقه ابتسم وأجاب بسرعه

-الو إسلام ازيك ياحبيبي واحشني

-ازيك انت ياآسر واحشني ياحبيبي

-أزي الدراسه وأمورك ماشيه تمام؟

-الحمد الله يا آسر كله تمام

-أزي إيمان وحنان كويس إيمان يا آسر ازيها بطل عليها؟

-الحمد الله كويسين وإيمان كويسه أنت ما بتتصلش بيها؟

-بتصل يا آسر بس أنا عارف إيمان مهما حصل لها

 هتقولك كويسه قلت اتصل عليك أطمن عليك وعليها

مش هوصيك عليها يا آسرإيمان ملهاش غيرنا خلي بالك منها ياحبيبي

-ماتوصنيش يا إسلام إيمان في عنيا

كانت تستمع إلى حديثه مع شقيقه بوجه ممتعض تلوي شفتيها مستنكره حديثه وما أن أغلق الهاتف حتى باحت بما جال في فكرها

-ولما هو خايف عليه سابها وسافر ليه والا هو رمى الحمل وقال أشوف نفسي؟

ليصرخ بوجهها بحده

-مريم

قطبت حاجبها وزفره أنفاسها بشدة

-يوووه  يا آسر مش هي دي الحقيقة انه سافر ورمى الحمل كله عليك

احتقنت ملامحه ورفع سبابته أمامها وجهها محذراً

-مريم أخر مره أحذرك كلو إلا إيمان. ايمان دي خط أحمر في حياتي إيمان مش بس أختي إيمان أمي كمان

تراخت حدتها وابتلعت باقي كلامها عندما واجهت رده العنيف لتغير دفت الحديث وتستخدم اساليبها وتستغل تأثيرها عليه اقتربت منه تحاوط رقبته قبلت وجنته وقالت بخبث غلفه الدلال

-حبيبي مش قصدي بس أنا شايفاك تعبان في الشغل والمعمل عشان كده بقول الكلام دا

هدء قليلا ونجحت هي كماتفعل كل مره في إقناعه لتزيد بتقبيل وجنته الأخرى وتقول:
 
-أنا اسفه ياحبيبي ماتزعلش مني

تنهدت وقال :

-مريم حتى لو كنت تعبان مش هنسى ايمان ايمان تعبت سنين عشانا  مش هنجي ننكر أحنا تعبها ايمان دي أغلى حاجه في حياتي

أبتعدت عنه بسرعه وعبست ملامحها لتزم شفتيها تلومه

-إيمان أغلى حاجه أمال أنا أيه يا آسر 

مال عليها يقبل وجنتها

-أنت حبيبتي ونور عيني  يامريم حبك شكل وحب إيمان شكل تاني انتى مراتي وهي أختي

ربعت يديها وأشاحت وجهها عنه وقالت

-ماليش دعوه أنا مخصماك

أبتسم واقترب منها يضمها اليه ويقبل رأسها

-أدي ياستي بوست رأسك رضيتي عني

لتلوي شفتها تقول مستنكرة

-أنت هتضحك  عليا ببوسه

قرص وجنتها وقال مبتسما

-امال عاوزاني أصالحك ازاي ياحبيبتي؟

ابتسمت وقالت:

-رحلة  الساحل الي وعدتني بيها بقالك شهرين

دارت عينيه يمينا ويسارا  يفكر في النقود اللازمة بهذه الرحلة التي تتطلب ساعات عمل أضافيه   ليتنهد بتعب

-حاضر

لتحتضنه بقوه وهي تقول:

-حبيبي يا آسر أنا بحبك اوي

**************************************'''
أنهت وردها وأغلقت المصحف ثم وضعته على المنضده المجاوره للسرير وأطفأت النور وتمددت استعداداً للنوم لتسمع منبه الرسائل في هاتفها يعلن عن وصول رسالة  أمسكت الهاتف وفتحتها لتجد رسالة من  رقم مجهول كتب فيها

-إيمي دا رقمي ابقي أحفظيه  عندك  أنا صاحبتك
 الجديده ليان(لي لي) ماتنسيش تصبحي على خير يا قمر
 
أبتسمت لا أراديا على تصرف تلك الصغيرة التي تصر على أقتحام حياتها أمسكت الهاتف وحفظت الرقم

واستسلمت لنوم عميق

لتستيقظ صباحً تنجز أعمالها الروتينية  قررت ان تستغل عدم وجود دروس اليوم للذهاب إلى  مس روز تطلب منها تقليل الأعمال المكلفة بها فهي لم تعد تستطيع التوفيق بين الدروس  وعملها جلست تتناول فطورها البسيط وتشرب كوب الشاي الذي تعشقه أرتشفت الشاي بتلذذ ليعلن هاتفها عن وصول رسالة

فتحت الرسالة لتجدها من ليان

-صباح الخير ياإيمي ازيك عامله أيه؟

رفعت حاجبها بدهشه وقربت الهاتف منها تتأكد من أسم المرسل لتتأكد أنها هي تنهدت في حيره ثم أجابت

-الحمد الله

لترسل لها رساله أخرى

-فطرتي ولا لسه؟

زفرت إيمان أنفاسها بإنزعاج هي بالكاد تتحمل تلك الثرثاره أم رجب لتجد نموذج آخر منها لكنها قررت مجاراتها

-الحمد الله. بفطر دلوقتى

لترسل لها

-بالهنا والشفا    النهارده  مفيش دروس مش هقدر أشوفك هتوحشيني  خلي بالك من نفسك

تعجبت إيمان ثم ضحكت على تصرفات تلك المشاكسة اتفتقدها وهم لم يلتقو سوى من يومين ربما لأنها صغيره فمشاعرها تغلب على تفكيرها لكنها شعرت بشعور غريب 
عندما قالت لها ليان خلي بالك من نفسك   لاتعلم ماهو لكنها كانت سعيده باهتمامها بها
*****************************************
وصلت إلى أتيليه مدام روز تلك السيد التي  جمعتها بها صداقه زادت قوتها مع مرور الزمن لتستقبلها بحفاوه
أخبرتها ايمان بما جاءت من اجله ورغم اعتراض مدام روز إلا انها انصاعت لطلب إيمان

-حاضر يا إيمان رغم انك كده بتخسريني زبايني انتى عارفه شغلك بيطلب بالأسم

أبتسمت ايمان لها بأمتنان

-شكرا يا مدام وشكرا على ثقتك فيا

لتلوح مدام روز بيدها أمامها

-بس خلي بالك يا ايمان بعد الدروس ما تنتهي هترجعي هنا معايا في المحل شغلك من البيت مابقاش له داعي أخواتك وخلاص أطمنتي عليهم

أومئت لها أيمان برأسها

-أن شاء الله

لتهم ايمان بالرحيل وأثناء ذلك دخلت سيده إلى مكتب مدام روز لتقف لها كونها زبونه دائمه لديهم

-أهلا يامدام عليا

-أهلا ياحبيبتي.                 (بقلم رشا عبد العزيز) 

-كويس أنك جيتي دلوقتى هي دي ايمان يامدام عليا

قالت روز ذلك وهي تشير نحو ايمان لتتسع ابتسامة مدام
 عليا وتقول بلهفه

-يااا أخيرا شفتك يا إيمان

بادلتها ايمان الإبتسامة وقالت:

-اهلا بيكي يافندم

-تعرفي يا ايمان انك  بتشتغليلي كل الفساتيني  من زمان ومن غير ماتشوفيني كان نفسي أشوفك أوي  أشكرك على الشغل الجميل

-شرف ليا يافندم أن شغلي عجبك

لتقول مدام روز مقاطعة

-مدام عاليا عندها فرح ابنها كمان كم شهر وكانت

 عاوزاكي تشتغليلها  الفساتين والعبايات

-بس أنا قلتلك يامدام ظروفي

وقبل ان تكمل إيمان كلامها جاء رجاء تلك السيدة

-أرجوكي  يا إيمان أنا ما بثقش إلا بيكي

لم يكن أمام إيمان سوى الموافقه على طلب تلك السيده
************************************
مرت أيام انشغلت فيها إيمان بدروسها التي كانت تشغل وقتها وتطورها القليل في استخدام اللغه

فذاكرتها التي ضعفت بسبب العمر صعب عليها الحفظ 
كانت منهمكة بالدراسة عندما سمعت باب الشقة يفتح وتدخل حنان المنزل مع صغيرتها التي هرولت بتجاه خالتها

لتلتقطها إيمان بين أحضانها

-كنوزه  حبيبت خالتو إزيك ياروحي

أقتربت حنان منها بوجه ممتعض وقالت بصوت متعب

-ازيك يا منمن

وقفت حنان وأتجهت نحوها تسألها بقلق

-مالك ياحنان فيكي حاجه ياحبيبتي تعالي؟

سحبتها إيمان وأجلستها على الأريكة لتجلس حنان بجسد منهك تطلعت اليها إيمان لتجد وجهها شاحب

عينها ذابله كأن الحياة انطفأت فيها حنان التي لم تفارق الابتسامة  وجهها تجلس أمامها بوجه عبوس
رتبت إيمان على كتفها وقالت:

-مالك ياحنان اتكلمي قلقتيني عليك؟
 
أخذت حنان نفسا عميقا وزفرته بشده وقالت بصوت مختنق:

-تعبت يا إيمان تعبت ما بقتيش قادره استحمل

-ليه ياحبيبتي مالك ياروحي

لتقص عليها حنان ماحدث
في الليلة الماضية عندما عاد زوجها أمجد من شقة  والدته هو وابنته التي كانت ترافق والدها لتتفاجئ حنان بأن شعر ابنتها قد قصربشكل كبير لتسأله حنان بتعجب

-أي دا يا أمجد مين الي عمل بشعر كنزي كده

تلعثم أمجد ثم أجاب

-ماما قصته أصلها بتقول أن القص هيخلي يتقل  ويطول بسرعة

أستشاطت حنان غضباً لتقول بأستهجان

-وليه تقصه  هي  كانت قالتي وأخذتها على أي كوافير كان قصته  حلو بدل ماهو متبهدل كده كل حته طول شكل

ليمسح أمجد على شعر صغيرته ويقول:

-ومالو مهو حلو اهو ياحنان

لتقول حنان بحده

-حلو يا أمجد انت هتضحك عليا   أنا تعبت دي بنتي على الأقل كانو استأذنت او كانت نصحتني

مش تقص شعرها من نفسها 

-ما هي استأذنتي يا حنان وانا وافقت وكنزي لسه صغيره بكره يطول

قال هذا لمحاولة تهدئتها لكن في الحقيقة والدته فعلت ذلك من ذات نفسها مدعيه انها حفيدتها وهي أدرى بمصلحتها

-استأذنت؟

قالت حنان هذا الكلام وتركتهُ متجه نحو غرفتها فلم تطيق إطالة  هذا  النقاش العقيم الذي لن يجدي نفعاً

أعطى صغيرته بعض الألعاب وذهب خلفها  ليجدها

 تجلس على السرير شاردة  الذهن جلس بجانبها امسك يدها يقبلها

-حنون ياحبيبي بلاش تكبري الموضوع

اتسعت عينيها ونظرت اليه باستنكار

-أنا بكبر الموضوع يا أمجد يعني انت مش شايف الموضوع تدخل بحياتي وخصوصياتي  يعني حتى بنتي  
مش كفاية الشقة الي بتدخل في ديكورها  الكرسي ده مكانه  غلط   غيري لون الستاير اعملي كذا ومتعمليش كذا  ده حتى الأكل يا أمجد متأكليش  ابني كده أكليه  كده بنتك متاكليهاش الاكل ده وانا ساكته ومستحمله لكن لحد امتى التدخل ده  أنا تعبت

 -يا حبيبتي ما انتي  عارفه ماما بتحبني قد  أيه وهي بتنصحك بحكم خبرتها

-يا امجد بتحبك على عيني وراسي لكن انت دلوقتى اتجوزت ليك بيتك و حياتك   أنا مش عارفه آخذ راحتي في بيتي بحس إني متراقبه

زفر أنفاسه بضيق

-حنون حبيبتي دول اهلي اعمل أيه  اقولهم متدخلوش شقتي اطرد أمي ياحنان؟ 

-وانا مقلتش أطردها بس خلي فيه حدود لحياتنا خصوصيه ولو شويه

رفع يده يحاوط جسدها ويضمها اليه قبل راسها ثم تنهد وقال

-حاضر ياحبيبي صدقيني هحاول وحياة حنان حبيبت روحي هحاول بس انتى فكي التكشيره دي خليني أشوف ضحكتك الحلوه

ابتسمت حنان على كلامه

-أيوه كده احلى ابتسامه في دنيا ربنا ميحرمنيش منك ياحبيبتي

ثم قرص انفها وقال بأبتسامه

-وعشان الابتسامه الحلوه دي  أنا هطلبلك احلى بيتزا مارجريتا من الي انتي بتحبيها

ليخرج هاتفه ويطلب البيتزا التي وصلت بعد نصف ساعة ليجلسو يأكلون الطعام سويا وسط ضحكاتهم سويا حتى سمعوا طرق الباب ذهب امجد وفتح الباب ليجد والدته تقف أمامه

-أهلا ياماما اتفضلي

وكأن اللقمه قد وقفت في حلقها وخنقتها عندما سمعت مناداته لوالدته التي ما ان  دخلت حتى لوت شفتها بسخط
عندما رأت الأكل الجاهز موضوع على المنضدة

-بالهنا والشفا عليكم يا حبيبي بس هو انتى ياحنان متعرفيش تعملي عشا  لازم بعترة  الفلوس كده في الا كل الجاهز

نظرت حنان نحو امجد تنتظر تنفيذ وعده لكن امجد ارتبك ولم يعرف بما يجيب
 
-أنا الي كان نفسي فيها يا أمي

-ماكنتم عملتوها في البيت دي بيتزا.  مش معضله يعني دول أخواتك البنات ماشاء الله عليهم بيعملو لاولادهم كل حاجه فيالبيت  أوفر وأنظف 

-وامجد قال أيه؟ 
 
سؤال طرحته إيمان على حنان لتقول بخيبة أمل وحسره

-ماقالش حاجه إمجد عمره ماهيتغير

طبطبت  إيمان على ساقها وقالت:

-معلشي ياحبيبتي هو كمان معذور مهما كان دي أمه
حركت حنان راسها بقله حيله وقالت:

-سيبك مني انتي إزيك ياإيمان؟ 

-الحمد الله بخير

-آسر مجاش يسأل عليكى الأيام دي؟

تلعثمت إيمان وقالت:

-ايوه سأل عليا اول امبارح

ضيقت حنان عينها وقالت بتهكم

-أنت بتكدبى  يا إيمان آسر في الساحل من أسبوع مراته بتنزل ستوريز من رحلتهم

-ربنا يسعدهم سيبيه  ينبسط حبيبي تعبان

أبتسمت لها حنان وقالت :

-عمرك ماهتتغيري يا إيمان هتفضلي تدافعى عنهم  وتداري عليهم

-وأنا يهمني أيه غير أني أشوفهم سعدا

لتهتف حنان وكأنها تذكرت شيئا

-صحيح أنا لمحت عم حسن من شويه هو رجع من السفر

لتهز إيمان راسها وتحاول الهروب بعينيها بعيدا عنها

-ايوه  وصل من حوالي عشر إيام

-وشفتيه؟

سؤال سالته حنان بفضول

-ايوه شفته على السلم لما كانوا بيطلعو شنطهم

-وقال أيه؟.                 (بقلم رشا عبد العزيز) 
 
-ماقلش حاجه

دنت حنان منها وقالت بصوت منخفض نسبيا

-أنتى لسه بتحبيه يا إيمان؟

سؤال طرحته هي على نفسها قبل ان تطرحه حنان عليها هل لاتزال تحب حسن أم  ما تشعر به هو بقايا من حطام مشاعرها السابقة لم تعرف هي بماذا تجيبها لتحاول تغير دفه الحديث نحو نقاش آخر

****************************************. 
كانت تجلس تعمل على بعض العبايات عندما سمعت الباب يطرق كانت تعتقد انه آسر فتحت الباب لتجده أمامها

يقف كما كان يقف سابقاً بابتسامة السابقة التي يرف لها قلبها وكان الزمن قد عاد بها إلى ذلك الوقت

-ازيك يا إيمان؟

أرتبكت من سؤاله واجابت باضطراب

-الحمد الله

كانت تتسائل عن سبب وجوده هنا وكأنه شعر بها فقال:

-ممكن ادخل يا إيمان عاوزك في كلمتين

-أسفه لو عندك كلام قولو هنا مفيش حد أنا لوحدي مش هقدر أدخلك

اخفض عينيه  وابتسم ابتسامه كأنها ابتسامه انتصار ما توقعه  قد حصل عاش كل منهم حياتة  وتركوها وحيدة 
وربما ماحدث سيكون من صالحه رفع نظره اليها وقال:

-ماتخافيش يا إيمان مش هطول هما خمس دقايق واظن احنا كبرنا على التهور والأفكار الشمال

وكأنه يحاول ان يذكرها بعمرها الذي ذهب دون عوده 
أ بتعدت عن الباب وسمحت له بالدخول ليدخل وتدخل هي خلفه تاركه  باب الشقة مفتوح رغم أن فعلتها أزعجته لكنه لم يعيرها اهتمام جلس على الكرسي وجلست هي بالكرسي المقابل له ظلت عينه تفترسها بأشتياق   أنتبهت هي لتحديقه بها الذي ضايقها حتى ظنت أن هناك شي ظاهر منها لتبدأ بسحب الفستان إلى الأسفل بتلقائيه وتشيح وجهها تتحاشى نظراته ليلفت انتباهه تلك العباءات التي تعمل عليها ليقول:

-انت لسه بتشتغلي في التطريز؟

-ايوه

رفع حاجبه وقلب شفتيه بتعجب

-طب ليه هما مش حنان وأسر أتجوز وإسلام سافر زي ماسمعت

-أيوه

-امال بتشتغلي ليه مش تعب عليكِ؟

كانت تود لو تطلب منه ان يتوقف عن الكلام فهي أكثر ماتكره التدخل في حياتها

-بتسلى عادي أنا بحب الشغل

ابتسم باستهزاء وقال:
 
-ايوه بتتسلي حقك الوحده صعبه برضوا
 
أشاحت وجهها عن مرمى ناظريه تأكدت انه يحاول ان يذكرها بكلامه لها انها ستكون وحيده تنهدت بسئم وقالت:

-أيه الموضوع الي انت عاوزني فيه احسن؟

اتسعت ابتسامة حسن وقال:

-كنت جاي أقلك ننهي الوحده الي انتِ عايشه فيها وننفذ الوعد الي كنا متفقين عليه من سنين ونعيش سوى زي ماحلمنا ياحبيبتي

أتسعت عيناها بدهشه تحاول أن تستوعب ما يطلبه منها لتسأله مستفسرة

_تقصد أي ياحسن؟

_نتجوز يا إيمان

ارتفع حاجبها يزيد من دهشتها

بطلبه لتسأله.            (بقلم رشا عبد العزيز) 

_ومراتك ياحسن؟

حرك كتفيهه بلا مبالاه

_ومالها مراتي أنا دلوقت مقتدر واقدر افتح بدل البيت اتنين

دارت عينها على قسمات وجهه الذي زينته ابتسامه عريضة وكأن

ما يطلبه شيء طبيعي قطبت حاجها هذه المرة وضيقت عينها تساله

_أنت عاوزني أكون زوجه تانيه ياحسن ؟ 

_أنتِ الأولى في قلبي يا إيمان وهتفظلي الأولى

                  الفصل الخامس من هنا

تعليقات



<>