رواية حين تنطق القلوب الفصل الرابع عشر14بقلم الكاتبه المجهوله

رواية حين تنطق القلوب 
الفصل الرابع عشر14
بقلم الكاتبه المجهوله 
مرت أسابيع على المواجهة التي قلبت حياة آدم وليلى رأسًا على عقب.
كانت الشرطة قد اعتقلت فهد وشبكته، وتمت معالجة ملف لينا بشكل رسمي، لكن ما تبقى كان أصعب — ما تبقى هو ما بينهما، الحب الذي بدأ يتشكل وسط الفوضى.
في البداية، وجد آدم صعوبة في الانفتاح على ليلى تمامًا، كان يشعر بأن جزءًا منه لا يزال محاصرًا بذكريات الماضي، بوجع الخسارة والخيانة.
أما ليلى، فكانت تحاول أن تكون الدعم الثابت، لكنها كانت تكافح أيضًا مع خوفها من فقدانه، من أن يعود ذلك الظلام ليبتلع ما بدأ بينهما.
جلسا معًا في المقهى الذي أصبح ملاذهما الآمن، حيث الجدران تحكي قصص اللقاءات والهمسات الخفية.
كانت ليلى تتحدث عن حياتها قبل آدم، عن أحلامها التي لم تكتمل، وعن خوفها من أن يبتلع الحب العالم الذي بناه الألم حول قلبها.
قالت بصوتٍ هادئ:
— "كنت دائمًا أؤمن أن الحب يمكنه أن يشفي كل الجراح، لكن الآن أدركت أنه يحتاج إلى أكثر من مجرد مشاعر... يحتاج إلى شجاعة."
نظر آدم إليها، وعيناه تحملان تعاطفًا عميقًا، ثم ردّ:
— "الشجاعة ليست غياب الخوف، بل القدرة على المضي قدمًا رغم الخوف."
تحدثا طويلاً، عن آمالهما وأحلامهما، عن الندوب التي لا تزال تعانق قلبيهما، ولكن بشعور متجدد من الأمل.
في تلك اللحظة، قرر آدم أن يكسر الجدار الذي بناه حوله لسنوات.
أخرج من جيبه خاتمًا صغيرًا، بسيطًا، لكنه مليء بالمعنى.

قال:
— "ليلى، لا أستطيع أن أعدك بالكمال، لكن أعدك أن أكون هنا معك، أن نحاول معًا، أن نبني شيئًا حقيقيًا رغم كل شيء."
دمعت عينا ليلى، وأجابت:
— "آدم، هذه ليست نهاية، بل بداية... بداية جديدة."
لكن، خلف هذه اللحظات من الحب والهدوء، كانت هناك عاصفة لم تنته بعد.
في أحد الأيام، تلقت ليلى رسالة مجهولة المصدر، تحمل كلمات غامضة:
"لا تنسي أن هناك من يراقبك، من لا يريد لهذا الحب أن يستمر."
ارتعبت، ولكنها لم تخبر آدم فورًا، كانت تخشى أن يُثقل عليه ما تبقى من أعباء.
خلال الأيام التالية، بدأ الاثنان يلاحظان أمورًا غريبة: اتصالات هاتفية غير معروفة، ظل يلاحقهما في الشارع، حتى أن أحد أصدقاء آدم لاحظ تحركات مشبوهة حول منزلهما.
كانت الأجواء تعود لتصبح مشحونة، وكأن الماضي يرفض أن يتركهما يعيشا بسلام.
في ليلة عاصفة، اجتمعا في الشقة، وكانت الرياح تعصف بالخارج كما لو أنها تعكس حالة قلبيهما.
قالت ليلى:
— "لا يمكننا الهروب، آدم. علينا أن نواجه ما يأتي، معًا."
ابتسم آدم، واحتضنها بقوة:
— "لن أتركك أبدًا."
لكن، في تلك اللحظة، دقّ الباب بقوة، وسمعا صوت خطوات غريبة.
فتح آدم الباب بحذر، فوجد أمامه شخصًا يرتدي قناعًا.
قال الصوت المجهول:
— "الحب ليس سوى وهم، وسنريكما كيف ينتهي الوهم."
توقف الزمن للحظة، والهواء الذي كان يعج بالهدير تحوّل إلى صمت مثقل بالخطر.
الشخص المجهول وقف أمام آدم وليلى، يرتدي قناعًا أسود يغطي وجهه بالكامل، وحمله في يده شيء لا يستطيعان تمييزه في تلك الظلمة.
تقدم ببطء نحو الداخل، وعيناه تلمعان خلف القناع، وكأنهما تنبضان بالحقد والغيرة.
قال بصوت كئيب ومتحجر:
— "هل تعتقدان أن بإمكانكما الفرار من الماضي؟ الحب ليس ملاذًا، بل هو فخ."
أمسك آدم يد ليلى بقوة، وشعر بالقشعريرة تسري في جسده، لكنه لم يبدِ أي خوف.
ردّ بحزم:
— "نحن نقرر مصيرنا، وليس أنت ولا أي ظل من الماضي."
دخل الشخص الغامض إلى الغرفة، ثم سحب قناعه ببطء، وكشف عن وجه مألوف لكنه يحمل في عينيه ظلالًا من الألم والغضب.
كان ذلك الرجل الذي تعرف عليه آدم في الماضي، وكان من شبكة فهد التي تم تفكيكها — رجلٌ لم يظهر اسمه من قبل، لكنه كان العدو الحقيقي في الظل.
قال الرجل:
— "أنا هنا لأقول لكم أن اللعبة لم تنته بعد."
بدأ الرجل بسرد تفاصيل عن شبكة أكبر وأخطر مما تخيل آدم.
شبكة تمتد إلى قوى نافذة تحاول إعادة السيطرة على كل شيء، لا تفرق بين أصدقاء أو أعداء.
قال:
— "لقد ظننتم أن القبض على فهد سيحل المشكلة؟ إنها مجرد بداية."
ليلى حاولت أن تتحدث:
— "لماذا؟ لماذا تحاولون تدمير حياتنا؟"
نظر إليها الرجل بعينين باردتين وقال:
— "لأنكما وقفا في طريقنا. الحب بينكما يشكل تهديدًا لخططنا، وجودكما معًا هو تمرد.
خرج آدم من الصدمة بسرعة، وقال:
— "لن نسمح لكم بأن تتحكموا بحياتنا.
في اللحظة نفسها، سمعوا صوت سيارات الشرطة تقترب، فقد أبلغت ليلى صديقها منذ اللحظة التي لاحظت فيها تهديدات الغامض.
الرجل المجهول تراجع بخطوات سريعة، ثم قال:
— "هذه ليست نهاية القصة... سنتقابل مرة أخرى."
مع اختفائه في الظلام، تنفّس آدم وليلى الصعداء، ولكن كان واضحًا أن التهديد قد أصبح أكثر واقعية.
في الأيام التي تلت، قررا أن يتخذوا خطوات أقوى.
بدأ آدم بتنظيم حمايتهما، وأخذ ليلى في رحلة قصيرة خارج المدينة لتبتعد عن التوتر والتهديد.
في تلك الرحلة، جلسا تحت سماء صافية، والنجوم تلمع كاللآلئ، وبدأ آدم يتحدث عن أحلامه المستقبلية.
قال:
— "ليلى، رغم كل ما مررنا به، أشعر أننا قادرون على بناء شيء أجمل. الحب الذي بيننا قوي، وسيقوينا في وجه كل العواصف."
ابتسمت ليلى، ووضعت رأسها على كتفه، وقالت:
— "أنا معك، مهما كان الثمن."
مع عودتهما، بدأت صفحة جديدة في حياتهما، لكن ظل الظلام يلوح من بعيد.
كانا يعلمان أن الطريق أمامهما لن يكون سهلاً، وأنهما بحاجة إلى قوة لا تأتي فقط من الحب، بل من الشجاعة والوحدة.
تعليقات



<>