رواية حياة مهدورة الفصل الثاني عشر12 بقلم رشا عبد العزيز


رواية حياة مهدورة الفصل الثاني عشر12 بقلم رشا عبد العزيز

-مش دا بيت إيمان منصور؟

هززت حنان رأسها وأجابت

-أيوه يافندم

-ممكن أقابلها؟

تلجلجت حركتها ،  وتشتت ذهنها وقالت بتلعثم:.

-أيوه أقلها مين ؟

-يحيى قوليلها يحيى

دخلت حنان وأفكارها التي تشابكت تحت وطأة دهشتها ،جعلتها تقف امام بابها متردد لثواني قبل ان تطرق الباب

كانت إيمان شارده عندما انتبهت على  طرقات الباب وصوت حنان يناديها من الخارج

-إيمان فيه واحد بره عاوز يقابلك بيقول أسمه يحيى
رددت أسمه بدهشةٍ امتزجت بذهول من تصرفات هذا الرجل الغريبة

-يحيى ودا عاوز أي؟!

ثم زفرت أنفاسها بحنق وقالت:

-مش كفاية التليفون

أمسكت حجابها ووضعته على رأسها بعشوائية وخرجت لتجد حنان تقف امام الباب لتتجاوزها كأن لاوجود لها
واتجهت نحو الباب

كان ينتظرها بلهفه حتى ظهرت أمامه ليرتجف قلبه كلما تقدمت منه حتى اقتربت ليعتصره ألمًا عندما رأى شحوب وجهها وتلك الهلات السوداء التي أرتسمت تحت عينها

-أزيك يا إيمان ؟

-أهلا يامستر يحيى

علامات الحيرة المرتسمة على وجهها لم يغفل عنها ولا أرتباك صوتها الذي بان في تحيتها

-إيمان ممكن أتكلم معاكي

نظرت نحو الداخل لتجد حنان تطالعها بترقب، لتعاود النظر إليه فتبصر عيناه التي تتوسلها لتقول بتردد

-بس أنا…

وقبل أن تكمل علم ماترمي اليه ليقول:

-عارف يا إيمان لوممكن نقعد في أي كافيه

ازداد شحوب وجهها وارتباكها تردد مايقول:

-كافيه؟!

ليسرع بقول:

-إيمان أنا مش هاخد من وقتك هما  خمس دقايق

نبرت التوسل التي استشعرتها في صوته جعلتها تذعن وتوافق على طلبه

-طب هو فيه كافيه في الشارع الي ورانه تقدر حضرتك تسبقني وأنا هحصلك

ليومئ برأسه معلنا موافقته

-خلاص هستناكي بس لوسمحتي متتاخريش

-حاضر

تركها ورحل تنظر لآثره يبدو غريبًا اليوم عادت للداخل تسير نحو غرفتها لتناديها حنان

-إيمان

لكن إيمان تجاهلتها ودخلت غرفتها لتدخل حنان خلفها وتناديها مرة أخرى

-إيمان ممكن أتكلم معاكي؟

-أطلعي بره

تسمرت حنان في مكانها عندما سمعت هذه العباره، لكنها فرت من أمامها بعد أن أعادتها إيمان لكن بصراخ هذه المرة

-أطلعي بره

ثم أتجهت إيمان نحو الباب وأغلقته بقوة كانّها تغلق أبواب قلبها أمامهم  قبل أن يحن قلبها وتسامحهم
شرعت في تغير ملابسها والأفكار تتقاذف داخلها  ، لاتعلم فيما تفكر

جلس ينتظرهافي ذلك الكافيه يرتب ماذا سيقول لها مرت عليه الدقائق بثقل وهو عاجز عن معرفة الطريقة التي سوف يقنعها بها حتى أطلت عليه ليبتسم بتلقائيه يشعر، كأنها الشمس التي أنارت ظلمت حياته
 وقفت امامه بارتباك ليقف هو مشيرا لها مبتسمًا

-اتفضلي

جلست إيمان بحرج ليسألها هو

-تشربي أي يا إيمان ؟

-قهوة مضبوطة

ليشير للنادل بأن يأتي ثم طلب منه

-أثنين قهوة مضبوطة لو سمحت

نظر إليها ليجد الارتباك ظاهر عليها كانّها بالكاد تسيطر على ثباتها أمامه

-بطلتي تجي المركز ليه يا إيمان

كانت تفرك يدها ببعضها من شدة التوتر لترد با إحراج

-أنا مش هرجع المركز تاني هوقف لحد كده

ليقول بسرعه يلومها

-بس يا إيمان أنتي وصلتي مرحلة كويسة ليه توقفي

لتزفر أنفاسها بحسره وتقول:

-ماعدش عندي طاقة لأي حاجه

-ليه يا إيمان ليه بتقولي كده؟

نظرت إليه لاتعرف ماذا تجيبه اما هو فارتجف قلبه هل يمكن ان يكون هو السبب لكنه أكمل مستفهما

-أنا السبب يا إيمان بقرارك دا؟

لتحرك رأسها نافيه

-لا أبدا حضرتك مش السبب أنا الي  عاوزة أكمل

-أنا أسف.          (بقلم رشا عبد العزيز) 

كلمه قالها جعلها تحدق به، رغم حرجها من وجوده أمامها تترقب سبب أسفه ليسترسل

-آسف يا إيمان يمكن أكون أخترت الوقت الخطأ لطلبي أنا عارف أنك كنت منهارة
 
-أنت ملكش ذنب

قطعت كلامه لتكمل والدموع بدأت تلمع في عينيها

-أنا الي غلطت مكنتش أحب حد يشوف ضعفي لكن أنا كنت محتاجه أحكي وو…

أشرق وجهه بإ ابتسامه ليقول:

-وأنا متشكر أنك حكيتي ليا

نظرت له تقطب حاجبها تود أن تخبره أنها لم تختاره لكن طاقة تحملها قد نفذت وانهارت أمامه

-حضرتك أنا ماكنتش …

-إيمان أسمعيني أنا عاوز أقلك انك مغلطينش  كل إنسان وله طاقة تحمل
 
أخفضت عينها بحرج لترفعها بسرعة عندما سمعته يقول:

-بس أنا لسه عند طلبي يا إيمان تتجوزيني

أتسعت حدقتي عيناها تنظر له بدهشه ليست المرة الأولى التي تسمعها لكنها ظنت انها كانت عابره او شفقه لكن تكرارها يعني تأكيدها وكان لسانها شل عن النطق وأنفاسها تباطئت حد الاختناق

-إيمان أنا عارف أني فاجئتك بس صدقيني أنا كنت هطلب منك الجواز بس كنت مستني شويه وقت ..

شحب وجهها أكثريدها أصبحت ترتجف بلا توقف ليزيد هو

-إيمان أنا معجب بيكي من أول ماشوفتك فيه حاجه بتشدني ناحيتك
 
بالله عليك توقف لم أعد قادرة على الصمود، كانت تحادث نفسها تتمنى لو تنشق هذه الارض وتبتلعها

-إيمان مالك روحتي فين أرجوكي ردي عليا

استمرّ صمتها لاتعلم بماذا تجيب ورحمها ذلك النادل عندما احضر القهوة يمنحها بعض الوقت علها تستطيع ان تهدئ قليلا زفرت أنفاسها ببطئ تحاول تقليل ارتجاف قلبها جاهدت لتخرج حروف الكلمات من بين شفتيها بتقطع لتقول:

-حضرتك أنا ... أنت فاجئتني

أبتسم لارتباكها وقال :

عارف أننا اتعرفنا على بعض من فتره قصير لكن أنا من أول ماشوفتك وأنا مش قادر أبعدك عن تفكيري كنت براقبك من بعيد وكنت بتمنى أني أقرب واتكلم معاكي بس، كنت خايف تفهميني غلط أنا جاد يا إيمان بطلبي وصدقيني مش لأنك ضعفت قدامي والكلام دا لا يا إيمان أنا معجب بيك بجد

-يراقبها هل قال يراقبها نعم هل كانت ليان صادقه عندما أخبرتها أن عينه تتابعها نعم تعلم أنها في الأونه الأخيرة انتبهت لذلك لكن لم تظن أن هذا يحدث منذ زمن

-إيمان أرجوكِ فكري كويس بعرضي أنا محتاجك في حياتي

ثم صمت قليلا وقال:

-فكري يإيمان وأتمنى أنك توافقي صدقيني مش هتندمي
لازمت الصمت ولم تنطق بكلمه عينها تتحرك في كل إتجاه عدا النظر بتجاهه حتى يأس هو ليسألها

-إيمان قولتي أي ؟

نظرت نحوه تبصر الآن جليا اللمعة في عينيه كانت تتجاهلها وتظن انها وهم لكنها الآن تعلم سببها
دارت الأفكار في راسها كمطارق تطحن بعضها بعضا هل ترفضه وتعيش كما هي ،أم تمنحه فرصة 
وتعيش حياة جديده رغم خشيتها من قلة معرفتها به

-ممكن تديني وقت أفكر؟

أنت فاجئتني

ليقاطعها ملوحا بيده أمامها

-أنا فاهم خذي وقتك يا إيمان وأنا هستنى جوابك 
كان سعيدا رغم عدم موافقتها لكن طلبها مهله للتفكير أعطاه أمل ليقول لها مازحا

-قهوتك بردت أشربيها على الأقل يكون بينا عيش  وقهوة 
بالكاد استطاعت رسم شبح إبتسامه على وجهها تجامله حتى تنهي هذا اللقاء 
**********************************

تركته ورحلت على وعد أن تعطيه جوابا لاحقا سارت على قدميها كالتائه كأنها في زورق مهترئ وسط بحر هائج لاتعلم ماذا تفعل 
موافقتها تعني دخول حياه جديده لا تعلم كيف ستكون ربما تقلب استقرارها رأسا على عقب 
وربما تمنحها السعادة والعوض وأيضا تمنحها الحرية والتخلص من نظرة المجتمع على أنها امرأة قد فاتها قطر الزواج وأصبحت عانس تحسب تصرفاتها عليها 
ظلت تسير فترة  طويله حتى ساقتها قدميها لتجد نفسها أمام شقة ليان طرقت الباب لتفتحه ليان وتتفاجئ من وجود إيمان أمامها لتصرخ

-إيمي وحشتينى

ظلت تحتضنها فتره تعبر عن شوقها لها حتى أخرجتها من أحضانها

-وحشتيني يا إيمي
 
-وانتِ كمان ياحبيبتي

-بس شكلك تعبان أنتِ لسه عيانه؟ 

قالتها ليان وهي تنظر لها وتتلمس وجنتها

-لا ياحبيبتي أنا كويسه متخافيش

-طب تعالي اتفضلي

أمسكت إيمان ذراعها وقالت :

-هي ماما موجوده عاوزها في موضوع

لتضع ليان يدها على خصرها وتسألها بستهجان

-نعم يا ست إيمان  وأنا الي كنت فكراكي جايه عشاني

ضحكت إيمان على تصرفها وقالت:

-معلش يا لي لي أصلي محتاجاها بمشوره

لتزداد ليان غضبا فتقول لها:

-متستشريني أنا ولا أنا مش عجباكي
 
لتضغط إيمان على أسنانها وتقرص وجنتها وتقول:

-انتِ تعجبي الملك    بس أنا محتاجه ماما

ثم همست لها وقالت:

-أصلها مشوره كبار

-ماشي ياست إيمان بس خليكي فاكره انك خبيتي عليا

ضحكت إيمان على حنقها وقالت:

-هو أنا اقدر أخبي عليك ياعسل أنا أشوف رأي ماما الأول وبعد كده هاقولك يا ستى

-ماشي استنى وأمري الى الله اما نشوف اخرتها

-إيمان يا هلا يا أهلا

قالتها والدة ليان  وهي تحتضنها وترحب بها

-أهلا بحضرتك

-مش تقولي أن إيمان هنا وكمان موقفاها على الباب مش تدخليها الصالون ياعديمت الذوق

قالتها والدة ليان وهي تضربها على كتفها لتدعك ليان  كتفها وتقول:

-أه ياماما    ماقولنا بلاش العن*ف الأسري دا  وبعدين ياستي إيمان جايالك انتِ
 
نظرت والدتها إلى ايمان التي أسبلت عينيها حرجا وقالت:

-فعلا أنا محتاجه حضرتك في موضوع

-حبيبتي انتِ تأمري
 
قالتها والده ليان وهي تجذب ايمان من يدها وتدخل غرفة  الصالون وتغلق الباب خلفها

نظرت ليان لاثرهم وقالت مدعيه الحزن والانزعاج

-حتى صاحبتي أخدوها مني  في أكثر من كدا اضطهاد  أنا في البيت دا بتعرض لكل أنواع التعنيف
بكره أتجوز ويحلموا يشوفوني تاني

-جلست إيمان على إستحياء أمام والدة ليان لاتعرف من أين تبدأ طالعتها السيده أمينه ترى ارتباكها وترددها لتقول:

-أي الموضوع الي كنت عاوزاني فيه يا إيمان؟

رفعت نظرها نحوها وقالت:

-كنت محتاجه مشورتك في موضوع

قابلتها السيده أمينه با بتسامه  طيبه وقالت:

-أتكلمي  يا حببتى ما تتكسفيش ، سمعاكى 
لتسرد إيمان لها كل ما حدث لها منذ أن توفيت والدتها وما فعله أخوتها حتى طلب يحيى منها

ظلت والدة ليان منصتة لها وقسمات وجهها تتغير بين الحزن والألم والخذلان كلما تنقلت ايمان بين احداث حياتها حتى أخبرتها بموضوع يحيى لتبتسم السيدة أمينه وتقول:

-وأنتي خايفه ليه يا إيمان مدام بتقولي أنه كويس وميعبوش حاجه

أخذت إيمان نفسا عميقًا وزفرته بشدة علها تخرج ذلك الخوف الذي جثى على صدرها

-خايفه أهدر حياتي تاني زمان كنت صغيره وكان عندي فرص كتير دلوقتي وفي سني  دا
 
الفرصة جايز تكون طوق نجاة أو ممكن تكون حبل مشنقه 

أقتربت السيده أمينه وجلست بجانبها تربت على ظهرها وقالت:

-وليه تفترضي الشر مش جايز يكون هو العوض

ألتفتت لها إيمان بعين تملئها الكسرة والخذلان وقالت :

-خايفه أنخذل تاني قلبي ماعدش مستحمل الخذلان

قالتها فاختنق صوتها وتجمعت الدموع في عينيها،  كانّها تستعد للانهيار تداركت السيدة أمينه ذلك وأحاطت كتفها تضمها بخفه

-حبيبتي وليه بتحكمي على الكتاب من غلافه أدي لنفسك فرصه تتعرفي عليه أكتر خدي فترة خطوبه
لو أستريحتي كملي لو لا،  كل واحد يروح  لحاله.

مسحت إيمان دموعها التي هربت من عينيها  وظلت تحدق في وجهه السيده أمينه وكلامها يدور في رأسها لتسترسل السيده أمينه كلامها قائله

-وبعدين يا إيمان أخواتك حقيقي غلطو لكن انتِ بتقولي أنهم حاولو يتأسفولك يعني معترفين بغلطهم

أبتسمت مستهزئه من بين دموعها وقالت:

-بعد أي بعد فوات الأوان بعد ماجرحوني  واتهموني اني مراهقه واستكتروا عليا اللبس والخروج
والفرح

مدت السيدة أمينه يدها وأعطتها منديلا قائله:

-إيمان هما مش  مستكترين، هما جايز يكونو أستغربو عشان متعودين عليكي  بشكل معين تغيريك كده 
وبشكل مفاجئ خلاهم يستغربو

لتقول بسرعه مستنكره

-بس دي حياتي ودا حقي

-عارفه والله ياحبيبتي دا حقك بس بصي يا حببتى هما مش معتبرينك أختهم أنتِ بالنسبة ليهم أمهم إلي سمعته دلوقت منك والي عملتيه عشانهم يخليهم يحسو إنك أمهم ومفيش ولاد يا إيمان يحبو أمهم تتصابه أو تتغير أو حتى تتجوز

حدقت إيمان بها لدقائق ثم تنهدت بحزن وهي تنظر للمنديل الذي أبتل بدموعها

-مش عارفه بس أللي عملوه أذاني كتير

طبطبت أمينه على كتفها وقالت في محاولة للتخفيف عنها

-معلش هما برضو لسه صغيرين وبيحبوكي وأنتى  قلبك طيب سامحيهم مفيش أم بتزعل من ولادها يا إيمان

عادت تمسح دموعها التي تتساقط، كلما تذكرتهم تعلم ان قلبها يعشقهم لكن ما فعلوه جعل هذ القلب يحترق
بكلماتهم يرسم حدا فاصلا يبعدهم عنها ربما تحتاج وقتا لتخمد تلك النيران

-مش قادره أسامحهم يمكن مع الوقت أهدي وأقدر أسامح ويارب أقدر أنسى

عادت تلك السيده تمسح على ظهرها وتقول:

-ربنا يريح بالك ياحبيبتي

طالعتها إيمان وكأنها تذكرت شيئا

-على فكره أنا ماحكيتش للي لي   حاجه أنا عارفه انها حساسه وبتحبني خوفت تزعل .

لوت امينه شفتيها بسخط وقالت متهكمه

-ليان حساسه والله يا إيمان مش عارفه ساعات بحسك بتتكلمي على حد تاني مش بنتي

لتضحك إيمان وتقول :

-يمكن عشان أنا شيفاها صاحبتي مش بنتي

لترد والدة ليان بستهزاء

-يازين مااخترتي صاحب يا إيمان

لتضحك الاثنان معا حتى شعرو بمن تفتح الباب ببطئ وتدخل رأسها فقط وتقول بصوت منخفض

-ها الاجتماع السري خلص أقدر أدخل دلوقت
 
-أدخلي يا أخرت صبري

قالتها والدتها بستهزاء. (بقلم رشا عبد العزيز) 

دخلت ليان ووقفت أمامهم وقالت بأنزعاج

-بصو بقى أنا بقالي ساعة مصبره نفسي وساكته وبحاول أمنع فضولي بشتى الطرق لكن مقدرتش

ثم فاجئتهم عندما جثت أمام إيمان تمسك يديها وقالت بعيون متوسله

-أرجوك قوليلي مالك وحياتي please

-يا أختى ابليس لما يركبك يابعيده سيبي البت

قالتها والدتها بعد أن أدهشتها فعلتها

لتضحك إيمان وتحيط وجهها بيديها وتقول:

-سيبها يا أم وليد ليان دي حبيبتي أنا هقولك يا ليان

-بجد يا إيمي

لتهز إيمان راسها وقالت:

-أيوه يا حبيبتي.  أنا جايلي عريس

لتستقيم ليان بدهشة  وتقول بلهفه وهي تقفز

-عريس!!

ثم جلست بجانب إيمان تسألها بفضول

-هو مين أعرفو طب شكله أي حلو؟ هاا. قولي يا إيمي

ضحكت إيمان على تصرفها وأمسكت يدها وقالت:

-أصبري عليا وحده وحده

لتقول والدتها بسخط

-أدي يا أختي الحساسة بتاعتك أستلمي

-ملكيش دعوه بماما يا إيمان كملي

قالتها ليان بتذمر لتكمل إيمان

-على فكر تعرفيه وأنتي أول وحده قالتلي عليه وأن عينه مني

أبعدت ليان عينها عنها تفكر في هويتها تردد ماقالته  إيمان أنها تعرفه وأنها كانت تشعر بأهتمامه بها لتتسع عينها بدهشه وتعود تنظر لها
 
-أوعي تقولي مستر يحيى

لتحرك رإيمان رأسها بحرج

-أيوه

لتصرخ ليان وتقول:

-عشان تصدقي لما قلتلك عينه منك

-لا ماتخافيش هبقى أصدقك المرة الجايه

لتحتضنها ليان بفرح وتقول؟:

-ألف مبروك ياروحي أنا فرحانه ليك أوي

-مش لما أوافق يا ليان

خرجت ليان من أحضانها تلومها باستهجان

-ليه يا إيمي مستريحيى باين عليه كويس دا حتى مز و جنتل مان وكاريزما

قطبت حاجبها  وقالت مبتسمه

-مز وجنتل مان وكاريزما يادي تعابيرك اللي مش هخلص منها

-أي يابنتي مش هي دي الحقيقه متنكريش

تنهدت إيمان بحيرة وظلت تنظر لها من دون كلام
 
-أي متبصليش كده وبلاش النكد الي شيفاه بعيونك خلينا نفرح يا بنتي
 
لتنظر إلى والدتها وتقول:

-ماما عاوزه فستان جديد أحضر بيه خطوبة إيمان

لتنظر والدة ليان نحو إيمان وتقول مشيره لها بإستهزاء

-عليه العوض ومنه العوض

ضحكت إيمان على قولها وظلت تتنقل عينها بين الاثنين بعد مابدأو يتناقشون محاولين أقناعها 
وأن تترك الخوف جانبا ومشاكسات ليان معها تاره ومع ولدتها تارة أخرى 
******************************

كان يجلس في عمله عندما رن هاتفه رفعه ينظر إلى هوية المتصل ليرتجف قلبه وهو يرى أسمها يزين شاشة هاتفه أجابها بلهفه وشوق

-حنان

-الو أمجد

-حنان وحشتيني

-أمجد أنا محتاجلك

أنتفض قلبه برعب وهو يسمع صوتها المهزوز ليقول بقلق

-مالك ياحنان مال صوتك كنزي فيها حاجه؟

-كنزي بخير متخافش بس أنا محتجالك يا أمجد

نهض من مكانه بسرعه وقال لها
 
-خمس دقايق وأكون عندك ياحبيبتي 

وصدق فيما قال وماهي سوى مسافه الطريق وأصبح أمام بابها يطرقه باضطراب، لكنها فتحته بسرعه كأنها كانت

 تنتظره بالقرب من الباب وما أن فتحت له الباب حتى فاجئته حينما ارتمت بين أحضانه باكيه كأنها وجدت ملاذها هوى قلبه بين قدميه لفعلتها، لكنه أحتضنها بقوه وادخلها مغلقا الباب خلفه شدد من احتضانها بشوق أمتزج بلقلق والحيرة

تركها تبكي بين أحضانه وهو يحرك يدهه على ظهرها محاول تهدئتها فتره من الوقت ثم قال:

-  أهدي ياحبيبي

-أهدي ياحبيبتي مالك ياروحي قلقتيني

ثم سحبها وهي لاتزال بين أحضانها وأجلسها على المقعد وجلس بجانبها يمسح دموعها بأنامله وهو يقول بخوف

-مالك ياحنان حببتى  أتكلمي
 
لتتحدث من بين شهقاتها ودموعها ولايزال هو يمسح دموعها التي أبتّ التوقف فقالت بصوت بح من البكاء

-جرحتها ومش عارفه  أصلاحها مش راضيه تسمعني يا أمجد أعمل أي والله مكانش قصدي أعمل كده

أزدادت حيرته فسألها مستفسرا وهو يمسح على خصلات شعرها وجنتيها بحنان

-أهدي ياحنان وفهميني أنا مش فاهم حاجه منك أنت تقصدي مين؟

لتسرد له حنان مافعلوه هي وأسر بشقيقتهم
ظل يحدق بها بدهشه وقال :

-معقوله ياحنان أنتو تفكرو بإيمان كده؟!

مسحت وجنتها وأنفها وقالت بندم وهي لازالت تشهق وتأن من البكاء

-عارفه أني غلطانه والله عارفه بس نفسي تسامحني
 
-حقها يا حنان تأخذ منكم موقف اللي قلتوه مش قليل أنتو خذلتوها المفروض أنتو أكثر ناس تعرفوها
المفروض  تدفعوا عنها مش تتهموها

-يا أمجد والله عارفه كل اللي بتقولو أنا سبت دماغي للشيطان وصدقت كلام  ملك ..

ليقاطعها أمجد بسرعه ويقول بحده

-ياما قلتلك ملك دي مش وراها غير المشاكل لكن أنتي أصريتي على صحوبيتها

أحفظت رأسها بندم تعلم أنه صادق كان دائما يحذرها من صديقتها لتعاود دموعها السقوط على حجرها كقطرات المطر في ليله شتاء ماطره

وضع أنامله تحت ذقنها ورفع وجهها يمسح دموعها بيده ويقول:

-كفايه ياحبيبي دموعك دي بتوجعني إيمان هتسامحك دي بتحبكم مسرها تسامح ياحنان بس هي محتاجه وقت
رفع يده يحيط جسدها ويضمها أليه ويده تتحرك على راسها وذراعها
 
-هحاول أتكلم معاها يمكن ترضى تسامحك

ظلت متشبثه به مشتاقه لقربه كأنها طفل عاد لاحضان أمه وهو كذلك ظل يحتضنها يفرغ شوقه لها بين أحضانها

حتى سمعو صوت الباب ليبتعد عنها عندما دخلت إيمان التي تعجبت من وجود أمجد لتقول دون النظر لحنان

-إزيك يا أمجد

-أهلا يا إيمان

لكنها أستمر بالمشي نحو غرفتها ليسرع أمجد ويقف أمامها قائلا:

-إيمان حنان

لكنها أوقفته عندما رفعت عينها نحوه وقالت:

-فيه شخص عاوز يتقدملي شوف أخو مراتك واتفقو على وقت عشان يجي يقابلكم

ثم تركته ورحلت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها ليظل هو متسمر في مكانه بدهشه ينظر لحنان التي
لم تقل دهشتها عنه تنظر له دون أي كلام

***************************
ورغم أن إيمان أخبرت أمجد عن يحيى لكنها ظلت تتملكها الحيرة لتقرر أن تنهي كل هذا وتسأل 
من هو أحسن من جميع البشرقررت أن تسأل علام الغيوب 
لتفترش سجادة الصلاة مقرر أن تودي صلاة الاستخارة متوكلة على خالق البشر سائلة المولى أن ينهي حيرتها ويدلها إلى طريق الصواب

تعليقات



<>