رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السادس6بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السادس6بقلم جني محمد السمنودي  


صغيرة ابليس 
الموسم الثاني ✧لكل منتقم ضحية لا ذنب لها✧
الفصل السادس ✧رصاصة واحدة قادرة على قتل اثنين✧

متنسوش الفوت و قراءة ممتعة 

خيم الذعر على المكان بسبب ردة فعله المجنونة اما هو فكان لا يشغل باله سوا بشرتها الشاحبة فتلك التي كانت تمثل حياته صارت الآن مجرد جسد بملامح يكسوها التعب 

خرجت الطبيبة أوليفيا بسرعة و لكونها على علم بوظيفته و ان هذا السلاح ما هو إلا تهديد لأن أسر لم يؤذِ شخصا من قبل امسكت بيده الممسكة بالسلاح و اردفت "أسر سأدعك تدخل لكن أتعرف الأفضل هو أن تأخذ قسطا من النوم و الراحة لأن القلق و الاضطراب جعلوا حالة من العصبية تستولي على عقلك أنت لا تعلم ماذا انت بفاعل الآن" 

اتسع بؤبؤ عينه بإدراك للموقف فأبعد يدها عنه بهدوء و وضع سلاحه كرة أخرى في جيبه و اردف "عذرا لم أكن أعي حقا ما أفعل لكن اود الجلوس برفقة حياة "

أوليفيا" لن أرفض طلبك لكن مازلت الحالة تستولي عليك فضلا تناول شيئا و نم قليلا هي لن تستيقظ قبل ساعات "

هز رأسه بهدوء و خرج من المشفى بأكمله و بعد قليل فتح باب المنزل الحاصل به هو و حياة و جلس على أقرب كرسي بخمول ممسكا ببعض الأوراق التي اخذ يقراها و تتسع ابتسامته شيئا فشيئا و ردد بصوت يملؤه الدفئ" حياة أسر العراقي.. قرب يا قلب بابا هتقعدي انتي و ماما معايا و نكون عيلة دافية" 

وضع الأوراق على الطوالة ثم ذهب إلى غرفة النوم و ألقى بجسده على السرير دون حتى أن يغير ملابسه "

أصوات الأجهزة تعلوا تتنفس ببطئ فتحت عينيها بتثاقل الرؤية غير واضحة لا تعلم أين هي ولا هي قادرة على تذكر ما حدث تشعر و كأنها تشاهد مَن حولها مِن عالم آخر و كأن المسافات تتباعد و أخيرا استطاعت التعرف على أوليفيا التي دخلت الغرفة و اخذت تضع المحلول لها نظرت حياة إليها بوهن و اردفت بنبرة خافتة "أ.. أين هو.. أين أسر" 

ابتسمت أوليفيا بحنان و اجابتها "أمرته بالمغادرة و قبل ان تأخذي أي موقف لا تنزعجي منه سأخبربك ما حدث حين تتحسن صحتكِ اما الآن فسأخبره انكِ استيقظتي"

لم تحزن حياة فهي كانت شبه واعية أثناء الحدث لكنها ضعيفة جدا و لم تقدر على الحديث او حتى تحريك اطرافها فاردفت "دعيه هو متعب"

علاقة فريدة لم ترها أوليفيا من قبل لكنها اردفت بمزاح
" كلا أتودينه أن يقتلني أم يقتلني أم ماذا يا فتاة سأخبره "

تفوهت بحديثها ثم خرجت من الغرفة و اتصلت به

استيقظ على صوت الهاتف و مجرد ان رأى المتصل أجابها بسرعة "ماذا هل هي بخير هل استيقظت "

أوليفيا" ألن أراك هادئا أبدا.. لكن اطمئن هي بخير و نعم استيقظت.... أسرع إلى حبيبتك"

قالت جملتها الأخيرة بمشاكسة لإعجابها بعلاقتهم

خرج أسر من الغرفة و بطبع لم يفكر في ملابسه لأنه قد نام بها بالفعل و اتجه بسرعة إلى المشفى

بعض قليل يقف امام غرفتها صدره يعلوا و يهبط بسبب الخوف و السرعة اقتربت منه أوليفيا و اردفت
" فضلا.. تعالى مع كي أعقمك مناعتها ضعيفة و لن تحتمل"

أسر "و ماذا عن الطفلة اودها ان تراها"
أوليفيا "سأحضرها"

بالفعل عقم أسر ثيابه ثم دخل العناية جلس جوارها دون ان يتحدث و أمسك بيدها و كأنه يستمد قواه منها

حاولت تحريك يدها التي أمسك بها لتخبره انها مستيقظة فأردف بهدوء" عارف انك صاحية بس عايز اقعد معاكي في هدوء لحد ما أوليفيا تيجي "

حياة" كنت خايفة علفكرة"
أسر "متخافيش من أي حاجة.. متخافيش اصلا غير لما اموت لأن طول ما انا عايش هحميكي بكل ما عندي فعلا"

ابتسمت على كلماته هذه و انتظرت دخول أوليفيا

بعد دقائق قليلة دلفت أوليفيا ممسكة بالطفلة حياة و اعطتها إلى أسر ثم خرجت لتترك لهم مساحة

تحدث أسر بحب" بصي بقى دي حياة سميتها على اسمك عشان عشان بحبك "

حياة" يعني لما تنده دلوقتي مين فينا هيرد"
أسر" انتي حياتي هي حياة" 

اخذت منه حياة و حملتها بحب ارتجف قلبها لمجرد التفكير انها ابنتها.. اخذت تتخيل مشاهدا متتعددة لها و هي تحملها و تسير معها و مشهد اخر لها تنطق كلمتها الأولى و مشهد اخر لها هي و أسر يلعبان سويا في سعادة"

هبطت دمعة سعيدة من عينها و ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة كان أسر يفتقر لها منذ أكثر من سبعة أشعر

تحدثت بسعادة" شبهك "
أسر" لأ علفكرة عيونها نفس خضار عيونك "
حياة" و شعرها البني زيك "
أسر" ملامحها شبهك "
حياة" أيا كان يكفيني انها حتة منك بجد بحبكم اوي اوي"

قبل رأسها ثم همس لها في أذنها "تعرفي والله لو مش مستشفى كنت حضنتك و مسبتكيش انا لسة بحاول استوعب اني بكلمك مش قادر أصدق بجد "

حياة" انا عايزة اروح يا أسر"
أسر "خليكي في المستشفى أفضل و كمان هتروحي من غير بنتك هي هتقعد هنا في الحضانة فترة "

ارتسمت الإبتسامة للمرة الثانية لحديثه و أردفت

" بنتي ياه تعرف انا كان نفسي اسمع الكلمة دي اوي "
أسر" طيب يا حياتي نامي دلوقتي و شكل أوليفيا جاية تاخد حياة تاني عشان توديها الحضانة "

صح حديثه فإذ بالباب يُطرَق ثم دخلت أوليفيا و اردفت
" إذا سمحتم الصغيرة حتى اعيدها صحتها تتحسن بسرعة يبدو أنها تتحمل و لذلك ثلاثة أسابيع و ستخرج أعلم أن المدة كبيرة لكن ستمضي"

أعطاها أسر حياة و عيونهم ظلت متعلقة بها حتى اختفت عن أنظارهم تماما"

نظرت حياة إلى سقف الغرفة بشرود قائلة

"في وقت زي ده كان في بنت صغيرة.. هي مش صغيرة بس بتشوف نفسها صغيرة قدام حبيبها قاعدة في العناية برضه بس الفرق انها في غيبوبة كانت بتتعالج و المشكلة انها مكانتش فاكرة حبيبها بس تعرف.. هو عامل زيك كده مسابهاش حتى و الفرق بينهم بلاد كان بيزورها في غيبوبتها فضل يفكرها بكل حاجة على مدار تلت مرات من أول ما شافته بيعيط على الشط لحد ما اخوه خانه و ضربها بسكينة فاقت من الغيبوبة و هي فاكرة كل حاجة عنه... كل حاجة ماعدا اسمه مقدرتش تعرفه... عارف بقى عرفت اسمه ازاي شافت خبر قتله لأخوه و أبوه عشانها و انهارت لما سمعت اسمه و انه هيتعرض المحاكمة في مصر "

أسر" أول مرة تحكي حاجة زي دي محكيتيش قبل كده يعني هو إنتي شيفاني اتغيرت عن وقتها بس تعرفي طول عمري بشوفك صغيرة فعلا بحسك بنتي و عشان كده انتي صغيرة إبليس "

حياة" لأ طبعا بس مفيش فرصة انا مبحبش افتكر الحاجات دي عشان بزعل بس لما قالت تلت اسابيع افتكرت لما.. "

تحولت نبرتها إلى الحزن و دمعت عيناها و هي تكمل
" لما جيت ليا تلت مرات و اختفيت زعلت اوي و كان نفسي اشوفك كنت بحبك اوي و مش عارفة انت مين و النهاردة عرفت انت مين لما شفتك المرادي معايا في العناية مش مجرد حلم "

أسر" والله ليعجز الفم عن الحديث و لن يحتمل القلم الكتابة و ستحترق الأوراق من دفئ كلامي هذا لكن ما كان قتلي لهم إنتقاما لنفسي بقدر ما كان انتقام لحياة فقدتها بفقدانكِ لكنكِ الآن هنا و معكِ قطعة منكِ"

حياة" لأ ده طلع السحر في الفصحى مش في الورق "
أسر" طيب شوفي عايزة حاجة اجيبهالك ولا حاجة عشان غالبا نومي معاكي هنا مرفوض انتي مش عارفة انا عملت ايه عشان ادخل هنا "

حياة" كالعادة يعني تهور إبليس اللي جواك و خرجت سلاحك "
أسر" طيب نامي بقى و انا هخرج اسأل أوليفيا هتخرحي امتى و اشوف اوضة هنا انام فيها "

حياة" أسر انت مش بحب المستشفيات روح نام في البيت "
أسر" بيتي مكان ما انتي موجودة حتى لو مش بحبه نامي انتي بس "

خرج من الغرفة و ذهب إلى مكتب أوليفيا و أردف
" دكتور أوليفيا متى ستخرج حياة من المشفى"

أوليفيا" كيف أخبرك لكن حياة الآن تعاني من نقذ في الغذاء بالطبع و فقدانها للكثير من الدماء و أيضا و بالطبع لاحظت شحوب بشرتها لن تخرج قبل اسبوع و ربما يزيد 
في رأيي انا ابقوا ثلاثة أسابيع و اخرج انت و الحياتين مرة واحدة "

أسر" لا أظن ذلك لكن حسنا سأفكر "

خرج من المشفى و وقف في الباحة الخلفية ينظر إلى الازهار المزروعة و فتح هاتفه بعد أن شعر بإهتزازه في جيبه ليتذكر أنه فعل وضع الإهتزاز قبل أن يدخل المشفى كانت چنى من يتصل به فأجابها بنبرة مختنقة
" ايوة يا چنى "
كانت تتحدث بسعادة لكنها بهتت حينما سمعت صوته فأردفت "مالك يا أسر"

أسر "هحكيلك بس بلاش دلوقتي عشان حرفيا هاني رن عليا من بعد الفجر بشوية لحد دلوقتي خمسين مرة تقريبا"

چنى "طيب انت و حياة كويسين"
أسر "اه الحمد لله بس اناي رنيتي ايه "
چنى "كنت عايزة اتطمن عليك و حبيت أعرفك إن دكتور عاصم شاطر جدا ما شاء الله و مريم بدأت تستجيب"
أسر" بجد يعني وصلتوا للقاتل "
چنى" للأسف شخص ملثم منعرفش ملامحه "
أسر" خير خير مش مهم المهم سلميلي على البيت كله و بما ان بكرة الجمعة يعني هتتجمعوا عرفيهم بقى ان حياة حامل و معلش هتتحملي اللي هيحصل بدالي بقى"

تحدثت بجنونها المعتاد" بس اسكت و ماله ما اتحمله يعني انا أجن منهم كلهم أصلا و عموما بقى متشوقة اوي لما تيجي عشان تشوف اللي هعمله في جواد عشان بصراحة أدبه ده لا يطاق الصراحة "

تحدث أسر ببسمة " والله يا چنى انتي خففتي عني كتير اوي ربنا يخليكي ليا و سلمي على أسد كتير عشان وحشني أوي و براحة على جواد يا دكتورة الراجل دكتور محترم مش زيك"

چنى" علفكرة انت رخم و عموما ماشي هسلم عليهم مع السلامة "

أغلق أسر معها و فتح سجل المكالمات اتصل على هاني الذي مجرد ما أجاب أردف" شاطر يا حضرة الظابط رايح ترفع سلاحك عليهم في المستشفى هو انت شايفهم مجرمين و بعدين إيه اللي بيحصل ده فيها إيه يعني لما حياة تدخل العناية من غيرك "

أجابه ببرود مؤقت

" والله يا هاني بيه انت شايف بنفسك طحنة المهمات و سهري فيها ده غير انك المفروض تكون عارف علاقتي بحياة و إن انا المسؤول عن كل حاجة ليها من أول الأكل لحد اللبس
ده غير اني يوم ولادتها كنت مروح مطبق منمتش حاجة بسبب المهمة و صحيت على صوتها و لقيتها تعبانة يعني قعدت اكتر من يومين من غير نوم اكيد عقلي مش هيبقى واعي يعني
و عادي لو متضايق انا ممكن أتخلى عن الشغل ده خالص انا اصلا رجل أعمال مش واقفة على المهمات اللي بتقصر العمر دي "

هدأ هاني قليلا ز اردف" معلش يا أسر بس الموقف كان صعب عليا خاصة ان انت اللي بتعمل كده مع اني عاهدت ذكاءك و عموما كان ليك شهر اجازة و مخدتوش ده غير ان ليك شهر تاني مكافأة على المهمات يعني معاك شهرين اجازة خدهم بقى من دلوقتي و مبروك عليك حياة البت خدت الجنسية و انا مخدتهاش"

ابتسم بخفة قائلا" محسوبك معاه الجنسية علفكرة اومال انا بسافر بأريحية ليه "

هاني" طيب يا أسر لو احتاجت حاجة كلمني انا هساعدك "

أنهى المكالمة و وجد ان هناك مكالمة أخرى على الانتظار من آدم عمرو أجابها أسر قائلا" لم أرك منذ زمن يا آدم "

آدم" اشتقت لك حقا يا أسر لكن... لحظة انت بتتريق عليا أسر "
أسر" ها لأ ابدا يا أيها المحامي الفصيح هتتريق ليه ده انا بحس اني قاعد جوا فيلم مدبلج"

آدم "بلا بلا بلا علفكرة بقى انت بتتريق على لغتي الفصيحة مش زيكم" 
أسر "أخلص يا آدم عايز إيه "
آدم" بجد بقى وحشتني يا أسر هترجع امتى ده غير اني محتاج منك خدمة بسيطة لما ترجع "
أسر" قريب يا حبيبي شهر كده ولا حاجة و عموما انا كمان هحتاجك الفترة الجاية "
آدم "ترجع بالسلامة هستناك "

و اخيرا أنهى جميع الإتصالات لكن تذكر شيئا مهما فحدث هاني مرة أخرى و أردف" هاني بيه لو سمحت يعني العصابة اللي مسكتها في اول مهمة اللي هي چيم الشهاوي عايز أكبر كم من المعلومات عنها عشان شاكك في حاجة "

هاني" مفيش أي معلومات غير ان اللي انت مسكته ده هو چيم و ملقب نفسه بالشهاوي عشان شايف ان عصابته بتنافس عصابة سعد الشهاوي مش أكتر"
أسر" شكرا يا هاني بيه "

بعد أن أنهى كل هذا فتح هاتفه يقلب في معرض الصور حتى توقف عند صورة تجمعه مع حياة في اليوم المشؤوم لكن لفت انتباهه ملامحها المشرقة و جال في ذهنه صورتها الآن بالهلات السوداء أسفل عينيها و البشرة الشاحبة و الصوت الذي بالكاد يُسمع فأردف
"شكلنا هنقعد هنا التلت اسابيع فعلا يا حياة"

ننتقل إلى مصر
في مصحة الأمانة... و هي مصحة خاصة انشأها عاصم بنفسه يجلس أمام مكتبه ممسكا بدفتر يعج بالصور التي تجمعه في سن الثانية و العشرون مع زوجته الحامل بطفله أخذ يقلب الأوراق بحنين يشتاق إليها ربما لم يكن يحبها لكن علاقتهم كانت قائمة على الود التعاون و الحب من طرفها لم يؤذِها يوما لكن عند فكرة الأذى و بكى سقطت دموعه كالشلالات من عينيه و هو يتذكر ما حدث

(فلاش باك)

يقف امام نافذته و ينظر إلى الحديقة بضيق يفكر كيف سيحضر أموال تكفي ولادة زوجته و الأموال معه تكاد تكفي طعامهم قاطع شروده هذا دق الباب فأردف 
"اتفضل ادخل" 

دخل رامي الذي كان أحد اغنياء البلدة في هذا الوقت و هو الأخ الأكبر لمريضة تدعى ريم و هي الآن في العيادة تخضع للعلاج لكونها مريضة نفسية 

أردف عاصم بفرحة "متقلقش يا أستاذ رامي اخت حضرتك كويسة جدا مش فيها أي حاجة ممكن يكون كان مجرد ضيق و خلاص لكن البنت كويسة"

جلس رامي على الكرسي ضم يده إلى صدره بغرور قائلا "طب ما انا عارف"

جلس عاصم على الكرسي أمامه و أجابه بتعجب "عارف!؟ اومال حضرتك جبتها العيادة هنا ليه"

رامي" حضرتك دكتور شاطر بس لسة بتبدأ و مش معروف فالعين مش عليك هي على الكبار ده غير ان مراتك حامل يعني رصاصة واحدة تموت اتنين صح كده؟ هعرض عليك إتفاق تقول ان ريم مريضة نفسية في المقابل اضمنلك حياة سعيدة ده غير اني هكتبلك شيك بمليون جنيه مقابل ما اختي هتقعد تتعالج عندك و متنساش رصاصة طايشة تيجي في أمل بموت اتنين"

صدمة جعلته كالصنم فمه مفتوح و عيناه لا ترمشان

ابتسم رامي بشر و أردف شكل المليون جنيه كتير فيا عيني اتصدمت"

عاصم "لأ طبعا مستحيل انت عايزني أعذبها و بعدين هي عملت عشان يحصل كل ده"

رامي "حبت عيل فقير و عايزة تتجوزه معاك لحد بكرة و كده كده التقرير مش هيطلع قبل بعد بكرة "

نطق رامي كلامه ثم غادر غير مبالٍ لذاك المصدوم

مازال عاصم رافضا الفكرة لكن أثناء قيادته السيارة إلى المنزل تذكر الولادة و تكلفتها و تذكر حاجتهم إلى الأموال رغم عدم جبه لأمل زوجته لكنه لم يرد إيذاءها و فجأة اعترض طريقه مجموعة من السيارات هبط عاصم من السيارة ليجد انه توقف في مكان بعيد عن السكان طريق فارغ تماما اقترب منه رجل ذو بنية قوية و لسوء الحظ كان عاصم يرتدي تيشرت و معظم ذراعه مكشوفة

امسكه الرجل جيدا ثم نظر إلى أحد الرجال و أردف بنبرة غليظة "مستني ايه هات السكينة و تعالى"

اخذ الرجل السكين و قدَّاحة و أشعل النيران على السكين حتى تأكد من أنه صار ساخنا امسك بذراع عاصم الذي اخذ يلتوي و يقاوم محاولا الهرب لحظة و دوى صوته في المكان بأكمله قد قام الرجل بنحت أشكال عشوائية أشبه بخطوط ملتوية متشابكة بالسكين الساخن على ذراعه .. شعر عاصم بإحتراق جلده حتى و إلم يحترق و أيضا ذاك النقش أدى إلى تقطيع الجلد و بسبب حرارة السكين لم ينذف الدماء لكنه شعر بألم لم يشعر به احد  قط

همس الرجل صاحب البنية القوية قائلا "رامي بيفكرك لسة قدامك بكرة و ده كان مجرد رد بسيط منه على اعتراضك النهاردة و افتكر رصاصة طايشة هتموت اتنين"

ضحكة خرجت من الرجال جميعهم في وقت واحد و كأنهم رتبوا لها

غادروا و تركوا عاصم الذي اغشي عليه من شدة الألم
بعد قليل استيقظ في المشفى يقف بجواره طبيب كبير في السن تحدث عاصم بألم" دراعي "

الطبيب" متخافش يا ابني خلاص يعتبر انت خفيت بس هكتبلك دهان و نوع قطن معين كده هتدعن دراعك و تحط القطن ده و تلزقه على دراعك كويس بس للأسف هيسيب علامة في إيدك علطول ربنا يعينك على الوجع"

عاصم "شكرا يا دكتور"
دفع عاصم التكلفة التي كانت كبيرة و غادر المشفى بعد أن احضر الأشياء التي اخبره الطبيب بها و غادر

دلف عاصم المنزل و لم يود ازعاج زوجته التي كانت نائمة فاستلقى على الأريكة بالخارج و نام من الألم

في اليوم التالي استيقظ عاصم على صراخ أمل التي وقفت أمامه و اردفت بدموع "إيه ده يا عاصم مين اللي بوظ ايدك كده"

كانت قد أزالت القطن من عليها و رأت مظهرها خبأها عاصم في حركة لا إرادية منه و اردف "قطاع طرق كانوا عايزين يسرقوني و عملوا فيا كده"

لم تركز كثيرا في حديثه لأن الحمل كان يشغلها فأردفت
"معلش يا عاصم بكرة تروح"

عاصم "عادي يا أمل مفيش حاجة انا هغير و أنزل اروح الشغل"

صعد إلى الأعلى و ارتدى قميصا بأكمام رغم كرهه لها و رفع الكم عن معصمه فقط و صارت هذه الحركة هي عادة لا يتخلى عنها أبدا

وصل عاصم و مجرد ان دحل مكتبه وجد رامي أمامه ز أردف" اتمنى تكون هدية رجالتي عجبتك ها قررت إيه"

عاصم" انا موافق بس عايز الشيك الأول "
اخرج رامي الشيك و كتبه ثم تحدث "اكتب انها مريضة تاخد الشيك"

كتب عاصم التقرير و بالتالي ظلت ريم محبوسة بدون وجه حق اخذ عاصم الشيك و شعر بالسعادة نوعا ما

و في اليوم التالي و مجرد صدور التقرير صدرت صرخة قوية من ريم ثم انتحرت

عاد عاصم إلى المنزل في هذا يوم و شعور الحزن يحتله لكنه قرر التخلي عن هذا الشعور لفترة قليلة و يحظى بيوم ممتع هو و زوجته

بعد قليل ركب عاصم السيارة و بجواره أمل التي أردفت بسعادة "مش مصدقة ان احنا هنرخ يا عاصم بجد فرحانة اوي"

عاصم "ربنا يفرحك كمان و كمان"
فجأة ظهرت أمامهم سيارة ثم.. حادث شديد

استفاق عاصم ليجد نفسه في العناية نزع الأجهزة عنه بسرعة و خرج وجد الطبيب أمامه فأردف "فين أمل.. مراتي و ابني فين"

الطبيب "للأسف زوجتك توفاها الله و انت مش هتعرف تخلف تاني الحادثة سببتلك عقم"

(عودة من الفلاش باك)

ألقى كتاب الصور من يده على الأرض و وضع وجهه بين يديه ثم اخذ يبكي نظر إلى ذراعه التي شوهوها رفع كمه و اخذ ينظر إليها و يتذكر الألم و أردف بحزن
" جزاءك يا عاصم عشان انت اتسببت في موت بنت بريئة ملهاش ذنب في حاجة تستاهل موت مراتك و ابنك و اهو ربنا حرمك من الخلفة نهائي"

فجأة فُتِح الباب دون إذنه و دخلت مريم التي صار عاصم بالنسبة لها مصدر الأمان الوحيد

دفنت نفسها بين ذراعيه و اخذت تبكي و أردفت "إلحقني يا عاصم چاكلين هنا چاكلين جت تاني ارجوك خبيني "

أبعدها عنه بهدوء قائلا" شخص ملثم برضه "
مريم" لأ "
عاصم" الباب اتفتح "
مريم "لأ"

عاصم "ده مجرد تخيل من الخوف متقلقيش"
شعرت بالأمان بعد كلماته هذه فابتعدت أكثر و أمسكت بذراعه قائلة "إيه ده يا عاصم مين اللي عمل فيك كده"

سحب ذراعه بسرعة و أجابها" ملكيش دعوة ده شيئ ميخصكيش انتي مالك "

تحدثت مريم و كأنها لم تسمع إجابته " مين اللي عمل فيك كده واضح اوي انها مش مجرد تشويه دي مقصودة "

غطى عاصم ذراعه و أردف بضيق "على اوضتك يا مريم و ممنوع تخرجي منها بعد كده فاهمة يلا قدامي "

مريم "مش همشي قبل ما أعرف إيه ده علفكرة انا بدأت اخف و معادش بيتضحك عليا و مش همشي قبل ما اعرف في إيه و إيه ده "

امسكها من ذراعها بقوة و أخذها إلى غرفتها دفعها بقوة إلى الداخل و أغلق الباب بالمفتاح و أردف
" واضح اني اديتك حرية مكنتيش لازم تاخديها و مش هتاخديها تاني يا مريم زيك زيهم "

                 الفصل السابع من هنا
تعليقات



<>