رواية حين تنطق القلوب
الفصل السادس عشر16
بقلم الكاتبه المجهوله
كانت السماء غائمة بشكل قاتم، وكأن الطبيعة نفسها تعكس توتر القلب الذي كان يعتصر آدم وليلى.
بعد خيانة سامي، كان كل شيء قد تغير، لقد اهتزت الثقة في كل من حولهما، حتى في أقرب الناس إليهما.
جلسا في الغرفة الصغيرة التي أصبحت مركز عملياتهما، محاطين بالأوراق والخرائط، يتبادلان النظرات التي تختلط فيها الحيرة والخوف والإصرار.
قال آدم وهو يحاول جمع أفكاره:
— "لم أكن أتخيل أن سامي سيكون عميلًا مزدوجًا، شعرت بالخيانة وكأنني فقدت جزءًا مني."
أومأت ليلى برأسها وقالت:
— "لكن هذا لا يعني أننا نستسلم. بل على العكس، علينا أن نكون أكثر حذرًا وأن نكشف كل شيء."
في تلك اللحظات، طرق الباب برفق، ودخل مالك، الذي بدا عليه توتر واضح.
قال:
— "لدينا معلومات جديدة من أحد المصادر داخل شبكة نادر. يبدو أنهم يخططون لهجوم كبير خلال الأيام القادمة."
نظر آدم وليلى بقلق، وقال:
— "يجب أن نتحرك بسرعة.
في صباح اليوم التالي، بدأ الفريق في تجهيز خطة مضادة.
كانت المعلومات التي بحوزتهم تشير إلى أن نادر يخطط للاستيلاء على مبنى حكومي حساس، يضم وثائق سرية عن ملفات فساد ومعلومات حساسة.
قال مالك
— "إذا تمكن نادر من الحصول على تلك الوثائق، ستكون له اليد العليا في السيطرة."
بدأت ليلى في مراجعة التفاصيل، وكان عليها أن تجمع كل فريقها من جديد.
اتفقت مع نور وحسام، ليبدأوا بالتجسس والمتابعة.
في أثناء ذلك، كان آدم يجري اتصالاته الخاصة، محاولًا الوصول إلى أشخاص من ماضيه يمكن أن يساعدوه.
في مشهد مثير، التقى آدم بأحد أصدقائه القدامى، رجل يُدعى رامي، كان ضابط شرطة في وحدة مكافحة الجريمة المنظمة.
قال رامي:
— "أعرف ما تمر به، وسأقف إلى جانبك، لدينا فرصة لإسقاط نادر إذا عملنا معًا.
بدأ الثلاثة بتخطيط دقيق، مع وضع سيناريوهات محتملة لكل خطوة.
في تلك الأثناء، كانت ليلى ترصد تحركات الشبكة، حيث بدأت تظهر علامات تحضير للهجوم.
خلال جلسة مشتركة، ناقش الفريق تفاصيل الهجوم المحتمل.
قال حسام:
— "هناك ثلاثة مداخل رئيسية للمبنى، وكل مدخل مراقب بكاميرات ونقاط تفتيش."
ردت نور:
— "نحتاج إلى خطة توهم لتشتيت الحراس، بينما يقتحم البعض المدخل الأساسي."
بدأوا بتقسيم الأدوار، وتحضير المعدات اللازمة للاختراق.
لكن، وسط هذا التحضير، بدأ التوتر يضغط على علاقتهما.
في إحدى الليالي، جلستا وحدهما، وقالت ليلى:
— "آدم، أشعر أننا ننسى أنفسنا وسط كل هذه المعارك."
ابتسم آدم وقال:
— "أعرف، لكن هذا هو الواقع الآن. لكني أعدك، بعد هذه العاصفة، سنجد السلام الذي نبحث عنه."
وفي اليوم التالي، انطلقت الخطة، وكان التوتر يخيم على الأجواء.
بدأوا بالاقتراب من المبنى، حيث قام فريق ليلى بعمل تمويه على المداخل الفرعية
بينما اقتحم آدم وفريقه المدخل الرئيسي، كانوا يتنقلون بحذر، يراقبون كل حركة
لكن المفاجأة كانت حينما اكتشفوا أن سامي لم يكن العميل الوحيد، بل هناك شبكة كاملة من العملاء المزدوجين داخل صفوفهم.
توالت المواجهات، وكانت الحواجز الأمنية أقوى مما توقعوا.
في لحظة حرجة، وجدت ليلى نفسها محاصرة، لكن تدخل رامي أنقذها.
أثناء التقدم، اكتشفوا غرفة سرية تحتوي على ملفات ضخمة تكشف عن فساد نادر وأتباعه.
بدأت عواصف من الإثارة والخوف، حيث كانوا يعلمون أن هذه الملفات هي المفتاح لتدمير الشبكة.
لكن في اللحظة الأخيرة، دخل نادر شخصيًا، يرافقه حراس مسلحون.
قال بنبرة باردة:
— "ظننتم أنكم ستقضون عليّ بهذه السهولة؟"
بدأت مواجهة شديدة، حيث تضاربت فيه كل القوى.
تمكنت ليلى من الاستعانة ببعض التقنيات التي وفرتها نور، لتعطيل أجهزة الحراسة.
أما آدم، فكان يقاتل بكل قوته ضد نادر.
وفي اللحظة التي ظن الجميع أن النهاية قد جاءت، حدث شيء غير متوقع.
تدخلت قوة أمنية خاصة، كانت بقيادة رامي، لتتمكن من القبض على نادر وفرقته.
بعد القبض على نادر، بدأت الأمور تستقر قليلاً، وكان بإمكان آدم وليلى أن يتنفسا الصعداء.
جلس الاثنان في الخارج تحت ضوء القمر، وقال آدم:
— "لقد كانت رحلة طويلة، وربما ليست النهاية بعد."
ابتسمت ليلى وقالت:
— "لكن معًا، نستطيع مواجهة أي شيء."
