رواية عزبة الدموع الفصل الحادي عشر11بقلم داليا السيد

رواية عزبة الدموع الفصل الحادي عشر11بقلم داليا السيد

خطوبة

اتصل بها آسر نظرت للهاتف وهي تتساءل هل تخبره عما حدث وخطوبتها؟ تراجعت لا لن تؤلمه وهو بالغربة عندما يعود ستشرح له ما حدث

 ردت "آسر كيف حالك؟" 

قال "بخير اشتقت لكِ، أموت وأراكِ افتحي الفيديو" 

ارتعشت يداها وقالت "النت هنا ضعيف لا يستجيب المهم طمنى عليك هل المانيا جميلة كما أخبرتك عنها؟ " 

ضحك وقال "جميلة ولكن كانت ستكون أجمل وأنتِ معي، إذا وافقتِ على الزواج سنمضي شهر العسل هنا" 

توقفت عن الرد إنه ما زال يفكر بها هل تخبره؟ لا، لن تستطيع، لا تريد -ن تؤلمه ليس الآن 

نادها "رنين، ران أين أنتِ؟"

قالت "هنا يا آسر، متى ستنتهي؟"

قال "لا أعلم بعد، الموضوع كبير أكيد سأخبرك قبل أن أعود، ما أخبار المزرعة؟"

ناقشته فيها ثم أنهت المكالمة وهي حزينة من أجله، هو الرجل الوحيد الذي كان بحياتها بعد والدها ولكن الآن عيون آدم تخترق عليها مخيلتها وكلماته تنسيها كل ما مضى من حياتها، وتذكرت قبلته التي لم تكمل لامست بيدها شفتيها ثم أبعدتها كيف تسمح لنفسها أن تفكر هكذا بل كيف سمحت له أن يفعل؟ لقد كادت أميرة تستغل الأمر لولا العمة، وأخيرا سقطت في النوم دون أن تشعر ولم تتناول حتى العشاء ..

في الصباح استيقظت مبكرا على دقات الباب فقالت "ادخل" 

كانت منى، ابتسمت وقالت "أهلا منى" 

ردت الفتاة "أهلا يا سيتي، البيه يريدك بمكتبه" 

نهضت وقالت "حاضر سأغير ملابسي وأنزل هل تناولوا الإفطار؟" 

ردت منى باختصار "لا ليس بعد" وتحركت للخارج 

نظر إليها وهي تدخل فتراجع فى مقعده وهي تقول "صباح الخير" 

قال "صباح النور، أراكِ بخير اليوم" 

جلست وقالت "نعم،  نمت ولم أشعر بشيء إلا بالصباح"

أشعل سيجارته وقال "أردت أن أخبرك أني منحت الرجال اجازة بالمزرعة اليوم ولكن السقوف الزجاجية وصلت فأنزلها الرجال وخزنوها" 

هزت رأسها وقالت "نعم أخبروني بالهاتف وطبعا شكرا لأنك منحتهم اجازة لم أفكر بالأمر" 

قام واتجه إليها وجلس أمامها وقال "أعتقد أن الامور تسير بخير حتى الآن" 

هزت رأسها وتذكرت ما حدث من أميرة أمس ولكنها لم تذكره وإنما قالت "نعم ولكن هي تحبك وتريدك" 

نفث الدخان وقال "ربما ولكن الآن أنا أخطبك أنتِ وليس هي"

ظلت تنظر له ولم تفهم كلامه فقامت مبتعدة فنهض ووقف خلفها وقال "هل أخطأت في شيء؟" 

التفتت له وقالت "لا أعلم ولكني ربما أخاف من القادم" 

أزاح خصلة من شعرها وقال "أنتِ تخافين!؟ لا أكاد أصدق، على العموم دعينا نعيش اليوم وندع الغد للخالق فهو أعلم به منا" 

ابتسمت وابتعدت من أمامه وقالت "نعم أنت على حق"

نظر إليها لحظة ثم قال مغيرا الموضوع "عمتي طلبت مني أن ابدأ في إجراء بعض الترميمات بالفيلا لكي يصدق الجميع موضوع زواجنا فأرجو ألا يضايقكِ الأمر" 

عيونها لم تتركه، هذا يعني أن الأمر جاد، هي لا تفهم شيء هزت رأسها وقالت "كما تشاء إنه بيتك"

تحركت ولكنه أمسكها وقال وهو ينظر بعيونها "والآن سيصبح بيتك" 

ضاقت عيونها وقبل أن ترد قال "على الأقل أمام الجميع فلا تنسين ذلك وحاولي أن تقبلي بالأمر" 

كانا قريبين جدا ولكنها تداركت نفسها، لن تخطأ مرة أخرى فأبعدت وجهها وتجاهلت آخر كلماته وقالت "لن أنسى" 

لم يتركها فعادت ونظرت إليه ثم قالت بضعف من قوة دقات قلبها لتأثير قربه عليها "ذراعي، أريد أن أذهب"

تركها وقد انتبه لنفسه فخرجت وهو يتابعها، على قدر سعادته بما حدث على قدر علمه بأنها ليست كذلك فهي رغم محاولاته لإثبات العكس إلا أنه يعلم أنها مجرد تمثيلية بالتأكيد أُجبرت عليها لحماية سمعتها، اللعنة عليكِ أميرة حطمتِ حياتي في الماضي وتريد الآن أن تعيد الكرة ولكني لن أسمح لكِ..

تناولت الإفطار معه ومع العمة وما أدهشها عندما طلبت العمة منها أن تجلس بجانبه مكان أميرة التي ما أن نزلت ورأتها حتى اسود وجهها . 

اتجهت إليها وقالت "أنتِ" لم تنظر إليها 

هزتها أميرة بقوة فنظرت إليها فقالت إميرة "هذا مكاني انهضي"

ولكن رنين ردت بهدوء "كان مكانك والآن أصبح مكاني فابحثي لكِ عن سواه" 

تصاعد الغضب من عيون أميرة وقالت بقوة "ماذا تعنين؟ أنا لن أتنازل عما يخصني هل تفهمين؟ هيا انهضي أنا أولى به منكِ" 

أبعدت رنين عيونها عنها بينما تابع آدم والعمة في صمت، قالت رنين "أخبرتك أنه لم يعد يخصك وأنا لن أترك مكاني ل أحد أي أحد هل كلامي واضح؟" 

زاد غضب أميرة وقالت "خالتى أنتِ توافقين على ذلك؟ إنها غريبة عنا نحن أهل و" 

قاطعتها العمة "لم تعد غريبة يا أميرة أنها خطيبة ابني وقريبا ستكون زوجته أي صاحبة البيت وهي حرة تجلس أينما تشاء ثم من حقها أن تجلس بجانب خطيبها"

احترق وجه أميرة من الغيظ ولم تبقى في المكان وإنما رحلت دون أن يهتم أحد بها إلا سميرة التي لحقت بها وابتسم آدم ابتسامة خفيفة ذهبت بسرعة مثلما ولدت ولم تعلق فوقية  

وصل معدي الحفلات وعرفت أن العمة ستطعم العزبة كلها لأنها كما قالت خطوبة أصحاب العزبة وابن عمرها كما قالت 

انشغلت هي مع الميك اب ارتست وجاء موعد ارتداء الفستان لتناديها الفتاة "آنسة رنين ما هذا!؟" 

نهضت واتجهت إليها وتراجعت وهي لا تصدق ما تراه لقد مزق أحدهم الفستان إلى قطع لا تجعله يصلح للارتداء،  ضاقت عيونها وهي تعلم أنها أميرة، وقفت لحظات تتشاور مع الفتاة ولم تفزع لأنها توقعت أي شيء من خصمتها 

دق الباب وفتح ورأت أميرة تدخل نظرت رنين للبنات وقالت "هل تتركونا لحظات من فضلكم؟" 

خرجت البنات ووقفت أميرة أمامها بابتسامة النصر وقالت وهي تنظر للفستان وتمسكه بيده "ما هذا؟ يا حرام فستان الخطوبة تمزق"

لم تبتعد رنين وهي تنظر إليها بغضب وقالت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها "نعم فستان الخطوبة تمزق ولكن ليست الخطوبة نفسها فهي ما زالت قائمة" 

تراجعت أميرة من قولها ولكنها قالت "وكيف ستحضرين الخطوبة؟ بالبنطلون الجينز والتي شيرت، ستكونين مضحكة الجميع" 

وضحكت ساخرة بينما ضاقت عيون رنين وقالت "الأمر ليس من شأنك، والآن هل انتهيتِ؟ هل تخرجين من غرفتي أريد أن أكمل زينتي خطيبي والضيوف سرعان ما سيصلوا ولا أريدهم أن ينتظروا كثيرا" 

ضاقت عيون أميرة وقالت "ما زلتِ تكابرين؟ لن تكوني له هل تفهمين؟" 

قالت بإصرار "هيا امنعيني، ألم تكتفي بالفستان؟ هيا هاتي ما عندك أنا أنتظر" 

تراجعت أميرة من قوة رنين لم تتخيل أن يكون هذا ردها فتحركت إلى الخارج بغيظ بينما سقطت رنين على طرف الفراش وهي تتأمل الفستان الممزق ولا تعلم ماذا ستفعل 

كان الحفل بالحديقة وحضره بعض رجال الأعمال الذين يعرفهم آدم وكبار رجال الأراضي القريبة منهم وأهل العزبة وهيثم وعم صابر 

نظر إليها وهي تتقدم منه بجانب عمته، أمسك يدها وقبلها برقة وهو مأخوذ بجمالها، لم يترك عيونها وهو يقول "لا أنكر أنكِ فاتنة ولكن على ما أتذكر ليس هذا الفستان الذي اشتريناه سويا" 

قادها إلى مكانهم بين تصفيق الحاضرين، جلست وجلس بجانبها وابتسامتها تضيء وجهها، رحبا بجميع المدعويين وبدأت الموسيقى حولهم ثم التفتت إليه وقالت 

"الفضل لأميرة، مزقته قطعا وجاءت لتشمت وتخبرني أن الفستان تمزق فأخبرتها أن هذا هو الفستان أما الخطوبة فما زالت قائمة وها هي بالفعل ولا أخبرك عن منظر وجهها وهي مصابة بالإحباط" 

ابتسم وهي تضحك وتأمل فستانها النحاسي الطويل ذا الذيل الطويل أيضا وصدره المفتوح والتطريز الرقيق الذي يحيطه، كان رائعا حقا فقال 

"ومن أين أتى هذا؟"

قالت بضحكة أخذت عقله "من دولابي، داد اشتراه لي من لندن لأحضر به حفل التخرج ولكن لم أفعل ولكن لأنه كان يحبه فكنت آخذه معي بكل مكان تذكرته بعد ما حدث وارتديته وها هو يؤدي الغرض" 

نظر إليها بدهشة وقال "يؤدي الغرض فقط! يا لكِ من متواضعة إنه يأخذ عيون الجميع" 

ابتسمت بسعادة واحمر وجهها في خجل من كلماته ثم سمعا المسؤول عن الحفل يدعوهم للرقص فنظر إليها، قام ومد يده فنظرت إليه ومدت يدها إليه وقامت معه ضمها إليه وانسابت الموسيقى حولهم تحت السماء الصافية والنجوم التي كانت تنظر إليهم وكأنها تبتسم لهم والقمر يرسل ضوئه ليضيف جوا من الرومانسية على تلك الليلة 

قربها إليه وقال "لا أعلم من أين لكِ بتلك العيون؟ لونها لم أرى له مثيل من قبل إنها تثير جنوني من جمالها" 

أخفضتها وقلبها يرقص فرحا من كلماته، لقد هام قلبها صريعا من نظرات وكلمات ذلك الرجل ذا العيون القاتمة 

قالت محاولة أن تخفى مشاعرها "خليط من مامي وداد الأزرق والأخضر" 

ثم نظرت إليه وقالت "مامي كانت جميلة وداد كان يحبها جدا حزن عليها كثيرا وربما سر سفره الدائم كان بسببها كان يخبرني أنه يريد أن ينسى، ربما في الرحيل النسيان هكذا كان يقول" 

قال وهو لا يفارق عيونها "وهل نسى؟" 

هزت رأسها بالنفي وقالت "وهل ينسى الحب؟"

شعرت بيده تضغط على خصرها وهو يقربها منه ويقول "سؤال هذا أم إجابة!؟" 

قالت وهي تنظر بقلب عيونه وكلماتها تخاطب قلبه لتعرف ما يخفيه "ربما سؤال فأنت جربت الحب"

قال وقد أدرك معنى كلامها "لا أعتقد أن ما كان بيني وبينها حب ربما مراهقة فقد كنت صغيرا وقتها وليس لي أصدقاء أو صديقات وأميرة هي الوحيدة التي كانت حولي تعلمين أن المرأة في حياتي كانت عمتي حتى الكلية لم يكن لي بها أصدقاء سوى هيثم لم يكن لدي وقت، الدراسة والأرض كانوا يشغلون كل وقتي وعودة بابا لزوجته جعلني أعلم أن ليس هناك حب صادق يمكن أن يعيش أبد الدهر" 

لم تترك عيونه وقالت "ولكن حب داد لمامي عاش حتى مات، لم يتوقف لحظة عن الحديث عنها لقد أحببت حبه لها" 

اقترب اكثر حتى شعرت بأنفاسه على وجهها وقال "ألم تعيشي حبا مثله؟" 

ظلت تحدق بعيونه ولم تجد ما ترد به وتنفست عندما انتهت الموسيقى فأبعدها قليلا لكنه لم يتركها كاد يقودها لمكانهم لولا أن تقدمت منه أميرة وقالت "هل يسمح لي العريس بتلك الرقصة؟" 

نظر آدم إلى رنين التي بادلته النظرة ثم التفت الاثنان إليها وقالت رنين "لا لن يسمح لكِ فالعريس لا يرقص إلا مع عروسته أي معي أنا وأنا فقط" 

واقتربت منه بشكل أثاره ودفعه لأن يحيطها بذراعه وكأنه ينتهز الفرصة وسمعها تكمل "أليس كذلك حبيبي؟" 

قالتها بدلال وهي تنظر بعيونه، ذاب قلبه في دلالها وقربها منه رائحة عطرها أسكرته، أنفاسها خدرته، وجد نفسه يجذبها إليه دون أن يعي لم حوله ويقول "أكون مجنون لو ضيعت لحظة بعيدا عن قربك حبيبتي" 

انتبهت لنبرة صوته وقربها الشديد منه، هي التي تلاعبت بالنار وعليها تحمل لسعاتها، ابتعدت أميرة غيظا وظل الاثنان لحظات كلاهما يستمتع بقربه من الآخر إلى أن أفاقا على صوت العمة 

"آدم هيا كي ترتدي عروستك الدبل" 

استعاد الاثنان نفسهما واستيقظا من حلم اليقظة الذي هام بهما فوق سحاب الرومانسية فقد حلق كلاهما فوق سماء الرغبة وربما العشق كلاهما تمنى أن تطول اللحظة حتى ولو كانت تمثيل، عيونها الفاتنة تقتل كل دفاعاته وتجعله يهوى صريعا تحت أقدامها، أنفاسها الدافئة كالنار تحرق كل عناده وقوته، لمساتها الناعمة تجعله يرفع كل رايات الاستسلام وربما لو لمس شفتيها القرمزية الآن لاعترف بما يجتاح صدره من عاصفة المشاعر التي ضربت وجدانة بقوة أفقدته أي سبيل للدفاع 

عيونه تبعدها عن عالم الواقع إلى عالم الأحلام، يده القوية تشعرها أنها ملكه ولن تكون لسواه، أنفاسه العطرة تقذفها إلى دنيا لم تعهدها من قبل دنيا جميلة من المشاعر التي تتصارع داخل صدرها لينتفض من الخوف كي لا ينكشف هواه 

أفاق آدم على صوت الموسيقى لم يبعدها ولكنها عادت هي الأخرى من عالم الأحلام، سارت الحرارة بكل جسدها وارتجفت من قربه فهمس "اهدئي لن أمسك بسوء أنتِ خطيبتي" 

لم تنظر إليه وإنما سارت بجانبه إلى مكانهم سعيدة وليست حزينة أو نادمة، اجلسها بأدب ولم يترك يدها اقتربت العمة وعم صابر، ناولته المرأة علبة الذهب وعلى أنغام الموسيقى وضع دبلته بإصبعها والشبكة كما فعلت هي ووضعت دبلته بإصبعه، رفع يدها لفمه وقبلها برقة غريبة ونظرة حنان كادت تصدقها بعيونه ومع ذلك تركت نفسها تستمتع وسمعته يقول 

"أصبحت رسمي يا عزيزتي أمام الله وأمام الجميع، حقيقة وليست تمثيل، نادمة؟"

ظلت تنظر إليه وابتسامة رقيقة ملأت وجهها أراحت قلبه وملاته بالسعادة وقالت "هل تشعر ينى نادمة؟"

شد على يدها وهو يتأمل ظلال عيونها التي تتأرجح به فوق سحاب الرومانسية وقال "تلك العيون الجميلة لا تنطق بشيء، تخفي الكثير ورائها أسمعيني كلماتك ربما تشبع فضولي" 

ذاد احمرار وجهها ولم تتخلى عن النظر لعيونه وقالت بخجل "لا لست نادمة" 

ابتسامته زادته وسامة على وسامته قبل يدها فقالت "أحيانا أظن أنك لا تعرف كيف تبتسم"

لم يبعد ابتسامته وقال "لم يكن بحياتي ما يجعلني أفعل لكن الآن أملك كل مقومات السعادة" 

يا إلهي! أوقف تلك الدقات التي تهز قلبى من قوتها هل أنت صادق أيها الرجل في كلماتك فهي تهز وجداني، تملاء قلبي بنسمات عطرة تسكرني ..

عيونك تحمل عيوني بين ثنياتها إلى دنيا من العشق والهيام لا أريد أن أعود منها، ليتكِ تكوني لي بحق وقتها سأترك نفسي لك ِوأسلمك كل مفاتيح العشق والغرام 

عادا إلى الرقص الهادئ ولم يتركها لحظة ربما يبعدها لحظة للرد على تهنئة أو ربما للراحة وأحيانا أخرى للرد على سخافات أميرة التي لم يمكنها أن تخفي غيرتها أو غيظها ..

تقدما لتقطيع كعكة الفرح ورفعا كأسيهما لتحية الحاضرين، لم تشعر أن الخطوبة بالعزبة وإنما كأنها بأفضل قاعة بالمدينة ولكن ما أن بدأ الجميع في شرب العصائر الفريش حتى بدء التذمر والهمهة لم يلاحظ الاثنان وهما يتبادلان الحديث أثناء تناولهم الطعام إلا على صوت العمة 

"آدم، هناك من وضع شيء حار في االعصائرألا تلاحظ الجميع يصرخ من الأمر؟" 

انتفض الاثنان على الفور وابتعد آدم إلى الجميع بينما وقفت هي بجانب العمة التي قالت بدهشة "غريبة أين أميرة لا أراها؟" 

اعتصرت رنين يداها وقالت "ابتعدت لتختفي بعد ما فعلت جريمتها" 

بدء المدعويين في الذهاب بذعر ولكن آدم كان قد تحكم في الأمر حيث دخل رجاله وأبعدوا المشروبات ولكن بالطبع كان أغلب المدعويين قد تناولوا المشروب، اعتذر منهم وقد فهم أنها بالتأكيد أميرة لتفسد عليهم الحفل 

عاد الحفل ولكن سرعان ما انفض الجميع بعد ما حدث وشعرت بالغيظ من أميرة التي لم تظهر إلا بعدما ذهب الجميع وابتسامة ساخرة على شفتيها اتجهت لرنين وقالت بوقاحة 

"ألف مبروك للعروسة" 

شعرت رنين بغضب شديد يجتاحها فقالت "أيتها المرأة ال" 

أشارت إليها أميرة وقالت "إياكِ والخطأ ستدفعين ثمنه غاليا"

اقتربت منها رنين وقالت "أولا أنا لا أخشى من تهديداتك فهي لا تهمني ثانيا مهما حاولتِ أن تفعلي فلن تستطيعي إيقاف ما يحدث لأنه حدث بالفعل" 

ولكن اميرة لم تستسلم وقالت ببرود "لا، سأوقفه ولن يكون لكِ" 

ابتسمت بثقة وقالت "واضح أنكِ لم تدركي ما يحدث حولك"

ورفعت رنين يدها أمام أميرة وقالت "أنا ارتديت دبلته وهو ارتدى دبلتي وأصبح كلا منا للآخر ولن نتراجع مهما حدث ومهما حاولتِ أن تفعلي لأنني أريده وأنا واثقة أنه يريدني" 

كان الغضب والغيظ يملاء عيون أميرة وآدم يتابع الحرب الكلامية بيهما والعمة صامتة لا ترد 

قالت أميرة " لن أتركم تتهنون لقد أفسدت الخطوبة وهذه لن تكون آخر مرة هل تفهمين؟"

وتركتها وذهبت ولكن رنين قالت "افعلى ما تريدينأنا  لا أخشى من يتحدثون كثيرا"

كانت العمة ما زالت واقفة، نظرت إليها رنين والغضب يملؤ عينيها وتقدم آدم منهم فقالت العمة "لا تحزني يا فتاة لقد علم الجميع أن ما حدث غيرة وحقد من أميرة" 

هزت راسها ولم ترد فهي قد أدركت أن حربها مع أميرة لم ولن تنتهي وهو ما أشعرها بالخوف ولكنها أدركت أنها لابد أن تبدو قوية إذا كانت تريد ذلك الرجل وهي تريده 

قالت العمة "ستبدلين غرفتك أنتِ وهو لإجراء بعض التعديلات من الغد أرجو أن تتصرفان جيدا أعلم أنكِ تتساءلين لماذا نتحمل أميرة؟ ولكن لابد أن تعلمي أن هذا البيت بيت والدي أي لسميرة مثل ما لي ولا يمكنني أن أطردها منه وكذلك لآدم النصيب الأكبر الذي تنازل له والده عنه ولكن كلانا لا يمكنه إخراجهم من البيت ليس من عادتنا ولا تقاليدنا أن نطرد أهلنا لمجرد بعض الغيرة وهي وأميرة ليس لهما سوانا فلابد أن نتقبل وجودهم إلى أن يقررا الرحيل مرة أخرى ولكن هل أنتِ تفضلين الرحيل إلى بيت آخر معه؟"

نظرت له ثم للعمة بدهشة وقالت "وحضرتك!؟ لا يمكن أن أتركك ولا أن أسمح لآدم أن يتركك ليس من حقي أن أحرمك من ابنك" 

دمعت عيون المرأة ولكنها أشاحت بوجهها بعيدا لحظة ثم قالت "الآن أدركت أني لم أخطأ في اختياري أريد أن أراكم سعداء وهذا ليس بيدي ولكني متأكدة أن هذا الشاب سيبذل كل جهده لإسعادك أليس كذلك؟" 

ابتسم آدم واقترب من عمته قبل يدها وقال "نعم سأفعل ولكن وجودك معنا هو الذي يسعدنا أكثر"

مررت يدها على شعره بحنان وقالت "ربنا يسعدكم ويهنيكم وأنتِ يا فتاة سعيدة الآن؟"

نظرت إليه ثم إليها وقالت "عندما تتحدثين معي أشعر بالأمان والسعادة أشعر وكأني في بيتي وسط أهلي، تسانديني وتمنحيني القوة لمواجهة الصعاب، حقا شكرا لكِ طنط"

قالت العمة "هذا لأني اعتبرتك بالفعل من الأسرة وأنتِ الآن أصبحت منها بالفعل ثم أنا لا أحب طنط هذه قولي عمتي أم لا تعرفينها؟"

ابتسمت رنين وقالت بحب صادق "حاضر يا عمتي" 

ثم وجدت نفسها تقبل المرأة من وجنتها، نظرت العمة إليها وقالت "أنا لا أستمال بقبلة هل تفهمين؟" 

لم تذهب ابتسامتها وقالت "وأنا لم أفعل وإنما قلبي أراد أن يشكرك" 

تحركت المرأة وقالت "حسنا أنا تعبت وأريد أن أنام، لقد كان يوما طويلا" 

صعدت المرأة ونظر هو إليها وقال "رغم ما حدث إلا أنها كانت ليلة جميلة" 

ابتسمت وقالت "نعم أميرة لن تستسلم بسهولة"

تحرك معها إلى باب الفيلا وقال "لا أظن أن لديها شيء آخر" 

قالت بصدق "أتمنى"

توقفا أمام باب الفيلا، نظر إليها وقال "ستنامين؟ اليوم كان شاقا" 

عاد قلبها للدق وقالت "بالتأكيد أنت أيضا متعب ونحن غدا سنعود للعمل" 

عيونه فاضت بالكثير وقال "نعم شكرا على كلماتك لعمتي"

قالت بصدق "أنا كنت أعني كل كلمة إن لها مكانة خاصة عندي فقط أخشى أن لا تشعر بي"

ابتسم وقال "لا تقلقي عمتي هكذا لا تبدي مشاعرها لأحد لكن هذا لا يعني أنها لا تحبك بل أظن أنها أحبتك فقد طلبت منكِ أن تناديها عمتي"

ابتسمت وقالت "بصراحة في البداية كنت أخاف منها وأخشى أن تعنفني لو أخطأت لكن مع الوقت وجدت أن حنانها يكمن في أفعالها وليس أقوالها"

ظل ينظر لها وقال "نعم أحيانا يعجز اللسان عن قول ما بالقلب ولا تبديه إلا الأفعال أو ربما النظرات" 

نظرت إليه وهي تحاول أن تفهم كلماته هل يريد أن يخبرها بشيء؟ طالت النظرة إلى أن رن هاتفه فقطع تلك اللحظة 

كان عم صابر الذي قال "الرجل المسؤول عن توريد السماد اتصل ويريد أن يذهب إليه أحد غدا الإسكندرية" 

قال وهو يشعل سيجارته "حسنا سأذهب أنا غدا صباحا، هيثم مشغول هل أرسلت أحد لإصلاح سيارتي" 

رد صابر "لا، لقد نسيت يا آدم التجهيز للخطوبة شغلني" 

دقت على كتفه وأشارت لسيارتها فهم فقال "حسنا سأتصرف جهز لي الاوراق بالصباح" 

أجاب الرجل "حاضر" 

نظر إليها فقالت "أنت نسيتها" 

قال "إنها سيارتك" 

نظرت له بعتاب وقالت "وهل هناك فارق؟" 

لامس وجنتها بيده وقال بصدق "بالنسبة لي لم يعد بيننا أي فوارق" 

أخفضت عيونها وارتجف جسدها من لمسته فقالت "وبالنسبة لي أنا أيضا" 

قال وهو يبعد يده خوفا من أن يضعف أمام عيونها "ربما تحتاجينها" 

ضحكت وقالت "في ماذا؟ أنا منذ الصباح الباكر بالمزرعة عمل اليوم لابد من تعويضه" 

ابتسم وقال "أنا خطبت عم صابر والباش مهندس هيثم وأنا لا أعرف" 

ضحكت وتقدم الاثنان إلى الداخل ..

                  الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>