رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السابع7بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل السابع7بقلم جني محمد السمنودي  

ضربت مريم الباب بقدمها بعنف بينما وقف عاصم بالخارج يضبط ملابسه مستمعًا إلى صوتها المرتفع بالطبع لم يتحدث أحد العاملين بالمصحة لأنها ملك لعاصم

ظل قرابة ربع ساعة يستمع لصراخها و ضربها الباب حتى عم الهدوء المكان احضر عاصم كرسيا من مكتبه و وضعه امام الباب الخاص بها يود ان يعرف ما هي أقصى مرحلة قد تصل إليها من الغضب لكن تفاجئ من الصمت الرهيب الذي حل على المكان.. لحظة... اثنتين ثلاثة.... شهقة قوية صدرت من الغرفة ثم صوت بكاء

قام من على الكرسي بلهفة و قد آلمه قلبه ما هذا أهي بشائر حب جديد!؟ نفى برأسه قائلا "لأ يا عاصم ده مجرد خوف عموما يعني انت مش بتخلف هتظلمها معاك"

فتح الباب و دخل الغرفة ثم أغلقه مرة أخرى وقف أمامها قائلا "أنا لو قتلتلك قتيل كنتي هتبقي أهدى من كده"

نظرت إليه من بين دموعها و قالت "برا.. برا يا عاصم مش عايزة اشوفك..."

وقف يسمعها بينما صمتت لثوانٍ و أكملت هي ببكاء 

" انت زعقتلي و كمان شدتني من ايدي بقى ده جزائي عشان خايفة عليك و كنت عايزة اعرف إيه ده.. يمكن صوتي كان عالي بس انت كنت قاسي مع اني بحب..."

كادت تكملها لكنه قاطعها "مريم انتي لسة مريضة عموما يعني يستحيل يكون شعورك حقيقي و حتى لو هيقولوا ايه انتي عارفة عندي كام سنة "

أمسكت بيده ثم جذبته حتى وقع على السرير جالسا و أردفت" لأ دي مشاعري فعلا و حتى لو انا راضية بيها و بعدين بقى مش هتقولي قصة البتاع المعفن ده"

عاصم "مش عارف يا مريم بس ممكن ابقى احكيلك بعدين "
مريم" طيب بس هتحكي.. عاصم يا ستي هحكي متخافيش و كمان هخلي أسر يشوف واسطة ولا أي حاجة تخرجك من السجن"

دمعت عيونها قائلة" أسر لأ انا أذيته كتير مش عايزة اكون حمل عليه ارجوك متكلمهوش "
عاصم" واضح ان مش انا لوحدي اللي عندي ماضي "
مريم" علفكرة كلنا عندنا ماضي"
عاصم" بس بيفرق من واحد لواحد يا مريم شكل ماضيكي نفس عينة الماضي بتاعي "

قال كلماته بغموض ثم وضع يديه في جيبه قائلا "عموما يعني يا مريم عقابا ليكي على اللي عملتيه النهاردة ممنوع تخرجي من غير إذني عشان تعديتي حدودك لأور مرة بس العقاب خفيف المرادي "

مريم" ده خفيف اومال العقاب بيبقى "

همس في اذنها" انتي هنا على اساس انك طالعة من السجن تتعالجي عارفة يعني ايه يعني المفروض انك تكوني مكبلة هنا و كمان يكون في حراسة عليكي بس أنا اتصرفت بواسطة "

ضمت يديها إلى صدرها قائلة" كذاب "
وضع يده في جيبه و اخرجها بالاصفاد قائلا
" و كده مش كذاب عموما يعني ده عقابك يا مريم و خلصنا خلاص "

خرج عاصم من الباب و اتجه إلى أحد الممرضين قائلا
" عينك عليها ممنوع تخرج و أكلها يدخل في مواعيده"

ثم لمعت عيناه بخبث و أكمل "شيل السلطة من الأكل"

دلف عاصم إلى مكتبه و اخذ يرتب كل شيئ ثم جلس على الكرسي و فرد ساقيه و أراح ظهره إلى الخلف ثم رفع كم قميصه مجددا قائلا "مش عارف لحد دلوقتي اللي عملته كان صح ولا غلط ؟.. بس كل اللي أعرفه إن حتى لو حبيت و في حد اتقبل ماضيك كل ما هيشوف دراعك هيفتكر "

اخذت الأفكار تتزاحم في رأسها حتى شعر بألم فتح أحد الادراج و اخرج منها شرط أقراص اخذ منه قرصين و عاد ليجلس بنفس الطريقة و في خلال دقائق ارتخت اعصابه تدريجيا و غط في ثبات عميق

معادة العائلة يوم الجمعة

اجتمعوا جميعهم في المنزل الكبير

وقف هشام في المنتصف و أبتلع ريقه ثم اردف
"احم.. والله يا جماعة انا مش عارف انا ظابط ازاي و بخاف بالطريقة دي بس عموما يعني انا جاي اتكلم على لسان أسر"

التفت إليه الجميع بقلق بينما تحدث أسر الصغير

"تتتلم على لساني ازاي يعني انت كبير هو مس هياخدك و بعدين تتلم على لساني ليه اتتلم و انت واقف على الأرض "

ضحكات صادرة من الجميع بينما امسكته چنى قائلة
" اتعدل يا ولا هو انت فاكر إن مفيش أسر غيرك ولا إيه و بعدين لما نقول أسر يبقى بنتكلم على عمك.. أسر هو الأصل و انت الباقي يا حبيبي و تكلم الكبير حلو... اه ما انت ابن أسد "

أسد" و ماله أسد يا چنى تحبي اخليهم يطردوكِ من الجامعة"
خففت نبرتها و جعلتها رفيقة قائلة" هو انا عملت ايه بس يا أسدي خليك خفيف كده "

-" روضة أطفال "
هذا ما قاله هشام في نفسه قبل أن يرفع صوته و يكمل

" هو انا مش بتكلم "
چنى" أسفة يا هشام كمل "

اخذ نفسا عميقا ثم أكمل

" حياة يا جماعة كانت حامل "

شهقة عالية صدرت من سلوان التي أردفت
"و أسر مقالش ليه "

كبت غيظه بقوة و أجابها و هو يضغط على فكه
" هو مش قولت محدش يقاطعني ممكن حضرتك تسمعيني للآخر"

اخذ نفسا عميقا اخر ثم أكمل مجددا
" حياة حملها مكانش مستقر فسافروا أمريكا يتابعوا هناك مع دكتورة شاطرة و طبعا عشان مش مستقر مكانش عايز يقول لحد و هو قال إنه هييجي بعد شهر اتمنى انا منكم خلال الشهر ده محدش يكلمه عشان هو في ضغط نفسي و بيحارب.... و محدش يكلمني انا كمان عشان انا صليط اللسان و على استعداد ارفع صوتي عادي "

ضحك معظم الجلوس و هم يشعرون بالإطمئنان لعلمهم انه قادم إذن هو بخير

عدا أسد كان ضميره يؤنبه حقا هو الآن في ضغط
.. و كل ما فعله أسد زيادة الضغط عليه؟ 

عاد الجميع إلى منازلهم بعد قضاء اليوم و أكثرهم عجبا كان الثنائي الفصيح هشام و حنين اما أسد

فصعد إلى غرفته دون أن يتحدث جلست منة مع أسر حتى تأكدت انه نام ثم اتجهت إلى أسد و اردفت
"مالك.. في إيه"

أسد "أنا كنت واحد من اكتر الناس اللي ضغطوا عليه كنت مفكره نازل يتفسح و ياخد هدنة من الشغل.. هو اكيد كان بيشتغل عشان مفيش شغل يدي اجازة سنة أو حتى نص سنة ده غير ان كلنا عارفين حياة عنده إيه ده لما حصل اللي حصل ليها بسبب أمجد قلب انتي متخيلة كان بيزعق فينا و مش فارق معاه كان الاسود هو صديقه الوحيد "

منة" كلمه يا أسد. كلمه اتصافوا سوا أسر قلبه طيب و عموما انا هطلع برا اعمل اكل لينا على ما انت تكلمه عشان مقاطعكوش خرجت منة من الغرفة

بينما فتح أسد الهاتف و اتصل به

كان أسر يجلس في المشفى كعادته على كرسي بجوار حياة التي كانت نائمة ايقظها صوت هاتف أسر فنظرت إليه وجدته نائما قامت بخفة و اخذت الهاتف من جيبه و اجابت قائلة بهمس

"ايوة يا أسد معلش أسر نايم دلوقتي"

لكن أسر يستيقظ بسهولة و من عادته ان يستيقظ على صوت الهاتف فسحب منها الهاتف قائلا
"طب مش تستني كنت صحيت على التليفون يدل ما نبرة صوتك دي هي اللي صحتني"

حياة "مكنتش اقصد اصحيك"
ابتسم بخفة قائلا "حتى لو تقصدي فداكي.. هروح اكلم الفصيل ده و أجي "

خرج أسر من الغرفة و اتجه إلى الحديقة قائلا
"ايوة يا أسد"
أسد "انا أسف يا أسر مكنتش اعرف انت سافرت ليه و ايه اللي حصل لو كنت اعرف مكنتش كلمتك كده ولا اتعصبت عليك أبدا"

حك لحيته الخفيفة بفرحة لأن هشام قد ازال عن عاتقه حملا كبيرا قائلا" يا أسد انت اخويا و انا مش زعلان منك علفكرة بس عموما عايزك تشوف امك عاملة ايه عشان هي هتكون اصعبهم انا لحد دلوقتي محكيتلهاش حاجة عني يعتبر و ده اكيد هي شايلاه مني ده غير برضه انها زمانها زعلانة عشان معرفتهاش حاجة مهمة زي دي"

أسد "هبقى اجسللك نبضها كده و أعرفك "
أسر" تمام ماشي يا أسد سلم على البيت كله اللي زمانهم مش طايقيني دول "

أغلق معه ثم اتجه إلى غرفة حياة و اردف" تقدري تمشي "
حياة" اه "
أسر" بجد ولا كلام "
حياة" لأ  بجد "
أسر" طب قومي يلا "

شعرت بالصدمة هي قالت إنها قادرة على المشي فقط حتى يطمئن لكن حتى الآن هي تشعر بالضعف فاردفت
" بس انا مش عايزة اقوم "

أسر" كنتي قولتي من الأول أسهل"
خرج من الغرفة و بعد قليل عاد بكرسي متحرك و اردف

" سألت أوليفيا قالت عادي تخرجي تعالي اقعدي هنا نتمشى تحت في الحديقة كويس انا عارف النفسية عاملة ازاي دلوقتي"

بعد قليل كانا بسيران في حديقه المشفى حتى لفت انتباهها الازهار البيضاء فأردفت" اهو شايف دي كده شكل قلبك بالظبط"
أسر "تحبي اجيبلك واحدة"
هزت رأسها بسعادة طفولية فقطف أسر لها زهرة منهن و وضعها بين خصلات شعرها ثم اكملا السير سويا

يقف في طريق مظلم يذكره بماضيه و فجأة تظهر ريم امامه تشير بيدها إلى قلبها قائلة "ليه عملت كده بعدتني عنه هو ميستاهلش كده منكم انت اتسببت في موتي تعرف ربنا اخد مراتك و ابنك عقاب ليك اما التشوه اللي في ايدك ده.. فتحمد ربك عليه عشان ده كان اختبار لو كنت اتحملت كنت نجحت بس انت متحملتش"

و فجأة تصدر صرخة عالية منها ثم تأتي سيارة يعرفها جيدا و تتدهسها ثم يهبط من السيارة رامي و يقول
" حلو اوي ده خليك في ضميرك اللي مش هينفعك "

ثم يفرقع أصابعه فيقترب منه اثنين واحد يقيده و الثاني ممسكا بالقداحة نفسها و السكين نفسه لكن عليه بعض السواد من أثر تسخينه من قبل و أيضا ملطخة بدمائه و مجرد ان امسك الرجل بذراعه استيقظ بفزع

صدره يعلو و يهبط انهمرت دموعه بألم و كأن هذه أول مرة يحلم ذاك الحلم لكن يبدو انه آتٍ كثيرا خصيصا ان مريم تحمل بعض ملامح ريم

فتح نفس الدرج مرة أخرى لكن اخذ منه نوع أقراص أخر و هو مهدئ قوي بعض الشيئ

اخذ منه قرصا واحدا ثم اتجه إلى غرفة مريم و فتح الباب و مجرد ان رأته اردفت بغضب 
"عاصم....!!!"

عاصم "نعم"
مريم فين السلطة "
عاصم" ده كان باقي عقابك"
نظرت إليه جيدا ثم تحدثت" انت كويس.. واضح ان انت محتاج دكتور نفسي اكتر مني "

تعليقات



<>