رواية تشابك ارواح الفصل الرابع والثلاثون34بقلم امينة محمد

 رواية تشابك ارواح 
الفصل الرابع والثلاثون34
بقلم امينة محمد 

يصاب القلب بالهلع عندما نفقد الأحبة، فيولج بعدها لدوامة عدم الإدراك، ثم يصيبه اضطراب ما بعد الصدمة فيظل في الحياة بجسدٍ بلا روح.

القِ السلام على قلوب أحبتنا يا الله، أزرع بهم الأمل وحاوطهم بكل السعد والفرح، وحاصرهم بالسكينة والأمان، فنحن بلا أحبتنا لا ننجو، وأحبتنا بدوننا لا يعيشون.

سئمت من كوني دومًا الخاسرة في كل حربٍ أُوضع بها دون إرادتي، فالخسارة فادحة تؤلم قلبي... قلبي الذي لم يعد يتحمل أي شيء طالبًا التوقف عن العمل ليهدئ قليلًا.

والنوع الثاني من الخسارة أيضًا حاوطني أنا وقلبي، وهو خسارة أحبتي، أمي، أبي، خسارة من ينال القلب معهما الراحة، الأمان، خسارة حبي الأول، وبدء مرحلة جديدة من اليأس.

مع صراخ أمه الذي دوى في الأرجاء عندما وجدت نزيف «مرام» من أسفلها، ورأسها التي نزفت بسبب اصطدامها بحافة السلالم، تحرك وهو لا يعلم كيف تحرك بتلك السرعة وحملها بين ذراعيه راكضًا بها نحو المستشفى، لا يعلم كيف سابق السيارات والطريق، كيف وصل لهنا بالأساس، ولكنه معمي الآن تمامًا من كل شيء، فقط يتخيلها وهي تهوى بجسدها ثم فقدت وعيها على الفور، ونزيفها الذي ألم قلبه وجعله مقبوضًا.

استقبلوها منه في الطوارئ سريعًا وأخذ هو الممر ريحةً وجيئةً ينتظر أي أحد يطمئنه، ظل طويلًا كل شيء مُلقى على كاهله، كل شيء ضده وكأنه وحيدًا في وسط الحياة يصارع وحشة البشر وشرورهم.

_"متسبنيش يا مرام، متسبنيش!"

همس بضعفٍ بينه وبين نفسه، أطبقت الحياة كل الثقل على أنفاسه، كأنها تحاول كتمها ليموت حيًا.

بعد مُدة خرج الطبيب يُزيل القناع من على فمه وهو يردف بتنهيدة:

"أضطرينا بسرعة ندخلها عمليات عشان جالها نزيف والجنين كان لازم ينزل!"

اقشعر بدنه وهو يطالع الطبيب بعينين لامعتان بشكلٍ مصدوم، وهوى جسده بدفعة قوية من أعلى الهاوية، أصابه الخبر بالضيق والاختناق، كمن جثم على أنفاسه بقوة شديدة، ولم يتحدث سوى باستنكارٍ:

"جـ..جنين؟ هي كانت حامل!"

ربت الطبيب على كتفه بمواساة:

"ربنا يعوضكم خير، بس هي كانت لسه في الشهر الأول والجنين مكنش لسه ثابت، الحمدلله إننا لحقنا كل حاجة قبل ما تضرها هي، الحمدلله، ربنا يعوضكم خير ويرزقكم بالذرية الصالحة!"

ثم تخطاه وغادر ليجلس هو على أقرب كرسي بعدما لم تعد قدميه تحملانه، لا شيء يتحمله الآن إن أتينا للحق، لا قلبه ولا عقله، لا جسده ولا أعضائه البقية، كلهم في حالة نفور وأجيج قوي!

كلما أراد شيء وكلما تمنى أمنية، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وحركتها بطريقٍ غير المطلوب، ليغوص معها بالاجبار.

للحظة أتى على باله كيف سيصارحها عندما تستيقظ وتتحمل تلك الفاجعة الكبيرة على قلبها الهش الرقيق، هل سيخبئها بين أحضانه فقط؟

والآن أتى على باله تلك العقربة التي يود أن يفتك بها، تحرك من مكانه عندما لمحهم ينقلونها نحو غرفة أخرى وهي غائبة تمامًا عن الوعي، وجهها شاحب ورأسها معقودة بشاشٍ يغطي جرحها.

تنهد بثقلٍ في محاولة منه لإخراج بعضه حتى يكون قادرًا على أن يكون جوارها يحمل عنها آلامها، ويضمد لها جروحها.

_"هي هتصحى أمتى؟"

سأل الممرضة بقلبٍ حزين لتجيبه:

"ممكن ساعتين كدا ولا حاجة!"

أومأ لها وتحرك ناحية الإستقبال ليرى الحسابات ويدفع مصاريف وجودهم هنا، ثم عاد أدراجه نحو الممرضة يوصيها على «مرام» وأخبرها بأنه سيعود للمنزل ليجلب لها بعض الأشياء وأنه لن يتأخر.

غادر بسيارته للمنزل محملًا من أعلاه لأسفله بكل الغضب والشرور متوعدًا لها، صعد لأعلى كما بقوة شديدة يسابق الرياح، ووصل إلى شقته وفتحها على وسعها وعندما لمحها تجلس على الأريكة بكل برودٍ أردف بسخرية:

"أنتِ لسه هنا؟ أنا قولت هيبقى عندك دم وتغوري، بس شكلك محتاجة لسه درس شديد!"

عندما انتبهت له هبطت الدموع من عينيها، بينما هو شمر عن ساعديه وأقترب نحوها يقول بسخطٍ غاضب:

"دموع التماسيح دي مش عليا، خلاص أنا بقيت حافظك وعارفك متحاوليش"

وأقترب يُمسكها من شعرها بقوة وجذبها خلفه لخارج الشقة وأمه خرجت على صوت صراخاتها:

"بتعمل إيه يا آسر، أهدى يابني"

_"بس يا أمي، ادخلي الشقة وأنا عارف هتصرف إزاي مع الأشكال دي!"

ثم جذبها من شعرها لخارج البناية ودفعها بالسيارة وركب هو الآخر وقاد بها حيث منزل أمها:

"انزلي ياروح أمك انزلي"

غادرت السيارة باكية كما المسكينة، ولكنها تحمل كل الشر في أعماقها، تكذب في كل شيء، تخدعه، وهي السبب في تعبه واضطراباته.

طرق الباب بقوة لتفتح له أمها التي ما إن لمحته اكفهر وجهها بحدة:

"أنت بتعمل إيه يا آسر، إيه العبط ده"

دفع ابنتها لها ونفض يده كأنما كان يُمسك التراب أو شيء متسخ، وأبعد السخرية بعيدًا وصب جام غضبه عليهما:

"عبط إيه يا حاجة أنتِ، ولا سوري أنتو بتوع أعمال وسحر وشعوذة، أنا طلقت بنتك بالتلاتة قعديها معاكِ بقى في حضنك، وقوليلي العمل اللي عملتهولي مكانه فين وإلا ورحمة أبويا لأكون ملبسكم قضية كبيرة ترميكِ أنتِ وبنتك في السجن العمر كله"

شهقت بعنفٍ وكادت أن تمد يدها تضربه ولكنه أمسكها بقسوة وأبعدها قائلًا بتلك الملامح المخيفة بصوتٍ كما الفحيح:

"لا مد إيد نسوان عليا مينفعنيش، أنا اللي كان ضهركم لما أهل جوزك طردوكم من البيت بعد ما جوزك مات، كان عندهم حق عمومًا بس أهو حق بيسلم حق، انطقــي حطاه فين؟"

لم تجيب، بل ظلت صامتة فابتسم بسخرية:

"ماشي براحتك، أنا من حارة متنسيش، يعني المفروض تعملي حساب لقلة أدبي دي على طول!"

_"أنا أصلًا غلطت إني وافقت على واحد زيك لبنتي، عربجي من حارة!"

قالتها بحدة شديدة ليضحك هو عاليًا بسخرية كبيرة، لم يستطع منع نفسه من الضحك، بل تحدث من بينها:

"وافقتوا عليا؟ يعني مش أنتو اللي عاملينلي عمل عشان اجي اتجوزها، عجب يا زمن لما بنرمي بلاوينا عالناس كدا"

ابتسم بسخرية وأكمل:

"ياستي اعتبريني أنا اللي اتقدمتلها إعتبارًا بس لكرامة بنتك، العمل مكانه فين!"

_"كفاية يا آسر كفاية"

قالتها "رنا" من بين بكائها متمسكة بأمها بقوة، والتي اعترفت لترتاح منه:

"العمل محطوط في التربة اللي ورانا، هطلعهولك"

أشار لها بالتحرك أمامه بعينيه الحادة، وبالفعل تحركت ومعها "رنا" ملتصقة بها، ولم تكن المقابر بعيدة كثيرًا عنهم، بل خلف المنزل تحديدًا، وذهبت ناحية إحدى المقابر وأخرجت منها قماشة منغلقة على أشياء بداخلها في شكل كُرة، أمسكها منها وتنهد بحسرة:

"قرفان من كل دقيقة كانت بنتك معايا فيها، في ستين داهية!"

ثم أخذ ما أعطته إياه وذهب نحو سيارته يخرج حقيبة صغيرة ووضعه به، ثم قاد ناحية المستشفى وولج للغرفة التي بها «مرام» يستند جوارها حتى تستيقظ.

لُقيا حبيبان في بداية طريقٍ مليء بالأشواك، يشبه زرعة زُرعت في أرض جافة يحاولون أن يجعلوها قابلة للزراعة.

بداخله نار هائجة، قلبه مثقل بكوارث من الحياة التي رمتها على عاتقه، بائس، شاجن، مكروب، به علة.

بينما هي كما الثلج، قلبها مرح يحب الحياة، كانا كما التضاد لا يلتقي.

وصل لها بعدما علم منها مكانها وأوصاها أن تظل بالسيارة ولا تفتحها لأي مخلوق، ظلت جالسة بها تحاول أن تُيقظ "أنس" ولكن دون جدوى.

شعرت بشخصٍ ما يفتح السيارة فَفُرعت ورفعت رأسها بسرعة شديدة وعندما وجدته «إياد» هدأت قليلًا وفتحته هي من الداخل، وذرفت الدموع الكثيرة وهي تطلب منه بكل رجا:

"أنس مش حاسس بالدنيا، ساعده بالله عليك!"

أومأ لها وتنفس الصعداء ثم أقترب ناحية باب «أنس» وفتحه يتلقى جسده، حاول جذبه بقدر الإمكان، بينما هي جمعت أغراضهم من السيارة وأمسكت هاتفها بيدٍ مرتجفة تتصل بوالدها.

_"ألحقنا يابابا، فيه ناس اتهجموا علينا وعملنا حادثة، وأنس اتخبط جامد في راسه واغمى عليه، الرائد ..الرائد هياخدنا المستشفى دلوقتي"

بصعوبة وضعه «إياد» بالسيارة وهو يستمع لنبرتها التي بها الحرقة الشديدة، ثم اقترب منها وتناول الهاتف يجيب على والدها:

"مساء الخير يا سيد باشا، أنا دلوقتي معاهم وغالبًا أنا عارف مين عمل كدا، هاخد أنس ومعايا بنت حضرتك لأقرب مستشفى وهبلغك عنها تيجي ان شاء الله!"

أشار لها بعينه وهو يتحدث مع والدها بأن تركب السيارة وبالفعل ركبتها تحتضن أغراضها وأغراض أخيها لقلبها، وتطلع له بين الحين والآخر حتى ركب «إياد» السيارة وتحرك بها، وبتنهيدة حارة أخرجها من أعماقه:

"متقلقيش هيبقى كويس ان شاء الله!"

_"إزاي، ده مش حاسس بأي حاجة!"

قالتها من بين شهقاتها، وأكملت:

"خوفت أوي!"

كلمتين عبرتا بهما عن كل المشاعر التي تراودها، خطف منها نظرة ثم وجه بصره للطريق:

"هيبقى كويس، متقلقيش ان شاء الله، الحمدلله إني كنت بكلمه ولحقتكم، وأنا هتصرف مع كل اللي عملوا كدا!"

حاولت قدر الإمكان كتم دموعها وصوت بكائها، حتى هو صمت كبير حاوطه، لم يعتاد على الحديث الكثير مع أي شخص خاصةً أنه وحيدًا في الحياة بعدما قُتل والده، وماتت والدته منذ ثلاثة سنوات، ليصبح وحيدًا في منزله يحاكي الجدران ويذهب لعمله، إن غادر الحياة لن يهتم شخص فليس له أحباء، وإن أراد بعض الراحة لن يكترث به أي شخص، فالشقاء كُتب ليكون من نصيبه.

وصل المستشفى ونادى على طاقم ممرضين خرجوا بالسرير المتنقل وساعدوه في إخراج «أنس» وهرولوا به للداخل سريعًا، لحقتهم «ندى» وأيضًا «إياد».

جلست صامتة تمسح دموعها بين حينٍ وآخر، لم يغادر عقلها كيف حاولوا قتلهما، وجدت كأس ماء يُقدم لها فرفعت بصرها وجدته من «إياد» مبتسمًا:

"اشربي شوية ماية وهدي أعصابك، هنزل اجيبلك عصير وحاجة تاكليها عشان وشك الأصفر ده .. تقومي أخلي حد يفحصك؟"

هزت رأسها بنفي تجيبه وهي تتناول منه الكأس:

"لا أنا كويسة، متجبش حاجة ولا فيه داعي الممرضين يشوفوني، مافيش فيا أي إصابات هو بس من الخضة!"

ارتشفت القليل من الماء وتنهدت بثقلٍ، بينما هو تحرك للوراء يستند بجسده على الحائط متنهدًا:

"خلاص روّقي طيب، متفضليش عاملة في نفسك كدا، وهو هيكون كويس!"

أومأت له بينما هو تذكر أمر والدها فأخرج هاتفه وحادثه يخبره عن اسم المستشفى ومكانها، ومر قليل من الوقت حتى خرج الطبيب من عند «أنس» يطمئنهم عن حاله وكان ذلك في نفس الوقت الذي وصل به والده مهرولًا واقتربت منه «ندى» سريعًا تختبئ به من شرور كل شيء.

_"الحمدلله الجرح مش عميق أوي بس اتخيط يعني، هو كويس بس هياخد بتاع ساعة لحد ما يصحى كدا من أثر الخبطة، ربنا يقومه بألف سلامة!"

تنفسوا براحة وغادر الطبيب من أمامهم، بينما «سيد» نظر نحو «إياد» يشكره:

"تسلم بجد يا إياد يابني على شهامتك دي، مش عارف أقولك إيه، والحمدلله أنس تمام، العربية اتخبطت فين؟"

ابتسم له «إياد» بودٍ وأخبره عن مكانها ثم أضاف على حديثه:

"هي بس محتاجة صيانة كدا ان شاء الله وهتبقى كويسة، وحمدلله على سلامة أنس، اللي عملوا كدا أكيد رجالة وليد عشان الجلسة معادها بكرا، وليد عامل حوارات كتير أوي الفترة اللي فاتت وربنا يجيب العواقب سليمة، هو في السجن بس رجالته كلها برا"

_"ربنا يسترها، أنا هاخد ندى أروحها وأكلم حد يجيب العربية يبعتها عالميكانيكي، يكون لوقتها «أنس» فاق!"

أردف «سيد» بتنهيدة قوية ليجيبه الآخر:

"متقلقش أنا هفضل هنا"

شكره بجدية كبيرة وسحب «ندى» معه بعدما ألقت نظرة وداع «لإياد» وشكرته هي الأخرى:

"شكرًا ليك"

_"مافيش شكر على واجب يا آنسة ندى!"

قالها بابتسامة خفيفة، تعلم الخبايا وأنه تقصد قولها ليخبرها بأنه يعلم بأنها آنسة، لذلك ابتسمت بخفة وسارت مع والدها، بينما هو جلس حتى وصله بعد قليل نبأ استيقاظ «أنس» متوجعًا.

توجه له وطالعه بينما الثاني مُتألمًا، فاقترب لجواره.

_"أنت كويس؟"

سأله «إياد» بعدما تنهد بقوة ليومئ له «أنس» بتعبٍ واضح:

"عملوا كدا عشان معاد الجلسة"بكيا" بكرا، وليد مش عاوزني أوصل المحكمة!"

طالعه "إياد" يفكر مليًا في ذلك فهو يعلم أنه هو السبب، ثم أجابه بنبرة خافتة:

"كنت عارف، وليد مش سايب حد وشره طايل الكل، المهم حمدلله على سلامتك!"

_"هي أضياي "أضرار" العيبية"العربية" شديدة؟"

سأل وهو يبتلع غصته بسخطٍ، ليقهقه «إياد» بخفة قائلًا:

"يعني شوية، من قدام كدا محتاجة تروح لميكانيكي وهترجع عروسة!"

أغمض«أنس» عيناه مُتحسرًا وهو يؤنب نفسه ويوبخها بقوله:

"البيه بابا مش هيحلني، دي عيبيته "عربيته" أصلًا، شكلي مش يايح 'رايح' فعلًا الجلسة بكيا'بكرا'، هيوح 'الجنة'".

ضحك «إياد» عاليًا ثم قال بمواساة:

"متقلقش، أبوك بعت حد يصلحها وان شاء الله خير، المهم سلامتك ان شاء الله، وبكرا كله معتمد عليك يا أنس، تقوم كدا تشد حيلك وبعدين ابقى نام بعد جلسة بكرا!"

أومأ له «أنس» بجدية مبتسمًا:

"مش هفوت لحظة زي دي، متقلقش يا باشا"

وفي نهاية حديثه ولج والده سريعًا يقترب له:

"أنس، أنت كويس يابني؟"

ابتسم لوالده بدفءٍ وهو يجيبه:

"الحمدلله يا بابا، متقلقش عليا والله بخيي'بخير'!"

ضمه والده بتنهيدة، فهو في خلال لحظاتٍ كاد يخسر ابنه بسبب عدو، لن يرحمهم بكل تأكيدٍ!

تنفس الصبح وأشرقت شمس يوم جديد، كانت تجلس جواره تحاوط ذراعه بين يديها وتحتضنه بتنهيدة قوية:

"مش عاوزة نروح المحكمة يا مروان، خلينا هنا أحسن"

كان يحتضنها بقوة، يضمها له في وضعٍ يبث فيها الأمان والطمأنينة، كما اللوحة المرسومة دافئة، بها كل معاني الأمان والاستقرار، تحكي في تفاصيلها أنها مطمئنة في وجوده، مستشعرة الأمان بقربه.

أجابها بتنهيدة قوية وهو يطمئنها:

"لا متقلقيش، لازم نحضر، لو مش حابة أنتِ عشان متكونيش قدام موقف زي ده مافيش مشكلة، أقعدي مع مرات عمي!"

صمتت لثوانٍ قبل أن تقول بعدما أغمضت عيناها بتنهيدة قوية:

"مش قادرة أشوفه قدامي وهو في موقف زي ده، بيتحكم عليه قدامي، الله أعلم الحكم هيكون إيه بس الموقف ده صعب أوي يا مروان، تخيل كدا أقف قدام بابي في المحكمة وهو بيتحكم عليه وأنا اللي مساعدة في كدا، صعب أوي عليا مش هستحمل، ممكن يحصلي حاجة!"

تنهد بحرقة عليها وعلى قلبها، من أقسى المشاعر على قلوب الإنسان أن يكون والده لا يحبه، لا يتمنى له الخير، عقوق الآباء قاسية على الأبناء:

"ليه بابا محبنيش؟"

أضافت على بقية حديثها بتلك الكلمات التي تبدو بسيطة ولكنها قوية الشعور، تحرق القلوب، أجابها هو بصوته الهادئ:

"عشان ربنا رايد بكدا، زرعة أبوكِ من البداية فاسدة، وربنا أكيد هيعوضك بحاجة أفضل من كدا، هيكون ليكِ مكان كبير في الجنة يعوضك عن إحساسك ده، بس مهما كان هو أب، وربنا أمرنا لما يكونوا كدا نستغفرلهم ونطلب من الله الصبر والقوة عشان منبقاش عاقين، ثانيًا أكيد فيه خير مستخبيلك، زي عيال هيجوا يسندوكِ ويشيلوا معاكِ، تديهم أمومة وحنان، أمان، تغرقيهم بكل الحب اللي جواكِ"

شددت العناق متمسكة به، وهمست بضعفٍ:

"أتمنى، أتمنى يا مروان، أنا بحب الأطفال أوي ونفسي أجيب أطفال، بنوتة وولد كدا!"

ابتسم بتوسعٍ وأضاف لها متمنيًا من داخله أن يرزقه الله بالذرية الصالحة:

"الله يرزقنا الذرية الصالحة، ويجيلنا البنوتة والولد"

وبعد تلك الجلسة الدافئة تحرك يرتدي ملابسه ويتوجه ناحية المحكمة رفقة «الحاج إبراهيم» و«عبدالله» و«حمزة».

جلسوا سويًا ووجدوا «أنس» رأسه محاوطًا بالشاش، هنا خمنوا جميعهم أنه تعرض للإصابة من قِبل «وليد» الذي بالزنزانة يقف يطالعهم بحقدٍ شديد.

ولج القاضي وبدأت الجلسة بينما بدأ «أنس» حديثه بكل جدية وهيبة كبيرة خرجت منه جعلت الجميع يجلس مُنصتًا له:

"سيدي الرئيس، حضرات السادة القضاة، لا عدل بغير حق، ولا حق بغير حقيقة، ولا حقيقة بغير تحقيق، انتشر الفساد في مجتمعنا القوي يأكل فيه الضعيف وينهب حقوقه، الفاضل «وليد الأنصاري» من أكتر من تلت سنين راح حارة الزيتون وجايب معاه عمال وناس وهدم بيوت ناس، وكان مزور ورق بيقول فيه إن ده قرار إزالة من الحكومة والتعويض هيجيلهم، مجاش تعويض واتهدمت بيوت الناس ومحدش خد تعويض، ولما الحاج إبراهيم اللي مسؤول عن شئون الناس في الحارة كلمه وقالوا هيصعدوا الأمر للنيابة، قالهم ده أهالي الحارة صحاب قطع الأرض باعولي قطع الأرض دي، طبعًا كل ده بتزوير وأنا معايا الورق اللي يثبت أنه تزوير!"

ثم تحرك بالورق وناوله للقاضي وهو يكمل حديثه:

"سيدي القاضي، الأرض دي كانت حقوق للناس واتشردوا في الشارع، منهم اللي ساب الحارة ولف يشوف مكان يعيش فيه، وليد الأنصاري سبب للأي أنا فيه دلوقتي لما بعتلي رجالته امبارح اتهجموا عليا، ومعايا أدلة بأرقام العربيات اللي خبطتني، والعربيات دي تخص وليد، ده كمان شريط متسجل لنفس العربيات وهي بترمي قنبلة تفجير في محل ابن أخو الحاج إبراهيم!"

ثم أعطى القاضي كل الأدلة وابتسم بخفة: 

"المحامي ثابت عادل هيكمل بقية الأدلة!"

ثم تحرك بأدبٍ وجلس مكانه وهو يطالع «وليد» بلذة انتصار، تحرك «ثابت» واقفًا وألقى عليهم المقدمة هو الآخر ثم بدأ يتحدث عن قضية «عهد»:

"بنت الحاج ابراهيم، عهد إبراهيم عبدالمجيد، راحت لوليد الأنصاري من تلت سنين تحاول تتكلم معاه في كل حاجة تخص الأرض، وقتها وليد متقبلش منها كلام ومسكتش وسابها تمشي، وليد الظالم القاتل قتلها، وقبل قتلها تعرضت عهد إبراهيم الأنصاري للاغتصاب على يد رجال وليد الأنصاري، ولدي سيدي القاضي تقرير طبي يُبين أنها تعرضت للاغتصاب، ومعي أيضًا مقطع فيديو به «عهد» وهي في بيت وليد وخارجة منه محمولة على يد رجاله مذبوحة!"

ثم تقدم هو الآخر وناوله كل تلك الأدلة، الأدلة التي جمعها «إبراهيم» طوال السنين حتى يُحكم على «وليد» بإعدام بشكل فوري، وها هو يجلس يبتسم بإنتصار!

وبعدما أكمل حديثه في شرح ذلك الظلم الذي تعرضوا له، طلب القاضي من محامي الدفاع أن يبدأ حديثه، وهنا أقترب محامي «وليد» وبدأ هو الآخر بمقدمته:

"حضرة القاضي، حضرات السادة المستشارين، كل اللي اتقال متلفق لوليد الأنصاري بالتزوير، أنا معايا اللي يثبت إن الناس دول باعوا أرضهم لوليد بيه، عشان يبني مشروعه عليه، بالنسبة ياسيادة القاضي لابنة إبراهيم عبدالمجيد؛ عهد إبراهيم عبدالمجيد، عهد تم قتلها بعيدًا عن منزل وليد وأتى بها بعض الأشخاص لوجودها بالقرب من المنزل، لا نعلم من قام باغتصابها لأنهم كانوا بعيدًا عن رجال الأمن والرجال الذين يعملون مع وليد الأنصاري، ولكن وقتها أتوا بها وأرسلوها للحارة حتى لا يعتقد أحد أنهم من قتلوها، وذلك المقطع الذي قدمه المحامي ثابت عادل، مقصوصًا وبه تعديلات عديدة، وهذه هي الأدلة التي تُثبت ذلك!"

ثم قدم الأدلة وتحرك مع ابتسامة خبيثة طالع بها «أنس» و«ثابت»، ثم بعدها أتى دور الشهود ووقف «مروان» بينما يسأله «ثابت» بعض الاسئلة أمام القاضي، تنفس الصعداء وأجاب بكل ثقة:

"يوم ما عهد راحت لوليد، اتصلت بيها وقالتلي هتحاول تتكلم معاه، كنت خايف عليها خصوصًا إنها راحت من غير ما نعرف، فضلت أحاول أكلمها بس الشبكة مكنتش كويسة، والخط قطع، وبعدها بساعتين وصلتنا عهد في عربية واترمت في نص الحارة مدبوحة!"

وكان بعده «إبراهيم» الذي تحدث هو الآخر:

"وليد قبلها بفترة هددني بولادي، وقالي لو حاولت أوصل الأمور للنيابة هيقتل عيالي، وصدق وكان أولهم عهد، وبعدين يوم ماخدت بنتي المستشفى واتفحصت وظهر إنهم اغتصبوها بالتقارير اللي مع حضراتكم، هو جالي وقالي لو مسكتش الدور هيكون عالباقي واعترف بلسانه إنه هو اللي قتلها!"

وبعد الاستماع لبقية الشهود قررت المحكمة استكمال الدعوى بعد أربعة أيام وبعد مراجعة الأدلة بشكلٍ دقيق.

خرجوا جميعهم من المحكمة ووقفوا سويًا، بينما تسائل «حمزة» وهو يطالع «أنس»:

"إيه حصلك؟"

أجاب «أنس» بتنهيدة قوية:

"وليد بعتلي ناس امبايح 'امبارح' اتهجموا عليا وخبطوني وأنا في العيبية'العربية'"

_"ولا أنت كنت بتتكلم جوا عِدل قدام القاضي ولبلب وبتنطق الراء، أنت بتيجي قدامنا وتخفيه!"

هكذا قال «حمزة» الفظ بحديثه، ليضحك «أنس» مُجيبًا:

"أنتو مننا وعلينا، أنا بعيف'بعرف' انطقه، بس بحتاج أدوس عليه شوية بعد التدييبات'التدريبات'، وأنا ياعم عاجبني نفسي كدا، اسكت أنت!"

مزحوا قليلًا وكل منهم تحرك نحو منزله ليجد راحته وسبيله في النجاة من هذه الصدمات.

طلب منهم أن يُنزلوه من السيارة عند بداية الحارة وأنه سيكمل ذلك سيرًا على الأقدام، وتحرك نحو محل ورود يتابعها بابتسامة واسعة فتلك ما يعشق، سمع ترحيب صاحب المحل له:

"مروان.. أهلًا يابني عامل إيه؟"

_"بخير ياحاج، حضرتك عامل إيه؟"

سأله وأقترب ناحية نوعية ورد واحد، يعلم مدى عشقها له -الياسمين- ونبس بابتسامة:

"عاوز قِصرية ياسمين واعملي بوكيه ورد بلدي وحطلي معاه ياسمين بردو"

ضحك الرجل الكبير بخفة واقترب يختار له قصرية ياسمين ناضجة بتربتها ووضعها جانبًا ثم بدأ يقطف له الورد البلدي وبعض الياسمين:

"خير بس يا مروان الورد ده!"

ضحك بخفة فما بينهما دومًا مزاح لطيف:

"الست ياحاج، بتحب الياسمين وكدا"

_"ربنا يخليكم لبعض يابني يارب"

ابتسم الرجل وقام بتغليف الورود في البوكية وناوله «لمروان» ومعه أيضًا قصرية الياسمين، وأعطاه النقود وغادر للمنزل متنهدًا بحرارة بالغة، يود أن يرى تلك الابتسامة تشق فمها فقط.

وصل للمنزل وفتح بمفتاحه وولج ليجدها تأتي من الداخل بسرعة شديدة عندما سمعته وكانت عابسة الملامح ولكنها ما إن أبصرت الورد شهقت بحماسة وأقتربت:

"الله ياسمين ياسمين!"

_"لأحلى سيلين!"

قالها بابتسامة وقدم لها البوكية فسحبته من يده بسرعة تشم رائحة الياسمين منه فقط، فأردف بحسرة:

"طب والورد البلدي!"

ضحكت وشمته هو الآخر وهي تجيب:

"ريحته حلوة، بس الياسمين حلو أوي!"

اقتربت للقصرية التي بيده تراها بكل تركيزٍ قائلة:

"حلوة أوي، ههتم بيها زي عيوني"

وضعها جانبًا وأمسك منها البوكية أيضًا ليضعه على الطاولة وقربها نحوه:

"طب ما أنا عاوز حد يهتم بيا زي عيونه، وياسلام لو زي عيونك أنتِ!"

خجلت بكل تأكيدٍ، واحتلت الحمرة وجنتيها مصدومة من جرأته تلك، وطبقت شفتيها على بعضهما بسبب تلك الرعشة التي ساورتها، ثم همست بضعفٍ أمامه وبصوتٍ كاد يخرج:

"إيه يامروان، عيب كدا"

ضحك بخفة على ذلك الخجل المفرط، ثم جذبها خلفه قائلًا:

"طب تعالي أحكيلك حدوتة!"

عجزت كثيرًا عن مواساة أحبتي، وسبب لي ذلك الألم الشديد بقلبي.

يقف أمامها عاجزًا عن فعل شيء لها بسبب حالة الانهيار تلك التي أصابتها بعدما استيقظت من غفوتها وعلمت أن ابنها مات، حاولت أمه مواساتها بكل الطرق ولم تنجح، وهو أيضًا لم ينجح، بل تزداد في البكاء غير متقبلة، لذلك تحرك هو عندما طفح به الكيل وجلس أمامها يمسك معمصها بين يديه قائلًا بصوتٍ حاد:

"كفاية يا مرام، كفاية عياط بقالك فوق التلت ساعات بتعيطي، أنا والله حاولت حاولت أمسكك قبل ما تقعي، عشان خاطري كفاية، دموعك دي مينفعش تنزل كدا، حكمة ربنا وقضاءه وزي ما أمي قالتلك لعل الطفل كان يجي فيه حاجة منقدرش نتحملها، هيجيلنا غيره كتير والله، هنخلف تاني وهنملى البيت عيال، كفــاية بالله عليكِ، أنا قلبي بيتقطع عليكِ وأنتِ كدا"

صرخت هي الأخرى بوجهه قائلة بكل حرقة وعينان كادت أن تنفجر من الغضب الجامح:

"لا مش كفايــة، أنا ابني مات بسببها ابني مات بسببكم، وبسبب كل حاجة حصلت أنا وهو كنا ضحية اللي حصل، أنا مش مسامحة على حقي طول عمري ومش مسامحاها خالص، أنا عايزاها تكون خصيمة ليا يوم القيامة ومش مسامحاها على كسرة النفس اللي هي عملتها فيه ليه عملت كده حرمتني من قبل ما يجي على الدنيا!"

يعلم أن الحديث يخرج منها الآن دون أن تعيي للكلام، ولكنه تقبل كل شيء، وسيتقبل كل شيء، حاولت أمه التكلم لمواساتها:

"اهدي يا بنتي كل حاجة حصلت ليها حل، ربنا حرمكم من الطفل ده اكيد لأسباب كتير أولها إن بداية جوازكم مكنتش كأي بداية، ربنا أكيد له حكمة في ده، آسر أهو كويس وأنتِ الحمدلله مفكيش حاجة يانور عيني، وبكرا تجيبوا عيال كتير تملى عليكم الدنيا، كفاية تقطيع في قلبي يا مرام!"

ضمها «آسر» لأحضانه فشددت التمسك به وبكت، بكت بقوة، بينما هو يربت عليها بحنانٍ بالغ، يغمض عينيه في محاولة منه للتماسك، يعطها القوة ويأخذ منها مثلها

سيدتي القوية، كيف الحال؟

أردت أن أخبرك بأنني لطالما كان قدوتي المرأة التي لا تقبل الظلم على نفسها، القوية التي تقف على قدميها دومًا مُتماسكة، مثلك تمامًا، مثل «رزان».

وصلت نحو سيارته وركبت ثم وجهت بصرها له بابتسامة:

"مساء الخير، عامل إيه ياحمزة؟"

طالعها بابتسامة وانتبه لشعرها الذي كان أقصر بعد الشيء لكنه متساوٍ، فتحدث بابتسامة بعدما قاد سيارته:

"حلو الشعر كدا، أنا كويس وأنتِ عاملة إيه النهاردة؟"

ابتسمت بودٍ، كان يصل لبعد اذنيها بقليلٍ يعطها مظهرًا أكثر قوةً عن قبل، وجهها لم يعد شاحب كما كان، وتبدو في حالٍ أفضل:

"كويسة الحمدلله، أحسن يعني"

_"الحمدلله، أمي عملالك بشاميل، بقالي أكتر من أسبوعين بتحايل عليها تعملي مش راضية أول ماعرفت إنك رايحالها قامت عملت"

قالها حانقًا وهو يمرر بصره عليها ثم على الطريق، وأجابت بضحكة خفيفة بعدما تذكرت ذلك اليوم الذي أعدته هي له:

"حبيبتي طنط، والله وحشتني أوي!"

_"وأنا؟"

قالها بمكرٍ متلاعبًا بها، لتسكت قليلًا تسأله:

"وأنت إيه؟"

ضحك بخفة قائلًا بنبرته المازحة كما العادة:

"أنا هاكل بشاميل يا رزان"

ثم أوقف سيارته أسفل البناية وترجلا سويًا متحركان لأعلى، وما إن ابصرتها والدته احتضنتها بقوة شديدة:

"حبيبة عيني يارزان، وحشتيني خالص يابنتي!"

بادلتها «رزان» العناق بقوة وهي تقول:

"وأنتِ كمان ياطنط وحشتيني أوي"

وقف هو يتناول من الخضار التي تقطعها أمه للسلطة وتحدث بينه وبين نفسه:

"يامسهل وأتجوزها وتقولي وحشتني ياحمزة!"

ثم على صوته قائلًا بمشاكسة:

"خلاص ياختي أنتِ وهي، أنا جعان وبعدين أنا عندي جفاف عاطفي، خلصونا بقى من الاحضان ووحشتيني وموحشتنيش، يلا"

ضحكت أمه عليه ونهرته بقولها بعدما تقدمت منه تضربه في كتفه:

"اتلم ياض، اتلم"

ولج للداخل مع ضحكته يغسل يده ووجهه وخرج جالسًا وبدأوا بالأكل بينما كان يسرق منها النظرات بتنهيدة قوية، ومر على خياله فجأة جعله يُبطئ من أكله عندما فكر بأنها قد ترفضه لعدم توافق حالته الإجتماعية!

أو يأتي الرفض من والدها لنفس السبب!

وعندما لاحظت أمه أنه أصبح يلعب بالطعام في صحنه قالت بخفة:

"متلعبش في الأكل حرام، كُل مبتاكلش ليه؟"

_"ها، لا باكل اهو، ألا صحيح، روان أختك عاملة إيه!"

سألها وهو يضع بفمه لقمة من الطعام، فقوست حاجبيها وهي تسأله باستنكارٍ:

"روان؟ كويسة، بس سافرت دبي تاني، طلبت من بابا تسافر عشان عندها هناك دراسات بتعملها، معرفش كان مالها بصراحة بس أصرت تسافر لوحدها"

أومأ برأسه مع ابتسامة ساخرة خبئها، فالبتأكيد لن يقول لها والدها ما حدث، وهو لن يفعل أيضّا، لذلك قرر الأكل بصمتٍ وقضاء اليوم معها هي وأمه.

في المساء كانت ترتدي بنطالها القماشي الأسود وعليه سترة طويلة، ثم وضعت الحجاب على رأسها وهي تتحدث رفقته:

"هخلص معاها كلام، وأشوفها وكدا وأرجع على طول!"

كان مستلقيًا على الفراش يتابعها بابتسامة وأجابها:

"تمام ياست سيلين، متتأخريش بس!"

_"حاضر ماشي، يلا باي"

ثم تحركت من الشقة وبعدها للشارع تسير نحو منزل «تسنيم»، وقف هو بالشرفة يتابعها حتى تصل ليطمئن عليها، ولكن الغدر يحاوطهما، وهو لم يتوقع ما حدث الآن.

توسعت حدقتيه عندما وجد سيارة تقترب منها ثم جذبتها بقوة للداخل وغادرت الحارة في سرعة البرق!

            الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

لقرءاة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>