رواية حين تنطق القلوب
الفصل الثاني عشر12
بقلم الكاتبه المجهوله
في صباح اليوم التالي، استيقظ آدم وهو يشعر بثقل يضغط على صدره.
لم يكن مجرد ضغط من هموم الأمس، بل كان وكأن شيئًا ما من الماضي يحاول أن يقتحمه بقوة.
كان الهاتف يهتز في يده، رسالة جديدة وصلت من نفس الرقم المجهول.
فتح الرسالة ببطء، وعيناه تتسعان لما قرأ.
"آدم، لا تظن أن بإمكانك الهروب من الحقيقة. لينا لم تكن كما ظننت، وهناك أسرار لم تكتشفها بعد. إذا أردت أن تحمي ليلى، يجب أن تعرف الحقيقة كاملة."
جمد الدم في عروقه، وأحس بأن العالم من حوله بدأ يدور بسرعة.
كيف يمكن أن تؤثر كلمات قليلة على حياته كلها بهذا الشكل؟
لم يعد بإمكانه التظاهر بأنه قوي أو غير مكترث.
بعد ساعات، كان يجلس في المكتبة مع ليلى.
حاول أن يخفي قلقه، لكن عينيه قالت أكثر مما أراد.
نظر إليها وقال بصوت منخفض:
— "هناك شيء خطير، شيء مرتبط بماضي لينا، وأنا لا أعرف ما هو."
سكت لبرهة، ثم أضاف:
— "أعتقد أن هناك أشخاصًا يريدون أن يؤذوني… أو يؤذوا من أحب."
مسكت يدَه، محاولًة أن تنقله إليها دفء الأمان.
— "لن ندعهم يفعلون ذلك. معًا، يمكننا أن نواجه كل شيء."
قرر آدم أن يبدأ رحلة البحث عن الحقيقة.
زار منزل والديه، وبحث في الصناديق القديمة، حتى وجد أخيرًا رسالة مخفية بين دفاتر لينا.
فتح الرسالة بيدين ترتجفان، وبدأ يقرأ
"إلى آدم،
إذا وصلت إليك هذه الرسالة، فهذا يعني أنني لم أستطع إخبارك كل شيء بنفسي.
هناك من يهددنا، ويجب أن تحذر.
أحبك، وأتمنى أن تحمينا."
دموع لم يستطع منعها انهمرت من عينيه.
كانت كلماتها الأخيرة صرخة تحذير، رسالة حب واكتمال خوفها في آنٍ واحد.
في اليوم التالي، التقيا مع صديق مشترك كان يعرف تفاصيل أكثر عن حياة لينا.
قال لهم:
— "لينا كانت تخشى شخصًا اسمه فهد. كان يمثل تهديدًا لها ولآدم، لكنه اختفى فجأة بعد موتها."
تبادل آدم وليلى النظرات، كان هذا الاسم بمثابة مفتاح لسرٍ جديد.
لكن فجأة، وفي لحظة غير متوقعة، تلقى آدم اتصالًا من رقم غريب.
ردّ بتوتر:
— "من أنت؟"
رد صوت بارد:
— "أنا من الماضي، وأنا من سيكشف لك الحقيقة."
أنهى الاتصال وهو يشعر بأن لعبة قد بدأت للتو، وأن كل خطوة سيخطوها من الآن ستكون مصيرية.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك خيار سوى المواجهة.
كان عليه أن يواجه ظلال الماضي ليحمي حاضره ومستقبله مع ليلى.
