رواية حين تنطق القلوب الفصل الاول1 بقلم الكاتبه المجهوله

رواية حين تنطق القلوب
الفصل الاول1
بقلم الكاتبه المجهوله
كانت الساعة تقترب من الخامسة مساءً، عندما بدأت أشعة الشمس تميل للذهبي، تلامس بلطف واجهات المباني القديمة في الحيّ الساحلي الهادئ.
كانت ليلى تنهي ترتيب الرف الأخير في مكتبة "الورّاق"، تلك الزاوية الصغيرة من العالم التي تجد فيها راحتها وهروبها من ضجيج الحياة.
رف الكتب ذاك، المتآكل قليلًا من أطرافه، كان مثل قلبها تمامًا—قديم، لكنه ما زال يحتفظ بما هو أثمن: الحكايات.
رفعت عينيها عندما سمعت صوت ارتطام خفيف على الأرض أمام المكتبة.
خرجت لتجد كتابًا قديمًا سقط من شرفة الطابق الثاني.
صفحاتُه مبعثرة، والغلاف مهترئ. التقطته بحذر، وقلبته بين يديها. كان نسخة من "رجال في الشمس" لغسان كنفاني.
وقبل أن تستوعب الأمر، خرج من باب العمارة المجاورة شاب طويل، بملامح حادة، وملابس بسيطة—قميص أبيض وسروال كحلي.
شعره مبعثر قليلاً، ونظراته مثقلة وكأنها عادت من سفر بعيد.
تقدم نحوها بخطوات هادئة، ومدّ يده نحو الكتاب قائلاً بصوت منخفض:
— "أظن أن هذا لي... سقط من عندي، آسف."
ترددت قليلاً، ثم ناولته الكتاب وهي تقول بنبرة خفيفة:
— "تقرأ غسان كنفاني؟ قليلون من يفعلون."
ابتسم بهدوء، وقال:
— "ربما لأننا نبحث عن الذين كتبوا من قلوبهم."
كان صوته غريبًا... ليس غريبًا بلهجته، بل بما يخبّئه من شجن.
نظرت ليلى إليه بفضولٍ، وأشارت نحو الطابق الثاني:مرحبا 
— "أنت جديد هنا؟"
أومأ برأسه:
— "انتقلت أمس فقط. أحتاج لمكان هادئ لبعض الوقت."
ابتسمت بخفة وقالت:
— "إذن، جئت للمكان الصحيح... لا شيء هنا سوى الكتب، والبحر، وقليل من الهدوء."
همّ بالرحيل، ثم التفت فجأة وسأل:
— "ما اسمك؟"
— "ليلى... وأنت؟"
— "آدم."
سكت لحظة، ثم أكمل وهو يلوّح بالكتاب:
— "سعيد أن أول كتاب سقط من نافذتي وُجد في يد قارئة حقيقية."
ومضى مبتعدًا بخطوات ثابتة، تاركًا خلفه شيئًا غير مرئي...
إحساس غامض استقر في صدر ليلى، لا تدري إن كان فضولًا أم بداية شيء آخر لا تُجيد تسميته بعد.
وقفت للحظة، تراقب النافذة التي سقط منها الكتاب، ثم دخلت المكتبة مجددًا...
لكنها هذه المرة لم تعد لترتب الكتب، بل لتبحث عن شيء جديد في قلبها، كان قد استيقظ للتو
                    الفصل الثاني من هنا
تعليقات



<>