
رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل التاسع9بقلم جني محمد السمنودي
الفصل التاسع ✧عدنا أخوة✧
لم يكن يقصد ابدا أن يستمع إلى حديثها هذا ليس من عادته لكن نبرتها الضعيفة التي بدا عليها انها صادرة من شخص تملك منه اليأس جعلته يتصلب في مكانه و إذ بها تقول " انا مش عايزة اقابله هو اكيد زعلان مني انا أذيته"
تمنى لو يدخل في هذه اللحظة و يحتضنها و يخبرها انه مهما حدث سيظل أخيها و درعها الحامي لكن سرعان ما جال في ذهنه صور حياة المتكررة التي كانت دائما ما تقول له "مريم اختك ها اختك مش حاجة تانية"
و هنا تذكر انها ليست اخته ولا يجب أن يتلامسا ابتسم في نفسه قائلا "حاضر يا حياة خلاص"
قاطع حديثه هذا صوت عاصم الهادئ الذي حدثها بحنان أب يخاف على ابنته "بصي يا مريومة لازم عشان تصالحوا بقى و بعدين ليكي مين هنا ياخد باله منك "
اجابته مريم بعين تغطيها الدموع " أنت يا عاصم انت موجود انا بحبك انت ليه مش مصدق"
ثم تحولت نبرتها إلى الأسف و خفضت رأسها و اكملت
"اه صح ازاي أنت تحب واحدة زيي على العموم انا مش عايزة اقابل أسر مش هقدر اواجهه "
خضع أسر إلى قلبه الطيب و دق الباب بخفوت بعدما كانت النيران تحرقه من الغضب
فتح عاصم الباب و نظر إلى أسر بترحيب قائلا
" نورت يا أسر والله وحشتني يا راجل مع إن علاقتنا سطحية"
علق أسر بغموض و رفعة حاجب على كلامه" واضح انها مش هتبقى سطحية قريب "
رمق أسر تلك القابعة بالداخل و التي لم ترفع رأسها ابدا كانت تفرك يديها بخوف من المواجهة
همس أسر "شوفها كده هديها و كمان انا عايزك في كام حاجة كده عشان انا ملاحظ ان في حاجة ممكن تحصل"
عاصم "طيب مكتبي هناك اهو روح و انا جاي وراك "
أشار له عاصم على المكتب الذي كان يلي غرفة مريم بغرفة واحدة ابتسم أسر و حك ذقنه قائلا "لأ هو واضح فعلا انها مش مقصودة"
ثم غادر دون أن يفهم عاصم كلامه
دخل عاصم الغرفة و نظر إلى مريم و تحدث بحنان
" ايه رايك تهدي لو لقيت منه رفض مش هجيبه نص ساعة و هجيلك"
امسك بكفه بسرعة قبل أن يغادر و اردفت و الدموع على مشارف السقوط "انا بحبك يا عاصم متمشيش"
سحب يده بسرعة قائلا" قولتلك قبل كده مشاعرك مش حقيقة و حتى لو حقيقة انا منفعلكيش"
غادر الغرفة و اتجه إلى مكتبه ليجد أسر جالسا على كرسيه الرئيسي و يضع سترة حلته على ظهر الكرسي ممسكا بهاتفه و يتفحص شيئا ما
حمحم عاصم ليلفت انتباه أسر فتحدث الأخر دون أن يرفع عينه من هاتفه "عارف انك دخلت بس فاضل حتة صغنطوطة من السيرة اقرأها و بعدها اركز معاك"
عاصم "طيب لو سمحت ده الكرسي بتاعي"
أسر "أظن ان انا اللي هستجوب هنا مش انت فالكرسي ده موقعه استراتيجي جدا بالنسبالي"
شعر بالتوتر لكنه جلس امام أسر بينما أغلق هاتفه و تحدث بغموض
"عاصم المهدي صح مش ده اسمك برضه "
ابتلع ريقه بخوف و اجابه" ايوة أنا "
أسر "و أمل المهدي بنت عمك و مراتك اللي توفت.. و ريم المريضة اللي انتحرت... و رامي اللي خلاك تقول انها مريضة... "
قال هذه الكلمات و هو يحرك قلما بشكل عشوائي أخرجه من جيبه في مذكرة صغيرة يحتفظ بها دائما ثم غير نبرته إلى الحدة و أكمل
"اقنعني اني ممكن اثق فيك و اديك مريم بعد البلاوي دي.. حضرتك اتسببت في موت ٣ ارواح "
اغمض عاصم عينه بألم قائلا" واضح انها كانت السيرة بتاعتي و واضح فعلا ان العلاقة مش هتبقى سطحية.. عموما انت عارف الماضي كله بس أنا اتغيرت.. و علفكرة انا حبيت مريم بس هي... هي مش هتحبني يستحيل اصلا تحب واحد زيي ده مجرد تعلق عشان محدش عاملها كويس قبل كده "
وضع القلم بهدوء على الورقة قائلا
" مش هنكر ان أي إنسان ضعيف قدام نفسه و انت كان معاك مبررات بس انا بخاف على أي حد يقربلي و عموما مريم لما تخف هنقلها تقعد جنبنا ساعتها هتشوف الحنان الحقيقي و بعدها بس هنعرف نحكم هي بتحبك ولا لأ "
تناسى عاصم كل ما حدث و اردف بسعادة "يعني ايه يعني انت مسامحها "
أسر" انا عمري ما كرهت حد قد امجد و سعد الباقيين عادي بالنسبالي بس مريم كنت دايما شايفها ملاك و مينفعش اللي هي بتعمله النقطة هنا انت هل ممكن تعايرها في يوم "
عاصم" لأ طبعا انا حبيتها فعلا "
أسر "طيب لو كنت عايزني عشان اسامحها هروح دلوقتي و اعرفها ان اللي بينا أخوة و مستحيل نزعل من بعض "
وضع عاصم يده خلف رقبته بحركة لا ارادية اظهرت توتره و اجابه" لأ هو انا عايزك تخرجها من السجن "
أسر" سهلة انا هتصرف دي ممكن تعيد نظر في القضية و نقول اي حاجة مثلا كانت مجبورة او مخطوفة كده يعني انا هروح زنزانة الواد اللي كانت بتكلمه و اقوله يقول انه كان خاطفها و بيبتزها و بس كده"
تحدث عاصم بسعادة "بجد مش عارف اقولك ايه شكرا من قلبي بجد "
أسر" قوم معايا يا عاصم نروح للبت و بقولك ايه دي اختي انت بتشكرني ليه عموما تتقدم و تخطبها زي الناس و دكتور غيرك يتولى علاجها عشان نبقى واضحين "
عاصم" لأ انا المسؤول عليها "
أسر" و انا قولت كلامي"
عاصم "بس انا مش هآمن حد عليها "
أسر" انا هآمن أخرس بقى "
وصلوا إلى غرفة مريم دق أسر الباب دقتين ثم دخل بابتسامة راقية و نظر إلى مريم بإشتياق و حب اخوي قائلا" إيه مفيش سلام ده انا حتى اخوكي و علفكرة مش زعلان"
لمعت الدموع في عينيها فقامت بسرعة و احتضنته بكامل قواها كان يرغب ان يبقى قليلا هكذا مازلت اخته لكنه لم يرها منذ سنوات و هي الآن تغيرت
ابتعد عنها قائلا "انتي بتصلي صح؟ يبقى حرام كده انا عاصم قاللي انك اتغيرتي فمينفعش تحضنيني "
اجابته باكية" أنا اسفة بس متوقعتش انك هتنسى كل اللي عملته فيك"
أسر "احنا اخوات انتي الأخت الوحيدة اللي مش اختي"
قطبت جبينها بتعجب قائلة "ازاي"
أسر "احنا مش اخوات بس بالنسبالي اكتر من اخوات و استعدي عشان كام يوم و براءتك هتطلع و الغلس اللي اسمه عاصم ده مش هيدخل تاني سيبك منه "
مريم" بس انا بحبه يا أسر ارجوك متبعدهوش عني"
تنهد بضيق قائلا" بت يا مريم تعرفي ماضيه تعرفي ايه اللي في دراعه ده لأ متعرفيش فسيبك منه بقى تمام و بعدين لما تخفي هتيجي تقعدي في بيت جنبنا و تحددي و بعدها هعرفك ماضيه ساعتها غير كده انسي انك تشوفيه "
زمت فمها كالأطفال و اردفت" يوه يعني مش هشوفه خالص خالص"
ضحك على كلامها و قرر أن يغير مجرى الحديث بطريقة فكاهية" بس اسكتي مش اخوكي بقى أب "
لمعت عينيها و ظهر الحماس على وجهها قائلة" سميته ايه قول قول هو ولا هي ولا هما "
أسر" ايه انتي دخلتي في مود العربي ليه هي عموما بنت و سميتها حياة "
مريم" عايزة اشوفها "
أسر "هبقى اجيلك بيها مرة تانية"
أنهوا هديثهم بعد قليل و لأول مرة يخرج أسر من مكان يوجد فيه احد عائلة الشهاوي و على وجهه ابتسامة
ذهب إلى مكتب عاصم و اردف" في دكتورة شاطرة جدا من الجزائر اسمها حنين عندها عيادة صغيرة كده هعرفها و اخليها تيجي تشتغل هنا و هتبقى هي المسؤولة عن حالة مريم "
هز عاصم رأسه حتى لا يرفض أسر خطبته من مريم
بينما اكمل أسر
"روح اطلب ايدها و هي هتوافق تيجي بيتي بكرة و تطلب ايدها مني فاهم و حركة واحدة متعجبنيش هخرجك من حياتها "
عاصم" خلاص خلاص يا أسر حاضر "
غادر أسر بينما ذهب إلى غرفة مريم جلس على ركبته في صورة رومانسية و اخرج من جيبه علبة نظر إليها قليلا ثم نظر إلى مريم و اردف" كنت جايبه عشان اتقدملك لما تخفي بس اصلا فاضل حاجة بسيطة في علاجك على العموم يعني تقبلي تتجوزيني "
اخذت نفسا عميقا و تنهدت براحة و كأن حملا كبيرا قد أُزيل من على عاتقها و اردفت بهدوء "موافقة"
عاصم "انتي كتير عليا بس هحاول اسعدك.. و كده الجزء الأول تمام فاضل اروح اتقدم لأسر بكرة في البيت "
مريم" هو وافق؟ "
عاصم" بجد انتي هتجنبني انتي مش عايزاه يوافق ليه ده هو أول ما عرف انك بتحبيني وافق ده بيتعامل معايا على أساس انه ابوكي"
قرر عاصم قضاء اليوم بأكمله معها خوفا من أن يُحرم من رؤيتها
في جهة أخرى اتصل أسر بآدم قائلا" ابقى كلم حنين اللي بقالك فترة عمال تلعب عليها و تقابلها و عرفها انها لازم انت و هي تيجوا هنا النهاردة "
اتسعت عيناه بدهشة و اردف" انت عرفت ازاي "
أسر" ده انا ابليس يا عسل... و اه صح انا حطيت باسورد لتليفوني وريني هتاخد منه الأرقام ازاي بعد كده"
آدم "كيف عرفت كل هذا "
أسر" اعدل لسانك يا آدم عموما يعني انا عارف انك اخدت رقمها من تليفوني و بدأت تلاعبها برقمك التاني و عشان هي مش هنا و متعرفش حد اكيد هتلجأ ليك انت و عشان كده اتلم و بطل لعب العيال ده و هاتها و تعالوا على الساعة خمسة كده "
أغلق أسر المكالمة ثم هاتف هشام قائلا
"ايوة يا هشام عارف اني طحنتك معايا بس حاول انت و ملك كده تجمعوا البيت كله على الساعة خمسة كده في البيت الكبير عشان امي عملتلي بلوك و مش هكذب عليك انا خايف ارن على ابويا اصلا و خايف من امك حنان كمان و "
قاطعه هشام الذي اردف بضحك" ايه ده انت خايف من العيلة كلها يا أسر"
أسر "احم المشكلة اني مش حمل خناق و زعيق انا عندي بنوتة عسولة عايز احافظ عليها "
هشام" حاضر يا أسر الساعة خمسة هيكونوا متجمعين"
أسر" شكرا يا صاحبي "
أغلق أسر المكالمة ثم عاد إلى المنزل استقبلته حياة بسرعة و هي تحمل حياة الصغيرة أخذها منها و اردف
" تعبتك"
حياة" لأ كانت هادية المهم عملت ايه مع مريم"
اجابها أسر بابتسامة دافئة" رجعنا اخوات تاني "
حياة" حلو اوي شيل بنتك بقى عشان الوقت بيجري و انا عايزة احضر الاكل ده غير اليوم الطويل اللي مش هيعدي النهاردة مع العيلة"
مرت الساعات و الدقائق عليهم كأنها ثوان و دقت الساعة الخامسة
يقف امام المرآة يربط ربطة عنقه بسرعة حتى لا يتأخر هو اتفق معهم على الخامسة لكن من الواضح انه سيصل على الخامسة و النصف
استمع إلى حياة التي اردفت بانزعاج "لسة بدري ولا ايه امي عمالة ترن عليا و انا مش عايزة ارد خايفة اتهزق"
ابتسم رغم كم التوتر الذي يشعر به و اجابها
"طيب اهدي بس و متخافيش محدش يقدر يكلمك"
حياة "دي امي يا بابا"
أسر "طيب يلا عشان مش هنلحق"
بعد قليل يقود السيارة بسرعة جنونية و كأنه في حرب إما الفوز او الموت
وصلوا امام المنزل كان أسد يقف في الخارج امام الباب المغلق و مجرد ان رأى سيارة أسر تقف اتجه ناحيته و تناول حياة منه و اردف
" الباب مقفول من برا و انا سحبت مفاتيحهم كلهم بمعنى تاني حبستهم جوا عشان محدش يطلع"
ضمه أسر بحب قائلا "شكرا يا أسد على كل حاجة بتعملها"
أسد "احنا اخوات يا أسر و يلا عشان في حرايق هتقوم جوا"
دخل أسر اولا بينما ظل أسد حاملا الطفلة بالخارج خوفا عليها من الصراعات التي ستحدث على من يحملها
وجد أسر هشام واقفا في المنتصف ممسكا سلاحه و يوجد علامات رصاصة على الأرض و الجميع يجلسون في خوف
تحدث بهدوء" ايه يا هشام الوقفة دي كده مينفعش "
هشام" انا غلطان اني بعمل ليك حاجة اصلا يا جدع عموما يعني هما اهلك اهم اتصرف انت معاهم و اه صح انا طلقت رصاصة من مسدسي عشان اخوفهم و يسيبوني في حالي و عشان كده بطلب منك رصاصة لأن انا بتحاسب على الرصاص و ممكن اروح في داهية"
ضحك على كلامه ثم ربت على كتفه قائلا
"يا عم خد الخزنة كلها مش غالية عليك عموما اقعد بقى "
كان الجميع يشاهدون في صمت و مجرد أن رأوا هشام يضع سلاحه في جيبه قاموا جميعا الترحيب بهم بينما ظلت سلوى جالسة
كان لسرعهم ماهر و سلوان ضم كل أب ابنه بإشتياق و تحدث ماهر و هو يحرك يديه على شعر أسر
"وحشتني يا حبيبي طمني عليك انت عامل إيه "
أسر" بخير يا بابا والله و انت كمان وحشتني اوي"
ثم اكمل هامسا
"هي ماما هتفضل كده كتير ولا ايه"
ماهر "اسكت انت متعرفش انا اتعمل فيا ايه"
أسر "اسف يا حاج والله مكنتش اقصد"
كان هذا الحديث يدور بينما كانت حياة بين ذراعي والدتها لا تنطق بكلمة هي فقط تضمها بقوة
رحبوا جميعا بأسر و بعد مدة جلسوا بعد أن تطمأنوا عليه
اقترب أسر من سلوى التي لم تنظر اليه نظرة عابرة حتى و جلس على ركبتيه أمامها حتى يكون في مستوى نظرها و تحدث بأسف ممزوج بالشوق
"ماما إيه مش هتسلمي عليا"
رمقته بنظرة سريعة لكنها تفحصت كل شيئ به ملامحه التي يبدوا عليها الإرهاق الهالات السوداء أسفل عينيه الناتجة عن عدم نومه ربطة عنقه التي تعتبر غير مربوطة ثم ابعدت وجهها عنه مرة أخرى
اغمض عينه بقلة حيلة ثم امسك بيدها و قبلها قائلا
"مكنتش عايز اخوفك عليا والله كلهم ميعرفوش انتي ليه مش عايزة تبصيلي"
نظرت إليه برفعة حاجب (الآن عرفنا من آين اكتسب تلك العادة) و تحدثت بضيق
"حتى چنى"
شعر انه طالب في الاختبار و أتى أمامه السؤال الوحيد الذي كان يخافه لكن انقذته چنى و اردفت بدهاء
"إيه يا ماما هو انا كنت عارفة بس زيكوا كده بعد فترة من سفره و بعدين يعني انتي مالك و مالي مش انا قردة زي ما بتقولوا ملكيش علاقة بقردة بقى مهو كده كده مكنتش هعرف اقولك"
رمقتها بنظرة مخيفة لكن سرعان ما ارتسم على شفاهها شبح ابتسامة صغير تمكنت هي من إخفائه ببراعة
خطرت فكرة على بال أسر فتحدث مسرعا
" اقولك على حاجة انا هعرف اصالحك "
ثم نظر إلى الباقيين و اردف بتحذير
" مفيش ظابط بيمشي من غير سلاحه اللي هيقرب هضربه بالمسدس "
ثم ذهب إلى الخارج وجد أسد جالسا على الكرسي الهزاز يداعب حياة فأخذها منه بحنان قائلا
"تعرف البيت كله متصالح مع الموضوع إلا امك دماغها ناشفة "
أسد" مش بتفكرك بدماغ حد"
أسر "اسكت يا عسل و يلا"
دخل أسر المنزل و خلفه أسد
وَجَدَا أسر الصغير يجري بسرعة إلى أسر و يمسك برجل بنطاله قائلا
"عايز اسوفها يا عمو اسمها ايه"
أسر "حاضر يا حبيب عمو بس بعد ما تيتا تشوفها "
أقترب أسر من سلوى و وضع حياة على قدمها قائلا
" دي بقى صغيرتي اللي عملنا كل حاجة عشانها حياة الصغيرة"
نظرت سلوى في أعينها فإذ بحياة تبتسم لها دمعت عيناها بسعادة و ضمتها بحب قائلة" خلاص مش زعلانة بس متستناش ناخدها"
أسر" نعم يعني اقولك حياة و صغيرتي تقوليلي مش هاخدها ده انا اقتل قتيل هنا هاتي يا ست الكل و يوم الجمعة ابقي اقعدي معاها براحتك "
اخذ منها حياة ثم قربها منه و كأنها يحميها فقاطع نظراته الحادة لهم أسر الذي كان يجذبه من بنطاله
تحدث الاخر برفعة حاجب" البنطلون هيقع يا حبيبي شيل ايدك "
ضحك الجميع على كلامه بينما اردف أسر براءة
" ممتن اسيلها "
أسر" مش هتقدر تشيلها بس استنى
جلس أسر على الأرض ليكون في مستواه و اردف
" اهي بس منامت "
قبلها الصغير بحب قائلا" دي عسل اوي "
أسر" طيب كفاية كده "
قام مرة أخرى و اقترب من سلوان قائلا
"عارف دماغكم بتروح لفين انا مش هفضل حد فيكي انتي و ماما اتفضلي البنت اهي شوفيها"
ابتسمت بسعادة و كأنها ملكت الدنيا و جمالها و هي تتذكر اسم الفتاة حياة..؟ قد سماها على اسم ابنتها من حبه لها شعرت بفرحة لم تشعر بها من قبل لكنها اعتطه اياها قائلة بهمس
"طيب وريها لماهر و سليم كمان عشان سليم عايز يشيلها "
هز رأسه بتفهم ثم أقترب من ماهر و سليم اللذين كانا جالسين على اريكة سويا و جلس في المنتصف و تحدث
"المكان هنا حلو ابويا و جوز خالتي اللي يبقى حمايا ازيكم عاملين ايه المهم يعني البنت اهي شوفوها بقى عشان اشوف مين تاني "
حملها سليم اولا بمشاعر جياشة ثم أخذها ماهر الذي ظل ينظر إلى أسر قليلا و الطفلة قليلا ثم ينظر إلى حياة و اردف "بحاول اعرف هي شبه مين فيكم بس مش عارف "
أسر" كوكتيل يا حاج "
اقترب أسر من جواد الذي كان مختلفا اغمض أسر عينيه عدة مرات و تحدث بدهشة
" واد يا جواد فين الملامح"
ثم جال في ذهنه كلمات چنى
"هغيره... لما ترجع هتلاقيه واحد تاني... و.. و.. و"
ابتسم بخفة و قال
"واضح انها غيرتك تصدق انا مخدتش بالي انك غيرت نظام لبسك و كمان النضارة دي احلى و التسريحة كمان حاسك قلبت علينا انا و أسد شوية"
چنى "اه ما انا حولته و بعدين هات البنت دي"
اخذتها چنى من بين يديه لكن لم تأخذ مدتها فكانت يد جواد التي اخذتها من چنى أسر عبس وجهها و اردفت
" هات البت "
جواد" لأ "
أخذها أسر منهما و تحدث بانزعاج" والله المسدس في جيبي ولا انت ولا هي "
و اخيرا هشام و ملك و حنان
" ناولها اسر لهشام الذي كان جالسا بين ملك و حنان تأملوها قليلا ثم أعطى هشام اياها أسر
و اردف" بقى الشحططة دي كلها و في الاخر البت صغيرة خالص كده "
أسر "بس يا عسل بس يا بابا اومال انت عايزها تكون ايه فيل"
تذكر منة فأعطاها اياها و اردف" شيليها انتي شوية بقى اهو بنتقم من أسد"
بعد قليل وجد آدم و معه حنين يدخلان فنظر في ساعته و قال بمزاح" ايه يا جماعة التأخير ده الساعة ستة و نص "
حنين" هو من تأخر "
ضرب أسر جبهته بقوة حتى انهم جميعا سمعوا صوت الضربة و اردف بأسى
"ليه يا رب اتنين ليه... حنين اتكلمي حلو بلاش الفصحى دي "
آدم " خلاص خلاص يا عم"
أسر "عموما يعني آدم قالي على الرقم اللي بيضايقك و انا قفلته خلاص.. سامع يا آدم قفلته..."
آدم "هه اه شكرا يا أسر"
أسر "روحوا اقعدوا"
جلسوا جميعا ثم نظر أسر إليهم نظرة يخافونها لأنهم يعرفون ما يليها و اردف
" طبعا كلكم عارفين حكاية مريم و عيلة الشهاوي كلهم ماتوا ما عدا مريم و علفكرة بقى انا سامحتها و عايزك يا آدم انت و هشام بكرة في طلعة عشان نخرجها من السجن كفاية على البنت كده هي تابت خلاص"
لوت چنى فمها و تحدثت بضيق "نعم ايه ده انت بتقول ايه يا بابا"
أسر "دي حياتي انا و عموما يعني كنت عايزك يا حنين تروحي في مصحة انا مش فاكر اسمها ايه عموما هي بتاعة دكتور عاصم لو تعرفيه مريم هناك عايزك تتابعي معاها لحد ما تخف عموما هو متوفر ليكي شغل هناك أفضل من العيادة بتاعتك"
هزت حنين راسها بالموافقة و بالطبع لم يستطع لا ادم او هشام ان يعترضا على كلامه
انتهى اليوم و عاد كل شخص إلى منزله
.......
الثالثة فجرا
استيقظت مريم على صوت دقات خفيفة على الباب قامت في خوف و فتحت الباب لتجد عاصم أمامها كادت تقفز من مكانها بفعل الدهشة و تحدثت بهمس
"بتعمل ايه هنا دلوقتي"
تلفت عاصم حوله ليتأكد من عدم وجود احد ثم فتح الباب و و امسك يدها و دخل الغرفة و جلس على الأرض بهدوء قائلا "أسر منعني اشوفك و بصراحة كده اكتشفت اني فعلا متعلق بيكي فجيت نقعد سوا شوية عشان مش هستحمل"
✧ليس كل منتقم على حق و ليست كل ضحية لها ذنب✧