رواية حين تنطق القلوب
الفصل الخامس عشر15
بقلم الكاتبه المجهوله
مرت أيام قليلة منذ ليلة المواجهة في الشقة، وعاد آدم وليلى إلى روتين حياتهما مع يقين غير مكتمل بأن شيئًا أكبر وأخطر يترقبهما خلف الظلال.
كانا يشعران بثقل الخوف، لكنه لم يكن الخوف الذي يشلهم، بل دافعًا للتحرك، للتعرف على ما يحيط بهما بشكل أفضل.
في صباح هادئ، وصل إلى شقة آدم رجل غريب، يرتدي نظارات داكنة، وملابسه تحمل طابعًا رسميًا، لكن ملامحه تحمل حزمًا وصمتًا مبهمًا.
قدم نفسه باسم سامي وقال:
— "أنا من وحدة الاستخبارات، وربما لا تعرفني، لكننا نتابع شبكات خطيرة، ومنها ما كان فهد جزءًا منها."
نظر آدم بفضول وحذر:
— "كيف عرفتم بي؟ وما الذي تريدونه مني؟"
أجاب سامي:
— "لقد تابعت تحركاتك، وأعلم أن لديك معلومات مهمة. نحن بحاجة إلى تعاونك لمعرفة ما وراء تلك الشبكة. هناك أشياء لم تظهر بعد."
في ذات الوقت، كانت ليلى تجلس مع امرأة شابة تدخل حياتها لأول مرة، تُدعى نور، وكانت تعرف الكثير عن حياة لينا وأسرارها الخفية.
قالت نور:
— "لينا لم تخبر أحدًا، لكنها كانت تخشى عدوًا أكبر من فهد. شخص له نفوذ، كان يتابعها منذ سنوات."
سألت ليلى بقلق:
— "من هو؟ ولماذا؟"
أجابت نور:
— "اسمه نادر، رجل أعمال كبير له علاقات مع دوائر السلطة والظلام. لقد حاول لينا فضحه، وهذا سبب الكثير من مشاكلها."
عاد آدم وليلى إلى شقتهما، حيث انتظرهما سامي ونور معًا، في لقاء جمعهم لأول مرة.
بدأ سامي الحديث:
— "هذه الأيام حرجة، وشبكة فهد مجرد ذراع صغير من منظومة أكبر. نادر هو الرأس المدبر، رجل لا يرحم ولا يعرف الخوف."
نظرت ليلى إلى آدم وقالت:
— "هل كنت تعلم شيئًا عن نادر؟"
أجاب آدم:
— "لا، هذه المرة الأمور خرجت عن السيطرة تمامًا."
بدأت الحوارات تكشف المزيد من الخبايا، عن تعاملات مشبوهة، صفقات تجارية غير قانونية، وحملات تهديد لتصفية خصوم نادر.
كشف سامي:
— "نادر لا يكتفي فقط بالتهديدات، بل لديه شبكة تجسس واسعة، ويستخدم أناسًا في مواقع حساسة لجمع المعلومات والتحكم."
في خضم هذه الأجواء المشحونة، بدأ نور تروي قصة لينا بطريقة مؤثرة.
قالت
— "لينا كانت تجمع أدلة سرية لتسليط الضوء على فساد نادر. لكنها كانت تعرف أن ذلك قد يكلفها حياتها."
ابتسمت ليلى بحزن:
— "لقد كانت شجاعة جدًا."
بينما كان الحديث مستمرًا، دخل شخص آخر الغرفة، رجل في منتصف العمر، له حضور قوي، يُدعى مالك.
قال مالك بنبرة غامضة:
— "أنا هنا لأساعدكم. لدي معلومات قد تغير مسار اللعبة."
تبادل الجميع النظرات بدهشة، وبدأ مالك يروي تفاصيل جديدة.
كشف أن مالك كان جزءًا سابقًا من شبكة نادر، لكنه انشق بعدما أدرك مدى خطورتها.
قال:
— "لدي خريطة طريق، وأماكن سرية يُحتجز فيها ضحايا أو أدلة. إذا استطعنا الوصول إليها، سنمتلك القوة للانتصار."
بدأ آدم وليلى يشعران بأنهما يدخلان في عمق متاهة كبيرة، لكن مع هذا التحدي، نشأت بينهما قوة جديدة.
في الليلة نفسها، عاود الظل المجهول الظهور، لكنه هذه المرة لم يكن وحده.
ظهر معه أشخاص مسلحون، لكن وجود سامي ومالك جعلهما مستعدين لمواجهة جديدة
بدأت سلسلة من المواجهات الخطيرة، حيث كشف كل منهم عن أوراقه، وبدأت الأسرار تتساقط كأوراق الخريف.
جلس آدم وليلى في الغرفة، حيث كان مالك ينظر إليهما بعمق، وكأنه يحمل عبء سنوات من الأسرار.
قال مالك:
— "قبل أن تبدأوا بالتحرك، عليكم أن تعرفوا حقيقة واحدة… لا كل من حولكم يمكن الوثوق به."
تبادل آدم وليلى نظرات قلق، فهذه الكلمات كانت مثل صفعة الحقيقة.
في تلك اللحظة، دخلت نور بحذر، وقالت:
— "هناك شيء آخر. كنت أراقب تحركات الشخصيات المحيطة بكم، وأظن أن هناك من يخونكم من الداخل."
نظر آدم إلى ليلى ثم إلى مالك، الذي بدا عليه توتر غير معتاد.
سأل آدم بحزم:
— "من تعنين؟"
ترددت نور قليلاً قبل أن تقول:
— "لا أملك دليلًا قاطعًا، لكني لاحظت تواصلات مشبوهة بين شخص قريب منكما وبين شبكة نادر."
كان الصمت يخيم على الغرفة، وكل واحد يفكر في الأشخاص الذين يثق بهم.
ليلى قالت:
— "هل يمكن أن يكون هذا… صديقًا؟ أو حتى قريبًا؟"
في تلك اللحظة، قرر آدم أن يواجه الواقع بشجاعة.
قال:
— "علينا أن نتحقق من كل شيء، كل تواصل، كل حركة. لا يمكننا أن نترك أي ثغرة."
وافق الجميع، وبدأوا بوضع خطة دقيقة للتحقيق.
مرت الأيام، وكان التوتر يتصاعد، خصوصًا بعدما بدأت تظهر إشارات تهديد متكررة، وزادت التحذيرات من دخول شبكة نادر في عمق حياتهم.
في إحدى الليالي، تلقى آدم رسالة مشفرة عبر هاتفه:
"انتبه من أقرب الناس إليك، فالخطر لا يأتي فقط من الخارج."
فتح آدم الرسالة بقلق، وشاركها مع ليلى.
بدأ الاثنان بتحليل الرسالة، وقرروا مراقبة الأشخاص المحيطين بهما.
وبينما كان التحقيق مستمرًا، بدأت تظهر شخصيات جديدة، كل منها يحمل مفتاحًا مهمًا في هذه اللعبة.
في مشهد درامي داخل مقهى صغير، اجتمع آدم مع صديق قديم يُدعى حسام، الذي كان يعمل محققًا خاصًا.
قال حسام:
— "سمعت أن هناك من يحاول توريطك في شيء أكبر مما تتصور. الشبكة لا تترك مكانًا إلا وتحاول السيطرة عليه."
أخبر آدم حسام بكل ما جرى، وطلب مساعدته في تعقب الاتصالات المشبوهة.
في نفس الوقت، اجتمعت ليلى مع نور ومالك في مكان آمن لمناقشة تحركاتهم.
قالت ليلى:
— "يجب أن نكون حذرين، فهناك من يعرف كل خطوة نخطوها."
ردت نور:
— "أنا أتابع بعض الأشخاص المشبوهين، وربما يكون لدى أحدهم مفتاح لفك لغز نادر."
بدأت التحقيقات تكشف عن وجود شبكة داخلية، حيث يعمل بعض الأشخاص مزدوجي الولاء، مما يزيد من خطر المهمة.
في لحظة توتر، اتصل آدم بمالك ليخبره أن هناك شخصًا قريبًا منه يبدو مشتبهًا به.
قال مالك:
— "لا تتسرع، اجمع أدلتك أولًا، ثم نقرر الخطوة القادمة."
وبينما كانت الليلة تغمر المدينة، تلقى آدم اتصالًا غامضًا.
صوت هادئ ومجهول قال:
"هل تعتقد أنك تعرف من هو العدو؟ الحقيقة مختلفة."
ثم أغلق الخط.
ارتفع نبض قلب آدم، وبدأ يدرك أن اللعبة أكبر بكثير مما توقع.
في صباح اليوم التالي، اجتمع الجميع في غرفة العمليات الصغيرة التي أسسوها في شقة آدم.
قرروا تنفيذ خطة لاختراق أحد معاقل شبكة نادر.
قبل الانطلاق، وقف آدم أمام الجميع وقال:
— "هذه المهمة قد تكون الأخطر. نحن نخاطر بكل شيء، ولكن لا خيار أمامنا."
بدأت المهمة مع دخولهما إلى المبنى المظلم، حيث تتداخل الظلال مع أصوات الخوف والقلق.
كان عليهم مواجهة حراس مسلحين، واختراق أنظمة أمنية معقدة.
بينما كانوا يتقدمون، اكتشفت ليلى وثائق سرية تكشف عن تورط شخصية معروفة في خطة نادر.
لكن اللحظة الحاسمة جاءت عندما واجهوا شخصًا لم يتوقعوه أبدًا.
كان سامي، رجل الاستخبارات، الذي دخل الغرفة بخطوات واثقة.
قال سامي بنبرة حازمة:
— "آسف يا أصدقاء، لكنني كنت أعمل لصالح نادر منذ البداية."
صُدم الجميع، وخصوصًا آدم، الذي شعر بالخيانة.
قال آدم بصوت مكسور:
— "كيف يمكن أن تخوننا؟"
ابتسم سامي بمكر وقال:
— "كلنا نملك وجهين، واللعبة تحتاج إلى من يلعب بكل الأدوار."
بدأت معركة كلامية حامية بين سامي وآدم، وكشفت خلالها خفايا أكبر.
في خضم الفوضى، استطاع الفريق أن يهربوا بعد مواجهة صعبة، لكن الخطر أصبح أقرب من أي وقت مضى.
