رواية تشابك ارواح الفصل الخامس والعشرون25بقلم امينة محمد

رواية تشابك ارواح 

الفصل الخامس والعشرون25

بقلم امينة محمد

 مِنهم تحملنا كل أنواع الأوجاع،

ومَن هُم لنعيش بقية حياتنا في مآسي؟
في الماضي تُركنا،
وفي الحاضر تُركنا أيضًا،
ويبدو بأننا لن نكون إختيار أحدهم في المستقبل.
استمعت للطرف الثاني يتحدث ثم همست بغلٍ واضح ووجه ينبع بالشر:
"دي شكلها ناوية نية سودا معايا يا ماما، وأنا والله ما هضيع كل اللي عملته كفاية التعب اللي شيفاه وكفاية إني مستحملة أنه متجوز غيري عشان يخلف عشان مقدرش أشوفه طول الوقت زعلان ومخذول إنه معندوش ولاد وهو كان نفسه في عيل، بس ورحمة أبويا تولد ولأخلص عليها أصلًا لو مطلقهاش"
هكذا أنهت كلماتها مع أمها وتوجهت نحو شقتها ثم لفراشها تحديدًا تستقر عليه، وتتذكر ذلك اليوم الذي رأته به لأول مرة عند جامعتها، كان وقتها يُنهي أوراق مهمة تخصه وقابلها، ومن ذلك اليوم وهي تُهيم به عشقًا.
حاولت مرارًا وتكرارًا في إيقاعه في حبها ولكن الأمر لم ينجح، لم تكن تود أن تحيط علاقتهما بسحرٍ أسود خاص بوالدتها تفعله للناس لقضاء حاجتهم وما يريدون، وكأنها مثل سحر علاء الدين متى يطلب منها أحدهم شيء، تنفذه وتخبئ تلك الأشياء بأماكن لا تخطر على البال حتى لا يكتشفه شخص ويتم فك السحر.
ولم يكن بيديها شيء لتفعله سوى ذلك، وبعد صداقة رفقته أخذت ما تود منه وأعطته لوالدتها وتم الأمر بنجاح، ومن وقتها و«آسر» يسير حيثما تسير «رنا»، يستمع لها في كل كلمة، إن أخبرته بأن يسير صوب اليمين سيسير، وإن أخبرته بأن يسير صوب اليسار سيفعل أيضًا.
شر لا متناهي يخرج من داخلها ومن عينيها،
سحر أسود غلف بيت الفتىٰ من أوله لأخره،
حتى أن المسكين أصبح في الآونة الأخيرة مُتعبًا كَمن ستنتهي حياته خلال أربعون يومًا فقط،
تلك الأربعون التي يعشها الميت على قيد الحياة بجسده فقط، ثم بعدهما يذهب إلى حيث الإستقرار، إلى مكانه الأصلي، وكلنا لله راجعون.
تدنست هي ووالدتها بالسحر، يقال بأن من أتى بعرافًا وسأله في شيء زاعمًا بأنه يعلم الغيب؛ فلن تُقبل منه صلاته لأربعين يومًا، ومن أتى به وصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فما بال هؤلاء الذين يعملون به وهم الآن خارج الملة!
سحرته فسُحرت به،
ولكن السحر حرامٌ في كل مواضعه،
إلا سحر عيناه الخضراء التي سلبتها منذ اللقاء الأول، وحدها الحلال.
تلك الصدمة التي سيتلاقاها عند معرفته، بل هي لا تقل عن الفاجعة بشيء، سيُخذل كون امرأته من استأمنها عليه وعلى حياته هي السبب بكل ما يمر به من تعبٍ ووجعٍ!
نظرت للساعة فعلمت أنه على وشك العودة، تحركت نحو المرحاض تغسل وجهها ببعض الماء، وأخرجت قطرة وضعتها بعينيها ستجعلها تلتهب قليلًا وكأنها تبكي منذ مُدة، وعندما شعرت به يدلف للمنزل خرجت من المرحاض أمامه، كانت كالحية تمامًا تُغير جلدها متى أرادت، ها هي تُغير وضعها أمامه من ظالمة لمظلومة، ومن قاهرة لمقهورة.
تبدلت ملامحه للاستغراب وتوجه يقف أمامها يسألها بقلقٍ:
"مالك يارنا، معيطة ليه؟ فيه حد مزعلك ولا حاجة؟"
هزت رأسها ورسمت ابتسامة راضية صغيرة تزين ثغرها وربتت على كتفه تقول بمسكنة:
"لا ياحبيبي متقلقش، خلاص عدت على خير متحطش في بالك، مش عاوزة اشيلك الهم بس"
_"هم إيه يا رنا، في إيه؟"
قالها «آسر» بقلقٍ أكثر وحاوط خديها بكفيه، فبكت الثانية واقتربت تحتضنه بقوة وهي تقول ببكاء ونشيجٍ نجحت بتمثيله أمامه بكل جوارحها:
"مرام يا آسر، أنا طلعتلها من شوية أقعد اتكلم معاها وأطمن عليها أنت عارف أنا ومرام مافيش بينا حاجة، بس لقيتها بتتكلم بشكل مش كويس معايا، وعرفت إنها بتاخد حبوب منع الحمل يا آسر عشان مش عايزة تخلف دلوقتي!"
توسعت حدقتيه بصدمة من حديثها، ولج كلامها كالسُم لعقله فورًا، وأظلمت عيناه بظلام حالك سينهش بالمسكينة الثانية، ربت على كتف «رنا» يحاول تهدئتها:
"طب أهدي يا حبيبتي، أهدي وأنا هتصرف مع مرام، خدي نفس عشان متتعبيش"
تمسكت به بقوة وهي تغمض عينيها كالتي سيُغشى عليها وهمست بضعفٍ مزيف:
"دخلني الأوضة حاسة إني هيغمى عليا"
بالفعل تحرك رفقتها نحو الغرفة وعقله لا يتوقف عن التفكير، كيف تفعل ذلك «مرام» دون إخباره؟
كيف تفعل دون أن تسأله وهو بالأساس تزوجها لتجلب له الطفل ليرتوي منه ومن حبه.
ساعدها في الجلوس على الفراش وجلس أمامها مُمسكًا بيدها بين يديه يربت عليها بحنانٍ، يحاول أن يواسيها على شيء كاذب:
"طب أهدي بقى، هي فين مرام ولا بتعمل إيه؟"
مسحت دموعها بكفها وأجابته من بين شهقاتها:
"فوق، بتجهز عشان رايحة مع حماتي فرح، كنت رايحة معاهم بس أنا دلوقتي تعبانة فـ هنام يا آسر!"
أومأ لها برأسه ومسح على شعرها بعطفٍ، ثم استلقت وساعدها في وضع الغطاء عليها، وتحرك من عندها ببطءٍ للثانية التي لا حظ لها في تلك الحياة البائسة كحالتها.
لم يمر سوى فترة قصيرة على زواجهما وها هي زوجته تتساءل بإستمرار إن كانت تشعر بأي عوارض حمل أم لا،
الاستعجال يقتلها داخليًا بأن النهاية لوجودها رفقته اقتربت، زفرت بضيقٍ لتلك المقابلات المشحونة بينها وبين زوجته الأولى بإستمرار كلما تقابلا مؤخرًا، الأخرى تشعر بالغيرة عليه بالرغم من أنها كانت السبب بذلك، بينما هي تشعر بالقهر تجاه نفسها، وكأنها ليس لها الحق بأن تمتلكه كما تفعل «رنا»، وهذا بالفعل مايحدث، هي ليس لها الحق.
رنين الجرس اخرجها من شرودها وهي ترتدي فستانها الجميل الذي كان يعطيها رونقًا جذابًا، بلونه الفيروزي الذي يطغي على لون عينيها الخضراء، لتغادر لحفل الزفاف الذي سيذهبون له، توجهت نحو الباب وفتحته بعدما تأكدت بأنه هو، ولكنه دلف كعاصفة قوية وأغلق الباب خلفه بقوة وأمسكها من ذراعها وجذبها نحوه وهو يهدر بوجهها بعنفٍ:
"إيه الكلام اللي قولتيه لرنا ده، أنتِ عارفة حالتها عاملة إزاي من وقتها بسببك؟ لو حصلها حاجة ولا تعبت ورحمة أبويا يامرام ماهرحمك"
كادت ان تُدافع عن نفسها أمامه ولكنه تركها بدفشة قوية فعادت لأثرها للخلف واصطدم ظهرها بالحائط خلفها، مغمضة العينان مُتألمة من تلك الدفعة القوية التي آلمتها، أقترب أكثر منها يلتصق بها وقال بجمودٍ وحدقتيه تشع شررًا:
"اعملي حسابك مافيش روحة الفرح معانا، وجهزيلي نفسك لما أوصل أمي عشان نخلص من القرف ده وتحملي بقى!"
_"قرف؟"
نطقت بها بفيهٍ مفتوحًا بصدمة، أيلقب مابينهما «بالقرف؟» هل هي رخيصة أمامه لتلك الدرجة!
احمرار وجهها كان كفيلًا ليعبر عن غضبها الجامح وهي تصرخ بوجهه بحدة:
"اللي بينا قرف يا آسر؟ أنت حتى مكلفتش نفسك تسألني حصل إيه، جيت تهب في وشي زي البركان وهتمشي بسبب كلمتين هي قالتهملك، وجاي مسمي اللي بينا قرف، ما أنا إنسان على فكرة، وممكن من شدة الضغط ده أموت برضو، مش هي بس، عمومًا.."
صمتت لثوانٍ وهي تبعد عيناها الملتمعة لسترته التي وضعت يدها عليها تُنفضها كأنها عليها التراب:
"حاضر، هجهزلك نفسي لحد ما ترجع عشان أحمل ونخلص من القرف"
كان يُتابعها بغيظٍ، هي محقة بكل كلمة قالتها، هو الآن يحمل الشيء ونقيضه بداخله، الناحية الأقوى المُتحكمة به لم يكترث بها لرؤيته «لرنا» بحالتها المُتعبة وهو يعلم مرضها وأنها من المُمكن بأن تقع في أي وقت أرضًا، والنقيض الآخر هو التخبط الذي من الأساس بسبب«رنا»، وتعامله هكذا مع ابنة خالته أيضًا بسببها، زفر بضيقٍ مجددًا وهو يلتفت في وقفته يوليها ظهره، يتابعها وهي تغادر بقلبٍ مكسورٍ نحو غرفتها بعدما رمت بوجهه قنبلة مليئة بالقهر، توجه نحو الباب ولكن منعه التحرك صوت ارتطام جسدٍ بالأرض، فتوسعت حدقتيه وعاد من مكانه راكضًا لغرفتها ليجدها ارضًا بلا حول ولا قوة.
_______________
الوقفة إجبارية، لا نملك وقتًا للأنهيار عزيزي،
علينا فقط أن نُحكم القبض على تلك الخبائث المتجولة حولنا، لنبرحها ضربًا حتى لا تُبرحنا هي!
علينا الأخذ بحقنا بيدنا، وألا ندع أي شيء يزعزعنا؛ لنبدأ أول خطوات السلام النفسي والراحة الأبدية!
اليوم وصله قبوله بتلك الشركة التي قدم بها منذ أسبوع، ها هو بدأ يحقق كل ما كان يتمنى بعد مدة طويلة من السعي والاجتهاد، أتى ليُخبرها بذلك الخبر السعيد لتفرح معه بعدما أسعد أمه الحبيبة، ولكن الآن هنالك اثنين من الثعابين سويًا، رمى سيجارته التي سحب منها نفسًا أخيرًا وتوجه ناحية «روان» المُتجهة داخل المستشفى، أوقفها بقوله الحاد:
"روان!"
التفتت له سريعًا بفزعٍ ألا يكون قد رأها، تمتمت بتوترٍ واضح وهي تجيبه:
"حمزة؟ اـ.أهلًا، في إيه؟"
مثل اللامبالاة وحرك كتفيه مبتسمًا في وجهها متحدثًا بصوتٍ خافت:
"مافيش، لسه جاي وشوفتك قولت ندخل سوا، عاملة إيه؟"
أومأت له براحة داخلية حامدة ربها بأنه لم يرها رفقة «نادر»، وتحركت جواره يدلفان للداخل وهي تقول بابتسامة بسيطة:
"فكرتك مبتطقنيش، أصل أسلوبك معايا الفترة الأخيرة مكنش قد كدا، بس أنت چنتل أوي بجد"
ابتسم بنزقٍ وطالعها بطرف عينه، يكاد يقسم لو أن الأمر بيده لأنهى حياتها الآن وأزّهق روحها، نبس بتشدقٍ:
"أبدًا، بس أنا أعصابي كانت تعبانة الفترة اللي فاتت شوية بسبب ظروف كدا واللي كان بيحصل مع رزان"
وجدت أنها فرصة لتتدخل فيما لا يعنيها بصفو مزاجه الآن، فسألته بغنجٍ وهي تنظر له:
"أنت مرتبط، يعني خاطب متجوز؟"
_"سنجل، عندك ليا عروسة؟"
أجابها بتلاعب ورفع يده أمام وجهها مُشيرًا للبنصر الفارغ من الخواتم، توسعت ابتسامتها بقولها:
"نشوفلك حد، بنت حلال يعني!"
أومأ لها بضحكة ساخرة بسيطة، وأجابها بسفاهة بملامحه الساخرة التي بها البرود الطاغي عليها:
"اتأكدي بس إنها تكون بنت حلال، مش بنت حرام، أصلهم كتروا أوي الفترة دي والواحد بقى بيقلق"
لمحت في حديثه بعض السخرية التي يرميها قصدًا في وجهها، ولكنها تعمدت ألا تكترث بذلك، فيكفي أنها تتحدث رفقته!
وصلا حيث الغرفة ومكان تواجد «شوكت» وأمها «سُعاد»، ألقى السلام عليهما ولمح بعض الاضطراب والقلق على وجوههما، سأل بحاجبٍ مرفوع:
"خير ياجماعة؟ رزان فيها حاجة!"
مثلّت الأخرى القلق عليها وسألت مُتعمدة أمامه حتى تُلفت نظره لها:
"في إيه، هي أختي مالها يا مامي؟"
أجاب «شوكت» بعد تنهيدة قوية خرجت منه على حال ابنته الذي تبدل بين لحظة والثانية:
"مرة واحدة لقينا الدكاترة بتجري على أوضتها وحطوها على الأجهزة، الدكتور بيقول ممكن من الحالة النفسية اللي بتمر بيها، المشكلة إن الدكتورة النفسية جيالها الصبح عشان إكمال إجراءات التحقيق، يارب بكرا تكون كويسة وتقوم تكمل كلام معاها!"
استنبط كل ما حدث من حديث والدها، يبدو أنه كان هناك زيارة خاصة من «نادر» لها؛ فساءت حالتها لتلك الدرجة.
اقترب «حمزة» يربت على كتف القلق ذلك وهو يقول بتوعدٍ واضح وصريح ولج لقلب الحقيرة أختها:
"متقلقش ياباشا، هتبقى كويسة غصب عن الكل ان شاء الله وهترجع تاني، وقريب أوي أوي ان شاء الله"
أومأ له الآخر بتنهيدة ثم تحرك قائلًا:
"نازل تحت أخلص كام إجراء بلغوني بيه، تعالى معايا نتكلم شوية"
تحرك رفقته «حمزة» وعقله يدور في ألف شيء، بها أولًا، وبأختها التي يود كشفها أمام الجميع ولكن بذكاءٍ، وبمشاعره الفياضة التي تكبر يومًا عن يومٍ لأجلها.
_"وصلني خبر إنك مقدم في فرع من الشركات بتاعتي كمحاسب!"
قالها «شوكت» وهو يوجه بصره ناحية «حمزة» الذي حرك رأسه بإيجاب، وأجابه بتنهيدة:
"أيوه الحمدلله واتقبلت النهاردة، بقالي كتير بدور على شغل بشهادتي و.. لحظة هو حضرتك عرفت ودي كانت واسطة؟"
سأله باستعجابٍ لأدراكه أنه علِم، ولكن أراح «شوكت» ضميره بالنفي وهو يقول:
"لا، أنا بس كنت براجع الموظفين الجداد ولفت نظري اسمك، فعرفت، أنت ليه عملت كدا لما عرفت إنها ممكن تكون واسطة"
أجابه «حمزة» بوجومٍ ناظرًا أمامه في مشيته، ووضع يديه في جيب بنطاله:
"أنا بكره الواسطات، سبب إني أبقى شغال على عربية ببيع فيها قهوة وشاي وكأنها كافتيريا متنقلة كدا هو إني ملقتش شغل وكان كله محتاج واسطة، وأنا مليش حد يتوسطلي فمكنتش أحب لما أوصل يكون عن طريق حد، أحب يكون بمجهودي زي ماكنت عامل مشروعي ده بمجهودي"
ابتسم«شوكت» بتوسعٍ وهو يستمع لحديثه، ثم ربت على كتفه قائلّا بابتسامة:
"ربنا يراضيك، بحب الشباب المجتهدة اللي بتسعى، بفتخر بيها عشان كدا لما فتحت المرة دي التقديم قولت من غير واسطات ولا سلطات، كل واحد بمجهوده"
ابتسم له «حمزة» بامتنان قائلًا:
"ربنا يكتر من أمثالك يا باشا!"
وصلا سويًا عند الإستقبال لينهي والدها بعض الإجراءات المطلوبة منه، واستغل «حمزة» انشغاله بها وسأل ذلك السؤال الذي يعبث بكيانه:
"هو فيه حاجة بين رزان وروان، بحس أحيانًا كأنهم شايلين من بعض، بالذات من روان"
كان «شوكت» يقرأ الأوراق التي قُدمت له تخص المصاريف التي سيدفعها لتلك المستشفى الخاصة التي تقبع بها ابنته، وأجاب بتنهيدة:
"أبدًا، بس هي روان أحيانًا مزاجها بيتغير فجأة بالذات إنها لسه متأثرة بموت أمها الله يرحمها"
_"أمها الله يرحمها؟ أومال الست سُعاد دي مين؟"
سأل «حمزة» باستغراب كبير، بل كانت صدمة بالنسبة له، أجاب «شوكت» بنفس الهدوء وكان يصب تركيزه في الأوراق:
"سعاد مراتي الأولى أم رزان، ومراتي التانية كانت أم روان الله يرحمها، ماتت وروان عندها عشر سنين كانت مريضة بالقلب، ومن وقتها وروان عايشة مع سعاد ربتها زي رزان بالظبط"
لم يجد ما يسأله مجددًا بعد ذلك الحديث الذي بالنسبة له صدمة، إذًا تلك الفتاة تحمل بداخلها سر كبير، وبالتأكيد يخص ذلك الموضوع الذي قاله الآن «شوكت»
ألا ليت الإخوة جميعهم سند، فبعضهم يكره الثاني ويكن له البغض،
وسائرهم لبعضهم كتف يميل عليه المُتعب!
_______________
عزم المحب أن ينسى الحبيب، وأن يعود مجددًا مُضيئًا كأن الانكسار لم يزوره يومًا،
ولكن الحب مُتمكنًا من المُحب، وزار الحبيب بعد فوات الآوان.
حل صباح جديد، رفقته تتطاير الأحلام في السماء متغلغلة في أشعة الشمس الدافئة، منها الخفيفة التي ستتأثر بتلك الحرارة فستنحرق، ومنها القوية التي ستُكمل سيرًا نحو السماء العالية فستتحقق.
_"بابا، أنا عاوز اتجوز!"
قالها «أنس» يفاجئهم جميعًا ولكن الفرحة غمرت قلب أمه سريعًا وهي تقول بوجه يحمل التهلل:
"بجد ياحبيبي؟ ياما كلمتك يا أنس، طب الحمدلله وألف ألف مبروك، مين هي؟"
نظر لهم بترقبٍ وأردف بابتسامة بسيطة:
"واحدة أعيفها'اعرفها' بنت ناس كويسة، هعيف'هعرف' بابا عليها!"
شهقت «ندى» تسأله بملامحٍ مصدومة:
"واحدة؟ وشذى؟"
استند للخلف يبتسم بمكرٍ، فهو يعلم أنها ستذهب لتُخبرها:
"مالها شذى؟ ده قصة وأتقفلت"
كادت أن تعترض ولكن والده تحدث بحزمٍ يُنهي الجدل:
"خلاص ياندى، قالك قصة وأتقفلت، على خير يابني ونروح نتقدم ان شاء الله، أنا هقوم عشان ورايا شغل والحوار اللي كلمتني فيه يا أنس يعتبر بيخلص وهجبلك أدلة، المهم ندى رايحة لشذى أصلًا وصلها عشان النهاردة فرح اخوها، ابن الحاج رفعت، أعمل حسابك على الساعة 9 تكون في القاعة ومتنساش ومافيهاش اعتذار، أنت عارف فيه صداقة بيني وبينه قوية!"
أومأ له بأدبٍ وأجاب:
"حاضي'حاضر'، يلا إحنا كمان يا ندى، عن أذنك يا أمي!"
اقترب يُقبل رأس أمه التي أغرقته بالدعوات لأجله، وتحرك رفقة أخته التي مازالت تحت الصدمة، فهي وعدت الثانية بأنه سيتزوجها والآن ستكسر بقلب صديقتها، نظرت له ولم ترغب بالتحدث ولكنه لاحظ أن بثغرها كلام كثير، عزم على تركها هكذا بذلك التخبط لتخبر «شذى» بذلك الخبر!
_"دقيقة بس يا ندى هنقف هنا نقابل حد ونمشي!"
أومأت له فوجدت سيارة تقف أمام سيارته وترجل «أنس»، وخرج من الأخرى «إياد» الذي صافح أخاها بابتسامة:
"ها هنروح دلوقتي على الحارة؟"
أجابه «أنس» بابتسامة قائلًا:
"أيوه، بس عندي مشوار سريع هوصل أختي، بس هبعتلك اللوكيشن توصل عندها وهتلاقيني على طول وراك ان شاء الله، كدا كدا أنا معرفهم وأكيد هما مستنين في المجلس اللي بيقعدوا فيه على طول"
عند ذكر أخته وجه «إياد» نظره ناحية السيارة فوجدها تنظر نحوه، التقت عيناها مع عيناه في إتصال قصير قبل أن تُشيح بها بعيدّا بسرعة، حرك «إياد» رأسه «لأنس» قائلًا بهدوء:
"هستناك، يلا بالأذن!"
ثم توجه لسيارته وغادر بها، وغادر بعده «أنس» بسيارته وقام بتوصيل أخته ثم غادر خلفه للحارة!
وصلت «ندى» لغرفة «شذى» التي تتجهز لعرس أخيها اليوم، ودلفت لها بوجهها الذي مازال تحتله الصدمة بينما الأخرى استقبلتها بابتسامة واسعة:
"ندود كويس إنك وصلتِ بدري كدا، يلا عشان نلحق الكوافير، أنس جاي النهاردة صح؟"
أومأت لها فقط برأسها، بينما «شذى» تبدلت ملامحها لأخرى مستنكرة وهي تسألها بقلقٍ:
"مالك ياندى، مبلمة كدا ليه وكأن حد خابطك على راسك!"
_"أنس، هــ هيتجوز!"
قنبلة وانفجرت في وجه «شذى» التي تغيرت ملامحها بسرعة لصدمة، وقلق، توتر، خذلان، كل تلك المشاعر المضطربة احتلتها، همست بتلعثمٍ:
"يتجوز إزاي يعني، ومين دي؟"
حركت «ندى» كتفها بلا علم وربتت على ذراعها تواسيها بتنهيدة قوية:
"ربنا يعوضك!"
لمعت عين الثانية بالدموع التي احتجزت بها، ثم ذرفتها جميعًا بقهرٍ، أجهشت بالبكاء كما لم تفعل من قبل، وتحولت سعادتها باليوم لتعاسة:
"طب ليه، أنا بقالي أسبوعين بحاول أصلح غلطتي، أنا بحبه أوي ياندى والله، مقدرش أعيش من غيره إزاي هو هيروح يتجوز غيري طيب، ليه ياندى أنتِ وعدتيني إنه هيتجوزني"
ضمتها «ندى» بقوة وبكت مع صديقتها على كسرتها بذلك الشكل، همست تواسيها وتطمئنها:
"حقك عليا، ربنا يعوضك بالأحسن والله متزعليش ياشذى بالشكل ده بالله عليكِ، خلاص بقى النهاردة فرح أخوكِ ومينفعش تعملي كدا!"
ظلت تبكي لقليلٍ من الوقت تُخرج كل شيء سلبي من داخلها ثم ابتعدت تسحب نفسًا عميقًا وتمسح دموعها بقوة:
"خلاص حصل خير، ربنا يسعده يارب!"
وتحركت من أمامها نحو المرحاض تغسل وجهها ثم غادرتا سويًا نحو مركز التجميل، ولكنها كانت بقلبٍ مكسور ونفسٍ مقهورة!
______________
كل الأيام تريدها أن تبكي،
وكأن اليوم يراهن الأمس والغد بأنه سينهش قلبها،
كل الأيام تنال منها وهي لم تنل شيء!
هب في وجهها بغضبٍ جامح أفزع كيانها:
"كفاية بقــا يا سيلين، كفايـة، هو انتِ مبتفهميش يعني"
عبست بوجهه بملامح مكسورة تشكلّت أثر صراخه بها:
" لا بفهم، بس أنا نفسي أكون معاكم يا مروان، يعني أنا والله هتصرف كويس ومش هختلط بأي حد، أوعدك بـ ده"
وضع إصبعه على جبهتها يضغط عليها بحركات متتالية يحاول أن يخبرها بأن تفهم الحديث:
"ياريت تفهمي ان محدش طايقك في الحارة ياماما، فوقي! أنتِ أبوكِ قاتل بنت حارتنا، وسارق أرضنا، أنتِ مستوعبة موقفك ولا موضع أهلك معانا، كفاية أننا أصلًا مقعدينك معانا هنا، غيرنا كان خلص عليكِ وبعتك لأبوكي في شكارة"
وجز على فكه مُكملًا بضيق:
"بصراحة .. أولهم أنا"
لم تجد ما تقوله فانسحبت بكل هدوءٍ من أمامه، هدوء لم يعهده على صاحبة الرأس الحديدية، ولكن كلماته اللاذعة هذه المرة .. خاصةً منه هو؛ كان لها تأثير كبير على قلبها الصغير
استيقظت بذعر من ذلك الكابوس، بينما هو كان يتجهز ليغادر نحو المجلس لتلك الجلسة التي تنتظرهم جميعًا رفقة ذلك الضابط، لمحها تستيقظ بفزعٍ فتوجه نحوها جالسًا جوارها:
"بسم الله الرحمن الرحيم، في إيه؟"
طالعته قليلًا تُملي نظرها منه، تحمد الله بداخلها بأنه لم يكن سوى كابوسًا، اقتربت بجسدها له وضمته بقوة وهي تغمض عينيها، أردفت بنبرة خفيضة لاهثة:
"حلمت بكابوس، وحش أوي يامروان، مش عاوزة أحكيه عشان ميتحققش"
كانت تحاوط عنقه بذارعيها بقوة، بينما هو لف يديه حولها يضمها ويربت على ظهرها بقوله الهادئ الذي يبث بها الطمأنينة:
"بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله على قلبك حتى يهدأ وتستقر أوجاعه، الله يبعد عنك الكوابيس يارب"
تلك رائحة الياسمين التي تحاوطها وصلت لأنفه من قربها منه بتلك الدرجة، جعلت عقله يرفرف في مكانه وقلبه يقرع كالطبول، شددت العناق وسألته بخوفٍ:
"أنت مش هتسيبني صح؟"
تشكل الاستغراب على ملامحها ومسد على شعرها بحنانٍ قائلًا:
"لا مش هسيبك، اطمني أنتِ وأهدي، الكابوس ده من الشيطان بيخوفك إني هسيبك، أطمني"
ابتعدت عنه ترفع أصبعها في وجهه عابسة الملامح كقطة تهدد صاحبها، وأردفت بتهديدٍ:
"عارف لو سيبتني أصلًا هعمل فيك إيه؟"
أمسك إصبعها ينزله وقوس حاجبه يشاكسها بقوله:
"هتغتاليني؟"
_"لأ، هعيط!"
قالتها بنبرة مهزوزة وذرفت الدموع التي احتجزتها في الحلم، تنهد بثقلٍ لعدم ثقتها في أي شيء في الحياة لكثرة تعرضها لتلك المصائب التي تمر بها، رفع كفه يمسح دموعها وهمس:
"طب أهدي وصلي عالنبي!"
صلت على النبي فأبتسم وأكمل حديثه بحنو بالغ وكفيه يربتان على خدها بحنانٍ:
"أنا مش هسيبك، خلاص بقيتِ في أمان والدنيا أمان، متخليش الأفكار دي تسيطر عليكِ وأوثقي فيا أنا!"
رفعت يدها تُمسك بإحدى يديه التي على خدها وأجابته بنبرة سريعة:
"مبوثقش غير فيك أصلًا"
ابتسم بتوسعٍ لأجابتها فأكملت حديثها وهي تستشعر يديه الحنونة:
"بحب الحركة دي أوي لما بتعملهالي، فيها دفى كدا!"
مازالت ابتسامته تزين ثغره وهو يرى كم أن أبسط الأمور تبث بها الطمأنينة وبقلبها، وبدون بذل أي مجهود تفرح وتُسعد، وليس كما توقع تُغريها الأموال الكثيرة أو ترضيها.
_"طب كويس، نبقى نثبتك بيها بقى، يلا أهدي كدا وقومي صلي وأنا هنزل عشان عندي حوار مهم ومش هرجع غير آخر النهار ماشي؟"
قالها لها وتحرك من أمامها فابتسمت له واجابته:
"ماشي، خلي بالك من نفسك!"
ألقى عليها السلام وغادر الشقة نحو المصير الذي ينتظرهم.
وصل للمجلس ووجدهم يجلسون جميعًا بما فيهم «أنس» وشخص لم يعرفه فتيقن أنه الضابط الذي أخبرهم عنه «أنس».
بدأ الحديث «إياد» بثقة خرجت من داخله:
"دلوقتي أنا عاوز أساعد، عرفت حاجات كتير عن نادر ووليد من الظباط اللي معايا بس فيه ناس حامية الاتنين دول عشان كدا محدش قادر يهوب ناحيتهم، أنا لسه منقول جديد هنا وقررت أكون أنا اللي يهوب ناحيتهم، أنا قابلت حمزة قبل كدا في المستشفى لما قبضت على نادر!"
نظر نحوهم «حمزة» ثم له مجددًا وأومئ برأسه وهو يقول:
"فعلًا وخرج تاني، صح؟"
أكد له «إياد» تلك المعلومة، ثم انتبهوا لقول «إبراهيم» بجدية وهو نظره مصوب تجاه «إياد»:
"وأنا إيه يثبتلي إن حضرتك بتساعد ياسيادة الرائد، مش معاهم، أصل إحنا شبعنا خيانة!"
بنفس الثقة التي يتحدث بها الآخر أكمل حديثه مبتسمًا:
"عشان أنا لو مزقوق عليكم هلعب بديلي من برا برا، مش هقول إني جاي أساعد واقعد وسطكم، وسيبوا الأيام توريكم ده ان شاء الله، أنا عرفت أنكم مجمعين حاجات كتير عن الاتنين، ودي لوحدها كبيرة أوي إني ألقي القبض عليهم لو القضايا اترفعت!"
لحظة صمت حلت عليهم جميعًا، حتى ابتسم «إبراهيم» بثقة ونظر ناحية الباب ليجدوا «ثابت» المحامي يدخل لهم، عبس الجميع في وجهه وكاد «عبدالله» بأن يتحرك له يهرع عليه ضربًا، ولكن أوقفه الحاج بقوله بجمود:
"أدخل ياثابت!"
ولج «ثابت» بابتسامة واسعة وجلس جوار «الحاج إبراهيم»:
"مساء الخير، ان شاء الله القضايا اترفعت يا سيادة الرائد ومشيت كمان، أنس هيساعدني في رفع قضية نادر المصري، وأنا متولي قضايا وليد الأنصاري، النهاية قربت أوي!"
نظروا جميعًا تجاه «أنس» الذي هز كتفه ببراءة قائلًا:
"إيه، والله الحاج هو اللي قالي أعمل كدا عشان الموضوع يخلص في السييع'السريع'"
_"ده أنا اللي هركبك السييع يا أنس!"
قالها «عبدالله» بحنقٍ فنظر له والده بصرامة، سكت سريعًا عن التحدث وهز «حمزة» كتفه ببراءة:
"شايف مش أنا اللي اتنميت أقصد اتنمرت عليك، ده عبدالله!"
سبهما «أنس» في سره وهو يطالعهما بسخطٍ، بينما تحدث «ثابت» يُنهي الجدل:
"كله كان متفق عليه مع الحاج، والموضوع خلاص بيخلص أصلًا وقريب جدًا هيتقبض عليهم!"
تدخل في الحديث «حمزة» يوجه حديثه «لإياد»:
"فيه حوار ممكن يساعد، المفروض إن نادر ممنوع من إنه يقرب من رزان لأن بيتحقق معاها الأيام دي في القضية بسببه عشان يتقبض عليه، نادر كان عندها امبارح وسببلها انهيار عصبي واتحطت على الأجهزة، أنا لو روحت طلبت أشوف كاميرات المراقبة محدش هيرضى، ممكن أنت تعملها يا باشا!"
شرد «إياد» بحديثه وابتسم بتوسعٍ لذلك، ثم أردف:
"حلو أوي، تمام سيب دي عليا!"
انتهت الجلسة وغادر الجميع نحو مصالحه بعد أن تحدثوا قليلًا في أمورٍ فرعية تخص كل شيء، وكشفت الحقيقة ورفع الظلم عن المظلوم!
________________
الحب لا يطرق الأبواب، يأتي على غفلة وإما أن يكون مع صاحبه فينصفه وإما ضده فيقتله.
صامتة منذ الأمس، منذ أن لحقها وذهب بها مهرولًا إلى المستشفى ثم أتى بها لهنا مجددًا حيث استقرت في الفراش نائمة مُتعبة مكسورة، وها هي الآن استيقظت على صمت الأمس.
كان ينكس رأسه بخجلٍ منها، يلعن ذاته داخليًا بأسفٍ على تلك الحالة التي أوصلها لها:
"والله العظيم أنا آسف، حقك عليا، أنا مكنش قصدي يحصل كدا يا مرام، حقك على راسي والله واللي أنتِ عيزاه أنا هعملهولك!"
صمت مجددًا، لا تتحدث!
تنهد بقوة وعاد يسألها بقلقٍ على صمتها الطويل ذلك:
"مرام؟ قوليلي عايزاني أعملك إيه وهعمله، بُصيلي واعملي اللي عايزاه بس متفضليش ساكتة كدا!"
_"عايزة اتطلق، طلقني!"
قالت ذلك فقط ووجهت بصرها له بملامح مكسورة غلفها البرود اللامتناهي.
_____________
_"بِس بِس، خد يامشمش!"
قالتها تلك التي تركض خلف القط «مشمش» حتى لا يُمسك «بمشمشة» ويضربها، سمعت صوت الباب يُفتح وولج لها «مروان» بملامح واجمة غاضبة، أثار داخلها الاستغراب لملامحه تلك وتحركت تقف أمامه تسأله بفضولٍ:
"حمدلله عالسلامة، مالك متعصب كدا ليه!"
حرك رأسه صوبها وهمس بقوله بهدوءٍ:
"البسي وتعالي معايا تحت، أبوكِ تحت!"
ارتجف قلبها وهلع من الخوف، أمسكت بيده بقوة وهي تقول بتوترٍ:
"مش عايزة أقابله، هو عاوز إيه؟"
حرك كتفيه بلا علم وضغط على يدها يطمئنها بقوله:
"متقلقيش، هيشوفك وأنتِ مراتي بس، وهيغور في ستين داهية، بس البسي إسدالك وتعالي يلا"
استمعت له وتيقنت بأنه لن يتركها، وهو من داخله لن يفعل، فقط سيعلم الحقير والدها بأنها الآن زوجته!
ارتدت ملابسها وتحركت معه نحو الأسفل مُمسكة بيده بقوة، وقفا سويًا جوار الجموع وأمامهم يقف «وليد»، نظرت له بتمعنٍ تتفحصه، لم تره منذ زمن، ولكن الآن رؤيتها له لم تكن سوى أنه شيطانًا يقف أمامها!
أشار لها بأن تقترب بقوله الساخر:
"سيلين، قربي يابنتي!"
رفعت بصرها «لمروان» وأشار لها برأسه بايجاب، يعلم بأنه لن تحدث أي حركة غدر هنا، وإلا القتيل سيكون ابنته وعلى يد والدها.
توجهت لوالدها الذي ضمها له وهمس في أذنها:
"تسنيم معايا، ومروان لو متحركتيش معايا محله هينفجر وهو فيه، وأنتِ عارفة أعملها، خدي أبوكِ بالحضن وقولي عايزة أمشي معاك!"
صدمة وقعت على المسكينة جعلتها لم تقوى على الحراك في أحضانه، بينما هو شدد على عناقها يحثها على فعل ذلك، فرفعت يدها المرتجفة وضمته لها ثم ابتعدت:
"بابي، عايزة أجي معاك!"
صدمة ثانية، وقعت فوق رأس الأخر، الذي كانت تترجاه بألا يتركها وها هي الآن تغادره، ما الذي أصابها في لحظة؟
لم يجد نفسه سوى والغضب يعمي عينيه ويهتف بغضب حاد:
"ده العرق طلع دساس فعلًا!!"
تعليقات



<>