رواية زين وزينة الجزء الثاني2الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم منال كريم


رواية زين وزينة الجزء الثاني2بقلم منال كريم
رواية زين وزينة الجزء الثاني2الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم منال كريم
يقف الجميع مذهولا، و ينظرون إلى يد زينة المصابة.

قال فير بغضب: كيف تفعلين هذا الجنون سيما؟

كانت تجلس على الأرض ،بعدما صفعتها كاجول، تبكي فقط.

ذهبت ريا و تينا إليها و ساعدوها على النهوض.

قالت ريا بعصبية: بالتأكيد زينة تكذب، ماما لا تفعل ذلك.

تمكنت من ذرف الدموع الكاذبة و قالت بحزن : لماذا أكذب يا ريا؟ أنا فقط طلبت من ماما المساعدة.

و نظرت إلى برتاب و قالت بدموع: جدي، أنت تعلم أني المسؤولة عن كل أعمال المنزل، و اليوم كنت متعبة ،طلبت منها المساعدة، و كان عقابي هو حرق يدي.

رتبت كاجول على كتفها بحنان و قالت: لا تحزني ،هيا إلى الغرفة حتي يأتي الطبيب و يفحص يدك.

كانت تغادر مع كاجول ،قال برتاب : اعتذر ابنتي ، اعتذر عن ما يحدث معكِ في هذا المنزل.

ذهبت مع كاجول دون إجابة.

نظر فير إلى تينا و قال: هل تطلبين الطبيب.

أومأت رأسها بالموافقة.

و جاءت الطبيبة و كانت الاصابة بالغة.

في غرفة سيما

تجلس على الفراش و هنن حوالها.

بدأت الحديث بريتا و هي تقول بحقد: زين لم يأتي بزوجة، بل جاء بشيطانية ، تخيلوا معي نحن خمسة ضد واحد، و هي دائما الفوز يكون حليفها، لا تخسر أمامنا ، بل نحن دائما خاسرين أمام هذه الفتاة.

قالت ريا بعصبية: هل نصمت على هذا؟

أجابت سيما بعصبية: كلا، لم نصمت سوف نفعل المستحيل حتي ينتهي هذا الزواج..

جذبت سميران شعرها إلى الخلف بغضب ، و هي تتذكر كما مرة طلبت من زين أن يكون حبيبها و هو يرفض لأجل زينة.

 تحدثت بدموع: أنا لم احب زين، بل تخطيت الحدود، أنا مجنونة بحب زين.

و أكملت برجاء: من فضلكم ساعدوني حتي أحصل على زين.

نظر لها الجميع بحزن و قلة حيلة، فالجميع يري لو سميران مجنونة بزين، فهو عاشق و مهوس بزينة.

في غرفة زينة

كانت تجلس على الفراش و هي تشعر بالانتصار على سيما.

أعلن الهاتف عن رسائل من تطبيق الواتساب ، التقطت الهاتف وجدت الرسائل من جروب خاصة بالعائلة و الاصدقاء، تنهدت بحزن لأنها لم تتوصل مع عائلتها منذ فترة طويلة..

كتبت رسالة: عاملين ايه.

لتلقي بعدها رسائل سخرية و استهزاء من نوعية, من أنتِ؟ لم نتعرف عليكِ،هل تتذكرين عائلتك؟

 
ارسلت فويس بحزن: أنا آسفة ،عارفة اني مشغولة عنكم ، بس غصب عني ،عارفين بقا مشاغل الحياة،اسفة سامحوني، و الله وحشتوني اوي.

و بدأت تتحدث معهم حتي وقت طويل، ثم غفت.

في المساء 

عاد زين ، دلف إلى الغرفة، كانت نائمة، أبتسم و هو ينظر لها بحب.

جلس بجوارها على الفراش و يداعب خصلات شعرها ، ثم لاحظ يدها الملفوفة ، قال بهدوء: زينة، زينة.

قالت بنعاس: نعم.

سأل بهدوء: ايدك مالها.

أجابت بدون انتباه: مالها.

ثم تذكرت و اعتدالت في جلستها ، وقالت بحزن: محروقة 

فتح عيونه بصدمة و سأل بخوف: حصل ايه يا حبيبي.

نظرت إلى الأسفل بتمثيل البراءة و قالت بهدوء:ماما سيما، حرقت ايدي. 

سأل بصدمة و ذهول: كيف حدث ذلك؟

أجابت بحزن: طلبت منها المساعدة ، و رفضت و كان عقابي الحرق.

ضمها إلى حضنه و قال بحزن: أنا آسف ،بجد آسف على كل اللي يحصل في البيت ده، حقك عليا.

ابتسمت بخبث و قالت: أنا بعمل كل ده علشان خاطرك يا حبيبي ، بتحمل الإهانة و بقيت خادمة بس علشان خاطرك.

أجاب بحزن: و أنا بعمل كل حاجة علشان القي حل للمشاكل، و نرجع بيتنا و حياتنا ، سامحني  يا زينة.

ابتعدت عنه و قالت: طيب، يلا تصبح على خير.

نظر لها بحزن , أصبحت لا تتحمل أن تكون قريبة منه

تنهد بحزن ثم قال: أمير عامل حفلة بعد اسبوع ،و طلب مني أكون موجود أنا و انتي.

قالت و هي مغمضة عيونها: مش عايزة اروح في حتة.

قال برجاء: معلش يا حبيبتي ،لو ممكن تحضري علشان خاطري 

قالت بعصبية: ربنا يسهل ،اسكت بقا شوية.

في اليوم التالي 

على طاولة الطعام 

كانت تجلس العائلة، و على غير العادة زينة لم تحضر الطعام، و تجلس بجوار زين الذي يطمعها بيده، و لا يتحدث مع احد.

قال الجد برتاب : زين لماذا أنت صامت؟

أجاب بحزن: عائلتي لم تعامل زوجتي بشكل جيد،لذا أنا لم أتحدث مع أحد منك، و من اليوم زينة لم تفعل شئ في المنزل، إذا أحد فكر يزعج زينة، سوف أترك المنزل.

كانت تسمع الحديث و سعادتها لا توصف، و على النقيض يشعرون بالغيرة و الحقد، و خصوصا أن زينة تستغل الوضع حتي  تشغل نيران الغيرة في قلوبهم.

مر أسبوع كانت  زينة مثل الملكة و  جميع أفراد العائلة يلبون طلباتها ،خوفاً أن زين يترك المنزل، و خوفاً من ردة فعل زينة المجنونة.

و لم يتحدث زين مع أي فرد من عائلته...

في المساء 
يوم  حفلة أمير 

يجلس زين و زينة على طاولة و معهم أمير و زويا و كارن و بريا.

قال أمير: مرحبا ايتها المغرورة ،لم نلتقي منذ وقت.

أجابت بعصبية: لذا أشعر بالسعادة أيها الاحمق.

قالت زويا: كيف تشعرين في الهند؟

أجابت بابتسامة سخرية: أشعر بالاختناق.

كانت الإجابة كفيلة أن تجعل الصمت يسود على الطاولة.

ثم جاء فارون فهو صديق لهم، قال زين بعصبية: أمير لماذا ارسلت دعوة لهذا؟

أجاب بنفي : كلا لم ارسل دعوة له.

كان يوجد كرسي خالي مقابل زينة، جلس عليه ، و قال بابتسامة: مرحبا اصدقائي.

لم يجيب أحد

كانت تنظر الفتيات بتعجب ،لماذا لم يجيب أحد؟

نظر لها و قال بابتسامة: مرحبا سيدتي  زينة يوسف عز الدين، لذلك الهند مشعة بالانوار بسبب وجودك.

لم تجيب أو تنظر له، لكن زين قال بغضب: لا تتحدث معها.

أبتسم ابتسامة مستفزة و قال : لماذا صديقي هي تعد زوجة أخي؟

قال أمير : فارون أنت لست مرحب بك هنا.

تعالت أصوات ضحكته و قال: حقا أنت تري ذلك، لكن أنا أري أن هذا المكان المفضل لي.

و أشار على زينة و قال: لاجلك زينة.

هنا لا يستطيع الصمود، نهض من مقعده بغضب، جذب فارون بعنف ،و لكمه بقوة و قال بصوت عالي: لا تتحدث معها، أو تذكر اسمها.

نهض أمير و كارن ،يحاولون فض الاشتباك.

حتي زويا و بريا نهضوا بتوتر، و ينظرون بتعجب إلى الجالسة بهدوء.

سألت بريا: لماذا أنتِ هادئة بهذا الشكل؟

أجابت بهدوء: ماذا أفعل؟ 

نظرت زويا بذهول و لم تتحدث.

تجمع الجميع و يحاولوا فض الشجار بينهم.

بصعوبة أبتعد زين عنه، ذهب إليها جذبها من يدها و رحل.

جاء أمير يرحل خلفه، قال كارن: لا تتحدث معه و هو في هذه الحالة.

قال أمير بغضب: هذا الغبي، لماذا جاء إلى هنا؟

في السيارة

يقود بسرعة جنونية ، و هي تنظر له بعصبية ، و صرخت بصوت عالي: هدي السرعة شوية، و بعدين أنا قولت بلاش خروج لاني عارفة أني خارجة مع واحد معه معاملة شهادة اطفال،ايه الجنان ده، هو الراجل قال ايه يعني، و بعدين أنا مردتش عليه، لازم فيلم و حوار، فعلا هنود، أنت و عائلتك عاشقين الدراما، يا شيخ كانت جوزة سودة ، أنا زهقت و قرفت منك، خالص زهقت من العيش معك، سيبني في حالي بقا.

كانت كل كلمة منها تجرح قلبه، لكن ظل ينظر إلى الطريق بصمت.

بعد وقت وصلوا إلى المنزل 

هبطت من السيارة ، و أغلقت الباب بقوة.

اخذ نفس عميق و ذهب خلفها.

مجرد أن صعدت إلى غرفتها ، دلفت إلى الحمام.

جلس ينتظرها ، يجيب أن يتحدث معها ، يجب وجود حل للحفاظ على علاقتهم.

خرجت  من الحمام ، نهض من مقعده و قال بهدوء: زينة أريد الحديث معكِ.

كانت تدلف إلى غرفة الملابس و قالت بعصبية: لا أريد الحديث معك.

كادت تذهب الى الغرفة، لكن مسك يدها و قال بهدوء: أريد الحديث معكِ.

جذبت يدها بعنف و صرخت و هي تقول : و أنا مش عايزة اتكلم معك، ايه مش بتفهم، مش عايزة اكلم معك و لا عايزك كلك على بعضك، افهم بقا، طلقني ، طلقني لاني بجد بقيت  بقرف منك و من نفسي أنك جوزي، أنا مش بعيد عنك علشان اهلك او زعلانة ، أنا  بعيد لاني مش اقدر اتحمل أنك تلمسني،و أنت مفيش دم و لا كرامة علشان تحاول تقرب مني و أنا كل مرة ،اقولك مش عايزة ،و أنت غبي ، ابعد عني.

و انهت حديثها و دلفت إلى غرفة الملابس.

و هو يقف مصدوم لم تجرح قلبه فقط، بل جرحت رجولته ،دعست على قلبه و كرامته  بدون رحمة.

دقائق يقف مذهولا ثم غادر الغرفة.

وجد سيما أمام باب الغرفة ، أخذت يده و ذهبت الى غرفتها.

قالت بهدوء : اعتذر زين عن كل شيء ، لكن أنا لم أحرق زينة بل هي من فعلت.

وضعت يدها على رأسه، هذا بمثابة قسم لا يمكن التهاون فيا و قالت: أقسم أني لم أفعل، هي من فعلت.

و هنا تأكد أن سيما لم تكذب، و سأل نفسه، هل زينة تفعل هذا الشئ الشنيع؟

أكملت بهدوء مختلط ببعض الخبث: حبيبي من البداية لم تكن مناسبة لك، هي مغرورة و متكبرة لا تعلم قيمة زوجها السيد زين سينج ، لذا يجب  الرد عليها، أنا لم أفهم حديثها، لكن من صوتها العالى فهمت أنها ازعجتك حبيبي.
أنا عندي الحل، تزوج من سميران.

نظر لها بصدمة ،لتكمل هي: سوف تغار عليك، عند معرفة أنك سوف تتزوج ،سوف تخضع لك بكامل إرادتها،انا أتحدث لاجلك ..

أومأ رأسه بالموافقة، بينما ابتسمت بسعادة و انتصار...

الفصل الرابع عشر14 
كان زين يدور في الشوارع بل هدف ، و يترد في عقله كلمات زينة الجارحة له.

سأل نفسه: متي وصلت علاقتنا لهذا الحد ؟ 
متي أصبحت زينة تراني بهذا الشكل؟
متي؟ ماذا؟ كيف؟ اسئلة كثيرة تدور في ذهني لم أجد لها إجابة، يوجد شئ مؤكد أن علاقتي أنا و زينة على مفترق الطرق.

ذهب إلى الجامع،ليشعر ببعض الراحة.

أما هي 
بعدما غادر الغرفة، أدركت ما فعلت، تدور من هنا إلى هنا، و  تحاول الاتصال عليه بدون إجابة.

ألقت الهاتف بغضب و قالت بعصبية: مش بترد عليا ليه.

ضغطت على أسنانها بغضب و قالت: منك لله يا سيما و انتي و العقارب اللي معاكي، عيلة زبالة كرهتوني في نفسي.

قاطع حديثها مع نفسها ،دق الباب، أجابت : نعم.

فتح الباب و دلفت ريا على وجهها ابتسامة عريضة و قالت : يوجد خير سار لكِ زوجة أخي.

سألت بعصبية: ما هذا الخبر؟

أبتسمت بانتصار و قالت: زين سوف يتزوج سميران؟

لم تستطيع الصمود، جلست على المقعد و سألت بتوتر:
 ما هذا الحديث؟

جلست أمامها و قالت بحقد: هل تعلمين زينة؟ أنا لم أكرهك في البداية، لكن بعد الزواج وجدت أخي لا يفكر إلا في زينة، زينة، لقد غضبت من ذلك، يجب عليه التفكير في عائلته اولا ثم تأتي أنتِ.

قالت بهدوء: زين لم يفكر في عائلته، زين لا يفعل شيئاً إلا التفكير في عائلته و سعادة هذه العائلة ، نحن تركنا حياتنا لأجل أن يكون بجوار بابا و يجد حل للمشاكل التي حدثت بسبب ياش و أكاش ، أنا و زين علاقتنا على حافة الهاوية ،بسبب عائلته، هل أكاش لم يهتم بكِ ريا؟ لماذا هذا الحقد؟

قالت بعصبية: لم يهتم أكاش مثل إهتمام زين؟

أبتسمت و قالت: هل تظنين أني علاقتي أنا و زين مثل أي علاقة بين شاب و فتاة؟ 

نحن كنا مثل السما و الارض ، هو من عالم و أنا من عالم، لذا نحن مختلفتين و علاقتنا مختلفة، هل تعلمين أني اغار على زين من أمير لأنه معه دائما؟

زين يمنعني أن أجلس بشعري أمام ابي و أمي
كل هذا يخبرك أن زين و زينة ليسوا مثل الجميع.

نهضت ريا و غادرت الغرفة بدون حديث، لكن تشعر بالحزن لانها كانت سبب في دمار علاقة زين و زينة...

أما هي التقطت الهاتف ،دقت على زين لم يجيب.

ارسلت رسالة صوتية، و كان صوتها يبكي: زين أنا لازم اتكلم معك، لو سمحت تعال على البيت..

ألقت الهاتف، و تدور حول نفسها بغضب، و تجذب شعرها بعنف، كانت مثل قطعة نار تكاد تحرق من يقترب منها.

صرخت بصوت عالي: لم أصمت.

ارتدت ثوب الصلاة و غادرت الغرفة و هي تصرخ: سميران.

هبطت إلى الاسفل، كانت جميع العائلة موجودة  ، باستثناء هي و زين، دقائق و هي تنظر بحزن مخفي.

لطالما لم تشعر بالغيرة من أحد، لأن لديها كل شيء ، لكن هي الآن تغار من ريا و تينا، لأنهم يتعاملون بشكل أفضل منها.

سألت سميران ببرود: لماذا تصرخين؟

انتبهت على نفسها و قالت بعصبية: ابتعدي عن زوجي ايتها الحقيرة، زين زوجي أنا.

كانت تجلس سميران تضع قدم على قدم بغرور و قالت: سوف يكون زوجي ايضا، لا تنزعجي أنتِ الزوجة الأولى و أنا الثانية.

أبتسمت بسخرية و قالت: أشعر بالشفقة عليكِ، هل تظنين زين يقبل الزواج منكِ ايتها الحقيرة؟

تولات سميا الإجابة و قالت بابتسامة: زين أخبرني موافقته على الزواج من سميران و انتهي الامر، و الآن عليكِ الاختيار البقاء مع وجود سميران أو الرحيل من هنا.

شعرت بالضعف و الانهيار ،لكن هيأت هيأت، زينة لم تظهر ضعفها أمام أحد، و خصوصا هؤلاء الذين يتمنوا هزيمتها.

نظرت لهم و سألت : لا أفهم ،هل حقا أنتم لديكم عقل؟ ماذا تتوقعون أنا  أقبل بهذا الهراء؟

و قالت بثقة و غرور: أنا زينة يوسف عز الدين لم أقبل بهذا الهراء، تعلمون ما مشكلتكم؟ لا تعلمون إلى أي مدي زين يعشق زينة.

نظرت إلى برتاب ثم فير ثم ياش ثم كاش و قال بابتسامة استهزاء: اعتذر مقدماً، لكن هل أنتم رجال؟ منذ مجئ إلى هنا، لم أري اي منكم يتدخل في شيء.

و ابتسمت بصوت عالي و قالت: كنت أري في أعمالكم التلفزيوني أن الرجال بل قيمة و النساء المتحكمة في كل شيء.

و صرخت بصوت عالي: و تأكدت من ذلك، لم يوجد راجل فيكم يستطيع تربية هذه الساقطة ،التي تلقي نفسها تحت قدم زوجي، و تحلم بإقامة  علاقة معه، حتي لو كانت علاقة غير شرعية.

و أشارت إلى سيما و بريتا و قالت: و لا يوجد أحد فيكم يستطيع تعليم هؤلاء مدي أهمية العلاقات بين العائلة.

أشارت بالرفض و قالت: اعتذر لكن لم أجد فيكم راجل حقيقي.

أكملت بابتسامة ،حتي تشتعل نيران الغيرة في قلوب هؤلاء النساء و بالأخص سيما و سميران: إلا زوجي و حبيبي إلا زين ،زوجي ايتها الساقطة.

ثم أخذت نفس عميق و قالت: سميران لو زين وافق حقا على هذا الزواج، أقسم لكِ سوف يكون عقاب قلبي لأنه أحب و اختار زين، هو أني اقوم بترتبيات الزفاف، و سوف يكون زين لكِ بمفردك لاني سوف ارحل من حياته الى الابد 

و التفت حتي تصعد إلى غرفتها ،صرخت سيما بغضب و حقد و كراهية شديدة، حتي سيما متعجبة لماذا تكنن الكراهية لزينة بهذا الشكل؟

صرخت و هو تقول: أنا أكرهك، لا أريدك في منزلي، ارحلي من هنا.

و صرخت بأعلى صوتها: ياش اطلب الحراس حتي يخرجوا هذه الفتاة من هنا، هي الحظ السيء الذي أصاب عائلتي بالدمار .

نهض الجميع بتوتر و قلق، و قال برتاب : ما هذا الجنون سيما؟

صرخت و كأنها لم تكن في واعية: لا أريد حديث من أحد.

ذهب ياش و جاء بالحرس.

نظرت لهم و قالت بأمر: أخرجوا هذه الفتاة إلى الخارج 

قال الحارس بتوتر: تقصدين مدام زين.

صرخت بصوت عالي: أجل ،و لا أريد إطالة في الحديث.

كانت تقف على أول درجة من الدرج،مصدومة و مذهولة،تعلم أن معظم الحموات لا يحبون زوجات أبنائهم ، لكن لم تصل إلى هذا الحد.

تحرك الحراس في اتجاهه، أشارت بايديها و صرخت: توقفوا، لا أحد يقترب مني، أنتم لا تعلمون من أنا؟ 

و نظرت إلى سيما بقوة و تحدي
 و صرخت بصوت عالي:أنا سيدة هذا المنزل، أنا زوجة سيد هذا المنزل، أنا، أنا زينة.

صمتت قليلة ثم قالت: أنا زينة زين سينج، أنا زوجة زين سينج، أنا صاحبة هذا المنزل ، أنا سيدة هذا المنزل، من يتجرأ أن يقترب مني سوف يندم كثيراً.

 الغريب كانت تشعر بالضيق عند ذكر اسمها بهذا الشكل في السابق ،لكن الآن تشعر أن هذا الاسم حقها هي فقط.

كانت النظرات بينها و بين سيما ،نظرات قوة و تحدي ، نظرات حارقة و قاتلة 

أشارت إلى الحراس و قالت : إلى الخارج ،و من الآن فصاعداً كل الاومر تكون مني أنا،السيدة زينة زين سينج..

 

غادر الحراس .

و صرخت بصوت عالي: براجيا.

جاءت و قالت باحترام: نعم سيدتي 

رفعت راسها إلى الاعلي ، هذه حركة تفعلها كثيرة دليل على ثقتها على بعض الغرور.

و قالت بأمر: من الغد ، سميران و تينا و ريا ،سوف يقومون بكل أعمال المنزل مفهوم.

أجابت براجيا: مفهوم.

نظرت لهم و قالت: سوف تفعلون مثل ما اقول، حتي لا أغضب منكم عزيزاتي ، عندما تصاب أحدكم بالشلل سوف تأخذ عطلة من أعمال المنزل.

ثم نظرت إلى فير و قالت بابتسامة: آسفة بابا.

أجاب بهدوء: لا عليكِ.

و صعدت إلى غرفتها و تتمني أن  لا يخذلها زين في موضوع سميران..

أغلقت الباب بعنف ، و جلست على الأرض بضعف و قالت بدموع:زين، زين أنا عارفة أنك زعلان مني بسبب كلامي و أني بعيدة عنك، بس أنت مش عارف ، أنا  بحس اني مخنوقة في البيت ده، مش عارفة اكل ،مش عارفة اتنفس، في حاجات كتير مش بقولها ليك، مثلا امك كل يوم تطلب  مني اصلي معها ، استغفر الله العظيم يارب، أعمل كده ازاي،طبعا برفض و ديما خناق و مشاكل، مثلا مش بقولك لما القي نظرة الحب و الخوف في عينها على تينا،طيب ليه بتفرق بينا، مش أنا برضو مرات ابنها، ليه تعمل كده، بحس اني مش في بيتي مش بعرف اخد راحتي ، و أنت تخذلني و تتخلي عني و تجوز ،تجوز يا زين، و مين عدوتي اللي عملت المستحيل علشان تفرق بينا، أنا قوية بس لو بعدت عني أكون ضعيفة، ارجع يا حبيبي ، أنا آسفة ارجع و سامحني.

سمعت صوت سيارته ، نهضت من على الارض، دلفت إلى الحمام ، غسلت وجهها.، خلعت ثوب الصلاة ، و تركت شعرها منسدل مثل ما يحب، و تدعو الله أن يكون حديثهم كذب.

أما في الاسفل 
وصل زين بعد سماع رسالتها ،حتي لو غاضب و مجروح منها لكن لا يستطيع أن يتركها و هي حزينة.

دلف المنزل وجد جميع العائلة ،لكن لم يتحدث و توجهه إلى الغرفة.

قالت سيما بعصبية: زين.

قال و هو يهرول على الدرج: ليس لأن.

وصل أمام الغرفة

وضع يده على المقبض ، لا يعلم ماذا يفعل؟ هل يأخذها في حضنه و ينسي كل شيء ؟ هل يطلب منها اعتذار على حديثها ؟

أخذ نفس عميق و فتح الباب ، كانت تجلس على الأريكة.

أغلق الباب، و جلس بجواره ، و سأل بهدوء: ماذا تريدين ؟

نظرت له و لم تعلم من أين تبدأ الحديث؟ تسأل عن حقيقة زواجه من سميران أو تعتذر عن حديثها ، حقا هي ضائعة.

و هو أيضا لا يعلم من أين يبدأ؟
لذا ساد الصمت دقائق.

و كسر الصمت هو عندما قال: لم أتخيل أن نصل الى هذا الوضع.

كانت مازلت تنظر له و سألت بحزن: من السبب زين؟

نظر لها أيضا ،لكن لم يتحدث، فنظر إلى عيونها بعمق و شوق، 
و هي أيضا نظرت لعيونه بحب.

قرر نسيان كل شيء ، كان بينهما  مسافة، اقترب منها و همس: زينة.

ظنت أنه يقصد أنها السبب، سألت مرة أخرى: من السبب.

أجاب : زينة.

لم يقصد أنها السبب، كان ينطق اسمها بحب لأنها أخبرته مرة أن تحب اسمها عندما ينطق حروفه، كان يقصد أن حدث ما حدث لا نتحدث في الماضي و نعود مثل السابق.

لكن هي لم تفهم ذلك، سألت بحزن : تقصد اني السبب في إنهاء علاقتنا.

إنهاء علاقتنا.

قالها بصدمة،و جرحت هذه الجملة قلبه، لم يخطط أو يستطيع فعل ذلك.

سأل بهدوء: عن ماذا تتحدثين؟

قالت بدموع: أتحدث عن علاقتنا، كل ما نحن عليه الآن بسببك.

نظر لها و قال : بسبي أنا، كلا لو حدث شيء فأنت المذنبة.

ذرفت دمعة و قالت: أنا زين، أنا في هذا المنزل مثل الأسيرة ، لم أستطيع التنفس.

نهض بغضب و سأل : لماذا كل ذلك؟

وقف أمامه و سألت : حقا لا تعلم، حقا أنت لا تعلم، لاني لم أخبرك بكل شيء يحدث معي في هذا المنزل.

قبض على يديها المحروقة بقوة ،حتي صرخت بألم ،و قال : بالطبع لم تخبرني بكل شيء ، مثل أنك من حرقتي نفسك ،ليس أمي.

جذبت يدها و قالت بعصبية: أجل أنا فعلت.

قبض على شعرها بعنف و سأل بعصبية: لم أصدق ذلك، أنتِ تكذبين و تفعلين هذا الشئ ، لماذا؟ لماذا؟

ضربته على صدره بكل غضب و حقد و قالت بمشاعر الكراهية: لاني أكره هذا المنزل، لاني أكره عائلتك، لاني أكره كل شيء في هذا البلد.

و بيد مرتعشة اشارت عليه و قالت بدموع غزيرة حتي أصبحت الرؤية ضعيفة من كثرت الدموع : لاني اكرهك، زين فير سينج أنا أكرهك، و أكره نفسي لاني أحببتك.

عاد خطوة الى الخلف بحزن و صدمة مهما حدث في علاقتهم لم يتخيل أنها أصبحت تكرهه إلى هذا الحد.

كان يري أن  حبه الأول و الوحيد يضيع من بين يديه ، و هو لا يريد ذلك، مهما حدث لا يستطيع أن يبتعد عنها ، لماذا هي تسطيع؟

سقطت دمعة منه و سأل بحزن: لماذا حبيبتي ؟

أومأت رأسها اعتراضا و مع الدموع الغزيرة: كلا لم أكن حبيتك، أنا  هنا لأجلك أنت لأنك لا تريد الابتعاد عن حبك و للأسف أنا حبك، إذا كل ما يهمك ، عائلتك، طموحك و عملك، و حبك ، لكن أنا زين ، أنا لا افرق معك.

أبتسم بحزن و قال : أنتِ ، حقا تسالين هذا السؤال، أنتِ ، لن تعلمين من أنتِ زينة؟أنتِ حبي و حياتي و كل شيء ، أنتِ الصباح والمساء، أنا لا أستطيع التنفس لأنك بعيدة عني، زينة أخبرني اي زوج يتحمل أن تبتعد عنه زوجته بالاشهر، و رغم حزني لكن لم ازعجك بحرف، كل هذا الحديث الذي جرح قلبي و رجولتي من يتحمل هذا الحديث، لكن لم أفعل شئ، و مجرد أن ارسلت الرسالة ،ركضت لاجلك، و تسالي و أنا.

أبتسم بصوت عالي و قال بحزن:يجب عليك الاعتذار مني على كل ما بادر منكِ؟

استندت على الحائط و قالت بدموع: كل هذا كذب.

:أنا لا اؤذيكِ 

كانت هذه الجملة التي قالها زين، لتكون سبب انفجار زينة.

أجابت بسخرية: لكنك اذيتني.

أنا صدقتك.

أنا وثقت بك.

دافعت عنك أمام الجميع.

لم أنظر إلى أحد مثلك.

زينة معك ليست هي زينة التي يراها الجميع.

لماذا؟! أخبرني لماذا فعلت ذلك؟

زين أنت خدعتني ،نعم خدعتني ،أين كل وعودك لي؟

جلست على الفراش لأنها لا تستطيع الصمود أكثر و قالت بدموع: زينة سوف تكوني ملكة متوجة على عرش قلبي.

نهضت مرة أخرى،لم تجد الراحة و هي تجلس، لم تجد الراحة في هذا المنزل، تشعر بالاختناق في هذا المنزل, أصبحت هزيلة ضعيفة الجسد، لأنها لا تستطيع تناول الطعام في هذا المنزل،والذي بالنسبة لها هو السجن...

 صرخت بقهر وجع: زينة ليست ملكة، زينة أصبحت خادمة لهذا المنزل.

دفعته بغضب شديد و صرخت: خادمة لعائلتك,أصبحت مجرد خادمة ليست زينة يوسف عز الدين.

نظرت إلى عيونه و سألت بهدوء شديد،تزامنا من الدموع التي تسيل على وجنتيها: زين أين زينة؟ من فضلك أخبرني أين زينة؟

هل تطلب مني أنا أقدم اعتذار ؟ هل تعلم من يستحق الاعتذار؟

أشارت على. نفسها و هي تصرخ: أنا من تستحق أنا.

إزالة دموعها و قالت: أريد مغادرة المنزل ، أريد الابتعاد عن هنا، و أريد الطلاق ، أريد الطلاق.

كان يسمع الحديث بصمت تام، ملامحه لا تدل على شيء ، الوضح عليه الجمود.

بعكس الداخل منهار و محطم لأجلها ،يعلم أنها  عانت و مازلت تعاني هنا، لكن هي لم تري ماذا يمر عليه أيضا؟

سأل بهدوء: أنتِ لم تري معاناتي؟

جلست مرة أخرى و قالت ببرود: لم أري و لا أريد أنا أري...

كاد يغادر الغرفة، و أعطها ظهره، و لكن نهضت مرة أخرى ، كانت ضعيفة ،ضائعة ،تقسم أنها ليست زينة.

سألت بصوت ضعيف مهزوز ،و تخشي الإجابة: زين،
،هل تتزوج سميران؟

انتظرت إجابة لم يجب و لم يلتفت لها.

أكملت هي: ريا اخبرتني اليوم أنك سوف تتزوج سميران.

انتظرت إجابة ،لكن لم يجيب و غادر الغرفة بلا المنزل بأكملها....
تعليقات



<>