رواية اوجاع الروح الفصل السابع7بقلم فاطمه فارس


رواية اوجاع الروح بقلم فاطمه فارس

الفصل السابع 
حاتم كان وصل وبدأ يدور عليها في كل مكان، قلبه بيخبط من القلق والخوف، لكن كأنها "فص ملح وداب"... مفيش أي أثر لـ مرام.
طلع تليفونه بسرعة واتصل على منه، وسألها:

– رجعت مرام؟

ردت منه وقالت:
– لا، لسه مرجعتش.

حاتم جري على صاحب الكافيه، وطلب منه يشوف كاميرات المراقبة. بعد شوية حوار، الراجل وافق.
شافها وهي بتتخانق معاهم، وبعدها أخدوها بالعافية ومشيوا.

حاتم قال برعب: – يعني إيه راحت؟! هدور عليها فين؟! ولو رحت أقدم بلاغ، مش هيقبلوه غير بعد ٢٤ ساعة!
شكر الراجل وخرج وهو تايه من الخوف.

بعد شوية، تليفونه رن... حمزه كان على الخط، وقال:

– لقيت مرام.

حاتم بصوت مذهول: – لقيتها إزاي؟ وفين؟!

حمزه قال بسرعة: – مش وقته دلوقتي، المهم إننا رايحين على المستشفى، حصلني هناك.

مرام كانت مغمي عليها، لأنهم خدرّوها طبعًا.
حمزه وصل بيها المستشفى، نزل من العربية وهو شايلها، جري بيها على قسم الطوارئ.
الدكاترة خدوها منه على أوضة الكشف، وهو فضل واقف مستني برة.

بعد شوية، حاتم وصل المستشفى، وكان قلبه بيترج قدامه.
دخل على الاستقبال يسأل عليها، ولما عرف مكانها طلع يجري.
لقى حمزه واقف مع شاب غريب، وقال بصوت ملهوف:

– حمزه، مرام فين؟ هي كويسة؟

حمزه كان بيحاول يهدي الوضع، قال: – اهدى بس يا حاتم، هي بخير.
الشاب اللي واقف ده هو اللي لحقها، وأنا كنت جاي أدور عليك... بالصدفة لقيته بيشيلها وواقف تاكسي، والمفاجأة إن التاكسي اللي وقفوه كان هو نفس التاكسي اللي أنا كنت راكبه.

حاتم تنفّس براحة شوية، وقال: – الحمد لله... بس ممكن تحكيلي اللي حصل بالضبط؟

الشاب قال بهدوء: – أنا يوسف، كنت قاعد في نفس الكافيه وشفتهم وهما بيغلسوا عليها، كنت هتدخل بس هي قامت وغيرت مكانها، فقلت خلاص.
جالي تليفون مهم، قمت أرد عليه، ولما رجعت ملقتهاش.
بعد كام خطوة، لقيتهم بيحاولوا يخدروها، وهي بتقاوم وبتضربهم بإيديها ورجليها.
جريت عليها، اعتبرتها أختي، وضربت فيهم هما الاتنين.
لما لقيتها أغمى عليها، شِلتها ونزلت أوقف تاكسي أوديها المستشفى... والباقي حضراتكم عارفينه.

حاتم قال باحترام: – شكراً ليك يا أستاذ يوسف.

يوسف رد ببساطة: – العفو، أي حد مكاني كان هيعمل كده.

بعد شوية، الدكتور خرج وقال إن مرام بخير، والإغماء كان بسبب تأثير المخدر والخوف، ولما تفوق هتقدر تمشي.

اخدوا مرام ومشيوا من غير ولا كلمه بس نظرات حاتم كانت فضحاه وقالت كل حاجه
 
اما مرام كانت قاعده سرحانه وباصه من الشباك وقالت في نفسها : كان ايه اللي ممكن يحصل او ملحقونيش . 

حمزه: احنا دخلين على البيت أهو، الحمد لله على سلامتك يا آنسة مرام.
مرام: الله يسلمك.

نزلت من التاكسي، لقت أبوها وأمها اللي صمموا ينزلوا واقفين تحت، وكان الخوف باين في عيونهم.
أمها خَدتها في حضنها وقالت بدموع:
ـ كده يا مرام تخوفينا عليكي؟

أيمن:
ـ مش وقته يا أم مرام.

وبَصّ لحاتم وحمزه وقال:
ـ أنا مش عارف أشكركم إزاي، إنتوا رجعتولي روحي من تاني.

حاتم:
ـ العفو يا عمي، مفيش شكر بين الأهل، ولا إحنا مش زي ولادك.

أيمن:
ـ ربنا يحفظكم ويبارك فيكم.

أخد بنته ومراته ودخل شقته، وأحمد قال:
ـ أهلاً يا رجالة، كويس إنكم لحقتوها قبل ما يحصل لها حاجة.

وبعد كده طلعوا شقتهم، ومنه وجوري نزلوا يطمنوا على مرام، وقعدوا معاها شوية، وبعدها كل واحدة طلعت شقتها.

مازن كلم جوري وقالها إنه محتاج رأيها في عرض ضحي، وجوري قالت:
ـ اعمل الحاجة اللي إنت مرتاح لها يا مازن، شوف راحتك فين، هنا ولا هناك، وبعدين قرر.

مازن:
ـ أنا بسألك عشان تحيريني أكتر.

جوري:
ـ أبدًا والله مش بحيّرك، أهم حاجة إنك تكون مرتاح نفسيًا في المكان اللي هتختاره سواء هنا أو هناك، وبعدين مش يمكن دي فرصة حلوة ليك تتعلم بره وتيجي تفتح هنا مستشفى أو عيادة ليك.

مازن:
ـ أنا راحتي... وأنا معاكي، قصدي وإنتي جنبي، أقصد وإحنا مع بعض يعني في نفس الكلية، مش عايز أتنزل عنك.

(جوري – في نفسها)
كنت حاسة إن مازن معجب بيا، بس أنا حياتي صعبة ومش ناوية أرتبط، مع إني كمان معجبة بيه جدًا، خصوصًا إنه الوحيد اللي وقف معايا في أصعب أوقاتي...
خفت جدًا إنه يسيبني وأرجع تاني وحيدة، وأنا اتعودت على وجوده في حياتي، بس زي ما هو دايمًا بيفكر في مصلحتي، أنا كمان لازم أفكر في مصلحته ومكنش أنانية.

قطع تفكيري وقال:
ـ أنا جاي لك بكره ونتكلم، عشان أنا مشغول دلوقتي، سلام.

قفلت معاه وأنا حاسة إني نفسي أقوله: خليك معايا، متسيبنيش.
وكنت واثقة إن لو قلت له ما تسافرش، مش هيسافر...
نمت وسلّمت أمري لله.

تاني يوم، مازن كلمني وطلب يقابلني بره البيت، وافقت بعد ما اتحايل عليّا كتير.
لبست فستان شيك وطرحة، ونزلت، أخدت تاكسي، وطلعت على المطعم اللي قالي عليه.

مازن كان قاعد مستنيني وقال في نفسه:
ـ يا رب أعمل إيه؟ أقولها إني حبتها ومقدرش أعيش من غيرها؟
ولا أعمل إيه؟ خايف أعترف لها بمشاعري تبعد عني وأخسرها للأبد، ولو خبيت عليها، خايف تكون لحد غيري.

لقيتها جاية عليّا وكانت زي القمر.
ابتسمت وقلت:
ـ صباح الخير.

جوري:
ـ صباح النور، جايبني هنا ليه يا مازن؟ إنت عارف إني مش بحب أخرج مع شباب.

مازن:
ـ أولًا أنا مش "شباب"، هو مش إحنا إخوات ولا إيه؟
ثانيًا، كنت عايز أودعك، لأني هسافر بعد كام يوم.

جوري:
ـ تروح وترجع بالسلامة يا مازن... معلش، أنا مضطرة أمشي دلوقتي.

مازن:
ـ طيب، اشربي حاجة الأول واستني أوصلك.

جوري:
ـ شكرًا يا مازن، أنا في مشوار مهم لازم أروحه، وإن شاء الله نتقابل قبل ما تسافر.

مشيت من المطعم وأنا مخنوقة جدًا...
كنت نفسي أقوله ما تسافرش، بس أنا مش أنانية، لا، لازم يعيش حياته ويشوف مصلحته...
لحد إمتى هيفضل معايا يهتم بيا؟ لازم يبعد بدل ما يتعلق بيا وأنا مش هقدر أبادله أي مشاعر نهائي غير الأخوّة وبس.

فضلت ماشية وأنا مش عارفة رجلي مودياني على فين...
لقيت بنت واقفة وسندة على الحيط وبتعيط، رحت أشوف مالها وقلت:
ـ مالك يا قمر؟ إيه اللي مضايقك كده؟

البنت:
ـ أنا آسفة... مقدرش أقولك حاجة.

جوري بعطف:
ـ اعتبريني أختك يا ستي، وقولي.

البنت:
ـ في ناس ليهم دين عندي، وأنا مش عارفة أسدده.

جوري:
ـ كام المبلغ؟

البنت بدموع:
ـ ٥٠٠٠ جنيه.

جوري طلعت من الشنطة كل الفلوس اللي معاها وقالت:
ـ اتفضلي يا قمر، وسددي ديونك بيهم.

البنت:
ـ وانتي ذنبك إيه تدفعيلي الفلوس دي؟

جوري بابتسامة:
ـ "كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه."

البنت:
ـ بس أنا مش عارفة هرجعهم لك إمتى، وبعدين دول أكتر من المبلغ اللي أنا محتاجاه.

جوري:
ـ مش كتير ولا حاجة، أنا مش عايزاهم... اعتبريهم هدية من أختك، وبلاش تكسفيني، وده رقمي، لو احتجتي حاجة كلميني عليه، أنا اسمي جويرية.

البنت فضلت تدعيلي كتير، وأنا اتكسفت ومشيت من غير ما أعرف حتى اسمها...
واستغربت إزاي الناس دي يحبسوها عشان مبلغ صغير زي ده.
مكنش معايا فلوس أرجع بيها، فضلت ماشية لحد البيت.
مازن كلم حاتم في التليفون وقابله برّه، وقال حاتم بهزار:
ـ مالك يا واد؟ عمال تقول "عايزك ضروري وبرّه البيت"، هو الموضوع فيه مزز ولا إيه؟ 😂

مازن:
ـ اقعد يا عم... مزز إيه بس، أنا ناقص ذنوب؟
أنا هسافر بعد كام يوم، وقلت أودّعك، وكنت عايز أوصيك على جوري... هي ملهاش حد يسأل عليها، وهي بتعتبرك أخوها، أرجوك خد بالك منها.

حاتم:
ـ جوري بقت واحدة من عيلتنا خلاص، متقلقش عليها... بس انت هتسافر فين وليه؟

مازن قاله على عرض ضحى اللي جاله.

حاتم:
ـ ربنا يوفقك... بس هتوحشنا والله.

مازن:
ـ وانت كمان يا حاتم... أنا ارتحت ليك جدًا، وحسّيتك أخويا بجد، مش كلام.

حاتم بهزار:
ـ عارف إني لا أُقاوَم... وأتحب 😎

قعدوا مع بعض شوية، وكل واحد راح بيته.

مرام:
ـ ماما أنا طالعة عند جوري شوية.

فريدة:
ـ طيب يا حبيبتي متتأخريش، زمان أبوكي راجع.

مرام:
ـ حاضر يا أحلى "فري" في الدنيا 😘

طلعت، ورنّت الجرس، جوري فتحت وكانت مرهقة وقالت:
ـ تعالي يا مرام.

مرام:
ـ مالك يا بنتي؟ شكلك مش عاجبني خالص!

جوري:
ـ مفيش حاجة، أنا لسه داخلة البيت... ده أكيد إرهاق مش أكتر.

مرام:
ـ طب وربنا شكلك واقعة! مين يا بت؟ مازن؟ صح؟ قولي، اعترفي!

جوري:
ـ بقولك إيه! أنا مش ناقصاك يا مرام، بطّلي هبل... أنا ومازن مفيش بينا حاجة من اللي في دماغك، وغيّري السيرة دي بقى أحسنلك.

حاتم رجع البيت، وطلع يرنّ على شقة جوري.

جوري:
ـ أنا هدخل ألبس الإسدال، افتحي الباب انتي يا مرام.

مرام فتحت الباب، لقت حاتم واقف قصادها، قالت:
ـ جوري بتلبس الإسدال وهتطلع... اتفضل.

حاتم بهزار:
ـ طيب مفيش "إزيك" حتى؟ مطمرش فيكي يا بنت عم أيمن؟! أخص!

مرام بكسوف:
ـ إزي حضرتك...

حاتم بحب وبصوت توفيق الدقن:
ـ "صلاة النبي أحسن!" 😄

جوري سمعت آخر كلامهم وهي طالعة، وقالت في نفسها:
ـ واضح إننا هنشرب شربات قريب 😏
وقالت بصوت عالي:
ـ تعال يا تيمو، ادخل وسيب الباب مفتوح.

حاتم:
ـ أسيبه مفتوح ليه؟ وإنسة مرام معانا؟

جوري:
ـ عشان إحنا اتنين بنات لوحدينا يا حاتم... وشوشو شاطر.

حاتم:
ـ كده يا جوري؟ وأنا اللي قلت انتي اللي فيهم وفاهماني!
أنا محترم على فكرة يا آنسة مرام... هما اللي واخدين فكرة غلط عني، أكمني فرفوش وبهزر... طب والله الزوج الفرفوش رزق! صح يا آنسة مرام؟

مرام وشّها احمر جدًا ومردتش عليه.
جوري لحقتها وقالت:
ـ معلش يا مرمر، ممكن تجيبي أشرب؟ 🙈

مرام دخلت بسرعة وهي هتموت من الكسوف.
جوري وقفت قدام حاتم، وبينهم مسافة، وقالت:
ـ وبعدين معاك يا عم إنت؟ هو ده غض البصر اللي اتفقنا عليه؟! البنت اتكسفت منك يا أخي!

حاتم ضحك وقال:
ـ طب والله أنا غلبان، إنتي اللي ظلماني... أنا بهزر يا "فوزي"، إيه؟ مبتهزريش؟ 😅

جوري بابتسامة:
ـ هزر... بس بحدود يا حاتم، البنت لا أختك، ولا خطيبتك، ولا مراتك... يبقى لازم تحط حدود بينكم. كده عيب يا باشمهندس.

حاتم:
ـ معاكي حق... أنا زودتها شوية.

جوري:
ـ شوية بس؟
بص، إنت ممكن تهزر معاها برحتك خالص على فكرة... بس بشرط.

حاتم كان عارف هتقول إيه، بس حب يسمعها، وقال بهزار:
ـ قولي بسرعة... الهي ما توقعي في ضيقة أبدًا يا شيخة 😂

جوري:
ـ تدخل البيت من بابه يا حاتم، مش من الشباك.
إنت فاهم؟ اللي بتعمله ده غلط وحرام... هي متجوزالكش عشان تحب فيها عيني عينك كده، لما تبقى مراتك حبها براحتك.

حاتم بارتباك:
ـ هو أنا مفضوح قوي كده؟ 😳

جوري:
ـ بصراحة... آه.
بس مرام كويسة، وإنت كمان كويس، وسبحان الله... الطيور على أشكالها تقع 😌

حاتم بلوي بوزه:
ـ قصدك إيه يا بت؟!

جوري وهي بتضحك:
ـ يعني اتنين مجانين زي بعض... والله أنا خايفة تخلفوا ولد أجن منهم 😂

مرام عملت عصير وقدمته ليهم وقالت:
ـ أنا قلت أعملك عصير أحسن من المية يا جوري.

حاتم قرب على جويرية وقال بصوت هادي:
ـ رحمتك مني لما طلعت... وإلا كنت نفختك على الكلام اللي قولتيه ده.

ابتسم وكمل كلامه:
ـ بس ده ميمنعش إنك لفتي نظري لموضوع الجواز... أنا كنت مأجّله شوية.

جوري:
ـ خير البر عاجله يا حاتم...

وبعدين بصّت لمرام وقالت:
ـ تسلم إيدك يا مرمر... مش تباركي ل حاتم؟ 😉

مرام بدهشة: مبروك طبعًا، بس على إيه؟

جوري بخبث: أصله ناوي يخطب قريب، وكان جاي يقولي هي مين.

مرام بضيق: آه، ألف مبروك... معلش يا جوري، لازم أنزل، ورايا حاجات مهمة.
وسبتهم ونزلت من غير ما تستني رد منهم.

حاتم باستغراب: ليه؟

جوري بهدوء: علشان أتأكد من موافقتها قبل ما تطلبها ليك، مش أنا أختك برضه؟

حاتم بابتسامة: أحلى أخت في الدنيا... بس هي زعلت ليه ونزلت بسرعة كده؟!

جوري بابتسامة خفيفة: هتعرف قريب يا عريس... كلم باباك ومامتك الأول، وسيب مرام وأهلها عليّا، وأنا هظبطك.

حاتم: شكرًا يا جوري... إنتي دايمًا بتفكري في سعادة كل اللي حواليكي.
بس ليه مش بتفكري في سعادتك إنتي كمان؟

جوري بابتسامة فيها رضا: سعادتي في رضا ربنا عني... هو في أحلى من كده؟

حاتم بنبرة جادة: ونِعْم بالله، بس لازم تخرجي بره الدائرة اللي دخلتي نفسك فيها دي.

جوري باستغراب: قصدك إيه؟ وضّح.

تعليقات



<>