رواية الفراشه
الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28
بقلم روتيلا
........مي........
من بداية وصولنا وهو مشغول مع سكرتيرة تركنا في البيت وخرج لمكتبة
ياسين على الهاتف : حبيبتي غصب عني هاتأخر شوية كمان
مي بدموع : عادي ياسين ....بس...أرجوك حاول ترجع بدري أنا ...
ياسين باهتمام : خير؟؟
مي ببكاء : خايفة ...خايفة أوي ....مش عارفة كل ما أسمع صوت أجري أتأكد إن الباب مقفول ..ولا الشباك
: حبيبتي إنتِ في الدور ال15
تضحك مي ودموعها تنزل : مش عارفة بقى..هو ده اللي جه معايا
: خلاص سيبيني أشتغل وأوعدك إني أجي بدري ...وإنتِ حاولي تروحي تنامي ..
مي بتردد : طيب أنا هاحط الموبايل جنبي ..وهادخل أنام بس هاقفل باب الأوضة بالمفتاح علشان أحس براحة ..وأنت لما تيجي أتصل بيا وأنا أصحى أفتحلك ..أوكي
يضحك ياسين : أوكي يا خوافة ..أعملي اللي يريحك ...مع السلامة
مي بهدوء وهي تمسح عينها : الله يسلمك ...
تغلق الهاتف وبتنهيدة وهي تنظر حولها بمشاعر خوف من المكان أو خواء من غياب الحبيب المشغول
: الحمد لله
......عزومة ريهام و محمود......
بعد عزومة عشاء رائعة تفننت فيها ريهام كسيدة بيت من الطراز الأول وضيافة كريمة من محمود
محمود يمسك يد ريهام بقوة ويقف أمام جمع يضم والدتة وأم عمر وعمر
ينظر لريهام ثم لضيوفة : أنا وريهام أنهاردة قررنا نعرفكم حقيقة ..تخصنا في المقام الأول وأنتوا اللي صممتوا تعرفوا سبب تأجيلنا للأطفال ..لكن بعتذر منكم لأني قررت أحذركم من التدخل في قرارنا ....احنا مش بالطريقة دي بنقلل من أحترامنا ليكم ولكن بنطالبكم احترام رغبتنا بأنكم تحتفظوا بأي رأي مخالف لنا
عمر : محمود اسمحلي إذا كنت مش عايز رأينا جمعتنا ليه ؟
ريهام : لأنكم اللي عايزين تعرفوا السبب ..مش إحنا فلو كنتم مش عايزين خلاص بلاش نقول
يسود الصمت المكان فترة يتبادل فيها الضيوف النظرات لتتكلم أم محمود : أنا عايزة أعرف السبب ..توافقها أم عمر ...ويصمت عمر
محمود : عمر !!
عمر: لوكان السبب يخص أختي الوحيدة ويخص صديقي فأنا ملزم أقول رأي ..
ينظر محمود لريهام فتشير له بنعم : اسمعونا ...
بعد جوازنا قعدنا فعلا سنة باختيارنا عدم الإنجاب علشان ريهام كانت في الإمتياز ..وأنا مشغول في تجهيز المركز الطبي ..بداية قرارنا كانت لما قررنا بمناسبة إفتتاح المركز إجراء لإختبارات خاصة بالمقبلين على الزواج ...الوراثية منها على الخصوص
يصمت محمود لتكمل ريهام : كنا مبسوطين بالإفتتاح كنا بنضحك على نفسنا احنا مفيش بينا قرابة من قريب أو بعيد وبنجري الأختبارات دي وكنا متأكدين من نتائجها وإن احنا متطابقين تماما لبعض ..لكن للأسف
النتيجة كانت صادمة لينا ...مفاجأة ..أعدنا الأختبار كذا مرة والنتيجة واحدة ...نتيجة مبتحصلش إلا نادرا بس حصلت معانا
لم تستطع ريهام أن تكمل عندما خنقتها العبرة
ليضمها محمود له ويكمل عنها : أكتشفنا مرض وراثي عندي وعندها وبالتالي في أحتمال لظهور المرض على الأقل في طفل من أطفالنا
فقررنا عدم الانجاب ...
أم محمود : مش فاهمة ..وباستنكار ...علشان احتمال أنجاب طفل عنده مرض منكم ..أنتوا كويسين أدامنا أهو إزاي ابنكم يبقى مريض
محمود يشرح : أنا حامل للمرض بس ميظهرش عندي ونفس الشئ ريهام ولكن الطفل هايخدة منها ومني فاهيظهر علية المرض
عمر : لكن في أحتمال وجود أطفال سليمة موجود
ريهام : أيوة ..بس احتمال الطفل المريض كمان موجود
عمر يهز رأسة بعدم أقتناع : أسمحولي ..انا مش مقتنع
أم عمر : وأنا كمان دي حاجة في علم الغيب
أم محمود : وأنا كمان : وبعدين هو أية المرض ؟؟
محمود : أنيميا البحر المتوسط ..ومن النوع اللي يحتاج نقلل دم شهري من أول الولادة ..مع أدوية ومراقبة دايمة يوميا
عمر : ولو محصلش المتابعة دي
ريهام : تشوهات ..تأخر نمو عقلي وجسدي ..وكتير غيرها ..وأظن الأعراض دي كفاية تخلينا نتردد
أم عمر : لا حول ولا قوة إلا بالله
محمود : أنتوا دلوقتي عرفتوا كل حاجة وعرفتوا سبب قرارنا ..
أم محمود بتحدي لرأيهم : أنت وهي لازم تنفصلوا ..أنت إبني الوحيد ..وإنتِ كمان مش هايجي اليوم اللي تتمني فيه حد يقولك يا ماما
محمود : ماما أرجوكي ..أحترمي قرارنا
تقف أم محمود وبهستريا تقريبا : لأ..القرار ده يخصني أنا كمان أنت أبني الوحيد ومن حقي أشوف ولادك وأفرح بيهم
عمر : أهدي يا طنط ..أصبري أنا متهيألي في حل
ينظر له الجميع في انتظار لكلامة.
عمر : أنتوا دكاترة وأظن أنكم ممكن تعرفوا ده ..أنا سمعت أن برة بيعملوا فحص للكروموسومات بيغيروا أو يختاروا الصفات اللي عايزينها و بيتحكموا في صفاتهم الوراثية
محمود : مستحيل ..مستحيل ....إحنا طبياً مش محتاجين نعمل العمليه دي وكنا ممكن جدا عمرنا ما نعرف لأننا كنّا ممكن نجيب أطفال أصحاء
ريهام بتأيد : أيوه طبعا حرام
عمر :لكن الشيوخ قالوا إنها مش حرام
محمود ينظر لريهام وبتردد :أنا عارف ولكن ..أنا وريهام مش مستعدين ..نفسيا على الأقل
أم عمر بصبر : يعني مش حرام اللي أنتوا بتعملوه
ينظر الجميع لها.
ريهام : تقصدي إيه يا ماما إنتِ بردة هاتقولي نتطلق
تقف أم عمر وبقوة : لأ يا بنتي ..لكن أنتوا ما دمتوا قررتم الأستمرار مع بعض فلازم عليكم أنكم تخوضوا التجربة للأخر زي ما بتحبوا بعض لازم تحبوا ان يكون ليكم ذرية ..لازم تثبتوا سواء جاكم طفل سليم أو مريض انكم فعلا بتحبوا بعض وتحبوه كمان وتتحملوا مع بعض رعايته
إلا إذا كنتم بتمثلوا على نفسكم قبل ما تمثلوا علينا الحب
........جناح صقر........
يدخل صقر الجناح ليجد روتيلا كالعادة مشغولة بالحاسوب
: السلام عليكم
روتيلا بابتسامة : وعليكم السلام ورحمة الله
: نفسي أعرف كل ما أدخل ألاقيكي أعده على الجهاز ده
تضحك روتيلا وهي تبعد اللاب : غيران منه كمان
يجلس صقر ويقربها منه ويقبلها وبهدوء : يمكن أكون غيران ..هاتعملي أية ؟؟
روتيلا تبتسم لعينة :ولا حاجة ..مفيش حاجة تخليك تغير ..كلها تصميمات جرافيك
يضيق صقر بعينة : جرافيك !!
روتيلا تعد على أصابعها بفرح وهي تحرك رأسها يمين ويسار : أيوة ..هوايتي الأولى ..وتخصصي إن شاء الله في الكلية ..وشغلي بعد كدة
صقر الذي كان يبتسم بحب لحركة يدها ورأسها ...توقف فجأة عند كلمة شغلي
وجه صقر المتجهم ..أنعكس على وجه روتيلا وساد الصمت فترة فيما بينهم ...
يقطع الصمت وقوف صقر مشرف على روتيلا التي ظلت مكانها واضعا يده في جيبة : قولي تاني
روتيلا بخوف : أأقول ..أأيه
يمسح صقر على وجهه عدة مرات متتالية بعصبية وبحدة : إنتِ عارفة ...قولي
روتيلا بغصة وهمس : أرجوك
صقر بحدة أكثر : سامعاني ؟
روتيلا بصوت هامس : أيوة
صقر : منتظر اجابة
روتيلا تبلع ريقها : شغلي
صقر : إنتِ أظن وصلك جوابي دلوقتي على الكلمة دي
روتيلا : أيوة
ولكنها تقف أمامة بتحدي : لكن أنا مصممة
يبتسم صقر بسخرية : عيدي
: أنت مش هاتمنعني إني أشتغل الحاجة اللي بحبها
صقر : صدقيني جربي أنك تقوليها تاني يا روتيلا
روتيلا ترفع رأسها بتحدي أكبر : أنت مش هاتمنعني إني أشتغل الحاجه اللي بحبها
يسود صمت ولا يقطعة سوى نظرات تحدي من فراشة رقيقة وعيون الصقر الحادة
يقرب صقر أكثر من روتيلا وينزل رأسة ببطئ شديد حتى تلامست أنفاسه الحارة أذنها وبهمس : كان ممكن دلوقتي تشوفي قسوة عمرك ما شوفتيها في حياتك لكن يمنعني بس ..بس ..حبي ليكي ...متختبريش صبري مرة تانية ....يصمت قليلا وهو يسمع صوت أنفاسها العالي ....فهماني روتيلا ....
تهز روتيلا رأسها بنعم وهي تكاد تسمع صوت دقات قلبها : أيوة ..أيوة
ولكنها تبتعد قليلا وتنظر لعينه وبصوت رقيق : لكن أوعدك انك أنت اللي هاتطلب مني إني أشتغل
ثم تترك له المكان تحت أنظار الصقر الساخرة من تحديها ووعدها
صقر ضاحكا من جرأة فراشتة الصغيرة : سبحان الله
الفصل الثامن والعشرون
........على مائدة إفطار الصقر ........
بعد ليلة إنتهت بتسلية الصقر بتحدي روتيلا له يبدأ صقر يومه
: مروان لسه نايم
أم صقر : أنت عارف يا حبيبي يسهر طول الليل وينام طول النهار
صقر : صدقيني كل ده هايتغير بمزاجة ....وينظر لروتيلا ...أو غصب عنه إنتِ عارفه يا ماما إن مفيش حد يقدر يتحداني
تنظر أم صقر لروتيلا الهادية جدا ولصقر
صقر بحدة : روتيلا
: أيوة
: أنا ملاحظ إنك مبتروحيش للمرسم خالص
روتيلا ترتشف العصير بهدوء ثم تضعه أمامها وبإصرار : مش دايما بحتاجه أنت عارف إني بهتم بالجرافيك أكتر
صقر بصوت عالي : أم عبير
تحضر مديرة المنزل بسرعة : أفندم صقر بيه
صقر وهو ينظر لروتيلا مبتسما : مرسم الهانم ...يتقفل ويجيلي المفتاح ..مفهوم
أم عبير ظلت واقفة مكانها مترددة
ينظر صقر لأم عبير وبحدة : منتظرة إية ..نفذي حالا
: حاضر ..أوامرك
تكمل روتيلا طعامها بهدوء تحت أنظار أم صقر وسارة الحزينة
وبعد فترة تأتي مديرة المنزل بالمفتاح وتسلمه لصقر
صقر وهو يأخذ المفتاح : لو عرفت إنه إتفتح بغير المفتاح ده ..متقعديش في البيت دقيقة واحدة فاهمة
: أيوة يا بيه حاضر
: امشي
بعد فترة
أم صقر : ليه كده يا ابني
صقر يأكل بهدوء وكأنة لم يسمع
سارة بتحدي وغضب لروتيلا : عموما هي مش محتاجاة
يسود الصمت قليلا بعد جملتها كان يرتشف صقر خلالها قهوته الصباحية : لسانك ده هاقطعه ليكي في يوم صدقيني يا سارة
سارة بضيق تترك ما بيدها
ثم ينظر لها بحدة : أعتذري
سارة وهي تقف : أسفة ...ممكن
: اتفضلي
صقر وبسخرية لروتيلا : مش عايزة تحصلي صاحبتك
روتيلا ظلت على وضعها الهادئ تماماً تدرك صقر وشخصيتة ما يريدة سيفعلة وتعرف نفسها أيضاً وإنها لن تستسلم بسهولة .
أم صقر : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ليه كده بس تعكنن عليهم البنات كانوا مبسوطين وقايمين يجهزوا للسفر من بدري
صقر الذي لا يسمح لأحد أبداً أن يتدخل بأي شيئ يخص حياتة الخاصة وفي نفسه يحب أحيانا يستفز روح روتيلا العنيدة ليستمتع كيف برقتها تحتوي غضبة
وعندما لم تجد رد من أبنها تحاول تغيير الموضوع : طيب حبيبي إحنا هانطلع بكرة الساعة كام
صقر : كلكم بدري يستحسن بعد صلاة الفجر
لكن أنا وروتيلا هانيجي في أخر الليل
تترك روتيلا ما بيدها ولكنها تظل تنظر لطبقها بحزن
أم صقر تلاحظ روتيلا التي أخيراً استطاع صقر بقرارة هذا عقابها على شئ لا تعلمة ..ولكنها تعلم تماماً إن هذه الصغيرة لا تعرف إغضاب أحد
أم صقر بإصرار : روتيلا هاتيجي معايا
صقر ينظر لأمه بحنية : ماما لو سمحتي إهدي أنا فعلا عندي شغل مهم وصدقيني أسألي عمر الترتيبات دي من زمان ...وبعدين ..مراتي مش هاتسافر إلا معايا إسمحيلي
روتيلا التي لم تتحمل أكثر من ذلك قامت فجأة : بعد أذنكم ..وجرت إلى جناحها
أم صقر : حرام عليك ..ليه كده
صقر وهو لازال نظرة مع روتيلا التي أختفت بالفعل من أمامة فيقف متجهماً : اطمني يا ماما محصلش حاجة ..أنا رايح عندي شغل مهم ..السلام عليكم
أم صقر : وعليكم السلام ..ربنا يهديك يا ابني ويرزقك بالذرية الصالحة يا رب
.......في جناح صقر ........
جلست روتيلا تقرأ القرأن الذي يملؤها بالهدوء والسكينة
: السلام عليكم
: صدق الله العظيم ..وعليكم السلام والرحمة
سارة بحزن وهي تجلس بجانب روتيلا : أخبارك ؟؟
تضحك روتيلا : أخبارك إنتِ
: إنتِ بتضحكي ..يبقى أكيد صالحك صح
روتيلا ولا زالت باسمة : هو الحقيقة لأ..لكن تعالي هنا إنتِ لازم تتدخلي ! كام مرة قلت ليكي أنا وطنط متدخليش
سارة باستنكار : يا سلام ..يهزأني علشانك وفي الأخر تغلطيني
تحضنها روتيلا : حبيبتي ..متزعليش
سارة : أف , مش زعلانه بس مش فاهمة ماله انهاردة مبيعملش الحركات دي إلا لو كان معبي من حد
تضحك روتيلا وتظل صامتة.
: أنتِ هاتجننيني ..وأنا اللي كنت فاكرة هاجي ألاقيكي مموته نفسك من العياط
روتيلا بجدية : لأول وأخر مرة هاعطيكي رد لأسألتك ..بس لأني شايفاكي متسرعة أخاف تتصرفي نفس التصرفات دي مع عمر
سارة تنظر لها باستفهام
فتكمل روتيلا بهدوء : زوجي راجل عنيد عايزاني أعاند قصادة و...
سارة تقاطعها : لأ ,بس قولي رأيك
روتيلا : دي مشكلتك قولنا ليكي بتدخلي بحسن نية ..أنا فعلا بقول رأي ..وفعلا هو بيسمعني
: لكن بينفذ اللي في دماغة
:مش صحيح ..
سارة وفي نفسها استنكار أن يكون صقر أخوها المغرور أمام روتيلا بهذا الخنوع : مش فاهمة ... يعني هو بيعملك كل اللي أنتِ عايزاه
:لأ.مش كدة ,لكن على الأقل بيوافق بطريقتة
سارة براحه :زي أيه أديني مثال
روتيلا تقف لتضع المصحف في مكانة :كفاية أنك تعرفي إني مش زعلانه ...وتغمض عينيها وفي نفسها (وإني فهمته وإني بحبة )
ثم تعود لسارة :بس أنتِ عرفتي أخر الأخبار ؟؟
سارة : كالعادة أتهربي ..أيه يا سيتي أخر الأخبار ؟؟
:مش هسافر معاكم الصبح هاسافر مع صقر أخر الليل
سارة تقف :أيه ؟! طيب ليه
روتيلا تقبلها من خدها وتضحك : أوامر الصقر
........مي .........
وهي تضع الأكل على طاولة الطعام منتظرة زوجها الذي وصل منذ قليل
: السلام عليكم ..الله ..الحمد لله كنت زهقت من أكلهم
مي ضاحكة : وعليكم السلام ..بالهنا حبيبي ..الحمد لله بقى إني بعرف أطبخ
ياسين وهو يأكل : طبخك الحقيقة بيعجبني جداا
مي وهي تجلس بهمس : الحمد لله..ان فيا حاجة بتعجبك
ياسين : بتقولي حاجة
:لأ يا حبيبي ..
ياسين : صحيح أخبار ضيوفك أيه ؟؟
:ضيوفي !!
ياسين وهو يضحك :مش انهاردة كان عندك وفد من زوجات المصريين اللي بيشتغلوا عندي في الشركة بيرحبوا بيكي
مي بعدم إهتمام :..أه..أوكي
ياسين يترك طعامه قليلاً :أوكي ,بس
مي تكمل طعامها وبعدم إهتمام : ليه منتظر شئ تاني
ياسين : يعني اللي كنتي بتعمليه دايما ..رأيك فيهم ..تصرفاتهم ..كل حاجة وأي حاجة
مي : بيعجبك ..وتصمت قليلاً ..عايزني أحكيلك عنهم
ياسين : مكنش مهم عندي قبل كده وأكيد مش مهم عندي دلوقتي بس كنت بلاحظ أنك بتحبي ده فكنت بسيبك تحكي
مي تنظر له قليلاً مرددة لنفسها علشان كنت غبيه
ياسين ينظر لها من وقت لأخر : مبسوطة ؟؟
مي تترك ما بيدها : لو كنت بتسألني إنتِ هنا مبسوطة ولا لأ ..فجوابي لأ
: أنا بتكلم عن اللقاء
: ليه بتهرب من إجابتي لسؤالك الحقيقي
ياسين بضحكة وثقة : لأني عايز أجابة سؤال أهم
مي تحرك راسها باستفهام.
ياسين ينظر لها مباشرةً:ليه وافقتي تيجي هنا ؟
مي بسخرية :إيه رأيك
: رأي وافقتي لأني هددتك بحقي بالزواج بواحدة تانية
تضحك مي عاليا مظهرة عدم المبالاة : لو عايز تتجوز خد راحتك
ياسين بتعجب : أخد راحتي !!مش مهم عندك
: الشرع يسمح ليك
: وأنتِ
: أنت بتسألني عن حقك ولا عن حقي
:حقك!!!
مي تقف تحضر العصير وتضع منه لياسين وبهدوء: أيوة ..حقك أنك تتجوز ..وحقي الأنفصال لو ما قدرتش على تحمل وجود زوجة تانية
يضحك ياسين وينظر لمي التي تصب له العصير : مين إن شاء الله اللي هايطلق ...أنا اللي هايتجوز وأنا اللي مستحيل يطلق
مي بدلع وهي تنظر لعينية : الخلع حبيبي
يمسك ياسين فجأة يد مي بقسوة لتفلت من يدها زجاجة العصير وهو يجز على أسنانه : أنطقي بكلمة طلاق أو خلع مرة تانية يا بنت عمي وهاتشوفي أدامك واحد تاني خالص غير ياسين اللي تعرفية ..ثم يترك يدها بعنف ويخرج من المطبخ : صديتي نفسي
مي ممسكة معصمها الذي يتألم من قبضة ياسين ..وهي تنظر ساهمة له وهو يخرج ..تجلس أمام طبقها وتمسك الشوكة وبدأت بالأكل بنهم : يا خبر على أكلي طعمة يجنن ..يجنن ...
ثم تنظر للباب مرة أخرى وتضحك : الله يرضى عليك يا ابن عمي ...فتحت نفسي
.......ريهام ومحمود ........
من وقت العزومة حوط بهم الصمت يديروا حياتهم بطريقتهم المنظمة ظاهريا ولكن داخلهم في فوضى أفكارهم
فقد عجزت ثقافتهم وعلومهم مواجهة مخاوفهم
ريهام التي تجلس مع زوجها في مكتبة : محمود
محمود دون أن يرفع نظرة عن البحث الذي يقرأه : نعم
: لو سمحت بصلي
: أيه !!
تقف ريهام أمامة تماما : حط عينك في عيني
يترك محمود ما بيده ناظراً لها فترة ثم يسحبها فجأة ليجلسها في حضنة وينظر لعمق عينيها : لو كنتي فاكرة إني معرفش أقولها تبقي غلطانة
: تقول أيه ؟؟
: عايز منك أولادي
عايز أولادي وبس عايزهم بأي شكل هانرعاهم مع بعض سواء كانوا أصحاء أو مرضى
أنا بفكر دايماً أيه اللي يضمن لنا نفسنا وصحتنا أنهارده أحنا سُلام بكرة الله أعلم صحتنا ومرضنا وحدة بيد الله ...ريهام أحنا غلطنا
تبكي ريهام : خايفة ...كنت ولسة خايفة
محمود وهو يقبل عينيها : أنا كمان حبيبتي لكن اللي عملناه غلط استسلمنا لأحتمالات في علم الغيب ..أستغفر الله العظيم ..أنا بالذات غلطت لما أستسلمت لخوفك ..أنا الراجل اللي المفروض كنت أصمم على أنجاب الأطفال ..أنا الرجل اللي كان لازم أزرع جواكي الثقة ...سامحيني يا ريهام ..لأني مش قادر أسامح نفسي
تدخل ريهام في حضن محمود تستمد منه القوة والثقة واضعة يدها فوق قلبه : وأنا سامحني لأن أنا اللي زرعت الخوف ده هنا
محمود وهو يرفع وجهها له ويبتسم : يبقى أتفقنا
تضحك ريهام : إن شاء الله
: أيوة يا حبيبتي ..إن شاء الله ..
......جناح صقر ......
يدخل صقر جناحة لتقابلة روائح البخور التي تتفنن روتيلا في استخدامها ..ولكنه لم يجدها في انتظارة كما أعتاد في صالة جناحة ولمح الحاسوب مغلق على المكتب البعيد ..شعر بفراشته داخل غرفتهما ..يبتسم عندما يجدها مشغولة في تجهيز حقائب السفر تتنقل بخفة بكامل أناقتها كعادتها تضع سماعات بأذنها تحرك شفاها معها : السلام عليكم
ولكنها لم تسمعه فاقترب ببطئ حتى لا يزعجها لتشاهدة روتيلا بمفاجأة وترفع السماعة : السلام عليكم
صقر وهو يأخذ السماعة ويضعها على أذنه : سرحانه مع أيه ؟؟
يغمض عينه ويرفع رأسة للسماء وهو يأخذ نفس عميق ملأهُ بالهدوء:الله ...الله ...
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
الرَّحْمَـنُ ﴿1﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿2﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿3﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿4﴾ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿55﴾ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴿6﴾ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿7﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴿8﴾ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴿9﴾ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿10﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿11﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿12﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿13﴾
صدق الله العظيم
تغلق روتيلا هاتفها وتضعه جانبا : صدق الله العظيم ...
حمد لله على السلامة
صقر وهو ينظر للشنط ثم لها :الله يسلمك حبيبتي ...ليه كل الشنط دي
: ثلاثة بس
: أوكي تلاته ليه ؟ّإحنا هانقعد بالكتير أربع أيام
تجلس روتيلا وبخيبة أمل : أنا كمان
صقر وهو يراقبها : روتيلا أنتِ عارفة شغلي ..وأنتِ عارفة حبيبتي كمان أنا مقدرش أستغنى عنك
روتيلا تنظر للأرض.
يقرب منها ويرفع رأسها له ليشاهد دموعها التي تجمعت بعينيها : بلاش دموعك رورو ..شوفي أنتِ أكيد عارفة بموضوع ترشحي للمجلس صح
تومأ روتيلا له بنعم.
: فاحنا هاننزل على طول للنجع على فترات قريبة ..وقبل الإنتخابات بشوية هانقيم في النجع بصفة دايمة لغاية لما تخلص الإنتخابات فاستحملي الفترة دي معلش .....أوك .
روتيلا وهي تمسح عينها وبترجي أن يوافق صقر : أوك ..طيب ممكن أأعدهم مع بابا الأربع أيام دول
يصمت صقر قليلا وهويمسح على وجهه : لأ ,
روتيلا تحاول تقاطعة فيشير لها صقر : لحظة قبل ما تعترضي ..هاسمحلك بأكبر وقت ممكن معاه لكن تباتي لأ ..خلاص حبيبتي أتفقنا ..
روتيلا بتنهيدة : أيوة إن شاء الله ....هاقوم أقلل شوية من اللبس
: لا سيبيهم وبلغي أم عبير تبعت حد يوضبهم
تقف روتيلا متجهه للحقائب : لأ , عادي أنا بحب أعمل كل حاجة تخـ ....صـ.....ك...... بنـ...فسي
صقر يمسكها من خصرها مقربا ظهرها لصدرة هامسا : مسمعتش قولي تاني ..وعندما لم يجد رد ..هـا.حبيبتي قولي
روتيلا بخجلها الطبيعي لم ترد عليه .
يديرها صقر لتواجه وهو يحرك شعرها لخلف أذنها : رورو ..ردي عليا ...طيب ...زعلانه مني للي حصل الصبح
تحرك روتيلا رأسها يمين ويسار بلا...
يضحك صقر محاولا إغاظتها لترد عليه : طيب اللاب مقفول ليه أعتبر إنك أقتنعتي بأن مفيش حد يقدر يتحداني
ترفع روتيلا رأسها بتحدي : لأ...طبعا
يضحك صقر عاليا أخذا فراشته في حضنه : حبيبتي خدي راحتك صدقيني أنا هابقى في منتهى السعادة لو فوزتي بالتحدي
