رواية حين تنطق القلوب
الفصل السابع عشر17
بقلم الكاتبه المجهوله
مرت أيام منذ سقوط نادر، لكن الهدوء الذي حل كان هادئًا مثل قبل العاصفة، يحمل في طياته أسئلة غير مجابة ومخاوف متجددة.
جلس آدم وليلى في الشرفة الصغيرة لشقتهما، يحتسيان كوبًا من الشاي، والهواء العليل يلامس وجهيهما بلطف.
كانت اللحظة هادئة، لكنه كان هناك شيء أكبر ينتظرهما تحت السطح.
ابتسم آدم وهو ينظر إلى ليلى بعينيه التي تعكس حرارة مشاعره.
قال بصوت ناعم:
— "تعلمين، رغم كل ما مررنا به، أنتِ كنتِ النور الذي أنار ظلام أيامي."
تراجعت ليلى نحو آدم، ورفعت يدها لتلمس وجهه برقة.
— "وأنتَ كنتَ القوة التي جعلتني أؤمن بالحب مرة أخرى."
اقتربا أكثر، واحتضنا بعضهما بإحكام، وكأنهما لا يريدان السماح للظروف أن تفصلهما ثانية.
لكن بين كل هذا الحب، كان هناك الألم، الذكريات التي لا تزال تحوم حولهما.
ليلى همست:
— "آدم… هناك شيء أريد أن أخبرك به."
نظر إليها بقلق، شجعه على الحديث.
قالت ليلى:
— "في الأيام التي كنتُ أبحث فيها عن الحقيقة، اكتشفت شيئًا عن عائلتك… شيئًا لم تكن تعرفه."
توقف آدم عن التنفس للحظة، وقال:
— "ماذا؟ أخبريني، لا تخافي."
تنهدت ليلى وقالت:
— "أبي، قبل أن يموت، ترك رسالة لك. كانت مخفية في دفتر قديم. في الرسالة، أخبرك بأنه كان مضطرًا للابتعاد عنك لحمايتك من أعداء قدامى."
تغيرت ملامح آدم، وعادت ذكريات الطفولة المؤلمة لتطفو على السطح.
قال بصوت مكسور
— "لم أكن أعرف شيئًا عن هذا. هل تعلمين لماذا؟"
ردت ليلى:
— "كان هناك أسرار كبيرة في عائلتك، أسرار مرتبطة بنادر وشبكته. أبي كان يحاول حمايتك."
في تلك اللحظة، شعر آدم بعبء كبير على قلبه، لكنه كان ممتنًا لأن ليلى كانت بجانبه.
مرت الأيام، وبدأت التوترات تتصاعد من جديد، فقد ظهرت تهديدات جديدة، هذه المرة ضد عائلتيهما.
في أحد الأمسيات، تلقى آدم اتصالًا مفاجئًا من امرأة غامضة.
قالت بصوت خافت:
— "أنا أعلم الحقيقة عن والدك. وأستطيع أن أساعدك، لكن يجب أن تثق بي."
شعر آدم بالحيرة، لكنه قرر اللقاء معها
كان اللقاء في مقهى صغير، بعيد عن الأنظار.
جلست المرأة، وقالت:
— "اسمي سارة. كنت مع والدك قبل أن يختفي."
بدأت تسرد له تفاصيل عن علاقة والد آدم بشبكة نادر، وكيف حاول والد آدم أن يحمي أسرته.
في الوقت ذاته، كانت ليلى تواجه صراعات داخلية، شعرت بالذنب لأنها لم تستطع حماية آدم من الألم.
في مشهد درامي مؤثر، جلسا معًا، وتبادلوا الكلمات التي تكشف عن أعمق مخاوفهم وأحلامهم.
قال آدم:
— "أحيانًا، أشعر أنني لم أكن الرجل الذي تستحقينه."
أمسكت ليلى بيده وقالت:
— "آدم، نحن نكمل بعضنا البعض. القوة لا تعني أن لا تخاف، بل أن نواجه الخوف معًا."
اقتربا من بعضهما مرة أخرى، وعانقا الليل الذي يحمل في طياته كل الأمل والخوف.
لكن المشاعر القوية لم تكن كافية لتخفيف التهديدات التي بدأت تقترب أكثر من حياتهما.
في صباح بارد، تفاجأا بمحاولة اقتحام لشقتهما، لكن بحسن حظهما، تمكن حسام وفريق الأمن من صد الهجوم.
كانت هذه اللحظة مؤشرًا على أن الحرب الحقيقية لم تنتهِ بعد.
في النهاية، وقف آدم وليلى في مواجهة كل الصعاب، حاملين معًا عبء الحب والخيانة والأمل.
