رواية حين تنطق القلوب الفصل الحادي عشر11بقلم الكاتبه المجهوله

رواية حين تنطق القلوب 
الفصل الحادي عشر11
بقلم الكاتبه المجهوله 
في صباح اليوم التالي، استيقظ آدم وهو يشعر بثقل غير معتاد على صدره.
لم يكن ذلك مجرد تعب جسدي، بل كان ثقلًا أعمق، كأن الماضي الذي ظنّه قد غادره عاد ليقف أمامه بوجهٍ صارم.
جلس على الطاولة في المقهى الذي اعتادا الذهاب إليه، وأخرج هاتفه بيد مرتجفة.
كانت هناك رسالة جديدة من رقم غير معروف.
فتحها ببطء، وكلماته توقفت عن التنفس للحظة، حين قرأ:
"آدم،
لقد كنت تبحث عن السلام، لكن هناك حقائق لم تخبرك بها لينا،
وحقائق قد تغير كل شيء بينك وبين من تحب الآن.
لا تتجاهل هذه الرسالة، إنها فرصة لك لتعرف الحقيقة قبل أن تخسر كل شيء.
توقف عن القراءة، وترك الهاتف على الطاولة كأنه حُرِق.
لم يكن يعرف من أرسل الرسالة، ولماذا الآن؟
لكن شيئًا بداخله ارتجف، كما لو أن الأرض التي وقف عليها بدأت تهتز.
حاول أن ينسى، لكن الكلمات استقرت في رأسه، تطارده.
خلال لقائه مع ليلى، كان يعاني من هذا الثقل الذي لم يستطع مشاركته.
في المساء، حين جلسا معًا على سطح العمارة، لاحظت ليلى تغيرًا في ملامحه.
سألته برقة:
— "آدم، ما الذي يشغل بالك؟ يمكنك أن تخبرني."
نظر إليها للحظة، ثم قرر أن يفتح الباب قليلاً عن ماضيه، ولكنه اختار الكلمات بعناية:
— "هناك شيء من الماضي… شيء لم أكن مستعدًا لمواجهته، لكنه عاد ليذكرني أنني لم أتخلص منه بالكامل."
رفعت ليلى حاجبها، وقالت:
— "هل يمكن أن يكون هذا تهديدًا؟"
هزّ رأسه:
— "لا أعلم… لكني سأعرف."
في اليوم التالي، بدأ يبحث عن أي دليل حول الرسالة.
تواصل مع أصدقاء قدامى، حاول أن يعيد ربط الخيوط التي ظنّها مقطوعة.
وبينما كان يغوص في الماضي، كشف عن أسرار كان قد دفنها طويلاً.
اكتشف أن لينا لم تكن فقط تخفي مشاعرها تجاهه، بل كانت أيضًا تخشى شخصًا من حولها، شخصًا قد يؤذيهما.
وأكثر من ذلك، وجد أن هناك رسالة أخرى، مخبأة بين أوراق قديمة في منزل والديه، ربما تحمل مفتاح الحقيقة.
عاد إلى ليلى، وهي تشعر أنه يحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى.
كانت يدها في يده، تشعر بثقله، لكنه لم يعد وحده.
قالت له:
— "مهما كانت الحقيقة، سنتعامل معها معًا. أنت لست وحدك."
ابتسم آدم، وشعر لأول مرة منذ زمن طويل، أن هناك أمل.
لكن الليل، كما هو الحال دائمًا، يحمل أسرارًا لا تظهر إلا عندما يظن القلب أنه في أمان.
في غرفة مظلمة، جلس رجل مجهول يراقب هاتفه.
ابتسم ابتسامة باردة، ثم همس:
— "لقد بدأ اللعب، والقطع ستسقط واحدة تلو الأخرى."
تعليقات



<>