
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الثامن8بقلم جني محمد السمنودي
✧اكتملت اللوحة✧
حاول عاصم ان يخفي أثر الكابوس ذاك و الذي زاد الأمر سوءا كونها تشبه أمل زوجته الراحلة لكنه تمكن من أن يغير الحديث بطريقة ذكية قائلا "انتي بتغيري الموضوع ليه ما كنا بنتكلم على السلطة حالا"
مريم "اه صح انت عارف ان انا بحب اكل السلطة مع الاكل شيلتها ليه"
عاصم "باقي العقاب"
مريمژ و مين بقى هيعاقبك انت"
ارتسمت ابتسامة جميلة لم تظهر على ملامحه منذ زمن فاليوم هو أول مرة يشعر بالسعادة بعد هذا اليوم اللعين
و اجابها" و هيعاقبني على إيه بقى "
مريم "بسيطة هيعاقبك على انك مسكت أيدي و زعقتلي "
عاصم" خلاص بقى انتي لسة فاكرة.. طيب هرجعلك السلطة التاني و بكده خالصين"
اجابته بسعادة طفولية "خالصين"
عاصم "طيب علفكرة الوقت اتأخر و احنا طولنا مع بعض في الكلام المهم جلستنا بكرة.. بقولك ايه متقلبيش عليا في الجلسة "
هزت رأسها بملامح مشرقة
خرج عاصم من المصحة و ذهب إلى منزله بينما نامت مريم
تتوالى الأيام في زيارات عاصم لمريم و حديثهم الكثير الذي لا علاقة له بحالتها الصحبة لكن يبدوا ان حديثهم سويا هو علاجهم فكلاهما مجروح من الماضي
حتى انتهت الثلاثة اسابيع و بالطبع نتجه إلى أسر و حياة
ييقفان سويا في الممر تحدث أسر بسعادة بالغة و أيضا حب كبير "لأ بس حاسك كده احسن بكتير بس عشان نبقى واضحين حوار الخلفة و مش الخلفة احنا خلفنا بنوتة قمر شبه مامتها و اسمها زي مامتها كفاية علينا و كمان انا مش هبقى حمل ضغط نفسي تاني ابدا انا فرحان انك بقيتي كويسة"
حياة "بقولك ايه انا جبت حياة لسة أسر"
أسر "نعم بتقولي ايه لأ مش عايز أسر "
حياة" خلاص خلاص خليها على ربنا المهم اوليفيا اتاخرت اوي كده ليه "
أسر" زمانها جاية "
حياة" لأ بس البدلة دي عاجباني "
ضحك ضحكة تعلم مخزاها جيدا و اجابها" نفسي أعرف بتحبي ايه في الأبيض"
فقد كان يرتدي حلة كعادته لكن هذه المرة كانت بيضاء و هذا هو أكثر الألوان المفضلة لدى حياة
حياة" يا عم بحبه عليك و بعدين بقى انت لو واخد بالك انا لبست فستان ابيض عشان يبقى مطقم مع البدلة"
قاطع حديثهم اوليفيا التي ارتدفت بالإنجليزية" يؤسفني مقاطعة تلك اللحظة رغم عدم عامي بكلامكم لكن يبدوا أن حياة سعيدة بالحديث ايا يكن تفضلوا حياة الصغيرة و هي الآن بصحة جيدة و يمكنكم العودة إلى مصر الحبيبة أيضا"
حملها أسر و كأنه يحملها لأول مرة نظر إلى حياة و الدموع تتلألأ في عينيه و اردف "شوفي بقت عسولة اوي "
حياة" هات اشيلها "
أسر" انتي فصيلة بجد "
تحدثت بطفولة افتقر لها" مليش دعوة عايزة اشيل البت بنتي انت مالك "
امسك يدها و أخذها متجها إلى باب الخروج من المشفى قائلا "طيب تعالي بس يلا يا حياة.. نبقى و نكمل خناقنا في البيت"
عادا إلى المنزل و وقف أسر امام الباب يحاول إخراج المفتاح من جيبه بحرس حتى لا يزعج صغيرته النائمة فاخذتها حياة من بين يديه قائلة
" هشيلها انا و افتح الباب انت"
امتعض وجهه و تحدث بضيق كأن أحدا سلبه شيئا عزيزا "طيب ما انتي معاكي مفتاح مفتحتيش انتي ليه"
حياة "من الآخر عايزة اشيلها شوية"
أسر "ماشي يا حياتي"
فتح الباب و دخلت حياة اولا و خلفها أسر
جلس أسر على الاريكة قائلا "اظن البيت كله عايز يولع فينا صح؟"
حياة" مش عارفة الصراحة بس ماما رنت عليا كتير و انا مردتش"
أسر" والله خالتي دي ست بتفهم مش زي امي دي عملتلي بلوك على الواتس "
قهقهت حياة على كلامه و بالتالي اهتز جسدها فحدث ما لم يكن بالحسبان
إذ بحياة الصغرى تبكي
حملها أسر بسرعة و قام من مقعده و اخذ يتمايل بها بهدوء بينما فتحت حياة فمها بصدمة مما حدث
قال أسر بمزاح" اقفلي بقك لدبانة تدخل ولا حاجة "
حياة" هو انا المفروض اعمل ايه"
أسر "هو ايه اللي تعملي ايه حضرتك امها يعني"
حياة "انا بقول نروح بسرعة عشان انا مش عارفة حاجة خالص في موضوع الأمومة ده و شكلنا هنروح في داهية"
أسر "لأ متقلقيش ما ماما سلوى و ماما حنان و خالتو سلوان مش هيسيبوا لينا فرصة اصلا نقعد مع حياة دول هيعملوا عليها احتكار "
حياة" طيب هنرجع امتى "
أسر" بعد اسبوع عشان محتاج كام حاجة كده و عايزك معايا "
حياة" اوبا عايزني في ايه بقى"
أسر" بصي هو انتي يعني لو فاكرة موضوع العربيات و شركة العربيات و الهم الكتير ده هو أنا "
قاطعته بحماس مفرط قائلة" ايوة طبعا فاكرة ها قررت هتعمل شركة فعلا "
أسر" نفسي تبطلي داء المقاطعة ده اصبري شوية "
حياة" ما انت مش بتتكلم اقولك انا هسكت خالص اتفضل "
أسر "طيب المهم انا كلمت المهندسين اللي قولتلك عليهم و قررنا نتقابل بكرة نكمل كلامنا في الحاجات دي إيه رأيك"
احتضنته بحماس و أجابته" طبعا موافقة هي دي فيها كلام و اهو اطلع شخصية سيدة الأعمال اللي مستخبية جوايا "
أسر" طيب يا سيدة الأعمال المستخبية و الأم الفاشلة يلا عشان ننام "
حياة" بقى انا..! ام فاشلة بس مش مهم احنا هنام سوا على سرير واحد انا و انت و حياتي "
رفع حاجبه كعادته و علق باستنكار" حياتك علفكرة هي لو حياة حد هتبقى حياتي انا انتي لو جرالك حاجة هتكون هي السبب و انا هحصلك يبقى حياتي انا عشان لو حد فيكي اتأذى انا هروح فيها يبقى انتوا حياتي سواء انتي او هي مش حياتك انتي "
حياة" مالك يا عم قلبت كده ليه خلاص خلاص حياتك انت يا أسر مش خناقة هي تعالى ننام يلا قدامنا بكرة يوم إلكتروني "
رغم تغير موقفه استطاعت هي ان ترسم على وجهه ابتسامة حتى لو كانت طيفا
مر اليوم في سلام دون ازعاج من حياة الصغرى
استيقظ في اليوم التالي على صوت بكائها وجد حياة تحملها و تحاول تهدئتها لكن دون جدوى
حملها أسر و مجرد أن ضمها إليه صمتت تحدثت حياة بغيظ" ايه ده انت عارف انا كده من امتى انا كده من الساعة سبعة و الساعة دلوقتي عشرة"
قهقه على كلامها قائلا "معلش يا حياتي.. بقولك ايه يا بت انا اتطحنت معاكي اكل و فطار و.. و... روحي اعملي الفطار يلا"
حياة "ذلني بقى ذلني انا عارفة انك مش هتسيبني في حالي النهاردة... حاضر هروح اهو"
بعد قليل عادت حياة و اخذت تضع الأطباق على الطاولة بينما كان أسر تائه في ملامح صغيرته الجميلة
( علكم علمتم سر اسم الرواية فقد قال على حياة سواء الكبرى في الموسم الأول صغيرته و الآن قال على الصغرى أيضا صغيرته )
اردفت هي بغيط" من الواضح أن الخلفة مش هتاخدني منك دي هتاخدك انت مني"
أسر "بقولك ايه اسكتي بقى انا و انا شايلها بحس اني ملكت الدنيا كلها و بتيجي انتي في لحظة تضيعي الاحساس"
اجابته بشامتة ضامة يديها إلى صدرها بطريقة مضحكة
"احسن و يلا عشان تاكل"
جلس أسر على الطاولة و مازلت صغيرته بين زراعيه تناول طعامه ثم نظر إلى حياة قائلا
"يلا روحي البسي و تعالي شيليها على ما البس انا كمان"
بعد قليل كانا قد ارتديا ثيابها ركب أسر السيارة لكنه قادها هو فاردفت حياة بحب "خليني اخمن بتسوقها انت عشان السرعة متصحيش حياة"
أسر "صغيرتي من النهاردة اسمها صغيرتي و اه بسوق انا عشان صغيرة بابا متخافش"
حياة" انا كنت صغيرتك علفكرة "
أسر" غيرتها.. انتي حياتي و هي صغيرتي ده العدل"
بعد مرور عدة دقائق وصل أسر إلى مطعم هادئ يبدو عليه الرقي دخلوا المطعم
اقترب أسر من طاولة يجلس عليها رجلين و اردف
" كيف حالكم "
قال الأول و هو يدعى ماكس" بخير يا أسر "
علق الاخر و هو أليكس شقيق ماكس الأصغر "من هذه المرأة و الطفلة انها تشبهك أهؤلاء زوجتك و ابنتك"
اجابه أسر بملامح شيطانية "نعم و كف عن النظر حتى لا أقتلع عينيك"
أليكس "حسنا يا رجل أهدأ صدق من لقبك ابليس ما هذه النظرة"
ماكس "كفوا و هي لنكمل عملنا "
جلسوا على الطاولة و اردف أسر "اعرفكم حياة زوجتي و أكرر لا تنظر لها يا أليكس "
ضحك ماكس قائلا" تشرفت بكِ"
ثم نظر الى أسر و تابع
" لا اظن الجو مناسب للصغيرة يبدو أنها حديثة الولادة"
أسر" لا تشغل بالك"
زفر أليكس و تحدث بضيق" إذن ماذا سنفعل "
حياة" من رأيي... اصنوا شركتكم الخاصة حيث أنكم ثلاثي رائع أفكار حديثة و برمجة و تقنيات راقية و بما انكم جميعا اغنياء ستوفرون السيارات الثمينة ما رأيكم"
أسر" انا لا امانع ماذا عنكم يا شباب "
ماكس "انا موافق و بالنسبة لأليكس بالطبع هو وافق أيضا "
أسر" لكني لن ابقى هنا "
أليكس" لأ تقلق يا رجل لن آكل ميراثك.. بما انك تفهم في الإلكترونيات سأمكن هاتفك من الدخول على أجهزة الشركة و كل شيئ و بالتالي ستتحكم بها و تديرها بسهولة و بالطبع ستعرف الأرباح و الخسائر التي لا اتمنى وجودها عن طريق هاتفك ما رأيك "
نظر أسر إلى حياة و تحدث بالعربية المصرية
" ها رايك ايه انا موافق بس مش عارف هاجي أمريكا تاني امتى "
حياة" مش مهم المهم انك توفرلهم العربيات قبل ما تمشي و كمان توفر ليهم الخطط و الفلوس "
هز رأسه ثم اردف موجها الحديث إليهم
" حسنا لا مانع لدينا لكن أين مقر الشركة"
ماكس "كان لدينا شركة بالفعل لكننا اوقفنا العمل بها و بالتالي المقر متوفر "
أسر" اذن سنتعاقد مع شركة سيارات و اعطيكم الخطط و الأموال و أرحل "
أليكس" ليست شركة بل شركات عديدة و ربما في المستقبل يديرها أبناءنا"
اكملوا اتفاقهم بإنشاء الشركة و أعطاهم أسر الأموال اللازمة و اخبرهم بأنه سيرسل لهم الأفكار و المجسمات في الرسائل و تناتلوا طعامهم في هدوء
بعد أن انتهوا قام أسر من كرسيه اولا و اخذ صغيرته قائلا" قموي يلا يا حياتي عشان القعدة هما مملة و انا خايف على أليكس مني"
ضحكت على حديثه ثم غادروا المكان
...........
اما أليكس فحك ذقنه بتفكير و اردف "برأيك ماكس تُرى ما اسم تلك الصغيرة"
ضربه ماكس على ظهره قائلا "كف عن هذه الحماقة يا أبله هو لا يمزح و أنت لا تكترث هي إلى الشركة أمامنا عمل ننجزه "
في منزل طبيبنا الملعون
استيقظ عاصم بأنفاس متلاحقة و وجه متعرق كالعادة الكابوس الذي يلاحقه
نظر في ساعته ليجد انه تأخر عن موعد الجلسة صرب جبهته مؤنبا لنفسه "ليه ليه كده انا كنت عايز ألحق الجلسة دي اول مرة تحصل"... سمع المنبه الخاص به يرن فأمسكه و رماه أرضا قائلا
"و اسكت انت كمان منك لله يا رامي منك لله يا ريم حتى انتي يا أمل منك لله... و انتي كمان يا مريم.."
تغيرت نبرة صوته فجأة و شعر و كأن غصة تعترض حلقه تمنعه من الكلام
جلس على الفراش بحزن و نظر إلى ملابس نومه التي هي أيضا بأكمام رغم ان الجو حار و اردف
"نفسي يا ريم تسامحيني مش عارف بجد اعمل ايه سواء دراعي اللي اتشوه و الظلم اللي ظلمتهولك و مراتي و ابني و مريم... مريم اللي حبيتها"
قام من الفراش و احضر ملابسه التي كانت قميصا و بنطالا كلاهما باللون الأسود
ارتدى ثيابه و لم يهتم بباقي مظهره حتى ان القميص غير مرتب و لم يكوِه حتى و هذه كانت أول مرة في حياته يخرج هكذا من منزله
قاد السيارة بسرعة إلى المصحة و وصل في غضون دقائق
صعد بسرعة حتى وصل إلى غرفة مريم وقف أمامها و استند بيده على الجدار و حاول أن ينظم انفاسه ثم تذكر انه لم يأخد المهدئ فاتجه إلى مكتبه لخذ المهدئ ثم اخذ نفسا عميقا و اردف
"شكلها عندها حق هبقى اشوف دكتور نفسي كويس اروح عنده و اشوف هيبقى رد فعله ايه بس مريم اولى دلوقتي"
اتجه عاصم إلى غرفتها دق الباب فاستمع إلى صوتها المجيب بالدخول لكن النبرة كانت هادئة محفوفة بالغضب
دلف عاصم و اردف "ازيك يا مريم"
نظرت إليه و الرغبة في ضربه تملؤها لكنها مجرد أن رأت مظهره اقتربت منه بسرعة قائلة
" إيه ده انت عامل كده و ايه الاسود ده و كمان هدومك مش مترتبة و شعرك منكوش"
اردفت بهذه الكلمات ثم اخذت ترتب أزرار قميصه
شعر برعشة سرت في أنحاء جسده ثم احساس كبير بالدفئ أبعد يدها التي كانت ترتب له ثيابه عنه بيد مرتعشة و اردف بنبرة لا تقل عن يده شيئا
"مريم ارجوكي ابعدي انا مش عارف ايه الاحساس ده بس انا مش هستحمل حركاتك البريئة دي كتير "
حاولت تغيير مجرى الكلام فتحدثت بمزاح
"بس شكلك كنت نايم و وشك باين عليه مغسلتهوش هو انت مصليتش ولا إيه"
شعر بالتوتر أكثر و لاحظت مريم توتره أغلقت الباب ثم نظرت إليه قائلة" واضح انه لأ "
عاصم" هو انتي بتصلي يا مريم "
خفضت راسها بحزن و اجابته" اه بتمنى ربنا يسامحني عشان الماضي بتاعي اسود كل ما بفتكره بزعل "
لمعت عيناه و تحدث" و هو ده بقى موضوع جلستنا النهاردة ايه اللي مأثر عليكي بالظبط من الماضي"
أمسكت راسها بيديها و اردفت بنبرة حادة لكن يبدوا عليها البكاء" كله...كل حاجة في الماضي بتاعي"
لاحظ تغير نبرتها فقال" تحبي اجيب المهدئ بتاعك "
يبدوا انه بالفعل تخلى عن دور الطبيب فمنذ متى و هو يخيرها في أمر كهذا
اجابته مريم بضعف" لأ عايزة اكون في وعيي "
اغمض عينيه بألم و اردف "طب احكي بس"
مريم "انا كنت شخصية وحشة جدا و السبب يرجع لأهلي قبل ما اتحبس علطول اتمسكت.. اتمسكت يعني مع شاب في شقة"
دمعة هربت من عينه لم يتخيل ان حبيبته كانت هكذا
لكنه صمت و اكملت هي "ده كان أسوأ حاجة مرت عليا ده غير اني أذيت أسر اخويا كتير اوي هو يمكن مش اخويا بس عمري ما شوفته غير كده بجد انا قولت عليه كلام لأهلي لبسته بلاوي كتير قبل كده ده مرة انضرب قلم خلى مناخيره تجيب دم بسببي"
بعد قليل انهارت و قصت عليه كل شيئ منذ ولادتها حتى يومنا هذا
بعد أن انتهت مسح على وجهه بقوة ثم أردف
" بصي يا مريم هو انا هشوف حل و هخرجك من السجن بواسطة حتى لو اضطريت اكلم أسر هكلمه... و علفكرة هو بيحبك اوي كأخت و كان زعلان عليكي هو مجرد اعتذار خفيف منك و كل حاجة هتبقى تمام اما امك و ابوكي دول حسابهم عند ربنا"
شعرت بالأمل بعد كلامه فتحدثت بمشاكسة رغم أنها تعرف الإجابة" طيب و انت يا دكتوري العزيز مش هتحكي بقى ايه اللي مخليك عامل كده "
كالعادة تحولت نبرته و تحدث بضيق" قولتلك ملكيش دعوة بيا انا و اللي مخليني كده"
قابلت حجيثه هذه المرة بهدوء و قالت" طيب بقولك ايه ما تروح كده تظبط هدومك دي و تكوي القميص و تسرح عش الفراخ اللي على دماغك ده "
عاصم" هو شكلي سيئ للدرجة دي "
مريم" فوق ما تتخيل يا دكتور"
عاصم "كده كده جلسة النهاردة انتهت هروح البيت كده اظبط لبسي و اكلم أسر و اجي تاني"
غادر عاصم المصمة متجها إلى منزله
أما أسر
فكان يعد حقائبهم و نظر إلى حياة قائلا" ها هتاخدي حاجة تانية معاكي ولا إيه"
حياة" لأ كده خلاص فاضل العقد بتاع البيت اللي انت هددت صاحبه و بس... انا مش عارفة ايه اللي طلعه في دماغك تروح دلوقتي "
أسر" معادش في حاجة نقعد نعملها ز بعدين دايما بنيجي هنا في الازمات بس فمش بحب اقعد هنا"
حياة "طيب يلا "
فتح أسر هاتفه و اتصل بهشام قائلا "ايوة يا هشام الطيارة وصلت "
هشام" وصلت من زمان يا باشا و مستنياك و بحذرك من سلوى عشان فضلت ساكتة و سلوان عشان زعقت"
أسر" طنط سلوى و طنط سلوان اتلم يا هشام "
هشام" هه خلاص خلاص يا عم متقلبش المهم ان نص البيت مش طايقك و النص التاني فرحان"
أسر "طيب عموما انا جاي اهو "
أغلق أسر المكالمة ثم انطلق هو و حياة إلى الطائرة الخاصة بهم
صعدت الحياة الطائرة و جلست على المقعد الذي أشار لها أسر عليه و اردفت بدهشة" ايه الحلاوة دي طالما عندك طيارة خاصة مروحناش فيها ليه"
أسر" مروحناش فيها عشان اظن يعني كنا متراقبين اما دلوقتي حتى لو متراقبين الكل مفكر ان احنا هنروح على اخر الاسبوع مش في نصه"
حياة "اه فهمت"
أسر "هاتي صغيرتي بقى و نامي انتي"
اعطه اياها ثم تركت العنان للنوم بينما جلس أسر يداعبها طوال الطريق
بعد عدة ساعات مرت على أسر بسعادة وصلوا اخيرا إلى أرض مصر الحبيبة
ايقظ أسر حياة و اردف" يلا يا حياتي عشان نروح على بيتنا و بكرة بقى نجمعهم و نستقبل اول بلاوي مع امي و خالتشي "
حياة" خالتشي. انت لغتك باظط يا أسر"
أسر "يلا يا حياة"
حياة "الله يا عم متزقش"
بعد مرور بضع دقائق وصلوا إلى منزلهم اخيرا
صعد أسر اولا و فتح الباب و مازال يحمل حياة
دخل المنزل و لمعت عيناه من كثرة السعادة اخذ يتحرك بهدوء حتى لا يوقظها في ارجاء المنزل فقد غلبه الشوق إلى ملازه الآمن
تحدثت حياة بسعادة" وحشني البيت اوي "
أسر" حاسس اني بقالي سنين مجيتش البيت"
حياة "انا عايزة انام بجد المشوار كان طويل اوي"
أسر "تعالي ننام سوا احنا التلاتة برضه"
غيروا ملابسهم و ناموا جميعا بينما ضم أسر حياة الكبرى و الصغرى و نام بطمأنينة
و الآن اكتملت اللوحة الفنية زوج يعشق زوجته و طفلته الصغيرة نائمون بسعادة في بيتهم الدافئ
استيقظ أسر في اليوم التالي كانت الساعة السابعة صباحا نظر إلى الهاتف لكن الرؤية كانت مشوشة قليلا ففتح الهاتف بضيق متوقعا انه اما أسد او هشام فاردف بانزعاح "ايه يا عم بترن دلوقتي هو مش انت عارف ان انا كنت مسافر و لسة جاي"
حمحم عاصم باحراج قائلا "بعتذر يا أسر انا مكنتش اعرف"
ضرب أسر مقدمة رأسه و اردف باسف "انا اللي اسف يا عاصم انا مبصتش على مين اللي رن فكرته أسد او هشام"
عاصم "عادي يا أسر مفيش مشكلة بس انا كنت صاحي من شوية و نازل اروح المستشفى عشان معاد الجلسة مع مريم قرب و كنت عايزك تيجي لو مفيش مشكلة يعني "
احتلت رجفة جسده لكنه اردف بثبات "لازم يا عاصم"
عاصم" لازم يا أسر و بصراحة كده لازم احكيلك على حاجة عشان تبقى على نور"
تنهد أسر بضيق و اردف" الجلسة الساعة كام يا عاصم "
عاصم" تسعة الصبح يا أسر و ارجوك تيجي هادي "
ألقى هاتفه على السرير بقوة متناسيا امر صغيرته التي استيقظت على أثر الوقعة و اخذت تبكي
تناولها بسرعة بين زراعيه و اردف" بس بس يا صغيرتي اهدي عشان ماما متصحاش "
اجابته حياة التي كانت قد استيقظت بالفعل
" بس انا فعلا صحيت هات حياة و ادخل انت خد دش و اجهز "
أسر "واضح انك صحيتي من زمان"
حياة "اه شوية و فهمت معظم الكلام فيلا عشان متتاخرش"
أسر "طيب ماشي يا حياتي مش عايزة حاجة اجيبهالك"
حياة" عايزاك تهدى و تتفهم الموضوع"
أسر "حاضر يا حياتي"
اخذ حمامه البارد ثم ارتدى ثيابه و خرج متجها إلى المصحة
بعد قليل وصل أسر إلى المصحة و بعد أسئلة كثيرة بينه و بين الموظفين
وصل اخيرا إلى الغرفة و استمع إلى حديثهما
✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب