رواية حياة مهدورة الفصل التاسع بقلم رشا عبد العزيز


رواية حياة مهدورة الفصل التاسع بقلم رشا عبد العزيز

توقفت أمام مكتبه تحمل التصاميم بأحراج أخذت نفسًا عميقًا وزفرته بشدة وبيد مضطربة طرقت على الباب عدة طرقات حتى سمعت أذنه بالدخول أمسكت مقبض الباب بقلب مرتجف تفتحه وبخطوات مرتبكة خطت داخل المكتب لتجده منكب يكتب بعض الأوراق

-صباح الخير

ما أن سمع صوتها حتى خفق قلبه بشدة وكأن صوتها أعاد لقلبه الحياة ليجد نفسه يبتسم بتلقائية ويقول :

-صباح النور أهلا يا إيمان أتفضلي

أمسكت التصاميم ووضعتها أمامه ثم جلست على استحياء

-دي التصاميم الي هتختار منها حضرتك

أخذ يفتح التصاميم ويقلبها ثم رفع نظره عنها وقال :

-تشربي أيه يا إيمان ؟

-متشكرة يافندم مالوش داعي

-تشربي أي يا إيمان عقبال ما أنا بختار

ومع أحساسها بأصراره اذعنه وقلت بتلعثم

-قهوة مظبوطة.         (بقلم رشا عبد العزيز) 

اتسعت ابتسامته ورفع الهاتف يتصل بعامل البوفيه وقال :

- عم إسماعيل أثنين قهوة مظبوطه لو سمحت

عاد يقلب في التصاميم مدعيًا انه يختار لكنه في الحقيقة كان يختلس النظر اليها يراقبها

وجهها الذي غزته حمرة الخجل واضطراب حركاتها ، عينها التي أخذت ترمش أهدابها الطويلة.

كل تلك التفاصيل الصغيرة أصبحت تسحبه نحوها تسقطه في بحر هواها رويدًا رويدًا تأسر هذا القلب
الذي بات يعترف شيئًا فشيئًا انه أصبح  ملك لها

-مش عارف اختار أيه الصراحة ممكن تساعديني

سؤال طرحه عليها محاولًا جعلها تندمج معه التفتت نحوه لتجده يقف ويخرج من خلف مكتبه ويجلس في المقعد المقابل لها واضعًا التصاميم على المنضدة الفاصلة بينه وبينها

أمسكت هي التصاميم وأدرتها نحوها وقالت بعملية

-لو هتختار لبسمة فهي عجبها تصميم الفستان الي عملتهولها يبقى هي بتفضل الحجات السمبل
عشان كده أنا رأي تختار دا

مشيرة إلى أحد التصاميم الرقيقة ثم استرسلت

-وهنختار له نقشة بنفس البساطة

لتشير له إلى احد النقشات ثم أكملت

-فاضل اختيار اللون  هي إيه الألوان الي تعجبها ؟

أخذ يفكر قليلًا وقال :

-هي بتحب الموف.          (بقلم رشا عبد العزيز) 

-طب خلاص كده تمام أسبوع ان شاء الله ويكون خالص أن شاء الله

ثم بدأت بلملمة التصاميم وحملتها لتقف وتهم بالرحيل ليقول :

-انت رايحة فين استني لما تشربي القهوة

-لا يافندم فرصة تانية ان شاء الله

ليسمعوا طرقات الباب ليدخل الساعي يحمل القهوة ويضعها أمامهم ويغادر

-خلاص يا إيمان أهي القهوه حضرت

عادت تجلس على استحياء وتمسك فنجان القهوة ترتشف منه القليل لتسمعه يقول :

-عارفة يا إيمان بسمة من وهي صغيرة كانت بتحب الحاجات الرقيقة كانت بتغلبني لما بتشتري حاجة

-ربنا يحفظها

-لما فريد خطبها حسيت كأنه بيقولي أديني حتة من قلبك ولولا شفتها متمسكة بيه مكنتش وافقت

نبرت صوته التي حملت حنان الاب.. أثارت مشاعر أفتقدتها هي برحيل والدها.. لكن هي أحست بنفس المشاعر عندما طلب أمجد يد حنان

-دي سنة الحياة يا فندم

ابتسم ابتسامة باهتة واخفض عينيه نحو فنجان قهوته

-عارف انها سنة الحياة بس غصب عني أنا كنت ليهم الأم والأب اتعلقت بيهم أوي

شعرت بالاسى لأجله يبدو أنه قد عانى الكثير ودت لو تستطيع
سؤاله عن التفاصيل ولماذا قرر ان يتحمل المسؤوليه لوحده لكن حياءها منعها لتقول محاوله مواساته

-ربنا يحفظك ليهم  وأن شاء الله أستاذ فريد هيحافظ عليها

-أن شاء الله....اهو الواحد ادى الرسالة اللي عليه

زاغت عيناها بشرود تفكر في رسالتها هي وكم أخذت منها وهل هذه هي النهاية وهل كان أخوتها هم رسالتها

-إيمان روحتي فين ؟

قالها يحيى وهو يبتسم :

-ابدًا يافندم بس أصلي أتأخرت ولازم أمشي متشكرة على القهوة عن أذنك
 
ثم تركته ورحلت ، تنهد ينظر لإثرها يخبره قلبه كم هو جميل قربها

*****************************************

-يابنتي اروح  معاكوا فين؟

كان هذا حديث إيمان لليان عندما أخبرتها انها تريد أن ترافقها إلى السينما

-أرجوك يا إيمي ماما رافضة نروح إلا لو أنت معانا

-هو مش يامن معاكي ؟

-أيوه لكن هي بتقول لو إيمان معاكم موافقة

لتضحك ليان بقوة وهي تقول :

-أمي مش معترفة بيامن راجل

-هي أمك شايفاني بودي جارد يا لي لي

-لا يا إيمي شايفاكي ملاكي الحارس. 

-أضحكي عليا بالكلمتين دول
 
-إيمي وحياتي دا أحمد عز أنت مش بتحبي أحمد عز ونفسك تشوفيله فيلم
 
-ايوه بحب أشوفه في التلفزيون مش في السيما انت عارفة أنا مدخلتش السيما من امتى من ساعة ما حنان اتجوزت أسلام حبيبي خدني عشان أغير جو وأنسى حزني على فراقها

-والله إسلام دا نفسي أشوفه على قد ما بتتغزلي فيه

-اسلام دا عسل
 
-طب يا عسل سيبك من إسلام وقولي قلتي أيه .

وقبل ان تجيبها إيمان قالت :

-قلتي موافقة متشكرة يا إيمي كنت متأكدة انك مش هتزعليني

-بنت انت بتاخديني فى دوكة هو أنا وافقت ؟

لكن ليان لم تعطيها فرصه وأكملت

- أجهزي الساعة ستة هنيجي ناخدك أنا ويامن الفيلم الساعة سبعة مع السلامة

أغلقت الهاتف دون ان تسمع الرد لتبعد إيمان الهاتف عن أذنها وتنظر لشاشة الهاتف وتقول بدهشه :

-يا مجنونة دي قفلت السكة .
  
ثم أخذت دقائق تفكر وقالت في نفسها

-وماله ما اروح السينما !

*************************************

كان أمجد يجلس مع شقيقاته  اللاتي بدأن يضعن أصناف الطعام على المائدة في أنتظار شقيقهم الأكبر وزوجته كي يتناولوا الطعام معًا لتقول إحدى شقيقاته:

-دول أتاخروا اوي واحنا جعانين

-زمانهم على وصول يا بنتي

لتتدخل في الحديث شقيقته الأخرى

-هو أحنا كل مرة على الحال دا نفضل نستنى الهانم تحن علينا وتنزل

-هنعمل أي يا بنتي الغايب حجته معاه

لتضيق شقيقته عينها وتقول :

-هي بتنزل تساعدك يا ماما ولا لسه متحججة بحكايه الحمل ؟

-حسب مزاجها

لتنفجر الأختان في انتقاد زوجة اخيهم كل واحدة تكمل حديث الأخرى

-اه طبعا لازم تعمل كده ماهي مش لاقية حد يشكمها ويأمرها

-أه مهو أخوكي سايبلها الحبل على الغارب تعمل الي هي عوزاه

لتضع والدتهم يدها على فمها وتقول تنهرهم :

-بس اسكتوا ليجي أخوكم ويسمعكم بتتكلموا عليها يقلبها علينا مشكلة

-ايوه مهو مبيرضاش حد يجيب سيرة ست الحسن
-يا بت اسكتي  مش عاوزين مشاكل

كان كل هذا تحت أنظاره ليفتح فمه بدهشة لما يسمعه ، أمه تخشى ان تتحدث على زوجة شقيقه خوفًا منه

لكنها مع زوجته كانت تهينها امامه أذن هو السبب هو من لم يجعل لزوجته قيمة بين أهله أين كان هو من كل مايحدث كيف كان أعمى لهذه الدرجة ، الآن علم لماذا حنان تركته لقد فقدت الأمان لم تعد تشعر بالأمان معه
هو لم يستطع حمايتها أو حتى الدفاع عنها
 
هو من جعل بيته عرضه لتدخل الآخرين حتى كاد تدخلهم ان يهدم هذا البيت

دخل شقيقه وزوجته وجلس الجميع لتناول الطعام ليمعن النظر في تصرفات شقيقه التي كان غافلاً عنها
يرى كيف يعتني بزوجته ويضع الطعام أمامها ليعقد عقله مقارنه بينه وبين شقيقه كيف كانت والدته تستنكر

 اهتمامه بزوجته وان ما يفعله لها هو نتيجه سيطرتها عليه حتى انها في بعض الأحيان كانت تتهمها بالسحر

-تكنش سحرالك يا واد ؟

جملة كان دائما يسمعها منها حتى جعلته يقلل من اهتمامه بزوجته أمامها خشية هذه الكلمات
ابتسم بسخرية وقال في نفسه
 
-أد أي كنت أنا مغفل !
***************************************

انها الساعة  الثانية عشر بعد منتصف الليل وإيمان لم تعود حتى الآن ، ترى أين ذهبت هي قالت انها ستذهب مع صديقتها إذن أين هي حتى الآن هكذا كانت تحدث حنان نفسها ليتسلل الرعب إلى قلبها ماذا تفعل هل تكلم آسر أم تنتظر ؟

لتسمع المفتاح يدور في الباب  وتدخل إيمان إلى المنزل لتذهب اليها حنان تسألها بلهفة :

-كنتِ فين يا إيمان ؟

لتجيبها إيمان وهي تعلق مفاتيح الشقة في مكانها :

-كنت في السنيما

نظرت لها إيمان لتجدها تحدق بها بغرابة لتسألها :

_مالك يا حنان بتبصيلي كده ليه؟

رمشت عينيها عدة مرات وقالت مندهشة :

_أنت بتقولي كنت فين؟

أعادت إيمان جوابها مرة اخرى

_كنت في السينما مستغربة كده ليه هو فيها حاجه لما أروح السينما؟

حركت حنان رأسها برفض وقالت:

_لا يا إيمان بس مستغربه أنت عمرك ما روحتي السينما

لتتخطاها إيمان ذاهبه نحو غرفتها وهي تتمتم :

_وأديني روحتها ياحنان

وما هي سوى دقائق وقبل أن تدخل إيمان غرفتها
حتى أعلن هاتفها عن وصول رسائل لتفتحها إيمان وتدخل في نوبة ضحك.. مما زاد من دهشه هذه التي تحدق بها
وما قالته لها صديقتها يطرق عقلها..

هل يعقل أن تفعل إيمان هذا..لتنفض هذه الأفكار من رأسها وتغمغم :

_لا لا إيمان عاقلة مش ممكن تعمل كده

حتى سمعت إيمان تنظر إلى شاشه هاتفها وهي تتمتم وتقول :

-يخرب عقلك يا يامن

اتسعت حدقتي حنان لتسألها بسرعة :

-انت روحتي مع مين السنيما ؟

نظرت إيمان لها وقالت مستنكرة :

-مالك يا حنان نازلة فيا تحقيق.  روحت مع صاحبتي ياستي   
لتسدير إيمان وتدخل غرفتها قائلة :

-تصبحي على خير يا حنان

أغلقت ايمان الباب تاركة حنان غارقة في دوامة من الأفكار ولازال صوت صديقتها يطرق مسامعها
هل من الممكن أن تسقط في مصيدة  شاب الخداع
********************************

جلس آسر يتحدث مع شقيقته حول مشكلتها مع زوجها ويلومها على عدم إخباره منذ البداية

-مش عارفه يا آسر مكنتش فاكرة أن الأمور هتوصل للمرحلة دي

ليقول لها بحدة :

-الغلط مش غلطه هو بس الغلط  غلطك أنت كمان أنك سكتي

-وكنت هعمل أي يا آسر ؟

ليقول بصوت غاضب :

-كنا حكمنا عليه ياخدلك شقة بره بيت العيله دي ولو حكم الأمر كنا خلينا أسلام يتدخل مش هو الي تكفل بيه
لتتنهد حنان بحزن وتقول بحسرة :

-يا آسر أمجد كويس هو طاعته العميا لاهله وسماحه لتدخلهم هو السبب

-وانت ياحنان انت مراته فينك من كل دا فين قيمتك وأحترامك ؟

ليخفف آسر من حدته عندما رأى الدموع تتجمع في عين شقيقته ليسترسل قائلاً :
 
-على العموم أنا هاتكلم معاه واشوفه

ثم رفع يده يمسح دموع شقيقته وهو يقول :

-بت أنا مش عاوز أشوف دموعك دموعك دي غالية عليا
ثم أكمل مازحًا محاولًا التخفيف عنها

-حنون احنا توأم خلاص بطلي دموع والا هعيط أنا كمان
لتضحك حنان على كلامه فيقترب منها يقبل جبينها
 ويقول :

-متشليش هم ياحبيبة اخوك طول ما أنا موجود دا لو حكمت أجبلك أمجد دا راكع تحت رجليكي

أمسكت حنان بيده متوسلة

-لا وحياتي يا آسر أنا مش عاوزة مشاكل وعنف أتكلم معاه على الهادي وفهمه غلطه

نظر لها آسر نظرة جانبية ثم قال متهكمًا :

-خايفة عليه ياهبلة ؟

-خايفة عليك أكتر ياحبيبي مش عاوزة اسببلك مشاكل
ابتسم آسر مربتًا على وجنتها:

-متخافيش  خلاص أنا اخوكِ وانتِ مسئولة مني
ثم غمز لها قائلًا :

-ومتخافيش على حبيب القلب

أسبلت أهدابها بخجل تبتسم على حديث شقيقها

-هي منمن لسه في المركز؟

-ايوه لسه قدامها شوية على ما تيجي واحتمال تروح عند مدام روز بعدها

-ربنا يعينها

تطلعت اليه حنان بشكل غريب أثار ريبته

-مالك ياحنان شكلك عاوزه تقولي حاجة

فركت حنان يديها بتوتروقالت :

-فيه حاجة تخص إيمان

قطب أسر حاجبيه وسألها بقلق :

-مالها إيمان ؟

-إيمان متغيرة يا آسر فيها حاجة غريبة

زادت ريبته ليسألها :

-غريبه ازاي يا حنان وضحي بلاش الألغاز

-إيمان بقت بتخرج كتير تتكلم في التلفون كتير وأمبارح راحت السيما

أستنكر آسر حديث شقيقته وقال :

-وماله يا حنان ماتروح السينما خليها ترفه عن نفسها مش كفاية الي ضاع من عمرها عشاننا.

-يا آسر دي حتى لبسها متغير ومصاحبة بنت قد بنتها ماشية معاها في كل حتة

ضيق أسر عينه وسألها :

-حنان هاتي من الآخر أنت عاوزة تقولي أي ؟

رمشت عينها عده مرات وقالت بتوجس

-أنا خايفة حد من شباب الأيام دي يضحك عليها باسم الحب وأختك عندها فراغ عاطفي سهل الواحد يستغله خصوصا في السن دا

لتتسع حدقتيه غضبا ويقول بصوت مرتفع نسبياً :

-انت اتجننتي ، انت بتقولي أي ياحنان سيبي الأفكار الغبية دي عنك أختك عاقلة اعقل من أن حد يضحك عليها

حدقت به حنان وكانّه نبهها لشي لتلوم نفسها وتقول :

-عندك حق فعلا أفكار غبية

ليتفاجأ بفتح إيمان الباب تسألهم بقلق

-مالكم صوتكم عالي ليه ؟

وقف آسر واتجه نحوها يقبل رأسها مبتسمًا :

-منمن حبيبي الي واحشني

-اهلا ياحبيبي مالكم يا آسر ؟

-لا أبدا بس حنون كانت بتحكيلي مشكلتها وانفعلت

ربتت على كتفه وقالت :

-وحياتي ياحبيبي بلاش عصبية ومشاكل حل الموضوع بعقل

رفع حاجبيه بدهشة وقال مدعياً الاستياء:

-يعني أنا مجنون يا منمن شكراً

لتضحك إيمان وتقرص وجنته قائلة :

-ياولد متبقاش حمقي انت فاهم قصدي

ليرفع اسر يده يحيط كتفيها ويقول :

-متخافيش يامنمن.   بس سيبك مني أي الجمال دا 
قالها وهو يبتعد عنها رافعا يدها نحو الأعلى

-بس يا بكاش
 
قالتها ايمان وهي تضرب كتفه بخفة

-طب والله قمر

-طب ياسيدي متشكرين

لينظر آسرالى كتبها ويقول مستهجناً :

-انت لسه بتذاكري ؟.            (بقلم رشا عبد العزيز) 

-ايوه ياحبيبي لسه قدامي شوية

-والله أنتي يا منمن رايقة اهى الناس بتهرب من المذاكرة وانت بتجري وراها

كلمه رماها هو عن غير قصد لكنها كانت كسهم أصاب جرحاً نازفاً داخلها ايستنكرون عليها الدراسة
لماذا ألا يمتلكون جميعهم شهادات عليا إذا لماذا يستنكرون هذا عليها ألم تساندهم حتى وصلو إلى هذا القدر من التعلم وحرمت نفسها منه 

*******************************

اليوم هو عيد ميلاد ليان فأصرت عليها ان تحضر مع عائلتها حيث سيقام الاحتفال البسيط في أحد المطاعم
وسيقتصر الحضور عليها وعلى عائلتها

جلست على احدى الطاولات بجانب يامن وليان وياسمين ينتظرون قدوم والديها حتى قالت ياسمين :

-لي لي ممكن تجي معايا الحمام عاوزة أضبط مكياجي

-حاضر يلا بينا

قالتها ليان وهي تقف وتجاور ياسمين ذاهبين إلى دوره المياه لتبقى هي ويامن سويًا لتقول له صائحة :

-تعرف يا يامن أنا لما كنت صغيرة كنت فاكرة ان الدكاترة بيشوفوا النبض في ساعة إيدهم

ضحك يامن وقال :

-انا كمان كنت فاكر كده لحد ما فهمت إنهم بيعدوا عدد النبضات في الدقيقة يعني الساعة دي عشان الدقيقة 
استني تعالي اوريكي

 ليخلع ساعته ويمدها نحوها ويقول
 
-البسيها

لترتديها إيمان فيمد يامن يده على الطاولة ويقول :

-امسكي أيدي واضغطي على الرسغ
 
ترددت إيمان في فعل ذلك لكنا اعتبرته درس للتعلم
لتمسك معصمه وتنظر نحو الساعه تراقب الوقت لتمر أكثر من دقيقة
 
-أيه عدى اكثر من دقيقة وانت زي مانتي انت بتغلطي وتعيدي عد من اول وجديد دا على كده المريض يروح فيها على ما تخلصي عد

ليضحك الإثنان معاً

ليجذبا انتباه شقيقة مريم التي كانت موجودة داخل المطعم

-مريم مش دي إيمان أخت جوزك

-إيمان فين ؟

-بصي وراكي

لتدير رأسها وتنظر

-ايوه والله دي هي بس مين الي معاها دا ؟

-جايز قريبهم

-لا دا اول مرة أشوفه

ثم صمتت قليلا وقالت :

-ليكون الي في بالي

لتخرج هاتفها وتلتقط لها صورة  وتضحك بخبث قائلة :

-أما نشوف آسر بيه هيعمل اي ؟

                   الفصل العاشر،من هنا
تعليقات



<>