رواية حين تنطق القلوب الفصل السابع7بقلم الكاتبه المجهوله

رواية حين تنطق القلوب 
الفصل السابع7
بقلم الكاتبه المجهوله 
مرّ أسبوع على غياب آدم.
أسبوع بدا كأنه فصلٌ طويل من الفراغ…
ليلى لم تعتد أن تسأل عن أحد، لكنها الآن تسأل نفسها كل ليلة:
"لماذا اختفى؟ ولماذا لا يستطيع أحد أن يملأ مكانه؟"
في ليلة دافئة على غير عادة الشتاء، صعدت إلى سطح العمارة حيث كانت تقف أحيانًا لتتنفس...
البحر من هناك بدا أبعد، والهواء أكثر صدقًا.
لم تكن تتوقع أن تجد أحدًا هناك.
لكن حين فتحت باب السطح الخشبي ببطء… وجدته.
آدم.
كان يجلس على الأرض، مستندًا إلى الجدار، يشرب من زجاجة ماء، ويبدو وكأنه لم يغادر يومًا.
تجمّدت مكانها.
هو أيضًا لم يتحرك… فقط نظر إليها، وابتسم.
ابتسامة خافتة، فيها شيء من الاعتذار، وشيء من الراحة.
— "مرحبًا ليلى… كنت أعلم أنك ستصعدين."
قالت، وعيناها تتفحّصه:
— "ظننت أنك رحلت…"
أشار إلى حقيبة صغيرة بجانبه وقال:
— "كنت بحاجة لمسافة بيني وبين كل شيء… حتى نفسي."
اقتربت وجلست على بعد خطوات منه، بصمت.
ثم قالت:
— "أنت لا تملك أن تختفي بهذه الطريقة، آدم. ليس كل من حولك عابرين."
سكت لثوانٍ، ثم قال:
— "كنت أهرب من كلمة واحدة... من شعور بدأ يكبر داخلي، ولا أعرف كيف أواجهه."
نظرت إليه، تنتظر منه أن يبوح… لكنه لم يفعل.
تابع بصوت منخفض:
— "كل ما فيّ فوضى، ليلى. أنا مكسور منذ زمن… وكلما ظننت أنني شُفيت، أكتشف أنني أرتدي وجهًا جديدًا فقط."
قالت بهدوء:
— "وما المشكلة في الفوضى؟ كلنا نحمل شيئًا غير مُرتَّب… لكن لا أحد يُولد كاملاً."
ثم نظرت إلى السماء، وأضافت:
— "المشكلة ليست في الألم، آدم... المشكلة في أن نواجهه وحدنا دائمًا."
صمت لبرهة طويلة.
ثم همس:
— "كان لي أخت… تُشبهك كثيرًا. كانت تراني حتى وأنا لا أتكلم. ماتت فجأة... منذ ثلاث سنوات. ومن وقتها، كل شيء بدا ناقصًا. حتى أنا."
شهقت ليلى بصوت خافت، لم تكن تتوقع هذه الجملة.
لكنه أكمل:
— "كل من أحببتهم، رحلوا… وأنا بقيت. أخاف أن أحبكِ، ليلى... ثم ترحلين أنتِ أيضًا."
سقط صمت ثقيل بينهما.
ثم اقتربت ليلى قليلًا، وقالت:
— "أنا لا أعرف إن كان هذا هو حب... لكني أعرف أني لن أرحل هكذا. ليس لأنك تحتاجني… بل لأنني أحتاجك أيضًا."
رفعت عينيها إليه، وقالت بنبرة لم تخفِ ارتجافها:
— "آدم... لا تختفِ مرة أخرى. لا تجلد نفسك أكثر من هذا."
نظر إليها طويلاً، ثم قال:
— "وإن بقيتِ، هل ستتحملين كل هذه الظلال داخلي؟"
ابتسمت، وقالت:
— "أنا لا أخاف الظلال… لأنني أعرف أن الضوء لا يأتي إلا بعدها."
تلك الليلة، لم تنتهِ كما بدأت.
على سطح قديم، تحت سماء هادئة، جلس قلبان يتعلّمان كيف يواجهان الألم... سويًا.
                   الفصل الثامن من هنا
تعليقات



<>