رواية اوجاع الروح الفصل السادس6بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح بقلم فاطمه فارس

الفصل السادس 
بعد يومين،
جوري نزلت تجيب حاجات من بره البيت، قابلت حمزة في المول، لفت بسرعه وعملت نفسها مش شايفاه ولسه هتمشي، خبطت في واحد وقالت:
جوري: آسفة.
لسه هتمشي، الواد وقفها وقال:
الواد: على فين يا قمر؟ ده أنا اللي آسف إنّي خبطت الجمال والرقة دي كلها.

جوري: وسّع لو سمحت خليني أمشي.

الشاب ده مسك إيدي وكان بيبصلي نظرات تخوف وقال:
الشاب: طيب نشرب حاجة الأول عشان أعتذرلك عن اللي حصل.

جوري بخوف: لا شكرًا، أنا لازم أمشي، وسّع كده بقي من سكتي عشان ملمّش عليك الناس.

الشاب ضحك وقال:
الشاب: هقول مراتي وزعلانة مني وبصلّحها عادي يعني.

كنت خايفة ملقتش قدامي حل غير حمزة اللي كان واقف بعيد عني ومش شايفني كان بيتكلم في الفون، أخدت نفس ونديت اسمه بصوت عالي جدًا وقلت:
جوري: حمزة!
وسكتت تاني.

كنت واقفة في المول بجيب لبس ليّا، وقفت قدام محل ورنيت على منه أشوفها لو عايزة حاجة من هنا. مرة واحدة سمعت صوت بنت بتنادي عليا بصوت عالي، دورت وشي أشوف مين، لقيتها جويرية واقفة مع واحد وشكلها خايفة جدًا.

حمزة بلهفة: اقفلي يا منه هكلمك تاني.
جري بأسرع ما عنده ووقف قدام جوري، مسك إيدها من الشاب ده وسحبها منه ووقفها ورا ضهره وقال بعصبية:
حمزة: انت مين يا حلتها؟ وإزاي تتجرأ وتمسكها كده؟

الشاب بمكر:
الشاب: مراتي وزعلانة مني وبصلّحها، انت مالك بتدخل ليه؟

حمزة بصلي وقال:
حمزة: تعرفي الواد ده؟
هزيت دماغي بالنفي وبخوف.

حمزة: انت اللي جنيت على نفسك يا روح أمك.
ضربه بوكس خلّى سنانه تجيب دم، وفضل يضرب فيه لحد ما الناس اتلمت علينا وشالوه منه بالعافية.

حمزة: تعالي نروح.
مشى قدامه وهو مشي وراه، وقفني وقال:
الشاب: استنيني هنا وسبني ومشي.
شكله كان يخوف بصراحة، عشان كده سكت وفضلت واقفة مكاني.

بعد شوية جاب لي عصير معاه.
حمزة: اشربي العصير هيهديكي.

أخذته منه وشربت وأنا ساكتة، وقف تاكسي، ركب مع السواق وأنا ركبت ورا، فضلنا ساكتين لحد ما وصلنا البيت.
أول ما التاكسي وقف، نزلت أجري، فتحت الباب ودخلت، أخدت السلم جري، فتحت الشقة ودخلت، قفلت الباب ورايا وأنا بأخد نفسي بالعافية.

حمزة طلع على شقة منه وقال لها اللي حصل.
منه: طيب كويس إنك كنت هناك ولحقتها من الحيوان ده.

حمزة: أنا معرفتش أتحكم في غضبي يا منه، وشكلي خوفتها جامد.

منه: حصل خير، أنا هنزل أشوفها، متقلقش.

منه نزلت عند جوري اللي كانت لسه واقفة عند الباب بتستوعب اللي حصل وهي بتتكلم مع نفسها وبتقول:
جوري: كان هيخطفني الحيوان ده، الحمد لله يا رب إنك نجّتني منه.

جرس الباب رن، فتحت لقت منه، حضنها وفضلت تعيط جامد في حضنه، كانت محتاجة حد يحتويها.

منه: اهدي يا جوري، بس يا حبيبتي...
أخذتها وقعدتها وقامت جابت لها تشرب، شوية وهدّت.

جوري: أنا كويسة يا منه، معلش تعبتك معايا.

منه: بطلي عبط يا بنت، أنتِ أختي.
مين الواد ده اللي كان ماسك إيدك؟

جوري: معرفهوش والله، أنا كنت ماشية في المول...
حكت لها كل حاجة.

منه: لا بجح وبيقول مراتي، ده يستاهل اللي حمزة عمله فيه والله.

جوري: أنا كنت خايفة ومعرفتش أشكره أبقى أشكره بالنيابة عني.
وقليلة أنا آسفة إني دخلته في مشكلتي، بس ملقتش حد أعرفه غيره، فكرت أصوت وأنده أي حد، بس خوفت لو قال مراتي يصدقوه.

منه: وربنا إنت مش عبيطة وبس، لا وهبله كمان يا بنتي.
إحنا أهلك، ولا إنت شايفة غير كده؟

جوري: لا طبعا، ربنا اللي يعلم بحبكم قد إيه أنتِ وحاتم وعم أحمد وطنط كريمة.

منه بهزار: في حد ناقص على فكرة.

جوري بهروب: مفيش، أنا قلت على الكل.

منه بخبث: حمزة مثلا، ده نظامه إيه بقي وقع من قعر القفة.

جوري بتوتر: إنتِ فايقة ورايقة يا منه وأنا تعبانة ومش ناقصاك.

منه بضحك: تمام هعديها المرة دي بس.

****** 
مرام كانت في كافية على النيل، بترسم منظر الغروب مع انعكاس الشمس على النيل، ومندمجة جدًا، لقت شابين قربوا عليها وسحبوا كرسيين وقعدوا معاها.

مرام: إيه آلة الذوق دي يا جدع، انت وهو هوونا بدل ما تعلّوا علينا الناس.

الشاب1: إيه يا مزه مالك ما تطريها شوية؟

الشاب2: بس مزه مزه يعني ولا إيه يا رامز؟
وفرضوا يضحكوا.

مرام قامت أخذت حاجتها وقعدت على ترابيزة تانية.

محسن: واد يا رامز هتسيب القمر قاعد لوحده؟

رامز: لو ما باتتش في سريري النهاردة بس اتكّل على الصبر.

مرام طلعت فونها وكلمت جوري:
مرام: الو عاملة إيه يا قلبي؟

جوري: الحمد لله بخير، كنت هتخطف بس.

مرام: إيه اللي حصل احكيلي.

حكتلها الموقف كله.

جوري: إنتي فين كده؟ لو تحت اطلعي اقعدي معايا شويه.

مرام: لا أنا قاعدة مع حبيبي.

حاتم كان قاعد مع جوري بيطمن عليها بعد ما رجع من الشغل، وحمزة حكاله اللي حصل، وجوري كانت بتحط العصير ليه وفتحة الاسبيكر، أول ما قالت "حبيبي" حاتم برق لجوري بمعنى إيه ده؟

جوري: إنتي بتحبي يا بت من ورايا؟

مرام بضحك: بصراحة ده حب من زمان جدًا، وكل فترة باجي أقعد معاه أصلي برتاح جدًا وأنا جنبه.

جوري بصّت لحاتم بمعنى "استنى أفهم منها ومتفهّمش غلط" وقالت:
جوري: وأهلك عارفين بقي ولا من وراهم يا بت؟

مرام: أخص عليكِ بقي، أنا أغفل أمي وأبويا برده طبعًا عارفين، أصل إحنا عيلة أوبن مايند.
وضحكت.

حاتم اتجنن جدًا وقال لجوري بصوت هادي:
حاتم: البت دي مكنش باين عليها حاجة، بس كده أحسن إن كل حاجة بانِت في أولها.

جوري حطت إيدها على السماعة وقالت:
جوري: اهدي يا حاتم دي أكيد بتهزر وأنا هثبتلك دلوقتي.

مرام: الووو بت يا جوري! روحت فين؟!

جوري: معاكِ يا مرام بس أنا زعلانة منك، مش كنتي تعرفيني عليه؟

مرام بضحك: الله يخرب بيتك يا بت، إنتِ صدقتي ولا إيه؟

جوري: ومصدقش ليه؟ مش بتقولي قاعدة مع حبيبك؟

مرام بضحك هستيري: مش قادرة منك لله يا شيخة، وأنا اللي قلت هتفهمي لوحدك. طيب يا ستي هبعتلك صورتي أنا وهو عشان تصدقي، وهكلمك تاني.

قفلت، وأخذت سيلفي هي والرسمة مع النيل، بعتت الصورة لجوري ورنت عليها.

جوري شافت الصورة وضحكت، حاتم أخذ منها الفون وهو مخنوق، ولما شفها قال:
حاتم: إيه ده هو فين الحيوان اللي معاها؟

جوري: معاهاش حد يا حاتم، دي بتهزر والله، استني أرد عليها واسمع بنفسك.

مرام: إيه رأيك في حبيبي؟ حلو صح؟

جوري: هو فين ده؟ مفيش غير النيل وراكي.

مرام: وأنا اللي قولت عليكي ذكية، أمري لله هفهمك، أصل أنا بحب نهر النيل وبحب أقعد هنا وأشوف غروب الشمس، وقلت أرسم الغروب على النيل بس يا ستي.

جوري بضحك: والله اللي يسمعك بتقولي قاعدة مع حبيبي هيفهم غلط.

مرام: ميهمنيش حد طالما عارفة إنّي صح ومش بعمل حاجة غلط ولا حرام، وبعدين أنا واثقة إنّك عارفة إني بهزر معاكِ.

جوري: طبعا عارفة إنك بتهزري يا بت، ودي فيها كلام.

حاتم قلبه ارتاح وقال في نفسه:
حاتم: إن بعض الظن إثم، بس هي اللي مستفزة.

جوري: قومي بقي روحي وتعالي عشان عايزة أشوف الرسمة على الطبيعة.

مرام: أنا أصلا كنت ماشية منهم، لله اللي عكننوا عليا اليوم.

جوري: مين دول وإيه اللي حصل؟

مرام: اتنين أشباه رجال...
وحكتلها اللي حصل.

جوري: ولسه قاعدة عندك؟ قومي الله يسامحك بسرعة خدّي تاكسي وتعالي.

وقبل ما تكمل كلامها سمعت حد بيكلّم مرام...

حازم: إيه يا وحش سبناكي، تهدي براحتك، هتيجي بالزوق ولا نجيبك بمعرفتنا، أصلك كده كده جاية.

حاتم اتجنن من الكلام اللي سمعه، وقام وقف، أخد فون جوري ونزل بسرعة على تحت.

جوري: حاتم حاول ترجعها.

حاتم وهو نازل على السلم: هجيبها وأجي إن شاء الله.

حاتم أخد تاكسي وقال:
— كورنيش النيل يا سطي بسرعة!

وحطّ الفون على ودنه وسمعها بتقول:
— وربنا اللي هيقرب مني هفرّمة.

محسن: الحق يا حازم، القطة طلعت بتخربش!

ضحكوا عليها وقالوا:
— يبقى إنتي اللي اخترتي العنف!

والمكالمة قفلت بعد كده، وحاتم مكنش عارف يعمل إيه ولا يوصل لها إزاي، كلمها من فون جوري لقاه مقفول.

***** 
مازن كان في المحل، دخلت بنت جميلة وقالت:
— مازن، أخبارك إيه؟ وحشتني والله.

مازن: ضحى، إزيك يا بنتي؟ عاملة إيه؟

ضحى: الحمد لله بخير، إنت عامل إيه؟ وجبت كام في الثانوية؟

مازن: الحمد لله بخير، وجبت ٩٩٪.

ضحى: ما شاء الله، من يومك متفوق، مش زيي داخلة ثانوية عامة خاص.

مازن: الله أكبر في عينك يا حسودة، إنتي جايه تقري عليّا ولا إيه يا فاشلة؟

ضحى بضحك:
— طب والله وحشتني كلمة فاشلة منك 😂.

مازن: قوليلي هتدخلي كلية إيه؟

ضحى: طب إن شاء الله، بس خاص.

مازن: مش فارقة، خاص ولا عام، أهم حاجة تجتهدي وتذاكري كويس. في ناس كتير بيدخلوا طب جامعة حكومية وهم أصلاً ميستحقوش، لأنهم ببساطة غشاشين، وحتى لو خلصوا الجامعة هيبقوا دكاترة حمير. أهم حاجة إنك تكوني حابة مجالك وبس. دخلتي طب دخلتي هندسة أو دخلتي فنون جميلة أو حتى تجارة، كلها كليات ومحتاجة مذاكرة، بس اختاري حاجة إنتي حبيها.

ضحى: معاك حق والله، إنت أكيد داخل طب صح؟

مازن: إن شاء الله.

ضحى: بقولك إيه، أنا بابا فتح شركة أدوية في أمريكا وقالي أكمل تعليم هناك، إيه رأيك أوافق ولا أقدم هنا وخلاص؟

مازن: وفقِي طبعا، التعليم هناك أحسن بكتير، ولو نزلتي مصر هيشغلوك في أحسن وأكبر مستشفى.

ضحى: خلاص، إيه رأيك تيجي معايا نسافر مع بعض وندرس مع بعض؟

مازن: مش هينفع يا ضحى، أنا قدمت خلاص، وكمان أنا مش قد مصاريف بره، ما إنتي عارفة اللي فيها.

ضحى بحب:
— أنا كلمت بابا، وهو قالي إنه موافق يشغلك معاه في الشركة هناك، منها تتعلمي ومنها تشتغلي في حاجة تخص الطب. قلت إيه؟

مازن: شكراً يا ضحى، أنا مبسوط كده.

ضحى: مش هاخد منك رد دلوقتي، فكر ورد عليا بكرة، سلام، أنا لازم أمشي.

حمزة طلع عند منه وقعد معاها وقال:
— هي عاملة إيه دلوقتي يا منه؟

منه: الحمد لله، متقلقش عليها، حاتم عندها تحت بيطمن عليها.

حمزة: معاها تحت لوحدها إزاي؟

منه: إحنا بنغير ولا إيه؟ ما أنت عارف أخوك كويس وإنه محترم.

حمزة: مش قصدي حاجة والله، بس مستغرب إزاي ملتزمة وإزاي قاعدة مع حاتم في شقتها ومقفول عليهم باب واحد.

منه: ومين قال إنه مقفول عليهم باب واحد؟ هي فتحة الباب على فكرة، أنا كنت تحت ولما جيت أطلع قالتلي أسيب الباب مفتوح، عرفت إنك ظلمتها.

حمزة: طيب، حمزة اتأخر تحت ليه كل ده؟ متيجي نشوفه؟

منه بخبث:
— حاتم اللي عايز تشوفه ولا حد تاني؟

حمزة: حاتم طبعاً، مش أخويا ولازم أطمن عليه.

نزل هو ومنه عند جوري وعرفوا إن مرام في خطر، وحاتم أخد تليفونها وراح ينقذها.

منه: هو النهاردة يوم الخطف العالمي ولا إيه؟ إنتِ الصبح، ودلوقتي مرام!

جوري: ربنا يسترها، أنا خايفة عليها جداً.

حمزة: هي قالتلك مكانها فين بظبط؟

جوري: أيوه ف...

حمزة: حاتم مش بيرد على فونه، أنا نازل هحصله وإن شاء الله خير.

تعليقات