رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الرابع عشر14بقلم جني محمد السمنودي


 رواية لكل منتقم ضحية لا ذنب لها الفصل الرابع عشر14بقلم جني محمد السمنودي  

في اليوم التالي استيقظ آسر على صوت رنين هاتفه وجد المتصل هاني فأغلق الصوت ثم نظر حوله لم يجد أحد في الغرفة فأخذ ملابسه و اتجه إلى المرحاض بعد فترة خرج ليجد حياة ترتب الأطباق على الطاولة فاتجه إليها بحب قائلا
"حياتي عارف تعبتك معايا امبارح بس تقريبا كده في آثار جانبية بسيطة"

لمعت عينيها و اجابته بنبرة هادئة
"ولا يهمك المهم انك بخير انا بعت لهاني بيه بتاعك ده يديك اجازة و بعت لچنى بسألها المفروض تاكل ايه"

ضرب جبهته و تحدث بصوت ضاحك و في ذات الوقت منزعج "چنى!.. چنى يا حياة البت دي بقت عارفة مصايبي كلها "

ضحكت على كلماته ثم اردفت "سيبك من الموضوع ده و روح اوضة مريم اختك كده "

رفع حاجبه بتعجب أليست حياة من يغار منها ماذا حدث لكنها هز كتفيه بلا مبالة و اتجه إلى غرفة مريم دق الباب عدة مرات فاذنت مريم بالدخول قائلة
" ادخل يا آسر "

دخل الغرفة و التعجب يسطو على ملامحه قائلا
"عرفتي منين انه انا "

اجابته دون أن تنظر إليه فكان نظرها مسلطا على النائمة بين ذراعيها "حياة مبتخبطش"

تبسم بهدوء و اخذ كرسيا وضعه جوار السرير الجالسة عليه و تحدث بعدما نظر إلى صغيرته
"غريبة إنها ساكتة معاكِ ده انا و حياة بنعافر عشان نسكنها.. انا واثق انك هتبقي احلى أم "

ما بال الكلمات صارت موجعة فجأة برغم كونها كلمة صغيرة من المفترض أن تكون حنونة إلا أن وقعها كان كخبر زلزال آتٍ بعد ثوانٍ و لن يستطيع أحد الخروج منه حيا

اغرورقت عيناها بالدموع و تحدثت
" بس انا مش بخلف يا آسر "

غصة مريرة تضرب عنقه غير قادر على الحديث لكنه قاوم و تحدث برجفة "ازاي يا مريم"

اخذت نفسا عميفا ثم قالت
"كنت بعمل اختبارات كل فترة زمان ما انت عارف انا كنت عاملة ازاي و استغربت انا اكيد متمناش يكون عندي طفل من الحرام بس برضه كاي بنت عادية استغربت ان مفيش حمل فروحت كشفت و عرفت اني عندي عقم"

تحولت نبرته المرحة إلى الاختناق و تحدث باسف
"انا آسف اني فكرتك انا مكنتش اعرف ان شاء الله تتعالجي و انا هشوف حد كويس "

اغمضت عينيها قليلا و كسا الحزن ملامحها ثم اردفت
" متحاولش عشان انا حاولت كتير انا راضية والله و مش زعلانة ده اقل عقاب انا استحقه فعلا"

تنهد بضيق لكنه حاول تغيير الموقف فتحث مازها
"جرا ايه انتي هتفضلي ماسكة في البت انا عايز اشيلها شوية و تعالي يلا حياة جهزت الأكل عشان نفطر كلنا"

اومأت برأسها مع ضحكة خفيفة خرجا سويا و جلسا على الطاولة

نظر آسر إلى الطعام برفعة حاجب قائلا
" فين الأكل؟! "

لم تستطع حياة ان تملك ضحكتها و اجابته
"مهو قدامك اهو يا حبيبي "
آسر" ده اكل عيانين "

قال كلماته ثم رمق الطعام و اكمل" بطاطس مسلوقة يا حياة لأ و كمان عيش"

حياة "معلش يا آسر بس هتعمل ايه بقى"
اجابها براءة مصطنعة "ولا حاجة خالص"

ثم مد يده إلى طبق بعد عنه كان يحوي بطاطس مقلية لكن حياة ضربته على ظهر يده بخفة و سحبت الطبق قائلة
" ده بتاع مريم مش بتاعك"

أسر "ليه بقى انا اكيد مش هاكل اكل العيانين ده "
حياة" لأ هتاكله"

زفر بضيق ثم تناول الطعام بالفعل و بعد أن انتهى نظر إليهم و اردف
"قوموا اجهزوا يلا هاخد مريم اوديها لحنين و هاخدك يا حياة تشوفي الشركة محتاجة ايه عشان دماغي مش فيا و بعدها هروح القسم اقدم على اجازة "

حياة" بس حياة هتكون معاك انت و بعد ما تقدم على اجازة تيجي الشركة تاخدني و تروح لمريم تاخدها و نتفسح شوية و بعدها نروح"

آسر" عيوني بس كده روحوا اجهزوا يلا "

اتجهت الفتاتان إلى غرفهم بينما حمل أسر حياة و نظر في عينيها قائلا
" مش عارف انتي هتوديني على فين انا ادمنت ملامحك بجد بريئة اوي "

شعر بالدوار فجلس على الكرسي حتى انتهيتا من ارتداء ملابسهم و خرجوا جميعا

بعد فترة دخل أسر القسم  حاملا صغيرته مرتديا نظارته الشمسية و قيمصا و بنطالا كانا باللون الأبيض لم يرتدي هكذا منذ فترة طويلة

ابتسامة جانبية رسمها على فمه بعدما لاحظ نظرات الضباط بتعجب لكنه لا يبالي اتجه إلى مكتب هشام و فتح الباب ان يطرقه و اردف " عايز اجازة يا هشام"

انتفض الاخر من مكانه مصدوما و تحدث
"الناس كلها بتقول ازيك و اخبارك و السلام عليكم إلا أنت عايز اجازة"

اجابه أسر و هو يجز على أسنانه
"أنجز"

ضحك هشام قائلا باستفزاز
"اقعد بس يا راجل بالبت اللي انت شايلها دي"

أسر "اسمها حياة"

هشام "عموما يعني يا عم كتبتلك على اجازة بس كلم هاني بيه عشان كان بيسأل عليك "

أسر" شاكر افضالك يا اخويا "

غادر المكان و بعد مدة تجمعوا في مطعم فاخر و ظلوا يتحدثون سويا و يتناولون طعامهم وسط المزاح

***

و

قفت چاكلين جوار سيد مرتدية قفازها الطبي و امسكت بقرنية لعين رمادية اخذت تنظر إليها بهوس و كأنها تود إلتهامها رمقت الدماء التي لطخت ثيابها لبرهة ثم تحدثت بشر
" عقبال ما امسك كل حتة في جسمك كدا اموت انا في العيون الرمادية علفكرة "

نظر إليها سيد بخوف قليلا لكنه قال
"اظن ان حضرتك مش محتاجة تتعلمي حاجة تانية صح ولا ايه"

چاكلين "بلاش حضرتك دي قول لين انا بحب الاسم ده اوي"

سيد "تمام يا لين هانم بس دلوقتي الحكومة عينها علينا و بتحاول توصل لأي حاجة عننا خاصة انها مفكرة ان عيلة الشهاوي ميتة و انك منتحلة الاسم"

چاكلين "سيبهم براحتهم احنا هنختفي عن الانظار اصلا الفترة دي هتخلص عملية الأعضاء اللي في ايدنا و هنروح أمريكا نشرف عند جاك فترة سنة سنتين كده على ما نتنسي و في الوقت ده هتكون عصابة جاك اللي مسيطرة و بما اني عرفت أسر قبل كده باسم جاك طبعا هيفكر جاك ده هو اللي انتحل اسم الشهاوي و ان انا كنت مجرد مساعدة "

قالت كلماتها ثم ضغطت بقدما على سلة المهملات فإذ بغطائها يفتح رفعت يدها إلى أعلى ثم القت القرنية به و ضحكت بشر

ابتلع سيد ريقه و الخوف يعتريه قائلا بصدمة في نفسه " انا هخرج من هنا مريض نفسي اكيد "

نظرت إليه چاكلين و قالت
" انا بقرأ حركة الشفايف علفكرة و مش عيب عليك تبقى خايف و انت دكتور اصلا اومال انا ده انا حتى مش دكتور"

سيد "مقصدش يا لين هانم المهم تحبي نعمل ايه دلوقتي"
چاكلين "هروح اسلم الحاجة و بعدها نروح أمريكا لجاك"

***

العاشرة مساءا يجلس عاصم في مكتبه في المصحة يفكر فيها شغلت حيزا كبيرا من تفكيره لم يعد يرى سواها قام من كرسيه و وقف امام النافذة قائلا

" ياه نفسي لو تحسي بيا يا مريم و تعرفي انا بحبك قد ايه هي كانت غلطة واحدة بس غلطة واحدة ليها عواقب كتيرة انا مكنتش بحبها بس ابني اللي راح أيدي اللي اتشوهت معدتش اقدر اخلف بقى معايا فلوس كتير جدا بس مفيش حاجة اصرفها فيها أكتر حاجة مزعلاني حصلت هي انك رفضتيني ليه ترفضيني انا اتغيرت و ساعتها كنت مجبور "

تسابقت دموعه للنزول من عينيه ثم نظر إلى يده و تحدث بحزم" هتغير و اول حاجة هعملها هعالج البتاع ده ايوة انا مينفعش اسيبه كده في أيدي "

جلس إلى كرسي مكتبه و فتح الحاسب الخاص به ليفتح تسجيلات الممرات على اليوم الذي ذهبت إليه فيه نظر إليها قليلا ثم احتفظ بصورة لها على هاتفه من هذه التسجيلات و قال "هبقى حد تاني عشانك يا مريم"

فتح ملفا مليئا بالأرقام و بحث عن رقم طبيب يعرفه و بعد قليل اتصل به قائلا "دكتور ازيك واحشني كنت عايز اشيل الحرق اللي في ايدي قررت اسمع كلامك و اشيله زي ما قولت اجي امتى"

تبسم الآخر قائلا "تيجي في اي وقت انت عايزه يا عاصم ابعت بس رسالة على الواتس قبل ما تيجي عشان افضي العيادة"

أنهى عاصم المكالمة معه ثم عاد إلى منزله في نشاط كبير

***

يجلسون جميعا على طاولة في مطعم المثلجات و هناك تحدثت حياة" استأذنكم هدخل الحمام و اجي "

قامت من مكانها بينما كانت نظرات آسر تتبعها متجهة إلى المرحاض

بعد قليل غسلت وجهها و نظرت إلى نفسها في المرآة لترى سيدة جميلة ذات ملامح رقيقة يبدوا السن عليها لكنها راقية نظرت حياة إليها قائلة
"لو حضرتك عايزة المراية تعالي انا خلصت "

كانت تلك هي چاكلين نظرت إليها نظرة قوية قاتلة و اجابتها "لأ أنا عايزة حاجة تانية انتي بتحبيها اوي بس مش مهم المهم دلوقتي اني عرفتك"

زاد تعجبها و تحدثت بتساؤل "هو حضرتك مين"
چاكلين "لين يا حبيبتي"

قالت هذا ثم خرجت من المرحاض تبعتها حياة إلى الخارج و جلست حوار أسر و اردفت
"في واحدة غريبة اوي كانت في الحمام"

اخذت توصفها له فتذكر الملثمة لكنه تصنع عدم الفهم حتى لا يخيفها قائلا
" اول مرة اسمع عنها اصلا سيبك منها و تعالي يلا عشان بعد ما نخلص اكل نروح انا عايز انام" 

نظرت إليهم مريم بقلق و اخذت تلتفت حولها و تحدثت بذعر
"وصف عيونها يا حياة اللي انتِ وصفتيه و كمان اسلوبها في الكلام هي الست اللي جتلي في السجن"

نظرت خلفها مرة أخرى ثم انتفضت من الخوف مجرد أن لمحتها تنظر لها و قالت بفذع
" دي دي واقفة هناك اهي عند الحمام هي قوموا نمشي من هنا بسرعة انا مش هفضل هنا"

نظر آسر إلى حيث كانت مريم تنظر و كانت هي چيم او چاك ايا ما كان اسمها فيبدو أنها تتبعه

ألقى الخوف ظلاله على وجه آسر لكنه تحدث بهدوء
"طيب روحوا انتوا على العربية قوليلها تمشي بيكوا على البيت يا حياة و تقفلوا الباب كويس جدا و لو حصل حاجة تحت السرير هتلاقي سلاحين و أدوات حادة اهم حاجة انتوا و حياة الصغيرة غير كده في داهية"

حياة "طيب و انت"
أسر "ده شغلي يا حياة انا متعود على كده"

هزت راسها بياس هو عنيد ز لن ينصاع لها بينما كانت مريم خائفة فعلتا ما قاله أسر بالضبط اما أسر فاتجه إلى المكان الذي رأى فيه چاكلين اقترب منها و اردف بهدوء
" احنا في مطعم يعني لو اتمسكنا هنروح في داهية سلاحك ميطلعش "

وضعت يدها على جيبها تتحسس السلاح و تحدثت "و انت بقى عرفت منين اني جايبة معايا سلاح"

اسر "واحدة زيك مش هتمشي من غير سلاح اقدر اعرف انت مين"

چاكلين "تعالى ورايا نطلع نتكلم برا"
ظل يسير وراءها حتى توقفت في في طريق خالٍ من كل شيئ بالأحرى طريق مقطوع نظرت إليه بخبث قائلة
"تعرف انت واقف فين ده نفس المكان اللي فيه اتشوه دراع عاصم "

تعليقات



<>